كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: احببتك اكثر مما ينبغي.. للكاتبه أثير عبدلله النشمي
حسنا ..
جمانة ، تجاهلي عبدالعزيز .. لن أطلب منك نسيانه الآن لأنني
أدرك كم هو صعب نسيانه .. لكن تجاهلي وجوده ، تجاهليه ..
أخشى أن أنهار ..
أعدك بأن لن تنهاري .. سنكون بجوارك ..
حسنا ، أراك في الغد ..
تقلبت طوال الليل في فراشي ، لم أتمكن من النوم .. نسجت
حوارات طويلة وتخيلت أحداثا كثيرة ، كنت في حيرة من أمري ..
مرت الأحداث الماضية عليّ كالحلم ، شعرت وكأنني في لعبة .. لعبة
ستنتهي ويعود كل شيء كما كان ، شعرت بأنني ساكنة وإن كنت
أفتقد السكينة .. غاضبة ومقهورة وخائفة وحزينة وموجوعة لكنني
ساكنة على الرغم من كل هذه الآلام .. أنتظر شيئا يحدث !.. أستيقظ
كل يوم بانتظار أمر سيحدث .. امر ينهي كل هذا الوجع كجراحة
يستأصل خلالها الورم ، فيشفى الجسد وينتهي الألم ..
غفوت من كثرة التفكير بعدما بزغ الفجر .. أيقظتني هيفاء في
الثامنة فأخبرتها بأنني متعبة ولن أتمكن من الذهاب .. قضينا حوالي
الربع ساعة في صراخ متبادل ( استيقظي !.. لن أذهب .. قلت لك
استيقظي !. قلت لك لن أذهب ، إلى متى ؟! .. لا شأن لك!..)
خرجت هيفاء من غرفتي بعد صرختين وشتيمة ، تنبهت على صوت
زياد يملأ رأسي ، فتحت عيني فوجدت هيفاء ممسكة بهاتفها واضعة
إياه على المكبر الصوتي ..
Hello ! jumanah!
اهلا
What is wrong lady?!
لا شيء ، متعبة فقط ..
Wake up lady ..!.. did you forget your promise?
No , I didn’t!
So?
سأحضر للجامعة في الغد .. لا قدرة لي على مغادرة فراشي
اليوم يا زياد ..
جمانة .. فلتغادري فراشك الآن .. وإلا سأطلب من هيفاء
انتشالك منه ..
لا .. لا .. لا داعي لهذا .. أراك هناك ..
Good girl
قالت هيفاء بشماتة : يسعدني أن تخافي مني !.. أسرعي كيلا نتأخر ..
لم أتمكن من القيادة ، فقادت هيفاء السيارة .. قلت لها في الطريق ..
هيفاء ! .. ماذا أفعل لو رأيته ؟
لا تفعلي شيئا .. تجاهليه !..
مو عيب ..؟
أنت حالفة تموتيني قهر ؟! .. شاللي عيب ..؟! .. عيب عليك أنت
الي تسوينه بروحك ..
تسارعت نبضات قلبي عندما وصلنا ، شعرت وكأنني سأفقد
توازني وسأقع على مرأى من الجميع .. حاولت أن ابدو طبيعية قدر
الإمكان .. وقع نظري عليك جالسا مع زياد .. كنت تنظر إليّ مباشرة ،
شعرت وكأن سهما مسموما أصاب قلبي !.. تجاهلت النظر باتجاهك
وكأنني لم أنتبه إليك ..
همست لي هيفاء : الصهيوني هنا ..!.. لا تنظري إليه ..
قلت لها : أعرف ..
لا ومن قلة الحياء يخز بعد !
افتعلت الضحك وأنا أصحبها من يدها ، كنا نبحث عن مكان
نجلس فيه حينما ارتفع صوت زياد مناديا : هيفاء ، جمانة!
التفت إليه ، كنت بجواره .. متكئا على الكرسي تنظر إليّ وفي
يدك قلم تعبث به .. أتراك تذكر يا عزيز بأنني من أهداك إياه ؟
الا يزال هذا القلم ملهما لك ؟ .. قلت لي مرة بأنك لا تجيد الكتابة إلا
به !.. وبأن الأفكار تتدفق من خلاله .. قلت لي بأنه ملهمك الأول
لكتابة مقالاتك ..
حييتكم مشيرة بيدي ..
أشار زياد بيده إلى مقعدين مجاورين : تفضلا ..
قالت هيفاء .. شكرا زياد ! .. لدينا محضارة ..
ظننت بأن محاضرتكما في التاسعة !.. أمامكم أكثر من
ربع ساعة ..
نريد أن نجلس في المقاعد الأمامية ..
قال زياد ممازحا : ليش قدام ..؟! عينك على الدكتور ..؟
والله كريس يجنن ..
أخاف بتعرسين عليه بس !..
قالت هيفاء .. لا عيوني .. تحسبني مثل غيري ..!.. يوم
جاء يتزوج لقط أقرب بنية من الشارع !..
لم تعقد حاجبيك غضبا كعادتك حينما توجه لك هيفاء بعض رسائلها
المبطنة ..!.. كنت كمن لم يسمعها ..
تنحنح زياد محاولا تغيير مجرى الحديث : good to see you jumanah
Good to see you too ziyad
قال عزيز بصوت أقرب إلى الهمس : جمان! .. كيف حالك ..؟
طيبة يا عبد العزيز .. أنت شلونك ..؟
عبدالعزيز !! .. منذ متى تقولين لي عبدالعزيز يا جمان ..؟؟
انهرت على الكرسي وأنا أنتحب ، كنت أشهق كطفل خائف ،
خارت قواي وأحلامي وكل جزء فيّ على مقعد قديم وعلى مرأى
من العشرات .. كنت أبكي غضبا ، حزنا .. ضعفا .. خوفا .. وعتبا ..!..
كان بكائي عتبا !.. كان عتبا أكثر من أي شيء آخر .. كنت
اسمع صوت زياد وهيفاء وأصواتا كثيرة .. أصواتا وكلمات لا أفهم
معناها ولا تصل !.. لم أشعر إلا بصدرك ، بدفئك .. ضممتني بقوة
إلى صدرك ، شعرت بأنه صدرك على الرغم منأنني لم أنظر إليك ،
لكن دفئا كهذا لا يمكن أن يكون سوى دفئ بيتي !.. بيتي الذي
تسكنه امرأة أخرى ، صدرك الذي لم تضمني إليه في ذروة حبنا
والذي تضمني إليه بعدما سكنته إمرأة غيري ..
امرأة يطلق عليها ( زوجتك ) .. امرأة قضت أسابيعها الثلاثة الأخيرة بين أحضانك وعلى
صدرك .. صدرك هذا ، دفئك هذا !.. فتحت عيني على بياض
قميصك الملطخ بدمعي الأسود .. كنت تهمس بأذني وأنت تشدني
بقوة ( آسف يا بيبي .. يا دنيتي آسف !.. والله يا بيبي آسف ..)
كنت أصرخ وأنا على صدرك .. ليه .. ليه بس ليه ؟!..
شعرت بدموعك تبلل جبيني : يا وجع قلبي ! .. روقي بيبي ..
روقي !..
كنت مغمضة العينين وأذني على قلبك .. كانت نبضاتك صاخبة
وأنفاسك سريعة، تحيط بي بيديك بشدة وكأنك تخشى أن أفلت
من بينهما .. ارتفع صوت هيفاء وكأنها توقظني
من حلم : جمانة !جمانة!..
فتحت عيني وأنا أشعر بهما تستعران .. كانت هيفاء شاحبة ،
تجلس على الأرض أمامي هي وزياد وأنا على صدرك : جمون ..
خلينا نروح المستشفى ..
هززت برأسي وأنا ( أتأوه ) .. لم تتمكن الحروف من أن تخرج
من بين شفتي ، كان لساني ثقيلا .. كانت كلماتي همهمات ..
قال زياد : عبد العزيز ! .. خلينا نأخذ البنت الى المستشفى .. لا
يصير بالبنت شيء ..
شوي وتهدأ .. خلوها شوي تهدأ ..
صاحت هيفاء فيك بغضب : شنو شوي وتهدأ ..؟.. ما تشوف
أنت حالتها ..؟!.. لازم تموت بين إيديك يعني علشان ترتاح ..
لم ترد عليها .. تجاهلتها وأنت تهمس بأذني : أووووش .. روقي
بيبي روقي ..
شعرت بأمان لم أشعر به منذ اسابيع طويلة .. فغفوت على صدرك ، شعرت بأنني سأستيقظ لأجد كل شيء عاد كما كان .. كالاستيقاظ من كابوس ، استيقظت في المستشفى
لأجدك جالسا بجواري .. رقيقا كما عرفتك كحبيبي الذي كنت ، رفعت يدي لتقبلها
فلمعت في خنصرك ( دبلة ) الزواج !..
|