كاتب الموضوع :
صّبا
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
الجزء السابع عشر
الجزء السابع عشر
الجزء الأسود من قلبك .. قد يفتح لك ابواب الرحمة أو قد يرميك في طي النسيان !
همست لها
: ساعديني اجلس !
اقتربت منها و هي ترتعد
: شو هالحبوب اللي اخذتيها ؟
: كيف هالمكان موجود و انا ماعرف عنه !
ابتسمت بخفة
: هالمكان بس اثنين اللي يعرفون عنه !
: جدي -الله يرحمه - كان يشتغل هنا ..
: شوفي هاذاك الفار .. اول حيوان شرحه و حنطه !
: داخل هالفار في سر !
ابتسمت و هي تمسك بيدها
: قوي نفسك و حاولي تكتشفي السر !
هزت رأسها بكل اشمئزاز
: لا لا
ضحكت بخفة وهي ترمي حقيبتها على الأرض و تضع رأسها عليها
: هالمكان سر يا ..
: غيداء !
صمتت لبرهة
: انا اعرف هالمكان من قبل لا تجي انتي !
اعتدلت بجلستها
: اوعديني ؟
همست
: انا مسافرة الليلة ! وعدي ما راح يفرق
: ما راح ارجع هنا ثاني ! عمر زعلان من بابا ..
صمتت لبرهة
: من متى و انتي تعرفي عمر ؟
همست
: من لما انولدت !
: و منال ؟
: منال ؟ منال زايد ..
: ماتت ..
: و مات معها اخونا او اختنا !
همست
: اخونا !!
: مين انتي ؟
ابتسمت
: انا غيداء هادف آل ..
ضحكت بخفة و هي ترى تغير ملامح غيداء المزيفة
: امزح .. انا زين !
: اقصد زينب..
خفق قلبها بشدة و هي تنطق اسمها بثقة " غيداء هادف آل "
لكنها شعرت بأنها هبطت في القاع حينما تذكرت بأنها حالياً " زينب !"
اخت غيداء المزيفة "زين الحقيقية " الغير شقيقة و التي تجلس امامها و تقضم اظافرها بقلق
: انا لازم اروح .. و انتي بعد !
همست غيداء الزيفة
: راح اشوفك مرة ثانية ؟!
شعرت بأن قلبها تعلق بهذه المرأة الغريبة
هزت رأسها بالنفي و على وجهها ابتسامة حزينة
: ما عندي وقت .. يمكن ما تلقيني لما ترجعي ..
حملت قلم ازرق جاف من على طاولة المختبر
و امسكت بيد " غيداء الحقيقية " – المرأة الغريبة
و كتبت رقمها على يدها
: كلميني !
: لا تنسي ..
امتلئت عينيها بالدموع
: يمكن ما راح ارجع هنا مرة ثانية ..
.
.
.
كان نايف يرتعد من البرد و هو يحمل الحطب الرطب من المستودع الخارجي
كان المطر غزير في الامس لدرجة انه تسرب من اسفل الباب و بلل مأونة الحطب بأكملها
إنه الرابع من ديسمبر
اليوم الذي ارتبط فيه بها !
جذبها من شالها الرمادي .. إليه
ابعد مقدمة معطفه القطني
و احتضنها بكل قوته بمعطفه
بالرغم من انها كان تحاول تخليص نفسها منه
بالرغم من انها كانت تخبره بأنها ثمينة غير قابلة للمس
لم ينفذ مطلبها اليوم و لن يفعل
هي اليوم له ! لن تذهب إلى اي مكان قبل ان يجعلها تختبر مرارة الحرمان !
كانت تنظر الى ذقنه
و ك محاولة لتخليص نفسها همست
: ما حلقت اليوم !
ابتسم بخفة وقتها
لن تنفع معه هذه الحيلة
: دايم كنتي تقولي ان الذقن احلى علي !
كانت وجنتيها ملتهبة حينها
و ملامحها متجمدة
تستحق ذلك ! ف هي من جعله هكذا اليوم !
: متى ؟! ما اذكر اني قلت !!
ثبتها في حضنه
نفث على غرتها
: أهدي شوي .. حفرتي ايدي حفر !
انتبهت اخيراً على أظافرها المغروسة في صدره !
و ابتسمت بتوتر
أبعدت أظافرها و وضعت راسها على صدره
كانت تعلم بأنه لن يفلتها اليوم !
اما هو فقد كانت أفكاره مختلفة !
ليست افكار شهوانية كما تفكر هي بأنه يفكر
كان خالص رجائه هو احتضانها بهذه الطريقة و في هذا المكان !
بعد ان جعلته يهيم على وجهه في هواها
: خلينا كذا ..
.
.
.
# قبل 10 سنوات ~
منذ مساء الأمس و هو يفكر
كيف سيوصلها إلى منزل هادف !
كيف سيخبره بأن ابنته وصلت إلى منزله عندما انقذها من محاولة قتل ؟!
لم يكن وحده من سهر تلك الليلة
كان هنالك هي .. في غرفة مجاولة لغرفته
شاردة الذهن و تنظر الى كوب الشاي بالعسل في يديها , حضرته لها سناء قبل قليل
لم تكن شاردة في وضعها المثير للشفقة
و لا لغسان الذي تسبب بكل هذا لها
و لا لشعرها المتساقط الذي يملئ المكان حولها , على السرير و جوانبه
كانت شاردة في الشخص الذي جعلها تستفيق من ما هي فيه !
بالرغم من انه كان غاضب وقتها و شديد في التعامل معها , بالرغم من انها جعلت من وجهه خريطة خدوش و كدمات .. إلا انه لم يؤذيها ابداً ! لم يضربها كما فعل الناس معها في الملجأ و كما فعل والد غسان .. لم ينهرها و يشتمها كما فعلوا ..
كان يشبه اباها الحنون إلى حد كبير !
يغضب حينما تقوم بفعل خاطئ فقط , و مهما بلغ خطأها .. لا يمد يده عليها , بل ينصحها بنبرة حنونة .. نفس النبرة التي استخدمها معها ذلك الشخص بعد ان هدأت !
مضت الساعات و هي تفكر في كل ما مرت به
وصولاً إلى منزل هذا الشخص
كاد الفضول يقتلها لتعرف كيف وصلت إلى هنا ؟!
أين غسان ؟! لماذا جعلها في وجه المدفع .. لماذا تخلى عنها !
شعرت بالرعب حينما حاولت سناء مساعدتها في تبديل ثيابها
و اخبرتها بأن الدكتور نايف سيأخذها معه باكراً !
أما سناء فقد بقيت معها طوال الليل
حاولت تهدأتها و جعلها تأخذ قسط من الراحة
إلا انها لم تهدأ إلا حينما اجابتها على تساؤلاتها !
: سناء ؟
: هممم
قالتها و هي منهمكه بترتيب فراش غيداء
بتردد سألتها
: انا كيف جيت هنا ؟ مين جابني ؟!
تركت وقتها سناء ما بيدها و جلست بجانبها على اريكة مقابلة للسرير
ابتسمت و هي تخبرها
: جابك الدكتور نايف !
: دكتور !!
: أي , و كان المشرف علي بالمستشفى لكن ترك الشغل و صار محقق !
: تقدري تقولي انه صح تخلى عن مهنة الطب , لكن لو ما اسعفك صح كانت حالتك راح تصير أسوأ !
: ليش ؟
نظرت إليها سناء بإستغراب
: شو ليش ؟ ما قلتي لي كم عمرك ؟
تنهدت قبل ان تجيبها
: عمري 19 ! , قصدي ليش ترك الطب !
صمتت سناء فترة طويلة قبل ان تهمس
: بسبب حسناء .. اخته ..
و لتغير مجرى الحديث , تلمست شعرها و اخبرتها بأنها جيدة في قص الشعر
: خليني اقصه لك .. مافي اعتراض ! نفسي اطلع مواهبي
ألقت عليها نظرة شريرة و هي تخرج مقص و بخاخ من ادراج التسريحة
: راح اوريك مواهبي !!
ابتسمت غيداء وقتها و هي تتلمس شعرها البني الطويل
كان لنهاية ظهرها
لكنه خفيف .. و كل يوم يصبح اقل كثافة
ادارت ظهرها لسناء و وضعت رأسها في حضنها
و بهمس
: ما تفرق ..
أما سناء فقد ابتسمت و بدأت بـ بخ الماء على شعرها
بدأت بقص الأطراف
ثم قسمت الشعر إلى عدة اقسام
و قصت كل قسم إلى طول معين
كان تقص بطريقة عمودية
ترغب في الوصول إلى صورة تسريحة في رأسها تناسب وجه غيداء الصغير
توقفت عن القص فجأة
: ما سألتيني ليش صار محقق ؟
همست غيداء بصوت مكتوم
: ليش ؟
: علشان يلقى بنت الشخص اللي اعتدى على اخته !
التفتت إلى سناء حينها
: ليش ؟ ليش بنته ؟
ابتسمت سناء وقتها
: حتى انا مادري ليش ..
تنهدت سناء و هي تفلت شعر غيداء و تنثره على ظهرها
: خلصنا , خذي لك حمام و ارتاحي شوي راح اجيب لك شي تاكليه
: لا تنسي بكره راح اقومك بدري !
امسكت يد سناء بترجي
: روحي معي !
ضحكت و ربتت سناء على يديها و هي تبعدها
: ما يعض ! صحيح عليه حركات غريبة , بس هاذي اول مرة بصراحة يعمل هالحركة مع شخص ! شكلك جننتيه أسبوعين و انتي ايدك طويلة عليه
شهقت و هي تمسك بيد سناء مرة أخرى
: ضربته !!!
ضحكت بشدة حتى ظهرت اسنان الرحى
:هي جات ع الضرب !
: لو انا منه ما تحملتك .. بس يمكن لأنك بنت ...
صمتت حينها و أبعدت يدي غيداء عنها
مشت بخطوات سريعة قبل ان تبدأ غيداء بالتساؤل
كانت ستفشي ما نهى نايف عن ذكره امام غيداء
.
.
.
كان نشيط جداً بالرغم من انه لم ينم منذ الامس
صلى الفجر و حضر الفطور
كان المكان هادئ للغاية و بارد
طرق باب اخته حسناء و اتصل بفريدة المشرفة على حالتها لتحضر باكراً
مر بجانب غرفة غيداء و توقف امامها لبرهة
طرق الباب
: صباح الخير !
لم يعرف كيف سيخبرها بأنها يجب ان تنزل إلى الطابق السفلي لتناول الفطور
اخرجت سناء رأسها من الباب
ابتسمت قبل ان تهمس له
: صباح النور
أما هو فقد كان يحاول إلقاء نظرة خاطفة من خلال فتحة الباب
: ما راح تنزل.. ننزل نفطر ؟
ابتسمت حينها سناء
: ان شاء الله
أما هو فقد بقي متسمراً في مكانه تعلو وجهه ابتسامة غبية لم ينتبه لها
ربما لأنها المرة الأولى التي يدخل بها شخص غريب الى منزلهم منذ ان باتت حسناء طريحة الفراش و انتشرت رائحة الفضيحة النتنه في الارجاء
ربما لأنه وجد ضالته بعد خمس سنوات من البحث عنها
همست حسناء و هي تضحك بخفة
: نعم ! أي خدمة دكتور
هز رأسه بالنفي ..
: لا , كنت راح انزل , انتظركم !
حمل اخته حسناء بين يديه و نزل بها السلالم
كانت هادئة بشعرها الأحمر و بشرتها البيضاء بشكل ساحر
لا يعلم لماذا جعلت حسناء من نفسها شخص حي بقلب ميت
يرتعد خوفاً حينما يفكر بمحاولة الانتحار الأخيرة قبل ثلاث سنوات !
قبل ان يدخلها إلى مركز تحفيظ القرآن , حيث قضت سنة كاملة في حفظ سورة النبأ ! كانت ترفض فكرة اجبار نايف لها على دخول المركز
لكنها شيء فشيء احبت الذهاب و الاختلاط مع فتيات مهذبات , بسيطات و متواضعات
فتيات لا يشبهن صديقاتها اللواتي تخلين عنها بعد ما حدث لها , مليئات بالغرور و الغيرة ..
اجلسها على كرسي مقابل له على طاولة تحتل منتصف المطبخ
طبعت قبلة رقيقة على جبينه و همست
: كوب كوفي بليز !
: ما نمت امس .. اميرة من المركز ظلت تتصل و تتصل
: تسألني ليش ما حضرت
: متصور انها ظلت تتصل لـ 12 بالليل ! آي كانت بيليف !
ابتسم بخفة على طريقة حديث اخته
و وضع كوب قهوة امامها
: و ليش بالله ما رديتي عليها
: هاذي جزاتها قلقانه عليك !
أما حسناء فقد ردت بحماس مفاجأ
: انت ما تعرف شيء
: هي ..
توقفت عن الحديث ما ان وقعت عيناها على سناء و غيداء
تغيرت ملامحها للجدية فجأة
رفعت كوبها و ارتشفت القليل منه
ابتسم نايف حينها ابتسامة جانبية و حاول تمالك مشاعره و نفسه امام اخته حسناء
فالسعادة تملئ قلبه في هذا الصباح و لا يعلم السبب
: تفضلوا
بصوت مبحوح همست
: صباح الخير
ابتسم و هو يرد
: صباح الورد !
همست سناء لغيداء و هي تجرها لكرسي مجاور لكرسيها
: شو حابه تفطري ؟
: شاي !
ابتسمت سناء على ملامحها الخجولة
: كان صمتي بعد مو احسن بدل اكل العصافير !
دنى نايف منها و وضع امامها صحن به تشكيلة من المقبلات و الشطائر
و جلس بقرب حسناء
أما هي فقد كان من الصعب جداً حتى التنفس امامه
فكيف بالبلع !
لم تلمس شيء من الصحن
بل امسكت بالكوب بكلتا يديها و ظلت ترتشف الشاي حتى انتهى
نظراته التي لم يرفعها عنها كانت السبب وقتها في شربها الشاي الساخن كما لو كانت تشرب العصير !
شدت كم سناء تحثها على النهوض
: يالله !
ابتسمت سناء و همست
: ترى راح تطلعي من هنا على سيارته !
: خليني اتهنى بلقمتي !
رفعت عينيها عن طريق الخطأ .. لتقع عليه
كان و ما يزال ينظر إليها !
اخفضت نظرها إليها يديها
: شوفي يطالعني ! نفسي اختفي !
صمتت لبرهة و هي تختلس النظر
: انا سويت كل هذا ف وجهه ؟!
شرقت سناء و وكزتها
: قومي بلاش نفتح هالسيرة هنا
وقفت و شدت على يد غيداء
: احم .. راح تاخذها معك ؟
وقف هو الآخر و هو ينظر مباشرة إلى عينيها
: حابه تروحي معي مشوار اليوم ؟
ابتلعت ريقها و اخفضت رأسها
بعدها علم بأنها لم تعتد عليه بعد !
فهو على مدى أسبوعين رأى عدة أوجه لها
فهي تتحدث اثناء النوم
و قوية البنية ليست ضعيفة كما تبدو
: طيب يوم ثاني ..
صمت لبرهة
: بس على شريط !
دنى قليلاً و أشار إلى الطبق
: تاكلي كل شي فيه !
ابتسمت سناء و هي تراها ترجع إلى خلفها و تتشبث بظهرها
: اكيد راح تاكل و على ضمانتي
همست له
: بس يا دكتور اطلع برا !
هز رأسه و عينيه ما تزال عليها
كانت تشد وشاحها عليها و تنظر للأرضية
: يالله انا رايح .. فمان الله
مد ذراعيه لحسناء
: يالله اوصلك المركز
حملها بين يديه و خرج
حينها فقط جلست هي على الكرسي و قدميها غير قادرة على حملها اكثر
همست لسناء
: اول مرة يشوف بنت ؟!
ضحكت بخفة
: بالعكس شاف أنواع و اشكال
: قلت لك اول مرة يتصرف بهالطريقة !
تنهدت
: خفت ..
: احس نفسي بأختبار ! او جالسه اعمل شيء خطأ !
: يمكن لأن حسناء هنا
: انتي ما تعرفي انها تغار على اخوها
همست
: وين زوجته طيب ؟
: بس هو و اخته ؟!
جلست بجانبها و هي تتكأ على رأس الكرسي
: ما تزوج لسى !
شهقت بشدة لدرجة انها شعرت بأنه لا يوجد اوكسجين كاف لها في هذا المكان
: انا في بيت عزابي ! بابا قالي م...
صمتت بعد ان تذكرت بأنها بلا اب منذ خمس سنوات ! بلا مأوى و لا سند
اما سناء فقد ضحكت بشدة
لدرجة انها كادت ان تقع ارضاً
و على ضحكاتها المرتفعة دلفت حسناء بكرسيها
: تخيلي يا حسونة ...
لم تستطع ان تكمل جملتها من فرط الضحك
لدرجة ان حسناء ابتسمت على طريقتها في الضحك
و دلف نايف إلى المطبخ مرة أخرى
: ممرضة سناء ؟!
: تجننتي
كانت تحاول كتم ضحكتها لكنها لم تقدر حتى بعد ان شربت الماء و رشقته على غيداء
: قالت عزابي قالت .. ههههههه
: دكتور نايف انصحك تاخذها معك اليوم !
خرجت من المطبخ تاركه غيداء في حالة تعجب
فهي لا تعلم سبب ضحكها المفرط !
و لا حتى حسناء و نايف اللذان تعلو وجهيهما ابتسامة على وضع سناء الغريب
.
.
.
في ذلك اليوم
المكان الذي كان يرغب نايف في اخذ غيداء اليه
لم يكن مكان غريب
كان منزل عائلتها
منزل هادف !
ذلك اليوم الذي أوقف فيه سيارته
اليوم الذي طرق فيه جرس المنزل
حينما إلتقى هادف لأول مرة منذ خمس سنوات
منذ حادثة الإعتداء
كان وجه هادف متجهم , متصلب و هو ينظر اليه
يعلم نايف جيداً بأنه آخر شخص على وجه الأرض يرغب برؤيته !
كان نايف يمسك بمفتاح سيارته و يتلاعب به بين يديه
: السلام عليك !
صمت لبرهه
: ما راح تقولي تفضل ؟
بهمس أجاب هادف و هو يضغط على عصاه
: حياك !
سار بشيء من الخوف الذي يسري في اوصاله
نفس الرجل الذي اتهمه بالاعتداء على اخته
نفس الرجل الذي كاد ان يقتله قبل خمس سنوات
كانت ثلاث دقائق حتى وصل إلى مجلسه مقابل لنايف بدر
همس
: تشرب شي ؟
: لا
: و اخبار الاهل ؟
نظر إليه بشيء من الغضب
: ما اعتقد يهمك !
: قول اللي عندك
همس
: ما فقدت شيء يا هادف ؟ قبل خمس سنين ..
و قبل ان يقاطعه
: غيداء ! بنتك غيداء .. كانت ف حريق المصنع قبل أسبوعين !
حاول تمالك نفسه و هو يضغط على عصاه
: غيداء بنتي هنا !
: هه كنت عارف انك راح تقول كذا
اخرج ظرف بني من معطفه
: هاذي غيداء بنتك و انا متأكد !
رفع يده ليمنع هادف من الحديث
: بنتك بالحفظ و الصون , وقت ما تحب تاخذها تقدر .. تشرفني البيت !
وقف و ترك الظرف البني امامه
خرج ببساطة
لا يرغب في ان يطيل الحديث معه حتى لا يتحول إلى شجار
شجار .. هو في غنىً عنه الآن
توقف قليلاً امام الباب
مال برأسه ليرى هادف يلتقط الظرف !
ابتسم بسخرية و هو يمشي بسرعة للخارج
هادف سيبقى لئيم كما هو , صلب من الخارج و لكنه هش جداً من الداخل !
.
.
.
رفع هاتفه و صرخ في الضابط
: ابيك ترسل دورية لبيته
: بيت نايف بدر
: غيداء في بيته يا سالم !
.
.
.
ملاحظة :
للتمييز بين غيداء و زين
غيداء المزيفة == زين الحقيقية
المرأة الغريبة == غيداء الحقيقية
|