كاتب الموضوع :
صّبا
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
الجزء الثالث عشر
الجزء الثالث عشر
الأمل في حياة البؤساء .. هو ان تستطيع ادخال السعادة الى قلبك بأقل جهد ممكن !
.
.
.
# بعد ثلاثة ايام - يوم السبت
# الساعة 11:30 صباحاً
كانت في المجمع التجاري
مع باقي رفيقاتها
يتسوقن من اجل الجامعة ، من اجل العام الجديد
كانت تنظر لكل زاوية من هذا المكان بشيء من التأمل
لم تبخل بالوقت بعد انتهائهن من التسوق و جلست على حافة النافورة
كانت جافة و الأتربة متراكمة فيها
القت نظرة على يدها المغطاه بالحروق
و تنهدت بعمق .. لكنها لا تعلم لماذا !
وقفت لبرهة .. و دققت النظر في باب المخزن الحديدي الذي يبدو بأنه طُلي مؤخراً بلون جديد و براق
اقشعر بدنها و هي تسير الى باب مخفي خلف المخزن - إلى الاستوديو ! و ربتت على ذراعيها لتهدأ نفسها
قفت عائدة الى المجمع لتجد رفيقاتها
بعد ان شاهدت مجموعة من العمال يخرجون من المخزن ..
و على بعد تسعة أمتار شاهدت والدتها التي يبدو بأنها تبحث عنها
صرخت و هي تلوح بيديها لوالدتها : يمه !!
اقتربت منها بشيء من القلق و التوتر
: اه اخيراً
دفعتها قليلاً و قالت مؤنبه إياها
: قلت لك من المجمع ع السيارة ما تطلعي لوحدك
: شكلي ما راح أخليك تروحي معهم مرة ثانية
تقوست شفتيها و هي تلتصق بذراعي والدتها
: يمااااه !
: بس بس ، امشي أبوك ينتظرنا ع الغدا
القت نظرة على ساعتها التي كانت تشير الى الساعة الثانية الا ربع !
: يااااه مر الوقت بسرعة ما حسيت
اخرجت هاتفها
: ويت ماما راح اقول للبنات اني راجعه معك
طوقت ذراعها و جرتها الى السيارة
: غيداء يا بنت امشي أبوك على لحم بطنه من الصبح
: ما يبغى يتغدا الا و انتي بوجهه !
أرسلت رسالة الى صديقاتها تعلمهم بأنها عائدة للمنزل
و التفتت الى والدتها و تصرفاتها الغريبة اليوم
: ايش فيه ماما ؟
لم تعد قادره على كتم الامر عنها اكثر
غطت وجهها بطرف حجابها و ابتسمت و هي تدفعها برقة
: أبوك عامل لك مفاجأة ، امشي بس
.
.
.
صرخت حالما فتحت باب المنزل
: عمووووووووووووري حبيبي !
قفزت اليه و تعلقت برقبته و هي تقبل خديه
أبعدها عنه بقسوة و دعك خده
صرخ في والدته
: انا قلت محد يقول لهالخبلة اني هنا !
: كنت مسافر اللحين و لا من درى و لا من شاف !
القى نظرة احتقار عليها
حمل حقيبته و ودعهم صوت ارتطام الباب بقوة
هز هادف راسه بلا حول و لا قوة
: ما تتوبي يا سلمى
: يعني احنا ما نشوفه الا مرة بالأسبوع لازم تزعليه !
بدأت تخلع عباءتها بهدوء
اقتربت من غيداء و بدأت تربت على ظهرها
: ما عليه يا غيداء
: تعرفيه من لما صارلك الحادث قبل 15 سنة وفقد كثير اشياء بحياته, لا تلوميه ..
كان في عينيها دموع تأبى الخروج
و احمرار انفها كان دليل على ابتسامتها الكاذبة
: معليش يمه ، هو اصلن يحبني بس يكابر!
: يالله بروح احضر دروسي !
.
.
.
هزت رأسها على طاولة الطعام
: تقول شبعانه ..
جلست بقرب زوجها و بدأت تغرف له قليل من الارز المحمص
و تضع فوقه بترتيب القليل من اللحم و السلطة باللبن الرائب
كان يقلب الارز في صحنه و هو مشغول البال
اكل القليل فقط و الآن هو يشعر بالشبع !
تنهد و حمل طبقه للمطبخ
: الحمدلله ، تسلم يمينك يأم عمر
ردت بأبتسامة باهته و هي تحمل صحنها
: الله يسلمك
ابتلعت ريقها و كأنها تحاول ابتلاع غصة تخنقها
: عنك يابوعمر
حملت طبق زوجها و راحت توضب باقي طعام الغداء في الحافظات
أشارت للعامله في نهاية الرواق لتنظف المكان
و كمحاولة لإرضاء هادف - قامت بتحضير فنجان من القهوة العربية
و معه التمرية و البسكويت الهش الذي يحبه
صعدت الى حيث مكتبه في الدور العلوي
طرقت الباب الى ان تعبت يداها
دخلت
و تعجبت من زوجها الذي يكون بنفس هذه الحالة كل اسبوع من بعد عودة غيداء من لندن
كان يجلس في مكتبه على الكرسي الهزاز و رأسه للخلف ، هكذا بلا حركة لساعات طويلة
يبدو للحظة و كأنه قطعة أثاث اثرية اخرى !
وضعت صينية القهوة امامه و فضلت الخروج
و على ظهر ورقة ملاحظة كتبت " انا آسفة "
لو لم تخرج سلمى في الوقت المناسب
لفُضح أمره بتلك الدموع التي خطت طريقها على وجهه
هكذا و منذ 15 عام لم يذق طعم الراحة
و هو يكذب على كل من في المنزل
يطمس شخصية زين هي الاخرى لتصبح شخص آخر ل15 عام !
و يعاني لوعة فراق ابنته التي لا يعلم اين هي الآن !
زين هي الأخرى طمست شخصيتها لتصبح شخص آخر ل15 عام !
سافرت و تغربت ل15 عام ، رممت ما سببته لها الحروق من ضرر
و أنهت دراستها .. و ها هي الآن تعود لأكمال الجامعة على ارض الوطن
و تعيش في كنف عائلة تظن بأنها عائلتها
حتى بالرغم من وجود القليل من الذكريات التي تمر في ذهنها كالحلم عن الملجأ!
.
.
.
# الوقت 12:45 مساءاً
اتصل على ابنه الذي لم يره منذ عدة أسابيع
يفتقده بشدة فهو الوحيد الذي بقي بلا زواج للآن
يقلقه بقاءه عازباً للآن , فـ من في مثل عمره قد تزوجوا منذ سنين
و هو ما زال يحرس ذكرياته !
يعيش على امل إيجاد الفتاة المناسبة التي ضاعت منه ذات مرة !
عاود الأتصال مرة أخرى , لكن لا إجابة !
ظل يعادو الاتصال حتى دخل احد الزبائن و انشغل معه للعصر
صاح هاتفه فجأة ليفيقه من غفوته القصيرة
نظر الى اسم المتصل "
إنه ابنه
رد بشيء من اللهفة
: آلووو ؟ الو ؟
سمع صوت انفاس ابنه السريعة و أناته التي توجع القلب و صرخ بفزع
: شفيك ؟ غسان .. غسان , شفيك يبه !
: ألو , غسان .. وينك ؟!
امتلئت عينيه بالدموع قبل ان يردف
: ما تسوى علي يا ولدي , لو يرجع بي الزمن كنت ارخصت لك الغالي و النفيس بس ترجع غسان الاولي !
وضع الهاتف على الطاولة و غطى وجهه .. راح يبكي على الحال الذي وصل له ابنه ..
اما غسان فلم يكن احسن حال عن والده
كان هو الآخر يعاني من الربو منذ الصغر
نوبات بسيطة تحدث له بين الحين و الآخر
لكن اتصال والده به يسبب له نوبات قاتله !
فهو الشخص المسؤول عن ضايعها منه !
: يبه .. ي...به ؟
بدأ ينادي على والده لكن لا رد
شعر بألم قاتل في صدره حينها –" لابد من انه يبكي الآن ! والدي المسكين , كم يعاني ! "
تناول البخاخ و استلقى على الاريكة المزدوجة في غرفة استراحة المركز
ظل على حاله لساعة تقريباً .. ثم استوى بجلسته و هب مغادراً المركز لمحل والده حاملاً معه كيس سوداء و حقيبته
.
.
.
نظر الى اللافته على باب المحل – مـغـلـق !-
لم يأبه باللافته و دفع الباب بهدوء
توقف للحظات امام طاولة الاستقبال على الجانب الايسر من المحل
كان والده يضع رأسه عليها بكل هدوء و استسلام
تقدم منه .. لف يديه حول كتف والده و طبع قبلة حنونة على رأسه
و هو يكتم دموعه
: اسف يبه , ادري اني مقصر
صمت لفتره
إلى ان رفع والده رأسه بهدوء
كان وجهه محتقن اثر الدموع
لكن تلك الابتسامة الباهته جعلت منه اقل بؤساً !
كان يتحاشى النظر الى عيني غسان
و يفرك يديه بقلة حيلة
: تشرب شاي ؟
: قهوة سادة بدون سكر !
وقف ببطئ بمساعدة غسان و هو يتكأ عليه
اوصله الى حيث المطبخ التحضيري في نهاية المحل
بدأ بصنعها بصمت
و على الجانب الآخر يتكأ غسان على الجدار و هو مغلق العينين
حاول قطع الصمت
: يبه ؟
لم يجبه .. و قد بدا عليه انه يفكر بعمق
لدرجة ان القهوة احترقت !
ابعد يد والده عن مقبض الابريق الساخن و هو يصرخ فيه
: يبه ايدك !!!
فتح صنبور الماء البارد و وضع يد والده
تناول علبة الحليب من الثلاجة و وضعها على يد والده بعدها
: خلاص يا يبه مابي قهوة , قلت لك مابي
قالها بغضب و هو يحاول منع والده الذي كان يحاول سحب يده لصنع قهوة جديدة !
اخرجه الى حيث المعمل و مدد جسده على الاريكة
: راح اساعدك بالشغل من اليوم , انا قررت أوقف تحقيق و استقيل !
حاول ان يعتدل
و وجهه تعلوه ملامح الفرح
همس
: يعني خلاص ؟ ندور لك على بنت الحلال ؟!
تنفس بعمق و هو يلقي الأغراض بالمعمل
كانت يصرخ بجنون و هو يركل الادراج بقوة !
: قلت لك لااااا , لااااا , لاا, ليش ما تفهم , ليش !
و ببساطة خرج و اغلق باب المعمل بقوة
جلس على طاولة الاستقبال في محاولة لتهدئت نفسه
استبدل اللافته على المحل بـ"مفتوح "
و جلس بإنتظار دخول أي زبون
و خلال هذا الوقت , لم يستطع منع نفسه من قراءة ملفات التحقيق مرة أخرى !
.
.
.
# بعدها بأيام ~
كانت ينظم ارشيف والده و يحاول ايجاد العمل المستعجل لتسليمه اولاً
كان ينظر الى كل الاوراق بحرص كي لا يوقع والده في مشكلة مع الزبائن
حمل الملفات من المعمل إلى حيث قسم الاستقبال بعد ان سمع صوت جرس الباب
وضع الملفات بكل ثقلها على الطاولة امامه و قبل ان يرفع رأسه ليرى من الزبون
سمع شهقة
: أنت !
رفع رأسه ليرى امامه شخص لم يتوقع رؤيته خصوصاً في مكان كهذا !
رص على اسنانه و بسخرية اجاب
: لهنا لاحقتني يا صابرين !
شعرت بأن قلبها سينفجر و هي تنظر إلى وجهه المرهق
مندهشة من وجوده في مكان كهذا
ابتلعت ريقها و هي تهمس بفزع بعد ان بانت العروق في رقبته
: اجهز الشريط علشانك .. !
امسكها من رقبتها و ثبتها على الجدار
: لما ابيك راح ادق عليك , و هالمحل تنسيه نهائياً , مفهوم
بدأت تسعل بشدة و هي تنظر إليه بترجي ليتركها
و راحت تهز رأسها مؤيدة لحديثه
افلتها بعد ثوان و هو يدفعها للباب
: برا !
: انتظري
سحب حقيبتها و نثر محتوياتها على الطاولة
اخذ ظرف بني اللون منها
: اللحين برا
قالها و هو يرمي حقيبتها في وجهها
أما هي فتراجعت للخلف بفزع
كانت مصدومة و تشعر بأن عقلها متوقف
لدرجة انها و لثلاث مرات عجزت عن تشغيل محرك سيارتها
ضاعت الكلمات منها و راحت تبكي و هي تسند رأسها على باب السيارة
.
.
.
كان يحاول التقاط انفاسه بعد خروجها
يشعر و كأنه رأى ملك الموت بدخولها
فمجرد كشف وجود علاقة بينه و بينها قد ينهي كل ما بناه تلك السنين !
نظر إلى الظرف البني بين يديه للحظة
يشعر بإنقباض في قلبه من فكرة رؤية محتوى هذا الشريط ..
و ليقضي على صوت وساوسه انطلق بإتجاه معمل والده
فتح احد الأدراج ليدخل الشريط في جهاز التشغيل ..
لكنه ..
جلس على الارض بدهشة و هو ينظر إلى ظرف بني آخر فوق الجهاز
فتح الظرف على عجل
و نظر بسرعة الى نوع الشريط , فتح الظرف البني الذي اخذه من صابرين
و قارن بين النوعين .. همس
: مستحيل ابوي تكون له يد فقضية غيداء !
ابتلع ريقه و دفع الشريط في جهاز التشغيل
كان الشريط عبارة عن 14 دقيقة !
و حالما بدأ الشريط بالدوران شاهد غيداء ..
ترتدي نفس الثياب التي كانت ترتديها في احد الاشرطة قبل ثلاثة اسابيع
.
.
.
00:01
تنفست بعمق
و حالما فتحت شفتيها لتتحدث .. تاهت الكلمات عن مسار قلبها !
لذلك صمتت لفترة و هي تنظر الى كفها البارد ..
00:06
: انا كبدي تقريباً منتهية !
ابتسمت و هي تعيد فتح الجروح القديمة و تذر الملح على الجرح
: هي اصلن متضررة من و انا عمري سنتين . كان عندي الم بالأذن و الطبيب وقتها ما قصر وصف لي مضادات حيوية ، بإختصار أقذر نوع !
.
.
.
00:11
صمتت طويلاً ، لتطرق رأسها و ينساب شعرها القصير على وجهها , كانت كمن غاب عن الوعي .. طالت فترة جلوسها على تلك الوضعية ، و مرت الدقائق من ذلك الفيلم الذي لا تتجاوز سعته مدة ساعة واحدة
أعادت رأسها للخلف .. و تنهدت بعمق قبل ان تردف بصوت مبحوح و هي تنظر الى الكوب الحديدي الصدئ امامها
: مين كان يصدق اني كبرت و انا ما اقدر افتح قارورة الماي بدون مساعدة !
ضحكت بسخرية و هي ترفع الكوب بيد مرتعشة و تهزه امام العدسة قبل ان ترتشف القليل منه بتشفي !
.
.
.
00:19
وضعت الكوب بقوة على الطاولة ، و مالت بجسدها لتضع رجل فوق الاخرى بكل أريحية
ثم اردفت ببرود و فم مرتعش ..
: انا حاولت انتحر مرتين ..
: بنفس النوع القذر بس على جرعة اكبر !
سرحت قليلاً في سقف الاستوديو و كانها تحاول التذكر . بدأت الحديث و هي تحرك يد في الهواء و تتشبث بالكرسي باليد الاخرى لألا تسقط
: المرة الاولى ما اتذكر الكمية اللي اخذتها ، بس على ما يبدو انها ما كانت كبيرة لاني ظليت عايشة بعدها !
:كانت تجربة غريبة ، ما حسيت فيها لاني خضتها بدون شعور ، لكن شعور عن شعور يفرق , شعور ان روحي كانت راح تطلع مني وقتها ما انساه ! كانت اول تجربة عبارة عن فشل في مواجهة مشاكل حياتي !
ابتسمت ابتسامة باهته و هي تتلمس ذقنها
: اما المرة الثانية كانت جرعة الموت !
: كنت متأكدة اني خلال اقل من عشر ثواني راح اقول مع السلامة للحياة
هزأت رأسها بالنفي و هي تردف
: ما كنت حزينة ، بالعكس انا كنت مرتاحة و انا اودعني !
.
.
.
00:25
ضحكت بسخرية و هي تعتدل و تنفض الغبار عن ظهرها
: بس المفاجأة اني ظليت عايشة اكثر من 15 سنة بعدها
توقفت عن نفض الغبار و مالت برأسها , سالت دمعة على خدها الأسمر
: انا كنت حزينة لاني صحيت بعد يومين بخير و ما اشكي الا من الجوع !
: كانوا احلى يومين بحياتي لاني ما حسيت بأي الم فيهم !
.
.
.
00:37
ارتعشت شفتيها .. و شعرت بأن جسدها يتنمل بأكمله
شدت عليها معطفها القطني بقوة
أغلقت عينيها بقوة
و أحكمت عض وشاحها !
بدت و كأنها ستموت في الحال !
لكنها
و ببساطة
هدأت خلال خمسة دقائق
فتحت عينيها التي تحول لونها الى الاحمر ببطئ ، و أفلتت وشاحها لتقول ساخرة
: و انا بصحتي و بعافيتي .. ما كنت مهتمه غير بأقذر الامور ! كانت حياتي صفحة من سواد ، كل شيء كان عندي بس انا ما كنت قنوعة ! كنت مثل الغني .. الاعمى ! ، ما عمري ظهرت على الناس بحقيقتي علشان ما أأذيهم او أأذيني ! كنت احاول أتخلص من حياتي بحلوها و مرها .
سالت دموعها بعد فترة من الصمت
: و لما بدت حياتي تتحسن شوي شوي ، كان الوقت فات ، و ربي اخذ مني هالنعمة .. نعمة الصحة !
.
.
.
00:44
بدأت تضغط على صدرها و تتنفس بصعوبة
: انا ما هربت علشان اخليكم تحرصوا علي أكثر ، مو علشان تدوروني .. انا هربت لاني بغيت اطويكم من حياتي و ابدأ حياة جديدة
صمتت لبرهة ثم أشارت الى الجرح الكبير على عنقها
: انا انغدر فيني ! قابلت انسان بحياتي كان أسوأ لي من كل المضادات الحيوية !
بلعت ريقها و حركت يديها امام "الكاميرا"بعشوائية , كانت تتكلم بصعوبة : بس .. بس تعبت ........
.
.
.
00:45
همست بوهن
: انا كنت اشتغل في محل ابوه لمدة شهرين
: ذقت فيهم انواع الويل ..
تنهدت بعمق و هي تعيد خصلات شعرها للخلف
: اسمه غسان
ضحكت بسخرية و ضربت على صدرها
: اعتدى علي فيوم بس انا مادري كيف رجعت و وثقت فيه !
.
.
.
00:57
كانت تتلمس الجرح على رقبتها بألم
كان تغلق عينيها بشدة و هي تتلمسه
: كذا ببساطة انا سلمته رقبتي , كنت ظالمه ابوي
: كنت اظن انه تخلى عني , و تعمد يعذبني
تنفست بعمق قبل ان تردف
: علشان كذا لما جاتني الفرصة اتخلى عن ابوي مثل ما تخلى عني .. تخليت عنه
: رفضت اشوف ابوي او اقابله .. و هربت معه هو اللي كان راح يقتلني بس علشان يحافظ على مكانته و اهله !
بصوت مبحوح اكملت و هي تتلمس الجرح مجدداً
: وعدني يحميني , و ما يخليني بيوم احس اني فقدت عيلتي ..
: بس نحرني فالنهاية , رفع السكين و ..
حركت يديها على رقبتها و كأنها ترى ما حدث يومها امامها
: و جرحني كذا
ابتسمت ابتسامة باهته
: يومها لقيت الانسان اللي يعطي بدون ما ينتظر مقابل , الانسان اللي كنت اتمناه بالضبط , بس خفت .. خفت اثق فيه .. و هربت لأني ما لقيت اللي يضمن لي انه ما راح يتخلى عني بيوم
صمتت لفترة قبل ان تردف
: لأن قلبي بدأ ينبض مرة ثانية !
.
.
.
كانت تعلو وجهه نظرة خيبة ..
اما قلبه فقد كان يخفق بشدة .. لم يستوعب ما قالته في ال14 دقيقة الاخيرة !
بجنون ضغط على زر الإعادة مرات عديدة
كان يتنفس بصعوبة بالغة
إلى ان امسك بصدره و بدأ يشهق
رمى كل ما على الطاولة
كان يبحث عن البخاخ
و على صوت ذلك الضجيج استيقظ والد غسان
همس من خلفه بفزع
: زين !! من وين جبت هالشريط يا غسان !
التفت عليه غسان بوجه فيه زرقة و كأن الحياة سلبت منه
صرخ بفزع و هو يقترب منه
: وين البخاخ !
.
.
.
|