كاتب الموضوع :
صّبا
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
الجزء الخامس عشر
الجزء الخامس عشر
لا يعود الغائب كاملاً .. لسببين : إما اننا تغيرنا , او انه عاد مثقلاً بالآمال !
.
.
.
ها قد تم تبرأت غيداء من احدى القضايا ..
مدد ذراعيه قبل ان يقف و يحرك شعره بكل توتر
كانت الأنظار عليه , و على ردت الفعل التي قد يبديها
لكن صمته .. هو الشيء الوحيد الذي لم يتوقعوه !
ادار ظهره مغادراً القاعة بدون ان ينبس بحرف !
ألن يشمت بهم ! هكذا كانوا يتسائلون في داخلهم
هل الامر بهذه البساطة فقط ! ألن يلقنهم درسا لأنهم آذوه في الاجتماعات السابقة و آذو من يحب !
كانوا ينظرون للخلف جميعهم , يخيل لهم طيفه المغادر
و أفكارهم المشوشه جعلت منهم اضحوكة امامه اليوم .. هل حقاً غيداء بريئة !
من تهمة قتل اختها !
هل ظلموها حقاً
كانوا يتسائلون بين انفسهم لفترة ..
اما هو فقد كان يسير و الدموع تترقرق في عينيه
يعلم جيداً بأنهم هناك في القاعة يكوون بنفس النار التي كان يكوى منها !
غداً محاكمتها ! محاكمتها الغيبية .. و التي سيحضرها و يتلقى التهمة كـ رصاصة في قلبه ..
اخرج سيجارة .. لربما تساعده في تخفيف وجع قلبه !
جلس على الرصيف و اخرج الولاعة من جيبه .. تلك الذكرى التي جعلته يدمن التدخين عوضاً عن تركه !
قرأ العبارة المنقوشة على الولاعة " لا تخنقني حبيبي !" .. بقي يتأملها لفترة
قبل ان يرميها بكل قوته على الجدار امامه
و يصرخ و كأن روحه تغادر جسده
كان يخاطب نفسه قبل رميها " لو كنتي خايفة علي .. ما غبتي ! ما هجرتيني ! "
لكن لم تمر سوى ثوان حتى بصق السيجارة من فمه و انطلق ليلتقط الولاعة
كان يحملها بحرص و تأنيب ضمير , يزفر عليها و يمسحها بكم قميصه
مسحها إلى ان سقطت دمعته عليها ..
يشعر بأنه مجرد رجل مهزوز .. مكسور .. و وحيد
كانت كل ما يملك و يرى في هذه الحياة .. و بذهابها و كأن حياته سلبت منه !
.
.
.
و من جانب آخر
كان غسان
الرجل الاحمق الذي خسر شخص ظن للحظة بأن غيابه لن يشكل فارق !
الشخص الذي من اجل الحفاظ على حياته .. قدمه قربان !
و اليوم من اجلها .. مستعد لـ تقديم حياته قربان !
كان وجهه باهت اللون و كأن الحياة سُلبت منه
ينظر إلى الشريط الذي راح يعيد تشغيله مرة تلو الأخرى ..
اخبره والده بأنه فكر بإقتطاع جزء من الشريط ليبتز صابرين به في حال عادت مرة اخرى .. لكنه نسى امره مع مرور الوقت
00:45
همست بوهن
: انا كنت اشتغل في محل ابوه لمدة شهرين
: ذقت فيهم انواع الويل ..
تنهدت بعمق و هي تعيد خصلات شعرها للخلف
: اسمه غسان
ضحكت بسخرية و ضربت على صدرها
: اعتدى علي فيوم بس انا مادري كيف رجعت و وثقت فيه !
.
.
.
00:57
كانت تتلمس الجرح على رقبتها بألم
كان تغلق عينيها بشدة و هي تتلمسه
: كذا ببساطة انا سلمته رقبتي , كنت ظالمه ابوي
: كنت اظن انه تخلى عني , و تعمد يعذبني
تنفست بعمق قبل ان تردف
: علشان كذا لما جاتني الفرصة اتخلى عن ابوي مثل ما تخلى عني .. تخليت عنه
: رفضت اشوف ابوي او اقابله .. و هربت معه هو اللي كان راح يقتلني بس علشان يحافظ على مكانته و اهله !
بصوت مبحوح اكملت و هي تتلمس الجرح مجدداً
: وعدني يحميني , و ما يخليني بيوم احس اني فقدت عيلتي ..
: بس نحرني فالنهاية , رفع السكين و ..
حركت يديها على رقبتها و كأنها ترى ما حدث يومها امامها
: و جرحني كذا
ابتسمت ابتسامة باهته
: يومها لقيت الانسان اللي يعطي بدون ما ينتظر مقابل , الانسان اللي كنت اتمناه بالضبط , بس خفت .. خفت اثق فيه .. و هربت لأني ما لقيت اللي يضمن لي انه ما راح يتخلى عني بيوم
صمتت لفترة قبل ان تردف
: لأن قلبي بدأ ينبض مرة ثانية !
كان يكرره و العبارة الأخيرة تدور في ذهنه
يرفض التصديق حتى لو على سبيل الخيال
" قلبها بدأ ينبض مرة أخرى ! "
" هل احبت شخص غيري ! "
" ألا يمكن ان تغفر غلطتي ! لم اقصد قتلها يومها .. كان يجب علي فعل ذلك و الا خسرت حياة ابي .. و حياتي !!"
" يالها من لئيمة .. نسيت ما فعلته من اجلها !"
كان يحاول تبرير غلطته بأي سبب ذريع كان
كان يحاول تشويهها في عقله
إلا ان الحقيقة دائماً ما كانت تأتي عكس توقعاته
فـ اتصال نايف قبل عدة دقائق كان بمثابة الصدمة
القضية الأكثر بشاعة و التي حضرها بنفسه
الجريمة التي قام فيها ابن الوزير بقتل ابنة هادف .. أسماء اخت غيداء
تم تبرأت غيداء " او زين كما يعرفونها " منها بعد ان اكتشف بأنها توفيت قبل وقت طويل من ولادتها " ولادة زين الحقيقية " !
.
.
.
اليوم : الأسوأ في حياته على الاطلاق بعد الاعتداء على اخته حسناء
الوقت : الذي سيتلقى فيه حكم اعدامها الغيبي !
كان يجلس في مقدمة القاعة
ينظر الى جميع الوجوه البشعة الحاضرة
الأعداء و الأصدقاء هنا
جميعهم متشابهون !
جميعهم ألتقوا بها .. و لم يفهمومها مثلما فهمها
كان مقتنع بأنه الأقرب لها
بأنه من يستحقها
و بأنها المقدره له !
صوت أنفاسه كان مرتفع .. و كأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة
يزفر بشدة و يتنهد
هكذا ظل إلى ان دخل القاضي و اعلن عن بدأ المحاكمة
و وقف المدعي العام لـ يدلي بما لديه
كان يبدو بأنه ليس منهم ! اتباع الوزير و الشخص الآخر الذي يحاول إيقاعها بكل تلك الجرائم
كانت الأدلة جميعها واضحة و بين يديه
سبعة عشر شريط من أماكن متفرقة تظهر غيداء في نفس المكان لحظة وقوع تلك الجرائم !
كان يبتلع ريقه مع كل كلمة ينطقها القاضي
لكنه شعر بأن قلبه توقف تماماً عند اللحظة التي دخل فيها الشاهد على قضيتها !
لأن ذلك الشاهد لم يكن سوى .. هادف ! والدها !
كان المدعي العام يسأله و هو يجيب بكل ثقة
لم يكن في عينيه أي تردد
أي ندم او خوف
هكذا كان يراه نايف في كرسي الشاهد
مجرد رجل وضيع !
وقف و ادار ظهره .. كان يسير و هو يستمع إلى احد الأسئلة التي يطرحها المدعي العام
" هل رأيتها تدخل إلى هناك بوضوح ؟ "
" نـــعـــم "
و يبتسم بكل سخرية
فـ هادف قضى حياته يبحث عنها و يحاول التكفير عن ذنبه
و الآن يوصلها بنفسه إلى حبل المشنقة بدون ان يعلم بأنها ابنته !
.
.
.
خرج و لم ينتبه على الرجل الذي صدم كتفه امام باب القاعة
سار فقط مترنحاً .. متشبعاً من التفاهات التي بات يسمعها مؤخراً
خرج بدون ان يأبه بالحكم , فـ في مثل هذه الجرائم التي تشتبه بها , يكون الإعدام هو الحكم الأول دائما ً!
اتصل بـ زميله عله يكون قد حصل على معلومة حول مكانها
: هلا فهد
: لا ما خلصت , المهم
: لقيت أي شيء عن موضوعنا ؟!
: ما عليش اطلب الملفات مرة ثانية و اياك تغلق التحقيق
: اعتبرها آخر خدمة ..
: كيف يعني غسان هو اللي طلب اغلاق التحقيق ! بأي حق !
: و كيف نفذت أوامره بكل بساطة .. غسان قدم استقالته يا فهد !!
: انا جاي اللحين
.
.
.
لم تمضي سوى نصف ساعة في الطريق إلى المركز
كان و ما زال يجهل سبب تصرفات غسان الغريبة
دخل المركز و علامات التعب بادية على وجهه
ألقى السلام
و انطلق الى الصف الثالث حيث فريقهم
كانوا خمسة اشخاص و باتوا أربعة بعد استقالة غسان
نايف , فهد , فيصل و ثامر
لم يكن حالهم جيد ايضاً فهم يمسكون بأحدى القضايا التي تشتبه فيها غيداء
اكواب القهوة الفارغة كثيرة لدرجة ان كثير منها متساقط على الأرض
الهالات السوداء تحت اعينهم , فروة رأسهم باتت دهنية و وجوههم أصبحت شاحبة
و كم كان من صعب على نايف ان يعرض التقرير و يتهم فيه ثلاثة اشخاص غيداء منهم قبل عدة أيام
ابتسم ابتسامة باهته قبل ان يخبرهم بأن يغادروا اليوم باكراً و سيحل محلهم
سهر طوال الليل على ملفات القضية التي استهدفت فيها امرأة ثلاثينية
يقال بأنها كانت تنتظر الحمل منذ تسع سنين مضت , منذ زواجها برجل يكبرها بـ 40 عام
الغريب في القضية هي انها حملت بعد ثمانية اشهر من وفاة زوجها !
و قبل وفاتها بستة اشهر كانت تعيش حياة سعيدة في منزلها الريفي الذي ورثته من زوجها العجوز
وفق ما قالته جاراتها هناك
انها كانت تستيقظ باكراً في الخامسة و تتمشى إلى ان تشرق الشمس
تعود و تطعم الدجاج في الباحة الخلفية و تقضي باقي اليوم في الخبز و الحياكة
في أحيان أخرى كانت تحضر القمح النيئ و تذهب إلى المطحنة بنفسها
و تجلب مؤن البيت بنفسها
قضت الثلاثة اشهر الأخيرة من الحمل في مستشفى قريب من منزلها بعد ان حاولت الانتحار للمرة الثانية!
مشفى للمرضى النفسيين !
تم تخصيص غرفة لها نظراً لكونها امراة حامل
قضت اول ثلاثة أيام نائمة , تعيش على المغذيات
و بعد استيقاظها كانت تتصرف بغرابة
تضحك فجأة بدون سبب
و تتحدث مع نفسها !
تستيقظ في الليل
و تقضي نصف النهار نائمة
و في بعض الأحيان تظل تتلمس الأشياء بغرابة و تنظر لكل من حولها بدهشة و كأنها عادت إلى طبيعتها
إلى انها سرعان ما تعود إلى حالة من الجنون بعدها و تحاول الانتحار
وجدت مقتولة في غرفة مشتركة مع مريضة أخرى , و لم يستطيعوا انقاذ الجنين
المريضة الأخرى غادرت في نفس يوم مقتلها
و لم تكن سوى غيداء !
تم الاشتباه بثلاثة اشخاص : الرجل الذي يزورها بين الحين و الآخر
غيداء
و الطبيبة المسؤولة صابرين !
.
.
.
ابتسم بسخرية حالما قرأ اسم صابرين بين أسماء المشتبه بهم !
اخرج من ملف القضية شريط تسجيل استجواب للرجل الذي كان يزور تلك المرأة بين الحين و الآخر
"
كان الرجل في متوسط العمر
لا توجد صلة بينه و بين هذه المرأة سوى انه صديق زوجها الراحل
ابتدأ الشريط على لحظة دخوله الغرفة
كان يرتدي معطف قطني طويل مبطن بالصوف
طويل القامة و وجهه عبارة عن لوحة من الخدوش !
جلس امام المحقق فيصل بكل هدوء
إلى انه كان يهز قدمه بسرعة
و يشد على يده بكل قوة ربما ليوقف الرجفان الذي ينتابه في لحظات التوتر
و حالما بدأ المحقق بالسؤال
: شو صلة القرابة بينك و بين جمانة بنت عمر بن .... آل...
اعتدل بجلسته قبل ان يجيب و هو يبتلع ريقه
: صديق زوجها الله يرحمه , وصاني عليها قبل ما يموت لأن ما عندها قرايب !
بدأ المحقق بالسؤال الثاني بعد ان كتب ملاحظات في دفتره
: كم مدة زيارتك لها و شو اللي يحصل اثناء الزيارة
همس بشيء من الغضب و هو يقرب وجهه من المحقق
: اعتقد انها خصوصيات !
لكن المحقق صرخ فيه بصوت مرتفع و هو يضرب الطاولة بقبضته
: خصوصيات لا صارت زوجتك ! و انت ولي امرها !
: جاوب !
ابتلع ريقه مرة أخرى و هو يبحلق في وجهه المحقق بغضب
كان يحاول تهدأت نفسه
بالرغم من ان فترة صمته طالت
إلا انه في النهاية أجاب بعد صرخة المحقق الثانية
: جاوب و الا راح تنحجز الليلة !
همس
: كنت اتطمن عليها ..
أوقف الشريط
لم يكن هنالك ما يثيره في هذا الاستجواب البائس
ف في النهاية تم الكشف عن ان والد الجنين هو نفسه هذا الرجل , قال في نفسه " يالها من وقحة , بعد وفاة زوجها بأشهر قليلة تقوم بعلاقة مع صديقه ! "
لكنه كان يبحث عن خيط يدله على صابرين في هذه القضية , لماذا هي احد المشتبه بهم !
لماذا لم تستجوب ؟!
قلب أوراق الملف , عله يجد عذر ظرفي لها
لكنه لم يجد أي شيء
ما زالت أوراق هذه القضية قيد التحقيق
لذلك قرر بأن يحصل على امر استجواب لصابرين اليوم !
.
.
.
كان ما يزال يقف في مكانه
ذلك الرجل الذي صدمه نايف بكتفه
يلف الشال حول رقبته و يتلثم به و كأنه في موسم الشتاء
بملابسه الرثة و معطفه الطويل
يبدو و كأنه خرج من تحت الرمال !
بقي في مكانه ينظر إليه إلى ان غادر
لم يتوقع بأن يصادفه هنا
نظر إلى ساعته , ظن بأن المحاكمة فاتته
لكنه و مع ذلك دخل بخطوات بطيئة يسير بإتجاه القاعة
حيث محاكمة غيداء الغيبية
جلس بهدوء في نهاية القاعة
كان يبدو عليه التعب هو الآخر
مضت الدقائق الأولى و الشاهد يدلي بما لديه
أما هو فيقول في نفسه "ألم اسمع هذا الصوت من قبل ؟"
انتهاء الأسئلة لم يدع مجال للشك او لمخيلته
كان هادف بالفعل ..
أما هو شعر بأنه سيموت في الحال
كيف ..؟ كيف .. يشهد ابي ضد اختي !
كان عمر يشعر وقتها بأنه في حلم
فوالده تخطى كل الحدود بالنسبة اليه في هذا اليوم
كانت عينيه جاحظة و هو ينظر إلى والده
يصرخ في نفسه " كيف يشهد ضد اختي !"
وقف و سار متجهاً إلى الخارج
هو الآخر شعر بانه متشبع من هذه التراهات وقتها
لا مزيد من الحبر على الورق
و لا مزيد من الحديث التافه
حان وقت الفعل .. فعل يجعله يستعيد نفسه , و اخته غيداء ! غيداء الحقيقية !
كان في المنزل بعد ثلث ساعة
بعد ان تصارع مع نفسه خلال ذلك الوقت
حالما امسك بمقبض غرفة الجلوس
صرخ في والدته
: وين غيداء يمه ؟
اما والدته التي أتت و بيدها ملعقة كبيرة بها حبيبات ارز عالقة
فقد سألته بنفس مقطوع
: هلا عمر
: وين أبوك ؟ حسبالي ابوك .. يالله الغدا قرب يجهز
ابتلع ريقه قبل ان يرمي بقنبلة
: انا رايح لندن يمه .. و راح اخذ معاي "بتردد همس " اختي غيداء !
لم يشعر بنفسه و هو يقول
: انا مختنق يمه " ضرب على صدره بشدة "
: مو قادر أعيش هنا اكثر ! " و بملامح تملئها الوجع " , انا راجع مع غيداء على طيارة الليلة !
كان يحاول ان يتدارك صدمة امه التي لم تعش معهم كـ عائلة واحدة إلا منذ سنوات بسيطة
فـ هو ظل يرفض فكرة العودة للوطن حتى مع إلحاح والدته و زياراتها المستمرة لهم في لندن
أما غيداء – زين- كانت تقف في الخلف و بيدها قمع بوظة
متسمرة في مكانها و قطرات البوظة تتساقط على الأرض
في نفسها تصرخ " لااااااااااااا "
كيف ستعيش مع ذلك المتبلد مرة أخرى لوحدهم !
كيف ستتكيف معه بعد ان علمت بأنها ليست ابنة هذه العائلة !
ظلت حبيست الغرفة لأسبوعين بعد معرفة الحقيقة ..
و اليوم هو اول يوم تشعر فيه بالهدوء و الراحة بعد خروج عمر و والدها هادف !
اخرجتها صرخة هادف الذي كان خلف عمر من الهذيان الذي كان في اوله
: على وين ماخذ اختك !!
التفت عمر حينها على والده و هو ينظر إليه بتحدي
: على لندن ! في أي اعتراض ؟!
و ابتسم بسخرية بعدها
و هو يقترب منها و يطوق يديها بكل قوته
كان في بداية السلالم على وشك الصعود معها
إلا ان هادف طلبه للحديث في الخارج !
: عمر ! تعال مكتبي !
لم يتحرك من مكانه بل التفت على والده و ببرود اخبره
: شو اللي كنت تعمله في المحكمة اليوم يا ترى ؟!
: آآآه صحيح , من عجيب الصدف يبه انك شهدت على اكثر من ميتين جريمة لليوم
ضحك بسخرية قبل ان يردف
: اكثر من ميتين جريمة صارت قدامك ؟!
: المفروض انت و القاضي صرتوا ربع و رفاقه !!
نظر إليه بإحتقار و كره شديدين لفترة
شد بعدها على يديها و حاول الصعود معها إلى الأعلى
إلا ان حديث والده اوقفه
: انا فعلاً شهدت على هالجريمة !
: كنت فـ المستشفى يومها بعد ما وصلني خبر مهم .. و شفت الشخص اللي قتلها لحظة هروبه !
حينها فقط حرر عمر يديها
و تقدم من والده
اقترب من اذنه و همس
: بس هاذي ما قتلت ! هاذي ما عمرها لوثت ايدها
: هه , شفت يا يبه جزاة اللي يشهد زور ؟ يوم جيت بتشهد بحق شهدت ضد بنتك فالمحكمة !
ابتعد عن والده بعدها و ربت على كتف والده بشيء من الحزن و السخرية , بعينين تملئها الدموع
و همس
: هاذي غيداء اللي تدور عليها من سنين ! , كيف ما تعرفت على بنتك يبه !
: و الا هاذي خطة من خططك علشان .. هه .. تحميها !
اما هادف فقد كان يحرك رأسه يمنى و يسرى
و كأنه يحاول إلتماس صدق عمر
يحاول تكذيبه
راح يتذكر الفتاة في الشريط , صورة تلك الفتاة و ملامحها
همس غير مصدق
: انا تركتها بمركز .. مو بنتي ! مو هي !
امتلئت عينيه بالدموع و هو ينظر إلى ملامح عمر الكئيبة
لكنه همس في النهاية قبل ان تظلم الرؤيا و يغشى عليه
: غيداء ..
.
.
.
|