كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: احببتك اكثر مما ينبغي.. للكاتبه أثير عبدلله النشمي
أتظن بأنني لا أجيد الاستغباء ..؟! ..
انت لا تقدرين عليه ، لا قدرة لك على الإدعاء بأنك غبية ..
لذا لن تسعدي مع رجل مهما أحبك ! ..
تظن أنت بأنني أذكى من أن يسعدني رجل .. وأظن أنا بانني
أغبى من أن أدعي الغباء فأسعد معه ! .. كان من الخطأ أن أبتدئ
حياة عاطفية مع رجل خبير ، عرف في حياته كثيرات وأحب
الكثيرات ، لكنني لم أختر قدري معك .. كنت قليلة خبرة ، غرة ..
وطاهرة قبل أن يلوثني هذا الحب ، تظن انت بان الحب يطهرنا
وينقينا ، وأظن أنا بأنه يلوثنا ويشوهنا في اغلب حالاته .. أعترف
الآن بأنني لم أكن ذكية إلى درجة تجعلني ادعي الغباء ، كنت أمر
بحالات إنكار كثيرة ، أرى السواد بياضا وأبرر للخيانة أسبابها ،
كنت في حالة إنكار يا عزيز .. لم أكن امراة غبية على الرغم من
سذاجة أحلامي ..
قلت لي يوما .. انت أطيب من أن يستوعبك قلب !
وأقول لك اليوم يا عزيز : أنت أخبث من أن يستوعبك عقل ..
كنت ذكية يا عزيز .. صدقني لطالما كنت امرأة ذكية لكن ذكائي
على الرغم من ( جودته ! ) لم يستوعب خبثك بالرغم من وضوحه !
اقرأ هذه الأيام لك ، اطلع على مقالاتك وأنا أبحث فيها عن
( بعضي ) ، أحتاج لأن أقرأ بعضا مني فيها ، لأشعر بأنني كنت
هناك ، حيث انت .. أقرأ اليوم ما تكتب ولا أجد في كلماتك شيئا
مني وكأنني لم أكن يوما هناك وكأنني لم أمر يوما على بابك ! ..لا
أعرف كيف ينتهي كل شيء بالنسبة إليك بغمضة عين .. وكيف يظل
كل شيء بالنسبة إليّ ولا يمس بشعرة !
كان من الأجدر بك أن تعلمني كيف أنتهي مثلما علمتني كيف
أبدأ ، كيف تحملني بذراعيك لتدخل بي في داخل البحر وترميني في
منتصفه . لتعود أدراجك تاركا امرأة خلفك لا تجيد السباحة .. امراة
كانت يوما حبيبتك !
أشعر بخيبة ! .. قد لا تفهم ولا تعرف كيف هي مشاعر الخيبة
يا عزيز .. لكن المرارة تكاد أن تقتلني ..
الغريب في الأمر أنك تدعي دوما بأنني امرأة صعبة .. حينما
نصدم في الحب كثيرا وحينما تخيب آمالنا فيه ، نفكر كثيرا في أن
يكون الخلل فينا ، في أن يكون العيب منا .. لا أدعي أنني امرأة
سهلة الطباع ، لكنني كنت كالعجينة اللينة في يديك .. شكلتني في
أغلب مراحل علاقتنا مثلما شئت وكيفما اردت .. وقد يكون هذا
أحد أسباب عدم اتفقانا ..
أعرف يا عزيز بأنني التي منحتك الفرص في أن تذلني .. أنا
التي هيأت لك نفسي لتذقني من كل صنف من أصناف الإهانة
والمذلة ، أنا التي كنت على استعداد لأن اتنازل عن كل شيء من
اجل رجل سبق له وأن تخلى عني .. فكيف ظننت بأنه لن يعود
ويفعل ما سبق له أن فعله بي ! .. كان من الصعب عليّ أن اواجه
عائلتي وقد كان من الأكثر صعوبة أن أواجهك حين عودتي .. لم
أكن على استعداد لأن أقابلك من جديد ، لم أكن قادرة على أن
يجمعنا مكان واحد بعد كل الذي حدث ..
مرضت جدا قبل رحلة العودة ! .. ركبت الطائرة بإعياء وأنا
أشعر بالوهن ، شعرت وقتذاك بانقباض كل ما في ّ .. كنت أشعر
بتشنج عضلاتي .. وبأن جبلا من الهموم يجثم فوق صدري ويكتم
أنفاسي .. حينما وصلت ونزلت إلى المدينة كنت أشعر بأن
الناس ينظرون إليّ بشفقة وكأنهم يعرفون عما جرى بيننا .. سالت دموعي
وأنا في طريقي إلى المنزل وأنا أتابع الشوارع والمنازل ، حينما
ارتفع صوت سائق سيارة الأجرة بقلق : سيدتي ، أأنت بخير ..؟
كان سائق سيارة الأجرة يتابعني من خلال المرآة طوال
طريقنا .. وقد كنت أعرف بأن صوت حزني صاخب على الرغم
من انعدامه !
قلت له : أنا بخير ! .. إنها الغربة فقط ..
كان من الواضح بأنه لا رغبة لي بالحديث عن شيء ولا رغبة
لي بسماع شيئ .. فابتسم السائق ولم يسترسل ..
كم كانت ليلتي الأولى بعد عودتي صعبة يا عزيز ! .. لم تكن
هيفاء قد عادت بعد من الكويت وقد كنت وحيدة .. وحيدة في مدينة
علمتك كيف تتآمر وتقضي علي ّ ، كان قد مضى على آخر حديث لنا
حوالي الشهر .. شهر كامل لم تسأل عني فيه ، كما لم اسأل عنك
بدوري .. أكذب إن قلت بأنني لم أكن مشتاقة إليك ولم أفكر بك
طوال تلك الفترة .. لكن مشاعر الخيبة والإحباط والقهر كانت أكبر
بكثير من شوقي تلك المرة ! ..
اعتزلت في شقتي لثلاثة أيام من دون أن أخرج إلى أيّ مكان ..
لم أكن على استعداد لأن أرى الشمس .. ولا الطيور ولا السماء ..
قلت لي مرة بأنني أغدو في غاية الحشمة حينما أحزن ! ..
قلت لي يوم ذاك : أعرف بأن مزاجك سيئ حينما تحتشمين ! ..
تلبسين ملابس فضفاضة ، طويلة وحالكة حينما تحزنين أو تحبطين !
والحق بأنني لم أنتبه يوما إلى هذا قبل ذاك الحديث .. ولست
أفهم حتى الآن الرابط بين الحشمة والحزن !.. لست أفهم لما
نحتشم في حالة الحزن وكأننا نخفي حزننا في عتمة الألوان الغامقة
وتحت ملابس واسعة .. ما أفهمه هو أننا حقيقة نبدو في مظهر
محتشم حينما نكون في حالة حزن .. لكن احتشام حزني غير أنيق يا
عزيز ! .. يذوي كل جميل لديّ تحت وطأة الحزن فيخبو نوري ،
ويتغير لوني وتجمد ملامحي .. فاصبح امراة لا تشبهني في شيء ..
كنت متمددة فوق الأريكة في الظلام وحدي ، أعبث بكمي
الكنزة الضخمة والتي تفوقني حجما مرتين .. بنيما كنت أستمع
لصوت أحد مطربي limp bizkit وهو يشدو بصوت حزين وموجع
بـ Behind Blue Eyes كانت كلمات الأغنية :
No one kinow what is’s like..
To be the bad man ..
To be the sad man..
And no one knows,
What it’s like to be hated !
To be fated to telling only lies..
لا أحد يعرف كيفية الشعور..
بأن تكون الرجل السيء ! ..
بأن تكون الرجل الحزين ..
ولا أحد يعرف ..
كيف يمكن أن تكون مكروها ..
وكيف أن تكره على قول الأكاذيب !
أتدري يا عزيز ، أشفق عليك كثيرا على الرغم من كل الذي
فعلته بي .. كم من الصعب أن يكون المرء سيئا يا عزيز .. إلهي كم
أنت سيء ، لا أعرف كيف تتعايش مع سوئك ! .. كيف تقدر على أن
تنسجم مع عواطف قاسية كعواطفك !
شعرت وكأن الأغنية قد كتبت لك ! .. كانت تصفك . تصفك بدقة ..
حينما ارتفع صوت هاتف البيت فجأة .. ولقد كان من النادر أن
يتصل بنا أحد على الهاتف الأرضي خاصة وأن هيفاء لم تكن
موجودة .. كان قد مضى على وجودي ثلاثة أيام لم أسمع فيها رنين
الهاتف حتى كدت أن أنسى وجوده .. خفت كثيرا لكنني أجبت ..
رفعت السماعة بيد ترتعش : Hello
جاءني صوتك عميقا : عدتِ إذن !
ألجمني صوتك فلم أرد .. كان بودي أن أشتمك ! .. أن ألعنك ،
أن أغلق الهاتف كما تفعل دوما ، لكنني لم أرد .. صمت فقط ..
أرجوك جمان ، لا تبكي ..!.. لا تنفعلي .. لا تهدري عمرا آخر
في حزن وبكاء ..
لماذا تتصل ..؟
صمت قليلا وقلت : رأيتك ليلة البارحة في حلمي ..
ألا تزال تحلم بي ؟!
لم أحلم بغيرك يوما ! ..
وهل اتصلت لتقصّ عليّ حلمك ..؟
عادة أنتِ من تقص عليّ القصص وتحكي لي الحكايات ..
لطالما كنت شهرزادي جمانة ..
لما اتصلت إذن ؟
تنهدت : تعرفين لماذا أتصل ! ..
لا اعرف شيئا يا عبدالعزيز ..!.. بتّ لا اعرف شيئا ..
أخافك كثيرا حينما تنطقين اسمي كاملا! ..
وهل يخيفك في الدنيا شيء ؟
زفرت بقوة : جمانة !.. جمانة!..جمانة! .. أرجوك ..
عبدالعزيز .. أرجو ألا تتصل بي مجددا ..
تعرفين بأنني لن أقدر على هذا ..
أعرف بأنك تقدر على أي شيء !
لا بأس ، اتصلي بي إن احتجت إلى أي شيء ..
فيك الخير ! ..
حينما أغلقت السماعة ضممت كنزتي الفضفاضة إلى جسدي ،
كنت وكأنني أحتمي بها ، كانت الكنزة منك ! .. كانت كنزتك ،
أعطيتني إياها في شتاء سابق كي أرتديها خوفا من أن يفتك البرد
بجسدي .. خشيت من أن يفتك بي البرد ولم تخش عليّ من أن تفتك بي!..
لطالما خشيت عليّ من كل شيء وكأنك تأبى أن
يؤذيني غيرك ، أن ينهكني غيرك وأن اموت بسبب غيرك ..
أذكر بأنك قد قلت لي مرة بأننا نصنع جزءا من أقدارنا .. قلت
بأنني من خلقت قدري معك .. فلا داعي لأن ألومك على قدر قدره
الله لي وخلقت أنا بعضا منه .. أفهم اليوم بأننا فعلا من نجلب
الأقدار يا عزيز .. أنا التي ارتضيت أن تفعل بي كل هذا .. أنا التي
جعلتك تتمادى في إيذائي ..
يدهشني الآن كثيرا أن تكون على حق .. يدهشني أنك كنت
حكيما في أمور عدة وفي مواقف كثيرة على الرغم من التهور
واللامبالاة والطيش !
تدهشني تركيبتك حقا .. مركب انت من حالات عدة وأمزجة
مختلفة ومشاعر متناقضة لا تشابه بعضها أبدا ..أحبك اليوم كثيرا ،
أحبك بقدر ما كنت أفعل .. لا تصدقني يوما إن ادعيت في لحظة
كبرياء بأنني كرهتك أو نسيت، لكنني تعبت كثيرا ، تعبت حتى بت
لا أرغب في حياتي شيئا ولا أنتظر منها شيئا ..
أقدارنا ما عادت تعنيني يا عزيز ، لم يعد يعنيني فهمها ولا
تغييرها .. كل ما يعنيني الآن أن أرتاح وأن أهدأ ..
يحق لي بعد كل هذا الوجع أن أرتاح ، يحق لي بعد كل هذا
الغضب أن أهدأ .. أن أستكين ، أن أطمئن .. أن أنسى وأن أمضي
قدما .. أشعر أحيانا بأنك تفعل ما تفعله بي فقط لتقهرني ! .. لتنتقم
من كل سيء يخالجك من خلالي .. تجرم بي بلا ذنب ومن دون سبب!
عدت للاسترخاء فوق سريري ، حاولت أن أركز جيدا على فكرة واحدة
لطالما حاولت تعليمي إياها ، قلت لي يوما بأنك تؤمن
كثيرا بـ ( أوشو ) .. الحكيم الهندي .. الذي لا أرى في ما يؤمن به
ما يدعو إليه أي واقعية .. كنت تؤمن كثيرا بالتأمل الارتجاعي ..
كنت تطلب مني دوما أن استعرض الماضي بحيادية حينما نغضب
من بعضنا وبعد أن نتشاجر ، أن أستعرض ما جرى كشريط مصور
من دون أن أشعر حياله بشيء ، وكأنني لم أكن طرفا فيه .. قلت لي
بأنني سأواجه صعوبة في البداية وبأنني سأرتاح كثيرا لو آمنت
وأتقنت تلك ( اللعبة ) ! .. تتعامل مع كل ما تؤمن به كألعاب .. ليست
الحياة بنظرك إلا مجرد لعبة تظن أنت بأنك تتقنها ..
أعترف بأنني لم أتمكن من أن أسترجع حكايتي معك إلا بكثير
من الحقد والمرارة والغضب ، ولا أظن بأنني سأقدر يوما على أن
استرجعها بحيادية .. ما عاد يليق بي التسامح يا عزيز .. ما عاد
يغريني الغفران ولم أعد أطمح بأن أحظى بأحد صكوكه .. كم كانت
ستكون خيبة أوشو بي كبيرة يا عزيز .. أتكون خيبته بي كخيبتي
بك؟ .. أظن بأنني مررت ببعض ما يشفع لي عند الحكيم ، فهل
تملك ما يشفع لك عندي ..؟ .. أيشفع لك شيء بعد كل ما جرى ؟
كم أرجو أن يكون هناك حقا ما يشفع .. أحتاج لأن
يشفع لك عندي شيء .. اي شيء ! .. المغفرة تشترط الشفاعة يا عزيز ..
وأنا أعرف جيدا بأنه لم يعد هناك ما يشفع لك .. فكيف تظن بأنني سأغفر من
دون شفاعة ؟
لا ادري لماذا تصر على إبقائي في ركن وكأنني من
ممتلكاتك ، تعود إليّ في وقت الحاجة لتركنني بعدما تنتهي من
حاجتك وكأنني منزوعة الإحساس .. أمثالك يستحقون اللعنة .. لكن
أمثالك من يصيبون أمثالي بها فأين الإنصاف في كل هذه
الحكاية ؟!.. كيف يكون القدر جائرا إلى هذا الحد ؟!.. أخبرني
بالله كيف ؟
أمثالي يُسحقون وأمثالك يَسحقون .. ورحى القدر تدور بلا عدل
لتطحن مشاعري ، وتسحق أعماقي سحقا ! ..
|