كاتب الموضوع :
غَيدْ
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .
صَـباح الخِير..وهذا البارت 32 نزل مثل ماوعدتُكم ..
والحمدلله بذات الموعد اللي خبرتُكم به..
وموجود بمواقع التواصل معي من سناب الى اسك وغيره،
البارت محمل بالمشاعر.. وفي اشياء يمكن ماتعجبكم..ولكنها متناسقة جدًا مع سياق الرواية..
واللي اطلبه منكُم فقط الثقة !
وشيء ثانِـي.. :
الاحترام ايضًـا!
الرسائل التي تمسني..وتتهمني بالكذب والخداع..والتكاسل!
هذي انا ماقبلها ولا ارضى بها ابدًا ابدًا..ويشهد الله نيتي اكمال الرواية..
لكنني اخبرتكم الظروف تواجهنا جميعًـا..وانا ماتأخرت الا كم يوم عشان ارتب وضعي..
عمومـًا ..انتبهوا للبارت ..في ذكرى قديمه يمكن من البارت السادس ..او الخامس..
راح تحرك شوي في مشاعرنا :$
عن نفسي اجد ان الذكريات القديمة ..هي اللي تحرك مشاعرنا في الرواية..وترجعنا لأثير الماضي
استمتعوا بالبارت..وموعدنا يوم الجمعة المقبل ..ثم بعد الجمعة المقبلة راح ننتظم..وينزل البارت جمعة واثنين مثل قبل :$ .. واحتمال ازيد يوم بعد عشانكم وعشان نتماشى مع الاحداث ومانطول لان نحتاج ننزلها بفترات متقآربـَة :$
وشكرًا لثقتكم فيني
البارت (32)
حين جئنا هذه الأرضَ
وقلنا : "سوف نبني عالماً أجملَ".
كان الكونُ أجملْ ...
أوَلم يسمحْ لنا بالأسئلةْ
وبمنأى الحلمِ ؟
أمّا الآن
والطيرُ الذي ينُْبئنا طارَ
فقد حلَّ زمانُ القتلةْ .
# لِـ المُتألقّ : سعدِي يُوسفْ :$ ,
لم أستوعب أنهُ قد تم قذفي في اليقظة..شعُوري الآن مثل خروجي من رحَم امي..مرتبكة وخائفة ، لا امتلك الثقة في الآخرين..لان وجوههم مزيفة ، لم اكن اتوقع بأن هذه الشظايا الزجاجية قد تخرجُ من رجل يحترم الحُرية ويكرهُ كبحها..يعطي الآخرين مُتنفس كي يعبروا عن ذواتهم بكل أريحية.. لماذا الآن يمنعنِي منها..ويجعلنِـي بلا معنى في سريره..أريد أن افتح عيناي..لكنني مُحطمة بالكامل..لاجدوى في البقاء بالظلام..طالما حياتي كلها تزينت بالجوانب المُظلمة.. فتحتُ عيناي..واعتدُلت جالسة.. عبستُ وانا اقوس شفتاي بحُزن.. نظرت لهُ بنظرة مُتألمة ومجروحة.. لا اعلم بماذا كان يشعر حينها.. لكن هناك ندم في عينيه..ندم واضح وكأنها صحَى توًا من غيبوبة الحُزن..
تبًا..لقد رتبتُ لهذه الليلة..لقد تمنيتها ان تكون اكثر ألفةً..لقد وضعت موعدًا مميزا.. ووقتًا مميزا في ذهني.. كل هذا لم يأتي بالحُسبان.. اشعر بثقل عظيم في روحي يخترقني..من كل الجوانب المُحيطة بي..يُحطمني الى اشلاء موزعة..لقد حلمت ان تكُون ليلة شتائية اكثر رومانسية..أزينها بالشموع والورود.. أرتدي قميص نوم جميل يرضيه..ويرضيني.. أكُون أمامه بكامل زينتي وجمالي..كي نكُون معًا بطريقة افضل..بمُستقبل افضل..
ثم لماذا علي كل مرة أن اعذرُه..وأقول ..لابأس..الغائبون يحتاجُون إلى التنفيس عن غيابهم وغضبهم فينا.. المحرمون يحتاجُون إلى مايرضيهم..لماذا ينبغي علي أن أبرر لهُ في كل مرةٍ يجرحنِي ؟ لم يكنُ وجهه الأكثر ألفة الا زيفًـا..لقد أستغلني بحزنه وغيابه..استغلني كثيرًا ..وكان علي أن أسامحه كثيرًا..لكن الآن..لاجدَوى من المسامحة.. فلقد سئمت حياة البُؤس تلك.. لم يحترم تضحيتي في بقائي معه..واختياري لهُ كزوج..مع علمي بكل المخاطر التي سنواجههَا معًا..الا انني اخترتُه..وكُنت مصرة على ذلك.. لماذا لم يقدر كل هذا؟ ..لماذا لم يقدر اني عانيتُ كثيرًا..وتحملتُ غضب اخي حينما كشف هويته للمرة الاولى ..وصمتت..لأجله.. وكتمتُ السر في نفسي وكأنهُ لم يكن يومًا !..
يُراقبنِي كإبليس أبَى واستكبر..جعلهُ الغياب اكثر هيمنة وقسوة.. كان رحيمًا..حسنًا..لقد كنت أعتقد ذلك ! لكن لم يأتي في ذهني مالذي يجعل رجل غائب لعشر سنوات..ان يستغل من كان معهم يومًا! ..لماذا صدقناه وربما كان يضع لنا الكمين... لماذا فقدتُ الثقة ..لماذا؟
تنفست بهدوء باكٍ ، وتفاصيل الليلة الماضية تمر عليها..حينما صرخت بقوة تحاول دفعه وايقاظ ضميرهُ النائم تحت وحل الحُزن..لكن دون جدوى كان يستمع لغوغاء عقله.. دون ان ينتبه لقلبه.. لقد جعلها خُردَة في ثوانٍ..حينما جعلها كأي أنثى مستعملة بقسوة.. لقد قطفها ..قطفها بقسوة ..والغائبُ يفترض ان يقطف الوردة بهدُوء.. بحكمة!
لم يكنُ هينًا عليهِ هكذا رؤيتها باكية..كان جالسًا امامها على الاريكة..يشبك كفيه في بعضهما البعض..وكانهُ احتسى شرابًا وسكر..ثم عاد الآن لوعيه.. جالسٌ بلا قميص..جسدهُ العضلي وعرض منكبيه كان مؤلوفًا.. يرتدي شورت قصير.. وحملقة ندم ينظر بها للوريف والكلمات..تتخبص في ذهنه..
وقفت بيأس حينما شعرت بأنهُ استغلها لـ حُزنه.. حينما كان سيتكلم صفعت باب دورة المياه في وجهه.. لتنهار باكية وحزينة..وكأن ليلة كاملة من البكاء يوم امس لاتكفيها ..لتعيد النحيب الآن.. من يصدق؟ ليث سيفعل بها هكذا.. سيكرس حزنه في الانتقام بها.. وكأنها هي من سلبت منهُ هويته.. هي من تسرقها منهُ كل مرة.. حينما يرى عينيها..يشعر بأن كل شيء يتلاشى..اسمه ..وجنسه..وموطنه..وروحه تتلاشى.. كل شيء!
امام صفعتها للباب في وجهه..عرف بأنهُ افتقد ثقتها.. للأبد!!
يفكر الآن في استعادتها..لقد جعلها حُطام..فكيف سيستعيد هذا بعد كل ماخلفهُ من الفوضى؟
خرجت من دورة المياه ، وهي ترتدي قميص من الصوف، وبنطال جينزي..وجه شاحب لأول مرة..عيون ذابلة حزينة..شفاه مقوسة.. ارتعادة جسد ..كناية عن عدم الثقة.. ليهمس بشجن وهو يتقدم ناحيتها يمد كفه ليضعها على خدها : وريف..
ابعدت وجهها قبل ان تلامس يدهُ خدها.. عيناهُ ..هما تتكلمان كثيرًا..لكن لسانهُ لا يتحرك..الصمت من يجيب..لتقول بألم : ليه سويت فيني كذا؟ وش اللي استفدته من هذا كله؟ ماكنا حليوين وماورانا شيء..حتى لما صارت بيننا مشاكل ماوصلت لـ هالدرجة..ليه سويت كذا؟ وش مبررك!
ليث يضع كفيه على انفه ، يضغط عليه بقوة ثم يقول بنبرة تُشير الى ندمه : ماكنت ابي اسوي فيك اللي سويته.. كنت مخنوق ومو عارف شأسوي.. تضايقت كثير لما سمعت كلمة امي..
وريف تهز رأسها بعدم اقتناع ولمعة الدُموع في عينيها قاسية على قلبه : للحين ماعرفت وش مبررك..للحين مو لاقية في كلامك أي عذر..
ليث يتقدم ناحيتها..ترجع للوراء..تريد ان تضع مسافة امنة بينها وبين ليث..يلتصق ظهرها بالجدار، ليث يحاصرها وهو يقول بعجز ولازال شعرهُ رطبًا بعد سباحته: اتركيني اعوضك عن اللي سويته.. صحيح مالي وجه ومالي عذر..لكن بامكاني اعوضك..فقط احتاج منك فرصة ثانية..توثقي فيني!
هزت رأسها بحُزن ودمعتها تسقط من كلمِته الاخيرة –توثقي فيني.- ، الكلمة صعبة وهي كانت سهلة يوم امس..انت من صعبتها علي..ليس أنا لتنطق : ابي ارجع بالفندق مع اخوي مشعل.. احتاج راحة منك ومن التفكير فيك.. ابي تمر هالايام كلها من غير ماشوفك.. ليتك رجعت لهلك قبل لاشوفك هنا..ليتني مالتقيت فيك وماعرفتك..ليتني ماشفتك يوم يطيح شعرك على باب الشقة..
عيناهُ تترجى ان يكُون كلامها كذبًا ليقول وهو يضع يديه على كتفيها: كيف ترجعين ؟ تبين اخليك تروحي وتبكي لوحدك؟ من غير ماكون معك..
امالت رأسها لتنظر ليديه التي على كتفها، شعر برفضها ليبعد يديه لتقول : انت اللي سويت هالشيء.. تحمل نتايجه..ماتوقع ان حنا يصلح نكمل مع بعض..من اول ماعرفتك والمشاكل ملاحقتني..
لم يهمها مشاعره كم كانت متألمة لأجلها او للغياب لتقول : انت الظاهر تستحق ان تكون منفي عن العالم..عن الناس ..حتى ما تأذيها.. لانك ماستبخلت اذاك علي!!كثر الله خيرك..
صدمتهُ بكلماتها التي شقتهُ من الداخل للخارج، ابتلع غصة رجالية مقهورة بانت من تفاحة ادم التي في عنقه، ومن عيناه اللتان تلمعان بوميض الغياب، ليراها تغادر مجرة صدره ومحاصرته..لتنتقل لمجرة اخرى..واسمها " الصدّ" ..
كانت تجمع اغراضها بجنُون في حقيبتها البيضاء الصغيرة ..تحمل أغراضها الانثوية بكره من دولابهم المُشترك في اتفه التفاصيل..ليكون خاليًا له لوحده..لملابسه الخاوية في ردُهة العالم.. لم تترك لها لمسة او اثر..كل شيء اخذتهُ معها وكأنها تتعمد معاقبتهُ .. ليقول ليث وهو يجلس على السرير مقابلًا لها : ماعندك خيار؟
وريف تهز رأسها بعجز حزين : انت ماخليت لي خيار..
ليث بنبرة حانية : ماكنت ابي اسويها..قلبي وتعرفينه..مايقوا عليك..
التفتت اليه ، دموعها في وجنتها..ابتسامة ساخرة بين الدموع لتقول: كيف مايقوا علي وكل هذا صار؟ ..وش بيضرك لو تركتني هالكم يوم ارتاح منك ومن وجودك ؟ خلاص ليث بعدين نتفاهم..!!
" ارتاح منك ومن وجودك " يالله.. كان يحلم بكابوس كهذا..لماذا جاء هذا اليوم الذي يتحقق فيه هذا الكابوس ، لايريد ان يضغط عليها ربما الهدوء والبعد يسعفها على مسامحتهُ واتخاذ القرار..ان يكون كل شيء بهذهِ الطريقة الفذة صعب..ان يجبرها على البقاء ..هذا يعني منعها من الحرية.. حينما ارتدت حجابها ومعطفها وهو ارتدى كذلك معطفه وشعره كي يقوم بتوصيلها للفندق ، حمل حقيبتها لكنها رفضت لتلتقطها ، نزلت معه للاسفل،وكان المطر لم ينتهي..لكنهُ قل..وقطراتهُ تشبه قطرات الندى..
امام باب الفندق استدارت بتردد حزين، لمحة الشحوب يكرهها ليث كثيرا..لقد تبدلت الاحوال بسرعة..بين ليلةٍ وضحاها ، لتقول بنبرة كره لم يستطع تصديقها : انت ماكفاك عشر سنين مضيع عمرك.. تبي تضيع اللي حولك معك..تبي تضيعني فيك ياليث..تبي تستغلني بحزنك وبغيابك..وانا بنت عمك اللي اختارتك على كل رجل بالدنيا ذي كلها..حتى توقف معك وتساندك..ولكن انت ..شف شسويت!
عيونهم اكثر لمعان وجاذبية تحت المطر،البرد كثيف،الضباب الدخاني يخرج من افواههم بمجرد الحديث او التنفس..احمرار جميل في انوفهم وشفاههم المُرتجفة من البرد ، ابتلع ايضًا غصة اخرى..هُو يستحق..يستحق هذا الكلام..يستحق هذا التجريح..لانهُ لم يمهد الامر لعروس جميلة كابنة عمه..فوق كل هذه الطريقة الفذة في الزواج..لم يحترم كل هذا ليهديها الليلة الاولى لهم جبرًا وقسوة..بأبشع صورة.. لتنسحب وتتواصل في تجريحه ، لكنهُ يثق تماما..بأن الجروح التي تغرسها في صدره..ماهي الا خدوش بسيطة امام الجرح العميق النازف من صدرها.. قال بنبرة مُختلفة : عارف انك تبين تجرحيني بأي طريقة الحين..تبي تردي جرحي لك بأي ثمن..ولكن مابيك تأذين نفسك..اعرف ان حتى تجريحك لي يأذيك.. لكن أبسألك..وش بتسوين هالحين؟
وريف تنظر لهُ بعجز ، بحزن، بشحوب: بسافر مع اخوي..بروح ميونخ..منهاتن..باريس..بأي مكان..بقضي هالاجازة بعيد عنك..وبرجع اكمل هالسمستر وبرجع السعودية.. وعمرك كله ابقــى هنا..تستاهل..
وضع يدهُ على فمها يمنعها من الكلام: ترا مثل هالكلام مايأذيني.. لاني تعودت اقوله لنفسي وتقبلته برحابة صدر..هالكلام اللي تقولينه يأذيك انتي.. وانا ماتحمل تصبرين ع الاذية اكثر من اللي تأذيتيه! .. شوفي نفسك..طمني بالك..اهدي بس ارجعي..مصيرك معي..ومصيري معك..لاتظنين الانسحاب بغيرنا..
قبلها على جبينها.. وانسحب من امامها..رجلٌ كأنت يحجبهُ المطر..ثم يختفي بين شوارع كامبريدج.. التي عاد منها امس بلا ضمير.. ثم فجأة استيقظ ضميره مرة أخرى.. القبلة التي تركتها على جبيني تشبهُ قبلة الوداع..كرهتها..كرهتها من قلبي..وبكيت تحت المطر.. وانا المحك تبتعد..ثم تلتفت من بعيد لي وتبتسم بحزن.. بحسرَة على مافعلتهُ معي.. صحيح..كلامي لك يجرحني انا ..يؤلمني انا..يذبحني ببساطة..لكن كنت اتوق لأن اجرحك فجرحك لي امس يوازي عشر سنين من عمرك ضاعت بحثًا عن الهوية.. لكنني وجدت بأني مخطئة..ففي كل الحالات..انا من يدفع الثمن!..انا من يجُرحَ!
دخلتُ الى داخل الفندق، فتحتُ الباب ببطاقتي.. امام انظار مشعل المندهشة ..الذي كان يأكل البيتزا.. ويشاهد المباراة..متحمس في التشجيع ..وقف بدهشة حينما دخلت بلا كلمة..ناداني ..لكنني اغلقت الباب بقوة..كناية عن عدم رغبتي بخوض الحديث..
كاد يجن ..وهو يضرب الباب لعلي اجيبه..لكنني بالحقيقة منهارة.. كان يتوعدهُ امامه ..كان سيردد..-بذبحه ان كان مآذيك-.. لكني صمت..وهو ارتدى معطفه ، ونزل ..بحثًا عن ليث.. وكنت متيقنة،بأن ليث سيفرغ غضبه في شجار مع مشعل، ومشعل لن يقصر في ذلك،فطبعهمُ الشجار دائمًا..
،
تستيقظُ من النومِ فزعة ، في هذا الليلِ الحالكْ ، على ذكرَى الاحبة ..اليوم اختنق صدرها..فبكت محسورةَ على حلمها وهي إلى الآن مُصدقَة بأنهُ حقيقة ..لم تستوعب اساسا بأنهُ " كابوسًا " .. بكائها ارعب قلب ابنها وزوجته..حينما توجهوا نحوها بسرعة الى غرفتها باكية.. حزينة وكأنها تلقت خبر وفاة احد ما.. لقد تذكروا هذا الموقف نفسه..حينما توفي ابنهم رياض..قبل 16 عامًا .. والذي مات في حادث مروري.. وحينما بكت عليه كان بكائـها يشبهُ هذا البكاء المفجوع..حلم اسود ..حلمٌ من جهَنم..توجه نحوها ابنها واحتضنها الى صدره وهو يقرأ الاذكار عليها..وام رياض تمسح على يديها بِحُزن شديد.. محاولة لتهدأتها.. ابنها يقبل رأسها ويتلُوا كتاب الله..يمسح على شعرها المُتموج بالشيب..دموعها بللت ثوبه ، ثم نطق : بسم الله عليك يمه..وش حال بك؟ بليس يمه جايك غدر بالحلم..ولا ترا مــاهو بحقيقة..
الجدة بفجعَة : الا حقيقة..اصدقني القول ياعلي..مشعل ووريـف وراهم شيء.؟؟لحقهم شر!
بو رياض يبتسم يطمأنها: والله ان مابهم شيء.. توي كلمتهم امس يوم جت ام ليث وبناتها
ام رياض تجاري ابو رياض ليحل السلام على قلبها: ايه يمه..كلمنا وريف وياحلاتها وزين صوتها مابها شيء..ومشعل بعد دقينا عليه.. كلهم بخير وسلامة..
الجدة بحزن : بس حلمي يقول العكس..حلمي يقول ان الاثنين ماهم بخير..
بو رياض يمسح على وجهها:يايمه تراها اضغاث احلام..والله ان ماتسوى عليك تشغلي بالك..وكلي الله وماورا هالحلم شيء..
الجدة بقلق: قلبي قابضني.. كان احد بالحلم يقول لي..عيال بو رياض بيغيبون مثل ليث.. وماراح تلقون لهم اثر..وش ماتسوون..
انقبض قلب ام رياض من هذهِ الكلمة..قلقت وعيونها القلقة فضحت امام عيني بو رياض..الذي اخبرها بعينيه ان تتماسك لأجل امه.. ابتسم بو رياض من خلفِ الخيفة التي في قلبه: ماله داعي يايمه تصدقين كل حلم يمر عليك..يمكن حلم عابر..او انك تعبانة وشفتي هالحلم..
ام رياض تنظر لابو رياض: طلع صدقة ياعلي..الصدقة تدفع البلاء..
الجدة بهدوء حزين: ماقدر اتحمل فقدهم..خلوهم يجون ارجعهم لحضني..ابي اشم ريحتهم..كافيني فقد ليث..مابي افقد بـاقي احفادي..
بو رياض:لاتخافين يمه..بيرجعون والليث ان ربي كتب لقاته بيرجع معهم ان شاء الله..
الجدة بألم : يابو رياض..لو شفت من الليث طيف بس! هاته معك..رجعه لحضني وحضن الجوهرة "ام ليث" والله مايسوا على قليبها..
بو رياض بابتسامة حنونَة يرفع الغطاء على جسد امه..ويقبل جبينها ثم يقف:نامي واذكري ربك لاتشغلي بالك..اليوم بس تجلسين نكلمهم
هزت رأسها واغمضت عينيها بتعب.. نظر اليها بحِزنُ لحزنها..عائلتهُ تشكي الفقد ولايستطيع فعل شيء لحل الحزن في قلوبهم.. سرطانُ فقد ليث انتشر في جسدهم..لايستطيع انتشاله..اخر خبر سمعه عن ليث..حينما تشافى من السرطان .. وبعدها لم يجد لليث أي خبر.. خرج من المكان وام رياض معه..التي عقدت ملامحها بحزن وتوتر واضح..ولم يسمع علي الا صوت بكائها..ليلتفت لها باكية وحزينة ..قلق والدتهُ أرهقها..ذكرى ابنها رياض الذي توفي زارها..وتخشى ان يصيب هذا النصيب ابنائها..بكت بحزن غير طبيعي وبو رياض يتقدم ناحيتها ويربت على كتفها..يجلسها على الاريكة ثم يقول: وراك يا مزون..وش بك تبكين ؟
ام رياض بحزن: مدري بس مر علي طيف رياض بدموع امك..حرقتي على فقده ماباها تزيد مع فقدة اخوانه..
بو رياض: لاحول ..يعني نخلص من امي تبدين انتي؟ تسمكوا بالله وتوكلوا عليه..مايصيبهم شيء..وبعدين لاهم اول مبتعثين بالدنيا ولا اخرهم..
ام رياض تحاول طمأنة نفسها: حتى لو تطمنت عليهم باقي وضعهم مايعجبني وهم بعاد عن عيني..مشعل ولدي متغربل..واخته ضاعفة وفاقدة وزنها ووجهها مصفر.. ماياكلون زين..
بو رياض يبتسم: عادي..عوضي عليهم بابيهم..ولا مايستاهل!
ابتسمت بين دموعها: من جدك يابو رياض..
بو رياض يهز رأسه: ايه من جدي ومن عمي بعد..لاتخافين على عيالك..شيء طبيعي مغتربين..ولازم يعتمدون على احوالهم..خليهم يعيشون الحياة ويكتشفونها..مابيهم يظنون ان الحياة بسيطة..الحياة فيها اشياء كبيرة ويمكن مانتحملها الا لما نواجهها..ومابي احرم عيالي من ذا الشيء..
صمتت بهدوء وهي تنظر له ، ومن وسط حُزنها همست : وليث؟ .. والله متقطع قلبي عليه..على الاقل نسمع عنه خبر..ماهو زين لنا مانسمع عنه بـ شيء..
بو رياض بحزن : ليت اخوي عبد الرحمن شاف اللي انا شفته في ولده.. شاب راسي بس وانا ادور عليه..وكل ماراح شخص لمكانه قلت له كانك لقيت الليث معك هاته..بس كل يروح وظنه باللقا خايب!
ام رياض: ياليته يرجع..بعدي والله اذكر ايامه..ولا اخر اسبوع بالمستشفى لما زرناه.. كيف جلس وابتسم لخواته..كان تعبان ويودع..بعدها اختفى وماسمعنا عنه الا انه تشافى..
بو رياض: الله يرده لنا بسلامة..ناس من السفارة مكلميني انا وراكان..وقاعدين يشتغلون شغل جاد عليه..اللي محيرني انه ماله أي تحركات فعلية..ولا له اوراق رسمية مسجلة باسمه..وحسابه البنكي على ماهو من عشر سنين ماتحرك منه ولا ريال..
ام رياض: بس هذا مايبرر ضياعه..يعني اكيد الرجال بما ان ماصدرت له شهادة وفاة ولا لقوا له جثة بسم الله على روحه..يعني انه عايش وبمكان مأمن على روحه..
بو رياض بتعب: طيب لو عايش ومأمن على روحه ليه ماحاول يتواصل معنا على الاقل..
ام رياض ترفع كتفيها بعجز:هذا السؤال اللي محيرنا كلنا..يالله ان تلطف في حاله..
صمت بُو رياض في دهَشة الفراغ ، يريدُ ان يُخبَر العالم ان هناك من غابَ ولمْ يعد ..أو حتى فكر بالرجُوع والاتيان..لقد ضاعت عشر سنين من عُمر ليث..وهذهِ السنين ضاعتْ من عمهِ..وأمه..لقاء رجُوعه..لازال صوتهُ الحلو يدهش مسامعهُم وصت الحيرة المُسبرة التي ترتلت في عقُولهم..لازالت رسائلُ الماضي تأتي بصورٍ جميلة وبراقة تلمعُ في وسط السكون الهادئ.. السقفُ نفسه والارضيةُ نفسه ..لكنها لا تحملُ الاشخاص الذين غابوا ولا تترأسُ رؤسهم.. لقد رحلوا ..ربما بلا عودة..ولكننا ننتظر شخصًا واحدًا يخبرنا بأنهُ سيعود..أو لن يعُود..!
،
المسافة ضيقة بيني وبينكَ يا آدَم..ضيقة الى حدِ الاختناقْ، كيف أجرؤ الآن واباعدها لأضع بيننَا مسافاتْ وقارات لم تكُن بالحُسبان..تتنهدُ النجمَاتِ في الافلاكْ..من عيبِ حبيبٍ لم يضُره سرًا يبوح بهِ..تتنهدُ الافلاكُ في المجرات..مُتسائلة..هل تخطَأُ الملائكَة..هل تشتهِي التُفاحَة الحمراءَ أنْ تكُونَ تحت ظلِّ السُنبلة؟ اني ظننتُ يقينًا انك لن تَحرمـني من تلك النعمة..تلك النعمة البسيطة التي كان عليَّ ان اداويها بطبيعتي الانثوية..ان أصلح كل عاهَة في رأسِ أبي كانتْ تُوجعَـه..ماذا لو رحل؟ هل تتوقع منِّي مسامحتُكِ.؟ هل تتوقع مني الرضا وبسَـرعة؟ لا تتوقع مني ذلك.. القلبُ الذي في داخلي هو حجرة ضيقة جدًا..لاتتسع لفرصتين من التأديب والمُسامحة..
بهتُ لون وجههًا إلى الشحُوب..تعض شفتيها بضياع من قرار آدَم الذي قتلها ..قرار ان يصمتُ ويكتم كل شيءٍ..سمعت يوم أمس صراخ عمار على آدم ودوي شجار..ثم صوت تنهيدة حزينة باكية مبحوحة خرجت من عمار بعدما صفعهُ آدم ليستوعب ان الأمر ليس بيده..بل بيدِ الخالق..ولكن تسائلنا كان عن اخفاء الحقيقةُ عنَّا ..هل هيَ ايضًـا بيد الخالق؟ أم ان الله اعطاكُم الاسباب لتستطيعوا ان تخبروها لنا؟ اذَا لماذا صار الصمتُ هو الاسم الاول والاخير لمشروع تجارة الانفسُ تلك؟
أني الومكَ يا آدم..لومَ السنون الخئونة..ولا اجُردّك من تلك الصفعة..تلك السنين التي كنت اعيشها حُلوة..تحت بسمة والدِي..والدي الذي لم ينجبني يومًا..ولكنّهُ أنجب لي روحي كل يوم..جديدة..ببسمته..
تنفست بهدوء وهي تنزل.. للأسفل وتضع وشاح حول كتفيها ، وبتردد واجهت حيرة ادم الذي ينتظرها، التفتت بهدوء ودارت عينيها في المكان، تبحث عن شخصٍ آخر بدلاً عنه..لتسمع صوت همسته تشقّ السكُون : عمـار راح لابيك..بعد حالته قلت له يروح..
هرعت دموعها بسرعة حينما ذكر والدها، تقدم ناحيتها ويديهِ في جيوب معطفه : اذا تبي اوديك له مستعد..
نظرت لهُ عدة دقائق وهي تضع ذاك الوشاح على رأسها وتلم معطفها البيج حول جسدها: ماظن ان الروحة بها نقاش..
ابتسم على اثير صوتها المهزُوز: طيب بتروحين لابوك زعلانة؟ وبتشتكين عليه وبتتحلطمين علي قدامه؟ بتقول لي زوجي القدير خلاني اطنقر بسبب انك مرضت؟
هاجر بقهر : ماهو وقت استظرافك..
آدم يبتسم بعناد: اذا ابتسمي..صعب اوديك لابوك مكشرة..وهو محتاج شيء يونسه..
هاجر بتحَجج واضح: ببتسم عنده..ماحتاج نصايحك استاذة سلوى المطيري!
ضحك من قمّـة رأسه:هههههههههههههههه..طيب ع الاقل ناظري عدل مو شوي وتذبحيني..
هاجر بغضب : انا في حالة عمري وانت تقول لي ابتسمي ومدري وشو..صاحي انت؟
آدم ينحني عليها ليسندها الى الجدار الذي خلفها وينظر لعينيها: عشان ابوك مايرضيه تكونين زعلانة..عشان الله يبيك تكونين مؤمنة وراضية بقضاءه وقدره..وعشاني صحيح احب تعابيرك المعصبة..ولكن الحين احتاجك مبتسمة ومتفائلة..
هاجر بلوم : لو خبرتني من لحظتها كنت رضيت وقبلت ..لكن انت عاكست كلامك اللي تقوله هالحين..
آدم ينظر لها بهدوء بابتسامة عذبة لم يكُن الآن وقتها بالنسبة لِـ هاجر : حقك علي..يلا اشوف ابتسمي..
هاجر بعناد : مـا أبغـى..
آدم يحاول اقناعها : لازم اشوف ابتسامتك..يمكن مايصدقها ابوك..لازم تكون حقيقية..
هاجر بشبه اقتناع : عادي بحاول بعدين..
آدم بخبث : لالا..ابوك انا ماقنعه بابتسامتي..تبي انتي يالمكشرة تقنعيه..يلا اشوف..ابتسمي..
هاجَر تعضُ شفتيها بغيظِ امامه..وهُوَ الذي لا يتحملُ منهَا شيئًا كهذا..اتسعت شفتيها تدريجيًا بابتسامة مزيفة..ضحك آدم منها وهو يشير لها :ههههههههههه تبي تفضحينا بابيك؟ في احد يبتسم كذا؟ حتى عماد حمدي ماضحك مثل ضحكتك..
هاجر بقهر: وش تبيني اسوي كذا؟ " وتبتسم بهدوء "
قبلها فِـي وجنتها : ابتسمي لابوك ..عشان تحسسيه ان بقى له شيء مهم بالدنيا ولازم يتماسك عشانه..
نظرت له فجأة بصمتٍ حزيِـن ، أتخبرني بأن أودع أبي بهذه الابتسامة؟ تحاول ان تكون لطيفًا في تمهيد الوداع..ولكن من السهولة عليّ اكتشاف ذلك..حتى في هذهِ الحقيقة ربما تبخل علي.. ربما تكُون أكثرَ الناس شُحًـا ..في قول الحقيقَـة !!
مشت معهُ مجاورةً اياه..الى سيارته.. الى والدِها..وربما الى لحظةِ الوداعِ الاخيرَة!
،
لقدْ حيرها منظُر الفستانِ الأبيض أمامهُـا ، كانت تُخطط أن تكُون أميرةً في هذا اليومْ..لا أسيرةً لأهواءِ القدرْ ، لقد احترقت انفاسهاُ ولم تعد تشعر بشيء سوى بأن رئتيها ممتلئة بالكربون كما تمتلأ المحركات الحرارية بالزيتِ المُحترقْ ، انها تتخاصُم مع نفسها الآن..تخاصُم نفسها على طيفِ الشفاه المشدوُه الذي قبلتها قبل اربعةِ أيام بُجرأة مفرطة..في خدها الايمن والايسر..ولولا هُروبها لصارت شفتيها ضحية لتلك الشفاة..ولكانت اسيرة مقيدة ..تتبع اوامِرهُ دون ان تنبُس بشفة..طالما هُو يسقيها من الخمرِ الحلالْ..
تلكِ الشفاهُ يا سُلطان..تُحرق ثغرِي.. اذا مااحترق جسدِي بأكمله..اذا ماضغطني وهجُكَ الأسمر بذراعِيه..اذا ما أكلتنِي عيُونكَ على مائدَة الهوَى..وصرنا نتقارعُ كؤوس النبيذ بعشقِ العاشقينْ..نعيشُ الليلة وننسى الامسُ..ونمضي ونمضي..كالسكارى..ومانحنُ بسكارى! ..
لقد نسيتُ شعوري ..في الكُره..صرت أحاول كرهك..واجاهدُ أن أكون كارهة..لايجب ان يعشقُك هذا القلب..لقد علمتهُ كل قواعد الكره..لك..ونسيت ان اعلمهُ كيف يعشق..لكنهُ عنيد..وعاق..وعاصِي.. لقد عصى جميعُ أوامري..لقد احبك..وصار ينتفضُ برعشَة الزهُور في ليلةٍ باردة .. كلما يراك..ويوقدُ فيّ شُعلة ناهضَة..كأنما شعوبًا وقبائل تنهضُ فيَّ وتعيش مالم تعشهُ بالامس..لقد تذكرتُ صرختِي بكَ حينما رأيتُ اخي عزام يجاهدُ على ذراعيك..لماذا كرهتُكَ وانت من لقنتهُ الشهَـآدة ؟ لماذا فعلت! وكان عليّ ان لا افعل..لما انت اكرمُ مني رغم كرهي ونبذي لك؟
ان تصطادُ النجوم من السماء..وانا اصطادُ الشهب منها..انت تبتسم من البُرودَة اللذيذة..وانا احترق بالشهاب الخطِير!..
ذاك الفستان لا اتخيلهُ عليّ..ولكن لا اريد ان اتخيلهُ على امرأة اخرى غيري..لا اريدها ان تلبسهُ لأجلك.. ولا حتى غيره..اريدُ ان اكون فيه..ولكَ ..وإليّك!
ابتسمت بهدوء ، وتذكرت..بأنهَا هي التي تكره..أحبتهُ..وهو الذي يسألها " سلطان يحبك ولالا؟ " لم يقع في شبابيكِ حُبها..ولم يهدها الياسمينَة الحُلوةَ..
تفتح الباب هيفاء وهي تنظر لها بابتسامة : وش فيك تخابصتي؟ هذا ماحطينا الفستان قدامك الا كم دقيقة وتخابلتي..كيف لو لبستيه..بتسوين لنا فلم اللعنة..وبيهج سلطان..ههههههههههههههه
رؤى تبتسم :هههههههه مو عن شيء بس موديله عاجبني..
هيفاء تبتسم وهي تتفحص الفستان وتنفضهُ بهدوء : وانتِ بتحليه أكثر..ويازينه لو غطاه بشت سلطان..
احمرت بقسوةَ ..بجمال مُرهق ولذة..وهي لا تتخيل ان تلتقط تلك الصورة مع سلطان..حينما يغطيها ببشتهِ أو تتنوع الوضعيات بذلك..لتهمس : مابغى مصورة..خلي جمانة تصورنا من بعيد بعفوية..لابسوي لا حركات ولا جهنم الحمراء..
هيفاء "بتريقة" : هـاها! خفـي علينا!..وحنا وش نقول من الصبح...خلاص يا أمي حجزنا المصورة وبتصورين غصب عنك انتي وبراطمك..
رؤى برفض خاجل : والله ما اتخيلني جنب سلطان اتصور كذا..بالله وش وضعي!
هيفاء تغمز لها : على كم صورة قالت وش وضعي..بعدين تعرفين الاوضاع عدل..
رؤى بغضب وهي ترميها بعلبة "كلينكس" : وجع ان شاء..انتي صاحية ولا لا؟ ناصر بعقله شيء يومه خذاك!! كود انك جننتي الرجال وخبلتي به بخبالك..
هيفاء بضحكة قوية :هههههههههههههههههههه الا ياحظه فيني وياجعلني فداه..
جمانة تطل برأسها : اقول ياجعلك البط انتي وياها..شرايكم تقوموا تخلونا نطلع ..ضاقت علي نفسي هالحين..
هيفاء تنظر لها : وين نروح ؟
جمانة : أي داهية أي قلعة وادرين..المهم نطلع..واي صح..خالتي ام ليث عزمتنا على ملكة شوق بنتها..يوم الخميس
رؤى وهي تغوص ذاكرتها لايام المزرعة حينما التقت بشوق وكانت مكسورة من بأس والد ابنها ..وطليقها السابق..وعلى هذهِ الذكرى مرت عليها تلك الذكرى التي ضاعت فيها بالمزرعَة ..وكان سلطان من رآها ..تتذكر عنادها وضبطه لاعصابه على "لعانتها" ، وحينما لم تنتبه بأنهَا في وضعٍ لا يجوز ان يُنظر اليه..رماها بالشماغ وطلب منها ان تتبعه..واستمر في تخويفها وتذكريها بأن الكلاب والجنّ تغزُو المكان! ..لم تنتبه الا لعلبة الكلينكس تعود لوجهها مرة اخرى وهيفاء تضحك عليها وجمانة تلوح لها : خير ابوي..وين وصلتي؟
رؤى تنتبه من سرحانها وتمسح انفها الذي ضُرب : وجعع ان شاء الله..طيرتي خشمي وانا مابقى على زواجي الا كم يوم..ايــه ادري انك محترة يالعانس وتبين تبلشين الناس فيني..
جمانة "تكش" في وجهها وهي مكشرة بمزح وتقول : مالت الا مالت..يقولون حظ القبايح في السما لايح..وحظ الملايح في الارض طايح.. عساك ان تجي يابو كشخة والله ان لاضبطك بس تعال خل نحر العواذل..
رؤى بممازحة : ماعاش من يحرني وانا معي سلطان!
جُمانة وهيفاء يتبادلان النظرات..ترتبك رؤى وتحاول " ترقيع " ما افسدتهُ من بريستيج الكُره لتقول بارتباك سريع : اقصد وانا بتزوج ولد ام سلطان..
هيفاء بضحكة :هههههههههههههه ياروحي ماتترقع..كيف انتي بتتزوجين ولد ام ناصر..ماهو ولد ام سلطان..بس يلا مـاعليه ..
جمانة ايضًا تضحك على منظَر رؤى:هههههههههههههههههههههه ياحياتي..والله الكياتة ذي كلها بننقل اخبارها لسلطان..
رؤى بغضب : اذا انتي دلخة وبايعة نفسك روحي قولي له..
جمانة بشماتَه : هههههههه افأ عليك انا اعلم الدلاخة..ولا يهمك كل شيء راح يوصل له بالتفصيل الممل..حتى التعابير الجسدية..والتمقل في الفستان..
رؤى بقهر: الله يوريني فيك يوم واتشمت عليك..لازم تقهريني وتنرفزيني..
جمانة تضحك :ههههههههههههههههه شأسوي بعد احب انرفزك ..
واستمُروا فِـي نوبة المُمازحَة تلِك ، ورؤى ..لم يسلَم قلبُها من النبضِ بعدْ ،
،
غاضب جدًا ، متوهِج جدًا ..ربما متسرع جدًا ايضـا ، منظرها وهي تعبُر أمامه باكية..عائدة بخيبة امل..وبانكسار..جعلت شياطِينهُ تلتم حولهْ ، يكرهُ ان يكون مصيرها مثل مصير ابنة عمها شوق..مُطلقة..او منبوذَة..أو مكسورة من بأسِ الرجالْ ، شوارع كامبريدج الممطرة لم تكن تهمه..حتى المباراة التي كانت كل حواسة مشدوهة ناحيتها..لقد اخترقها صوت بكائها العذب وصفعها للباب بحسرة قوية..لقد تبلل بالكامل، البرقُ والرعد ..وكل شيءٍ لم يعد يهمه..ربما ليس للغياب سبيلاً..الا ان يبقى الغائبون غائـبون..ربما رجوعهم الى مصيرنا يدمر حياتنا..وذاك المصير..ربما لايستحقون الفرص..ربما تغيرهم الغربة وتصيرهم اشباح من خلف المقنعة..واخشى ان تكُون كذلكِ يا ليث.. لم تكفيك عشر سنين من عُمرك..تريد تدميرنا جميعًـا بلحظة من انفلاتاتِـك..واكرهُ ان يصيب اذاك..تلك الاخت..
وأينَك عنها حينما كُنت اقاطعها قبلاً..وتقول..لاتضربها..فلك من الضرب نصيب..فهل فعلت انت ذلك الآن؟
جالس في المقاعد الخارجية للمقهى..على العكس من الناس الذين دخلوا الى الداخل..يبلله المطر..عيناهُ تغوصان في الوحدة، والهزيمة.. الرجُل حينما يُهزم يصبح كل شيء امامه صعبَ الاختراق..وسهل الحصول عليه.. بمجرد ان رآه لكمهُ بقوة على وجهه..ليقف ليث بغضب : شقاعد تسوي؟
مشعل بغضب : انت اللي شقاعد تسوي؟ وش اللي سويته باختي؟
ليث ينفجرُ : وانت ماعندك اسلوب الا الخنايق..والضرب..كل ماصارت مشكلة بيننا بتجي وبتضربني؟ هذا العشم فيك ياولد عمي!
مشعل بقهر:اقول من الآخر..قسما عظما لو دريت انك مسيتها بضيق والله ان ماتوصل لامك الا محمل..
هذه الكلمة اغضبت ليث..ليرد لمشعل ضربتِه بأضعافٍ مُضاعفة..لكمهُ بقوة.. هو اساسا لم يتضرر من ضربة مشعل له..بالقدر الذي شوهَ فيه وجه مشعل الآن من شدة ضربه وانهياره..يلوم نفسه..كثيرا لما فعل..ولكن كيف يجرؤ وينطق هذهِ الكلمات؟ كيف يجرؤ على ان تكون الكلمات بين شفتيه سهلة..لماذا يريد الجميع حرماني من الوصول لأمي بسلام..وانت يامشعل..لم اكن اتوقعها منك..
هُنا استوعب بعد تجمهُر الناس.. مشعل الذي وقف بتعب يمسح الدم من شفتيه ويقول : جزاك الله عني الف خير..هذا بدل ماترد جميل وقفتي لك..شف شنو تسوي بي انا واختي..ماعاد اقول الا ان الغربة تخرب البشر وتخفي عقولهم..واكبر نموذج بك انت! خاطري اقول لامك بان ماتحط رجواها في رجوعك..لان حتى لو رجعت..مارجعت!
ليث يتنفس بقوة..وهو يوزع انظاره للناس..هل هُوَ بالفعل قد تغير؟ ماذا جرى ياكامبريــدج..يقولون اني تغيرت..يقولون ان الغربة جعلت مني وحشًـا..وان الجميلة مذبوحَـة في القصر..وان اخوها ضحية.. لماذا قيدتنِي بك..لماذا كنت ساذجًـا ورضيت بهذا الزواج الذي جعلنا نضر بعضنا البعض اكثر..بدل ان احميك من كل مايجري لي..انتِ فعلاً كُنتِ صادقة حينما قلتِي "..ماتوقع ان حنا يصلح نكمل مع بعض..من اول ماعرفتك والمشاكل ملاحقتني.. "
ربما يجبُ ان أمهل نفسي ..وأُمهلك..لأعطيك القرار ، لقد آذيتُكِ بالفعل..ولم تكُونِـي لتأذيني.. لقد سُعدت جدًا جدًا بلقائِك يابنة العم..وبتلك المواقف الجميلة التي عُشناها معًـا..من اول وهلة حينما خرجتِ من الفندق لتذهبِي للجامعة ولكنِك أخطأتي وركبتي سيارتي بغير عمد..وبدأتي بشتمي والدعاءِ علي..عرفتُ بأنكّ تنتمِين لي..للغريب عن الوطن.. وللغربة ذاتها.. ولكن..تنتمين للحرب وسط هذه المعمعة ايضًـا..ربما صنعكِ والدك لتكوني ضحية..ولأكون انا من يستغل موقفك في التضحية!
رحل مشعل من امامه..وفي يده معطفه..والمطر يبلل قميصه..وذراعه تسد شفتيه الداميتين.. لقد انهار وتذكر كل المساوئ في تلك اللحظة ليفرغها على جسدِ مشعل..بضربه..مثلما افرغها على اختهِ..بقتلها حيّة..
ابتسم بُحزن..للناس المتجمهرة..والتي سمعها تنطق " حمــقَى..!" وكانوا يقصدونه هو ومشعل.. نحن بالفعل حمقى..حمقى جدًا لا نعرف كيف نفسر امور حياتنا.. لدرجة اننا نتقبل اتفه الاشياء ونرفض اكبرها ! واهمُها..
توجه الى فندقه..ولكن قبل ذلك..رآها واقفة كأيامهم السابقَة..على البلكُونة..لكنها شاردة وحزينة ومُختلفة ..شاحبة ايضًا ولمعة دموع تقف في عينيها لتمسحها بسرعة.. لايلومها..لقد تخيلت من ليث هذا رجل أحلام مختلف.. !!
صعد الى شقته ، وتوجه الى بلكُونته لينظر لها..ويبتسم بحنين على ذكريات قديمة كان ينظر لها من تلكَ البلكونة..تحب التأمل..في كل لحظة تهرع الى الحياة متأملة..
فتح جواله..وكتب لها :
" سكري باب الهوى
لاتطلعين..
برد برا
والأماني عاتية !
إدخلي لأجل السهر لا تنطرين..
الهوى ماله كفوفٍ
دافية !
"
دقائق فقط، وهي تحمل هاتفها.. تراها بألم ، وهي تقوس شفتيها فجأة وتحاول حبس دمعها وهي تنظر لهُ بألم..ثم تدخل وتُغلق باب البلكونة بغضب من امامه..بغضب من قلبِ باكِي ومكسور.. من قلب بهَت بسبب التجريح ببساطة!!
،
يرنُ الجرس ، ويفتَح فهد الباب..ينظر للمنظر الصامت..تجاوزتهُ بدون سلام ..تجاوزت الجميع ، ليس بالعادة ان تدخل دون ان تلقي السلام..فقد شدت نقابها من وجهها لتنفلت خيوطه ويزال من على وجهها ، ثم تصعد امام مرأى عيون والدتها وشوق..ويُسمع صوت صفع باب غرفتها..تنفست شوق بقلق على علاقة اسماء براكان ..خوفًـا من ان يضيع كل شيء..ان ينفلت منها هذا الزواج الرائع بفضل طيشها او طيشه.. المهم ان الاثنان لا يتعاملان مع الموضوع بصورة صحيحة.. تنهدت والدتها وكان مسمع تنهيدتها واضحًا وهي تقول مبتسمة : شفيك قلبتي وجهك..ترا ماخلصنا من موضوع مسفر!
شوق ولازال القلق يرسو على ملامحها السمراء: بس خايفة على اسماء..يمه بنتك تحب الدلع واجد..راكان ماتوقع ان يتحمل دلعها..
ام ليث بابتسامة: والله بنات هاليومين على كل مشكلة جت بيت اهلها..وماعليك من راكان يعرف يرجعها ويعقلها ويروضها..بس تارك لها فرصة تتصالح مع نفسها..
شوق بقهر : ولا انكر راكان مزفت معاها بعد..
ام ليث: الاثنين غلطانين..انا سمعت المشكلة من اسماء ومن راكان..وشفت بالاثنين موضع غلطهم..واذا ماحلوا المشكلة بطريقة سلمية..يقدروا يحلوها بالغصب..لان الاثنين يحبون بعض ومايستغنون عن بعض..
شوق بضحكة خفيفة : ههههه يعني شقولك عليها؟ بتخليها كذا!
ام ليث تبتسم : انا نصحتها وانا امك..قلت لها مو على أي مشكلة تطقينها لبيت اهلك..زوجك ولازم تتحمليه..واتوقع راكان بعد مزودها وهي ماتحمل! طلبت يجيبها وتريح بالها لانها لو ظلت معه بتتخانق معه وبتزود الوضع! وانا اشوف اصلح لها تجي هنا تجلس مع حالها..
شوق : صحيح..انا يومي صبرت وصبرت وطاح همي بقلبي ولا تكلمت انوكل حقي ..بس خلها..خلها من البداية ترفع راسها على رويكن ان ما أدبته ولا انا اللي بجلده جلد!
ام ليث بضحكة:ههههههههههههه الله يصلحكم يابنات هالايام..لا لاترفع راسها بس لاتدنقه! يعني تاخذ حقها بس بالطيب..وبهدوء..
شوق: يالله الله يصلحهم بس..
ام ليث: ترا طبيعي كل بنت تتزوج اول فترة زواج لها تكتشف اشياء تضايقها من زوجها وتصير مشاكل وزعل وبعدين بيضحكون عليها..
شوق بخجل : صحيح..
ام ليث: المهم خبري اختك بعد تتجهز يوم الخميس.. لان ماخبرتها..
شوق بقلق: والله يايمه ماني عارفة ايش البس!!؟؟
ام ليث : عادي..روحي السوق مع السواق وخذي معك فهد ولدك وتسوقي زي ماتبي..
شوق: لا بدق على عمي..
ام ليث: ايه دقي علي عمك مابيقصر..
شوق: صحيح..الله يحفظه بس.. كلمتي خالتي ام رياض؟
ام ليث: ايه كلمتها وجدتك تعبانة مودينها المستشفى امس نازل عندها السكر..
شوق بتوتر: بسم الله على قلبها ام عبد الرحمن! ..عسى عاينوها وشافوا علتها؟
ام ليث: صايرة ماتشتهي تاكل..
شوق: لا لازم تجي وتتونس..والله ان ينحط بخاطري..خلوها تجي واخدمها بعيوني..
ام ليث: ولا عمك وزوجته ماهم مقصرين بحقها..بس جدتك تعبها من رفضها للاكل..بو رياض يترجاها بس عشان تاكل ساعات ..مدري وش اللي تحاتيه..
شوق: خلها تجي تنبسط يمكن ترتاح نفسيتها..
ام ليث: ام رياض قالت لها ولا بهقوتي ان جدتك بتتركك بيوم ملكتك..
شوق بحب: ياعساني فداها بس .. الله يحفظها لي..
ام ليث: آمين..
وفرحةٌ بالاسفل..تضادها حزنٌ سرمدي بالاعلى..هذا نقيضُ هذا.. وهي تعيش بين نكبات نفسية لا اشدُ وطأة من كل نكأة أخرى.. تشعر بأن روحها تنهار مثل انيهار جدار برلين.. مثل سقوط الاتحاد السوفيتي..مثل هروب النازيين.. مثل حروب هتلر..الحرب كلها اشتعلت بداخلها..الصراخات والانفجارات والطلقات النارية..والخيول الصاهلة..كلها كانت في روحها تضج بازدحام الاصوات..كل هذا من شعلة فتيلة صغيرة اشعلها لها راكان..الذي اهملها ..ولا تعلم مالسبب!!.
،
تجلس على السرير تحتضنُ ذاتها ، ليث صادق بطريقة جارحَة ..حينما قال لها بأن الكلام الذي " قالتهُ " له ..كان يأذيها هي أكثر مما يؤذي ليث..هي لم تؤذيه..ولم تكن لتبادر بذلك..لولا مبادرته الاولى في شق ثيابها والتهام جسدها..اخرج عليه حرقَـة العشر السنين السابقة..متناسيًا ان هذهِ الطريقة قد ترعب الفتاة من الرجل..قد تجعلها غير واثقة ومرتبكة من الانقضاض المفاجئ..اساسا هذه الفكرة لم تكن في خيالها..لقد وثقت بليث ثقة معمية ..لدرجَة انها تجاهلة احتمالية فعله لهذا الامر، لماذا يجب عليها ان تضحي دائمًـا لاجله..وهو لا يقدر ذلك؟ لماذا تحاول ان تعيدَ لهُ الأمل وتخبرهُ بأن الهوية لا تضيع..بينما هو ينسى موضوع هويته ..ويتجه الى طريق اخر يسمى بثقافة " الجسد" ..!
ثقافة ؟ هو لا يعرف معنى للثقافة بهذا التصرف الجاهلي..الذي جعلني كالموأودة على سريره..وانا اشعر بجسده الضخم يضغطني كلا شيء..بنيته العريضة تدوسني وتهمش تفاصيل..احترق من النيران المشتعلة داخلي..واظن بأن عشر سنين لا تعوضني عما فعله لي..
البعض ربما يستصغره..ولكنهُ بالنسبة لي امر عظيم جدًا ولا اتغاضى عنه..هذا الموضوع مقدس ..اذا كان باحترام..برضى..
وكنتُ اتجهز لتلك اللحظة..ولكنهُ قطف تلك الجاهزية..ليحولها الى ليلة مُمَوسقة لموسيقى النشاز..!!
تذكرت ضياعنا في السابق..هم والدِي..انكساره امام القبائل لاجله..هم امه..وامي واخي وانا وجدتي..واخوتهُ..وكلنا..ثم بالنهاية اشعر بأنه لا يستحق ان يمنح فرصة العودة..اذا كان سيدمر الماضي والحاضر!!
زارتنِي تلك الذكرى في ايام الرياض..
عاد والدها ومشعل من المسجد.. ذهبت لتقبل كتف والدها وتستقبله هامسة : تقبل الله ..
ابتسم والدها : منا ومنك صالح الأعمآل .. وينها امي !!
وريف بابتسامة : تيتة مع امي بالمطبخ ..
بو رياض : روحي ساعديهم وجيبي القهوة والتمر والماي عشان افطر.. ولاتنسين تجيبين دوآ السكر.. ,
ابتسَمت بطاعة وانصرفت من المَكآن .. ,
مشعل يجلس بجوآر والده .. وحينما اتت وريف بما طلبه والده جلست امامهم بحب .. وهي تقدم لوالدها التمر والدوآء بينمآ مشعل يقوم بصب القهّوة له.. ,
ارتشف القهوة بعدمَا دعى دعآء الإفطآر ..لكن قلبه وفجأة اعتصر من الدّاخل وترك فنجَال القهوة وأنزل رأسه وهو يهز رأسه بأسف ... ,
وريف بخوف تقدمت لوالدته : بسم الله عليكك يووووبه..شفيك ياروووحي وش بك ياضي عيووني ؟؟!
بو رياض بألم يكتم قهره : مــآفيني شيء يابنتي .. ,
مشعل بريب : بلى يووبه في عيونك قهر ..قل لي بس من قآهرك.. قل لي بس من سممك بالكلام لا افنيه .. ,
بو رياض بألم يهز رأسه بأسف : القبآيل..فشلتنا بولدنا.. ليث.. ومستصعب كل مرة افطر وولد اخوي الحين ماينعرف حي ولا ميت.. كاسر ظهري ولد عمك يامشعل كاسر ظهري.. ,
وريف بدموع تكره أن يكُون والدها بمثل هذَا الحال همست : وكّل الله يايوووبه.. ولد عمنا بحفظ الباري بحق هالشهر الفضيل.. ,
مشعل بقهر : وعلوووم القبايل تتسممك انت..يووبه رد عليهم وقل لهم اتركوا الناس بحالها..
بو ريآض بقهر : عاجز ألقى ولد اخوي.. من عشر سنين ما برد قلب امه ولا امي.. , ولا حتى قلبي..
وريف تمسح على كتفه : محد برد قلبه يووبه .. بس تكفى فديت طولك يووبه صل ع النبي .. ولاتسمع كلام الناس اللي ما يودي ولا يجيب.. الطعون اللي يقفوك اياها من ظهرك ..طلعها من صدرك وتعداهم.. ,
ابتسم يمحو الألم من كلمآت ابنته التي كالبلسم نزَلت فجأة على قلبه وهو يصلي على النبّي هامسًا : عليه الصلاة والسلام ..
وريف بحب وابتسامة : ايييه يايووبه ..كذا .. فديت ابتسامتك انا جعلها ماتغيب عنا ..
إلهِـي كيف كُنت اواسي والدِي لأجله؟ أواسيه وانا استمعُ بانكساره..لماذا شعرت بأن جهُودي ضاعت هباءًا..لماذا الدُموع تسابق المطر..لماذا الخريف والصيف رحل عن كامبريدج..وزارنا الشتاء ..ليعيد قصص الماضي..في اول ليلة قضيتها في كامبريدج! حينما زارني شعور بأنه موجود..وحي..وقريب.. ومعنا ايضًـا..الى ان اكتشفتُ ماهيته..
ان تكذب علي في تفاصيل الغزل..وَتُهديني غمرةُ الدلال تلك.. تجعلني اكفر بكل تاريخ الحب..ماضيًا او حاضرًا.. تجعلني انبذ نفسي ونفسك وكلينا.. انبذ الجميع ايضًا..
مجروحة منكَ ياليث..ليتني استطيع مسامحتك..ليتني والله ..كنت سأفعل..كنت سأنسى..سأنام مبتسمة معك..ولكن!
إنتهَـــى ؛
الشيء الآخر الذي أنُوهِ لها..
وهو شيء اريدُ منكم استنتاجه جميعًـا
راح يتقدم لِـ " جُمانة" خطيب.. وظهر بالاجزاء الماضية..ابي منكم تتوقعون من هُو ..
واللي تقول اول وحدَة.. لها جائزة تسعدها ان شاء الله
|