كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: احببتك اكثر مما ينبغي.. للكاتبه أثير عبدلله النشمي
تظن أنت بأننا قادرون على ان نبتدئ من جديد .. لكن البدايات الجديدة ما هي إلا كذبة .. كذبة تكذبها ونصدقها لنخلق أملا جديدا يضيء لنا العتمة ، فإدعاء إمكانية بدء حياة جديدة ليس سوى مخدر نحقن به أنفسنا لتسكن ألامنا ونرتاح .
حاولت أكثر من مرة أن أبتدء معك من جديد ، بعد كل خيبة أمل .. بعد كل محنة وكل نزوة .. كنت أحاول لملمة أجزائي لنفتح مجددا صفحة بيضاء أخرى .. نخط عليها سطور حياتنا الجديدة بلا نزوات ولا هفوات ولا كبوات .. لكننا لم نبيتدئ يوما من جديد .. كنا نمارس عاداتنا نفسها ونزاول ممارساتنا الحمقاء عينها .. ونستمر في حياة ندعي بأنها جديدة . لها الطابع واللون والروتين القديم ذاته ..
كنت أحقن نفسي بمورفين البدايات الجديدة هذه لأرتاح مؤقتا ، كنت كمريض يحتضر .. مريض يلجأ إلى المسكنات ليسقط في غيبوبة نوم بانتظار موت رحيم أو شفاء بجود به الشافي فينتشله من الألم .
لا يبتدئ أحد بداية جديدة مع الحبيب . الحب كزجاجة رقيقة يا عزيز .. زجاجة من السهل خدشها ، زجاجة لا يعيدها إلى حالتها الطبيعية شيء بعد أن تخدش .
قلت لي ليلة ( ما الحب إلا ادعاء ) . أحزنتني نظرتك للحب تلك . لكنني اليوم أفكر كثيرا في ما كان يوما بيننا وقد اختلطت عليّ التعريفات والمقاييس والرؤى . أكان حبنا إدعاء يا عزيزا . أكان أكذوبة ؟! . حالة تلبستنا لأننا أردنا أن تتلبسنا لنصبح جزءا من حالة ( حب ! ) رغبنا بأن نصبح جزءا منها .. لست أدري ! يحزنني القول بعد كل هذه السنوات إنني لست أدري .
أشعر أحيانا وكأني لم أعرفك يوما . تختلط عليّ مشاعري فتنهار قناعاتي القديمة وتحل مكانها علامات استفهام وتعجب لا جواب لها ولا رد عليها .
اليوم أحتاج لأن ترجع إليّ من جديد . أحتاج لأن تعود لتفسر لي الماضي ، لتترجم لي سلوكياتك المبهمة .. أحتاج لأن تنير لي طريقا معتما أجبرتني على السير فيه لكنني لا أظن بأنك ستفعل ..
أتدري يا عزيز .. ما زلت لا أدرك ، لا أدرك كيف يتلاعب رجل بامرأة تحبه من دون أن يخاف للحظة مما يفعله نحوها ! .. كيف تلاعبت بي على الرغم من كل ما حملته في نفسي نحوك ! .. لم تكن رجلا أحببته يا عزيز ، كنت لي الدنيا بمن فيها ، فكيف سمحت لنفسك أن تتلاعب وتقوم بما قمت به بهذه الصورة ؟!
بت الآن لا أحلم إلا بالانتهاء مما يجري .. أكذب عليك إن قلت بأنني لا ارجو سحقك ! لكنني منهكة إلى درجة أكاد فيها غير قادرة على سحق نملة ّ ، تحب أنت أن تسحق النملات ، أخبرك دوما بأن الله سيعاقبك فتضحك ملء شدقيك وتقول : أما زلت تصدقين بأننا نتحول يوم ذلك لنملات ، تسحقنا فيه النملات الحقيقيات .. جزاء على ما فعلناه بها في الدنيا ؟ّ
تسخر كثيرا من منطق الجزاء والحساب ، العقاب والثواب !
تفعل كل شيء ولا تأبه لما سيجري يوما .. ولا تفكر بما ستلقي من حساب .. تظن بأنك ستنفذ من كل شيء .. مؤمنة أنا بيوم الحساب أكثر من أي شيء ، ويريحني هذا الإيمان كثيرا ، فلتقل بأنه ما يخفف عني وما أنتظره .
أتظن بأنني قاسية لأنني أنتظر وآمل وأرجو أن تعاقب على ما اقترفته بحقي ..؟ .. أترى في طلبي لإنصاف الله لي حقدا لا مبرر له .؟؟ .
تقول لي دوما إنني إمرأة حقودة .. ترى فيّ إمرأة حاقدة لأنني ارجو من الله أن يداوي جراحي تطبيقا لعدله .. اشعر أحيانا بالشفقة عليك وعلى الرغم من كل شيء .. لم أقصر يوما معك ولم أكن لأتوانى عن ذلك كل ما أستطيع لتصبح رجلا أفضل .. كنت على استعداد لأن أصغر فتكبر .. لأن أفشل لتنجح ، لأن أخبو لتلمع ..
أنام كل ليلة وأنا على يقين من أنني بذلت كل ما بوسعي ..
وتنام كل ليلة وأنت تدرك بأنك لم تفعل بعضا مما أستحقه .. أشفق عليك لأنك أخطأت وعصبت لدرجة أن المغفرة ستأبى أن تحل عليك ! أشفق عليك لأنني وعلى الرغم من حبي لن أسامحك ما حييت .. أشفق عليك لأنك ستحمل ذنبي في حياتك وبين يدي الرب .. أشفق عليك يا عزيز لكنني مع ذلك لن أغفر لك ! ..
|