لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-15, 11:23 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 269296
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: غَيدْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غَيدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 




البــــارت : الثـــــامن عشـــر



ما قبل البدايـة :

كُنتُ في ( الرّحـْمِ ( حزينـاً

دونَ أنْ أعرِفَ للأحـزانِ أدنى سَبَبِ !

لم أكُـنْ أعرِفُ جنسيّـةَ أُمّـي

لـمْ أكُـنْ أعرِفُ ما ديـنُ أبـي

لمْ أكُـنْ أعرِفُ أنّـي عَرَبـي !

آهِ .. لو كُنتُ على عِلْـمٍ بأمـري

كُنتُ قَطَّعتُ بِنفسي ( حَبْـلَ سِـرّي )

كُنتُ نَفّسْتُ بِنفسي وبِأُمّـي غَضَـبي

خَـوفَ أنْ تَمخُضَ بي

خَوْفَ أنْ تقْذِفَ بي في الوَطَـنِ المُغتَرِبِ

خَوْفَ أنْ تـَحْـبـَل مِن بَعْـدي بِغَيْري

ثُـمّ يغـدو - دونَ ذنبٍ –

عَرَبيـّاً .. في بِلادِ العَرَبِ !

الختـان :

ألبَسـوني بُرْدَةً شَفّافـَةً

يَومَ الخِتانْ .

ثُمّ كانْ

بَـدْءُ تاريـخِ الهَـوانْ !

شَفّـتِ البُردةُ عَـنْ سِـرّي،

وفي بِضْـعِ ثَوانْ

ذَبَحـوا سِـرّي

وسـالَ الدّمُ في حِجْـري

فَقـامَ الصَّـوتُ مِـن كُلِّ مَكانْ

أَلفَ مَبروكٍ

.. وعُقبى لِلّسـانْ !


# لـِ المتألّق : أحَمد مطر







من أين لي أن أقترب من الوطن وهو يملك وجوهاً عديدة.. كلما اقتربتُ من أحدها أشاح بنظره بعيدا .. هكذَا إبتدَأت الحرب بيــني وبــينَ شتــآت العَــالم .. ربما كــان الحزن الآن لدي شـيء اعتيادي..والفرح اصبحَ ممللاً .. لانه نادِر الإتيَان .. ..لكني أؤمن بأن لامحل للصدفة في أقدارنــا ..
لأن كل شــيءٍ مكتُوب.. وكل شيء كان مكتوبًا هو شيئًا لم يأتِــي بالحُسبان قط ! ، اليَوم فقط .. حينمَـا التقيتُ بالدكتور ولِـيد.. آمنت تمَـامًا بأن الله زّج في دنيَاي أناسًا لكِـي أستعين بهِم .. لِـ الوصول الى غايتي ، شعرت بالراحة.. بالرضَـا .. وكـالعادة كنت اقلب اوراق كثيرة لِـي..
عن هوياتِــي المختلفة .. لم اجد ذاتي بعد .. لم اجد هويـتي.. لأنه من الصعب على الانسان تصديق ذلك.. ان يعيش بلا هــوية .. رفعت هاتفي ورأيتُ اتصــالات متعددة من مشعل.. اصر علينا يوم امس ان نكون في منزله.. شعرت بالضيق.. كنت انوي ان لا ارد عليه.. لكن من يُسكت اصرار مشعل ؟؟
حــاليًا لا اريد اي صدفة تجمـعني بـه .. ولا بــأخته.. أردت ان ابتعد عن اي شيء كنت اريده قريــبًا .. لأني سأفضح نفسي يومًـــا مـــا .. اعترف بمدَى تناقضي.. لاني لم ارضي يومًا ذاتي .. زفرت بضيق وانا اجيب على الهاتف : هلا مشعل..

مشعل : هلا فـيك.. هالحين بسرعة تجي للشقة ..

ليث ابتسم : ماقصرت بازعاجي..كان اتصلت بين الثواني اللي نسيتها بعد !

مشعل يَضحك : ههههههههههههه ماينفع معاك الا كذا..

ليث : محد معلمك هالحيلة الا فهد .. ان مارديت تقلقون راسي من الاتصالات..

مشعل بخبث : ههههههههههههههههههه شنسوي نحبك !

ليث صمتت قليلاً يستوعب كلماته.. لايعرف كيف يفسرها لكنه رد : لله ؟

مشعل بمَزح : والله عاجبني فيسك وقلت اشبكك .. اكيد لله مايتخاصم فيها اثنين ذي

ليث بضحَكة لم تتوقف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه .. خلاص خلاص جايك الحين..

مشعل : بسرعة..لك دقيقتين ان ماوصلت جايك لباب بيتك..

ابتَسمت ، واغلقت الهاتف.. لبست حذائي ، ومعطفي.. وكل مايستَلزم لِـ الخروج .. وخرجت.. نزلت الى الاسفل.. استَدرت الى الفندق المقابل.. لا اعلم متى ينتهي الشتَاء حقًا .. وبين مخاطبتي للشتاء.. لمحتها واقفة على نافذتها تقرأ كتابًا .. أنزلت عيناي حينما انتبهت لي ودخلت تغلق نافذتها..
ابتسمت .. ومضيت الى حيث مقصدي.. ووقفت امام باب شقتهم .. ضربتُ البَـاب .. فتحَهُ لِـي مشعل ..لم يقصر فــيّ .. عاتبنِي كثيرًا .. لكني ابتَسمتُ لمعاتباته .. وجلستُ على اريكة مريحَة استوطنت صالـة الشقة البسيطة .. أتى مشعل بالماء

والقهوة ومـا إلى ضالك من أساليب الضيافة .. جلس بجواري وهو يقــول بعد ما رأيته يرتشف قهوته وينظر لـ الفرراغ : لــــيه ؟؟

عقدتُ حاجبَـاي بدَهشة .. ثم قلت : ليه شنو ؟؟

مشعل : ليه ماتركتنا نروح لـ المستشفى هذاك اليوم ؟؟ .. ليه تخليت عن فرصــتنا الوحيدة اللي ممكن نعالج بها مشكلة ليث.؟؟؟

تَنهدت بقوة وانا اضع فنجاني على الطاولة والتفتت اليه واقول : مشعل انت مو فـــاهم التعقيد بــالسالفة .. احنا مادرسنا الموضوع كويس.. هذا حل هجومي وممكن يكون لنا نقمة بدل النعمة..

مشعل تغيرت ملامحه الا ملامح استفاهمية : كــيف يعني ؟؟



فجـــأة .. سقطت احد التحف الارضـــية من المكان .. التفتنا انا ومشعل لــ نجد ان وريف كانت تقف خلف الجدار والتحفة امامه.. وكانت تستمع لحديثنا .. لا اعــلم لما كنت سأنفجر ضحكـًا على تمرد هذه الفتاة التي تصر تماما على معرفة كل شيء عن حديثنا هذا خصوصًـا
تعابير وجه مشعل كانت مضحكة اكثر.. استأذن مني وانصرف الى اخته .. اطلت النظر في الفراغ .. سمعت همسها المبرر وغضبه ولومه لأخته على تصرفها " المتطـــفل " .. ارتسمت على شفتــاي ابتسامة جانبية .. ربما لاني لم استمع الى نقاش اخوي كهذا من قبل..
رغم ان صوتيهما غيرَ واضحًا .. لكن الهمس يفضح التعبير.. دخلت الى حجرتها وسمعتها تغلق الباب.. عاد مشعل الي ورأيت ملامح الاحراج في وجهه .. اعتذر مني وانا لم احسسه حتى ان الموقف يستحق الاحراج حتى لايكون محرجًا فعلا..

ثم عاد الى حديثه وقال : كمل.. عطني سبب وجيه يممنعك تروح للمستشفى ..

أجَبتُه : اولا .. انت تعرف ان في ناس بوجهنا يعني روحتنا هناك شبه انتحار.. ثاني شيء فيه من حذرني ان نروح..

مشعَل بدَهشة : الله .. ومــين المتطوع ذا اللي حذرك ؟؟؟

رفعَتُ كتفاي وانا افكر ايضًا : مـــادري.. ماعرفته.. بس طحنا انا وفهد على صيده يقال انها فال خير..

مشعل : سم ؟

اجبت : فيه دكتور ساكن معي بنفس الفندق.. هو دكتور وله صلاحية .. اتوقع انه يقدر يوصلنا لعنوان الممرضة.. ويوصل للمستشفى


مشعل : ايه بس هو عربــي

اجبته بحمــاس : معه الجنسيتين..

مشعل بفرحة عميقة : وربــــــــــــــــك ؟؟؟

ابتسمت له : حد قال اني اكذب؟


مشعل : هههههههههههههه لا كله ولا لاشيخنا يوسف ..طب ليه ماتكلموه الحين
..
أجبت : فهد قاعد يتــأكد من انه رجال اجودي ولالا .. يشوف تاريخه !

مشعل : وان ماجاب راسه..
أجبتُ انا بغموض حيرني قبل ان يحير مشعل : ســاعتها لــي تصرف ثـــاني !!
مشعل : طيب ..















،















فـــي غرفة مــظلمة .. كان جالســـًا على كرسي ولا يلمح الا ضوء خفيف جدًا .. يتنفس بقوة .. نفسه مسموع الا درجة قوية ..كل من في الغرفة معــه كان يستمعون صوت انفاسه .. يتسمتعون بتعذيبه خصوصًا انهم يعرفون مرض آدم الإدمـــاني الذي لا يعيش الا على علب كبيرة من البروزلام ..
قبل هذا لم يكن معتادًا على هذا السم.. لكن المستشفى اضطرت ان تعطيه المهدئات والبروزلام حتى يستطيع اقلها النوم ولا يمُوت من الكآبَــة او الارهاق.. كانت الساعة الـ 2:30 فجرًا .. عمار يجلس بكرسي امامه وينظر لشكل آدم المرهق.. الذي يتنفس بقوة .. ويشعرر بكمية صداع قاتلة جدًا في قمــة رأسه ..
ضيق عمار عيناه .. ابتسم ابتسامة جانبية.. يستمتع بـ تعذيب كل من ينتمي لـ المالك.. يشعر انه يعذب ليث بلا شك .. عمار يهمس : وش صار .. وش سويت يومني ارسلتك لـ عنوان الممرضة ؟؟

آدم بغضب : يلعننننننن .. * ثم استغفر * يارجال ترا مايفرق على الاذان الا نص ساعة او ساعة .. لا تخرب اخلاقــي .. قلت لك من صباح الله .. ان العنوان مو صحــــيح ..

تقدم عمار بقهـر وهو يلكم آدم بقوة ويصرخ بــأعلى مـاعنده وكانت ملامحه مرعبــة جدًا : تـــــــــــــــــــــــــكلم لا أنفــــــــــــــــــيك ..

آدم بقهر : كان ارسلت رجالك وراي دام انك شاك بخذلاني لــكم .. ولا كان من الاساس ماشغلتوني عندكم.. *بسخرية استغل الوضع حينما رأى تغيرات في وجه عمار * يعني ماتدري يمكن انا اكون مع ليث ماكون معكم.. خل ذكائك يخدمك ولو شوي !!

عمار ضيق عينـاه : اححنا عطيناك مقدار من الثقة .. واظنك قدها لانك شاري راحتك * وبتنبيه * ولا نسيت وش حذرك منه الوالد ؟؟؟

آدم همس فـي ذاته ساخرًا من غبائهم الدنيء جدًا .. ليردف : عنوان الممرضة مو صحيح .. وان كنت حاب تتأكد تفضل وروح للعنوان .. ليه تعرضني انــا لهشيء.. ولا انا فار تجارب بالنسبة لك ؟؟ انت تدري لو يدرون عيال الماللك اني اشتغل معك بيدفنوني..

عمـار : ولما رحت للعنوان شفت احد هناك .. يعني مثلا احد له علاقة بليث؟؟

آدم : شفت ابليسك .. وش اشوف كل اللي شفته قلته لك .. يارجال ترا وربي حرام تعذيب المسلم وانت عارف حالتي..

عمار يرمي علبة البروزلام بهدوء على آدم ويرمي عليه علبة ماء.. آدم اخذ جرعته .. وانتفض واقفًا .. لان الاعياء قد اصابه .. وقف على قدميه بإرهاق ..توجه الى الخارج لكن يد ععمار دفعته مرة أخرى الى الكرسي آدم صرخ فاقدًا صبره : مــــــــــاوراك رب تصلي صلاته ؟؟ .ان كنت ماتصلي اتركني اصلي لربي


كان سيرد ، لكن ما اغبى رده .. لا يتحجم امام صرخة آدم .. أ سيدعي الاسلام ؟ . مـــا أقبح ان يعيش المرأ بلا صلاة .. بلا ارتباط الهي وروحي .. يشعره بأنه مخلوق حي فعلاً .. الذي لا يصلي.. سيعيش كثيرًا في حالة رعب عظيمة.. يخاف دائما ان يأتي عزرائيل وينتشل روحه وهو لم يذكر الله بعد ..
سيظل يترقب كل يوم هذه الساعة .. ان يموت.. ان يذهب للجحيــم .. للظلام .. الى حيث لا يرجعون .. رغم خوفه .. هو لاينهر شياطينه.. لا يؤدبها.. لا يربطها ولا يحزمها في زاوية الغرفة.. لا يقهر شيطان نفسه ليفرش سجادة الصلاة ويركع ويســجد .. يخاف ان يبقى لوحده .. يشعر بأن ملك الموت ينتظر الاذن من الله لـــ ينتزع روحه..
يتخيل دائمًا نزعة روحه وينتفض.. يتخيل الجحيم من بعده .. يتخيل الموت والوحدَة والوحشـة والأرهاق والكوابيس.. وتراه تسوء افعاله.. يختل توازن اخلاقه.. تختل الانسانية لديه.. يختلف.. يصبح شيطاناً بذاته.. حتى ان الشياطين تخاف مــنه ومن عربجَية تفكيره الشيطانية .. فتور في علاقته الالهية التي لا يريد تقويتها..
يذكر اسم الله بسهولة وبسلاسـة .. يتلاعب به.. يحلف على الكتاب ..يطفأ زر انسانيته.. يسهل عليه فعل الفواحش دون تأنيب الضمير.. وهذا راجع فقط لتركه لصـــلاتهز.. غير الذي يخر ساجدًا راكعًا ساجدًا .. يرتـــــــاح من كل شيء.. قلبه صافيًا .. حتى انه يستطيع التنفس كالبشر ..نقي من الداخل والخارج..
نور بين محاجر وجهه .. اله يكتب له الجنـآن .. جعلنَا وإياكم من ســاكنيـــها :$ ....








خرج آدم ، صفَع بالباب لكي يهزه .. لكـي يشعر بمــدى تقصيره تجاه ربه.. ارتعد مكانه.. خاف من ظلام الغُرفة .. خرج .. ونزل الى الدار السفلي.. ونام متجاهلاً الأذان..
بين ابن المالك في السجَدة الثانية سيتخُم صلاته !























،




















أحببتكِ أكثر ، وشعرتُ أنكِ أحببتنِي أكثر ، أحببتُ الرجل الذي فيّ .. الذي سكنني حينما احبك .. صَارت عيناكِ تضمّانني باحتواء الدنيا .. ووَجهكِ أقرب ، وجسمكِ أشهَــى ، وعشقِك أكثر جنُونًا وظمأً .. شيء في مَلكُوتِ أنوثتِك يرفض الإنحبَاس الحياتِي مع رجلٍ غيري .. أنوثتك لا تتسع لاكثر من رجل.. تتسع لي وحدِي ..
ومــا اريده فقط .. هو ان ابقى انا وحدي .. رجلك.. لان الاندفاع الاعمى في وجه الرجولَــة امام امرأة .. أمرًا يشجع على بقائي .. في ظل ظروف جميلة جدًا .. وحب يمشي جمـيلاً منذُ بدايته .. لأنه يجمع بين نصف رجل ، ونصفِ إمرأة .. لأنهُ حب القلب البكر عندي.. لو جاء الحب كما نريد تماما ..
لغير شــكل الأرض .. لا بد من ان نتنازل احيانًا من اجل اكـــتــماله .. ، فما دمت لا أستطيع ان أغير شكله ، فعلي أن أعشقكِ ملء البصَر والسمعِ الفُؤاد .. وأترك تقدير أمور حبكِ لضميركِ أنتِ ، فأنا أعشق ضميركِ أيضًا في جُملتكِ .. صدقيني .. اندهشتُ من نفسي كثيرًا كنت أستسلم برضا واتقاد إليك ،، هه ! بسكينة المؤمنين !!
كأن الحب تمثل لي تلك اللحظة .. كانت لحظة حميمية تجمعـني بكِ .. لم أتخيل ان قلبي العجُوزَ الهرم .. المغطى بغبار الزمن .. قد غسلتهِ ورويته من جديد .. ليعود شبًابا لكِ .. كل شيء داخلي تغير.. لحظة ان جمعتنا الليلة السابقة معًا .. آه ، وألفُ آه .. من غَــنجِ النساء .. وخجلهنّ ..




خرجت من دورة المياه ، كانت ترتدِي فستَانًا باللون الأحمر القانـي .. شعرها الرطب المموج والطويل .. موزع بسوداويته القاتمة على جميع اجزاء ظهرها .. جلست على كرسي التسريحَـة .. ارتفع الفستان قليلاً .. شعّ بياضها . جنّ جنوني .. وأجلت سكرتِي هذهِ الى مابعد .. وضعت احمر شـفاه فـاتن جدًا ..
اتقدت نيراني من رائحَة عطرها الانثوية .. كل مفاتن الانوثة اتقدت فيها هذهِ اللحظة .. الأنثى جميلة جدًا .. جميلة في عيني حينما ارى جمالها الداخلي ينعكس الى الخارج .. لا ان اراها مجرد تحفة فنية .. فهذا لن يكف نظري عن 1000 امرأة غيــرها .. وهذا مالتمستُه من اسماء في فترة الخطوبة ..
كانت نقية من الداخل.. مرحة .. روحها رياضية .. ابتسامتها نقية وصافية .. عذبة جدًا هذه الفتاة .. تؤرقـــني كثيرًا .. واضطر لكبت الانفجار لبعد حين .. توجهت انا بعدما ان اغلقتُ " كبَكآت " ثوبي الابيض.وقمت بهندسة شماغي الابيض
وتقَدمتُ إلى التسريحَة .. نظرتُ للمرآة .. وكنت اأغلق ازرار ثوبي.. لمحتُ الخجل فيها .. اذاب قلبي.. كبتُ رغبتي .. وقفت هِــي بلا شعُور .. كانت امامي مباشرة .. اتسعت ابتسامتي .. وتشتت انظارها .. كيف لرجلٍ مثلي ان يتحمل انوثتكِ يا أسمــاء ؟
أتعرفين ماهو اصعب شعور يعانيه الرجل ؟؟ .. ان يٌقاوم انثاه ، .. فلترحَمنِي عيناكِ .. فلتحرمنِي شفتاكِ .. فليرحمني الله.. تنفست بقوة وابتسمت وبنبرة دافئة همست في اذنها : صــباحية مباركة ياعروس..
ارتجفت قليلاً .. شعرت بحرارة جسدها.. خجلها.. صدرها الذي يرتفع نزولا وصعوداً .. من الخوف.. والخجل.. والربكة.. وشعور جميل ايضًا لتردف بعجل : يبارك فيك..

التفتُ لها بلوم وانا اتفحصها جيدًا : ليه تلبسين الأحمر.. نـــاوية نخرب صباحيتك؟؟

عضّت على شفتيها بخجل، وانتفضت بخوف وهي تقول : لاااا راكـــــــان ..

ضَحكتُ بقوة من ردة فعلها اللذيذة .. كان صوت ضحكتي عاليًـا .. همست في اذنها : جبــــانة ..

لم ترد علي ، ابتسمت فقط.. تقدمت انا لافتح لها الباب وتخرج .. خرجت معي.. استقبلتنا امي واختي الميث.. امي احتضنتي واحتضنت اسمــاء وهي تقول بفرحة تعتريها : الحمدلله ياربي الحمدلله.. ربي جمع سعيد بسعيده.. ياربي يهنيكم ويبلغني فيكم وبعيالكم ..

ابتَسمتُ لها وكانت اسماء سعيدَة جدًا الى حدٍ غير متوقع .. البستها امي سوار من الذهب بفرح وهي تقول : عافية عليك حبيبتي..
اسماء قبلت رأس والدتِي لتردف : يعافيك خالتي ماقصرتي..

الميث دخلت بيننا وهي تفتح يديها لتحتضني : وانا مالي فررري حضن ؟؟

ضربتُ أختي بخفة وبإحراج : الله يخزيك فشلتينا انتي وعنقليزيتك المتعوب عليها ..

الميث تضحك : هههههههههههههههههههههههه وي اخوي اشبك .. ماتدري عن زوجتك انها حافظة طبيعاتي..

وضعت يدي على جبيني وباحراج : الله يخزيك يابليس.. وينه زوجك ليه ماهج بك.. لزوم تنكدين صباحيتي ههههههههههه؟؟؟

الميث بغرور : وي لو ما احضر صباحيتك تخترب كل ابوها..

توجهت الى اسماء واحتضنت واطالت في تقبيلها ، سحبتها من بين احضان اسماء وانا اقول : بسك خفستيها من البوس الله يقطعك ..

الميث بخبث : من بعدك طبعًـا ..

عضت اسماء شفتيها بخجل وهي تهمس للميث : انطمي ياحمارة فشلتيني..

الميث : هههههههههههههههههههههه والله لو يدري رويكن عن عمايلتس بس.. اصبري علي بس اوريك شغل الحماوات عدل..

ابتسمت ، جلست مع اسماء على الطاولة.. امي كانت امامي.. الميث امام اسماء.. وبالطبع اسماء بجواري !

















،















دخل الى المــنزل وفي يده اكياس متعددّة .. اكياس كثيرة ربما .. حملها الى الداخل .. لم ينتظر وجودها في المكان.. ادخل الاكياس ثم قام بمناداتها .. اتت اليه وهي تنظر للأكياس وباستفهــام : وليــد ايش كل هذا ؟؟

ابتسم لي وتقدم ناحيتي وهو يمسح على شعري..ويقول : ابي اذوق طبخك.. توحشته من اخر مرة طبختي لنا الكبسة ماعدتي طبختي.. وانا عازم جماعة معاهم حريمهم .. جايين اليوم عندنا..

ابتسمت له وهي تقول: تكرم عينك.. بس مين هالناس ؟

وليد وهو يخرج الخضار من الاكياس ويقوم بغسلها : ناس عرب .. سعوديين.. استحيت اني اشوفهم وماعزمهم..

سبأ بابتسامة : بالعكس.. حلو انك عزمتهم .. حـــاسة بوحدة فضيعة .. وحابة اغير من روتيني..

وليد : انا ابيك تغيري من روتينك.. انا اشوفك تحسنتي كثير عن قبل من انتقلنا.. انتي ماتحب تعيشي بـ المدن البعيدة.. طبيعتك يبقالها ضواحي وقرى ومدن متحركة مثل كامبريدجج..

سبأ تقوم بتقطيع بعض الخضار الذي غسلها وليد : يمكن .. حتى الكوابيس اللي تواجهني.. ماتجيني على طول..

وليد استعت ابتسامته وأردف : عـــارف..


تركت الخضار من يديها لتلتفت اليه : وكـــيف عرفت يا أستاذنا..

تقدم ناحيتها وهو يحيط خصرها بذراعه .. ويقبل خدها ليهمس : أعرف.. لأني ماشوفك تبكين.. ماشوفك تصحين فجأة وتصرخين.. لأني ماشوفك تهمسين ..او تهلوسين.. وفي اليوم اللي تسوين كذا اعرف انك شايفة كابوس.. اصلا يبان عليك..

التفتت اليه وبحيرة : وش أقول ؟

وليد بخبث : وش ماتقولييييين !!




التفت وليد يخرج بقية الاشياء من الاكياس .. تقدمت اليه سبأ وبإصرار وهي تعيد السؤوال : وش اقول ؟؟؟؟؟

ابتسم ابتسامة جاذبـة : شوية خوف..شوية هلوسة .. واحيان شوية كلام يجنني فيك..

عضّت على شفتيها بخجل ثم قالت : حرفيًا ؟

وليد تقدم امامها تماما وسرق قبلة خاطفة ليردف : صدقيني بتتمنين ماتسمعينه..هههههههه ماتصيرين جريئة الا في نومك ..!!





احمرار وجناتها فضحها.. استدارت بسرعة الى الخضار لتكمل تقطيعها.. كان وليد معها في كل صغيرة وكبيرة.. اصبحتت تحسن استخدام السكاكين والادوات الحادة.. في السابق وليد كان يمنعها منعا باتًا من استخدام هذه الادوات.. ويضطر الى تقطيع كل شيء هو بنفسه..

الآن عرف انها تحتاج الى الثقة.. ان يقوي ثقتها بذاتها .. ان تتحمل مسؤولية اخطائها .. ان تفهم وتعقل.. ان لا تجعل المناعة البشرية تكون لديها منخفضة .. ان تفكر بحكــمة .. اكملت معه الطبخ .. رتبت كل شيء..الطاولات.. وكان وليد معهَا ايضًا ..

الاثنان يتناوبان على عمل كل شيء.. الى ان انتها ..استلقت بتعب معه على اريكة مريحة وهي تقول : تعبت ..

التفت اليها وداعب انفها ليقول : يعطيك العافية .. راتب عن شهر..

ضحكت بقوة وهي تضربه بلوم : وليــــــــــــــد بتنذبح ..

قبلها بقوة وهو يقول : والله أحبـــــــــك ..

ابتعدت عنه وهي تقول : وانا احبك.. قوم يلا خل نجهز .. انا بروح اتحمم .. جهزت لك ملابسك ..



ابتسم وتركها تمشي خطوتين.. قام بلحقها وهو يحملها.. الى داخل دورة المياه :$



















،




فــِي بيت بو ليث .. بينما جَميع أطراف العائلة الصغيرة مُجتَمعة هُناك .. كان بو ريــاض قد عمل وليمة بمناسبــة زواج ابنة أخيــه اسمه على راكان المالك ..
بــداخل المطبخ كانت شوق تساعد امها وخالتها ام ليث في تجهيز المائدة .. وهي تـبتسم بين الآونــة والأخرى .. لأنها لمحت السعادة وروح حيوية تشع من امها التي كانت قبل هذهِ الفرحة يائسة من كل شــيءٍ اسمـــهُ ســـعادة .. شعور جميل انطلى على ملامحِ هذهِ الأم .. الجميع يســعد .. حينمــا تسعد ..
الأم هيَ الطاقة الحيوية التي تبثها فِـي جميع أبناء المَنزل .. هِـيَ طعمُ الحياة .. ابتسامتها العذبة تكيفِـيك لتنسيك كل همومك .. لتبعثر اوهامك بعيدًا .. بعيدًا وجدًا عنك ..كنت أطيل النظر في ابتسامتها .. واسترقُّ السمَع لـشجَنِ ضحكتها العذبة .. كل شيء حولي كان كئيبًا قد تبدل. كل شيءٍ كان أسودًا يومَا ما
قد اصبح الآن ملونًا .. استطيع التنفس بسهولة ..دون غيمة ضبابية تدوس على صدري.. استطيع ان اشعر بالهواء يتسرب الى مسامي .. استطيع ان اشعر ببرودة الاشياء وهي تتسرب الى جسدي.. فقط لأني سعيدة .. لأنّ أمي سعيدة ! .. ووهذا يعني بأن الدنيا بأكملها سعيدة ..
لم نكذب حينما قلنا ان الحب والسعادة يغيران شكل الارض..سعادة اامي تغيران من كل الحالات الفسيولوجية التي حولي.. توجهت اليها بحب واحتضنتها بقوة وانا اقول : فديت الابتسااااااااااامة يانااااااااااااااس ربي لا يحرمني منها ..











،

ابني فهد فتح عيناه بدهشة وهو يقول : اممممي ؟ اشبك .. طول عمري اعرفك عاقلة ماطلعت حركات الا على تيتة .. فغصتيها حرام عليك..

شوق بضحكة وهي تَزيد باحتضآن والدتهآ : ههههههههههههههههههههههههه ولدي انفجع مسكين.. مالك شغل بيني وبين امي..

ضحك فهَد بقوة : هههههههههههه علاقة امهات .. عوذ بالله !!

ام ليث تحتضن ابنتها وتقبلها : فديتك يايومه الله لا يحرمني من ضحكتم ياحبايب قلبي..

شوق : فديتها ام ليوووث وه لبى الابتسامة ترد الروح..

ام رياض بحب : ايه والله خاطري من زمان اشوف ابتسامتها مثل كذا .. لو حنا ندري كان زوجناك يااسماء من بدري..

ام ليث بابتسامة : بخلي الحزن بالقلب والباقي على الله..بس مو معناها مااضحك.. انا مالي بـ هالدنيا غيركم افرح به من عقب ولدي ليث..

شوق : فديتك يايووومه عقبال ماتفرحي بولدي فهود وتبلغي فيه وتزفيه معرس..

ام ليث بحب : الا عقبال مانبلغ في امه قبل..

تغيرت ملامح وجه شوق وهي تحتضن نفسها وتنظر لخالتها ام رياض.. لكن امها تقول : طالعيني انا .. ايه وش قلت انا ؟ وش فيها لا فرحنا فيك لا هو عيب ولا هو حرام .. الا الحرام ان تضيعي شبابك على الفاضيي..

شوق بعد اقتناع : لا يووومه .. انا ربي عطاني فرصة اجرب وماتمت.. مستــــــــــــــحيل اعيـــــدها .. وبعدين لا تزوجت فهد بيروح لابوه..

ام رياض ببعقلانية : لا مايروح لابوه.. ابوه مسجل بتاريخه انه يشرب من هالخمور واذا رفعتي قضية عليه ولدك يرجع معك وتحت رباك.. وبس يصير عمر ولدك 18 سنة هو بذاته راح يختارك انتي ويحيد عن ابوه..

شوق برفض : لا والف لا.. امووت ولا اعيد تجربة احتمال تنجح واحتمال تفشل.. مابي اعيش على احتمالات.. راح اعاني اكثر من زواجي الاول..

ام ليث تأتي بجوارها وتمسح على كتفها : ليه الانفعال يوومه .؟؟ حد قال انه بيجبرك ؟؟ محــد قال.. بس هم حرام ماتفرحين بعمرك وشبابك..

شوق باندفاع : لااااااااا يوووومة لالااااا .. الله يخليك لا تفتحين هالسيرة علي.. انا راضيي بمصيري ومقتنعة فيه.. وبعدين بنت مثلي عندها ولد كبر فهد ابو عشر سنين اكيد صعب عليها تتقبل الزواج.. وراح اعاني كثير من فهد احتمال مايتقبل زوج امـه .. ماراح اعرض نفسي لتجاارب توديني للخسران..
يومه انا تأدبت وهذي توبه .. انا مــاصلح لزواج..

ام ليث بلوم : يابنت تأدبي وش ذا الكلام .؟؟ وش ماتصلحين لــزواج مازواج.. كل بنت ربي خلقها عطاها مثلها مثل غيرها حتى تتزوج.. وانا اشوفك راعية بيت وواجب وان جاك اجودي وتقدم لك لا ترديه..

شوق بقهر : يووومه تراك تعاقبيني بـ هذا الكلام.. انا خلاص اخذت فرصتي وماعيدها.. وبعدين ليــه تفتحون معي هالسيرة وانا مبسوطة .. لازم يعني يتعكر مزاجـــي؟؟؟ .. ليه تفتحون هالكلام .. هو في احد جا ؟؟

ام رياض : لا يابنتي.. لكن لو كان موجود حطي ببالك انك ماتحطين الرفض اولى خياراتك..استخيري بالرحمن وفكري زين وطمني بالك ماله داعي هالاندفاع ا كلـــه ..

شوق تمسح دُموع نزلت لا إراديــًا : لا .. يحــرم عليـــ..

ام ليث تضع يدها على فم ابنتها وبغضب : اغضب عليك لين ماالقى ربي فيك لحظتها لو تكملينها.. حرام يــابنت ربك بيسائلك يوم القيامة.. يسئل المرأ عن عمره فيما افناه !!

شوق احتضنت والدته وهي تمسح دموعها : لا يـــومه لاتغضبي كله الا غضبك.. بس من حرقت قلبي.. تطلقت من وانا صغيرة والحين مابي اعيد فجعتي الاولى خايفة يوومه يشهروون على بنتك سيف الطلاق..

ام ليث : لاتخافين يابنتي .. صلي ع النبي.. روحي يومه غسلي وجهك واشربي موية .. انا وخالتك نكمل عنك..

خرجَت من المكان .. انطلقت الى حيث تريد ان تكون.. الى حجرتها.. رمت نفسها على سريرها لتفرغ كل شحناتها الغاضبة فيه.. لو لم تكن بشرًا مؤمنا بالله..لقتلت ذاك الذي يعاقبها بـ الهجران وبـ أخذه بين الآونة والاخرى لأبنها.. تذكرت ليث.. عزوتها.. لو كان موجودًا فحسب.. لرفع الاذى عنهاا..
لمنع كل مخلوق من ان يقترب نــــاحيتها.. لو أنت هنا ياليث.. لما ضاع مكــــاني.. لبقيت انا .. مثلما انت.. لقد طلقت.. حينما علموا انك هربت.. وقتلت.. وانت لم تقتـل.. حبــيبي انتَ ياليث ! .. سأصلي لله... لــكي ترجع .. !





















،











فـــِي وسَـط شــوارع الريــاض .. بجوار سوبر ماركت بعد ما اشترى بعض الاغراض لـ المنزل .. وكان سيعود .. داخل سيارته..كان سيضع المفتاح في المحرك.. لكنه سقط.. صار يبحث عنه.. حتى لقــآه ..كانت أخته معــه في السيارة
رفع رأســهُ على ضجة قوية .. ضجــة غير معقُولة .. أشبه بـ صوت " التفحيط" .. حينما رأى المنظر أمامه .. والدماء تتطاير على سيارته .. فتح عيـناه كالمصدوم .. الغير مصدق لما قد حدث.. وصرخت اخته كانت فاجعة ايضًا ..خرج بسرعة من سيارته لكي يرى ذاك الذي مات .. على سيارته.. نزل من سيارته..
استدار الى مقدمة سيارته ليرى رجل قد تطايرت الكثير من اعضاءه في المكان والدماء تسربت بقوة .. ولا أمل من نـــجاته.. من الموقف الذي امامه قد عرف الذي حدث.. عرف كيف مــات .. والذي قام صدمه ..هرب.. لكن الدماء على سيارته.. استغفر ربه وهو يشعر بــ فاجعة عويصة.. الناس بدأت بالتجمهر..
وهو الوحيــد هنَـا الذي لا يعرف كيف يتصرف.. مسك الميت ووضع اذنه على قلبه.. كـآنت آخر نبضاته.. حتى توقفت نهائيًا .. حوقل : لا حول ولا قوة الا بالله..

رفع رأسه ليرى فتاة .. تأتي بسرعة وبلا تصديق باللذي حدث وهــي تصرخ بخوف : عزااااااااااااام .. ياووووووويلي..

وقف على رجليه حتى اتت الاسعاف.. الجميع عرف ان الموجود ميتًا .. يــجب ان يتصرف .. او ان يحسن التصرف.. أخت هذا الموجود كانت تبكي بجوار جثته لا تريد ان تتحرك.. كانت تتحسب وتبكي بقوة.. وحينما نظرت اليه تحسبت عليه.. لم يسمعه الجميع الا هو حينما سمعها تردد : حسبي الله عليك ونعم الوكيل..

ربما كانت تظنه هو من قتله.. خصوصًا حينمـا رأت الدمــاء على سيارته.. نــادى اخته .. لعلها تقوم بحل هذه المشكلة العويصَـة معه.. نزلت اخته لتمسك بـالفتاة وهي تقول : ان لله وان اليه راجعون.. قومي ياختي معي مايصير تبقين كذا الرجال لازم يروح للمستشفى تعالي معي ندق على اهلك ونشوف اللي صار..

صرخت بغضب ودموعها لا تنفك عن مضايقتها : ابعددددددددي عنيييييي..مو كافي زووووووجك داعس اخوي وروحــه علي؟؟؟ وعلى مين ادق ياحســــــــرة .. !!

جُمانة بصبر وهي تقول : لا الا الله .. يابنت ترا والله اخوي ماله شغل.. اللي صار ان الرجال كان طالع وجى واحد مفحط وطير اخوك واخوك جثته كلها على سيارتنا..

الأخرى بغير تصديق وبـنبرة حقد : كل اللي يبي ينفي التهمة يقول هالكلام.. حتى لو صدقوكم خافوا من عذاب الله..

جمانَة بصدمة من تفكير هذه الفتاة : والله ياختي ان سيارتنا ماتحركت.. المفحط جى .. وانتظري التحقيق وبيثبت لك.. قومي يابنت معي ندق على اهلك يجونك وتخبريهم ..خلي الجماعة تمر عشان تاخذ الرجال..

صمتت جمانة تنتظر استجابتها وهيَ تنظر لأخيها سلطان الذي ينظر بحيرة قوية .. لأن الفتاة ليست وحدها من تظن انه هو من قام بصدم الرجل..الجميع هنا الا من شهد الحادث.. حتى اتت الشرطة..
جمانة حـاولت مرار في الفتاة ان تذهب معها لككنــها كانت تشتمها بكره لـها.. اضطر سلطان ان يذهب للتحقيق.. جمانة ركبت في التاكسي بعد حفلة اقناع كاملة لأن تأتي معهم الفتاة.. التي كانت تبكي بنحيب.. وتردد : ضـــاعوا اهليييييييييي ..

حَزنت كثيرًا على هذهِ الفتاة.. حتى لو ان الشخص لا يمت لها بصــلة .. بالنهاية هي ستَححزن.. لأن الفُقدَان هو أسوأ مايعرض له المرأ .. مرض وخيم ..سرطان روحي.. لن تهدأ هذه الفتــاة .. حتى تموت..او تنسى .. وكلما تحدثت معها جُمانة كانت تصررخ .. لكنها تشعر بالضياع .. ضياع لا متناهي ..
لقد رأت أخيها قبل قليل ممددا وميتًا ، أعضاءه منتشلة من قوة الحادث.. مصدومَة وبذات القوة تريد ان تجمع شتاتها.. تشعر بالضياع .. بالضياع فَحسب.. الى ان وقفت السيارة امام منزل واسع.. كانت تنظر للمكان وهي تقول : وين ماخذتني انتي؟؟

جُمانة تمسح على كتفها : تعالي معي والله ييسرها عليك..تعالي واذكري الله ارتاحـي لين ماتوعي..

الفتاة بقهر وبدموع ونَحيب : مابــــــــــــــي انزل معك أبــي أهلي .. آآآه ياربـــــي..

جمانة تمسح دموعها التي نَزلت تعاطفًا مع هذه الفتاة التي تبكي بلا وعي : قلتي لي من اهلك حتى اوديك لهم ؟؟ ماقلتي !!

الفتَاة بألم وشهَقاتُهَــا الحارقة كانت تكوي قلبها بالفعل : كلــهم راحـ..ــــــوا لربك..


!!






















،
















مـن داخل المنزل سَـمع الجميع صرخة جمانة وصوت نحيب..الجميع تصلب في مكانه.. توجه ناصر الى جمانة لكنه التفت حينما رأى فتاة.. ورحل.. امه وهيــفاء هم من تقدموا ناحية جمانة التي تمسك بالفتاة التي اغمَــي عليها .. الجَميع في ربكة ..لامجال للحديث..حملوها الى غرفة الضيوف..
الكل في حالة صدَمة وبلا تصديق.. صعب ان يفتقد الانسان احدًا كان يوما ما معه كأبيه .كأمه..كأخيه..ككل الناس في عينه.. من المؤلم ان يرىَ الناسُ ضعَفك .. ان تكُونَ بلا ملجأ تختلِـي فيه وحدَك .. وبنو البَشر يتقاذفُونَك فيمَـا بينَهم .. حتى تحصل على حل وسط .. يعجبهم ولا يُعجَبك..
العائلة ركن صغير وملجأ دافئ نختلي في كنفه حينـما نشعر بالإعياء من هذه الدنيا الغزيرَة .. العائلة مقرٌّ حلُو لـ الذكريات الجَميلة ، عندما نكتب نتقاسم مع الناس بعض أوهامنا وهزائمنا الصغيرة .. لكن حينَـما نكُونَ مع العائلة .. نتقاسم كل شيء صغير ليصبح كبيرًا في نظر والديك .. واخوتك..
اللمّة الدافئة في الشتَاء بقرب المدفأة .. الغداء اليومي الذي نلتم جميعَـنا حول سفرةً واحدة .. ان ننام جميعنا تحت سقفِ بيتٍ واحد .. ما أجَمل العائلة .. وما أقبح فقدانها .. جُمانة كانت تمسح على شعرها بقوة.. رغم جـميع الشتائم التي وجهت لها من قبل هذه الفتاة غير انها تحملتها لانها تعلم مدى
طغيان الفقد على عقلِ الإنسان ومَدى ارساله لـ موجات الشتات في انفسنا الضعيفة .. تسائلت ..اليوم وسط هذه العزلة وهذا الانكسار، هل انتهت تلك السعادات الصغيرة التي كانت طابعنا اليومي؟ هل نسيت أننا كنا نصنع الفرحة حتى في أكثر اللحظات قسوة.؟؟ .. فمــا بالنا بهذه الفتاة ..
المجهُولـة .. الفاقدة .. ام ناصر تأتي بهدوء لتجلس على الاريكة بجوار جمانة لتهمس : شفيها يايوومة شصــاير؟؟
جَمانة بألم : شأقول وش أخلي يايووومة .. خليها على الله بس .. الا سلطان مـاجى ؟
ام ناصر : ابوك واخوك راحوا له .. وراحوا يسألوا عن اهل البنت ..
جمانة تنظر للفتاة وبَرحمَة : مسـكينة والله قطعت قلبي .. الله يكون في عونها ويصبرها..
ام ناصر : الله يقوي قلبها .. لو واحد بدالها كان قتل نفسه من الفجعة..اهلها كلهم راحوا واخر اخوانها يموت قدام عيونهـا ..
جمانة : الله يستر بس..
ام ناصر : تعالي برا خليها تنام.. قومي غير ملابسك خلنا نشوف وش بيصير على اخوك..
جمانة : هيفاء مشت؟
ام ناصر : لا هيفاء تحت
جمانة : طيب..

نَزلت الى الاسفل.. ولا زال قلبها مشغولًا بما حدث.. هَـي تعرف انها لن تنام.. لن تسعفها عينيها لـ الإغماض.. ستتدعي النوم.. ستجربه.. او ستحاول ان تنام .. فـ الذي قد رأته ليس بهينًا ..
لو تغادرُ الذكرى الفؤاد، لو تغادرُ الرّوحُ الجسد، لو يبقى الأمسُ أمساً لا يعودُ ولا يُعدّ .. لو أن الوجع القديم ينامُ لحظةً، وتسألُ الحياةُ الحياة هل من أمرٍ جديدٍ جدّ واستجدّ؟ فتأبى الجِراحُ الرّحيل، ويُفارقُ النومُ جفني العليل، ويصرُخ صوتي البعيد: لا جديد، فالقلبُ أصبح وأمسى لا يعرفُ ما يُريد .. فما مضى ماضٍ يمضي يمضي لا يعودُ ولا يجيء .. والغدُ يا غَدي كم طال انتظارُك وأنتَ لا تسمعُ فتبعُدُ وتُطيل كم تُطيل .. قُل لي هل من وطنٍ لمنفيِّ غدى كالشّريد؟ هل بقيَ الأحبابُ أحباباً والأصحابُ أصحاباً على طول الطريق؟ هل عاد الحُبّ يسكن الحارات فيُضيئها كليلةِ عيد؟ هل يا تُرى ترى في الأمرِ غير الصبرِ و دُعاء الكريم .. أنا ما عُدتُ أرى غير ذلك، أغفو وأصحو وعيني ترقُبُ الفجرَ البعيد.







 
 

 

عرض البوم صور غَيدْ   رد مع اقتباس
قديم 09-06-15, 11:26 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 269296
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: غَيدْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غَيدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 



البـَارت التــــاسعَ عشر ..





وقفت مابين يدي مفسر الأحلام ،

قلت له : " يا سيدي رأيت في المنام ،

أني أعيش كالبشر ،

وأن من حولي بشر ،

وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام ،

وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر " ،

فصاح بي مرتعدا : " يا ولدي حرام ،

لقد هزئت بالقدر ،

يا ولدي ، نم عندما تنام " ؛

وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام ،

واهتز رأسي وانفجر



# لِــ المتألق : أحمدْ مِطرَ












كَانتْ مصادفَة جميلـة .. أصدقاء جدد وأرواح نتعارف عليها نشعر بأننا نعرفها منذُ زَمن بعِـيدْ , حينمَا يكُون الروتين ممل فجأة ثم يختفِـي المَلل وتحل محله الفرَحة ، تنتشَلنا السعادَة الى محطّاتِ كثييرة فِـي حيَاتنَا .. كانت أجَمل مصادفَة في الغربَـة ..أجَمل بكثير من اي شيء آخر قامت بهِ ..
ابتَسمت لسبأ حينمَا قامت بوضع القهوة والفناجِين وقطَع حلوى محلية قامت بصنعها ثم ابتسمت : حياكم ربي .. من جد فرحت بوجودكم..
عبير بفرحَـة : الله يسلمك حبيبتي .. في هالغربة الواحد محتاج يبني صداقات يغير من روتينه .. محتاج يلقى الناس ويجلس معاهم .. الغربة وحشــة ع القلب
وريف بطَيف ابتسَامة وهي تلتقط فنجان قهوتها : من جـد .. كنت مستهينـة بشيء اسمه غربه هالحين انا عرفت وش معناها !
سبأ بدَهشة : توك جــاية ع بريطانيا ؟؟
وريف : صار لي تقريبــًا 5 شهور من جيت ..
سبأ بابتَسامة تحمل ذكريـات كثِيـرةَ لتقول : حظك .. انا صار لِـي سنين هنا مع زوجي.. اكثر من 3 سنين .. كانت فترة مشؤومــة في حياتي ..
عبير باستفسار : غريبة .. احس الايام اللي تقضيها مع زوجك بالغربـَة تكون من اجمل الايام .. لانها اكثر فترة تعرفين فيها زوجك عدل.. انا ماعرفت فهد الا لما جينا هنا .. من جد محد مسليني بـ هالغربة غيره
سبأ بألم : العيب مو فـي زوجي .. العيب فيني .. ســالفتي طويلة الله يسلمك..
وريف بحب : تكلمي حنا هنا مثل هلك وخواتك .. ؟
سبأ بألم : ماعرف وش اتكلم بــه .. لان مـافي لـكلامي لا بداية ولا نهاية .. معاناة عشتها مع اهلي ونال ضريبتها زوجــي .. لو لا صبره وتحمله ولا كان انا رجعت لمكان ماكنت انوي اني ارجع له ابدًا .. كلامي غامض ومو مفهوم ادري.. لكن بنت مثلي كانت تعاني من ابوها من صغرها..
طبيعي راح تعيش هالتجربة الصعبة .. كان كل ليـلة يرجع ونسمعه صراخه ونشوف ضربه لأمي .. ماكان عندهم الا انا وتوأمي اخوي اللي مات الله يرحمه .. ومامات موتَتة ربــه .. لكن ابوي لانه ماوعى لربه الا وهو سافك دم مسلم .. دم ولده .. انا لما فقدت امي واخوي ماعاد عندي صبر
ابقى دقيقة معه..كل كره العالم صار بقلبي.. حتى اني فكرت اقتله اتخلص منه كذنب..لكني استعذت بربي وهربت منه.. صرت امشي يومين مثل الضايعة .. ولا اعرف وين اروح.. ماوعيت يوم ثاني الا وانا بمستشفى .. وهالمستشفى قربني من وليد ..

وريف بتأثَر كبير كانت دمعتها قد سقطت بلا وعي مع دموع سبأ التي أكملت حديثها مسترسلة : زوجي حاول يلقى لي أكثر من حل .. كنت من اصعب الحالات عنده.. اكتشف وقتها ان المسافة الطبية اللي تفصل بيني وبينه كانت ماراح تـــحل ولا صفر بالمية من حالتي.. طلبني ووافقت .. كنت محتاجة لاي مكان ينجيني من ابوي..
حتى لو كان اي رجال بيعرض علي الزواج وقتها كنت راح اوافق بس احمد ربي انه حطني عند وليـــد .. سافر بي وسكنني ببيت واسع وفيه حديقة خضراء حلوة حتى انسى كل شيء.. حاول معي .. عزلني عن العالم بطلب مني .. كنت اجن فجأة واصرخ مثل المجنوووونة .. كنت احاول الانتحار من كثر ما استوعبت صدمة فقدان اهلي بسبب شخص منهم ..
كرهت حالي ووكان هو الملجأ الوحيد اللي معي.. ماهدى بالي الا يومــني جيت هنا .. انتقلنا لحي مدني وريفي مثل كامبريدج .. اكثر شيء حبيته نظام البلكونات اللي يخليك تتأمل العالم كله .. بعينك ! .. شوي شوي لحد ماتحسنت نفسيتي ..

عبير أيضًا لم تنفك عن البكَاء .. او الدموع مع حديث تلك التي وضَحت معاناتها بحروف تعبيرِية قاتلة .. صريحــة ومجازيَة .. همست بسعَادة : الحمدلله يارب ان ربـي عطاك رجال اجودي مثل وليــد .. الله يهنيك ونشوف اطفالكم يمشون وراكم..

سبأ بابتسامة وهَي تمسح دموعها : آمــــين .. ونبلغ ياربي بـ وريـف ..

وريف نَظرت اليهم بخَجل : أنا ؟؟

عبير بضحَكة : هههههههههههه ايه انتي اجل انا ؟؟ مو احسن انك تطقينها وتتزوجين معانا .. لاحظي كلنا متزوجات الا انتي العزباء.. يعني ماناخذ راحتنا بالكلام الى اذا ثلثنا " ثلثنا بـ معنى تزَوجنا ثلاثتنا "

وريف بقهَر : يعني قصدك اقوم عنكم .. صدق ماعندكم حياااء..

سبأ بضحَكة : ههههههههههههههههههههه ياويلي على اللي يستحوون .. يارب نشوووفك عروس قولي امين..

وريف بابتسَامة : تو الناس ماني متفرغة حق زواج هالحين..

سبأ تَنظر لعبير : اجل تعالي عبير مالنا شغل بالعذارى ..

وريف بنرفَزة : عوذ بالله انا ربي مايطيح حذي الا عندي شين الملايح .. ويومن اجلس جنبهن مايطيحون الا بسوالف الزواج ..

عبير وسبأ ترددَت ضحكَتيهما بالمكَان على تعبيرات وريف : ههههههههههههههههههههههههههههههههه

وريف ترتَشف قهوتها وهي ترَى سبأ وعبَير قد دخلتَا فِـي سوالف خاصّة ، وبدَاخلها نيران مشتَعلة تريد الاستَماع .. فضلت ان تسرح بعيدًا عنيهَما .. رغم ان عبير وسبأ على علم بمَدى فضول وريف الجَهنمّي ! .


















،















الآن، ماذا لو قررت أن أبتعد عن كل شيء؟ أن أعيش العُزلة وحدي .. لا أحد يصِلُني ولا أصِلُ أحداً. وماذا لو تركُتني وسط الجميع وحدي؟ أعيش عزلة بينهم؟ لا أُبالي إن كنتُ على ما يُرام أم لا .. ماذا لو أكملتُ المسير في هذه الحياة بقلبٍ مكسور، بروح مُهشّمة و ذاكرة تترنّحُ تعباً؟ لازلتُ أعيش كما يبدو، أليس كذلك؟ فلأطمئنّ إذاً. رُغم ذلك كلّه، لازال لديّ إيمانٌ كبير بأن ثمّة عوضٌ قد يصادفني أثناء مسيري، وأعلمُ بأن ربّي سيجبُر كسري ويُرمّم انكساري .. ويوماً ما .. يوماً ما سيكون كل شيء على ما يُرام.
يومًا ما سأعيد ترميم ذاتِي المفتَتة ، وأقف بوجُوه الجَميع .. كفتَـاة قوية ليست متضائلة ، مالذّي زجنَي في حجرة قاتلِـي أخي ؟ ، انهـم وحوشْ يحاَولون رَشوتِـي وإرضَـاء مصيرِي .. لا لستُ كذلكَ بتًاتا ، لو كان السواد ليس مجردَ لون .. لو كانت الدموع ليست مجرد تعبير مجازي عن الحزن .. لو كانت الذكريات ليست مجرد سكاكين تَهرشُ قلوبنا .. وتتخبط في صدورنا .. لو كانت الابتسامة ليست مذبحَة استقلالـية .. لو كانت الفرحَة ليستَ كـ فتحًا اسلاميًا .. لكنت على مايرام .. لابتَسمت في وجَه العالم وقلت له انا بخير .. فلتَرتحَ !
لكن مصيري ليس مذهبًا بـ الذهب ، ليسَ مزينًا بورود الفل والياسمِين .. مصيري قبرًا يزورهُ ناسًا أجهلهم .. يعزوني بفقدَان العائلة .. لقد رحلوا .. بقيت انا .. انا وحدي .. مع العَالم .. هل سأصبر ؟ هل سأموت .. ؟ هل سأتزوج وانجب اطفالا واعيش حياة روتينية مملة دون احساسي بوجود أم وأب معي .. وماذا سيحدث حينما أتزوج ؟ هل سأزف نفسي الى عريسي.. وحنيمَا أكُونَ حبلى .. هل سأعاني لوحَدي دون امي .. لن يعلمني احدًا ماذا افعل .. لا أحـــد .. لم يبقى أحدًا هنا الا انا وصدَى صوتِي .. ومن ثمّ .. أشحَتُ برأسي حينما رأيتُ تلكَ التي تدعَى " جمان " تدخل الى المكان وهي تحمل صينية اسطوانية الشكل .. معدنية يقف عليها فطوري مع كأس تستوطنه ورده توليب بيضَاء ..
انها وردة التعزية .. وردَة اللامبَالاة ، ضَحكت ساخرة وأشحت بناظريّ الى الجَدار .. تقدمت الي وهي تقول : صباح الورد ..

لم أرد ، كان الرد هو الصمت ، وهي فهمتَ مايقصدهُ صمتي .. ثم ألحّت بمرح على ردي وهي تقول : مافي صباح الخير لنا ؟؟ .. طيب مو لازم ياحلوة تصبحين علينا اهـم شييء انا صبحت على وجهك الحلو .. الا وش رايك تذوقين طبـخي .. اي اعترف ماهو طبخ شوية لقافة بالمطبخ .. سويت لك ساندويتش وشغلات البنات اللي انتي تعرفيها مو ؟ .. ليــه بالله مـــا تذ ....

قاطعتها بغضَب وانا اقول مقتضَبة : والله يا أختــي تراك تتعبين نفسك .. شيلي الصينية وكليها انتي وعليك بالعافية .. السؤال اللي يطرح نفسه .. ليه جايبتني هنا ؟؟ مو انا عندي بيت لازم ارووحــه ..

جمانَة بأسلوبَها المرح : واذا ؟ .. ليه ماتجلسين معنا ولا حنا مانتقابل..

بنبرَة غاضبَة : ابدًا .. قاتلين اخوي مايتقابلون مع ناس اشرف واطهر منهم..

جمانة بقهَر : ومن قال حنا قاتلين اخوك ؟؟ .. قبل ماتتهمين الناس كان تأكدتي .. يابنتي من الصباح وانا افهمك ان هذي ارادة رب العالمين.. والتحقيق لازال جاري على المفحط وراح تتأكدين بنفسك ان حنا مو قاتلينه ..

أجابتَ بغضب كبير وصوتها قد على تدريجيًا : اذا بعـــــــــــيونــــي شفته بتنكريـــن ؟؟؟ .. مين اللي دم اخوي على ثوووبه ؟؟ ميــــــن .. مو اخوووووك ! ..وبشريني .. مسكته الشرطة ولا باقي ؟؟ .. اووه الحمدلله خله يبقى ينقع هناك يناسب الناس المعفنين امثاله ..

جمَانة بقلة صبر وهي تستغفر : استغفر الله اسمـــعي يـــــــــا ....

ابتَسمت بانتصار حينما شعرت بأن اسلوبها القاسي جرح مشاعر جمانة وهي تنطق : يا رؤَى !

جمانَة بقهر : ايًا يكن .. لازم تحترمين انك موجودة بمكان محترم وان اهل البيت عمرهم ماتلطخت يديهم بالحرام .. ودم اخوك ماهو برقبتنا ..

رؤَى بألم ودموعَها في عينيها : لا تنكرين شيء شفته بعيوونــي .. يابنت خافي ربك .. انتي تخافي على اخوك انه يدخل السجن.. على حساب اخوي اللي مات بسببه..

جمانة تعاطفت معها ولكنها استغفرت : استغفر الله العلي العظيم .. ماراح اكلمك الا لما تهدي وتراجعي كلامك .. مهما يكن لو اخوي قاتل يستحق القتل .. ولكم في القصاص حياة يااولي الالباب ..


خَرجت من المكان امام دموع اروى وشهقــاتها المحروقَة ، نَظرت الى المكان بألم وهي تشعر بوحشَة عظيمة كل مافِي حياتِي قدَ طفَى فوقْ عصارةِ ألامِي ، لا الزمَانُ زمانِـي ، ولا المَكانُ مكانِـي .. الدنيا المسكينَة تلفظنِي ، تلفظ التائهين امثالي.. المترقبين لفجَر الخلاص. العاكفين على البكاءِ المشدُوه .. الحائرِين من دَهشةِ الليلِ الحالكِ ، لا احد يريدَ ان يبقَى معي ، لقدَ رحل الجَميع ، لقد اصبحتُ ارملَة السعَادة ، انجبت مني طفلَة بكاءّة وماتت هي وطفلتِي ، يجب ان اخرج من هذا الضباب الأبيض ، يجب ان امسك غيومُ الدخان وارميها بعيدًا .. يجب ان اكون انا .. كاملة كاملة .. لِـي لـوحدي .. دون ان ينهشنِي احد .. وهل انا الا حمامَة طائشَة .. تنتظر موسمَ هجرتها لتركلها الاحلامُ بعيدًا الى الوطن .. انا لم اجد الوطن .. لم اجد الاهل .. ولم اجدني بعد .. رحماكَ ربِـي .. كنَ معي ..














،










فِـي بيت بو ريَاضْ , السَاعة 10 ليلاً ، كانت تجلس مع زوجها لكن هنالك ما يشغل ذَهن الإثنينْ .. كلاهما يفكران بِـ رجل وأخته ، مشعل ووريفَ . كانت ليلة شتوية غريبة .. ملتمين هو وزوجته ووالدته على الشَاي في الحديقة الخارجيَـة البسيطَـة . وكـآن
كلَّا منهمُ يفكَر فِـي همّه .. العيون تَسترسل فِيما بينَها ، تفهم لبعضَها البعض ، لكنها لا تحتجُّ على الصمت الوخِيم ، وكأنها تنهشُ الصمت ، تشربهُ فِي جرعَة واحدَة ولا يرويها .. وتطلب المزيد .. الصمتُ كان قاتلاً بـ الفعل .. انـها ليلَة شتوية غريـبَة .. محملَة بأشياء غير مفهومَة ومبهمة ..
اشياء لا نستطيع نحن البَشر للوصول الى تحقيقهـا .. كان هذَا صعب جدًا .. ان يجلسون حول الصمت ويتوازعونه .. دون ان يبنس اي منهم ببنت شفَة .. صوت " الراديوا" مفـتوح على صورةَ البقرة .. تشغل يوميا في هذا المكان .. تطرد الشيياطين وتكون سوارًا بفضل الله على اهل المنزل ..
القرآن ربَيع مخضّر ، لا صيف له .. لا شتاء له.. انه مجرد موسم واحد فقط .. كله ربِـيع .. منذ ألفُه حتى ياءهُ .. فهذهِ العائلة الصغيرَة لا تقوَى بتاتًا على هَجرِ قرآنهَـا .. قَطع الصمت رنَة هاتف قطعت ضجيج " الصمت " .. واخرجت الجميع من دَهشة الحيَارَى ..!
لِـ يرد ابو رياض : هلا والله ..

سَمع صوت مرح ويتخلله الفرح : ابووووووي.. يافديتك والله وحشتني يابو ريــــــــــــــاض وحشتـــني..

بو رياض بابتسامَة : ههههههه كيفك يابوي وش مسوية بدراستك ..؟؟

وريف بحب : عنبوها يوبه اهم شيء انتم اش اخباركم ..

بو رياض : كلنا بخير نسأل عنك .. خليك مهتمة بدراستك يابوي انا ماطلعتك انتي وشمعل للـخارج الا عشان الشهادة ..

وريف ببتسامة : لاتخاف يووبه قلت لك اني قدها .. ومشعل بعد ..

بو رياض : تبين شيء محتاجة شيء ارسله لك فيدكس ؟

وريف بـحب كبير : ايــه .. اذا تقدر ترسل جدتي وامي وترسلل حالك معاهم فيدكس مابقول لا ..

بو رياض : ههههههههههههههههههههههههههههههه .. لا يوووبه مايصير نترك عيال عمك وانا الوصي عليهم..

وريف : الله يحفظك ..

بو رياض : وين فيه مشعل .. خليه يجي يكلمني..

أبعَدت سماعَة التلفون عن اذنها وهي تنادي لِـ مشعل : مشـــــــــــــــعل .. مشعـــــــل..

تقَدم مشعل وهو يقول : ايش فيه ؟؟

وريف تمد له سماعة التلفون : البابا يبيك ..

التقط السماعة وبشوق وهو يقول : هلا يوووبه ..

بو رياض : هلا فيك يوبه شخبارك ؟؟

مشعل بحب : الحمدلله يالغالي ..كيفك وكيف امي وجدتي عساكم طيبين ؟

بو رياض : كلنا بخير.. ها يووبه وش مسوي في دراستك ؟؟

مشعل : الحمدلله يووبه الحمدلله .. نحمد ربي ونشكره

بو رياض :
لاتقهرني فيك ولاتضيع سبيلك..حط ربي بين عيونك..
وارجعلنا بخير وسلامة..

مشعل ابتَسم بشوق لوالده : ان شاء الله يوبه راجع لكم بخير وسلامه .. وان شاء منت مقهور يابو رياض..

بو رياض بحَسرة : كنك لقيت ولد عمك ليث هاته معك ..

مشعل بألم : امرك يوووبه ..

بو رياض : انتبه لاختك ..ياويلك لو تغفل عنها يامشعل ماراح اسامحك .. انتبه لها وانتبه لحالك..

مشعل : امرك يوووبه لاتخاف..

بو رياض : خذ امك كلمها وكلم جدتك ..



كّلم والدته ، وجدته .. كان صوتيهما كافيَان لازالة همومـه .. لم تمتد مدة المكالمة لأكثر من ربع ساعة .. حتى اغلق الخط .. واستلقى على اريكَة الصالة وهو ينظر للتلفاز بسرحَان .. جميعهم يوصونه على لقيـاه.. ان يرى ليث.. بينما هو الوحيد الذي يوصي نفسه بأن لن يضيعه ..
لأنه وجده .. دون ان يعرف مكانه.. يحتاج الى اثبات براءته .. او ستنكشف رؤيا ادانته.. انتبه من سرحانه وهو ينظر لعربة الاكل تأتي بها اخته وتقول : يلا مشعل قوم تــعشى ..

ابتسم لها وجلس يأكل معها .. سارحين كليهما بذهن الرجوع .. مع من يريد الجميع رجــوعـــه ..
















،






وأحنّ لاهتمام الأصدقاء، لسؤالهم عنّي حين أغيب وفرحتهم التي تغمرني وتبدّد كل ما بي حين أعود. أشتاق لأحاديثهم والليالي التي كانت لا تنقضي والساعات التي تمرّ بسرعة عجيبة دون أن نشعر. هذا المكان مليء بالكثير من الذكريات، الحلوة والمرّة، يخنقني أحياناً لأنه لم يتغيّر فيه شيء أبداً، نحنُ الذين تغيّرنا. هل نهرب من الأمكنة التي تصيبنا بالألم لأنها فقط تذكّرنا بلحظات لا تعود ولا تتكرّر؟ أم نعود إليها ونسترجع فيها كل أيام الانتظار والأشياء الجميلة التي مضت، الرسائل الطويلة، الحب الذي كان ينتشر هنا كما لو أن العالم فجأة أصبح وردياً حالماً سعيداً، أشتاق جداً لذاك العالم، يوم أن كنّا أصغر، يوم أن كنا لا نعرف كيف نُخفي شيئاً، يوم أن كنا أكثر براءة وأكثر تعبيراً عن مشاعرنا!
زمنٌ طويلٌ مضى، والروح بداخلي تتقلب بين حزنِ وألم، ضعفت كثيراً واستسلمت لضعفها، توقفها الكثير من الإشارات التي تعبر بها لكنها تصدّ عنها غير آبهة، غير مكترثة لما يحصل .. كانت تضحّي بكل شيء من أجل لحظة حالية لا تتسع وتنتهي فور ما تنتهي متعتها .. كانت تظن بأنها ستسعدها لفترة أطول قليلاً، وكم أخطأت، كم أخطأت.
روحِـي المَسكينَة ، لم تنفك عن مضايقة حواسي .. انها فوضوية جدًا وعابثة ، عابثَة ومتمردَة على رجلٌ ملتهَب مثلِـي .. فقطَ سينتهَي الحنِينُ حينمَا أبددُّ كل مشَاعري المبلدَة ناحيَة السراب ، سأبتَسم .. لا ضير في الابتَسامة ، هل يشنق الانسانُ حيًا حينمَا يبتسم ؟ لا ! اذا سأبتسم .. سأكُون منطقيًا .. ان كنت قد جعلت الحزن هو احد اربابي فأنا كافرٌ بالله .. كافر بايمانِي .. سأفرح .. سأكون لـ نفسي ما اردتُ أن اكون .. أردتُ ان اكونَ مهندسًا معماريًـا .. شهَادتِي .. اتذكر اين وضعتها .. في درجَ كومدَينة خشبَية بجانب سريري.. لابد وان الغبـار قد غطاها .. لابد وان كل شيء قد تسرب اليها.. اعلم انها تسعل.. متضايقة من خذلاني لها.. منن وضعي لها في درج من المفترض ان لا تكون فيه ..!
ماذا لو قررت ان أتــزوج ؟ فمن سأتزوج ! ، من تلك تعيسَة الحظ التي ستكون ملكِي تحت اعشاشَ رحمتِي ، من تلك تعيسَة الحظ التي ستكونَ بمثابة قبرًا يحتضنني .. أرمي عليها كل يومٍ من ياسميناتِي .. وارش عليها بماء رحمتي.. من تلك .. من هي تعَيسة الحظ .. ومن انا ؟ هل أصلح ان اكون زوجًـا .. وابًا .. وجدًا .. وشخصًا ميتا لم يكن بالحسبانِ انه قد خلق ؟ .. استغفر الله... ربما امثالي لا يصح لهم ان يعيشوا حيَـاة مثالية كتلك التِي في الروايات .. ربما يجب علي ان اقيس المعاناة واضعها مع السعادة في كفة ميزانٍ واحدة .. ولننظر اي كفَة في النهاية سترجح ؟ .. اتحدى سعادتي .. لست مجنونًا .. انا انسان يتحدى سعادته لكي يسعد .. لستُ مجنونًا بالفعل .. ماذا لو قمت بتغيير روتيني اليومي.. ؟
لو قمت بتغيير هذه العزلة الغبية التي انخرط فيها .. يجب ان اعيش كإنسان طبيعي متكامل .. ان لا اناقض ذاتي بـ ذاتي.. سأنظر حولي .. لقد اعطاني الله اشياء لا احصيها.. فلمَ اتركها؟ .. خطرت في بالــي فكرة .. فكرة غريبة .. بالطبع ليست غريبة على الناس العاديين .. لكنها غريبة على شخص " غير مثالي " .. مثلي تماما ..هناك صالة كبيرة بجوار الفندق.. صالة رياضة.. ومسبح .. واشياء متعددة حولي.. ربما تزيل السلبية الوخيمة التي سكنت عقلي .. هل يحتاج الانسان ان يطفأ زر الانسانية كي يعيش .. هل ياترى سأكون شخصًا غير مبالي بـ رجوعي او عودتي .. هل سأكون ضحية هذه الدوامة .. ربمـــا .. لأعيش كإنسان منطقي ..هذهِ الأيام التي نعوّلُ عليها كثيراً .. كفيلةٌ بأن تغيّرنا .. تُبدّلنا إلى أشخاص آخرين ، لم نكن لنتعرّف عليهم قبلاً .. قد نعيشُ فيها لحظات فرحٍ مؤقتة وزائلة .. قد تُخفّف علينا بعض الوجع والحُزن .. قد تُبدّد ألم البُعد .. و ندّعي فيها بأننا تجاوزنا الماضي ..

قمت من مكاني .. توجهت الى حقيبة ظهر خفيفة وضعت فيها ملابس سباحة .. نَـزلتُ الى الاسفل .. والى صالة المسبح نزلت .. صادفتُ الدكتور وليد كان ايضًا متوجَه الى نفس وجهتي وهو يقول : حي الله يوسف ..
ابتَسمتُ له وأنا أرد وأصافحه : حياك ربي .. وين ع المـسبح ؟
هز رأسه وهو يقول : ايه .. صار لـي مدة ماسبحت بـ مسبح كبير مثل كذا ..
ليث يهز رأسه وابتسامة جانبية تداعب شفتيه : نفس الحال .. قدها ولا اشيلك بالماااء ؟
ضَحك وليد : ههههههههههههههه لا كل شيء ولا شوطك يالذيب..
ليث : لله تعرف تطب انت ؟
وليد بثقة : اكيـــد ..













وضعَ الاثنان حقيبة الملابس على كرسي خشبي باللون الابيض ممدد امام المسبح .. كانت الصالة خاليَة من الجَميع عداه هو ووليـــد .. ابتعَدا الاثنان مسافة عن المَسبح .. ثم قفزا بقوة الى الماء .. كان الماء يداعب روحَ كليهَما .. يفرغ عن طاقَةٍ جامَة كانت تسكنهما .. ليث يشعر بأن كل الهم طفى معه على سطح الماء .. والسعادة كانــت تختلجه بطريقة غير متوقعة .. ووهو يسبح ..
وليد بين الماء وهو يتكلم : وش شعورك يومك نزلت بالموية ؟
ليث : شعور ماينوصف.. لان لي فترة ماسبحت بـ مسبح كبير مثل هذا ..
وليد بدهشَة : غريــبة مع انه تحتك !
ليث : مدري صاير اتردد بالنزول .. محد معي يشجعني..
وليد : ههههههههههههه قصدك تخاف لوحدك ؟
ليث بثقة : ماخاف الا من اللي خلقني.. مايخوف المااي
وليد :حتى عندنا حنا بعلم النفس ان السباحة تغير من نفسية الشخص اللي يسبح اكثر من مية وثمانين درجة.. الله خلق الموية مو بس للشرب.. الموية تبرد القلب وتصفي عقلك ..
ليث اتسعت ابتسامة جانبية ارتست على شفتيه وهو يستند عند حـافة المسبح ووليد معه : انت طبيب شررعي ؟
وليد : لا انا استشاري.. دارس تخصصين طب نفسي وطب اشعـة .. لكن الطب النفسي هو حياتي..
ليث : وش المعنى ؟
وليد : الطب النفسي مو بس خدممة انسانية مثل كل اقسام الطب.. الطب النفسي خدمة روحية .. معنوية بشكل ماتتصور وثاني شيء جمعني بأشخاص ماقدر استغني عنهم بحياتي..
ليث : الله يوفقك ..
وليد : كم صار لك من جيت هنا؟
ليث لف وجهه ثم ابتسم بسخرية وعاد ينظر الى وليد : فترة طويـــلة ..
وليد : وماعندك احد ؟
ليث : بلى عندي ارض وسماء وطيور..
وليد بضحَكة : ههههههههه غريب ..! انا اقصد من اهلك..
ليث وهو لا يريد ان يتذكر اي شيء سوى طعم السعادة : عنبو بليس انت من متى متعلم الحن .. فهد كل من قابلت احد قدامه حرضه علي
وليد : ههههههههههههههههههههههههههههه .. حليله فهد فهمنا طبيعة كل شخص فيكم..
ليث يمرر يده على شعره : الله لا يطيح مسلم عليه ..
وليد : انت ليه ماتزوجت ؟
لـيث صمتت طويلاً .. كان من المفترض ان يرد حينما طال صمته لكنه اردف قائلاً : افكــر اني اتزوج عن قريب..
وليد : لاتقول بريطانية تراها ما تنعشم .. خلك اجودي واختار سعودية..وان كنت تبي اخطب لك انا اخطب لك..
ليث ضحك مِن تفكِير وليد : ههههههههههههههههههههههههههههه وش لي ببنات الحرباء .. اترك بناتنا واروح عند هالبزارين ؟ .. لا اختياري واقع على سعودية..
وليد : الله يوفقك.. مثل ماقلت لك متى ماحتجتني انا عندك..
ليث يبتسم له : ماتقصر..

خَرج من المسبح وهو يلف منشفة على خصر ويضع منشفة صغيرة اخرى على كتفه ، ووليد بنفس الطريقة .. تناولا حديثًا مطولاً .. بالفعل كان حديثًا شيقًـا .. ولو كان وليد يعرف ليث سابقًا .. لانتبه لصفة اللامبالاة .. اصبح مهملاً لشيء ما ... وهو ان يرى نفسه من جديد ويعود.. او غير مكترثًـا .. فقط يريد ان يسعد .. وكيف له ان يسعد ؟ دون ان يجد نفسه .. اوهل من المعقول ان يقع فـي خطأ فادح جدًا مثل هذا ؟؟
ارتدَى ملابسه وصعد الى الفندق.. وتوجه الى بلكونــته .. وضع يده على خده وهو يسندها على سياج البلكونَـة .. ارتست على شفتيه ابتســامة واسعة .. وهو ينظر الى بلكونتــها .. لا يعلم تمــامًا بأنه شخص غير طبيعي بـ هذا اليوم.. شخص لم يكن يومًا ليثًا .. ولا يوسف.. ولا عزام ... ولا احدً ..


















،











أن تجلس هكذا بصُحبة الفراغ، ليسَ أمراً رائعاً على كل حال، قد يكونُ كذلك أحياناً .. لكنهُ ليس كما يبدو عليه .. أن تشعُر بهِ وهو يُنصت لكل ما تهذي بهِ في عُزلتك التي تصنعُها بنفسك .. ثم تُديرُ رأسك وتلتفتُ هناك، لتجدهم جميعاً – وفجأةً – حولك .. ولكنهم لا ينظرون إليك .. بل ينظرون خلالك .. يعبُرونك .. يتجاوزونك .. وتعلقَ رائحتهم .. صورهم .. أشكالهم .. كلماتهم وابتساماتهم .. وكل شيء، في ذاك الجزء من الذاكرة .. في وسطها تماماً .. ومهما حاولت أن تُهمّشها .. تعودُ إلى حيثُ كانت. يؤلِمك كيف لا تتشبّث بك أياديهم .. و لا تلتقي أعينهم بعينك التي تُتابعهم أينما كانوا .. ولا يسكنُ قلبهم ما يستوطنُ قلبك بكل شيءٍ يتعلّق بهم ..
هيَ هذهِ الحيَاة حينمَا تكُون مـغتربًا ، لا مَع نفسك ، ولا مَع اهلِك ، انكَ مع مستَقبلك .. تجلسُ وحيدًا وتخاطبه .. تتذمر منه بعنف .. تريدُه ان يسرع .. ان تخلص هذهِ المسيرةَ الطويلة .. فتَاة متذمرة مثلي ومتمردة .. وغيرَ صبورة " وأعترف " لن تجدي معي هذه المسافة الطائلة .. كنت اجلس على طاولة امام بلكونتي وانا استحضر دروسـي .. لدي اختبار نهائي في مادة من موادِي الصيفية التي ادرسهاا .. كنت منهَمكة تماما لما بينَ يدي .. ومع كل صوتِ سيارة او صوت طفل او صوتِ حافلة ، اطل برأسي الى الاسفل واجد ان الناس تعلق معي ذكرياتهم وتدخل خخلالي وتتجاوزني دون رحمَة ، وانا ابتسم والغربة تكشر عن انيابها .. وابتسم وتظل تكشر عن انيابها.. واعاندها وتعاندني .. ولا نعرف من سيهزم الآخر ..
أحسستُ برعشَة في جسدي .. رعشَة غريبة جدًا .. ربما لأن الشتَاء طال .. ومع طول مدّته تزداد قسوته على ابداننا .. كانت قهوتي قد تجمدَت .. كرهت اكمالها .. رحت ارسم اشكالا في فضاء صفحتِي البيضاء التي امامي .. ارسم خطوطًا وملامـح .. لم افهمها .. ولم تفهمني.. تجسدت بصورة ظل انسان .. ربما رسمت نفسي..وذاتي.. ربما افرغت فيها عن طاقتي.. الملل الوخيم يجردني من كل شيء.. حتى من عقلي.. الرعشَة تتكرر .. وانا استائل .. مالسر في ذلِــك .. واقوم .. وتتكرر .. تقدمت الى سياج البلكون .. لمحت سبأ تلوح من نافذتها لي وهي تقوم بنشر الغسيل .. ابتسمت لها ولوحت لهـا انا كذلك.. هناك من يراقبني .. لكني لم اركز جيدًا .. لكن الرعشة لازالت تحملني.. رفعت انظاري اليه..
في النافذة العلوية .. فوق نافذة سبأ .. كان يقف.. يداعب كوب قهوة في يده ويبتسم لي .. لقد خفت .. خفت كثيرًا .. ابتسامته غريبة .. ارتعش جسدي جدًا .. انه ليس ليثًا .. ارتجف جسدي ولكني لمحت سبأ وهي تشير الى اذنها بمعنى انا انتظر اتصالك.. رفعت هاتفِـي واتصلت بها وانا اراها تتحدث من بلكونتها : هلا والله ..
ابتسمت لها رغم خوفي وتوتري الذي ازداد من نظرته لي : هلا فيك ..
سبأ بابتسامة : شعندك .. واضح انك تذاكرين
وريف تغلق بلكونتها فقد شعرت بالضيق من نظراته وهي تجلس على الكرسي والطاولة وتغلق الملزمَـة بتذمر : ايه خلصتها .. وطلعت روحي معاها ..
سبأ : هههههههههههه.. طيب شرايك نفرفر شوي .. قسم بموووت من الطفش..
وريف بخبث : غريبة وليد وينه عنك ؟؟
سبأ بخجل : طالع من الصباح قال بينزل المسبح تحت وبعدين بيروح كم مشوار وبيرجع..
وريف : ايــه كويس .. وين تبينا نفرفر ؟
سبأ : بعد وين مافيه الا هالحديقة الناشفة والكوفيهات اللي قبالنا ..
وريف : بستأذن من مشعل واجيك..
سبأ : لاتطولين انتظرك..
وريف : طيب..

توجَهت الى مشعل الذي لم ينتهي من مذاكرة ملزمَته الطويلة وهو يقول : مشـعل .. طلبتك قول تم..
مشعل : سمي وش بغيتي ؟
وريف : ابي اطلع مع زوجة وليد شوي ..قسم طفشت من هالمكان..
مشعل : لحالكم ؟؟
وريف " توهقت" : بس الحديقة الجانبية ..
مشعل : لا انا بنزل معكم.. جلسوا انتم بالحديقة وانا بجلس بعيد عنكم .. طلعة لحالكم كذا ماينفع ..
وريف بابتسامة : طيب قوووم يلا بسرعــة
مشعل : الحين ؟؟
وريف : ايه الحين الحين ..في هالدقيقة وفي هالثانية..
مشعل : هههههههههه ياليل ياقلق البنات..
وريف : يلا قوم..
مشعل وقف وهي اخذت حقيبة الظهَر معها ونَزلت مع مشعل.. اتصلت على سبأ التي قالت : هلا وريف وينك ..
وريف : هذا انا تعالي مشعل بيجي معنا بيجلس بعيد عنا بس لا تتأخري..
سبأ : كاني انزل من الدرج الحين..

نَزلت من الدرج لتلمح من بعيد مشعل واخته .. تقدمت ناحيتهما وقامت بالسلام.. رد الاثنين التحية ثم توجهت مع وريف .. جلسوا في زاوية معينة ومشعل على كرسي بعيد عنهم .. انخرطت الاثنتين في حديث مسبر.. طويل جدًا .. العلاقة بين الاثنتين قد تطورت .. الى مراحل وطدتها الغربة في انفسيهما .. الحل الوحَيد لبعثَرة الملل.. هي الصداقة .. الروتين المختلف.. وويَحِـي من عينٍ تراقبها .. تريد ان تحرقها بالنظر .. نظرة مختلفة لم تنتبه لها .. لم ينتبه لها الجميع .. عدَاه ..



لماذا العشق يحمل في عينيه دائماً تلك النظرة التي يملؤها الألم والضنى؟ بينما تجد السعادة طريقها نحو قلوب الأصدقاء والمحبّين؟ ألا سبيل للعشّاق أن يُسعدوا؟ أن تضلّ السعادة يوماً ما طريقها وتجدهم؟ هل علينا أن نربّي أرواحنا على عدم التعلّق؟ كان علينا أن نُربّيها ونحميها جيداً، أن تكون ثقيلة لا تعلق بأيّ شيء، وتكون خفيفة كالهواء تمضي، تمضي دائماً دون أن تلتفت، كان علينا أن نعلّمها كيف لا تتمسّك بمن يعذّبها، كان عليها أن تعرف أنها يجب أن تعود لمن لم يُفلت يوماً يدها .. هو الأحقّ بها، هي له


















،








فِـي الأسفل .. لقد وجدتني بالاسفل .. على مقربة 3 امتار منها .. لقد تمردت .. لكني تقدمت .. مشعل هو احتجاجي للبقاء .. لا ضير في ذلك .. لمحتها تنظر الي بصدمة .. لم استطع ان اخبأ ابتسامتي او اتظاهر بذلك ..كنت قد جلست على كرسي مع مشعل .. حتى مشعل مصدوم من ابتسامتي ..ماذا ؟ الدنيا لم تستوعب سعادتي ؟
حينما نبدأُ بالانغماسِ في هذه الحياةِ التي نظنّ بأنها ستُنسينا ما نرُيدُ أن ننسى .. ننشغلُ بمادّيّاتها و توافهِها .. و نغرقُ بأشياء ظاهرة ، قد لا تحتلّ أيّ حيّز في داخلنا .. نغفلُ حينها عن شيءٍ .. عن شعورٍ هو كل شيء .. وهو ما يعني لنا الكثير في هذهِ الحياة. كم نحتاجُ أن نجلس طويلاً معنا .. و ننسى ما يُحيط بنا لبعضِ الوقت .. نرتّبُنا .. نسمعُنا .. وندخُل في صمتِ الهدوء .. ونسكُنُ وسطَ السكون. كنتُ أتخيّل نفسي دائماً .. أجلس في كرسي صغير .. وطاولة صغيرة أمامي .. يشغُلها كوبُ قهوةٍ كبير .. ودفتر ضخم .. أُحدّقُ بصفحتهِ الأولى الخالية من السطور التي سأكتبها لاحقاً .. ربما الآن .. وسط هذه الفوضى التي تحيط بي .. وسط كل هذا الضجيج الذي يعلو ويعلو ولا يدعُني أن أخطّ حرفاً واحداً في دفتري هذا .. أجلسُ هناك .. في زمنٍ توقّفتُ فيهِ أنا .. بينما كان الجميعُ يركضُ حولي دون أن ينظر أحدهُم لتلك التي تجلسُ وحيدة .. يستضيفُها الفراغ و يحتضِنُها .. يُشاطِرُها قطعة الكعكِ التي لم تقضِم إلّا طرفها .. وأبعدتها عنها .. يستمعُ لثرثرتها مع كوبِ القهوةِ الذي بين كفّيها .. ويحثّها على كتابةِ كل ما يشغُلُ عقلها الذي لم يهدأ منذُ أيام ..
لقد كشفت نظراتي حقيقتها .. لقد استوعبت روحي انها مجوفة من الداخل .. انها هي الوحيدة التي استطعت ان ادخل من تجويفها .. اسبرهاا واغلغل كل تركيزي فيهــا .. مسكينة .. ضحيتي .. مشعل كان يتكلم معي .. اجاباتي مقتضبة .. لو بيدي دفترا لكتبت .. لكتبت تقديسًا للذاكرة .. لكتبت عن فنجان القهوة وقطعة الكعك التي تخيلتها بيدها .. لكتبت عن الطاولة والمكان والاالوان وكل شيء .. لكتبت اني استوعبت في النها بأننا في حدديقة الفندق .. لكتبت كل مابذهني فحسب .. هي كانت ترتعش .. لانها شعرت بنظراتي الغريبة .. التي اسرقها بين الفينة والاخرى .. مشعل يهمس :
وش صار على دكتور وليد ..

انا بدهشة : على شنو ؟؟

مشعل : على سالفة ليث ..

اجبته بلا اهتمام قاطعًا الامل : وما تعبت ؟ ..مستحيل بنلقاه . كل الطرق مسكرة بوجيهنا * كنت ارغب بان اشغله عن ليث * خلاص اتركه عنك وربك يحلها ..

مشعل بقهر : كيف يعني اتركه .. كلامك مو منطقي ومو مقبول .. ماهو بخبري انك يوسف اللي قبل كم يوم

تنهدت بقوة : بلى .. لكن لو فيه حل كان حلينا المشكلة .. انتظر فهد .. يمكن يلقى لك حل .. اما انا لا تدخلوني بـ الموضوع نهائيا .. سويت اللي علي وفوقه حبة مسك ..

مشعل نظر له بقهر ’ بغضب ،، لـ لحظة كان سيشعر بتأنيب الضمير .. لكنه اختار ان يرحل .. لقد شقى شقاء عمره عشر سنين .. اثقل كاهله .. يريد ان ينسى الموضوع برمته .. حتى يرتاح .. ويععود من جديد .. لكن الارهاق على الارهاق ماهو الا مذبحة مصيرية يرمي بنفسه اليهــا ... لقد كان هذا في فكره .. هذا في ممخيلته ...
غير مكترثا للذي يحترق امامــه .. مشعل ..
وقف من الكرسي الذي يجلس عليه مشعل .. ومـشى خطوتين .. ووريف لم تهدأ طبول قلبها .. وشعرت بأن قلبها توقف عن النبض حينما التفت اليها ..و !!








_ أمطِرونِي بدَعوةْ , :$ !





 
 

 

عرض البوم صور غَيدْ   رد مع اقتباس
قديم 09-06-15, 11:28 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 269296
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: غَيدْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غَيدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 




" السلام عليكم :$ , كيف حالكُم , البَارتْ يصدم ، يحتاج إلى تركيزْ ، وربما الى استيعآبْ ,,
اعلمَ بمدى ركاكتِي ، وهزهزتِي بيَن الحرفِ والآخر ، - البعض احتج على حجم النص ، سأكبره ان كان يرضِي أعينكُم :$ "





البـارت العشـرون ..



كُلُّ ما في بَلْـدَتي

يَمـلأُ قلـبي بالكَمَـدْ .

بَلْـدَتي غُربـةُ روحٍ وَجَسَـدْ

غُربَـةٌ مِن غَيرِ حَـدْ

غُربَـةٌ فيها الملاييـنُ

وما فيها أحَـدْ .

غُربَـةٌ مَوْصـولَةٌ

تبـدأُ في المَهْــدِ

ولا عَـوْدَةَ منها .. للأبَـدْ !

**

شِئتُ أنْ أغتـالَ مَوتي

فَتَسلّحـتُ بِصوتـي :

أيُّهـا الشِّعـرُ لَقَـدْ طالَ الأَمَـدْ

أهلَكَتني غُربَتي ، يا أيُّها الشِّعرُ،

فكُـنْ أنتَ البَلَـدْ .

نَجِّـني من بَلْـدَةٍ لا صوتَ يغشاها

سِـوى صوتِ السّكوتْ !

أهلُها موتى يَخافـونَ المَنايا

والقبورُ انتَشرَتْ فيها على شَكْلِ بُيوتْ

ماتَ حتّى المــوتُ

.. والحاكِـمُ فيها لا يمـوتْ !

ذُرَّ صوتي، أيُّها الشّعرُ، بُر و قـاً

في مفا زاتِ الرّمَـدْ .

صُبَّـهُ رَعْـداً على الصّمتِ

وناراً في شرايينِ البَرَدْ .

ألْقِــهِ أفعـى

إلى أفئِـدَةِ الحُكّامِ تسعى

وافلِـقِ البَحْـرَ

وأطبِقْـهُ على نَحْـرِ الأساطيلِ

وأعنـاقِ المَساطيلِ

وطَهِّـرْ مِن بقاياهُمْ قَذ اراتِ الزَّبَـدْ .

إنَّ فِرعَــونَ طغى، يا أيُّها الشّعـرُ،

فأيقِظْ مَـنْ رَقَـدْ .

قُل هوَ اللّهُ أحَـدْ.

قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ.

قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ.

**

قالَها الشِّعـرُ

وَمَـدَّ الصّـوتَ، والصّـوتُ نَفَـدْ

وأتـى مِنْ بَعْـدِ بَعـدْ

واهِـنَ الرّوحِ مُحاطاً بالرّصَـدْ

فَـوقَ أشـداقِ دراويشٍ

يَمُـدّونَ صـدى صوتـي على نحْـريَ

حبـلاً مِن مَسَـدْ

وَيَصيْحــونَ " مَـدَدْ " !


# لِـ المتألق : أحمدْ مطَر









حينمَا أطالْ النظر .. أربـكنِي .. لانّه لم يكنُ ليثًا .. كان السجين المتحرر من الليث.. السجين الذي لطالما اراد قمعه .. وتأديبه .. ارتجفت .. ارتجفت شفتاي .. ابتسم طويلاً .. مشعل لم ينتبه ربما انا الوحيدة التي انتبهت .. تشنجت في مكاني .. وزفرت بقوة حينما رحل.. لم اكن اعلم بـ الشيء الذي كان مفترضًا عليَّ ان افعله ..
الذي وجب علي فعله هو الصمت .. هل تراني سأقول لمشـعل .. بأن ابن عمنا قد تغير .. قد اصبح شبحًا في هيئة انسان .. ربما هي هويته ان يكون شبحًا .. ان يتحول سفاحًا .. ولكن بغير الطريقة التي ينبغي ان تكون .. عمومًا لن تكون القسوة منقذةً له .. بل ستحطمه .. لكني لا الحظ القسوة فيه .. بل الحظ الطيش واللا مبالاة ..
في تلك اللحظات شعرت بنضوجي اكثر من نضوج ليث .. لا اعلم لما ادهشـني تصرفه رغم اني لم اعرف ماللذي فعل رغم نظراته التي كانت من المفترض ان يقبعها عني ويؤدب نفسه وذاته عن هذه النظرات المستفزة .. قاطعني سرحاني صوت سبأ التي تقول : لا اله الا الله يعني اقوم ؟؟

وريف بدون ادرَآك : هـــاه ؟؟

سبأ بدهشة : ويــعاه .. صار لي ساعة معك الوح في وجهك مثل المجنونة ابيك تحسين فيني ماحسيتي ..

وريف باعتذار : سوري سرحت..

سبأ : وين اصرفها سوري ذي.. جيبي لبناني وبعدين نتفاهم ..

وريف تضع يدها على شفتيها وتَشهق : هــئئئئئئئ .. والله لافتن عليك عند وليد .. يامجنونة ياخطافة الرجال يام ضب يام جربوع يام جرادة ..

سبأ تضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه .. الله لا يطيح مسلم بلسانك.. استغفري ربك اقول قال ام جرادة .. عدال يام اربع واربعين.. انا اقوى ابعد عن وليد ؟؟

وريف بابتسامة : هههههههه .. تستاهلين .. اآهـ بس لو تدري عن علومك عبير كان ليلك رمادي..

سبأ : ههههههههههههههه عوذ بالله عاد عبير كل شيء ولا حد يقرب منها .. خصوصا بسوالف الزواج .. متعصبة جدا ناحية الزوج ..عندها الزوجة غلطانة دائما والزوج الامر الناهي..

وريف باعتراف : اذا مجتمعنا عنده هالشيء ماتبي بناته يورثوه ؟؟ .. اصلا شيء طبيعي الرجال قوامون على النساء ولو على زند التيس ..

سبأ : زند التيس وينن ارقعها ذي هههههههههههههههههههههههههههههههههه؟؟

وريف " بفَشلة " : الله يطيح وجهك ياحمــارة ماينتفلسف معك.. وه يالبـــى عبورتــي بس خل اشوفها هي اللي تفهمني..

سبأ " بتفتن " : اصبري علي بس اشوفـها اخليها تربيك وتحشي راسك من زين علوومــنا

وريف بقرف : لا حبيبي خخليني شاطرة بذهن نظيف من غير هالاشياء.. يومني اتزوج بتلاقيني اول من يترزز عندكم...

سبأ بخبث : وش يعني خلينا خوات ونحب بعض ؟؟

وريف بصدمة : سبأ يالخبلاء..

سبأ بضحكة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه .. يالله عساني اشوفك متعرسة ومتوهقة بورعانك البطاطبيط .. اتخيلك تمشين ووراك ورعانك يتلونك

وريف بعشق : وه بــــــــس يــــــــــالبى ورعــــــــــاني وامهم وابــــــــوهم..

سبأ بخبث : هئئئئئئئئئ .. اصبري اصبري والله لافتن عليك عند خالتي ام رياض اقول لها عن بنتها اللي انحرفت منذو مبطي..

وريف بقهر : وجـــع وجـــع ماينقـــال جنبك شــيء.. انتي ماينجلس معك الا وعبير معنا.. وين عبير عنك تاخذك مني وتكفيني من شرك..


ذهَبت تصب الماء لها ولـ سبأ وهي غاضبة وتتمتم بغضب.. وسبأ المجنونَة تضحك .. انضم وليد الى مشعل وهو يرسل نظرات حب مكللة بأهازيج العشق الى محبـــوبــته الاولى والاخيرة.. طفـــلته التي سكنت قلبه وتغللغلت وسط احشاءه .. حتى ملأت جوفه .. ســبأ ..





،





جَلس يومِين في السجّنْ ، وبقـِي لمدة 72 ساعة .. من اجل التحقيق .. في النهاية لم يكن له دخل بـ هذه العملية الاجرامية . التي وقع ضحيتها بالخطأ .. خرج منه بعدما دفع كفالته والده .. رغم انه من المفترض ان لاتكون هنالك كفالة خروج !! ، خرج من السجن مرهق .. صامت .. بارد .. يفكر كثيرًا .. منذ 3 ايام قد عاد الى منزله..
يجلس اسير غرفته .. يسمع ثورات وصراخ تلك التي ترفضه.. تحلم بكوابيس مخيفة .. يسمعه تصرخ على اخته وتسبه وتشتمه .. وهو لازال معتكفًـا ديــاره .. دون ايما حراك .. امــه .. اخته .. والده وحتى اخيه .. جميعهم افتقدوا ضحكته .. مرحه وخفــة دمه .. لأنه بذاته مصدووومًا من نفسه .. حينما تلطخت ثيابه بدماء انسان ومات بين يديه ..
كان امرًا قد صدمه والجمه .. جلب له الحيرَة والقلق .. ارهقه التفكير كثيرًا .. ان يكون ضحية لـ لا جريمة .. اسند ظهره على نافذة غرفته وهو يطل على ضواحي الرياض .. يستمع لصوت الصفير المرعب الذي تطلقه الهواء بقوة .. تعترف لهم بقسوة الشتاء على ابدانهم.. وتحذرهم من الخروج كي لا يؤلمها صعيقهم .. يالحنـانك .. رياح الشتاء .. تخاف على ابداننا من انفسها..
وبنو البشر لم يعد في قلوبهم رحمة ليخافوا على بعضهم البعض.. ماذاَ لو كنت انسانًا غير الذي اكونه ؟ .. هل سأسعد ؟ .. سأبتسم سأضحك .. كثيرًا مــا اضحك .. لكني عاجز عن الفرح الداخليه المتكامل.. هنالك ماينقصني من الداخل.. ويخرج مني الى الخارج .. ” في البيت أجلس، لا سعيداً ولا حزيناً .. بين بين . ولا أُبالي إن علمتُ بأنني حقاً أنا .. أو لا أحد! “
اعبر بين الاخرين .. اسعدهم .. ومن خلالهم يرسم النور .. وانا اتيه بين ظلامهم .. لان ليس هنالك من يعبرني.. لازلت في حيرة .. حيــرة عظيمة .. لماذا اشعر بتأنيب الضمير ؟؟ رغم انني لم اؤذي اخيها ولم اؤذيها ؟ .. لما اشعر بأني انا المذنب فعلاً .. واستحق لقب القاتل والسفاح .. هل لان الدماء لعنة .. ؟؟ الهذه الدرجة دماء ابن آدم على اخيه ملعونة ..
سمعت طرقات الباب .. بالحقيقة لم استوعب مالذي سمعته .. لم انتبه له رغم سماعي له .. اطلت في السرحان الهادئ.. امي تدخل رغم عدم اجابتي لها .. تتقدم نحوي وتحدثني .. تناديني فلا اسمع .. مذهول جدًا من ذاتي..لماذا قد تغيرت وانا لست مذنب.. لماذا يرافقني هذا الاحساس اللعين رغم انني لم ارتكب اي خطأ من المفترض ان اعاقب عليه هكذا بقسوة ؟؟ لماذا اصبحت شخصًا لا يطيق ولا يطاق ..
امي تهزني منذ فترة وهي تقول : يـــاووووويلي عليك ياسلطان شفيك يوومه بسم الله على قلبك يارووحي وشفيك قول موجوع؟؟ .. راسك يألمك؟؟ .. وش اللي يألمك يوومه قول بس لا تسوي في امك كذا ؟؟

سلطان بتنَهيدة حارة كادت تحرقه من الداخل وتشتعل به من الخارج : قلبي يعورني يووومه ..

امي تقبل صدري وتقول : عساااه حرقة في قلوب عذالك يووومه .. صل على النبي واذكر ربك لا تفجعني فيك مو ناقصتني فجيعة ..

سلطان بألم : احس بتعب وحمل على ظهري يوومه .. ماقدر انام ماقدر اكل ماقدر اجتمع مع اي احد .. اللي شفته بين يديني انسان ينازع ودمه مابعد يبرد من على ثوبي ..

امي تجلس بجواري وتمسح على رأسي : استهدي بالله يوومه قوي ايمانك.. لاتخلي لحظة شيطان تفر لك مخك .. هذي خرابيط واوهام وابليس ملعون لا تطاوعه ..

سلطان بتنهيدَة وهو يسمع صراخها ايضًا : وش فيــها البنت ؟؟ ليه دايم تصرخ .. وش صاير عليها !

امي تجلس امام وبألم : البنت متعذبة حتى في نومها مو مهتنية .. نقول لها انك بريء من دم اخوها لكنها مو مصدقة .. تقول انتم تبرأوونه على حساب اخوي وبيجي يووم وربي ويعذبكم..

سلطان بقهرَ من ذاته يقول : وش رايك باللي يحس نفسه انه غلطان وهو مو مسوي شيء.. ولا ليله ليل ولا نهارهـ يشبه نهار ..

امي تحتضني : اعوووذ بالله يووومة .. اعرفك ياضنا روحي اعرفك ماتسويها .. قلبك رهيف ضعيف مايتحمل يقتل انسان .. العن الظالم يووومه العنه.. بليس لاعب بمخك انت لازم لك حل..

سلطان بـحيــرة : وش اسوي طيب ..

امي : اذكر ربك وانسى هالاوهام .. لا يغافلك بليس بلحظة غفلتك ينهي حيااااتك يووومة والله ينهيها.. لاتخوفني ياسلطان انت مو على ماعهدتك..تخوف كثير يومه من طلعت من السجن وانت تخووووف

احتضنت والدتي وقبلت رأسها وانا اقول واهمس : لا تــخافي يام سلطان بــارجع .. بارجع وبتشوفين




جمانة تدخل المكَان وهي تقول : وووي يووومه عفست البيت ادور لك وف النهاية انتي في حضنه .. والله مافوتها وادخل بينكم ..

جمانة تقدم لهم لكن سلطان بضَحكة : ههههههههههههه وش تسوين يالمدرعة تبين تفغصينا .. اسف حضني مايتحمل الا حشاشة جوووفي..

امي تهمس بضحكة : ههههههههههههه انا ماني حشاشة جوفك .. انت حشاشة جوفي ياحظي..

سلطان بضحَكة : ههههههههه كلها نفس الشيء..

جمانة لازالت في محاولة ان يحتضنها سلطان لكن سلطان نطق : نعم نــعم وش هالاقتحام .. وش هالنزعة الارهابية اللي فيك..

جمانـة تمثل البراءة : آسف اخوي بس احبك واشتقت لك ..

سلطان بضحكة : ههههههههههههههههههههههههههههههههه .. يعني لازم اغيب عنك وادخل في مصيبة عشان تصيرين قطوة اليفة ؟؟ .. مانتي على ماعهدتك يالثور الهايج ..

جمانة بغضب تنظر لوالدتها : ولدك مايستاهل معروف..

سلطان يبتسم : زعلتي ؟؟

جمانة بـ قهَر : اكيد بزعل اجل بفرح انت وحضنك الخايس..

سلطان بخبث : اشواا كنت افكر انك خليتيها تمر وطنشتيها .. ياليتك كل مرة تزعلين وتفكيني منك ..

جمانة بعصبَية : وجع وجع سليطين .. ماانحسك .. اكرهك..

خرجت من المكَان تمتم بغضب وهو يضحك عليها .. قامت والدته وهي تحذره بأنه ان لم يقم ويتناول وجبة الغداء معهم لن ترضى .. حتى تراه جالسًا امامها ويأكل ..


،

نَزلتْ فِـي مَـنزل والدتـها ، تشعر بأنها غابت عنهُ دهرًا ، حُلوَة هي أيام الطفولَـة .. حينمَا نتذكرها ونعرف زواياها .. حينمَا نقبع عن ذاتنا لـ نرى انفسنا اشخاصًا مراهقُون .. ثم شبابًـا .. ثم زهورًا لـ رجالاً .. لا تعلم لما اختلجتها الدموع وهي تعود .. أهــي دمُوع الفرحة ام ماذا ؟
مبتَسمة دائمًـا .. ممتنة لزوجٍ كان قد تفوق على توقـعاتها .. لقد اعطاها الله رجلاً عنْ ألفِ رجل .. أحبته بشموخ .. بقسوة .. بأنانية .. وهوَ أحبها بأقسى من ذلك .. جميلْ حينمَا يحب الانسان شخصًا اخر بقسوة .. يخشى فقدانه .. ويخاف عليهِ حتّى من ذاته .. كانت واقفة تحاصر المكان كانها افتقدتهُ زمنا طويلاً رغم انها فارقته لـ مجرد 3 ايام ..
ولكن لانها لم تعتد على ذلك قط .. لا تعلم لما الامور تبدلت .. لكن الفرح اللذيذ يرتسي على شفتيها لـ تبتسم حتى ومن بين الدموع .. فتحت لها اختها شوق بعدما ارتدَت شررشَف الصلاة وهِـي تقول : ميــن ؟

أسمَاء بحب : أنا اسماء افتحــي ..

شوق بغير تصديق وبفرحة تفتح الباب وتحتضن اختها : يااااااااااامــــــــي .. اشتئت لك يامئصوفـــة الرئبـــة ..

اسمَاء بضحَكة : هههههههههههههههههههههههههههه شدعوة شوق مامداني هجيت عنكم بيوم ليلة تشتاقين ..

شوق : والله ماتعاودت افقد حسك .. البيت بلاك ما ينداس ..

اسماء بغرور :عشــان تعرفي قيمتي ..

شوق : خفي علينا يا الباقة الذهبية .. يا اغلى الاسهم في تداول.. يا حفريات ارامكوا انتي ..

اسماء : هههههههههههههههههههههههههههههههه ول .. والله ماقلت شيء ههههههههههههههههههههه

شوق بضحكة : هههههههه هذي مصطلحات ولدي فهد ..

أسماء : هههههههههههههه وانا اقول هذا مو لسانك .. وينه يافديته والله اشتقت له ..

شوق : جالس على البلايستيشن ..

اسماء : وامي ؟

شوق : امي تتحمم .. تخلص وتجيك..

ابتَسمت لها ثم توجَهت الى فهد الذي كان يلعب حينما رأها وقف لها وقبل جبينها وهو يقول : هلا بالعروس ..

اسماء بحب : هلا حبيبي كيفك ؟

فهَد بـخبث : الله يسامحــه زوجك خذاك وغسل مخك .. شلون يقوا ياخذك ثلاثة ايام بلياليــهن ..

اسماء بـ إحراج : نفــسي اعرف من فين جايب هــاللسان ..

فهَد : اييه ..شافت رويكن الورع وعــافتنا .. عفا الله عنك يازمان اول..

اسماء تعززّ له : مانعوفك ابد ياشيخنا ..الله يخليك لنا يالشيخ ولد الشيخه .. ياحارس البيداء وطاوي الصحراء ..

فهد بغرور : غصب عنك وعن خشم زوجك .. وينه زوجك هج ؟

اسماء : عنده شغل مع عيال عمه وبيرجع ..

فهد : مايستغني عنك يوم ؟؟

اسمَاء بدَلع : وه يـــالبى بس..حقوق ملكية ..

فهد فتَح عينَـاه : بنات مابوجيهن سحا .. وجهك ممسوح بـ مرق..


انتبَهت لوالدتها التي اتت لها ثم وقفت لوالدتها لـ تحتضنها بقوة وتطيل اشتمام احضانها .. قبلت جبينها ويديها وهي تقول : كيفك يوووومه اخبارك طمنيني عنك ؟؟

ام ليَث بابتسَامة وفرحة : مبسوووطة يايوومه .. والسبب اني المح سعادة في عيوونك..

اسمَاء : يافديتك مايفرحنا الا فرحتك ..

ام ليث تجلس مع اسماء وتقول : كيفك يوومه .. مرتاحة مع زوجك ؟؟

اسمَاء بخجل : الحــمدلله يوومه .. مرتـاحة بعون الله..

ام ليث : واهل زوجك كيف تعاملهم معكك ؟؟

اسمَاء : خالتي ام راكان مافي مثلها .. والميث على علمك مهبولة بس تهبل ..

ام ليث : ههههههههههههه يافديت هالبنت ..مافي احلى من لسانها.

اسماء : ايه والله .. احاول امسك نفسي ماخرب بريستجي قدام راكان واضحك .. بس قسم بالله افقد انوثتــي وانا اضحك قدامه وهو يضحك علي..

شوق : هههههههههههههههههههههه واخزيااااه .. اااهه بس يالخبلاء.. المفروض تدلعين .. تتشبثين في زوجك مو تطلعين بلاويك قدامه..

ام ليث بدفاع : فديت بنتي من اجمل بنات حواء.. وانا ضد التصنع .. خلي زوجها يعرفـها زينها وشينها ..

شوق : ايه بس ماعلى ضحك بنتك ترج البيت رج لا ضحكت ..

اسماء : ههههههههههههه والله هو يضحك علي اذا ضحكت ..

شوق : من قباحة ضحكش ..

اسماء : الا يتغزل بضحكتي ويهواها ..

ثم انتبهت انها بجوار والدتها ، لتتورد وجناتها بتخجل وتعض على شفتيها .. والدتها تضحك على ردة فعلها .. وفهَد لن يرحمها بالتأكيد .. من تعليقاته الجَهنمية


،


ينَامُ ليلَهُ ، ويجلسُ صبـاحَه ، بينَ أشخاصْ مشؤومِيـن .. اختَنق بهِم ، كل شَيءِ لهُ ختَام ، الا هُو ! فكيفَ بهِ ان يختتمِ عواقبَ قد دخل فيها بسببْ غلطَة لم يرتَكبِها ، كَبشُ الفدِاء هُو ، يضطر للتمثيل دائمًا ، احيَانًا يجدُ أن الحقّ لا يَستكِين الا بِـ هذهِ الاشيَاءْ ، يختنقُّ الصباحُ بالمسَاءِ لديه ، يعترفُ بأن القَسوة التِي يعانِيها لَيستْ سوى مهلكَة استقلالية ، من اشخَاص خلت قلوبهُم مِن الإيمَان ،
لماذّا سمتهُ أمه آدم ، لماذا لم تسمّيهِ همًا ، حزنًا ، الحَياة محطّات طويلة جدًا تطُول إلِـى مئاتِ الأميَالْ ، يتكللها الحُزن ، وهـاهُوَ الآنْ يعقدُ عنَ حاجبِيه ، كنَاية عن تألمهُ .. لقدْ عاد سعُود العزيز * أبو عمّار * الى بريطَانيَا برفقة ابنه عمار .. وابنَتهُ .. في مكَانٍ واحد وتحت سقفِ منزلٍ واحد ، هزم توقعات سعود العزيز حينمَـا لم يخرج عن امره وكان معهم دون اي مخالفَات همجية كما يصفونهُ بهِا
بئسَ نحن ، لو نختار اقدارنا ، لاخترتُ البعيد ، استغفَر الله ، ليسَ خبيثًا لكي يبتعَدْ عن إرادَة الله ، واللهُ أحكَم الحاكمِين ، خرج من حجرته الى حدِيقَةِ المنزلْ ، يريدِهُ أبو عمار ، هكذا اخبرهُ البوابْ ، توجه ناحيتَه ، كان عمار جالسًا ، وأبووهُ ، وابنته ، جريئة هيَ ابنته ، لم تقم من مكانها حتى حينمَا رأتنِـي ، استنفرت في مكان لم احب التواجد معها ، بقيت واقفًا ، كناية عن عدم رضائي بوجودها ، كانت غير مبالية بوجودي ، غير مبالية بوجود والدها ، ولا حتى بوجود اخيها ،
*سعود العزيز يتكلم : خالفت توقعاتِي ، * ثم رمَى دخان سيجارته التِي لا يتركها ، لينطلق الهواء السام من شفتيه الى كومة الضباب في الجو ، لازال يبحلق بذاك الواقف امامه وهو عاقدًا حاجبيه ، منزعجًا مما يراه ، الفتَاة لا تستحي ، والاب والاخ ليس لهما غيرة
كانت اجابتِي عـادية ومستفهَمة ونظراتِي محتقرة ايضًا : خـالفت توقعاتكْ فِي شنو ؟ ،، ابتسم بسخرية لي ونظر لإبنه ، لاحظت انشغال ابنتهُ فِـي هاتفها المَحمولْ ، ووالدها يتكبد عناء اقناع نفسه بأني أنا هو آدم الذي كان قبل 4 أشهَر ،
عادَ ليجيب : كنت متوقع قلة صبرك .. او خيانتك..
ضحكت بسخرية كثيرًا وأردفتُ له : مع الاسف مـافي دمي الخيانة ، حتى لو كنت مع الشر ! ، بس لازلت مو فاهم سبب سعيك ضد ليث ؟ بإيش ضرك هو ؟ احتاج لمنطقية شوي !
بو عمار : ورا ليث ما يعيشني ويعيش الف من احفادي ، وامثال ليث قاتلين ويستحقون الألم والضيم ، ماعمرها ضحاياي عذبتني لـ 10 سنين حتى اشوفها طول ما كنت اشتغل .. غير ليثكم
ضحكت بسخرية : تهنى في ضحاياك ، !
أجابت ابنته بغضب : كنت تقول لي انك انتهيت من قصة ليث المالك ، بعدما قلت لك ان انسان على حق ماهو على باطل ، حرام عليكم ، كيف قلوبكم تطاوعكم * ثم وجهت حديثها الي وهي تقوم مُستَنفِرة * وانتْ ياللي اسمك آدَم .. مبسوطط انك تشتغل مع اكبر مجرمين وسفاحين في العالم .. ايييه ابوي واخوي سفاحييييييــن .. سفاحييين .. ولو ما تهديداتهم لي كان فضحتك وفضحتهم ..
صرَخ والدِي غاضبًا وهو يحك ذقنه كناية عن غضبه : هـــــــــــــاااااااااااااااااجر ..
هاجر تَمسح دُموعها بغضب : خافوا الله فيني ، انتم تبون ذنوب ، لاتحملني ذنب انك ابوي وانه اخوي ، خـــافوا الله ياما شفت ضحاياكم وعجـزت عن النوم ، وش بستفيد من الفلوس، كل شيء معي بس ماعندي شيء يسعدني ، كل شيء يهمني يقهرني ويقتلني ..j ، تعجب من والدها وأخيها ، بماذا يهددانها ، لماذا يفعلان بها هكذَا ؟ لماذا يلويانِ ذراعها ؟
ألَيستْ ابنة ، أنثَى تستحقُّ الحيَاة ، تستحقّْ ان تعيش رغَم حضرموتُ هوانِهم وجبروتِ إذلالهِم ، انسَحبت بعَد غياب ، وسمَح لنفسهِ أن يجلسُ باترًا كل حبال الافكَار التِي تدور فِي رأسِ سعود العزيزْ ، المَكينة الضّاربَة ، لا يعلَم مالذِي يدُور فِـي رأسه ، لكن من المُؤكّد ان حديثِ ابنتَه قد أثر فِيه ، بلا شكّ ، سعود يقول : بنتي مثلك ، عقلها ماهو بـ في راسها
سَخرتُ : بالعكس .. الوحيدة اللي عقلها براسها هي ..
سعود بتَعب : راضيك احتجاجها ؟
آدَم : لو ماتعرف ربها ماقالت كلامها !
سعودْ بحَيرة : ضايع من جهلها..
آدَم بسخَرية : غريبة .. كنت متوقعك تقول ضايع من جهلي..!
سعود : وليه ؟
[ آدَم : اخدم روحك باقي عمرك..لك آخَرة تنتظرك..[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
لم يرد ، لازال ينفثُ الدخَان كثيرًا ، والليلُ المتهالكِ لو كانَ انسانًا لسعل ، قامَ مِنهُ وهو يهز رأسه ، أسفًا لقلوبٍ متحجّرة ، لو كانَ ينقشُ في الحجَر لكان الأمرُ اهونَ من اناسٍ لا تعرفُ الله ولا تضعُه بينَ عينيهَا ، لازال يتَسائل عن الكم الهائل من الضحايا العَآلقِة على عاتقه !! ، مخيفْ جدًا ان ينامَ الانسانِ بكوابيس ضحايَاه ، بظلم الناسْ ..لكن آدم وقف منسحبًا معلنًا عن عجزه وحيلتِه الضعيفه ،
وقفَ الى حيث مكانهه ، وهو يرَى من زجاج النافذّة الطويلة تلِك الأنثَى لازالت فِـي معركَة نفسية بينهَا وبينِ اخيها ، .. اكمَل طريقهُ الى جناحه ، وعلى سريرهِ جثَى ، نزَع حذاءه ، ونظر الى ارجَاء وحشتَه ، تكور فِي فراشهَ ، يريدُ ان ينام ، طويلاً ، ولا يجَلسس !



،




تَنظُر لـ الصبَاحْ بهدُوئها ، تعودْ مِن جَامعتهَا بعد حضُور محاضرَة استمرتْ لِـ ساعتينْ ، تأخر مشعَل لهذا حضرتْ بسيَارة أجَرى ، نَزلتْ مِن سيارَة الأجَرى بعدَما دفعت أجرَة السَائقْ ، كَانتْ منشغَلة تمَامًا بوضع الاوراقْ داخل حقِيبة معلّقة على كتفَها الأيمَن ، حقيبَة جلدِية تنم عن ذوقهَا البسِيطْ ، تدخلُ إلى الداخل دون ان تنتبَه لِـ طريقِها ..
فتَجدُه أمَامها بلا مُبررّ ، ومَهما كان عذرْ وجُودَه فهو عذرٌ واهِي تمامًا . تجَاوزته لكنه عاد الى ان يكُونَ امامها مرة أخرى ، رفَعت ابهَامها تحكّ حاجبهَا الايمنْ ، كنَاية عن عدم إعجَابها بتصرفهُ ، تمشِي يمينًا ويطابقَ اتجاههَا فيصعب عليهَا تجاوزه ، عينَاها عاقبتْ عينُه التِي التقت بها ، تفجّرتْ نيرانْ داخلهُ ، مقابل ثورة خوفْ بداخلها ، ارتَجفت بعمقٍ شدِيدْ ..
خافتْ كثيرًا ، مِن وجُودَه ومن موقفه ، ومن تغيّرهُ ! ، سمَحت لنفسهَا بأن تتكّلمْ : ممكن تبعَد ؟ * ثم ازداد ارتجَافَها الذِي وضح من اختلاجَاتِ يديها وعينيهَا *
نَظر لها ولم يتكّلم وأطال السكُوت ، زفرت وحاولت تجاوزه لكنه لم يسمَح ، لولا الايمَان بالله لبكَت كمَا الاطفَال ، عضّت شفتيها بقهَر حينمَا فعل تصرفه وهو يحَاول ارعابها ثم قالت بغضب : مهما كانت ظروفك ماهو مسموح لك تأسـرني * وتقصدّت ان تضربه في الحديث * يـاولد العّم !
ليث ببرود : مشعل ما جا ؟
ورِيف انفجَرت قهرًا : يعني سويت هالحَركة عشان تسأل وين مشعل ؟
لو كُنتِي أنا ياوريف ، لعَرفتِي لمَا ، وانهَى حديثه : وش فيـها لو سألنا ؟ .. انتهكنَا حرمة الاسلام ؟
وريف حاولت ان لا ترد ، مهما كانت صلة العلاقة لن تحبذ ان تطيلَ الحديث معه لكنها اردفَت بقهر : خوفتنِي ، ودين خوفتي محفوظ عندك .. ترده لي بوقت معروفك !
وتجاوزته بغضب . لو بقيت لـ رأت حاجبه المرفوع وحيرتَه ، حتى هو جهَل تصرفه ، ليس له مبرر ان يقف امامها ، يخيفها ويرعَبها ، تمردّ وخيم يسكنُه ، يريد العبث ، لكن لا يعلم بما ، يخَشى على ذاته .. ان يتجاوز ما هو ابعدَ من الحدُود ، لَمح مشعل الذي اتى من بعِيد ، ترَك المكان وذهبَ إلـى داخل شقته ، غيرَ آبهٍ بـ الشخص الذي ينظرُ له من بعَيد ..

،

فِـي بيت بو لَيثْ ، الساعّة الـتاسعَة ، كانت اسمَاء موجودَة مع زوجَها فِـي المَجلسْ ، مع ابو رياضْ الذّي كان يبتِسم فرحًـا ، لأن امانَة اخيه انتقلت لأمانة رجلْ كفؤًا ، ابنًا عظيمَ الشّئنِ والخلقْ ، له طبَائع عذَبة لا تليق الا بـ روحَه الطيبة ، شهَم ، رجلْ بإسمْ رجَل ، غيورْ ، محتَرم ، ولِـبَقْ ..
وَضع يدَه على كتف اسمَاء وهو يبتسم لِـ راكان : كيف وضعك يا راكان ..
راكان بابتسَامة : ماورا وضعنا الا الخير يابو ريـاض ، البنت تربيتك وبيضت الوجه..
بو رياض بـ وصاة : وصيتك قبل تاخذها واوصيك بعد ماخذيتها ، اوعــى تزعلها وماتراضيها .. مهمـا طال الزعل .. انت زوجها وان كنت غلطان راضيها ولا تستبخل قول الاسف لزوجتك ترا كلمة اسف ماتذل رجال بل تعلي شانهم
راكان : ان شاء الله ماضطر اني ازعلها ..
بو رياض : قلبي مرتاح لاني ناسبت راكان المالك .. ناسبته هو في بنتي بنت اخوي ..
راكان : مخاواتك تنشرى يابو رياض.. انت عمي وعمها وتاج روسـنا ..
بو رياض : مرتـاحة اسماء ؟
اسماء بخجَل تنظر لراكان ثم تنطق : فوق ماتتصور ياعمي..
بو رياض : الله يوفقكم ونشوف عيالكم..
راكان : وش اخبـاره مشعل ويش مسوي بدراسته ؟
بو رياض : الحمدلله ماشي حاله..
راكان باستفسار : وش صار على موضوع ليث .. مالقى منهو معه ؟
بو ريااض : لا والله .. كل ما سألتها يقول الله يحلها يايوبه ولا ادري باللي ينبش له ..
راكان : كل من راح من ربعي سألته.. عندي صاحب دكتور قبل 3 سنين راح وخبرته عن الليث..اسمه وليد
بو رياض : الله يفرجها عليه وعليـنا ..
راكان : ياعم لا تظن انك مستوحد ..ترا حنا رجالك وان شفت القبيلة تكاثرت عليك فحنا رجال عن عشرة..
بو رياض : يشهد الله انكم على مانتم تظنون.. بس الواحد مايبي يرد عليهم ..ماله الا ان يسفههم ويصبر .. الهواش والخنايق كلها ماعمرهـا صارت حل. ، ووانا ادري ياببووك يجيك كلام لانك ناسبتنا ولا قطعت رحمنـا
راكان : الكلام اللي يجيني ياعمي ورا ظهري..كلام الناس مايشفع بقايانا ..
اسماء وهي تصب القهوة وتقدمها لعمها وزوجها ثم تقول : والله اشتقت له ياعم .. حيــل فقدته .. الاخ عزوووة والله عزووه
بو رياض : ادري يابوك..مالنا الا الصبر ، لو بيدي فنيت عمري كله لجل اخوك
راكان بتأكيد : انت مو مقصر ، والله لو غيرك على مقابل هالقبيلة ما صبر
بو رياض بقهر : قبح الله افعالهم..اجل في ناس راسها بعقلها تتبرا من ولدها ؟
اسماء بحزن : اللي قهرنِي لما رسلوا صك بيان براءة للأمير من اخوي..والسبب انه قاتل ومجرم..والله مالهم حق..الخبر ماهو اكيد وكلنا واثثقين ان اخوي ماسووا سواته
راكان : انا اعرف ليث مثل نفسي ، كان صاحبي طول ماهو هنا ، يوم انه تغرب ماعاد سمعت له خبر ، ويوم ان جاني انه هربان وقاتل قتيل ماصدقت ، طنشت القبايل ومشيت على الحق ، مابي ابني على الظن ولا على السوء ، ان كان اللي سمعته عنه فو الله اللي بيحاسب ، وان كان خطأ فـ لله الحكم بيـننا
بو رياض : والله لو يرجع ..يبرد قلب هالمسكـينة امه ..
اسماء بدَمعة على رف جفنها : ياحبـيبتي يـا امي ، لازم كل مناسبة تذكره ، كل يوم مايغيب عن بالها
بو رياض : هذا ظناها ، مايغيب عن بالها ، تحاتيه كل يوم وين ارضه من سماه ..اذا انا عمه وقلبي مشفوق على شوفته شلون امـه وهي امـه ؟؟
راكان بدَعوة صادقَة : الله يرجعَه ويقر عيننا بـ شوفته..

الجَميعُ تمتم بـ آمِين ، وختم الكَلام ، وسيد الاقدار يكتُب ، هو الله ، وحَدهُ لا شَريك لهَ .!



،


كسلٌ خفيفُ الوزنِ يطهو قهوتي .. والهالُ يصهلُ في الهواء وفي الجسد .. وكأنني وحدي. أنا هو أو أنا الثاني .. رآني واطمأنّ على نهاري وابتعد.. كل يوم أنظر لتلكِ القهوة المشؤومَه على هيليها ينمُو الهوان ، ويتكَاثر ليتعشّب في داخلي ، ليتني أؤمن بقراءة الفنجال ، ليتني اؤمن ، ربما اجد سعادة وارتاح ، لكني لا اؤمن ، بل اؤمن بـ الله ، وبما يكتب ، والنعمّ بـ الله ، وبما يكتب !
انظر اليها بإهمال واضم ركبتَاي إلى صدري ، احتضنني ، اسبرني ، واتغلل فيّ ، اخـاف ان افقدني ، ان اخسرني ، فأنا آخر نسخَة من عائلة تفككت اجزائها الى جزيئات تحت الارض..تحولت اجسادها الى مادة مهضومة في بطون الدود ، بينمَا انا الوحيدة التِي بقت تتنفس فوق هذهِ الأرض ..أحياناً، وكثيراً أتمنى لو أموت قبل أن أفقد أيّ أحد .. قبل أن أفقد أحداً في الحياة وأراهُ بعيداً عني، لا أستطيع الوصول إليه ولا الحديث معه .. وقبل أن أفقد آخر بموتهِ فلا لقاء إلا في جنةِ الخُلد،
أتعلم ما المؤلم بالأمر؟ أن تشعر أحياناً بفقد من هم لازالوا حولك الآن .. تراهم وتسمعهم وهم موجودين لكنك لا تشعر بهم .. أشعر بهذا الآن .. أشعر بأني فقدتُك .. وكل ما مضى، لن يُستعاد .. وأنت يامن مضيتَ رغم أنك معي، لن تعود. هذا مؤلم، جداً.
الساعة الثانية صباحاً، النومُ يبتعدُ عنّي ويتركني لليلِ وحدي .. أكتُبُ لي، سأعودُ يوماً إليّ .. لازلتُ أنتظرُني .. أُطلّ عليّ من نافذتي وألمحُني قد وقعتُ و نهضت .. وأبتسمُ من أجلي .. لكنّي بالأمس وقعت من جديد ولم أستطع النهوض .. رأيتُني أُخفي بُكائي وألتفتُ بعيداً عنهم علّهم لا يلمحوني مثلي .. لكن أحدهم رآني .. لم يقُل شيئاً وحاول أن يواسيني من بعيد وابتسم لي .. كنتُ أقتربُ منّي لأشعُر بما بعثهُ لي من شعور هادئ ومطمئن جداً، تمنيتُ لو أنّي بادلتهُ الابتسام حتى لا أقلقهُ بشأني .. لكن الألم كان أقوى منّي وقتها .. دعوتُ الله أن يُلهمني الصبر .. أن يجعلني قوية، أن يُعينني على العيش بعد أن فقدتُ قُدرتي على التحمّل .. أعلمُ بأن كلّ هذا سيزول .. الحزنُ لا يبقى طويلاً .. سينتهي و يزورني الفرحُ مجدّداً .. كنتُ – رُغم اليأس الذي بدأ يتسلّل إلى نفسي – آملُ بما قد يمحو هذا الألم و يُبدِلهُ راحةً وطمأنينة ..
في تلك الليلة .. أردتُ أن أبكي كثيراً .. ولم أستطع أن أذرف ولو دمعة واحدة .. كنتُ أريدُ أن أتخفّف من بعضِ ما يتعبني ولا أستطيعُ الإفصاح عنه مهما حاولت .. أعلمُ بأنّ شيئاً ما ليس على ما يُرام ولكنني لا أرغبُ أن أقترب منه .. أشعر أحياناً بأني في حالة هرب دائمة .. أهرب وأهرب دون أن أعرف إلى أين .. كنت أخشى أن أقع في تلك البقعة التي أخافُ أن أصِل إليها ولا أستطيع النهوض بعدها أبداً .. فتغرق قدمي داخلها .. و أعلَق بالمنتصف .. وأتوه في الظُلمة، وأظلّ بعدها أبحثُ عن نورٍ يغمُر عيني و يرفعُني إلى الأعلى. لستُ ممّن يحبُ التفكير بكيف علِقت، بقدرِ ما أرغبُ بكيفيةِ الوصولِ إلى نهايتهِ التي أريدُها، قد أُضحّي بشيءٍ ما مُقابل ذلك .. قد أبذُل فوق ما أستطيع .. لا يهمّ كل هذا التعب .. كل هذا الألم الذي سأعاني منه .. ما دمتُ سأصلُ إلى أمنية وحيدة هي كل ما أحبّهُ في هذهِ الحياةِ .. سأنتظرُ كثيراً وسأصبرُ ما دامت هذهِ الروح تحاولُ العيش، رغم ما يُعيقها من أشياء هي أكبرُ منها بكثير .. لكنني أنتظر .. أنتظر ..
ابتَسمت رغمَ ان الدمع تقف في خدي ، مسحتها وابتَسمت ، ونزلت دمعة رفيقة أخرى ، ابتَسمت ، وخرجَت شهقة من صدري ، تضاربت مع القفص الصدري لتخرج مع الـ آهـ ..بقسوَة ! ، جمانة تدخل وهي تنظر لِـي ابكي بهذه الهستيريا وابتسم ، حينها انتَابتني موجة الـإكتئاب ، موجة الصراخ بلا رحَمة ، فصرخت بقوة : آآآآآهـ ...
جمانة تركض ناحيتي تهدأ من روعي : بسم الله عليك ..بسم الله على روحك ..مايجوز يا اختي والله مايجوز اللي تسوينه في حالك ..حرام الجزع بشرع الله وبشرع الدين حرام .. اتركيه عنك واحتسبي وتصبري..ماورا البكاء الا المصايب ..*شَارفتُ على الإغمَاء ثم صرخت لوالدتها * يووومـــــــــــه .. يووووومــــــه تعـــــالي بسرعة..
اتت ام ناصر الى المكَان وهي تنظر لـ رؤى مغميًا عليها ثم تمسح وجهها بالماء وتقرأ عليها : بسم الله عليك ..بسم الله الشافي المعافي.. نادي سلطان اخوك خلينا نوديها المستشفى بسرعة ..
جمانة تخرج هرعـة إلى الأسفل ، المسافة بين نزولها لم تأخذ ثانيتين من سرعتها وعجَلة الموقف ، لـ تقف امام سلطان بتوتر وسلطان يرتعَش من توترها : ايش بك ؟
جمانة : سلطان بسرعة شغل سيارتك البنت مغمي عليها خل نروح بها للمـستشفى
سلطان بربكَة : اشيلها ؟
جَمانة كانت ستَضحك من ربكَة سلطان ، لكنها تمالكت اعصابها وهي تقول : وش تشيلها رح شغل سيارتك اقوووول
وعَى لذاته وخرج مسرعًا ليجهز سيارته ، انتبهَت لوالدتها التي ارتدأت عبائتها بسرعة وهي تسند رؤى على كتفها ومعـها جُمان تساعدها ، ركَبن السيارة ثم توجوا إلـى المشَفى ..

،



تَخرجُ من دَورة الميَاه وهي ترتدِي روب السبَاحة ، تخرج شعرها الطويل المموج من المنشَفة البيَضاء ، تَتمايل خصلات شعررها على ظهرها بـ غرور ، تجلس امام المرآةِ وهي توزع اللوشنَ على جسدها ، تنتبَه لِـ هاتفها يرن وترفعه : اللو ..
عبير باندفاع : ايا الخاينة يا بايعة العشرة ..تطلعين انتي والتيسة الثانية من وراي ..
وريف بضحكَة : هههههههههههههه ... مو مني من سبأ اسأليها وربي تمنيتك معانا ..
عبير بغرور : اصلاً عادي ، زوجي ابو عيالي جلسني بالبيت وفكشني كم فكشة ، وعطاني كم رفسة وهو نايم ..
وريف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
عبير : اضحكي ضحك الظالم عبادة
وريف : ضحك الظالم عبادة ؟ من وين جايبتها .. هذي نوم الظالم عبادة ياحظي
عبيرة بفَشلة : ههههههههههههههههههههههههههه قلت ابي ارقعها على الموقف
وريف : ههههههههههههههه ماضبطت معك..
عبير : متى اختباراتك ؟
وريف : نهاية هـ الشهر
عبير : الحمدلله ..متفقة اردها لك واطلع مع سبا
وريفَ بشهَقة : هئئئئئئئئئئئ.. ان شاء الله يتزوج عليك زوجك ويطابن عليك..
عبير بقهَر : هئئئئئئئئئئئئ..يالحيوانة الا هالدعوة..
وريف : هههههههههههههههههههههههه ليه خايفة على حقوقك الملكية من الانتهاك ..
عبير بقَهر كبير : صايرة تويسة * تصغير تيسة :$* ماينداس لك على طرف ..بس هين نشوف الجربوع زوجك
وريف بغرور : زوجي يسواك ويسوا زوجك
عبير بخبث : تخيلي اني مسجلة المكالمة وارسلها لخالة ام رياض
وريف : كان ادعي عليك بيوم عرفة ان زوجك ياخذ عليك 3
عبير : وجع وجــع .. مادري من وين هاللسان ..
وريف : متى بترجعين السعودية ؟؟
عبير : على زوجي متى ماخلص زوجي اشغاله هجيت وياهـ
وريف : الله ييسرها لك ولَـه ..


انغَمستا الاثنتين فِـي حديثٍ طائل ، لم ينتهِـي ، لكن في ذات الوقت حدثَت معضلة !


،




وقف امام شَقة يوسِف ، كان يريد ان يحدثه عن آخر حديث دار بينهما ، كان يريد ان يخبره بأن قراره سيعود عليهم بـ المضرة ، انسحابه غير مقبول بعذر غيَر واهِي ، طرق الباب فلم يجد ردًا ، ثم أدا مقبض الباب وهو يسمّـي ، فُتح البَاب ! ، دخل الى المنزل ، ولا يعلم ماللذي حـل به ،
الشهيق اختنق في صدره ، رئتيه تلفظان الهواء .. سعل ، رغم انه لا يعلم مالسبب ، ربما لوجود شيءٍ ما ، بحث عنه في منزله الغريب ، والفوضوي بعض الشيء .. جلس وهو يقرر انتظاره ، وعلى اريكة .. لمح صورة للـيث قبل عشر سنوات .. قرأ الورقة ، ثم سقطت من داخل الورقَـة ورقة أسيرة ، ورقَة قد تغير القدر ،
فتحها وهو يقرأها ، وتتسع عيناه بقوة .. وقرا الاولى والثانية .. لـ يصدَم بمــا لم يتوقعه .. في هذا الوقت دخل يوسف ليفاجئ بوجود مشعل .. الذي همس بصدمة : لــــــــــــــيث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








- اسمَحوا لِـي أوقفْ هنـآ , الكثير من الأحداث بتصيِرْ ، بسبب هذِي النقطَة وبَس ، بدأنا نَكشف اولَى أورراق الروايةْ ، وبدأنا بدايتـنا مِن البـارت العشرونْ ، هذا هو الحدث اللي قلت لكم بأنه راح يعفس مجرى الرواية :$ , .. اتمنى محد يستعجل ويفهم مقصدي من الكــتآبَة ..

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه







 
 

 

عرض البوم صور غَيدْ   رد مع اقتباس
قديم 09-06-15, 11:31 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 269296
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: غَيدْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غَيدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 




السلام عليكم ورحَمةُ الله وبركَآتهْ ،
ماتِعرفُوا فرحتِي قدْ ايشْ بتوآجُدكم معِي ودعمُكمْ لِـيْ :$ , اللي انضمّوا لنِا يَ فرحتِي بوجُودكمْ :$ , الله يجازيني وافرحكم مثل مَ فرحتُونِـي ، البَارت يبي له بريكَات ، يعني شوي شويْ وانتم تقرأونْ ، وبالنسّبة اللي يقُول اني صايرَة شريرة هالفترة ، ماعاشْ من يكون شرير عليكم $: ..
بس الاحداث لازم تتماشَى على وتيرَة وضعتها انَا في مخطط الرواية الزمني .. واللي يقُول اني استعَجلتْ بكشف هويّة ليث لـ مشعل .. الرواية مو متوقفة على اكتشاف هويةة ليثْ :$ ، في ألف حدث وحدث راح يصير ومشوارنا بالرواية مطّول.. وراح تكشف لكم الأحداث اليومْ ان مشوآرنا ابتدأ مو انتهَى .. :$ , وقررت اني احط من بعَض التصاميمْ اللي اشتغل عليها فِـي روايتي كمعنَى تعبيري للبَارت :P ..,

البَارت إهدَاء لِـ الجَميعْ ، ولعَزيزَة على قلبِـي ، :$ .













البَارت : الواحِد والعشُرون .




ومضيتُ أبحثُ عن عيونِكِ

خلفَ قضبان الحياهْ

وتعربدُ الأحزان في صدري

ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه

وتذوبُ في ليل العواصفِ مهجتي

ويظل ما عندي

سجيناً في الشفاه

والأرضُ تخنقُ صوتَ أقدامي

فيصرخُ جُرحُها تحت الرمالْ

وجدائل الأحلام تزحف

خلف موج الليل

بحاراً تصارعه الجبال

والشوق لؤلؤةٌ تعانق صمتَ أيامي

ويسقط ضوؤها

خلف الظلالْ

عيناك بحر النورِ

يحملني إلى

زمنٍ نقي القلبِ ..

مجنون الخيال

عيناك إبحارٌ

وعودةُ غائبٍ

عيناك توبةُ عابدٍ

وقفتْ تصارعُ وحدها

شبح الضلال

مازال في قلبي سؤالْ ..

كيف انتهتْ أحلامنا ؟

مازلتُ أبحثُ عن عيونك

علَّني ألقاك فيها بالجواب

مازلتُ رغم اليأسِ

أعرفها وتعرفني

ونحمل في جوانحنا عتابْ

لو خانت الدنيا

وخان الناسُ

وابتعد الصحابْ

عيناك أرضٌ لا تخونْ

عيناك إيمانٌ وشكٌ حائرٌ

عيناك نهر من جنونْ

عيناك أزمانٌ وعمرٌ

ليسَ مثل الناسِ

شيئاً من سرابْ

عيناك آلهةٌ وعشاقٌ

وصبرٌ واغتراب

عيناك بيتي

عندما ضاقت بنا الدنيا

وضاق بنا العذاب

***

لِـ المتألقّ : فارُوق جويدَة .







عينَاي محاجِرٌ خائفَة ، ترتعِدُ مِن الشوقْ والنحِيبْ ، زمنِي خئونْ ، رمـانِي على دهرٍ ثم نسَانِي ، غيّرنِي ، افتَرسنِي ، انتَهكنِي ، صبّ علي جَام غضبُه علِيّ ورحل ، تاركنِي بلا هوية ، بلا حرّية ، بلا اختيَار ، بلا مصِيرْ ، بلا امانٍ وارتِياحْ ، غربنّـي عن الأحبّة ، جعلنِي أسيرَ هواهُ دون رحمَة ، دون عطفٍ على رجل جهنمّي مثلي ، وقوفِـي أمامك يامشعل يقتلنِـي ، ردي مربوط ، معتكف فِي ديارِ هوانـِي ، قتلتَ أحلامِي يا مشعَل ، قتلتَها ، قتلتَنِي دونَ رحمة ، لماذا اكتَشفتنِي ، ليتَك يومًا لم تكُن ، أو ليتنِي لم أكنْ ، او ياليتنَا كنا وما كنّا هُنا ، قلبِي يشيِ بالألمْ ، نبضاتُه طبول قارعَة لم تتوقفْ منذُ فترة عن النّبضْ ، عينَاهُ تهجرانه ، تتفحصانِي دون رحمَة ، يخالنِي الدهر أقوَى من مبالاتِـي وإدراكِـي ، لماذا لم أكمل اهمالي لذاتي ، لماذا ظهر مشعل وظهرت اخته ، وظهر وليد معهُم ، لماذا يموتُ القدَر في اعينُهم وأحيَا أنا في هُجرانِهم ، لماذا أبيتُ الا أن اعترفْ ، قتلتمونِـي ، وزعتمونِـي الى اشلاء ، بعتم جسدي ، وهويتّي العربية ، مسلُوبٌ إبنُكِ يـا أمّيْ ، أينَ عيناكِ يا هزيمَة ، ليتَكِ تشعُرينْ ، تقدّمتُ بغضبْ الى مشععل ، ثورَة عظيمَة عنّفتنِي حتّى تقدمتُ إلِيـهِ ، انتشَلتُ الأوراق مِن يديهِ بغضبْ ، قمت بتقطيعها امام عينَاهِ أربًا اربًا .. تنَاسيتُ شعوره ومن يكون ، دستُ على شوقِـي وثارَ قهرِي وانا اقُول : ليــث انتهى .. ماله تاريخ ينذكر ، وماله تاريخ ينعاد .. ، ليتَك كُنت تعلم يـا مشعل بأني اموت وانا انطق ، بأني انازع وانا اموت في نطق كلماتٍ صعبة تهشمني بقوة ، غريب انا ، لا اعلم لماذا انفجرت فيك ، وانت يرتفع صدرك بقوة ، شهقاتهُ مسموعـه ، مصدوم بقوة اللا مصدقين ، عينَاك ستدمعان ، محمرتّان ، غيرَ واعيتان ، دفعتنـي بغضبك وثورتِك ودموعك الى الجدار وانت تضرب صدري بقوة
وتلومُه غير مهتمًا بـي وتقول : انت لــــــــــــــــييـــــــــث لا تقابلـــني بــــــالنكران ..
أنكُر ؟ ، أوهل بـقي مجاال ان انكر ! لا يا مشعَل .. انا لن انكر .. اطمئن ، لكني ابيت العودَة ، أبيتْ ، أبيتُ أن ارجع ، أتعلَم لِـماذا ؟ ، لأني أخافُ ان أرجع ، فأخسر الليث قبل ان القاه فأجبتُ بهم لَك : ياليته مات قبل ماتنطق بإسمه !!
ضربتني بجنون وقهر على صدري وانت تصرخ علي وتبكي غير مصدق ، نزعت الشارب الاصطناعي وبانت ملامحي ، وكأنك لم تعرفني ، لقد صدمت لأنك رأيت ملامحي ، وزدت في الصراخ ، تارةً تختار حضني لتشمه وتحتضنني ، وساعة تضربـني وتصرخ بقسوة وخشونه ، وانا هناك مجرد بابتسامة جانبية عابثة ، صفراء وساخرَة ، ليتنِي كنت أخبث لأبتسم بخباثة ، لكني كنت أتألم ، وانهيارك يفضحني ، ليت الدموع تنهَار ، ليتنِي اذود الآن ، لازلت تعتب وصوت بكائك المسموع كان يشعل نيراني ، تبكي وتبكي دون ان ترحم وتضربني وتصرخ وانت تقول : ليـــــه ؟؟؟ ليه ماتكلمت وقل انه انت .. وامك ؟؟ واهلك ؟؟ خواتك ؟؟ عمك ابوي اللي تعب وشقى سنينه عشــانك ؟؟ قابل اللي ما يتقابل عشانك ،، بنت عمك ..اختي اللي انطعنت في شرفها بذنب انها بنت عمك .. انا اللي ياما شربت العلقم عشانك وسكت وتصبرت .. عشان ماتبي تقووول انه انت ولا تريحنا *ضربتني وصرخت بآه ، تريد ان تسبني ان تضربني اكثر لكنك كنت تبكي ، بكاء غير المصدقين ، بكاء نهارهُ طال لِـ عشر سنوات ، لست مدينًا لأي منكم عدا امي ، فأنا مدينٌ لها بـ عشر سنواتْ مِن عُمرِي *
كم نبدو ضُعفاء جداً حينما نخشى أن نواجه أنفسنا .. أن نهرُب من كل شيء قد يُرغمنا على البوحِ بأشياء لا نريدُ لأحدٍ أن يسمعها أو يقرأها .. أحياناً ولضعفي الشديد .. أعترف بأني أخشى كثيراً أن أكتُب لأني لا أُريدُني أن أقرأ ما كتبت ..مضت الأيام سريعاً .. أسرع مما ظننت .. وأسرعَ جداً مما ينبغي لها .. مضت هكذا دون أن تسمح لي أن أستوقفها بلحظة .. أكتبها .. أصوّرها .. وأخبّئها في جيبِ ذاكرتي، كل شيءٍ حولي كان يجري سريعاً .. إلا أنا .. كنت كالعاجز تماماً عن اللحاقِ بهم .. شيءٌ ما يقفُ بيني وبينهم .. صوتٌ ما يصرُخ برأسي .. يُعيقُني عن سماعِ أصواتهم التي تُناديني من بعيد .. و عُتمةٌ شديدة تمنعني عن ضوئهم الذي يخترقُ عيني و يُبدّدُ ظلاماً يُحيطُ بي حين وحدتي ..هذا ماكُنت أعانِييه ، هذا ماكان يؤلمنِي ويؤرقنِي ، يقتلنِـي ويبدد انسانيتي ويجعلني وحشًا ، ازدادت قسوة مشعل وثورة غضبه ، تقبلتُ ضربه ،، وبرحابة صدر !! ، لكن في النهاية ، وفي ظرف ثانية ، تبدلت الادوار ، لأجعلهُ مكانِـي ، ليكُونَ مستندًا على الجدار وانا امامه ، واكتفُ يديهِ وانظر لعينِيه وانا اصرخ: مشـعــــــل .. خلاص .. اهدأ ..اسمعني خل اتكلم .. * نظر الي وحاول .. لقد حاول ان يتماسك ، ثم همست * اتكلم ؟
هز رأسه وهو يتنفس بقوة ثم قلت بألم شديد ، كان قلبي يريد ان يطير ، لقد اصبح نِصفُ حرًا ، لكني وضعت يدي على يساري صدري لأطمئنه بأن الباقي سيسعده اكثر ، استعَنتُ بالله وكانت عيناي تلمعَان شوقًا وقلت له : حــاولت اقولك ، حاولت المح لك ، افضح نفسي قدامك واقولك يامشعل انا ليث.. معقوولة ماعرفتني ؟؟ لكني سكتت .. وش بيكون موقفي لما انت تعرفني باسم يوسف وفجأة يوسف هذا يكون ليث ؟؟ بأي وجه انا اقدر اقابلك !؟ ، وثاني شيء كنت محتاج لقوة حتى اوصل لأشياء كثييرة كنت ماوصلت لها الحين .. اعترافي لك راح يسبب انهياري..راح انسى الشيء اللي انا اطمح له وهو هويتي..وراح اكتفي بوجودك جنبي ..وارضى بقضائي وقدري.. وانا فعلا ..تعرضت لـ هالشي..قبل كم يوم جيتك وقلت لك ليث مامن وجوده امل ..تحملت ذل وقهر وغربة وبرد ووحدة .. والالم والقهر اللي بصدري ماطفت نيرانه الا يومني شفتك .. بس بعدما شفتك اشتعلت نيران بقلبي اكثر من قبل .. حاولت اتحمل وانسى اللي صاري ، لكني ماقدرت اتحمل غربة اكثر ، لذلك نسيت ، او تناسيت نفسي ، وتجاهلت ذاتي ، وصار ليث وجوده وغيابه معي مايسوى شيء ، عنبوها من غربة يامشعل..فتت قلبي بكل مافيه .صمت وعيدت ولبست واكلت وشربت لوحدي ، من غير اهل واصحاب ، توي قبل كم شهر شفت فهد ، وشفتك وشفت وليد ، لعنت بليس الف مرة ومرة حتى ما انهار..بس الحين طاح حيلي..وشاب راسي ..

ليتك كنت ترد ، كنت صامتًا وعيناك تلمعَان ، احمرار انفك ينم عن كتمك لدموعك التي كانت تبوح وتثرثر ، يرتجف جسدك بين كل فينَة والأخرى ، غير مصدّق ، حزنك كان يناقض سعادتك ، وتذكرت امي لتقول : ياصبر امك ياصبرها !
ابتسمت بسعادة جريحَة ، كطير بلا أجنحَة ، : امي ياحلو صبرها .. وش مصبرني غير اني داري انها باقية تنتظرني ..
أردفتَ بألم : وانت ..كِـيف صبرت ؟
[لِيث : [ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ،
وبعَد جوابِي لكَ استكَان قلبِك لِـ تقول : والنّعمْ بالله وبقدره .. هزمني صبرك قتلني ..ماتخيلت نفسي في مكانك لاني بموت مذبوح او بيضعف ايماني بربي !
ليث : الغربة قوت ايماني ، ماهي فرصة حتى انسى اللي خلق !
مشعل : كيف كنت تنام ؟؟ تاكل تشرب ؟؟ كيف كنت تصلي ورا جماعة ؟؟ تعيد مع مين ؟؟ تتكلم مع مين ؟
خنقتنِي غصّاتِي ، متراكَمة على حُنجرَتِي تريد ان تعبث وتخرج كـ الدّموع ، كبّتها لـ تخرج الأحرف بقسَاوة مِن فاهِي وتشِي بأسرارِي الدفّينة : مع السماء والطيور
مشعل رفعَ عينَـاه : غريب أمرك يا ليث ؟
ليث بألمَ : لا تقول ليث.. صعب اسمع احد يناديني.. انت اول من يناديني .. من بعدها !
مشعَل بِـ دَهشة : من بــعد ميـن ؟
ليث : من بعد كحيلة عينكم ..
مشعَل بلا تصدِيق وبصدَمة : و .. وريـ..ـف ؟
قمت بهزّ رأسي ونهَض بغضب وهو يتكلم : تسوون اللي تبونه وانا آخر من يعلم ..
توقفّتُ ناحيته وقلت : وش بتسويي لها ؟
مشعَل بلا وعِي بذاته : بذبحَهـا ..
اجلستُه بقوة الى الأريكَة وانا اقول : مانت بطالع من المكان الين ماتعقّل !
مشعل بقهر : كيف كانت كاتمة وماتتكلم .. وكأن ماشيء صاير..كلكم تعرفون وانا اخر من يعلم ..
ليث : اختك كانت بتفضحني .. سكتتها عشان المصلحَة العامة ..
مشعَل بسخرية : مصلحة عامة ؟ على ولد عمك اللي قلب العالم عشانك !
ليث بابتسَامة : ماللنسّاء رب يامشعل.. اختك كانت بتوديني لسهـيل ..
أجبتني بألم : ليتها ودتك لسهيل يمكن لقيتك .. حتى سهيل نبشنـا فيه ومالقيناك

يبلعُ غصّتُه ، مرةّ هِي الغصّاتْ ، يعَجزْ فِيـها ان يبُوحْ ، يعَجزُ فِيها عن الثرثَرةْ ، الكلمات مكتظّة فِي حُنجَرته ، تتحشرجُ حنجرتُه غالبًا بكلمَات حادّة تغوص في عُمق ذاتِه ويجُيب بانكسَار : ماكنت ابي اشوفك..خربت علي يامشعل مشوار عشر سنين من عمري..
مشعَل يجيب بقهَر : لاتحط اللوم علي..قل لن يصيبنا الا ماكتب الله ! ، واللي صابك الله كاتبه لك وعليك.. وصدفتي بك المفروض تكون حافز لك مو ضدك..
ليث بقهَر مضاعفْ : مو لأمثـالي ،كنت متمسك بهويتي ..بشخصي وذاتي اللي ضيعتها من سنين .. يومه شاب راسي جيتني يامشعل ؟؟ ..شوفتك كسرت لـي ظهري..
مشعَل بتوتّر حانقْ وغريبْ : وش الحل ؟ .. كيف نقدر نطلعك من اللي انت فيه..
وقفّ يصدْ ، يقابل مشعَل بظهرهْ ، يعصر اصابعه في قبضه يده ، يعضّ على شفتِيه بقهَر ، ضامن جدًا بأنه لن يعض على ابهامه ندمًا ، لأنه اختار قدره ورضَي به : هذا قدر ان زعلنا وان رضيـنا .. ادفنوني وعلى الله يرجع الحـال
مشعل يتوجّه بلا تصديق الى ذاك الذي يتكّلمْ بالكِبَر المزعُومْ ، وبـ الهمِّ المُختنِقْ ، ليتحدّث بشفافية سودَاء لا تليق بطُهرِ ذاتِه ، لفه لِـ ينظر الى عينَاهُـ ، يغوصُ فِيها ظلامُ ليلٍ حالك~ ، ينَاجِي عينَاهُ كثيرًا ، عيناه اللتان تغوصَان فيه وتفضحانِـه من الداخل الى الخارجْ ، احتَضنُه لِـ آخر مرةّ ويقُول : لو تختار قبرك وتموت..ماتركتك حتى للموت وانت بيدي .. احلم على قدك يالليث.. ماهو انا اللي يتركك .. انساها يابو الصقر ..
انسَحبّ عني ويالَيتُه مَانسحَبْ ،، رحل تارك لِـي بقاياْ ألملمهـا ،سجُون الغربة قيدتنـي ، لم اكن اعلم بانه كان يحتضر مِن الم الشوق امامِـي ، يتزلزلُ كيَانُه دون أدَنى عطفٍ او رحمَة ، كيفَ المصِـير يا إله المَصير ؟ دلّنِـي على مخرجْ مِن مخارجّ النور ، وانت النور . كيف لي ان اغوص في سباتٍ في ظلامِ ليلٍ حالكِ ، اله اللغة والضاد ..ارزقني المخارج ..انصرني على من اقتحم اعشاشي ورماني بياسمينات سامّة جدًا ، افتح علي باب رحمتكِ وعطفك ، يـاليتهم حولي ، لزملوني ، ياليتني ميتًا ، لربما ارتحت ، العذاب المتواصل ، يذكرني بسم الافعى المغلول ، أنا امُوت ، اشتَقتُ لِـ الصّحراء ، موطنِي ، الذي مهمّا بلغَ فيهِ من تمّدُن ، لازال رمال الصحَراء تدَاعبُ قبائِله ، قبيلتِي ، كيفَ تمسِي ، وكيف أمسِي ؟ ، الحَيـاةُ مِنهكَة ، الايام طويلة ، الصباحاتُ ثقيلة ، انا اشتقت ، للطيور المهَاجرة ، يالها من خائنَة ، رحلت حينمّا حل علينَا الشتَاء ، هاجرتْ الى بلادِي الدافئة ، لقد عنّفتها موجت الكبرياء الصحراوية ، احتضنتها بين جلابيبها تدفئها برمالها ، وبأشجارها المصفرة ، خريفنَا لقد رحل ، رحل الى بقعة الوطن ، الى قبلَة اللاجئن من الغربَة ، مشعل ، اقسم بأنك أول طعنة ، غرستها في صدري ، ثم لم تنفك يداك عن اخراجها من ظهري ، نظرت اليك وانت تدخل الى مكانك ، فندقك ..محني الظهر وحزين ، شاحب ومقهور ، لانك لم تنقذني مسبقًا ، لانك قتلتني بنفسك ، وصدّقت كلامِي ، ليتني كنت قد صرخت ، وقلت لك ، مشعــــل ..تعال ، انا امزحَ معك ، انها مجرد مزحة غبية ، مزحة ساخرة ومريضة ، تستهزأ بالعَشرِ سنواتِ الاولى ، لكنك رحلت ، دخلت وسددت الابواب في وجهي ، ولم اتكلم ، عيني توجهت على نافذتها ، لم تكن موجودة ، ماذا سيفعل لكِ اخوك ؟ ، ماذا سيفعل لكِ يا سمائِي ؟ ، اهل سيضربك ؟ ، ثم هل ستمطرين ؟ هل ستغضبين وتشمئزِين ، وببرقك المرعب ترعبين ؟ ، امطري ياسمائي ن امطري واشبعي ارضي القاحلة ، انا العطشان مِن مطرك ، اخبريهم بأنّكِ الأولى ، أخبريهم بأنك القسَمُ الاول والاخير ، أخبريهم عن قلبي ، قلبي المتعلق على شبابيك غرفتك ، اخبريهم عن سرعَة نبضي وعشقي ، اخبريهم عن جنوني ونسياني ، لا ابالي ، انني مرضت ، والحب لا دواء له ، فهل من جرعة تطفأ لهيبهُ ، ام ليس هنالك مايدون في صحيفتِي الا جنوني وهذَيْآنِـي ..؟؟؟


،

وَتمضِي الأيام ، وعَلى قلبِي يستَحيلُ النّسيَانْ ، لكنّ أربعَة أشهُر مِن الحرمَان ، لا تحل شيئًا!! ، قررت أن انهض ، الضعف والهّذيان لن يكُونَ حلا ، أعيشَ مع قاتلِي اخي حيَاة روتِينيَة ، حاولتُ تبرأتَهُم ، فبرأتُهم ، الا هُوَ ، كلمّا لمَحتُ طيفَهُ تذّكرتْ أخِـي ، تشتَعل النيران دون ما ايّة ادراك ، ينتفضُ جسدِي ككلما تذكّرتُ أني وحيدَة ، قلبي يرتَعب وعينَاي تزيغَان ، الدموع تتساقطْ كنهرٍ جارفْ ، يسَتحيل على المّد او الجَزرِ اسكَات جريَانِ أدمُعِـي ، فلذلك قررتُ ان لا أبدو كالضعفاء ، انا قويّة بمَا يكفِي لكي أثبِتْ لهُم أني لستُ بضعِيفة ، وقَفتْ على قدميها وتَسللتْ إلى دولابِـها ، دولاب جديد اشتَراهُ لها عمّها أبو ناصر في الوقت الذي قرر ان تكون لها غرفة كباقي أفراد المنزل ، فتحت الحقيبَة وهـي تضع يدَها على خِصرها المنحُوت ، ويتمَايلُ على أكتفهَا شعرها الرمادِي القصير ، عينَاهَا الرمادِيتّان تريد أن تختار أحد قطع الملابسْ ، التي تكفلت بِشرائها لـها جُمانْ ، رغم كرهها لها في بداية الأمر ، الا انها احبتها بشكل غير معقُول ، اليوم فِـي الفجَر سيكون انطلاقُهم الى المَزرعة ، وسيَباتُون هناك ، انتَبهتْ لوجُود هيفَاء ،، زوجَة ناصر تقف بجوارها وتسَحبْ قطعَة فُستَان كُحلِـي لها وهيَ تقُول : هذا احسه يجننْ عليك .. ، وابتَسمت لِك الحائرة بامتنانْ ، تخرج معه اكسسوار باللون الذهبي ، عقد جميل سيتلائم مع دقة عنقها ، دستهم في الحقيبة وأخرجت باقِي الملابس ،
ثمّ همستْ : جُمـانة ويـن ؟
هيفَاء تبتسم بسخرَية : جالسَـة مع عدّوك !!
رُؤى تظَاهرتْ بعدّم المُبالاة ، لكن التوتر يفضحها خصوصا حينمَا ترتعد عدسة عيناها وَتمُوج يميينًا وشمالًا ، أكملت وضع احتياجَاتُـها من فرشاتها وصابُون استحَمامها ، وبقية ماتحتاجُه ، ربما هذا يجعلها تتشَاغل من هيفَاء ، هيفاء التِي طالمَا رصدَت تصرفات رؤَى وحللتها بنَاءًا على تخصصها ، علِمُ النفّسس ، لازالت هيفَاء تنظر لتلك الهَـاربة ، التي تعبث وتخبي توترها الذي يزداد ، ويظهر على تصرفاتها تدريجيًا ، وتسَارع انفاسها يشتاطُ غضبًا فقط لذكر اسم ذلك الذي تظنُه قاتلاً ، هيفَاء وبكل صراحة : على فكرة ، حنا بنطلع في سيارتين ، سيارة ناصر وسيارة سلطان
رؤَى بابتسَامة مُجاملَة : يشرفني اركب مع ناصر ..
هيفَاء ترفَع اكتافها : ناصر عنده انا وعمي وعمتي ..
رؤَى بقهَر : سلطان ذاك ما يشرفني ،، وان كان هو اللي بيوصلني والله ان ماركب معه..
هيفَاء بقهر : ليه كرهك على سلطان واصل لـ هالحد ،، من تزوجت ناصر ماشفت اطيب من قلب اخوه ،، انسان مرح ماينشك فيه وبطيب اصله ..
رُؤَى : بالعنَة اللي تلعنه .. أنا شكُو فيه ؟ ، مااستظرفه ومستحيل اتقبله .. وماراح اروح ان كان مافيه الا سلطان ..
جُمانَة تدخل على النقاشْ المِحُتَدمْ ، ترَى كلتاهُما تدافع عن طرفْ محايدْ ، تجلس بقهَر امام رؤى على اريكَة مخمليَة وتقول : ما قلّت السواويق ، خلاص انا اروح معك مع سواق وسلطان يمشي لحاله..
هزّت رجلَييها بتوتّر ، لم يعد يهمها شعُور احد ، بقدر مايهمها شعُورها ، بقدر الحريق التي تريد اطفَائها ، هؤلاء قومٌ لا يشعرون ، أشاحت بوجهها كناية عن عدم المُبالاة ، وانشَغلت بحقيبتها ، هيفاء تضرب على فخذها وتقوم وهي تهز رأسها بأسف ، جُمان لازالت تنظر اليها بقوة ، سبحَان الله ، تملك نفَسْ عينيهِ ، وحتى هيأتِه ، مالذي أصابني ؟ ، هي لا تشبهه ، لكنّ حقدي يجسد من كل انسانٌ اراهُ سلطانًا ، عنفّتُ نفسِي كثيرًا وأنا ألومَها ، وعينَاي لا تكادانِ أن ترجِفانْ ، قمت مِن مكانِي وأنا أسحبُ عبائتِي من شمّاعةِ الملابسْ ، جُمانة تقف بقهر وهي تنظر لي من طرفِ عينيها لا تريد أن تكلمني ، ماكَان هذا الاتفاقُ يومًـا ، لقد قهرتها ، وقهرتهُم ، وأنا في اواسطِ منزلهُم ، يجب أن أرحل ، أن أعلمَ نفسِي الرحيل ، أن لا أبالي بهشاشتِي ، ليسَ كل هشًا يمكنْ كسرَه ، فالأوراقُ هشّة ولا تُكسَر ، خرجَت هِيَ من المَكانْ ، وأنَـا خرجتُ خلفها حاملةً معي حقيبتِي ، ارتَديتُ نقابِـي امام مرآة واقفة بجوار باب غرفتي من الخارجْ ، ثم توجهت خلفها ، ولمحتُ وجودُه وانا كارهَة ذلكِ الوجود ، أهديتُه أبشعَ نظراتِ الاحتقَار ، ولم تفتنِي ابتسَامته ، رغم احتقارري له ، لازال يبتسم ، لقد عادَ يضحك بعد انهياره ، ولازلتُ انا الرّهينَـة ، رأيتُ جمَان تركّب السَيارة معي بـالخلف ، وأنا أركبُ معهَـا ثم من غير سابق انذار كان هو يجلس مكان السائّقْ ، احترّقتُ من الداخل واشتعلت .. ماكان ينبغي ان اثق بهم ، عنّفتُ جمان التي تجلس بجواري وقلت بحقد : وبعد كل هالبلاوي تكذبين ..خافي ربك فيني ؟
جُمانة رَفعت رأسها : ليه انا شسويت ؟ ، سواويقنا طالعين اجازة ومضطرة العب عليك حتى تمشي مثل الناس..
رؤَى بغضَب : افتحي الباب ابغى انززل..
جمانَة تخفِي ضحكتها : ترا مو انا اللي اسوق .. اخوي اللي يسوق
رؤَى بغضب تحاول فتح الباب لكنه لا يفتح وتلتفت لجمانة بغضب : قولي لـ الزفت اخوك يفتح الباب ..
جمانة : على هونك على هونك .. وش اللي مأذيك ..اعتبريه مثل السواق عندك ولا تـحرقين قلبك على قلة سنع !
رؤَى : ماتشرف يكون سواقي ..وانا معه بمكان مانجتمع ..

سلطان فهَم الهمسْ ، لأن صوت رؤى يعتلِـي تدريجيًـا ، حتى هو لم يرد ان يكون معها في مكانٍ واحدْ ، لكي لا يؤذِي مشاعرها ، لكنها مضطر في ذلك الوقتْ ، سمع تأففها بين الحِين و الآخر ، تهز برجلها بغضب وهي تلتفت لجمانه بين الحين والآخر ، وجمان تَضحك عليها ، طالَ الطريق الى ساعة ونصفْ ، ثم بعدَ ذلكِ وقفوا امام بناية ضخمة مسورَة بأسوار حديدية ، نزلَ الجمِيع ، وهيَ لازالت تتأملها ، وتبتسم دونَمـا اي شعور ، انتفَض بدنها حينما سمعت صوته يضحك مع اخيه ناصرْ ، كان فضولها يريد ان يعرف مالسبب ، لكن غرورها داس على فضولها ، لتلحق بجمانه وهيفَاء ، وقلبها يشتَعل حقدًا عليهمَـا ،



،


واقفٌ فِي حديقَة القَصرْ ، فِـي يدِه ملفاتْ كثِـيرةْ ، مسجل فيها آخر المُعاملات التي تعامل بها ليثْ ، وآخرْ مكَان وجدَ فيهْ ، وكان هذا قبل 8 سنوَات تقريبًا ، آهٌ لو يعَررفُون بمَا يعرْف لتقَاتلُوا كلّهم عليهِ حتّى ينطُق ، ولكنّ الذِي يعرِفُ هوّ اللهْ ، يعَلم مافِي سريرَةِ نفسهِ ، يعرفْ كل شاردَة وواردِة فيهْ ، ما تنطقِ بهِ شفتِيه وما يخفِيه صدرهُ وعيَنيهِ ، جلَس على الطاولة ولازال ينظر لآخر صور تم التقاطها لليث قبل 8 سنواتْ ايضًا ، موجود فِي الملف صورة الضّحية ، الدكتور الذي ماتْ ، وصورةَ الممرضة التِي مع الطبيب الذي قُتل ، ومكان الحَدثْ ، وشكل الحقنة ، والأدلة المزورة ، وبعض البصمَات ، وتزاحَمت الافكار في رأسه لغلق الملف وهو يصفع به ، ويراها تقف امامه ، تجلس بلا مبالاة وبفضول تسَحب الملف ، لكن اصابعه تلتقط الملف وبغضب : حقوق ملكيّـة !
ضحكت بسخرَية وهي تقُول : يا حقوقك الملكية .. حبينا نشبع فضولنا وبس..
سَخر آدم بقوة ، نظر اليها باحتقار وهو يقُول : طيب انا حاب اشبع فضولي ياست هَاجر .. انتِي ماتستحي تجلسي مع رجال غريب ؟
هَاجرة بإحراج تقف وتبررّ وقوفها مع عدم وجود مبرراتْ كافِيَة لما تفعل ، وترفع كتفيها : تعودّت من قبل !
آدَم بسخريَة : تعودّتي .. عطيني عدد ! ، لمَ تفهم سؤاله اوو استفهامه ، لكنها كانت تغلّي من الداخلْ ، حرارة معتَنقة في ذاتها ، ترتجف وتهتز من الداخل بسبب نظراته واحتقاره ، لكنها لم تعتد الا على الجرأة الممنوحة بصك ضمان من اخيها وابيها ..سؤاله يترددّ في دماغها " عطيني عدد " مالذي قصده ابنه امه ؟
لتجِيبه : عدد ؟؟
آدَم بقهر : ايه عدد .. مو تقولي تعودتي ..كم عددهم اللي جلستي معهم غيري ؟ ، ماعندك خجل ! ، ولا تجردتي من الدين والادب مثل ابوك واخوك ..
هَاجر بقهر وبغضب : احترم لسانك ، لابسَة حجابي ومحتشَمة بـ نفسي وماني قاعدة اهيت على كل من جا وراح .. المفروض ما تتجرأ تنطق بمثل هالكلام .. تعايرني بخوف ربي .. وكيف تقذف بي .. ولاتقذفوا المحصنات الغافلات !
آدم بسخرية عويصَة حرقت مشاعرها ولو لم تكن انسانا لاشتعَلت دخانًا : في فرق كبير بين اني البس حجم واحترم حالي واتخلى من الجرأة واتحلى بلباس الخجل .. وبين اني ادعي لبس الحجاب والحشمة بينما انا مثلي مثل اللي مَ تلبس حجاب ..
هَاجر بعصبيَة مفرطَـة كونها لمْ تعتَد ان يكُونَ موبخَها بهذهِ القَسوة لتجيب : ودام انه مو عاجبك ياسيد ادم ضف وجهك ولا تتفلسف ..
آدم بـاحتقار : اكيد مو عاجبني ولا يشرفني .. لو انك اختي كان القبر اوسع لك من ديار ربي ..
ولفّ ناظريه ليكمَل طريقه لكنه تفاجأ بوجوده وقال : ان كان مو عاجبك انها مو محرمه عليك..حللها عليك واطلبها بالشرع ..
آدم بصدَمة رفع حاجبيه وتلك تشهق وترتجف شفتيها من قرار والدها ، نطق آدم باحتقار : مَايشرفني خلط الانساب !
بو عمّار بغضب : مَ يشرفك خلط الانساب بس ماتبي توقع بالحرام .. وين الاهون تاخذها على سنة الله ورسوله وتجالسها كـ اخت ..او انك تلاقيها قدامك بالحرام ..يامطوعنا !
آدم بقهر : مافيه شيء بالزواج اسمه كـ اخت .. هذا ايلاء والله مايرضى باللي يولون عن نسائهم اكثر من اربع اشهر وما يكفرون عن القسم..ان كنت تبي زواج بالدين ، فهو زواج الشرع وانا راضي به..وعلى قولك..تكون زوجتي..ولا تكون معرضة لأهل الحرام بشوفتهم لها .. مايعجبني تحرر بنتك ..وان كان في شخص ملوم بـ هالشيء فهو انت
انصَرف من المكَان ، لكن تلكِ تنهَار على والدها بقهر ويلتفت ليسمع حديثها مع والدها وهي تبكي : ماابغااااااااااه ..
بو عمار ينظر للملفات وبنظرات غاضبة : انكتمي ..صدق ولد امه يوم قالها ..
هَاجر بغضب :ما ابغااااه .. م يشرفني .. صح كنت مثل ابوي .. ومو بس مثله .. الا ابوووي..لكن لو اخوك عايش فوق تربته مارضى لك تسوي في بنته كذا
بو عمار بعصبية يقف على قدمِيه : وانا ايش سويت .. من يوم وعيتي على الدنيا وانتي بنتي..مدللة ومعززة ومكرمه .. واللي ادرى بمصلحتك تعايرينه ؟ .. انا طول عمري ماشفت فيك بنت اخوي .. شفتك بنتي .. ام عمار اخذتك وهي اللي رضعتك وحليتي على عمار وكنتي اخته..ماقدرت افرق بينكم انتم اخوان وانا ابوكم..بغض النظر عن امك وابوك الشرعيين..بس ماعمري فكرت اخليك تناديني بعمي..كنت ابوك ولين ماموت انا ابوك.. وانا اللي ادرى بمصلحتك..
هَاجر بقهر: انت ابوي طول عمري من وعيت وانت ابوي..انا ابوي اللي مات ما تقدر لي شوفته ..لكن ربي جمعني بأبو ثاني..تكفى لاتكوون ذباحـي ..ماابغى عميلك..
بو عمّار : ماهو بعمـيلي.. هذا مثل ولدي
هاجر باستنَكار ودموعها تفطر من عينيها : مثل ولدك ؟ .. وقسوتك عليه وسياط همك اللي نزلتها فيه .. وفيني انا .. تبي تجمعنا فـي بعض..يووبه تكفى لاتذبحني ما ابغاه
بو عمار : صدق لما قال اني عطيتك وجه بحريتك .. كوني له بس لاتكوني عليه.. فكري واستخيري..ثوب الحزن لاتخليه جلبابك..الله يوفقك..

دَخل تاركًا ايها تنَهار ، نظرت اليه بقهر بعدما رأى انهيارها لازال جامدًا مصدومـا ، اذا هيَ ليست ابنته الشرعية ، بل ابنة اخيه ، وقد كفلها ، كيف لأمثال سعود العزيز ان يكفلُوا ايتامًا ؟ ، كيف يتسنى لهم ذلك !! كيف يوجد هنالك مكان للطيب في قلبه ، ايعقل ان يشعر ؟ ، لمح فيه جانب انساني بعدما كان يظن انه مجرد خبيث يتلاعب على كل الاطراف.. وقفت تحتقره ودموعها الحارقة على وجنتيها ، وحلقها المحشرج لازال يخرج شهقاتها ، دخلت الى الداخل ، وهو لازال ينظر الى مكانيهما ويكأنهما لازال يتحدثان والحديث يرن في اذنه .. مصدومًـا بلا شك !

يحدث أن يذبل فجأة في صدرك شيء تفقده بعد شهيّتك للحديث ، تريدُ أن تبوحْ ، لكنّ شهَوة الحدِيثْ أصبحّتْ مرةْ ، بلا طَعم ، تريد أن تتقيأها لترتَاح ، لكنها لازالت فِي معدَة الروّح ، تحلّ معادَلة الألمْ ، شعَر حينَ ذاك بأنّه الوحيدْ الذي افتقده ، رغم رؤيتهِ لهُ أمامه طوالَ الوقتْ ، الآنَ غدَا ليثًا ، ياويحِـي ، لما لم أجرأ على ان أحتضِنه طويلاً وأقول له أنا مُشتَاق ، ربمّا لأني كُنت غاضَبًا ، ولماذا يأبى المَجيء معِـي لماذا طلَب منّي دفنهُ وارسَال رسالة إلى أهلهِ بأنه ماتَ هُناك ، وهو حيّ يرزقْ ، لماذا تعترِيني طاقّة ولأول مرة فِـي حياتِي أن أضربْ أختي ، هَذا الهم لا يرحَم ، يذّبححَ ! ، يراها تجلس امامهه ، وهو لا يبالِـي لجلوسها ، مكسور من الداخل ، مفضوح من الخارج ، تريد ان تحل معادلة صمته ، ولم تعلم بالمعادلة الصعبة التي داخل رأسه ، جالس محني الظهر ، مذبول القَامة ، ينظر للفراغ ، عينَاه فيهما أثر البكَاء ، من الذي أحرقَ قلبك يامشعل ، دلني عليهِ لأحرقه ؟ ، لم يكن لمشعل ان يتكلم سوى ان التنفس ازداد تدريجيًا كناية عن القهر المستزيد في صدره ، مستفز هو القهر ، مستفز جدًا ولا يرحم صاحبه حتى يجثيه ارضًا ، انظري الى عيني أخيك ، ماذا ترين ؟ أتري الانكسار وقل الحيلة ؟ ، اتعلمين بسبب من ؟ ، بسببك ، بسببَ صمتك ، صمتِك الجاثم ، قاهِر الرجّال ، لمَ لم تتكلمي ، لما كنتِ طوال الوقت تمثلين دوَر التي تهتم لقضية غياب الليث ، بينما انتِ بالحقيقَة تعلمين بوجوده ، انك تلعبين مع الشيطان هذهِ المرة ، كنتِ تكذبين معه ، تقولين بأنه ليس هو وانتِ تعلمين بأنه هو الذي قررنا ان نكون مذبحَة لأجل عودتهِ ، وهو الآن لا يبالِـي ان كنا سنرجع ، او سنعود معَه ، غربَاء دون ان يسأل الدهر عنّا ، وفي كل موسِم من انكسَارنا ، يرسل لنا حمامٌ زاجل ، في قدمِه معقودَة رسالة ، مطوية باتقان ، بداخلها كلمَة " لا تقرأ دهرك ، لأنك ستمُوت " ، الطعنات لا تحتمل ، خصوصًا من فتاة تملك عينينِ كعنينكِ يا أختي ، عينَان لا تنمان عنِ الاحتيَال ، لقد كسرتِ حاجزَ مملكتِي ، اقتحَمتِ كيانِي وهدّمتِي اركانَ أخيكِ ، لم ترحميه بكذبتكِ التِي لا تُغتفَر ، كيفَ لي ان استعيد الليث الآن ؟ ، لو أنّك فقط أخبرتنِي منذُ البدَاية ، لكنت أستعدتُه بسهولة ، اما الآن فلا اقدر ، لقد بكيت كثيرًا امامه واحتضنته ، لم يؤثر ذلك فيه وكأنه قد جرد من المشاعر ، انا لا الومه ، ولا الومك ، بل الوم الدهر الذي وضعني في المنتصف بينَكمَا ، محتالَينْ ، لا ترحَمان ، صمتكما قاهِر ، وكذبكمَا لا يغتفَر ، لا يغتفَر .

قاطعَهُ الصمتْ بِاستفسارها وهيَ تقُول : مشعل .. شفيك ساكت ؟ ، ليه المح تعب في عيونك ؟
مشعَل بغضب وقهر : لا تسألي ، امثالك المفروض يستحون السؤال ..
وقَف متوجهًا الى غرفتهِ تاركًا اياها ، وقفت معه ولحقته بصدَمة بعد أول أسلوب قاهر قهرها في حياتها من اخيها لتقول وهي تلفه : مشعل اش فيك ؟؟ ، وش سويت انا عشان استحي ..
مشعَل بعصَبية : لا يهمك اخباري ولاتهمني اخبارك..أنا معك بس أأدي امانة ابوي..تكوني تحت عيني والله يوفقك.. تهمة احتيالك مالها مبرر .. كنت مثل الجاهل بين يديكم..قهرتوني الله يقهركم..
وريف ودُموع تجّمعت فِـي عينيهَا وهي تقف امامه وتضربه بعَتب على صدره وشهَقاتها تؤلم مسامعه وتقول : انا ايش سويت لك قول ؟؟ ..مالك مبرر تتهمني زور من غير ماتعلمني وش اللي سويته .. حرام الظلم يامشعل..الظلم ظلمات يوم القيامة.
عضّ على شفتيه قهرًا ، لا يريد ان يرى دموعها التي تضعف قلبه ، مشَى وهو يقول : ان كان تبي تعرفي وش فيه..سألي الليث يخبرك !

دَخل غرفته تاركًا اياها ، صافعًا الباب امام وجههَا ، مصدومَة هِـيَ ، لاتعلم مالذي جعلها هكذا هشة وطرية كقطعة صلصال يعجنها الاثنينِ دونَ رحمَة ، لماذا مشعل لم يفهم الموضوع جيدًا وحبكته ، لماذا يتعَامل معِي بكل هذه القسوة ؟ ، لقد اصبحت شفافًا ياليث..أنا وأخِي مشعل نعرفك ، صدقتَ حينما قلت لي بانهيار مشعل ، صدقت حينما علمتني بأن مشعل يجب ان لا يعلم .. ابشرك ايها الغائب الحاضر ، لقد عرف ، وانهارَ فيَّ ، ألمني جفاءُه كثيرًا ، لن اسامحكَما ابدًا ، سأشتكِي لوالدِي حينما أرجع ، سأوجه أصابع اللوم عليكما ، لا احد يعلم بأني انا الضحية وليس مشعل ، لا احد يعلم بأن الصمت كان يقتلني ألف مرةٍ ومرَة ، لكني كنت أصمت لأجلكَ ايها الغائب ، لأجلِ رجوعك ، لقد افترستماني..ابي أمنّكما علي ، انتما لستما اهلاً للأمانة ..لقد ضاعت أمانتُكَ يا أبي ..ضاعت مكسورة بين غائب يزجرها ، وحاضر يمحيها ويفتتها ، ضحية .. وسأظل ضحية ، وساذجَة ايضًا !


،

فِي المَزرعَـة ، كانت جَالسة على أرجوحَة طويلة وبجَوارها جُمان وهيفَاء ، يشربُون الشّاي فيمَا بينهم ويتسَامرون ، بينمَا هي تغط في صمتٍ عميقْ ، تفكر في الموقفِ المُحرقِ قبل قليلْ ، حينما جُمانه قامت باستغلالها بِـ هواها المجنُون ، انتبهَت لها وهِيَ تقول لها : على فكرة مو بس حنا اللي بالمزرعة بنكون..حطي بحسابك انك بتشوفي ناس من قبيلة المالك تبعنا..
رؤَى ابتسمت : كويس.. عندهم بنات مخابيل مثلك ؟ ولا انتي آخر نسخة من الطيبين ؟
جُمانَة بقهر : لا عندهم مثلي واخبل مني بعد..
رؤَى مالتَ بشفتيها لتهمس : وليه عصبتي ..بعد عمري كله ماشفت بمثل خبالك !
جُمانة : اعوذ بالله من لسانك ..ماتخلين مسلم بحاله..
رؤَى بضحكَة ، ثم ضربت جمانة بقهر بشكل مفاجئ : انا ماحاسبتك ياحمـااااااااااارة على اللي سويتيه .. ياربي يوريني فيك يووووم وافرجيك مزبوووط ..
جمانة بضحكَة وهيَ تهرب منها : ههههههههههههههههههههههه عجبتني وافرجيك مزبوووط..
رؤَى تلحقها وتمسك بها من اذنها وتشدها اليها وبقهر : بسرعة اعتذري من اسيادك لا ارميك بجزر المالديف..
جمانة بعشَق : واااااااااو .. مالديف مرة وحدة .. ايام نوت سوري..
رؤَى بتقليد : يور نوت سوري اجل هاااااا * وتشد اذنها بقوة * جعلك الجرب انتي واخوك المعفن تحطيني بسيارته ، ثاني مرة بتبرا منكم وبهرب عنكم..
جُمانة التفتت اليهَا وبملامح جادّة : كيف تهربي ..على اي اساس تهربين ؟؟ .. مجنووونة انتي ..وين بتروحي..
رؤَى تبتلع الألم وهيَ تحتضن ذاتها ، سؤال جُمانة بتر الكثير من احلامها ، كل يومَ تخطط للهرب ، لكنها تخاف من العالم ، تخاف من الخارج ، هل سينهشونها ام لا ؟ ، لتجيب بعَدة تنههيدَة وصمت دام طويلاً : ربي بيحرسني بعينه اللي ماتنام..
جُمانة بغضب : والله العظيم ان هربتي لا اذبحك واشرب من دمك.. قسم بالله احشي راس امي وسلطان وازوجك اياه مرة وحدة..خلينا كذا حلوين لا تندمي
رؤَى بقهر ودُموع جامحَة ظهرت من عينيها : فال الله ولا فالك..قال ايش انا اتزوج من اخوك..اربع شهور ما مليتي من مقابل وجهي ؟؟ .. خلاص ماعاد لي قلب اتحمل وجوده معي بنفس البيت والمكان..تبين تربطيني له.. حتى لو ماكان الهرب براسي بسبب افكارك وتخويفك لي افكر اني اهرب..الله لا يسامح قلبي لو غفرت لك زلتك..
انتبهَوا لِهيفاء تدخل ومعها اثنتِين غريبتين ، لم تراهما من قبل ، أخفت دموعها وجمانة اتقنت اخفاء ملامح القهر من وجههَا ، سلّمت عليهما لتقول هيفاء : رؤى ..هذولا اسماء وشوق.. عيال بو ليث المالك..
رؤى بهدوء : تشرفـنا ..
هيفاء تنظر لأسماء وبخبث : وينها حماتك ماجات ؟
أسمَاء بقهر : عارفة انا ليه تبيها..عشان تستلموني..بتجي راكان بيجيبهم ..انا جاية مع اهلي
شوق بضحكة : وليه الميث..تعالي لي انا واستلمها معك مزبووووط..
هيفاء : ههههههههههههههههه.. ياحياتي الأوادم..
جُمانة بنرفزة : بدأت هيفاء.. انا مستغربة كيف اخوي ماهو منجلط منك..زوجته وجهها ممسوح بمرق..ليت امي طاوعتني وخذينا له ذيك المليحححة
هيفاء بشهقة : وجعععععععع وججعععععععع .. الا ياحظه فيني مرتاح مع زوجته ..*ثم التفتت الى اسماء* وانتي يالخفوق عسى ماحملتي؟
أسماء بخجل : لا مايمدي .. طالبة سنة اجازة اثبات اقامه وبعدين نجيب
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عجبتني اثبات اقامة ..
جُمانة بتغيير لـ الموضوع : شخبارها خالتي ام ليث؟
شوق بابتسَامة : الحمدلله بخير..
جُمانة : الله يفرح قلبها برجعة احبابها ..
لَمحت هدوء خافت ، انطلى على وجهي شوق واسماء ، ثم قاومتا احزانيهما بابتسامة وهن يهمسن : آمين يارب..
هيفاء : وينها وريف ليه ماجت معاكم والله لها وحششة..مانشوفها لا بأعراس ولا بمناسبات..
شوق : ووي هيووف اشبك ؟..مادريتي انها تدرس برا مع اخوها..
هيفاء بنسيَان : ووويه ياحسرتي ..سلكي وانا اختك ماعاد بي عقل اذكر شيء.. اذا جوالي بيدي ونسيت وين حاطته ماتبين انسى علوم الناس..
جمانة بخبث : انا قايلة اخوي مفجوع من حرمته ..كوندليزا رايز السعودية ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هيفَاء نظرت لها بغضَبب وخِيمْ ، لمْ ترحَم جُمانة من سيل نظراتها ، وتلك لم ترحمها من تعليقاتها ، رغم جمال العلاقة بينهمَا ، وتلكَ انَسحبت من المكان حينمآ شعرت بضيق مفاجئ.. أصبحت تمشي بالمكان ، بنفس الطريق التي اتين منه . ولم تعلم بأنها ضالّـة عن الطريق !

،


كَانتْ تُجهز وَجبة الغَداء لهمَا ، وهُوَ مِن عادتِه مساعدَتها ، كانُوا يتهامسون فيما بينهم ، اثناء تجهيزهم لـ الغداء ، رتبت الطاولة ووفجأة وصل ححديثهما لموضوع اثار غرابة في نفس فهَد وهي تقُول : للآن ماوصلتم للي ربي يبيكم توصلون له..
فهَد عقد حاجبِيه من سؤالهَا ، لم يفهم سؤالها ربمّا ، رغم وضوَحه ، او انه فهمه ولكن لم يفهَم سبب سؤالَها ، مالذِي ترمي اليهِ لِـيقُول لها : كيف يعني ؟
عبير تجلس على طاولَة المطبخ وتقطع السلطَة : يعني ..مثلاً ..للآن ماقدرتوا تحلوا قضية وصل عمرها لعشر سنوات..صاحبك المفقود بيكمل 11 سنة وحضرة جنابكم ماتحركتوا له.. حرام نومه مايتهنى فيه لان كل يوم يذكر هله..
فهَد بلع غصّته من كلامها الصحيحْ ، جلس امامها وهو ينظر لعينيها الواسعتينِ مباشَرة ليقول : لو بيدي اليوم اطلع اللي المفروض يتطلع..ماقدرت اعرف وين مكانه ..ويمكن لو شفته بعرف منه الدليل ..يمكن يكون معه الدليل بس ماعنده القدرة انه يواجهه.. عشان كذا انا محتاج اشوفه.. انا مع يوسف ومشعل دورنا عليه ..ليل ونهار ننبش في تاريخه..قبل سنين هروبه.. ندور على عنوان الممرضة..نبي نسجل اعترافها بأي طريقة.. بأنها تكون فعلاً سوت هالشيء.. بفعل فاعل.. وان ليث ماله ذنب.. نحتاج نعرف سبب هروبه..لان اكبر شيء ثابت عليه التهمة هو هروبه.. يعني لازم نعرف اشياء كثير.. الشغلة مو سهلة.. اذا على مشكلته صارت مشاكل بين السفارتين ..اكيد راح تواجهني انا كمحامي مشاكل مع قصته..

عبِير تبتسم : والله تمنيت انكم تعجلون وتفرحون قلب امه..سنة ومن تعرفت على يوسف ودرست معه قضية ليث.. مفروض نخلصه يافهد ..
فهد بابتسَامة يردها له ، يلتقط قطعَة من الخيَار بـ شوكته ويمضغها في فمه وهو يقُول : الله بيكون معنا ان كان ليث على الحق.. بس لو اوصل لـ الممرضة كان كل شيء محلول..

عبير : ماحاولت تدور على ليث.. ؟

فهَد لم يفهم سؤالها : كيف يعَني؟؟!
عبير ترفع اكتافها : مو شرط يكون ليث متخبي..يمكن ليث معنا ويشوفنا..من الناس اللي نعرفهم وحولنا..بس حنا مانعرفه.. حط ببالك هالشيء..

عقَد حاجبيه ، والاستفسَارات تتقاذف في رأسه ، القضية أشغلت فتيلة في دماغها ، التقط قطعة خيار بشوكته ومضغها ، وعبير تلومه لانه يشتتها عن اكمال السلطة !


،








نحن لسنا بحاجة لحدوث الأسوأ لندرك أن مانعيشه ليس سيئًا .. كما كنا نعتقد !، كاللذي حدَثْ قبل قلِيل ، لا ينقُصنِي أن يأتِيني أسوأ مِنه ، لقدْ احتججتُ كثيرًا على مشعل ، ضربت بابَه كي يفتَح لي رغم ألمِي منه ومن جفَاءهُ ، طرقت الباب مرارًا ، لم يفتح لِـي جلستُ امام الباب طويلاً ، كنت أحاول رشوتَه ، ان استميله ، لكن اذا فتَح الباب سوف اذبحه ، باحتضاني القاسي له ، وبكائي على صدره ، انه أخي الوحيد ، روحِـي الأخرى ، لا استطيع ان انام ليلاً اذا صدّ عني ، وأصبحَ وجههُ كالمكفهرّينْ ، لا أتحمل هذا العذاب ، سوف أموت ، او تقتلني الافكار التي تحوم حول رأسي ، توجّهت الى غرفتي ، فتحت النافذة واستَندتُ انظر للمكَان وأنا أبكِي ، دموعي كانت غزيرَة ، لم أبكي قط مثل بكائي هذا ، لأني لم أعتد على سوء الظروف التي تشبهه هذهِ الآن ، كان ابي يحميني من كل خبر سيئ ، كان يحافظ على دموعي ، بأن لاتهطل ، لأنه يقدرها ، آه كم اشتقت اليه ، ولأحضانه ، ولرائحَة صدره القابعه فيه ، ولكفهِ الحانية التي ترنو على وجهِي ، ولِـ حضنِ أمي ، وجدّتِي ، وكل من هم حولي هناك ، تمنيتُ الآن وفقط ، اني أطعتُ جدّتِي ، جدّتِي تلك التي منعتني في البداية من السفر ، كانت تخاف علي ..كانت تشعر بأن هنالك خطب ما ، انه ليس خطب فحسب.. هنالك كم هائل مِن " المشاكل " ، تهجم علي ، دموع هاطلة لم تتوقف ، لم اكن مهتمة بالشتاء الذي ينقض على جسدي..كان لباسي خفيفًا ، مجرد قميص ، يسترني ، رغم انتفاض جسدي لم اكن مهتمَّة الا لأخي ، كيف سينام وهو مقهُورٌ مني ، أخاف عليهِ من النوم ، تمنيت ان يكون الليل اقصر ، ويأتي النهار أبكَر ، وأنام وأصحى بسرعة ، وأجدهُ واقفٌ على رأسي ليعتذر مني ويحتضنني ويقول لي ..أنا أعتَذِر ، سمعت تخبيط الباب ، ووجدت ان مشعل خرج من غرفته .. هرعتُ اليه .. ناديته ، ولم يرد ، بكيت وطالت شهقاتي ولم يلتفتت ، كان قاسيًا جدًا ، لم يكُن هو مشعل .. الذي اعرفُه ، ماذنبِي انا حتى اعامل هكذا ؟ ، وحوش انتم حينما تغضبون ..تهلكون النساء من هفواتِكم ، : مشعععل..
مشعل ببرود : انا بطلع هالحين ..قفلي الباب ..
وريف تقف امامه بقهر ودمُوعها سبّية على وجناتها : لا مافيييه.. لاتروووح لا تطلعع.. مابيك تطلع.. ظل معي..ماحبك تزعل كذا ..قلبي يعورني ..ماقدر على زعلك
مشعل رفع حاجبه وتأمل دُموعَ عينيها ، التقط المفتاح وكرر كلامه وكأنها لم تنطق شيئًا : سمعتي شقلت ..؟ انا طالع ..قفلي الباب وراي !!
انسحَب وهي تبكي وتزيد شهقاتها وتجلس بحَسرة على الاريـكَة ، صفع بالباب واهتز جسدَها ، توجهت الى البَـابِ وأقفلته ، ومَوجة بكائها لم تهدأ بعَد !



،




الصدّمة التِي سمعتُ بها اليومْ ، زلزلَت كيانِي ، لم اكن أتوقع أن سعُود العزيز يَحمل قلبًا لِكي يكفل يتيمًا ، كيفَ حملتُه الشفقة الى هذَا الحد ؟ كيفَ ! وهاجَر ، مامصيري بها ، أستكُون زوجَـة ، ماهذهِ الحيَاة المُتخبطّة ، دار في ارجاء ملحَقه ، كان الهم يضيقُ عليه اواصر صدره ، تذكر أمه ، وبدأ يهز رأسهُ بقوةّة ، الصداع الذي يعتريه يعود بين الفينة والأخرى .. كان ينظر الى البروزولام على كومدينته ، حاول هذهِ الفترة جاهدًا ان يقَاومُه ، ينهَار بين الاسابيع ، لعن المشَفى الذي دخل فيه ، حقنوه بكميات هائلة من البروزولام ، والان هو يستخدمه على هيئة عقاقير طبية ولا يستطيع ان يبعد نفسه عنه ، حاول كثيرًا لكنه لم يستطع لم يقدر على ذلك .. فتح ازرار قميصه وهو يقَاوم ، لقد شقى منه ، تنفس بقسوَة وجسدَهُ متعرقٌ جدًا .. لا يعرف ماذا يفعل ، غير انه دار في المكان وحول نفسه ، يشهق بقوة من الالم الداخلي الذي يعانيه بسبب المهدئات التي تساعده على النوم ، لا يعرف عذابها الا ضحاياها ، وهو احد ضحايا المستشفيات التي تريد ان تتخلص من المريض بأي طريقه ، عن طريق السم المهدأ ، البروزولام ، الذي يجعل الانسان مدمنًا عليهِ دُون رحمَة ، يا الهي ، رحَمتك .. مسح جبينه المتعرق ، فتح جميع ازرار قميصه ، ثم توجه الى ثلاجته ، وسكب له الماء في كأس..شربه لمرة .. وسرت برودَته في عروقه ، لكنه لم يطفأ من نيران لهيبه شيء..صب له لمرة ثانية ، وشرب، وثالثة ، وشرب ، ورابعة ، وشرب ، ثم رمى الكأس ليتكسر امامه عينِه ويصرخ بغضب.. من الالم الداخلي الذي يعانيه بسبب الصداع المخيم في رأسه .. سمَع طرق الباب .. توجه بتعب وهو يترنح .. فتحَ الباب وسمعَ همسًا ، ثم سقطْ ..

،


فكّرت مليًا ، حاولت ان ترى الخيار الصحيح ، لكن لاصحيح يوجد بهذا الخيار ، انها ليست له ، لا تريده ، لا تريد ان يكونَ لها او ابًا لأبنائها ، مِن البدَاية لم تحبه ، تعتبره كعميل لأبيها ، رخيص بتصرفه ، من اجل الاموال ، التي سيغنيهِ بها والده نظرت للساعة بتوتر ، كانت تقارب الواحدة والنصفِ ليلاً ، لم تستطع النوم ، كيف يمكنها اقناعها لوالدها بعدم تزويجه لها بـآدَم ، زفرت بهم ، وطالَ بها التفكير ، لم تستطِع الهروب من واقعها ، بأنها تائهَة بين قرارتِ الرجال ، وأخيرًا لمعت في ذهنَها فكرَة ، لمت حجابها عليها ، ارتدَت معطفها ونزلت بسرعَة الى الاسفل ، ان استَطعت ، سأعقد هدنَة ، واتفاقيه مع المجرمين ، حتى احافظ على ذاتي من النهش.. من ان لا يختزلني احد من اجل رغباته ، طرقت البابْ ، ثلاثًا ، لم يفتح ، سمعت صوت حطام الزجَاج ، اعادت طرق الباب اكثر من 10 ، ثم فتح لها الباب.. لم تنظر اليه وبسرعَة تكلمت وهي تقول : آدم .. ابي اعقد معك اتفاق.. ولو تحب الخير لنفسك حبه لاخوك المسلم..لاتفكر بس في حالك.. وانت تعرف وش بيسوي ابوي.. ابيك تقول لابوي انك ماتبيني بمقابل انك ماراح تشوف وجههي امامك ابدًا .. ، رفعت رأسها له برعب وهي تنظر له بخوف ، صُعقت من منظره المرعب ، من شكله ، من جسده المتعرق ، وصدره المكشوف ، وقميصه المبهذل ، وشعره المتموج من التعب ، تراجعت للخلف سقط بقوة مغشيًا عليه .. سقط عليها .. حاولت ان تمسكه .. ومن ثقل جسده.. سقطت هيَ ارضًا معه .. ثم صرخت بألم و بأقوى صوتها : يووووووووووووووبببببببببببببببببببببببه



،



هممتُ لأبتلعَ الغصّةَ فابتلعتُ صوتِي ، الآن أوقن أنها أنتِ ، حبيبتِي وخطيئتَي ، وقسمي الأول وسمائِي ، لكأني فتقتُ جرحي بيدي ، ماعذرُ من كان يجهلُ مالصواب ؟ ، لا ينبغي ان اطالب بالفعل الصحيح دون خوضِ التجربة ، وعيشُ الأشياءِ ولو لجزءٍ من الوقت ، لأعرف حقيقة إن كنتُ أريد ما أريد ، يسُوؤُنِي ندمي ! ، في اللحظة ارفضُ فيها ان لا يدخل الى قلبكِ ندم ، بالأصحّ ، أن أموت فيكِ وأنا حي ، كيف لإغماضةِ عينٍ أن تجر كما هائلاً من الذّكريات ؟ ، لتوقفكِ بين يديّ ، كما لو أنكِ حقيقة ، لتخلق فيّ سعادة موجعَـة ، أنتِ النسمة التي ما شعرتُ بها الا حين غيابِ بسمتها ، ورؤيتي لدموعها ، وأفتح عيناي التي تودُّ أن تستغفل عقلي وتقرأ عيناكِ ، وأتسائل .. كيف لأعضاءِ الجسد الوآحد ان تختلف ؟ وأتسائل أيضًا .. عن دُموعكِ .. لما تبكِين ؟ ، لما تبكين في الشتَاء ؟ ، الا تعلمين بأني من المتعلقِين بكِ ، لما لا تضعين وشاحًا على جسدك ، كنتِ تنتفضين بردًا بين بكائكِ ، وانا احترق الما على تعذيبك لذاتك .. حرام ! ، ماذنب الجسد ، عذبي اي شيء في الدنيا ، لكن لا تكُونِي قاسية على ذاتك ، لما مشعل يتمرد ويؤلمك .. لما هو قاسٍ ، الى درجَة انه لا يرى عيناكِ ، عيناكِ قاهرتي الرجال ، ليتني كنت معك ، أحلّ عليكِ ، أحتضننكِ وأدفنكِ في صدري ، ليتكِ تعلمين ، بأنّي أقسَى من مشعل الافًا في الحب ، فحبيبتِي ضحية ، لا يرحمها الا انا ، ولا يقهرها سوَاي .. امسحي دُموعك ، سوف ينال مشعل ضريبَة ابكائك ، سوف يندم لأنه ابكاك ولم يرحمك..امسحيها ولا تبكي ، تعالي .. اين ترحلين .. هل ستهرعين اليه بعدما آذاك .. هل ستلحقين به حينما يخرج.. تعالي وقفي هنا وابكي هنا .. لا تبكي امامه.. دعيني ارى دموعك.. لن ارحمَ اخاكِ .. سيندم.. أقسم بأنه سَيندَم .. امسحَي الدموعَ فحسبْ .. سَمع صوتُ الجَرس .. التفتت وايقن ان مشعل من وصل.. والغضب يأكل روحَه ، سيذبح مشعل .. سيضربه .. وحينمَا فتح الباب لمشعل.. ضربه بقسوة وتألم مشعل حينهَا .. ليث بغضب : مشاكل الرجال حلها بيننا .. مو تدخل اختك فيها..
مشعل بألم وبغضب وهو يقُول : وانت اش دراك باللي سويت لاختي..؟
ليث بقهر : مو مهم كيف عرفت.. انا ادري وواثق من طلعت من قدامي وانك بتقلبها بلوى .. والله ان لادفنك لو زعلت اختك..كيف قلبك يطاوعك على قهر النساااء..
مشعَل نظر بشك ثم قال : مو لانك ماشفت من سنين النساء ..قلبك صاير عليهن.. تتستاهل اللي جاها وبكرة يجيها الاعظم..
ليث بغضب : والله يامشعل والله ان عرفت انك مسوي لها شيء لادفنك ..
مشعل بقهر وهو يدفع ليث الى الخلف : وليييييييييييه ياحضرتك ماتبيييييييني اسوي لها شيء.. ليه ماتبيني اعتب عليها واقهرها مثل ماقهرتني..
ليث بجنون يلكم مشعل : كيف يطاوعك قلبك وتلمح دموعها من دون رحمة ..
مشعل بعصَبية : انت كيف دريت انها تبكي .. كيف عرفت ؟؟
ليث يوجه انظاره الى البلكونة ويقول : مو اول مرة تزعلها يامشعل.. ياما شفتها واقفة وتبكي وتزعل.. ماغيري يدري عنها.. حتى هي ماتدري باني كل يوم ادري بدموعها..
توجه مشعل بجنونُ الى البلكونة .. ويكتشف بأن وريف في البلكونة المقابلة لبلكونَـة ليثْ ، جنّ كثيرًا ، وتبادل العملاقان الضرباتِ واللكمّاتْ ، بينمَا هي لازالت تبكِـي قهرًا من عتابِ اخيها الثقيل !


،


،



ككنتُ حائَرة في هدوئِي ، وصمتِي ، كنت اظن بأني ادل الطريق..في البداية لم اعره اهتمامًا ، لقد اتينا من ذات الطريق وانا لم اضع بعَد ، سرت افكر ، كيف يحق لهم ان يضحكون وانا ابكي داخليًا ، لازلت في حالة ترقب وجنون ، للحظَـة الهرب ، كنت ارتعد لحظة ان وعيت على نفسي .. واكتشفت ضياعي .. واني ضللت الطريق .. والادهى والامر .. انني لا اعلم كم مضى لي وانا امشي.. لكن اكتشفت اني مشيت طويلاً حينما اكتشفت غروب الشمس.. ازداد خوفي وصرت التفت على نفسي.. نزلت دمُوعي دون سابق انذار .. بكيت طويلاً .. لم احرك ساكنًا خفت ان اتحرك فأضل اكثر.. جلست في مكاني وبكيت خوفًا من ضياعي.. الآن ادركتُ ان ضائعة ؟؟ .. لماذا اخاف .. فأنا ضعت من قبل.. ضعت من اهلي.. كلهم رحلوا وننسوني..ضعت دُونَهم دونَ رحمة.. ضعت بقهر دون عطف او شفقة .. بكيت وشهقاتي تزداد بخوف.. ارتعدت في مكاني وانا اضع رأسي على يدي وابكي بقوة .. سمعت صوت خطى ولم ارفع رأسي.. كل مافيّ اني خفتْ..خفت كثيرًا وارتعدت .. وقلت انني سأودّع هذهِ الدّنيا .. وقف أمامي مباشرة ورأيت ظلّه الطويل.. خفت وانا ابعد نفسي عنه واقوم .. ووقفت على قدماي لأصدم بوجوده وترتجف شفتاي.. ودموعي حائرة على خدي.. وبلا شعور نطقت : انــ..ــت ؟؟






[COLOR="rgb(139, 0, 0)"]_ وخلّصْ البَارت :$ , اتمنَى انه يعَجُبكم ولا حد يقُول القصير ، :p .. حاولت اطول على قد فضاوتِي ..:$ ، .


- امطِرونِي بدَعوة :$ ,
[/COLOR]





 
 

 

عرض البوم صور غَيدْ   رد مع اقتباس
قديم 10-06-15, 12:16 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 269296
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: غَيدْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غَيدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 




السّلامُ عليكم ورحَمة الله وبَركآته :$ , كيف احوالكم عساكم طيبين ؟ ، وهذا البارت وصل وعلى الموعد :$ ، فيه شوي تعفيسات او مجرى غريب بالبارت ، ولكنه لا يرتبط على مستقبل الرواية .. خصوصا عند ليث ووريف ، ورجاءا لا تقرأوا من نهاية البارت لا اسطركم :p " , من جدي اتكلم المفروض حبة حبة , اقرأوا بالتمهيد وان شاء الله تستوعبون البارت .. قــرآءةَ ممتعَة






البارت : الثـــاني والعشرون ..



أَعطِني النّايَ وَغَنِّ وَانسَ ما قُلتُ وَقُلتا
إِنَّما النّطقُ هَباءٌ فَأَفِدني ما فَعَلتا
هَل تخذتَ الغابَ مِثلي مَنزِلاً دُونَ القُصُور
فَتَتَبَّعتَ السّواقي وَتَسَلّقتَ الصُّخور
هَل تَحَمّمتَ بِعِطرٍ وَتَنشّفتَ بِنُور
وَشَربتَ الفَجرَ خَمراً في كُؤوسٍ مِن أَثِير
هَل جَلَستَ العَصرَ مِثلي بَينَ جَفناتِ العِنَب
وَالعَناقيدُ تَدَلّت كَثرَيَّاتِ الذَّهَب
فَهيَ لِلصّادي عُيُونٌ وَلمن جاعَ الطّعام
وَهيَ شَهدٌ وَهيَ عطرٌ وَلمن شاءَ المدام
هَل فَرَشتَ العُشبَ لَيلاً وَتَلَحّفتَ الفَضا
زاهِداً في ما سَيَأتي ناسياً ما قَد مَضى
وَسُكوتُ اللَّيلِ بَحرٌ مَوجُهُ في مَسمَعك
وَبِصَدرِ اللَّيلِ قَلبٌ خافِقٌ في مَضجعك
أَعطِني النّايَ وَغَنِّ وَاِنسَ داءً وَدَواء
إِنَّما النّاسُ سُطُورٌ كُتِبَت لَكِن بِماء
لَيتَ شِعري أَيّ نَفعٍ في اِجتِماعٍ وَزحام
وَجِدالٍ وَضَجيجٍ وَاِحتِجاجٍ وَخِصام
كُلُّها أَنفاقُ خُلدٍ وَخُيوط العَنكَبوت
فَالَّذي يَحيا بِعَجزٍ فَهوَ في بُطءٍ يَموت


# لِـ جبران خليلِ جُبرآن



التّيه كانَ يُعاقبنِي ، كُنت أتلفت بخوف ورعب حينمَا عشعَش الظّلام على اودَاجِ هذا المكَان ، رغم جَماله الا ان الاشجَار بدت وحوشًا بالنسبّة لِـي ، كانت قصصَ الليلْ تحوم في مخيلتِي ، ويهمس الشيطانَ بوساوِسْ كان جَسدي يرتجّ منها ، الهوَاء اصبح ثقيلاً على جَسدِي ، بارد جدًا ، حاولت ان احافظ على هُدوئِـي ، لكنّ حينما اكتشَفتُ ضياعِي كنت مرعوبة جدًا ، بكيتْ ، وكان رأسي في حجري مسندَةً جبينِي على ركبتاي ، ابكِـي بألم وقهَر من هذا الضياع الذّي اعانيه فِي حيَاتِي ، سمعت أصوات ، خشخَشة ، هناك من يطأ بقدميه الاوراق الذابلة التي تنتشر في المزرعَة ، وكانت الاوراق تتكسَر من أسفل قدَميه ، انتَفضت ، بقوة عظيمَة ، لم أرفع رأسِي لأني سلمت نفِسي لمصير مبني على العَدم والمجهُول ، شعرت بهِ واقفًا لمدّة ، لم يتحرك ، ربمَا كان مصدومًـا ، وربما انا كنت غير متوقعة ردة فعله بوقوفه هذا ، رفعت رأسي لأتلقى صدَمة عُظمى وهَمستُ بشفتان ترتجَفان : أنـــت ؟؟؟ ،
لم يرد علي ، لقد كان التيه يحَكمُ عيناه ، كان يضيع بين ضياعي ، ويفسر كل ارجوزة ترمش بها عينَاي ، وبَين الحقيقَة والعَدم نَطق : مـ ..ـين .. وش جـ..ـابك هـنا؟؟؟ ، عشت بقهَر ، لأنه كان غير واعيًا بأن كلانا لا يحل لِـ الآخَر ، وأنّ الموقفْ ربط لسَان كلينَا وأفقدَنا عقلينَا ، احمّرت وجنَتاي ولم أرد ، التفتت عنه ، قبلت الضيياع على ان اكون معه ، لكنه رمَى شماغه على وجهي بعفوية وهو يقول بغضب : وش مجيبك هنا .. مكان مثل هذي خواتي ماوطوها .. استري نفسك بالشماغ وامشي معي ارجعك لهم.. ، اشتَعلتُ مِن الدّاخل ، وغضَبتُ من تمرده ، صرحت بضيقي وتأففت ، لا أريده ، انا اكره وجوده ، وهو يُبادلنِي الشعور ، ذواتنا لا تتحد ، ابغضه بغض الشامتين لأعدائهم ، واحترق من عيناه المنصهرتان بجَمر الغرور ، اكرهه ، لانه فنَى عمري وذاتِي ، وقتلَ أهلي وذوويّ ، وتركنِي يتيمَة لدَار الهوى ، فكيف اكُون معهُ بذات المرفأ وأحبّه ؟ ، ارتجفت بلا شعور ..
ونطقت بغضب : لا تناظرني بعين طبعك يالحقير ، انا ماني مثلك خاسرة ، مو جاية اهيت بكيفي..مشيت وضعت والله كتب قهري على ايدك.. بمشي لوحدي..
عضّ على اسنانه ، غضُوب ، هكذَا أخبرَ عنه ، رغمَ روحه ، الا انه غضوب جدًا ، وبالوقت ذاته ، يكتم غضبه ، ويحوقل ، ثم يتنفس ويرجع يردّ : امشي يابنت المزرعة فيها عمال..لو جى حد وشالك بتصير في ذمتي..عنادك مو من صالحك..
رؤَى بغضب غير مبالي وهي تراه مديرًا ظهره لها لكي لاينظر لها : شكرًا ماحتاج لمعروفك.. ادل طريقي وربي ييسر..
سلطَان تمَاسك وهو يقول : طيب تفضلي ياست رؤى امشي..
رؤَى باحتجَاج : عذرًا في شيطان قاطع طريقي.. وتعرف مانقدر نسوي شيء مع قطاع الطرق..
سلطَان يكتم ضحَكته يمِشي وهو يقول : عطيتك وجه لانك بنت ناس.. انا ماشي..في كلاب وفي هل تحت..بسم الله وبالله.. والعمال مابتقصر فيك.. يعني ربك ماحرم الانتحار من عبث!!
كانت تحتقره وتنظر له بعناد وهو يمشي وظهره يختفي بين الظلام ، وحينمَا أحسّت بسكون المكَان ذهبت خلفه تركض وهي تلم شماغه على رأسها ، وترتجف بخوف ، لم يلتفت لكي لا يكشفها ،فيكفيه المنظر المرزي قبل قليلْ ، تلمحه من الخلفه ، وتاهت في شعره الذي يظهر ، غضت نظرها عنه بغضب ، لم يقتلها احد الا هو ، لو كان هو قاتلها بدلا من اخيها لربما كانت في رحمَة الله ، .. لو اكتشفت سكينًا معها لطعنته به ، لما رحمته ، دموعها تجمعت كالغيوم الرمادية التي تستوطن جبين السماء وتحجب الشمس لتهطل مطرًا ، سمحت لأمطارها بأن ترضي ارض وجناتها القاحلة ، بكت بصمت ضرير ، عضّت على شفتيها لكي لا تخرج الشهقَات ، انما القدَر ما قادها اليهِ ، انمَا القدر ماسلطها عليه ، وفجأة !! ، خرجت شهقتها ، لم يلتفت لكنه توقف قليلا في خطواته ، وكانت ستصدم في جسده لو لم تنتبه ، التفتت لتجد نفسها بأنها وصلت الى وجهتها .. تركته ، وهو ادار له ظهره ، ورحل ، وكل ماحل حل بصـمت ..!

،


يَعُود السّاعة الثّانِية فجرًا وثلاثُون دقِيقَة إلى منزِله ، وهو يَلعن نُوفمَبر الذّي جمعه بشياطِين نفسه ، كان مبهذلاً و ورمَات خفيفة تنطبع على وجهه أثرًا لِـ الضرب الشديد الذّي تعرّض له ، نظر لـ مكان نافذتها بَقهر ، وغيرتَهُ المَجنُونَـة تدفعهُ الى الجنُون ، سبحان مقلبّ الأحوالْ ، صعَد كالعصفِ المقهُور الى الأعلَـى ، لملمَ شتات روحَـه ، وغيرتُه الشرقية تطير من شرار عينِيه ، الظلام معتم ، لكن عينَاه تقدحـآن بنيران غيرته العربيّة ، وربما في حالة ما قد تكُون شيطانيّـة ، فتح باب شقته بغضب ، رأها تنتظرهُ ، شاحبَـة وأثر الدموع يتوسم في وجهها ، من احمرار عينيها وانفها ، ارتعبت من منظره ، كان يمطرها بنظرات حارقَة جدًا ، صفع الباب وهو يقفله ، ويتقدم ناحيتها ، ويجلس بقهَر وغضب وهو يقُول : لو ما ابوي علمني ان اللي يضرب حرمه ماهو برجال.. ولا كان شيدّت قبرك بيديني..
، دُهشَت الحقيقة منه .. متى كان مشعل بهذه الوحشَية ؟ ، من الذي يحشي دماغه بأفكار ووساوس شيطَانية لا ملجأ لها ، زفرت بقوة واضحَة ، وعادَ لمعان عينيها بالدموع ينبأ عن مسيرة جديدة ، كانت صامته ، لقد تغيّر ، وهذا التغير يرهقني ، ليت السماء اطبقت عليّ ، ولا عُشت ماعشت ، انه الذل ، ان يكُونَ لك أخًا كنت تظن يومًا ما بأنه دنياك بما فيه ، لينقلب الى ذبّاح لا مبالي يمطرنا بسقيم عبَاراته ، ارتَعشتُ حينما نطق بتعب : تكلمـــي .. انطقي.. مو اكلت ضرب عشان سواد عيونك .. وسواد عيونه..
عضّت على شفتيها بقهر ولَم تنطق أيضًا ، حبست دموعَها ، لان الدموع أخذت مجرًا سابقًا ، ليث لا يحل شيئا يامشعل..لاينقذك..بل يقتلك..يدفنك..يسبرك ويفتتك..ثم يحشي دماغك لتهميشي.. لماذا اصبحتُ اكرهه ؟ ، لانّهه غيرك ، وبدلك الى شيطان لم تسلم منه روحي ببئس كلماته ، ارحل ارجوك.. لا اريدك.. ارحل ..وعد حينما تعود انت ..كما كنت.. كما كُنت احبك وأهتدِي لعينيك، سفّاح ، لقد اصبحت سفاحًا تُجيد تهميش ققلبي وتمطرني باتهامات عشوائية دون ان تسمع لمبرراتي ، او حتى ادانتي ، كنت ترمِي كلماتك وحروفك المُؤلمَـة ، ثم تنطلق بعيدًا ، ولم تلحظ بأنك خلفت من ورائك نهرًا منهمرًا من تل جليدي قد تهدّمت اركانه ، واصبح نارًا ، فقلت ايضًا بغضب وفي عيناك شرارُ الشّياطين : اسمـعي .. انا عرفت وش اللي يسويه ولد عمك.. ماعاد يحشم احد والغربة فرت دماغه..غرفتك ماترجعي لها، روحي لغرفتي وانا بغرفتك..وبكرة انقل اغراضك ،
همست بغضب وقد وصلت الحُلقوم : مايــهمني المكان اللي انا فيه.. قبل ما تنطق كلامك وتحط اتهامات..خاف ربك فيني ، ماظلت كلمة ماقهرتني بها.. كل بسبب ولد عمك.. قم نرجع لاهلنا..ولد عمك ضيع روحه وضيعّنا معاه.. وتستاهلون الضرب من بعضكم عسا شقاكم يدووووم..
التفتت بغضب لارحل ولكن مشعل اهداني ضربة المتني وكانت عينَاي مصدُومتـان ، ملجُومتَان بلا تصديق ، من هو الذي يدعي الرجولة قبل قليل ، ويخشى ان تختل رجولته بمجرد ضربه لـي .. هل ارضيت رجولتك الآن ؟ ، حتى هو ، عيناه غير مصدقتان لما حدث ، قلت بغضب ودموعي انبعثت من تحت ستار القوة ليبان ضعفي : حسبي الله على الشيطان يومه يبي يفرق خليل عن خليله.. انت مو مشعل.. شكيتك لربي يامشعل..شكيتك له.. ، ورحلت ، مخلفتًا ورائي رجلٌ غير مصدق لما فعل ، كيف تجرأ بـ الضّرب ؟ ، كيف قادته قدماه لكي يأتي ويضربني ، نفذّت مطلبه وانتقلت الى غرفته ، كنت كارهة لاي شيء بالمكَان ، وكان مكان ثورتِـي دموع مقهورة ، مصدومَـة ، الآن فهمت معنى غياب الليث ، ومدى ضرره ، وان رجوعه صعَب ، ورجوعنا سيكون أصعب ، غربَاء ، مهما خلف الدهر فينا من همُوم ، ضضعت انا على وسادة اخي ، ودموعي اوقفها النعاس ، ولازلت حزينَة . ولم ارضى بما حلّ بي ، وكنت اخاطب ربي واناجيه ، وانقطعت مناجاتي حينما غمرني النوم بين أوجّ ضلعيِه



،



علَى أريكَته كان يجلس وامامه كمادات باردَة قام بصنعها لنفسه ، وضعها على وجههَ ليمحي اثار الضرب ويكمد جراحاته ، ولازال مقهورًا ، وهو يتذّكر ذاك الثوراني الذي ثار فيه وبلا تحكم عقلي رفع يديه وهو الآخر لم يرحم رجولته وغيرته ، وطبعه البدوي ، ليخبره بأنه يغازل فتاته بنظرات من المفترض ان لايغازلها بهِا ، وان يحترم مكانها ، لكن حرمـانه قاده الى شيطان نفسه ، وليس له مبررًا على فعلته ، ولن يسامحه الله حتّى توبته ، عدم تحكمه لـ مشاعره قاده لهذا المصير ، وتصرفاته الغير ناضجة بلا مبالاته قادته الى هذا المصيرْ ، قلبَه يصرخْ فـ لتوعـى ، وعقله يحكمه بأن اهمل ذاتك ولا ترجع ، انت لا تستحق الرجوع ، لا تستحق الحيَاة ، تستحق ان تُوأدَ ، ان تدفنّ حيًا ، بين حُكومَات العرب ، وبين سلطَة الغرب ، وبين قدرك الملجُوم ، صبرت كثيرًا يا إلهي ، صبرت ، ولم ارجع ، الهي لا تجعلني من المعترضين على قضائك وقَدرك ، بل اجعلني ممن يهتدُون الى طريقك ويستقيمون بِه ، وأعيذها بالله مني ومن شياطِين نفسي *يقصد وريف* ، واحميها من غيرِي ومنّـي ، ثُّم وقف على قدميه ، وقف على بلكونته ، متجاهلا بلكُونتها ، ناظرًا الى رحلَة السماء ، وكنزته السوداء كانت تُبرز مدَى ضياعه في حُكوماتِ الأقدار الالهية ، التي قدّرت له ان يضيع ويشَقى ، ربما هذا ابتلاء ، يكُون ناجيًا مِـنه اذا صبر ونجى ، .ضحك ساخرًا من نفسه ، كيف سمح لذاته بأن تنهار هكذا ، لقد فهم شخصه ، انه يحتاج الى ضرب يشبه هذا ، وتأديب مزمن كهذا ، كي يرجع الى ذاتِـه ، ويستَوعب مدى لا مبالاته ، تذكر مافعله ، وقلة ايمانِه ، يريد الرجوع ، لكنه يهابه ، و ماذا بعد .. ماذا ستفعل الناس حينمَـا يرجع ، كيف سيلتقي بأمه ، وما هو اول شيء ستفعله .. ستزوجه بلا شك ، حينما يرجع ستختَارُ له عروسًـا ، أيُعقل أن تكون غيرها عروسَةً له ؟ ، سُبحَان الله ، لماذا لا يستطيع ان يتخيل غيرها له ، صدري مقبرَة وانتِ جُثمانهُ الأول . فكوني لمقبرتِك جثمَانًا ياوريف ، ولا تضيعي فإن العشق عندي مميت ، وانا مجنُون ، ومِن الممكن أن أفعل اي شيئًا لاجل الحب ، ارتسَمت على ملامحه ابتسامة ذابلة ، أغلق ابواب نافذته ، ودخل في ظلم شقته ، وهو ينظر للأوراق التي مزقها امام مشعل ورماها كالكثبان المنفوش ، القى نفسه على اريكته ، يشعر بألم ينخر صدره ، وارتاح في اريكته ، وفي باله الاف الافكار التي لا تخطر على قلبِ بشر ، الا من كان في مكانه او بمثله ، ناجى ربه ، ولم يعلم بأنهما كانا يناجيَان ربًّا واحدًا ..


،

بَين الظّلامِ الدّامسْ ، وبينَ سكُونِ الليلْ ، كان يغط في نومِه ، وما الذَّ النومِ بارتيَـاح ، بعدَ عجزِ السُّبات ، ونوبَات الحِرمآن ، حاول ان يجاهد النعاس لكي يَستوعِب مكانه ، لــكنّه اختار الإرتياح الذي غادرهُ منذ فترَة ، وظلّ نائمًا لِـ فترة طويلَـة تتجاوز نصِف يومْ ، دُونَ أن يشعر بذاته ، لانه ارتاح بطريقة اراحت تفكيره وضميرهِ وعقله ، كَـان بين الواقعِ واللا واقع يجُول عقلهُ كثيرًا ، بينَما هُوَ كذلكْ ، أحسَّ بحركَـة متخبّطة ، رمَش مرات عديدَة ، عينَاهُ لا تستَحملان هذّا الكّمُ مِن الضّوءْ ، استغفَر ربه ثلاثًا ، ثم فتحَ لِـ المرة الرابعة عينَه واستَوعب المَكان ، هَلع وهو يرى منظر مداخل الابر تسرري فِـي جسدَه ، ويرتعش من صوتِ نبضاتِ قلبه ، إلـى أن جاءهُ الطبيب برفقَة عمّار وهو يجلسه ويريحه ويقُول له : وين انا ؟ ..شـصاير !
عمّار يبتسم ويجلس امامه تمامًا : كنت سكران ..
ارتَعش آدم وبقهر : اعوووذ بالله..
عمَار يضّحك بقوة : هههههههههههههههههههههههههه.. مايليق المزوح معك..
آدَم بغضب وهو ينزع الغطاء عن جَسده : مافي الحرام مزوح ..
عمّار يبتَسم بخبث : طيب والمسكينة اللي خفستها يوم انك طحت عليها ورضرضت عظامها..؟؟
آدَم بصدَمة وبلا استيعَاب نطق اسمهَا : هــ..ـاجر..؟؟
عمار : ايه هاجر .. وليه في غيرها ؟
آدَم : وش صار عليهـآ؟
عمّار : ههههههههه ماصار لها شيء لاتخاف.. بس كم فكشة عشان تتقي الله..
آدَم ينظر له بنصّ عين : عشان تتقي الله ؟ .. اذا انت مو من اهلها لاتنطقها.. انّ أكرمكم عند الله اتقاكم !!
عمّار : مشكلتي اني اعترف بذنبي حتى امام الملأ ..ماقدر اقابلك بالنكران..
آدم : وتجاهر بمعصية ربك ومبسوط ؟ .. عمار انت مثل اخوي.. والعيب اللي يتعداك يتعداني.. انت صل لربك وتنحل امورك..
هَاجر تدَخل تظن ان آدم لازال نائمًا ، وبينَما كان ادم في عمق الحديث مع عمار ، التَفت اليها ونظر طويلاً ، التفتت الى اخيها تريد ان تسأله ، وبَسبب نظراته ، ضاعت شتّى أسألتها ، وعقلها اللئيم حكم عليها بالنسّيان لتقف في موقف محرج عاجزة عن الحديث ، والخروج ايضًا ، لكنها استدارت واستوقفها حديث آدم : عساك ماتعورتي..
هَاجر تلتفت وبعصبية : الا هشمت ضلوعي جعل تتصاقع ضلوعك..جثة ماهو بآدمي..
ضَحك آدم حينمَا سمع كلامها ثم قال : قبل لاطيح سمعتك تهمسين.. وش كنتي تقولين ؟؟
هَاجر صُعقت الصراحَة ، كيف له ان يتذّكر الآن ما جَرى ، ثم استَنزفت ماكانت تقوله لـ تلعب بعقله قليلاً وتعيد ترتيب هيكلة ذاكرته : انا ؟ ..ماتكلمت ..صدق تتوهم..
آدَم كان يتذّكر الحديث ، لكنه أحب ان يُكمل اللعبة بِصمت ، كَتم ضِحكته وهو يَقُول : بلى بلى قلتي شيء.. كنتي تتكلمين عن شيء من باب الصفقة وكذا..
هاجر شعرت بغضب شدِيد يعتريها ، لكنها ايضًا انكرت : الحمدلله والشكر ..الله يهديك بس..قم عمار وصلني ابىى اروح البيت.. مايلوق لنا نجلس مطولين مع المُجرمين..رغم انك ياخوي منهم بس شأسوي طول عمري أعيش مع سفاحين..
عمار يقف بنصف ابتسَامة على لسان هذهِ الفتاة ويقول : عنبو لسانك سليط ..
هاجر : مشينا لا انجلط !
عمار يضحك : ههههههه لا كل شيء و لا تنجلطي ..
مشَى معها تاركِين آدَم يرتاح ، وسط مشَفى لا يعرف اسمه ، وغاص في سُباته ، وهو يعيش مع آخر اوصافها له ، حينما وصفتُه بالمُجرمِين ، أيعُقل ان يكُونَ مجرمًـا ؟ .. أَيعُقل ؟؟




،



فِـي منَزل بو ليث ، الرابعَة عصرًا ، كَانت جالسَـة أمام جدّتها التي تُطيل الحَديث في الهاتف ، وكانت هِيَ بذاتها تقطع لها الفَاكهَة ، حتى حينَما تنتهي ، تأكلها معَها ، شَردت كثيرًا في أخيِها ليثْ ، وَ بعد المسَافة التي خلفها الغياب بين ارواحيهما ، شعَرت بضيق كبير حينما خطرت لها فكرة انه ميتًا منذُ مدّة في احد المقابر الغير مسلمَه يتعذب ولا يستطيع ان يرقد بسلام في قبره ، اقشعر جسدَها وهي تقُول لو انهه هنا لما اختارت له عروسًا الا وريف ، اتسعت ابتسامتها وهي تتخيّل شكليهَما ، عروسًا وعريسها ، واطفالهم ، من سينافس من ..في مسألة ان الاطفال والشبه بينهم ، ما أجَمل هذهِ التصورات ، لو انها تأتي واقعًـا ، لتثلَج صدر والدتها ، وتبرد من لهيب الشمع في صدرها ، كانت شاردَة الذهن ومنشغلة في تقشير احد الفواكه ، ولم تستمع لنداءات جدتها المُتعدّدة وهيَ تقول : شوووق اعنبوك صار لي ساعة وانا اناديك وين طيرتي ذا المخ يالخبلاء..
شوقَ بخجل : خير يوومه خير اللي شردت به ..كله من الليث وهله .. يالله ان ترده بس..
الجدّة بابتسَامة بعيدَة المدَى : يالله عسى ان يرجعه لديار ابو متعب..سالم غانم..الا ماقلت لك يالقرمـى
شوق : قولي يالمليحة ..
الجدّة بغضب: مليحة بعينتس.. بس مسفر ولد القايد خطب..
شوق : ايه يوومه مبروووك..عسى الله ان يوفقه ويرزقه بالمال والبنين الصالح..بس يوومه منهي زوجته؟؟
الجدّة بابتسامة : وماهو طالب غير مطاك..
رَمشت بلا استَيعاب ، وكانت من تقطيعها للفاكهَة ستقطع اصبعها ، لكنها شعرت بالوخزة وابعَدت يدها لتكتشَف بأن الوخَزات المترتبة في صدرها أشدّ واطغى المًا من تِلك التي في يدها ، بل انها لا تعتبرها وخزَات ، بل طعنَـات ، طعَـنات مُهلكَة جدًا ، جدًا ،، ابتَسمت بكبريَاء : وعزه وجلاله يومه ان ماتعيدين هالموضوع..اللي تسكر ماينفتح يوومه ..
الجدّة برفض : لا اللي تسكر ينفتح يوومه.. انتي بعدك في صباك..والرجال طالبك.. ماينرد والله ماينرد..
شوق بقهر : وشو له يوومه تحلفين..يعني هي بالغصيبة.. انتي الخسرانة يوومه انتي الخسرانه..محد بيحنث في محلووفه غيرك..
الجدّة : اجلسي يالخبلاء اجلسي خليني افهممك
شوق تتكتفّ بقهر : لا يُومه مافي شيء يحتاج نفهمه..كل شيء ساطع مثل نور الشمس..ونور الشمس مايحجبه غربال..
الجدّة بعصبية : يغربلون اباليسك قولي امين..اجلسي يالمهبووولة .. الله يصلحك يابو ليث على هالطليعة..
شوق تجلس ببامتغاض شدِيد وتشيح برأسها لتسمَع كلام جدّتها : مسفر اللي طلبك عارف انه عندك ولد.. والرجال خطبك اكثر من مرة بس كل ماتقدم حنا تعذرنا وقلنا له البنت مفجوعة من طلاقها لزوجها..البنت وضعها مايسمح تصبر عليها لين مالله يرزقك بالفرصة اللي تناسبك..وصبرناه وتصبر..وطال صبره وماعاد يحتمل..يبيك يعني يبيك.. هذا الشنب ماينباع...وبدوي وعلومه ينشدها العرب..
شوق : والنعم والسبعة انعام..الله يرزقه بالزوجة الصالحة..بابنا تسكر منذو مبطي يايوومه..ماعاد ينفتح ..مابغى اتزوج اتركوووني بـاللي يريحني ..عاجبني اظل بـ هالوقت مع ولدي مرتاحة
الجدّة بقهر : آه ياقلبي آه .. يابنتي استخيري ربك والله حرام..انتي بشبابك ..وحرام وردة شبابك تروح هدر..
شوق بنبرة استعطاف:وين راحت هدر يايوومه .. انا معي الفهد رجال عن الف رجال..والله ان ماتروح وردة هالشباب..ولو راحت فداااهـ جعلني مافقده..
الجدّة : فكري زين يالحوباا..ولدك يبي له ابوه يردفه ويسند ظهره عليه.. الرخم ابوه ماينتسمى رجال..
شوق:لا اله الا الله.. يوممه .. تراك تنقشين بالحجر..والحجر مامن منبعه ماي.. صلي ع النبي وبلغي الجماعة بان بنت بو ليث ماهي باغية زواج..
الجدّة بقهر : والله ان مابلغهم ..روحي يالمعمية النعمة توصل لرجوولك وانتي ترفسيها يالغبراء..دواك عندي يالعنييده.. ولا مسفر ماينرد ..وردته تروح ماي وجيهنا..
شوق تقف : ولا لك لوى يايومه ماي وجهنا محفوظ ..بس الدين دين حق ماهو لعب..
الجدّة : دامه دين حق لا تلعبين بعمرك وتضيعين حالكك انتي وولدك..
شوق : زواج مماني متزوجة وانا بنت بو ليث..
الجدّة : روحي .. روحي الله يعقلك من بنت..مابرد على الجماعة لين ما تعقلين..

صرخَة مدُوية تهز أركان المكان ، وبقهر غاضب يصرخ : على جثتي تدخل بيت حد ثاني.. الحرمة اللي تطلع من بيت ابوها..ترجع لبيت ابوها ومالها مكان ثاني..
الجدّة : ابوووكم ياعيال امكم بتجلطووني.. فهيد هذي امك والكلام بيني وبينها..خلك عن علووم الكبار وتعقل..
شوق برعب تتجه لابنها : ماعليك من جدتك يومه جدتك معصبة انا مستحيل اتزوج ..
فهَد يبعد يد والدته عن كتفه وبغضب : انا رجال وعيني سحية ..تتزوجين ماتعرفيني !
الجدّة : تهدد امك يالخبل ؟.. صدق ان ذاك الشبل من ذاك الاسد..
فهد بقهر : يخسي والله ان يخسي.. بس كلمتين وماتنثني..ان راحت لرجال فهي ماهي بأمي..
الجدّة : اعوذ بالله من عيال هالجيل اللي يجلطون.. فيك خير تهايط على امك بدل ماتعقلها.. انت يبالك ابو يسندك ويقوي قاعك..
فهد بـ شموخ : خير ماتشوفين فيني الخير؟ ..والله ان تردووونه وماله على امي من ركاب..
شوق بقهر : وش فيك انت مصدق ججدتك اني بتزوج ماني خبلاء انا اروح واتركك.. وبعدين لايطول لسانك ماني مجنونة انا وبايعة عمري اخليك..
الجدّة : روحي انثبري انتي وولدك.. دواك عندي انا وامك ..خل راكان يجيب امك واختك من المستشفى وانا اوريك..


أخذَت ابنها وانسَحبت ، وهيَ تهدّأ زأير الأسد الذي خرج من صدر ابنها ، ذكررها بغضب خالهَ ، الليث ، حينمَا كان يغضب ، كان الجميع يثور حوله ، كانت كلمَتُه ، حدين لِسيف واحد ، فلا تخالف ، ولا تعَارض . وهي تلمح صدودًا ما ، اعترى ابنها ، وقد خافت كثيرًا من هذا الصدود ..


،





صَباحٌ آخَر ، كانتَ تجلُس فِيه علَى طاولَة المَطبخ التّي تُشّكل نِظآم البُوفِيه المَفتُوح ، وتَقضٍمُ فطيرَة بمضض تمللّ ، سَرحانها قوي ، إلَى درجَةِ صُعوبَة الإجتَيآح ، رَمت بأنظارها الى الفرآغ وصَار صعب قراءة افكارها او الغوص بداخل رأسِها ، أن تتحمل ذنب هذه العثَرة لوحدها ، شيءٍ لن تستطيع نفسها على تحمله ، و غضب اخيها منها ، توقيته خاطئ خصوص هي في هذهِ الغُربة ، وتحتاج إلى مسندٍ ومضجع تلتجأ إليه كلما أحست بطعم الغربة يحشرج حنجرتها ، رحيل مشاعر اخِـي جعلني اشك بأن طعم الحياة كان خلفه ، يتركني انها صباحا ، ثم يعود ليلا ، يحتقرني ، يتجاوزني ، ويعبرني بقسوة ، لاكمال تجاوزه ، بكلمات ممطرة ، تجعلني انزف في المكــان ، وأنــــزف ، وأنـــــــزف ، بقوة لا مثيل لها من الالم ، كان الشحوب واضحًا في عيناي ، مسألة غضب مشعل وربطها بحكاية لليث ثم كرهي لليث رغم ان ذنوبه لم تصلني ورغم انه لم يفعل شيء ، لكن التغيير الجذري في طبيعة مشعل الفسيولوجي ، جعلني امقته ، كثيرًا ، واكره رجوعه ، وبين وحشتي وظلام نفسي ، وحديثي مع عالم ليس فيه سواي انا ، انقطع حبل افكاري وارتعش جسدي وانا استمع الى الباب يطرق ، وقلبي ينبض بلا شعور ، فتحت الباب لأجد عبير مبتسمة ثم تلاشت ابتسامتها كالمصدومة لتدخل وتحضنني ثم تمسح بيدها على خدي وتقول : وريف ياروحي ويش فيك .. ليه وجهك مصفر كذا ؟
ابتسمت بلا مبالاة وقلت لها : مشعل شيب راسي ..
عبير : ليه وش فيه هالنسري .. قولي ووعده عنند عمي بو رياض
وريف : زعلان .. وماظنيت ان زعله كايد
عبير : اتركيه عنك يومين ويرضى
وريف بقهر : زعله يقهر ياعبير .. قاسي والله قاسي
عبير : الرجال لازعلوا من جد كلهم كذاا .. صلِّ ع النبي مافي شيء يستاهل .. راضيه بكم طبخة .. *وتَغمز* الطريق الى قلب الرجل بطنه ..ادهني سيره
وريف بضَحكة : هههههههههههههههههههه والله انك رايقة ..ضحكتيني وانا مابي اضحك
عبير : فديت هالجمال بس ..
وريف بزعل : قطعتوني انتي وسبأ .. وحسيت بوحشة رهيبة ..
عبير : ياحياتي والله انشغلت هالايام مع فهد ..
وريف : ماعليع عذرك معك هالمرة بس المرة الجاية امصع رقبتك ..
عبير : بعدين يامجنونة ليش وجهك مصفر كذا وعيونك شاحبة .. اتركي عنك مشعل انا اخلي فهد يهزبه ويجيك متسنعع..
وريف : لا دخيييلك .. مانبي واسطات.. اللي عندنا روسهم يباس وقلوبهم حديد
عبير : طيب يا الخبلا بتظلين كذا طول ماهو زعلان ؟
وريف : لان ماعمرنا تزاعلنا كذا ، وماخبري بمشعل تقسى قلبه على هالحال.. والله مانام من كلامه اللي يرميه
عبير بعصبية : اتركيه عنك والله لو ترضين اخلي فهد يوريه درووبه
وريف : لا خليه عنك ع قولك نسوي كم طبخة ندهن سيره
عبير بإحراج : انا جايتك بموضوع بس شكلك مايسمح ..
وريف بإصرار : لا قولي كلي اذن صاغية ؟؟
عبير بحب : يشهد الله ان مالي خوات قراب بـ هالغربة الا انتي وسبأ ، وعيني عليك من يوم عرفتك..حبيتك وحبيت اخلاقك وطيب قلبك ..بغيتك في بغية لوجه الله ..اخوي من يومه يدور على بنت نجلا مثلك .. وانا مارخص على اخوي بنتن زينه الطبع والوجه مثلك ...
وريف لم تتوقع ان يكون صياغ الموضووع على هذا النحو ..حتى هي ارتبكت وتوترت من كلام عبير لها ، ابتسمت بخجل ، لكنها قالت : اهل خير انتم مايردكم الا شامت في حاله .. بس يابوك ماهو من طبع العربان تروح لبيوت اصحابها وتطلب منيتها .. مابه من يردكم ..بس انا استخير رربي وافكر ، وابوي ورايه على راسي ، وامي حبيبتي ، ومشعل وهلي لازم يوصلهم العلم ويتعداهم
عبير بابتسامة : لاتخافين الاجراءات تامة على اتم وجه بالسعودية
وريف : ان شاء الله خير .. لاتنسي اني بستخير واحتاج تفكير ..
عبير : الراي رايك ولو رفضتي ماراح يغير بيننا شيء ..اخت وعزيزة
وريف : الله يقويك ويكتب لنا الصلاح .
عبير : آمين يارب ..




،




فِــي مكان لا يبعد الكثير ، بينما فهد مع ليث كعادتيهما القديمة ، يجلسَان في أحدِ المقاهـي ، ولكن الصمت كان مخيمًا ، فهد شعر بتوتر العلاقة بين مشعل وليث ، لأن كل شخص فيهما يتهرب من الآخر ، الغريب يتحدث مع العالم ، وفهد يريد ترجمة لهذا الحديث ، العينان الثاقبتان ، اللتان يملكهما هذا الرجل تضع مصطلحات غريبة لا يمكن قرائتها الا بغربلتها .. نطق فجأة ، ليقول : شفيك فهد .. قول اللي عندك ؟؟
ابتسم فهد على هذَا الصديق الذي يفهمه حتى مع عدم نطقه : ابد ..بس حاس بجفا بين مشعل وبينك
انتفض مقهورًا ، وقطب حاجبيه ، مالك تسأل عن ابن عمي ، عن طعنة في صدري ، وكسرة في ظهري ، عثرة على صبري : اتركه عنك .. مراهق ويبي له يتعقل..ماخذ موضوع ليث بهزل
فهد : ولو .. فيه له علاقة مع ليث المفروض تقدرها يايوسف.. ترا وان كان بمشعل بعض الطيش الا انه مصر اكثر مني ومنك حتى نلقى الليث
ليث يغير مجرى الحديث : شعندك جاي مع حرمتك ؟؟
فهد ابتسم : خير جعله للخير
ليث يشرب قهوته : اللهم اجعله خيراً ..بشر ؟
فهد : اخو حرمتي يبي له مرة على سنةة الله ورسوله..وحرمتي حاطة العين على اخت مشعل..
ربما غصّ في قهوته ، وربما صعق ، وربما شعر بأن قلبه يضيع من صدره .. وربما طائر كان حرا ، قد عاد ليحبس مرة اخرى وَ ........







/ القَادم بـ الرّواية ليسَ سهلاً ، وثقوا بأنها مختَلفة ، وهُوَاةُ النقل ، اردفِوا اسمي تحت السطور ، ! ,
إلِـى المَوعد يومِ الأثنين القَادم الساعة 9 مساءًا ..





 
 

 

عرض البوم صور غَيدْ   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقلمِي, سأشير, سُئلت, عيناك, هويتي, ولَئن
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية