كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: احببتك اكثر مما ينبغي.. للكاتبه أثير عبدلله النشمي
صحت محذرا : جمانة !
سكنت خوفا من غضبك ومن أن تتلبسك الجنية على حد قولك ..
وطيف أبي يتراءى أمامي .. متحسرا على شموخ وكبرياء ابنته
الحبيبة ، المها .. الشامخة ، سيدة قومها .. طويلة العنق ...
أذكر الآن ما كنت تفعله بي يا عزيز ، فتصيبني الحيرة !
لطالما حاولت أن توصلني إلى ذروة الغضب والقهر والحزن ..
لتأتي وتلعق حزني وقهري وغضبي وكأنك تستمتع بتطبيب جراحي
بعد أن تفتقها .. تبكيني دوما لتمسح دموعي برقة وحنان بالغين ،
تستمتع بإذلالي . لتدللني وكأن الله لم يخلق في الدنيا امرأة غيري ،
تدهشني ساديتك يا عزيز .. يدهشني فيك اغتصاب كل ما ترغب
بالحصول عليه مني وكأنك لا تجد في الحصول عليه طواعية اي
لذة أو متعة ! .. لا تتلذذ بشيء كما تتلذذ باغتصاب كل شيء يا
عزيز .. مريضان ! نحن مريضان .. مريض أنت لانك تهوى تعذيبي ،
ومريضة أنا لأنني أقبل بتعذيبك إياي وكأني مجبرة ، مريض أنت
بساديتك ومريضة أنا بمازوشيتي .. فكيف يعاقب القدر المريض
بمريض آخر وكأن علته لا تكفيه .. وكأنه بحاجة إلى علة أخرى ..
لقد كنا مدمنين يا عزيز .. أدمنا مناكفة بعضنا بعضا فلم نصل
إلى أي نتيجة .. كنا مثيرين للشفقة ، لكننا لم نشفق على بعضنا
وظللنا نمارس طقوس الإدمان على الرغم من كرهنا له وتدميره لنا
وتعذيبه إيانا ! لم أكن سيئة إلى هذه الدرجة يا عزيز .. لست بسيئة
لدرجة أن أستحق رجلا مثلك فلماذا ابتليت بك يا عزيز .. لماذا
ابتليت بك ؟ لماذا ابتليت برجل يدمن إغضابي !.. لا أفهم لماذا تشتاق
لإغضابي .. اذكر بأننا قد تشاجرنا مرة حول سلوكك ! .. قلت
لي : اصبري .. سيهديني الله يوما ..
صحت فيك : متى ؟! متى سيهديك الله ..؟
قلت وعرق الغضب يكاد أن ينفجر في جبينك : وما أدراني أنا ؟!
لماذا أحببتني إن كنت غير قادرة على تحملي ؟
لو كنت أدري أنك بهذه النذالة لما أحببتك ، لكنني للأسف لا أعلم ( البيغ ) .
بيغ ! .. تعلمي كيف تتكلمين أولا ..
أأنت من سيعملني الكلام ؟
وضعت يديك حول وسطك وقلت : لماذا أشعر بأنك لن تنضبطي معي
إلا بعدما أمد يدي لمعاقبتك ؟
صرخت فيك : أتمد يدك على امرأة يا قوي ؟ أتدري ! في
كل يوم أكتشف فيك ما ( يصعقني ) ..
رفعت راحة يدك في وجهي قائلا : لحظة لحظة ..! يصعفني
من الصعقة أو من الصقيع ..؟
كانت ملامحك في منتهى الجدية .. وكنت أنا في نوبة غضب
حادة ، دائما أتلعثم وتختلط حروفي ببعضها بعضا في نوبات
الغضب تلك ، وهذا ما ينهي حوارنا دائما بعكس ما ابتدأناه .
ضحكت بقهر : لماذا تصر على قهري ؟
قلت : لا رغبة لي بقهرك .. لكنني أحتاج إلى مترجم لأفهم ما
تقولينه لي .. كيف أرد عليك إن لم أفهم ما تقولينه ..؟ هاه !
كيف ..؟
أذكر أنني انهرت على الأريكة وأنا اضحك ، استندت إلى
الأريكة وأنت تتأملني مبتسما ..
قلت : عبدالعزيز حرام عليك ..!.. ارحم عقلي وأعصابي ..
أقسم بأنني سأجن ..!..
قلت بسخرية : لا تقسمي بشيء وأنت لا تعلمين البيغ ..
ليست إلا غلطة لفظية .. فلا تذلني بسببها . .
سألتني وأنت تمسح على شعري : زعلانة ..؟
إيه ..
أنت عصبية ..؟
أجبتك باقتضاب : لا ..
طيب ، أنت حلوة ؟
رغما عنك ..
قلت مستفزا : طيب لا تبكين !
ضحكت قهرا : أنت مريض على فكرة .
حسنا أنا مريض ، المهم أن تتوقفي عن البكاء !
صرخت في وجهك : أتراني أبكي ؟
أجبتني باستفزاز : المهم ، لا تبكي .
أذكر أنني أرجعت رأسي إلى الوراء ، غطيت وجهي بيدي
وأخذت أبكي من القهر .. شعرت بك وقد جلست بجواري وأنت
تضحك بصوت مرتفع ، حاولت أن تضع يدك على شعري لكنني
أبعدتها بقوة وأنا أشهق .
قلت وأنت تضحك : أنا آسف ! .. لن أمزح معك بعد اليوم ..
أنت مريض !
هززت بكتفيك ببراءة وقلت : أيش أسوي ! .. احب شكلك
وأنت معصبة !
مسحت دموعي وأنت تمرر يدك على شعري : عندما تغضب الــ
" بيبي " تصبح كالإعصار !..
التفت نحوك ورمقتك بنظرة غضب ، فانفجرت ضحكا : خلاص
يا بيبي خلاص ، أمزح معك .. لا تعصب يا كتكوت يا شرس !
رأيت في عينيك يومها سادية مخيفة ! .. نظرة أعرفها وأكرهها
وأخشاها .. نظرة ترمقني بها بين الحين والآخر .. في حالات لا تقدر
فيها على أن تكبح جماح ساديتك ..
ما زلت أذكر النهار الذي كدت فيه أن تكسر ذراعيّ
" عمدا " ! .. انحنيت لألتقط القلم ، رأيت في عينيك الغضب حينما
اعتدلت ، سحبتني من ذراعي وأنت تضغط بقوة من يريد إيذائي !..
قلت لك وأنا أحال سحب ذراعي من بين أصابعك الفولاذية : ما
الذي فعلته ؟ !.. ستكسر ذراعي يا عزيز !..
قربت وجهك من وجهي وقلت وأنت تصر على أسنانك : لا
تنحني أبدا كما فعلت للتو .. أتعرفين كم من رجل تمكن من رؤية
اسفل ظهرك حينما انكشف ؟
قلت لك وأنا أحاول تخليص ذراعي : لم أشعر بهذا !..
لأنك غبية !..
قلت لك مهددة : صدقني إن انكسرت ذراعي بيدك لن يحميك
من شقيقيّ أحد ..
أخذت تضغط بقوة معاندا : حقا !.. ما رأيك أن نجرب . فلنر
ما الذي سيفعله أخوتك الذين تهددينني بهم !
كنت أحاول سحب يدي من بين أصابعك وكأنها قد التحمت بها ،
دمعت عيناي من شدة الألم لكنك لم تتراجع ..
صرخت فيك من بين دموعي : يكفي !..
قلت بابتسامة : قولي " سأتوب " !..
صحت فيك : أتوب ..!.. أبعد عني ..
قلت وأنت تضغط أكثر : قولي لن أهددك بشقيقي .
رددت وراءك ما قلت ، فأفلت ذراعي مبتسما ..
غضبت منك كثيرا وقتذاك .. تركتك خلفي وهرعت إلى
سيارتي . بررت لي قسوتك بعد ذاك بأنها لم تكن سوى مزحة
رجولية عنيفة .. لكنني رأيت في عينيك متعة إيذائك إياي ! ..
قلت لي مرة : تطلبين مني أن أبقى بجوارك طوال الوقت وأنت
لا تتقبلين طريقة لعبي ومزحي ..
أجبتك : لا بأس في أن نلعب معا ، لكن لا بد من أن تفرق
بين رجل وامرأة يا عزيز .. أنا فتاة ، لست بزياد ولا بمحمد .
قلت : أنت تدعين هذا ..! لطالما قلت لي بأنك صديقتي
قبل أن تكوني حبيبتي .. وبأنه لا بد من أن أعاملك على هذا
الأساس .. ألعب وأمزح مع أصدقائي بهذه الطريقة يا جمان !
فلما الغضب ؟
صحت فيك : لكنني لست بأحد ( الشباب ) .. كما أنني طلبت
منك أن تعاملني كصديقة لتصارحني بما يجري معك لا لأن
تهشمني !
قلت بخبث : جمان ، لا تحاولي خداعي بذكائك !.. إما أن
اعاملك كحبيبتي فقط بما فيها من مميزات وإما أن أعاملك
كحبيبتي وصديقتي فتتقبلين مزحي مهما كان عنيفا ، اختاري الآن !
واخترت يومها أن أتحمل الالم .. وأن أظل الحبيبة / الصديقة ..
على الرغم من الكوارث التي كنت أدرك بأنها ستلحق بجسدي ثمنا
لصداقة رجل عنيف مثلك .. بعدها بأيام ، كنا معا ، كنت تحاول
كتابة مقالتك الأسبوعية وأنت تدخن ( النارجيلة ) .. جلست أمامك
بضجر منتظرة أن تنهي مقالتك فتخصص لي بعضا من وقتك ..
قلت لك : عزيز ..!.. ألست بحبيبتك ..؟ ..
أجبتني وأنت تكتب ومن دون أن تنظر إليّ: بلى ..
ألست بصديقتك ؟
قلت من دون أن ترفع راسك : جمان ! .. قولي ما عندك بلا
مقدمات ..
قلت لك بتردد : عزيز ..!.. أتعرف بأنني لم أدخن يوما النارجيلة
على الرغم من أنك وهيفاء تدخنانها ..
رفعت رأسك ونظرت إليّ قائلة بدهشة : أكملي ..
قلت بخوف : لا شيء ..
اعتدلت بجلستك ، ورميت خرطوم النارجيلة فوق الطاولة
وقلت : خذي ..
ماذا أفعل بها ..؟
هززت كتفيك وقلت ببساطة : دخني !..
سألتك بتردد : حقا !..
حقا ..
سألتك : ألن تغضب ..
قلت : لا ، لن أغضب !.. سأطفئ جمرة في راحة يدك الناعمة
لأحدث فيها ثقبا صغيرا تتذكرين من خلاله اليوم الذي دخنتِ فيه
النارجيلة لأول مرة ..!
عزيز ! .. ألا تلاحظ بأنك دائما تهددني بأنك ستحرق يدي ،
وتكسر إصبعي .. وتنتزع شعري ..؟
سألتني : وماذا في هذا ؟
فيه الكثير ..!.. تشعرني دوما بأننا في أحد مشاهد ( صمت الحملان ) ..
أشرت إليّ بيدك لأسكت ، خلاص ! .. أحتاج إلى صمتك
لأكمل مقالتي ..
قلت لك بسخرية : أتتهرب !
رفعت الملعقة في وجهي وقلت : أتصمتين أم أقتلع عينيك بهذه
الملعقة وأقليهما على نار شمعة ..؟
غرقت في نوبة ضحك .. وأنا أتأملك ، أتأمل سفاحي الوسيم
بحب ورغبة .. على الرغم من ساديتك .. وقسوتك !..
|