لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-08-14, 08:11 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 8 - المكابرة - مارغريت بارغيتر - قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

7 - معظم الرجال يلاحظون مظهر المرأة,
قلة منهم تُظهر هذا الانتقاد الساخر. و هو إذا
تزوج فسيكون من النوع الذى يوقظ زوجته لينتقد
أنفها. و حين ألتفتت بسرعة إلى جسمه المتين فكرت فوراً
أنه إذا أوقظ زوجته فى ساعة كتلك فليس ليتحدث عن أنفها
مهما كان جذاباً..............


منتديات ليلاس



أول ما صدم ليزا الطريقة التى ترنح بها قلبها لدى رؤيتها المفاجئة لـ سيمون مع أنه لم يغب أكثر من يومين, ثم صدمها امتعاضه الشديد من وجود بيل فى مكتبها, سيما و أنها اعتبرته قبل دقائق فقط, رجلاً عاقلاً!
كانت تجد دائماً تبريرات معينة لتصرفاته, إنما كان هناك شئ ما استعصى على فهمها هذه المرة و مع ذلك عزت مسلكه إلى الارهاق و قد اراحها هذا التبرير البسيط فتشبثت به و رفضت الاقرار بأى استنتاج آخر.
شيئاً فى تصرفه و فى نظرته التقيمية الثاقبة جعلها تتجمد أمامه فى صمت مذنب و مراهق أثار غضبها لكنها عجزت عن كسر جموده.

منتديات ليلاســــــــــــــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 18-08-14, 08:15 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 8 - المكابرة - مارغريت بارغيتر - قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي


ثم تكلم بيل بعد لحظة خالتها هى دهراً, و قال له مبتسماً:
ـ آسف يا سيدى, كنا نتحدث معاً فى انتظار عودتك فهناك شئ أود التحدث به معك.
ـ أحقاً؟ أنك لست معتاداً على استشارتى فى مشكلاتك, على أى حال’ سأراك فى وقت لاحق, إلا إذا كان الأمر ملحاً.
تراجع بيل إلى الوراء و قد خبت ابتسامته و بانت الحيرة فى عينيه و قال مغمغاً:
ـ ليس امراً مهماً و بوسعى أن آراك فى وقت لاحق كما تقول.
تمنت ليزا بيأس لو أنه يُظهر شجاعة أكبر! أنه لا يجرؤ على التلفظ بكلمة لحرصعه على نيل الترقية, و لدى مغادرته الغرفة قذفها بنظرة عنت و لا شك أنه سيتصل بها قريباً.
و ما أن أغلق الباب خلفه حتى قال سيمون بصرامة:
ـ تعالى إلى مكتبى يا ليزا, اريد لتحدث معك.
تعمدت الابطاء و هى تقوم بالاستعدادات اللازمة, عاودتها شجاعتها و مع ذلك تفادت النظر إلى عينيه و اختلج فمها قليلاً بفعل التوتر السابق, و راحت تعبث فى الدرج كى تضيع الوقت, فقال ملتفتاً إليها بحدة:
ـ ألم أطلب إليك ألا تسرحى شعرك بهذه الطريقة؟
ألا يخطر له أن للآخرين أيضاً مشاكلهم الشخصية؟ لا ريب أن معظم الرجال يلاحظون مظهر المرأة إلا أن قلة منهم تظهر هذا الانتقاد الساخر, سيمون ردفورد يختلف عنهم حتماً, و هو إذا تزوج فسيكون من النوع الذى يوقظ زوجته فى منتصف الليل لينتقد أنفها اللامع! و بدل أن تُطرب لسخريتها الخاصة احست بتقلص فى اعصابها حين التفتت بسرعة إلى جسمه المتين, فكرت فوراً, أنه إذا أيقظ زوجته فى ساعة كتلك فليس ليتحدث عن أنفها مهما كان جذاباً!
انتظر حتى مرت من أمامه ثم أغلق الباب بلطف, هذه الحركة الهادئة كان يجب أن تنذرها بأن مزاجه ما يزال سيئاً لكن موجة الغضب المحضة التى كانت تمتطيها حالت دون ذلك. ازاح لها كرسياً و لم ينتظر جلوسها, ثم طقطق كرسيه برهبة حين ألقى ثقله عليه, قال:
ـ اليوم تناولت الغداء مع لورا تنسون, اعتقد أنك تعرفينها؟
ـ لورا تنسون!
ابتلعت ريقها الجاف و سحبت يديها من على المكتب لتضغط بهما على معدتها, لقد توقعت حصول شئ كهذا أنما ليس بهذه السرعة و ليس بهذه الطريقة المفاجئة التى لم تتج لها أى فرصة لتعزيز خط دفاعها. اومأت بصمت و لم تستطيع ازاحة بصرها المأسور فى عينيه البراقتين. أما هو فتابع يقول بقسوة:
ـ أخبرتنى أنك كنت تعرضين لوحات للبيع فى متجر والدها صباح يوم السبت, لم أشأ لأن أصدقها, لكنى أطلب إليك الآن أن توضحى لىّ الحقيقة؟
تشبثت بشرارة الغضب التى أندلعت فيها فجأة و قالت حانقة:
ـ لم أكن اعرض لوحات للبيع و لا يحق لـ لورا تنسون أن تقول لك ذلك, كان يجب أن أدرك أنها ستركض إليك بالخبر لكونها واحدة من صديقاتك الحميمات!
أخرسى! تذكرى أنك مجرد سكرتيرة لىّ و هذا لا يخولك انتقاد أصدقائى!
تجتبت بتعثر و شبه اختناق:
ـ لكنك تعطيها الحق بأن تنتقد أصدقائك! ألا أعتبر ابنة خالك؟
ـ من المفترض أن تكونى قريبتى.....أجل, هذه حجة جيدة و سأدخل فى تفاصيلها عندما أجد الوقت للقيام بالتحريات الكاملة حولها. لم تقصد الآنسة تنسون أن تنتقدك شخصياً. قالت فقط أنها سرت لرؤيتك و اعربت عن أملها فى أن تتكلل مهمتك بالنجاح, انما اريدك الآن يا عزيزتى ليزا أن تطلعينى على حقيقة القصة.
ـ لا يجب أن تصغى باهتمام إلى كل ما تسمعه, لقد تدخلت لورا بما لا يعنيها.
ـ لا تدخلى لورا تنسون فى الموضوع!
ـ أخبرتنى أنها تشعر بالوحدة لأنكك سافرت إلى لندن.
ـ ليزا, هل لك أن تصمتى؟ لست مهتماً بما قالته.
ـ بل يهمك ذلك فأنت تردد اقوالها عنى و تقذفنى بها عمداً.
و على حين غرة أظلمت السماء فى الخارج و تبع ذلك قصف رعد قوى, حتى هذه اللحظة كانت الحرارة خانقة منذ الصباح و حين التفتت صوب النافذة رأت قطرات المطر الأولى تضرب الزجاج, قريباً ستتحول إلى سيل جارف يرافقه مزيد من الرعد. احتاجت جسمها النحيل رجفة تلقائية. أنها لا تخاف العواصف إلا إذا رافقها برق و رعد, لكن ما يخيفها أكثر هو احتمال أن يكتشف سيمون ما تعانيه من خوف داخلى مزلزل.
و فى محاولة منها لضبط اعصابها قلصت يديها على حافة المكتب فابيضت مفاصل أصابعها لفرط المحاولة.
حدق سيمون فى يديها المتقلصتين أنما أخطأ فى تفسير السبب إذ عاد يرمق وجهها و يقول:
ـ لقد توسلت البائعة أن تأخذ تلك اللوحات, هل تنكرين ذلك؟
ـ ما كانت لتأخذهما لو لم تتأكد من جودتهما. ثق أنى لم أضطر إلى التوسل.
ـ ليس هذا المهم, تهمنى خلاصة الموضوع و هى أنك فى ضيق مالى.
ـ كلا, لست كذلك.
ـ بل ستقبلين ببزيادة الراتب!
تأججت عيناه الداكنتان و رن صوته كالفولاذ فى ارجاء المكتيب متناغماً مع هدير العاصفة فى الخارج.
كان الرعد يقصف من بعيد ثم اجفلت ليزا حين لمعت السماء فوق البنااية. يجب أن تهرب قبل أن تشتد العاصفة و يفتضح أمرها.
ـ هل أنت خائفة؟
توردت خجلاً من جبنها و من نظرته المتمعنة, اجابته و هى تتنفس عميقاً و تحاول التحكم باعصابها:
ـ بالطبع لست خائفة.
ـ إذن لنعد إلى قضية الراتب.
ـ لا أريد مطلق زبادة يا سيمون. أمى فنانة موهوبة و هى ترسم منذ سنوات و تبيع لوحاتها. فكرنا فى المخزن كسزق جديد و ليس فى ذلك ما يدعو إلى الخجل.
ـ أحس بوجود لغز ما و اعتزم التوصل إلى حله, فحدسى لا يخيب ابداً يا عزيزتى ليزا......اذا اردت سيدة أن تبيع شيئاً برضائها التام فهى تبيعه بنفسها بدل من أن ترسل ابنتها الصغيرة لتقوم بالمهمة عنها.
ـ أنا لست بنتاً صغيرة.
ـ ألم يترك لها سيلاس مالاً على الاطلاق؟ لم يوصِ لها بشئ فى وصيته أنما كان بإمكانه أن يؤمنها بطريقة أخرى.
ـ قلت قبلاً أنه لم يترك شيئاً.
ـ أخبرتنى أنه لم يكن يدفع لك زيادة الراتب على حدة, أنما لم أذكر وضع أمك.
قطبت محتارة و عجزت عن تذكر ما قالته له بالضبط. يا له من ثعلب!
أجابته بضيق و جمود:
ـ لا أرى أية فائدة من هذا النقاش يا سيمون, ليس هناك ما يدعوك إلى الاهتمام بشؤون أمى. لقد تحدثنا قبلاً عن الوصية و يبدو أنك تريد الآن أن تعرف إذا كنا قد اقتنصنا مالاً بطرق أخرى.
ـ أن محاولة مساعدتك اشبه بضرب الرأس على جدار حجرى, أنما سأقول ما يلى, إن ارادت أمك أن تبيع شيئاً فى المستقبل فلن أمانع بتاتاً فى ذلك, لكنى سأمنعك أنت, يا عزيزتى ليزا, أجل, سأمنعك.
لمست فى كلماته بعض الوحشية الخفية فحدقت إليه مرتعشة حائرة ثثم وعت مقصده فاحمرت وجنتاها و هبت واقفة و هى تهتف بانفعال:
ـ لا يحق لك أن تصدر إلىّ أوامرك! إن سمعة الشركة لا تتوقف على طريقة تصرفى, و أنا لست طفلة لتتملقنى تارة و لتؤنبنى تارة أخرى! عجزت عن احتما نظرته المركزة فقالت باختناق:
ـ أنى ذاهبة, لقد تأخرت كثيراً عن موعد الانصراف.
لم تع أن سيمون قد دار وراء مكتبه و تقدم منها إلا حين شعرت بيديه تمسكان كتفيها و تجذبانها إليه مما اضطرها إلى اخفاء وجهها على صدره .
قال لها بصوت متهكم و رقيق فى آن:
ـ إذن أنتت خائفة! لم يخطر لىّ ذلك لكونك مخلوقة استقلالية إلى حد بعيد.
استمرت العاصفة تولول خارج الغرفة و تحيل الطقس الصيفى مناخاً شتوياً بالرغم من استمرار الحرارة. ارتجفت بين ذراعيه و قد بدأت تحس بهما حولها أنما لازمها الرعب بسبب البرق المتواصل, ثم شعرت بيده تلامس قفا عنقها, و سرت فيها موجات متلاحقة من الاثارة حين افلت شعرها المعقوص باصابع خبيرة فانسدلت دفقاته الحريرية على كتفيها. ازاح الخصلات الكثة عن جبينها و قال مهدئاً روعها:
ـ قد يساعد إرخاء شعرك فى تخفيف توترك, حاولى أن تسترخى لتشعرى بتحسن:
ـ أفلتنى, أرجوك. لا موجب لأن تحتضنى.
أدركت من خلال رعبها أن عليها أن تقاومه إذ حذرتها غزيرة ما بأنه لا يقل خطراً عن العاصفة....لا ينبغى التورط معه مهما كانت النتيجة مغرية لأن اى هناء مؤقت قد تحسه بين ذراعيه سيؤدى بها إلى الشقاء, لكن ما اصعب مقاومته فهو يمتلك جاذبية عجيبة ترغمها على التجاوب.
ـ لا تتحركى, أنت شابة غريبة يا ليزا إذ تدفعينى أما إلى معانقتك أو إلى ضربك كطفلة عنيدة, أى من الطريقتين تفضلين؟
ـ لا هذه و لا تلك.
أخذت العروق فى عنقها تنبض بجنون فحاولت الافلات منه. دوى الرعد قاصفاً فشعرت أن سيمون اشد خطورة منه, و لحظتها تحركت الغيوم السوداء خلف النافذة سارقة من جاعتها الكثير فتمسكت اصابعها تلقائياً بياقة سترته, فقال بهدوء:
ـ هناك خيار ثالث قد تتقبلينه, سآتيك بشراب.
ـ كلا, كلا.
أخذ قلبها يخفق كطائر أسير بين ضلوعها, هناك شئ واحد تتوق إليه, حنينها الجارف و الذى يجب أن يمر بسلام قبل أن يفطن إليه.
كانت مسحوقة بين ذراعيه و تشعر بأمان غريب من غضب العاصفة الخارجية انما تحس ايضاً أنها معرضة للعطب بفعل رغباتها الداخلية.
ـ تحتاجين إلى ترياق يا عزيزتى ليزا. أنا أحاول أن أكون لطيفاً. إلا أنك لا تتركين لى الخيار, أنه لاغراء شديد الوطأة على مطلق رجل لكنك لا تتجاوبين مع الأساليب اللطيفة, إذن سأختار الاساليب العنيفة.
ادار وجهها صوبه ثم عانقها مجدداً.
و سرعان ما ابعدها عنه قليلاً ليتأمل ردود فعلها و ليلفتها إلى نتائج اثارتها له بهذه الطريقة, تقلصت يداه على ذراعيها و قال هامساً:
ـ هل سبق و اقمت علاقة مع رجل يا ليزا؟ يمكننى أن احرز اشياء كثيرة عنك أنما يستعصى علىّ فهمك من نواح كثيرة.
ـ أن كنت قمت بابحاثك كما يجب فحرى بك أن تجيب نفسك على السؤال .
ـ يفترض من السكرتيرة الماهرة أن تزود رئيسها بكل المعلومات.
قالت و هى تهز رأسها بعناد و تحاول السيطرة على اعصابها:
ـ أحياناً لا ترغب فى ذلك.
ـ لقد أخفقت فى اختيار الزمان و المكان المناسبين, لابد أنى بدأت أفقد مهارتى. فى المرو المقبلة لن أقع فى هذا الخطأ. أنا واثق من شئ واحد, هو أنك لا تنفرين منى يا ليزا.
منتديات ليلاس
اجفلت إذ استطاع بهذه الكلمات أن ينتشلها من جمودها. رأت فى عينيه نظرة عميقة القرار و حركت حفقات قلبها و أثارت فى أعماقها خوفاً غريباً. يبدو أنه توصل إلى استنتاجاته الخاصة بالنسبة إلى خبرتها العاطفية السابقة. ارتعدت برداً بالرغم من حرارة الجو و حرارة قلبها, إذا عاد القرار إليها فلن تكون هناك مرة أخرى....نواياه واضحة, بل هى واضحة منذ البداية و هى الملومة لأنها عميت عنها.....أنه جذاب أيضاً إلى حد الخطر و واثق بالتالى من الوصول إلى غاياته. هل كان هذا ما يقصده عندما تحدث عن الاتفاقات؟
كم يخيفها سحره هذا لأن تعقلها يخونها حالما تصبح بين ذراعيه.....
قبل أن يتمكن من إيجاد فرصة أخرى عليها أن تجد طريقة لترك الشركة نهائياً.....فى الوقت الحاضر, قد يكون من الأفضل أن لا تفعل شيئاً من شأنه أن يثير شكوكه.
انسحبت باحتراس من بين ذراعيه و نظرت صوب النافذة. ثم اغتصبت ضحكة قصيرة و قالت :
ـ لقد هدأت العاصفة, قد تنجح الأساليب العنيفة فعلاً, أما الآن فعلى أن أعود إلى بيت.
ـ لدى موعد عشاء لكنى سأتمكن من ايصالك. لا أريدك أن تتعرضى للبلل.
لم يكلمها سيمون كثيراً بعد مغادرتها المكتب, ربما لانشغال ذهنه بموعد العشاء, هى أيضاً لاذت بالصمت لفرط توترها و احساسها بالشقاء.
عذبها شعور معين بأن سيمون قد بدأ يغزو مشاعرها بشكل لا يروقها, إذا لم يكن لها مفر من الوقوع فى الحب, فلماذا لا تتعقل و تحب, على الأقل, شاباً غير معقد غرار بيل برايت؟ لكن عناق بيل لم يثر فيها أياً من الأحاسيس التى يثيرها سيمون....قطبت محتارة و هى تعبر الدرب بسرعة...كيف بلغ بها الحمق إلى حد اختيار الرجل غير الملائك لها بتاتاً؟ لقد وجدت فى سيمون ردفورد ملاذاً أميناً لكنه قد يكون اشد فتكاً من العاصفة بل قد يكون اعصاراً لا يقاوم من شأنه أن يقتلع قلب أى قلب بقوة و قسوة.
وصلت البيت فلم يجد أمها هناك. و ما أن نزعت معطفها و قبعتها حتى رن الهاتف فالتقطت السماعة بشئ من الشرود و قالت: "آلو, بيل....كنت فى طريقى إلى البيت, تأخرت بسبب المطر, أن كنت تخابر بشأن السهرة غداً فسأذهب معك. أما الآن فيجب أن أتناول شيئاً من الطعام."
اقفلت الخط بسرعة ثم وقفت تحدق إلى السماعة و هى تحاول أن تتذكر ما قاله سيمون بالضبط عندما نزلت من سيارته....لقد قال: "أن كنت ستخرجين مع بيل مساءً غد فليكن ذلك للمرة الأخيرة, إذ لا أحب أن يشاركنى أحد سكرتيرتى مثلماً لا أحب أن يشاركنى أحد صديقاتى الحميمات."
هزت كتفيها بلا اكتراث و ركضت إلى الطابق العلوى.
رأت مونيكا تقف فى الردهة و هى ترتدى مريول الرسم الملطخ بالدهان. بدت أسعد حالاً بالرغم من شرودها البسيط, فتساءلت ليزا فى نفسها, كيف ستتصرف عندما تنقل إليها وجهة نظر سيمون حول بيع اللوحات للمخازن التجارية؟ قال لها مونيكا:
ـ تلقيت اليوم رسالة من اوستراليا....
و هنا اخرجت مونيكا رسالة رقيقة من جيبها و قالت :
ـ أنها من عمتك. استغرب أن تكتب إلى بعد مرور هذه السنوات, و يبدو أن رسالتها طافت نصف ارجاء البلد قبل أن تصلنى. أنها حائرة فى امرها و تسألنى رأيى, هل أذهب أنا لزيارتها أم تأتى هى بنفسها. أنى أعرف عمتك جيداً, و هى, على الأرجح, ارادت التأكد من جودى على قيد الحياة, قبل أن تشد رحالها إلى انكلترا.
ـ لكنكما لم تريا بعضكم منذ أمد طويل. ألا تظنين أن الوقت قد فات على استجماع الخيوط من جديد؟
ـ لست ادرى, كنا فى الواقع ننسجم مع بعضنا بعضاً و هى كانت أول المشجعين لىّ على تجربة الرسم, كانت تعتقد أنى موهوبة أضافة إلى مناخ اوستراليا الجميل. اذكر أنها وقعت فى حب رجل يكبرها سناً و عندما فشلت فى حبها, رحلت إلى أحدى المناطق النائية حيث تسلمت وظيفة تعليمية.....حسبما اذكر, و بقيت هناك.
ـ هل كان والدى شقيقها الوحيد؟
ـ أجل, عندما توفى اعلمتها بذلك فى رسالة اجابتنى عليها, و لما تزوجت ثامية أعلمتها ذلك ايضاً و ارسلت لها عنوانى إلا أنها انقطعت عن مراسلتى, كان يجب أن أحاول الاتصال بها مرة اخرى, لكنى انشغلت بسعادتى آنذاك و بقيت أؤجل مراسلتها إلى أن نسيتها كلياً.
ـ إذن لم تريها منذ سنوات بعيدة؟
ـ منذ عشرين سنة تقريباً, كنت أنت فى الثالثة عندما رجعنا, و قبل ذلك بسنتين كانت هى قد غادرت المدينة.
قرأت ليزا الرسالة و اعادتها إلى أمها سائلة أياها بفضول:
ـ اتودين العودة إلى اوستراليا؟
صعب على ليزا أن تشعر بأى لهفة تجاه عمتها التى ا تعرفها و كثير من الناس قد يستغرب موقفها هذا. ربما تشعر هكذا لأنها غارقة فى مشكلاتها الخاصة فى الوقت الحاضر.....فمنذ أن جاء سيمون إلى بيرمنغام ما عادت تستطيع التفكير فى أى شئ آخر, و قد يثبت هذا أنها باتت تهمل أمها فى الآونة الأخيرة......و وخزها ضميرها فأردفت تقول بلهفة:
ـ قد يفيدك أن تسافرى فى إجازة.
أشك فى أن باستطاعتى ذلك, احب بالطبع أن أرى عمتك, كما أن رسالتها دلالة على شوقها إلىّ, لكن كم أين أحصل على ثمن التذكرة؟ لا أستطيع كذلك أن أدعوها لأن أكرامها سيتطلب مالاً لا نملكه.
تنهدت ليزا بكدر و تبعت أمها إلى المطب. لقد نسيت وضعهما المتأزم فى غمرة اهتمامها بارضاء مونيكا, و هذه الرحلة تكلف غالياً إلا إذا سافر المرء عن طريق السباحة! ابتسمت و قالت بخفة:
ـ لِمَ لا ندعوها إلى هنا؟ نستطيع تدبر أمورنا بشكل ما.
ـ عزيزتى ليزا, متى ستفكرين بعقلك؟ إذا جاءت هنا فسوف يكتشف سيمون أنك ليست ابنة خاله الحقيقي, و قد يبادر بالتالى إلى طردنا من البيت, و بدون هذا البيت لن نتمكن من استقبال احد و على الأخص زائرة من اوستراليا.
ـ إذا استطعنا أن نسدد دين المخزن و أن نجد مسكناً آخر فلا يعود مهماً سواء اكتشف سيمون الحقيقة أم لم يكتشفها!
ـ لا يمكننا أن نسدد الدين بسرعة, فاليوم فقط بدأت رسم لوحة جديدة.
ـ إذا استطعت أن تجدى عملاً لفترة مؤقتة فلربما ساعدنا ذلك على إيفاء الدين بسرعة كبيرة, ثم أن راتبينا مجتمعين قد يمكناننا من دفع القسط الأول ثمن بيت صغير يغنيننا عن السكن فى بيوت الآخرين.
ثم اضافت بابتسامة خفيفة:
ـ قد تستطعين أيضاً أن تسافرى إلى اوستراليا.
ـ لقد تكلمنا كثيراً ى هذا الموضوع من قبل. تعلمين أنى لا أنجح فى الأعمال الخارجية فليست لدى أية خبرة محددة و سوف يستحيل علىّ البدء فى عمل أجهله, إلا إذا كنت تتوقعين منى أن أعمل فى المخزن لبينما اسدد الدين لأصحابه؟
ـ بالطبع لم أقصد ذلك يا ماما, أنسى الموضوع!
ـ إضافة إلى ذلك أنا أحب مهنة الرسمو لابد أن تريحنى مادياً فى يوم ما.
ـ ألا ترين يا ماما أنه يتوجب علينا الاحتراس طالما أن لورا تنسون مهتمة بالموضوع؟
ـ لم تذكرى من قبل أنك رأيتها هناك.
ـ آسفة كان يجب أن أن أفعل أنما خشيت أن أقلقك. الفكرة جاءت منى فى الأساس و لم يخطر مطلقاً أنها ستذكر الأمر لـ سيمون.
ـ هناك اناس يعجزون عن ضبط النستهم. انما لا أفهم اضطرار فتاة مثل لورا إلى الاهتمام بما نفعله. فـ رونالدو تنسون مليونير تقريباً.
ثم رمقت ابنتها بنظرة سريعة و قالت باهتمام:
ـ إذا شئت, سأخذ اللوحة التالية بنفسى, لن أطلب إليك إلا أن تسوى الأمور عنى فى قسم المحاسبة.




نهاية الفصل السابع

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 19-08-14, 10:35 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260758
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: دينا عبدال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دينا عبدال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 8 - المكابرة - مارغريت بارغيتر - قلوب عبير القديمة

 

الفصول جميله
بأنتظار التكمله علي نار

 
 

 

عرض البوم صور دينا عبدال   رد مع اقتباس
قديم 20-08-14, 09:34 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 8 - المكابرة - مارغريت بارغيتر - قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي


8 – بادلته تحديقه البارد بنظرة غاضبة من عينيها
المتسعتين و احست للمرة الثانية أنها معلقة
فى الفضاء ة ليست سوى مخلوقة صغيرة تقاوم
بوهن لتتخلص من نظرة وحش شرهة قد تلتهمها فى أى لحظة.

منتديات ليلاس


ذلك المساء, و إذ كانت ليزا على وشك أن تغفو, أطلت مونيكا من باب غرفتها لتقول:
ـ قبل لحظة خابرنى سيمون على الهاتف و طلب رؤيتى فى الصباح لأمر لم يذكره. قال أنه سيوصلك إلى المكتب إذ من السخف أن تستقلى الباص مادام سيذهب بنفسه إلى المدينة مباشرة. أنى اتساءل عما يريده منى, و لا ريب أنه أمر بسيط.
استغربت أن يصل سيمون فى وقت مبكر جداً من صباح اليوم التالى.


منتديات ليلاســــــــــــــــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 20-08-14, 09:36 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 8 - المكابرة - مارغريت بارغيتر - قلوب عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي


كانت أمها ما تزال نائمة, و هى هبطت إلى المطبخ مثقلة العينين لتصنع فنجاناً من الشاى ليساعدها على الاستيقاظ كلياً. فتحت له الباب فقال و هو يتأمل بنظرة ملتمعة محياها الناعس و خديها الموردين كزهرة مشوشة:
ـ يروقنى دائماً أن أرى شكل الناس فور استيقاظهم من النوم. ألن تدعينى إلى الدخول؟
ـ رجاء أن تتفضل.
تقبل دعوتها الجامدة بنظرة لطيفة و دخل الردهة. هذا الصباح تفوح منه رائحة نظيفة من بودرة الجسم و عطر ما بعد الحلاقة. هذا ما توصلت إليه ليزا حين هاجم حواسها ذلك العبق الجذاب المختلط برائحة العطور و جعلها تشدد قبضتها على حافة الباب.
استدار منتظراً تحركيها و قال و عيناه تراقبان اصابعها النتقلصة:
ـ لابد أن زياراتى المفاجئة لك على باب بيتك تبدو لك عادة سيئة, فعندما جئت قبلاً وجدتك تقفزين حافية القدمين كظبية مذعورة, لكن ثقى أنى جئت بنية شريفة هذا الصباح و لا أريدك أن تنزعجى من قدومى بأى شكل.
هنا تملكها رغبة بدائية عابرة فى أن تصفعه, بوسعه, حين يشاء أن يلجأ إلى أسلوب راق يجرحها فى الصميم, و أن يتهكم بقسوة من خلال نظرة أو عبارة فيحطم بذلك رباطة جأشها الهشة. أغضبتها تحديقه السليط فأغلقت الباب بصفقة عنيفة لتشعره بتمردها. ثم قالت بتهذيب مناقض لتعبير وجهها:
ـ ربما تود أن تشاركنى فى شرب الشاى؟
كان وجهه الأسمر مفعماً بالتلذذ الساخر و قد أكدت لها بنرته أنه ينظر بعين الازدراء إلى روبها الأزرق القطنى المخطط. فقالت له:
ـ ما دام مظهرى لا يروقك فسوف اصعد و ارتدى ثيابى. عن اذنك, أمى ستكون هنا فى أية لحظة.
كادت مونيكا أن ترتطم بها بالفعل لدى خروجها النزق من المطبخ. كانت أمها مثال الذوق و الأناقة فى ثوب من الكتان الأزرق الفاتح و كل خصلة من شعرها الرمادى مصففة بجمال و ترتيب. و فيما ركضت ليزا إلى الطابق العلوى اشرق الصباح بالنور حيث انسكب على وجهها المتورد و امتزج بألق عينيها اللتين عكستا بعض الحسد من مظهر أمها الفائق الاناقة.....لا يمكنها ابداً أن تنافس مونيكا فى هذا المضمار, فهى ما تزال تحب أن تركض حافية على المرج الأخضر و تترك شعرها يطير فى الهواء كالعصفور....فكرت فى نفسها و هى تنزع الروب بسرعة و تحدق إلى صورتها فى المرأة, ربما هى تشبه عائلة والدها الاوسترالية و قد ورثت عنها تصرفاتها العفوية مع الجنس الآخر و هذه النزعة الاندفاعية التى تغيظ سيمون فى بعض الاحيان, من اليوم فصاعداً عليها أن تحاول الابتعاد عن طريقه حين لا تكون على المستوى المطلوب من الاناقة و الترتيب كى لا تعرض نفسها لانتقاده مرة أخرى.
فى السيارة و فى الطريق إلى عملهما سألته:
ـ كنت تفكر فى افتتاح مكتب فى وسط المدينة, هل تعتزم تنفيذ الفكرة؟
اجابها بهدوء و تكاسل نافضته حركة اصابعه العصبية:
ـ تلك الفكرة مؤجلة نظراً إلى بعض الاعتبارات.
منتديات ليلاس
ـ ماذى تعنى؟
ـ هذا تعبيرك الدائم, أليس كذلك يا ليزا؟ ألا يمكنك ابداً أن تقرأى ما بين السطور؟ بصراحة تامة, أقصد اننا سنبقى حيث نحن لبينما أعين مدير عامم و لبينما تعود الآنسة براون من رحلتها.
ربما هى تستحق هذه الضربة على يدها كطفلة مذنبة و لكن لا يكف عن مضايقتها بتعليقاته اللاذعة الغامضة. كيف يقدر أن يتغير, ما بين لحظة و أخرى, من الرقة و الحنان و الحماية إلى التأنيب و الاقحام بدون أن يطرف له جفن؟ و ها هو الآن يضيف ببرود:
ـ لا أحسبك تسعين إلى الاطراء فى باكورة الصباح يا ليزا؟
اجابته بجفاء:
ـ ثق أنى لا أطلبه منك بتاتاً. فى الأسبوع الماضى تلقيت بطاقة بريدية من الآنسة براون تقول فيها أن أختها تتحسن. و هكذا فقد لا تتأخر فى العودة كما تظن.
احست برغبة فى معاكسته فأصرت على متابعة الموضوع:
ـ أعتقد أنك قد ترجع إلى لندن فى نهاية المطاف.
أجابها و هو يطلق تنهيداً قصيراً لا يخلو من الضيق:
ـ قد أفعل, انما ليس فى الوقت الحاضر. يبدو أن الأمور تجرى على ما يرام فى لندن و كأن غيابى قد زود أخى بالحافز المطلوب على العمل, أنه يتقدم فى كل المجالات و لا أريد أن اعرقل تقدمه سيما أن المشاغل الكثيرة هنا تتطلب وجودى, إضافة إلى ذلك, لدى مدير اعمال ممتاز فى لندن, كما أخبرتك سابقاً.
بادلته تحديقه البارد بنظرة غاضبة من عينيها المتسعتين و احست للمرة الثانية أنها معلقة فى الفضاء و انها ليست سوى مخلوقة صغيرة تقاوم بوهن لتتخلص من نظرة وحش شرهة قد تلتهمها فى أية لحظة.
لكن تحرك السير انقذها مؤقتاً من ورطتها إذ ازاح بصره عنها و قال بلهجة آمرة:
ـ كفى عن الكلام. تصرفى كبنت مطيعة.
تحركت السيارة إلى الأمام مدفوعة بقوتها الذاتية و بقوة الرجل الذى يقودها. لقد خاطبها كما لو أنها طفلة فقبعت حيث هى و امتثلث لأمره.
لدى عودتها إلى البيت مساء اخبرتها مونيكا أن سيمون قد طلب موافقتها على أن له سلسلة من حفلات العشاء و اردفت موضحة:
ـ لقد مل تناول العشاء فى الفنادق و شقته الصغيرة لا تتسع لاقامة الحفلات. اصبح لديه الكثير من المعارف و يرغب فى توطيد علاقته بهم, و هكذا طلب مساعدتى فى هذا المجال.
ـ أتقصدين بدعوة الناس إلى هنا؟ لا أرى كيف ستساعدينه بذلك.
ـ أنك تخلطين الأمور و ههذه عادتك يا ليزا, من المهم للشركة أن يتعرف سيمون بأسرع ما يمكن إلى رجال الاعمال المحليين و إلى المنطقة , ومن الصعب عليه أن يفعل ذلك فى الفندق.
قطبت ليزا إذ داخلها ارتياب مفاجئ. هل هذا ما قصده بالقول أنه يريد التوصل إلى معرفة طريقه؟ أنه لا يعتزم حتماً أن يستعمل أمها كأداة للكشف عن هوية العابثين بدفاتر الشركة, و قد لا يتجاوز مبلغ الاختلاسات بضعة جنيهات تافهة؟ أنها متأكدة أن مونيكا ليست لديها أية فكرة عن حقيقة الوضع, إذاً فأية متعة ستُجنى من الاحتفاء بأصدقاء قدامى و فى هذه الظروف؟ لا ريب أن الضيوف سيكونون اصدقاء سيلاس القدامى لأنه سيسهل على سيمون الماكر فى هذه الحالة أن يحصل من مونيكا على قائمة كاملة باسماء رجال الأعمال الذين كانوا يترددون باستمرار على منزل سيلاس. لا حيلة لها فى معارضة الاقتراح كما أن حدسها لن يكفى باقناع أمها بالتراجع, فنظرة واحدة إلى وجه مونيكا المشرق تثبت ترحيبها بالفكرة اضافة إلى أن قيامها بعمل كهذا سيشعرها مجدداً بحاجة الآخرين إليها و سيعيد إليها بعضاً من اهميتها السابقة.
و هنا تذكرت ليزا وضعهما المادى المتأزم فقالت على الفور:
ـ ماما, هل خطر لك أن تفكرى فى النفقات؟ لا يمكننا أن نقيم حفلات عشاء كما فى الماضى, لا ريب أنك شرحت له ذلك؟
فقذفتها مونيكا بنظرة صاعقة و قالت:
ـ لم أجد داعياً للتفسير يا حبيبتى فـ سيمون ردفورد رجل واسع الخبرةو ليس غبياً. أنه يعرف جيداً كم تكلف الضيافات هذه و لذا سيتكفل بجميع النفقات.
حدقت إليها ليزا منذهلة. كانتا تتناولان العشاء فى المطبخ و كعادتها فى المدة الأخيرة لم تجد شهية إلى الطعام. اجتاح قلبها ثورة عارمة على سيمون....لو أنه عرض عليها هذا الاقتراح قبل أن يعرضه على أمها لافهمته بصراحة أن يذهب به إلى الجحيم. أن حياتها معقدة اصلاً و لا تحتاج إلى المزيد من التعقيدات. قد لا يكون لديه دوافع خفية وراء هذه الفكرة, لكنها تشك فى ذلك, فـ سيمون لا يقوم بأية خطوة إلا بعد دراسة و تفكير و هو ليس من ذلك النوع الذى يلقى الكلام على عوانه.

منتديات ليلاســـــــــــــــــــ


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت باغيتر, المكابرة, margaret pargeter, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, شبكة ليلاس الثقافية, stormy rapture, قلوب عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t196417.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 18-10-14 12:14 PM


الساعة الآن 03:20 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية