لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-14, 01:15 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 274330
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: صّبا عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
صّبا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صّبا المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
7d6581ed2d الجزء الثالث

 

الجزء الثالث
انا الشخص الوحيد الذي يشعر بأنه ليس وحيد .. بالرغم من انه وحيد !





بعد اربعة سنوات *



كانت تستعد من اجل حفل خطوبة ابنة خالتها عفراء غداً
علقت فستانها الزهري المزركش و المرصع بأحجار ملونة و اللؤلؤ الطبيعي على جسدها , ألقت عليه نظرة اعجاب و رمت قبلة لنفسها في المرآة *
متحمسة جداً فهي لم تخرج منذ خمسة اشهر سوى إلى السوق مع والدتها .. و على مدى اربعة سنوات لم ترى العالم الخارجي سوى ستة مرات و قد دونتها بكل تفاصيلها في مذكراتها ! شكل العمال هناك و نوع البضائع , بدون ان تعرف حتى أي شيء عن موقع منزلهم من هذه المنطقة ! بدون ان تعرف حتى عن العالم الخارجي او التطورات التي طرأت عليه !
و على مدى سنوات بعيدة قضتها في التنقيب خلف والدها و الانغماس في الدراسة المنزلية , ظلت شخصيتها البريئة على ما هي عليه .. كـ طفلة تقوم بما يملى عليها .. كـ طفلة لا تحتاج إلى كل ما يحتاجه شخص في مثل سنها في الرابعة عشر , بل كـ طفلة لا تحتاج سوى عطف من حولها و حب والديها !
اقامت علاقة وثيقة مع الكتب , و مختبر جدها .. مع حديقة المنزل و اشتهت ان تشرب القهوة المرة مثل والدها او حتى تدخين سيجارة مثل اخوها عمر !
حملت كتاب استعارته من مكتبة والدها يتحدث عن الظواهر الغريبة حول العالم , و قد وصلت إلى الظواهر الغريبة في روسيا , متحمسة جداً ف هذا القسم هو الافضع و الأكثر اثارة بالنسبة إليها في هذا الكتاب ! حتى ان والدها كتب عليه ملاحظاته الشخصية بقلم احمر
انطلقت بجسدها النحيل لترمي نفسها على سريرها القطني بين الوسائد الملونة .. ظلت تقرأ حتى وقت متأخر من الليل .. إلى ان غلبها النعاس , و نامت و الكتاب على وجهها

.
.
.

استيقظت باكراً في الساعة الخامسة لتصلي الفجر
ابعدت الكتاب عن وجهها البريئ

ببيجامتها الزهرية الفضفاضة من الاسفل و الضيقة من الاعلى
كانت تتحرك ببطئ بإتجاه دورة المياه في آخر الرواق

ها قد انتهت من الوضوء و قد دب الحماس في جسدها
اليوم ستخرج اخيراً !
بدأت بـ اخوها عمر حيث ايقظته للصلاة و طرقت الباب على والديها ثم قبلت رأسيهما طمعاً في رضاهم
.
.
.
و على ثنايا سجادتها حيث كانت تشعر بالدفئ .. بدفئ الجلباب , و دفئ الايمان و السلام النفسي
في ذلك اليوم ,كانت متسامحة جداً مع نفسها
بالرغم من انها لا تعلم لماذا شاهدت في عقلها فتاة صغيرة تضرب و تعذب !
ذرفت الكثير من الدموع و هي تطلب العفو من رب العالمين و السلامة لأهلها
.
.
.
لم يسعها الوقت لتنهي تجهيزاتها للذهاب لمنزل خالتها , فـ اشيائها متناثرة في الغرفة هنا و هناك !
ألقت نظرة على كتاب لا عنوان له وجدته في مكتبة والدها و هي تنظف المكتبة في الأمس
كانت مندهشة من وجود مثل هذا الكتاب لدى والدها , فوالدها رجل عسكري لا اهتمامات ادبية له , لكنه لم يكن مجرد كتاب !

.
.
.
كنزت جميع الاشياء التي ستحتاجها في شنطة سفر صغيرة
احكمت لف حجابها , و حملت الكتاب و هي تقول بداخلها " سـ اقرأه في السيارة "
كان منزل خالتها على بعد ساعة و نصف من منطقتهم

اليوم مهم , لأن ابنة خالتها ستصبح على ذمة شخص آخر غير زوج خالتها !
ستصبح أمرأة ابتداء من اليوم !
.
.
.
# الساعة 8:32 صباحاً ~



قطب حواجبه
: ليش كل هالاغراض يا بابا

ابتسمت بمرح , و تعلقت بيديه بخجل
:لأني راح انام ببيت خالتي اليوم , بليز بابا بليز

طوقها بذراعيه و ابتسم بحنو
: يا حبيبتي انتي ما عادك صغيرة , و عيب اسيبك هناك حتى لو بيت خالتك.. اولاد خالتك كبار اللحين

اخفضت رأسها بيأس , بعد تلك الكلمات المقنعة لا تعتقد بأنه سيغير رأيه فمنذ اربع سنوات مضت لم يعد يسمح لها بفعل الكثير من بينها المبيت لدى خالتها !
تلك هي سياسة والدها , ان كان مقتنع بالامر فلن يثنيه عنه احد , كما انه على حق
: و لا يهمك يبه
وقفت على اطراف اصابعها و قبلت رأسه
: بس تجيني عالساعة 11 ؟

ضحك و هو يضمها اكثر
: يعني راح تستغليني ببوسة , امشي بس اسبقيني عالسيارة
ابتسم لزوجته التي كانت تلف طعام الغداء من اجل زوجها , و تنهد بعمق
: كبرت هالبنت يا سلمى

اقشعر بدنها , و توقفت عن التوضيب
نظرت اليه بشيء من الخوف , وهمست بجدية
: قبل صلاة العشاء تجيبها البيت
اقتربت منه بوجهها المحتقن
رفعت رأسها , نظرت الى عينيه مباشرة
و تساقطت دموعها فجأة
و بدأت تضربه على صدره كنوع من اللوم
: انت السبب .. و اذا صار لها شيء ما راح اظل يوم واحد هنا

كان يمسح على ظهرها بهدوء و يهمس
: مايصير خاطرك الا طيب
: اهدي

.
.
.

: يبه انا راح اجلس ورا

ابتسم و هو يطرق نافذتها
: انزلي انزلي , اجلسي قدام سولفي معي

قفزت بين الكراسي بجسدها النحيل الى الكرسي الجانبي لوالدها
: كنت حابه اقرأ كتاب بس قلت بابا المسكين ماله غيري
ضحكت بخفة

كان يرجع بسيارته للخلف
وقبل ان يتخطئ المنزل , مال على غيداء و احكم وضع حزام الامان
: اكيد ياحلوة الحلوات من لي غيرك , علشان كذا اليوم الساعة 8 لازم نكون بالبيت !

تقوست شفتيها و مالت برأسها على النافذة
معترضة على حرص والدها
و مضربة عن اسلوبه الحنون

تجاهلها فهو يعلم بأنها ان نبست بحرف سيخل بوعده لزوجته امام وجه غيداء البريئ
لذلك ظل صامتاً طوال الطريق
الى ان وصلوا امام المدخل الرئيسي لمنزل خالتها






# الساعة 10:15 صباحاً ~





اطلقت غيداء سراحها من حزام الامان
و دلفت لمنزل خالتها بدون ان تودع والدها

اما هو فقد تنهد و خرج ليوصل حقيبتها
و يلقي التحية على نسائبه
و قبل ان يغادر
اوصى خالتها عليها
و شدد على عدم خروجها من المنزل!
.
.
.



# الساعة 6:50 مساءاً ~



كان امام المنزل
و بين الحضور
ألقى السلام و هنئ نسائبه
و طلب غيداء للعودة للمنزل



لم تستهويه فكرة ترك ابنته هنا لوحدها
لذلك قرر اخذ اجازة لهذا اليوم
و راح يساعد نسائبه في تجهيز حفل عقد قران ابنتهم
.
.
.
كان يجلس في سيارته بإنتظارها
مرت خمس دقائق
شاهدها تودع خالتها بحزن
: سلمي على كل البنات خالتو .

: ان شاء الله ياقلبي
قبلت جبينها
: سلمي على ماما و اخوانك ,طيب ؟
: يالله حبيبتي لا تتأخري على بابا


كانت تمشي ببطئ
و تتوقف تارة و تلتفت للخلف لتلوح بيدها لخالتها

مال بجسده ليفتح لها الباب الامامي
إلا انها تجاهلته و فتحت الباب الخلفي
: السلام عليكم

ابتسم حينها
: وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
: فينها .. فينها ؟ فينها
كان يشير الى خده الايمن

اما هي فقد اجابت بضجر
: ميين

قوس شفتيه
: بوسة المسا !

اشاحت بوجهها للنافذة
و بدأت تبكي بصمت

تنفس بعمق قبل ان يقول بجدية
: نور الشوارع يطفي بمنطقتنا بعد صلاة العشا
: و تتجمع الناس المش كويسه حول المنطقة
: ماما خايفة عليك
لم يسمع اي رد
لذلك التفت للخلف
كانت تغط في نوم عميق !
ابتسم و ادار المحرك ,قال في نفسه " يالها من طفلة "

.
.
.
# الساعة 7:56 مساءاً~

كانت غيداء قد استيقظت
بقت صامته طوال الطريق
وبخفة اخرجت الكتاب من جيب الكرسي

كان كتاب غريب حقاً
للوهلة الاولى تظن انه مجرد كتاب ممل من مقدمته الطويلة
لكن ما ان تتخطى المقدمة حتى تفقد نفسك بين طياته
هنالك الكثير من الكلمات الكبيرة التي لم تفهمها
و هنالك الرسوم و الخرائط , و صور لبعض الاماكن
و الجثث !

.
.
.
كانوا قريبين من المنزل
سيصلون اليه بعد اجتياز منحدر صغير , و طريق وعر !


و هم على بداية الطريق الوعر
صرخت غيداء
لأول مرة تشاهد صورة لجثة
و لو انها انتبهت على التعليق اسفل الصورة لعلمت
بأنها جثة اختها أسماء ,التي لا تبدو كأختها في هذه الصورة !


بينما التفت والدها للخلف بتعجب
: ايش في غيداء ؟


خبئت الكتاب داخل سترتها
و ابتلعت ريقها
-كانت تلك اول كذبة لها طوال سنواتها ال14 الماضية !-
: مافي شي , كا... كابوس بابا !
زمت شفتيها , و ارجعت رأسها للخلف
.
.
.
وبينما نظرات والدها تتفحصها
اشارت لوالدها للأمام بتعجب ..

التفت والدها ليرى رجلين يدخنون السجائر بشراهة في سيارة جيب قديمة الطراز بين الحشائش !
اعشاهم نور السيارة الامامي لأبوغيداء فتوقفوا قليلاً و استقاموا
احدهم كان مألوف لوالدها لدرجة انه همس بصدمة : نايف !


.
.
.
اما الرجل الآخر القريب من جهتها .. كان ينظر بإتجاهها , الى وجهها , يدخن و يتأملها بهدوء بعينيه الحادة
ثم يميل برأسه و يغمز لها !

في حين صرخت غيداء بعد غمزته مفزوعة , و هزت كتف والدها بعنف
: يالله بابا .. يالله

.
.
.
تحرك والدها بالسيارة و عبر الطريق بصمت
كان مشغول بالرجل الذي شاهده قبل قليل
متجاهل نداء غيداء المتكرر
كانت تتذكر نظرات ذلك الرجل الغريب و تشعر بالقشعريرة تسري في جسدها
.
.
.
وصلوا المنزل اخيراً في الثامنة و عشرة دقائق
كانت ام غيداء تنتظرهم من خلف الباب
سبقها والدها للداخل , كان لديه حديث مهم مع والدتها لدرجة انهم اكملوا الحديث خلف الباب !

اما هي فقد خبئت الكتاب داخل سترتها و اخفته بأطراف الشال
واخيراً لحقت بوالدها للداخل
كان نقاش والدها و والدتها , و اخوها الاكبر حاد جداً
فصرخاتهم ارعبتها حقاً


لم تفهم اي كلمة لذلك
فضلت ان تبتعد و تدلف الى داخل المنزل
لكن
بلا سابق انذار
طُرق باب المنزل بعنف
واندفع الباب بقوة ليرتطم بالجدار
ليدخل نفس الرجلين !


.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور صّبا  
قديم 07-11-14, 01:19 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 274330
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: صّبا عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
صّبا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صّبا المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
7d6581ed2d الجزء الرابع

 


الجزء الرابع
ماذا لو تصادفنا يا حبيبي يوماً .. و لم تعلم بأنني مستقبلك و انك مستقبلي ؟!







طُرق باب المنزل بعنف
واندفع الباب بقوة ليرتطم بالجدار
ليدخل نفس الرجلين !
مباشرة تحولت نظرات غيداء لأحد الرجلين و تشبثت بكم والدتها بشدة



كان الجو متوتر جداً
لدرجة ان ام غيداء صرخت و هي تدفعها
: روحي من هنا

افلتت غيداء كم والدتها لتسقط على الارض
انطلقت منها صرخت ألم لكن لم يلقي لها احد منهم بالً
و انطلقت باكية الى خارج المنزل

.
.
.

مضت خمس دقائق على وقوفها في الخارج
كانت تدلك كتفها و الدموع تفر من عينيها بلا شعور
ظلت على هذا الحال
الى ان همس احدهم بالقرب من اذنها
: ليش الحلو يبكي ؟


شعرت بالخوف حينها
همست بشفاه مرتعشة و هي تلتفت للخلف
: مييين ؟
و ما ان التقت عينيها بعينيه حتى صرخت فزعه
وهربت خلف سيارة والدها



كان يسير بإتجاهها ببطئ
: خايفة مني ؟
لوح بمسدسه في الهواء ليتباهى امامها
: انا ما اعض !


كانت تبتلع ريقها بإستمرار
تشد سترتها عليها بقوة
و تمسك بكف من التراب !
و فجأة..
امسك بيديها
صرخت ,ترجته لثانية
ثم ألقت بكف الرمل في وجهه
لكن مع ذلك لم يفلتها
بل اسقط عليها وابل من اللعنات !
و شدها اليه بقوة


كانت الرؤية ضبابية لديه
لكنه يشعر بعودها النحيل بين يديه
كانت ترتجف , وتصرخ بشدة
ثبت السلاح عليها و همس
: امشي قدامي !


حاولت التملص من بين يديه
حاولت دفعه
حاولت الصراخ
لكن كل ذلك لم يسعفها
لأنه في كل مرة يشدها اليه اكثر !



فجأة
نجحت.. اخيراً فلتت من بين يديه
لتنطلق رصاصة اليه !
كان الزناد عالق بقميصها بإتجاهه !


حينها توقف الصراخ بداخل منزلها
اضيئت المصابيح في بعض البيوت المجاورة
والبعض خرج من منزله
و شعرت هي بأن عالمها .. بدأ ينهار
تسائلت في نفسها ببراءة و هي تجلس على ركبتها بالرغم من فزعها ..
و تقترب منه ثم تهزه " هل مات ؟ هل انا قاتلة ؟"
: انت ... انت ... هييي انت
لم يتحرك !
وقفت يومها.. و بشعور عدم الامان
ركضت الى الشارع
تعثرت مرات
و اضاعت خفيها
لكنها استمرت بالركض
بإتجاه مبنى ضخم في نهاية المنطقة !
.
.
.



وجه نظره للناس المتجمهرة حولهم
صرخ
: يالله يا جماعة الخير كل واحد على بيته ، حصل خير !


اما الآخر فقد سحب رفيقه غسان الذي ينزف الى داخل المنزل
ما زال حي ، الرصاصة لم تصبه !
كان مجرد جرح غائر على الخصر !



ما ان دخلت عائلة غيداء حتى بدأو بالصراخ
فسلمى تصرخ و تبكي
و هادف اسود وجهه
اما عمر
فقد ضرب نايف على كتفه و دفعه بقوة للخلف
صرخ حتى ظهرت عروق رقبته
: وين اختي !


احكم لف قبضته
و نظر الى عيني عمر ليثبت صدقه
: ماعرف !

اما هادف فقد زمجر و هو يشهر بسلاحه على نايف
: الا بنتي يا نايف ..

صرخ غسان و هو يمسك على جنبه بقوة
: وراك يا نايف !


اخفض رأسه بسرعة و اندفع للخلف على هادف
سقط حينها هادف و سقط سلاحه !
انقض عليه بشراسة ..
صرخ نايف و هو يمسك بياقته
: انا ما شفتها حتى !
: مفكر كل الناس انجاس مثلك !
: انت اعتديت على اختي زمان ، و انا صحيح ناوي ارد الصاع صاعين ، بس مو على اضعف خلق الله !


تيبست أطراف عمر حينها
شعر و كأن احد ما سكب عليه ماء مثلج
ابتلع ريقه
لم يكن يقوى على الحراك او الوقوف اكثر
جلس على ركبتيه
الآن فقط يفهم سبب ملاحقة نايف لهم منذ اكثر من أربعة سنوات
لكن لماذا والده يحاول اخفاء الحقيقة عنه
هل اعتدى على اخت نايف حقاً !
: اخ..اخت..ك ! أختك شسمها ؟


توقف عن هز هادف والد غيداء
و التفت ببطئ للخلف
تأمل عمر اخ غيداء لفترة طويلة
كانت عينيه مليئة بالشك و التساؤل
: حسناء بدر !


اغلق عينيه بقوة
و كأنما دوت قنبلة في المكان بعدها
حسناء بدر ، الفتاة التي اوصلها إلى قصر الوزير بنفسه !
لا يعلم
هل يفرح لأنه اخيراً سيقدر على رفع الظلم عن عائلته
ام يحزن لانه سيبدأ رحلة مأساة جديدة
لكن قبل ان ينبس بحرف


وقف نايف و ساعد رفيقه على النهوض
كان على وشك الخروج
و قبل ان يخرج ، توقف لبرهة
التفت للخلف و ألقى نظرة سريعة عليهم
: كلامنا ما خلص للحين !

.
.
.
# الوقت 1:46 صباحاً ~



في منزل قديم متهالك في منطقة مجاورة لمنطقة عائلة غيداء
كان نايف و غسان مع زميل نايف سابقاً فهد
وسط عراك لا مجرد عملية بسيطة !

كان غسان يعض على منديل الطبيب فهد بقوة
في حين يقوم نايف بسكب المطهر و يشطب على التعقيمات الاخيرة
تم خلال نصف ساعة إيقاف نزيف جرح غسان
وسط صرخاته لأن العملية تمت بدون مخدر موضعي
وسط الغبار والقاذورات
منزل مهجور منذ سنين , في مكان شبه خالي بين حقول القمح و بعض المزارع و المقابر
مكان لن يقبل به الشياطين انفسهم !
لن يقبل به سوى اشخاص نزعة الانتقام في قلوبهم بالدنيا و ما عليها !
اشتروه قبل اكثر من ثلاثة سنوات بسعر بخس


ودع نايف الطبيب فهد في المشفى و تم توقيع عقد
على اثره سيخسر الطبيب حياته ان تم فضح أمرهم !
و قبل ان يغادر الطبيب السيارة
همس نايف
: احياناً الثقة شر ! شكراً على اليوم ! في امان الله


عاد إلى غسان
اغلق الباب خلفه و ثبته بعصا خشبية
رمى بعض الألواح على الارض بقرب سرير غسان
و افترشها ببعض الخامات القديمة


كان أنين غسان يتعالى شيء فشيء
و نومه خفيف
لذلك بقي نايف مستيقظ طوال الليل


يتذكر كلمات عمر اخ غيداء
و يخفق قلبه بشدة
يشعر بأن هنالك سر حول اخته و هو لا يعلم بشأنه


: نا...آآآآ
: نايف ؟
: انت نمت ؟


اعتدل بجلسته ليستمع لغسان
و حينما نظر الى وجهه ، علم بأنه شبه غائب عن الوعي
غسان يهذي على اثر الحمى
كان يتحدث بصوت مسموع عن ما يجول بخاطره كالعادة
: انا ....


تثائب و وضع بعض الحطام تحت رأسه
: يا رجال ارتاح ، نام و سمي بالله


: انا اعتديت عليها , اقصد حاولت اعتدي عليها , وهي هربت ! .. بنت هادف .. !
: انا انتقمت لك ، بس ماعرف ليش قلبي يعورني !
: يعورني عليها !


تجمد للحظات ، ربما لان الهواء نفذ
و أظلمت الدنيا
ربما لانه شعر و كأن كيانه تزلزل مرتين
مرة على حسناء
و مرة على غيداء !
غيداء التي لم ينظر لوجهها حتى
لم يفكر بها كوسيلة انتقام و لا للحظة ..

شعر بعد حديث غسان بنفس الشعور حينما علم
بأن اخته حسناء تم الاعتداء عليها


وقف و حمل السطل اسفل جهاز التكييف
ذلك السطل الذي يمتلئ نصفه بالماء الذي يقطر من جهاز التكييف
سكبه بقوة على وجه غسان
رقد فوقه و بدأ يلكمه بقوة
لـيستوعب مدى فظاعة فعلته
ليستفيق من كذبة الانتقام
او يقتله !
هذا ما تمناه وقتها
لكنه فقط قضم شفتيه
الى ان سالت الدماء الساخنة
الى ان تحشرج صوته
و صرخ
: هادف ما اعتدى على اختي ! انت ضيعت كل شيء !
: لكن انت اعتديت على بنته !
: لو اشرب من دمك اللحين ما راح يكفيني
صمت لبرهة و هو ينظر الى جرح غسان
الذي بدأ بالنزيف مرة اخرى
: الجرح .. هي اللي تسببت فيه !
استقام واقفاً , و راح يجوب الغرفة
: كم عمرها قلت لي ..

اعتدل في جلسته
جفف وجهه بطرف ثوبه..
ابتلع قرص مسكن
و رمى بجسده مرة اخرى
على السرير المتهالك
لتتطاير الاتربة و تتكون هالة دخانية
و يهمس
: 14 !
ادار وجهه ليأن بصمت
بكل ذل و خضوع
بعيداً عن نايف الذي يجمح غضبه
وبعيداً عن ضميره الذي بدأ يخنقه
بعيداً عن جرحه الغائر الذي سيقتله وجعاً
بعيداً عن العار الذي ألحقه بنفسه!

.
.
.


كان نايف يدخن بشراهة يومها
يطحن الحشائش بقدمه امام المنزل
ذهابا و ايابا
عقله متشتت
بين غيداء و حسناء
يشعر بأنه المسؤول عن ما فعله غسان بغيداء !
واخيراً قرر
ان يسير على بعد ميل
الى كبينة الهاتف العمومي
و يرفع الهاتف على شخص رفع عليه السلاح ذات مرة
: تقدر ترد لي الدين اللحين!
: الدين اللي ثمنه رقبتك
: انا ادور على شخص معين !
: نلتقي بعد ساعة ..

.
.
.
# الوقت 3:55 صباحاً ~


كانوا عبارة عن عشرة رجال
يقفون امامه و تحت امرته
نفس الرجال الذين وقف معهم ذات مرة
و ساعدهم .. ليدمروه !
و دمروه ..
: البنت عمرها 14 سنة
: بنت ضابط الشرطة هادف ...


وعلا همس الرجال بعد اسم هادف
" ماذا يريد من ابنة الشخص اللذي لطخ سمعته , هل حان وقت الانتقام !"


اخفض رأسه
رمى السيجارة و ابتسم بسخرية
: لا و الله حابب اطبطب عليها بس !
ابتلع ريقه و شتت نظراته بعيداً عنهم
: اكيد حاب انتقم , بس ابيها حية !


اشار الى المنزل
: اتبعوني
دلف الى الداخل
اطال النظر في غسان
اما غسان فقد كان يتحاشى النظر الى عيني نايف



جلس بقرب غسان .. و ساعده في الجلوس
و اطبق يديه على جرح غسان !
ضغط على الجرح بقوة و هو يهمس في اذنه
: اوصف البنت !


.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور صّبا  
قديم 07-11-14, 01:29 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 274330
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: صّبا عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
صّبا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صّبا المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
Flowers رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكاية امل مشاهدة المشاركة
   وعليكم السلام ورحمه الله
اهلا وسهلا واخيراااا حنيتي علينا صبوش !!!!!!
امممم والله اني فقدت الامل في الروايه او انك تردي علينا , صراحه الروايه كثيير عجبتني رغم اني ما كنت كثير فاهمتها في البدايه لانو مثل ما قلنا لك كثير بلخبط الاسلوب الي تابعتيه في البدايه ,, وبعد ما قلتي انك راح تعدليها ضليت في انتظارك رغم انك غبتي لفتره , لحتى سالت في المنتدى عن مصير الروايه ويجزاها خير الي ردت علي وخبرتني انك نزلتيها في منتدى قصص من وحي الاعضاء , وبعد قراءتي للجزء المعدل كثير فهمت الروايه وتحمست اتابعها ,,.
والحين اذا بتغيبي عنا وما بتنزليلنا الروايه بتزعليني كثير وما اتابعك ابداااااا.
وبعدين يا حلوه كتابتك رائعه واستمري وكوني على ثقه بنفسك وانشالله تلاقي معجبين وانا من الاوائل ....


بإذن الله غاليتي
لكن من غير المعقول كذلك بأن ادرج الرواية و لا اجد رد
خصوصاً بأنها النسخة المعدلة على رواية الاختباء في حضن الجحيم و ليست الاصلية
ارغب حقاً في معرفة رأي القارئ , هل باتت مفهومة اكثر او لا

كما قلت لك انتظرت اسبوعين و لا رد ! حتى خبى حماسي و شعرت بأنني لن استمر اكثر
و اصدقك القول بأنني توقفت حتى عن التعديل على الرواية .. قلت لنفسي ما الفائدة من تعديل الرواية ف الاصلية موجودة و التعديل هو للقارئ ليفهم الاحداث بطريقة افضل , لكن لم اجد اي عامل يجعلني استمر

ردودك حقاً جميلة و تدعمني نفسياً للأستمرار اشكرك عزيزتي
دمتي بخير جميلتي ~

 
 

 

عرض البوم صور صّبا  
قديم 07-11-14, 01:56 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 274330
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: صّبا عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
صّبا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صّبا المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
7d6581ed2d الجزء الخامس

 

الجزء الخامس
الانسان ينصب في مكان لينشأ عليه ، فيجر الى مكان آخر بأداة القدر !




# بعد ثلاثة ايام ~


في تلك الايام الثلاثة الصعبة التي قضتها في حجرة متفحمة .. بدأت حياتها !
ثلاثة ليال تقضيها مع مخاوفها و آلآمها , مع تلك الكوابيس التي لا تكاد تفارقها
اما النهار فتقضيه في البحث عن لقمة , و عن منزلها الذي تاهت عنه !
اخرستها صدمة ما حدث لها و تقريباً لم يبقى في تلك الذاكرة سوى ذكرى الاعتداء
لم تكن تعلم بشأن العيون التي تترصد حركاتها
لم تفهم لماذا هي هنا و ليست في السجن ، لماذا هي هنا و ليست في المنزل !
المنزل ! لقد اشتاقته حتى جفت كل الدماء في عروقها


و ها هي عصافير الجوع تأن ايضاً
منذ ثلاثة ايام و هي تذهب للمجأ تقتات بعض الطعام
و تعود الى هنا مرة اخرى
طعام لا يسمن و لا يغني من جوع
بعض الطعام من القمامة و البعض الآخر من بعض الناس الصالحين و غالباً لا تجد منه الا البقايا
هذا الملجأ به الكثير من المشردين
عشرات النساء و الرجال
يعيشون معاً ، يعادون بعضهم
يشهد هذا المكان الكثير من جرائم القتل مؤخراً .. من اجل شح الطعام !


الملجأ عبارة عن مخزن كبير خلف مجمع تجاري ضخم
مطلي باللون الأصفر الباهت
فارغ من كل شيء .. الا المشردين
هنالك ألواح و جرائد مصفوفة هنا و هناك كسرير
و هنالك بعض الصناديق كخزائن


كل شخص يعرف مكانه هنا
الا هي
دخلت قبل ثلاثة ليالٍ الى هنا
كانت تركض بسرعة
لمحوها ترتطم بالجدار قرب النافذة
و تسقط بهدوء



ألتموا حولها
صاحبة الملامح البريئة
بملابسها الفاخرة
و الحلي الثمينة التي ترتديها
جردوها من كل شيء
لولا الشفقة لكانوا جردوها حتى من ثيابها مقابل بعض الطعام


استيقظت على موجة من المياه
لتشهق مختنقة
: آآآآآآ
و الآن هي مبلولة بالكامل


صرخت امرأة في منتصف العمر بغضب
: هذا مكاني ! ما تشوفي ! قومي من هنا قووومي
وبدأت تدفعها


كانت ترتجف من البرد
ففصل الشتاء في بدايته الآن
و بعد صرخة المرأة بدأت تزحف بإتجاه النافذة على بعد مترين
لتلتصق بها الاتربة و الاوصاخ
كانت مجردة من حليها الثمينة
لم يبقى سوى ذلك السوار حول قدمها اليمنى و عليه رقم منزلهم

تقوست شفتيها
و بدأت تبكي
تعالت شهقاتها شيء فشيء


و التفتت أنظار الجميع إليها
البعض شعر بالتأنيب على سرقة حليها
و البعض شعر بالشفقة تجاه تلك اليافعة
و البعض رفع بعضا من ألواح الخشب و الجرائد و قدموها اليها
و آخرين لم يستطيعوا النوم لان أغلى الناس على قلوبهم لم يعودوا للمنزل بعد !

و آخرين يوزعون الطعام بالمجان على امل ان لا تنام تلك اليافعة و هي جائعة
قلب الاب الذي يسهر كل ليلة عند نافذة الاستوديو المتفحم بقرب المخزن
و يحرسها في النهار بزي رجل متشرد في المخزن
لقد اتقن فن التشرد من اجلها !
كان يعرف مكانها منذ اللحظة الاولى
فالضباط حول منزله و في المنطقة حصلوا على ترقيات من اجل هذا الغرض !

.
.
.


كانت تبكي بحرقة على سجادتها
تبكي و تهلل
و تأن ! .. و حرارتها مرتفعة على اثر قلة النوم و الجوع


ها قد خرجت شمس ثالث صباح بعد اختفاء غيداء
و لا اثر .. لغيداء او زوجها هادف اللذي يطمئن عليها بين اللحين و الآخر , و يختفي مرة اخرى !

ينتظرون اي خبر من الشرطة , أي خبر من الناس



اما عمر فقد جمع رفاقه و معارفه من الشرطة ,و راحوا يجوبون الشوارع - المستشفيات - اقسام الشرطة و الاسواق على امل ان يجدوا لها اثر
اخته الوحيدة لا يجب ان تتحمل اثمه !
.
.
.

# في الملجأ - المخزن خلف المبنى التجاري

ها قد وصل الطعام من اهل الخير مرة اخرى
كانت في اول الصف , تريد القليل فقط
ضائعة بين الروائح النتنة و الاجساد الضخمة
وكلما رأت شخص اكبر منها في السن تعود للخلف
للخلف .. للخلف .. حتى باتت الاخيرة !
و نفذ الطعام !


اخفضت رأسها و جلست بهدوء في الزاوية
لعل احدهم يشبع و يترك القليل !
تقدم رجل عجوز بإتجاهها
بجلبابه المتشقق , و حذائه المتسخ
بلحيته الكثيفة
وشواربه الطويلة
بشعره الاشعث
ترك صحن من العصيدة امامها
و غادر بصمت


و عند المخرج , اتكأ بجسده و اغلق عينيه بقوة
و امسك بصدره جهة القلب بكل ألم
اقترب منه رجل آخر
ضابط متنكر هو الآخر بزي متشرد , و يحمل كيس قمامة في يديه و لوح
اتكأ على الجدار بقربه و همس بدون ان ينظر اليه
: سيدي , خلينا ناخذها لمكان ثاني .. بنتك في خطر هنا !

اخذ نفس عميق
و اشار الى المخزن الضخم بعينيه بثقة
: هذا أأمن مكان بالنسبة لها !
: أي مكان ثاني راح تتأذى فيه , و تموت .. مثل ما ماتت اختها !مثل ما شفت حاول واحد منهم يعتدي عليها امس !
: هالبنت بالذات مابيها تتحمل اثمي !يكفي اني سجنتها 14 سنة في هالبيت و حرمتها من كل شيء
ادار ظهره و ابتعد بعد فترة صمت طويلة
لا يعلم لماذا شعر حينها بأنه على وشك الموت من انين قلبه
و في مفترق الطرق بقرب المبنى التجاري
سقط مغشياً عليه ..
.
.
.

# بعد ليلتين ~

كانت مسرورة جداً
فقبل يومين بعد ان التهمت صحن العصيدة
و بعد ان عادت الى ملاذها الآمن , ذلك الاستوديو المتفحم المجاور للمخزن..
وجدت المكان نظيف
بالاحرى بلا قمامة
و جدرانه بدت و كأنها مطلية للتو , باللون الرمادي
و في الوسط
كان هنالك طاولة عليها بعض الطعام
و كرسي
و كاميرا قديمة الطراز !
.
.
.
ها قد طلع الصبح
حملت قنينة مشروب فارغة
ستجلب الماء لتصلي..
و ستقف في الصف الاول
لتعود للخلف مرة اخرى ..
و ينتهي الطعام
و يتقدم رجل عجوز بطبق طعام
و يغادر بدون اي يأبه بندائها


لكنه اليوم لم يأتي !
لذلك وقفت في الزاوية
لمت ملابسها المتسخة اليها
فهي لم تأخذ حمام دافئ منذ خمسة ايام
تحسست الكتاب بداخل سترتها
و عانقته !
اخرجته .. تلمست جلده برقة
فتحته بهدوء و جلست لتقرأ تكملة الفصل الاول
لعلها تنسى الجوع أو تتذكر كيف وصلت هنا !


اقتربت منها فتاة تبدو صغيرة
جاءت الى الملجأ في الامس مع جدها العجوز
هذه الفتاة غريبة الاطوار فهي تنظر إليها منذ ان وطأت قدمها المخزن
جلست بقربها و على وجهها ابتسامة بريئة


كانت غيداء تبتعد زاحفة
و هي تقترب منها .. و هكذا
واخيراً تنهدت غيداء و قد ضجرت منها
: ايييش !


مدت يديها
: تلعبي معي ؟


ابتسمت غيداء حينها
و لمعت دمعة في عينيها
هزت رأسها بالموافقة


صافحتها الفتاة و هي تشير الى نفسها و جدها
: انا زين و هذاك جدي !


.
.
.


.
.
.

# بعد اسبوعين ~


امام المبنى التجاري الضخم
صرخ بأسمها و هو يلوح بيديه
: غيداء
ظل يكرره إلى ان التفتت إليه اخيراً


نظرت الى الخلف
ثم الى اليمين
ثم الى اليسار
أشارت على نفسها بعلامة استفهام


هز رأسه بالإيجاب
: إيه .. تعالي يا غيداء !


لكنها صرخت على الفتاة الصغيرة بجانبها : اركضي يا زين .. اركضي
وهربت !

 
 

 

عرض البوم صور صّبا  
قديم 07-11-14, 02:12 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 274330
المشاركات: 47
الجنس أنثى
معدل التقييم: صّبا عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
صّبا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صّبا المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي الجزء السادس

 

الجزء السادس
هنالك ما يمكن التخلي عنه .. ما لم يكن معناه الحرفي - حياتي !






كانت قبل ساعتين من هذا الوقت
تقرأ في الكتاب الذي وجدته في المخزن
تبحث في تفاصيله
و في صفحاته التي تعرجت بسبب
الرطوبة و المطر


السماء ملبده بالغيوم السوداء
تنبأ اهل الملجأ بطقس شديد البرودة


كانت تسير ببطئ حول المبنى التجاري
و امامها تلعب زين
تلك الفتاة الجميلة
ذات الخمسة أعوام
بشعرها الأشقر الذي قامت بتجديله لها هذا الصباح
و بشرتها القشدية
مليئة بالنشاط هي
لم تكن لتكبحها صرخات غيداء القلقة
: زين عييييب ، لاااا ، أجلسي هنا ، لا تروحي للشارع ، زييييين اسمعي الكلام !


فالشارع أمامهم مباشرة
و الأشخاص هنا مجموعة من الطائشين
المتعطشين للسرعة
لا تشعر بأن سيارة مرت من جانبك بل رصاصة !


كانت تقرأ نهاية الجزء الاول
ترى خلال تفاصيله بشاعة نهاية احد الأشخاص
على يد بعض اتباع الوزير


قلبت الصفحة ، و شاهدت صورة جثة !
جثة شخص تم قتله بالمنشار!
من الوريد الى الوريد


صرخت و سقط الكتاب من يديها
عندها التفت اليها الجميع
نظروا اليها بنظرة شفقة و اشمئزاز
و اكملوا طريقهم بدون اكتراث
لما سببته نظراته لها .. من وجع


ابتسمت ابتسامة باهتة حينها
و رفعت الكتاب من على الارض
: يالله نرجع يا زين
عانقت يد زين بالقوة و جرتها على الملجأ
لم تأبه بصرخاتها المعترضة


كانت دموعها تتساقط طوال الطريق
و خطواتها تتسارع
تُريد الهرب من تلك النظرات التي تحتقرهم


وصلوا الى الملجأ
القت زين بجانب جدها و رمت بجسدها في احدى الزوايا
كانت تشعر بالوحدة الشديدة حينها
و تنظر الى كل وجه بالملجأ
تشعر بأنها لا تنتمي لهذا المكان
و لكنها هنا على اية حال
انه المكان الوحيد الذي يمكن لأي انسان ان يتعايش مع وضعه
و مع نمط حياته الغريب
تستطيع ان تكون عائلة مع هاؤلاء الغرباء
كما فعلت هي مع زين و جدها !


دموعها المالحة تنساب على خدها
و هي بكل خضوع مستسلمة لوضعها
رأت زين و هي تقترب
لذلك خبأت وجهها
و تجاهلت تساؤلات زين الطفولية
و تعلقها بها


اما زين فقد كانت تهز غيداء بخفة
و تبكي معها !
لا تعلم لماذا تبكي و لكن من اجل غيداء
تلك الفتاة التي اشعرتها بحنان الام الذي فقدته منذ ان خرجت على الحياة
: غيداء .. غيداء
: غيداء
: آآآآآآ
: غيداء


و كلما سمعت شهقات زين
زاد أنينها
و كأنما هنالك علاقة طردية بينهما
بكوا كثيراً يومها
الى ان نامت عيونهم
و سكنت قلوبهم
اتكأت غيداء على الجدار
و اتكأت زين على غيداء
و هي تضع أصبعها في فمها


جميع من في الملجأ البائس
كان يحسدهم على علاقتهم اللطيفة
مرح زين و هدوء غيداء
كان كفيلم يوم الجمعة بالنسبة اليهم
يقضون جل وقتهم و هم ينظرون الى علاقتهم الحميمة


استيقظت غيداء بعد ساعة و نصف
و جسدها بأكمله يؤلمها
كانت تحاول ان تعتدل بجلستها
الا ان عود زين النحيل كان يعيقها
همست في اذن زين و هي تمسح على ظهرها
: قومي حبيبتي
ساعدتها بالوقوف و سارت معها الى حيث جدها
ذلك الرجل الثمانيني
كان نحيل هو الآخر


مجرد النظر في وجهه سيجعلك تبكي
بتلك التجاعيد التي تتخلها بقع البهاق ..
احدى عينيه بيضاء بالكامل
و الاخرى تعينه على النظر على بعد مترين !
لحيته كثيفة
ملابسه مهترءة , متشققة من كل جانب
و كمه الايسر مقطوع بالنصف !

و حذائه الجيشي اكل الزمن عليه و شرب
تصدر منه رائحة نتنة للغاية
تنفر الجميع من حوله !


لم تتجرأ حتى الآن على سؤاله
لما هو هنا ، لما زين معه و ليست مع والديها ..


خرجت لتتنفس بعض الهواء قبل ان تختنق من افكارها
جلست على عتبة الباب الحديدي
و مالت برأسها
ها قد حل المساء
تشعر بأنها خالية البال بالرغم مع انها هنا
في هذا المكان الغريب
الذي لا تعلم كيف وصلت اليه
تسال الناس عن اسم منطقتهم
فينظرون اليها بسخرية
فلو نظرت غيداء الى اللافتة على الشارع لعلمت بأنها في منطقتهم !
الامر فقط انها لم تخرج من منزلهم منذ عدة سنوات الا في مناسبات نادرة
الأمر فقط انها لا ترى السوق الا كل عيد لمدة ساعة و مع كل العائلة ..


تنفست بعمق
ثم اخرجت الكتاب مرة اخرى
و نبضات قلبها تزداد
ارتعشت يديها حينما تذكرت صورة الجثة
لذلك أغلقت الكتاب بقوة
و أدخلته لسترتها


بعد قليل ستبدأ نافورة المياه امام المبنى التجاري بالعمل
متحمسة جداً لتمرح هناك
نفضت ثيابها من الغباء بعد او وقفت و احكمت لف حجابها
سارت ببطئ و هي تتمتم بأغنيتها المفضلة
و تنظر الى الأضواء التي بدأت تشتعل على الرصيف امام المبنى التجاري
شعرت و هي تسير عليه بأنها اميرة !
لذلك بدأت تقفز بمرح و تغني بصوت مرتفع
المكان خالي تقريباً


جلست على حافة النافورة
اخرجت الكتاب و هي تشعر بالأمان
حيث الكثير من الأضواء و بعض الناس هنا و هناك


فتحت الكتاب على صورة الجثة
قطعة لحم تغوص في الدماء
كل شيء بها مشوه !
من قمة رأسها الخالية الا من بعض الشعيرات البيضاء !
ابتلعت ريقها و هي تدقق النظر في الجثة
ظنت للحظة بأنها جثة رجل
و بعد ان نظرت الى الاسم
" هديل صقر ال..... " عمرها 20 عام ..
شهقت و هي تتخيل نفس المصير لنفسها !
آلمها قلبها حينما أكملت باقي السطور
" تم قتل آخر فرد من عائلة آل **** ! "
و تسائلت " لماذا ؟ "
" ما الهدف من قتلها ؟ "
قالت في نفسها
" يال لؤم كاتب هذه الرواية، كيف له ان يقتل ابطال روايته من اول جزء ! "
و في المقابل رأت خريطة
تشير الى منطقة مجاورة لمنطقتهم -الى مكان محدد - بنجمة سوداء ، تلك المنطقة التي تقطن بها أغلى رفيقاتها
لم تفهم المغزى من وجود هذه الخريطة
لم تأبه بها ، فالنافورة بدأت بالعمل
أغلقت الكتاب و خبأته في سترتها


بخجل كانت تخلل يدها في المياه و تحركها
تنتظر فقط خلو المكان
لتدخل بجسدها الضئيل اسفل النافورة و تقفز بمرح تلك الطفلة البريئة في داخلها !


صرخت زين من خلفها
: غيداء ، انتظريني


أرادت ان تسبق زين للداخل
لذلك رمت بجسدها في النافورة و هي تضحك
: سبقتك ؟
فتحت ذراعيها لزين
: تعالي يا حُلوة
حملتها بين ذراعيها و راحت تدور بها
تبللوا بالكامل و تعالت ضحكاتهم

بعض الماره كانوا ينظرون إليهم بإشمئزاز
والبعض كان يلقي بعض الشتائم عليهم !

قبل ان تلمح غيداء طيف رجل الأمن يلوح من بعيد
حملت زين و خرجت من النافورة تركض
: شفتي لو كنا ساكتين كنا لعبنا اكثر !
أنزلتها على الارض
و زادت من سرعتها
: يالله اسرع


و في منتصف الرصيف
تعثرت زين و هي تركض
صرخت و هي تتأوه
و تمد ذراعيها لغيداء
: تعورت !

لمحت غيداء طيف رجل الامن يقترب منهم
عادت للخلف و حملت زين
حاولت ان تسرع
اخيراً وصلت الى بوابة الملجأ
شعرت و كأنها وصلت الى المنزل ! شعرت بالأمان !


صرخ احدهم بأسمها , ظنت بأنه رجل الأمن
لذلك خبأت زين خلفها و التفتت اليه
لم يكن رجل الأمن ! لا تشعر بأنه مألوف


كان يتأملها
يتفحص وجهها
و خطوط جسدها الواضحة بعد ان تبللت بالماء


عادت خطوتين للخلف و نظرت حولها
الى زين التي تهز رأسها تحاول بذلك تجفيف شعرها
و الى بوابة الملجأ


ظل يصرخ بأسمها
لذلك أشارت الى نفسها " هل تقصدني ؟! "
اومئ برأسه بالإيجاب
: إيه .. تعالي يا غيداء !


كانت عيناه مخيفة
تلمع حتى في الظلام
كانت تسمع دقات قلبها تتعالى الى حنجرتها

استمر ينظر اليها ويقترب ببطئ
كما كان ذلك الرجل الذي اعتدى عليها ينظر لها
هزت رأسها بالرفض و هي تجر زين بجانبها
و تصرخ
: اركضي يا زين .. اركضي

.
.
.

على بعد بضع امتار فقط من الاستوديو *



و على الرصيف جلس عجوز في منتصف الثمانينات
مات و هو يبكي ، و يتجمد من البرد
كاد يفقد عقله و هو يبحث عن حفيدته
و يصرخ
: زين

: يبه زين وينك ؟

: زين

: ايييي يا زين

: زين .. وينك يا يبه

لم تعد قدماه قادرة على حمله اكثر


فهو لم يأكل اي شيء من صباح الامس
تجمدت حتى لحيته التي اخضبت بالدموع
و كساه الثلج
و مات هناك
من الجوع و البرد ..


.
.
.

صافرات الشرطة تصدع في الخارج
و صرخات بعض الأشخاص
كانت تنظر لكل ذلك من خلف ثقب في باب الاستوديو الحديدي
لم تعلم بما يحدث في الخارج
لم تكن لتخرج حتى من هذا المكان الدافئ
بعد ان دخلت اليه مع زين هرباً من ذلك الرجل
نظرت لبرهة الى زين الصغيرة بين يديها
كانت تفكر كيف ستوصل زين من هنا الى الملجأ
لابد ان جدها قلق عليها الآن !



نامت يومها و هي تحتضن زين على سيراميك الاستوديو الابيض المرقط
كان دافئ ، نظيف ، و المكان .. آمن
وسط ازعاج صافرات الشرطة و الإسعاف
كانوا يحاولون اخراج جثة الجد من اسفل الثلوج التي تسد الطريق ..
لم يكن واضح من كومة الثلج تلك سوى طرف من معطفه و قمة رأسه !
.
.
.


بعد عدة ساعات ~




اعتدلت بجلستها ، و نظرت الى زين التي تغط في نوم عميق
فكت حجابها و غطت به زين بكل هدوء
نظرت من ثقب الباب
لقد هدأ الإزعاج ، لكن ما يزال المكان مظلم في الخارج


لم يمنعها ذلك من الاقتراب من الأجهزة في الاستوديو
و محاولة اكتشافها مع بعض الحذر
كانت تضغط الأزرار بلا مبالاة
و فجأة سطع نور على كامل الجدار امامها من احد الأجهزة بعد ان كبست على كل زر موجود به
لمعت عينيها بسعادة لأول مرة منذ هروبها
كان فيلم كرتوني طويل



تربعت فوق الطاولة
و راحت تتابع تحركات الشخصيات الكرتونية بحماس
كان الفيلم صورة بدون صوت !
و مع ذلك ولمدة 45 دقيقة استمتعت
و اصبحت حينما ترغب في مشاهدة الفيلم
تتعبث , و تكبس جميع الازرار
ليبدأ الشريط بالدوران !

.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور صّبا  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاختباء في حضن الجحيم, جريمة, سلسلة الموت على جرعات, غموض
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t197252.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
(ط±ظˆط§ظٹط©) ط§ظ„ط§ط®طھط¨ط§ط، ظپظٹ ط­ط¶ظ† ط§ظ„ط¬ط­ظٹظ… - ط³ظ„ط³ظ„ط© ط§ظ„ظ…ظˆطھ ط¹ظ„ظ‰ ط¬… | Bloggy This thread Refback 14-10-14 08:38 PM


الساعة الآن 11:43 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية