كاتب الموضوع :
غَيدْ
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .
أتوقفْ هنا .. وأهمس قائلة .. بأني لا اكتب عن عجلًا منِي..ولا سخاءًا في نفسٍي .. ولا رغبة في شهرَة .. ولا رغبة في ان اكون ذات منصب .. أني أكتب لأني أجد ان الكتَابة لا تستكِين الا بشخصيات تتعمق دواخلنا .. لتخرج وتحيا مع الجميع.. انا مسؤولة امام الله ونفسي.. عن كل حرفٍ يكتب.. وأعيذ بالله من شر نفسي وشياطيني من كل شر يكتبْ ..,
لذلك .. أحببت ان انوه.. ان الشياطين تغزوا المكَان كثيرًا .. لذلك فلنحافظ على سمة الاستعاذة منها..
ذكرت في مقدمة الرواية .. ان ابطالي لم تثبت عصمتهم بعد.. وانهم ليسوا بحجم الملائكة.. وألتمس العذر عن كل مايزعجكم..فقط خذوا ماكتبته في عين الإعتبآر , :$
البارت : الرابع عشر .
الليلة أجلس يا قلبي خلف الأبواب
أتأمل وجهي كالأغراب
يتلون وجهي لا أدري
هل ألمح وجهي أم هذا.. وجه كذاب
مدفأتي تنكر ماضينا
والدفء سراب
تيار النور يحاورني
يهرب من عيني أحيانا
ويعود يدغدغ أعصابي
والخوف عذاب
أشعر ببرودة أيامي
مرآتي تعكس ألوانا
لون يتعثر في ألوان
والليل طويل والأحزان
وقفت تتثاءب في ملل
وتدور وتضحك في وجهي
وتقهقه تعلو ضحكاتها بين الجدران
* * *
الصمت العاصف يحملني خلف الأبواب
فأرى الأيام بلا معنى
وأرى الأشياء.. بلا أسباب
خوف وضياع في الطرقات
ما أسوأ أن تبقى حيا..
والأرض بقايا أموات
الليل يحاصر أيامي..
ويعود ويعبث في الحجرات..
فالليلة ما زلت وحيدا
أتسكع في صمتي حينا
تحملني الذكرى للنسيان
أنتشل الحاضر في ملل
أتذكر وجه الأرض.. ولون الناس
هموم الوحدة.. والسجان
* * *
سأموت وحيدا
قالت عرافة قريتنا ستموت وحيدا
قد أشعل يوما مدفأتي
فتثور النار.. وتحرقني
قد أفتح شباكي خوفا
فيجيء ظلام يغرقني
قد أفتح بابي مهموما
كي يدخل لصا يخنقني
أو يدخل حارس قريتنا
يحمل أحكاما وقضايا
يخطئ في فهم الأحكام
يطلق في صدري النيران
فيعود يلملم أشلائي
ويظل يصيح على قبري
أخطأت وربي في العنوان
* * *
* فَاروقْ جويدَة :$ , *
مُذ ان قاطعهم ذاك المدعو عمار وهو لازال مشرداً في مشاعره..لا يعرف ماذا ينطق سوى ان هناك شيءُ ما على كاهله ثقيل .. هذا ما كان يشغل باله..كان ينظر لفهد ولمشعل..ويشعر بأن التوتر قد ازداد في محاجرهم...أراد ان يتصرفْ ..اراد ان يهرب الى حيثُ البعيد والبعيدْ ..لكن دُون جَدوى .. لاشيء بعد .. سوى ان التوتر قد خنقه كثيرًا .. خنقه بلا مواربة .. شعر بحرارة جسده ترتفع..صوت قلبه لا بد وانه مسموع..شيءٌ ما قد قتله ...وهو وقوف عمار امام نافذة سيارته..يطرق النافذة ..عدة مرات.. لكن ضميره الذي يفكر بمشعل وفهد..كان يلهيه عن الطرقات المتعددة على زجاج سيارته..لذلك لم يكن بوسعه سوى ان يغمض عيناه ..ويضع يده على خاصرته..ربما سلاحه من ينقذه هذه المرة في حال غدر بهم من يسمى بـ عمار العزيز ..يالخباثتك يابن العزيز ..يالطينتك الملوثة ..تبيع ابناء بلادك..لما قد يحرضونك عليه..تذكر انه هو الشخص الذي كان السبب في ان تتبرأ منه عائلته وقبيلته..ليصبح وحيدًا ..من دون حراك احدهم ..اختنق بين ثيابه وهو يفتح النافذة بغضب وقهر ملجوم ..ليستمع لكلمات عمار يبثها في اذنه كفحيح افعى قائلاً : بدري..لكان فتحتها !
ليث بغضب : وش تبا ؟
عمار يبتسم بخبث وهو يكتّف يديه و بمراوغة : م انتم رايحين عشان ليث؟
ليث بقهر : وش تبي من كلامك هذا كله ! ..خلصنا !!
عمار بخبث : أفأ عزّام ماهقيتها !
أشتاطَ غضبًا ..لو انه اسدًا لكشّر عن انيابه..لو انه افعى لأفرغ سمه في جسد عمار..لو انه اي مخلوق قاتل..لقتله..لكنه ليث..النكأة بالنكأة ..الليث بـ يوسف.. اضطر ان يصمت حينما استوعب ان هذه المرة مشعل متواجد معه..التفت الى تفاصيل وجوههم..انها مليئة بالصدمة ..والقهر من عمار..والغضب من شاكلته..ارتعاد جسده ليس خوفًا من عمار..بل خوفًا على مشوار قضاه لوحده طيلة 10 سنوات فقط ليرى هويته الحقيقية اين تكمن..ليأتي أمثاله الآن ويقاطعون طريقه..يقفون في وجهه..ويخرجون امامه ليعثروا عليه الطريق فيقع في حافة الهاوية..
زمَجر كأسدٍ غاضب : عزّام عزّام ..يابونا اقلقتنا به..مدري متى بتفهم اني يوسف ماهو بعزام !
عمّار ابتسم بسخرية..ربما انه الوحيد الذي يفهم ان يوسف هو ذاته عزام..لكنه يستغل الوضع بذكاء خصوصا بعدما عقد اتفاقية مع ليث..يعطيه مكان ابن المالك..فيستر عليه ولا يتحدث ..لكن ليث قبل فقط من مدخل المرواغة .. لكن هذا مايقال عنه من شاكلة الكلاب الآدمية..التي تبيع نفسها من اجل اموال زائلة ..وطمع يغشي عيناه فلا يشعر بمن حوله سوى بغريزته البشرية ونهمه الوحشي ناء شهوته المالية ..
همس عمار بجدّية وهو يعقد حاجبيه ومن بين اسنانه يهمس : كيف اقدر اوصل لليث المالك !
ليث باستنكار : ليه حنا شدخلنا !
عمّار بسخرية : لاتتذاكى علي ..كل الناس تعرف انكم اصحاب ليث المالك * نَظر الى مشعل * وعندكم واحد من هله !
ليث بغضب : لو كنا نعرف وين اراضي ليث كان ماشفتنا هنا ..كان حنا هاجين وياه لبلاد الله.. وش تبغى من ليث !
عمّار : عندي مصلحَة ..ليه تسأل !
ليث بسخرية : وانا عندي مصلحتين من سؤالي ..
عمّار : أقدر اعرف وش المصحلتين الليي من سؤالك !
ليث : الأولى اعرف فيها طينتك..والثانية ................................................اح تفظ فيها لنفسي..
عمّار : علمن يوصلكم ويتعداكم..اقسم بالله لو كنتم تدرون وين اراضي ليث لاتذوقون كاس العلقم اكثر مما ذاقه هو ..
بلع غصّته بقهر وهمس بغضب : وعلم يوصلك ويتعدّاك ..اقسم باللي خلق فسوى ان فكّرت تلمس شعره من هل ليث والله ان لادفنك وماترجع لابوك الا محمل !
ارتَعد عمّار ..ذو القوة الظاهرية..ماهو الا هر خائف يبحث عن رهينته..وبالحقيقة ليس له بالقوة اي صله..ليس له الا ان يرتعد تحت تهديدات من لهم بالاسلام صلة ولله القوة ! .. ابتعد عن حصار الليث بعد ما اشار لرجاله بالانسحاب..سخر ليث بقوة في دواخله ..وهو يهمس * عنبوا هالبشر يتوازعوني* ..صحيح ! الجميع من حوله يريدون ليث..وهو الوحيد الذي يريد هويته الحقيقية..يريد العودة الى موطنه..العودة الى الوطن الحقيقي الذي يضم التراب الحانية والدافئة .. بينما هذه الارض..لاتضم سوى الظّالمين..الذين تكابروا على العرب..الكثييييييير..والكثير من امثاله..عرب ..فلسطينين..مغربيين ..سوريين..خليجيين..وهو احد المتورطين ..الذي نجى من شاكلة الظلمة ..بعدما قرروا المتاجرة بأعضاءه..مسلم وحيد ومريض..مالفائدة منه .. هذا ماكان منهجهم..غيّر طريقه الى حيث الفندق وفهد يردف قائلا : ليه غيّرت طريقك ؟؟
صمت ليث بعدما اشتاط مشعل غضبًا لفهد : ماتشوف الزفت يلاحقنا..يعني ماهو من صالحنا ولا هو من صالح ليث..يابوي اللعبة مشكووفة.. الناس بتعرف تحركاتنا دام امثال الحيوان هذا موجود..
ليث : مشعل .. ماتطلع الا بعدما تتصل علينا انا ولا فهد..عمار ماهو ناويها على خير..
مشعل بتوتر وهو يفرك جبينه ويردف بتنهيدة صاخبه وحّارة جدًا : كيف بنوصل لليث طيب ؟
ليث بتفكير : مو المفروض نخلص من عمّار ؟؟
فهد اتسعت عيناه : لا يايوسف..ماهو من شيمنا نقتل الناس..حنا مسلمين وعرب ومالنا لقتل ومقاتل..حدنا تهديد والسلام عليكم !
ليث يبتسم بسخرية : حد قال اني بقتل !
فهد : ايه فكرت قلت بتسفطنا حنا ويا الليث ويصير حظنا من حظه ..
ليث : حنا اللي غلطنا..اجل في احد يتحرك بوجود ناس مثل كذا !!
فهد : طب وش الحل !
صَمت الليثْ .. وكان تفكيره ..هو كيف يحل مشكلته..دون ان يأذي اصصحابه..او يعرض نفسه للخطر..لديه خبرة في حماية نفسه..فلقد كان يعيش عشر سنوات من عمره يفكر كيف يحظى في حماية نفسه دون اناس تسرب عنها شاردَة وواردَة .. من المفترض ان يرد على سؤال الفهد ..لكن تفكيره يأتي بهِ عن اليمين وعن الشمال..بينما يلمح ثلّة حافية من الحنين ..تستفيق مع كل هذه المشاكل..ويكأنه سأم فعلاً الصمت والتمثيل.. حياته السينمائية كان يظنها معروضة في الافلام الوثائقية فقط..او في نشرات الاخبار والصحف..وانها بعيدة عنه..لكن للحظة لم يستوعب انها حدثت فيه..لا يعلم لم الحنين رماه الى حضن امه ليتذكرها..امه التي انتظرته هو ووالده..لكن الاثنان خيبوا لها الظن..فوالده مات ..وهو تحت السبِي والاسر والسجن المحتم في اخفاء هويته..من مثله في يومنا الحالي يبحث عن هويته ؟ ليثبت برائته ؟؟!!!
استفاق برعشة بعدما سمع نداء فهد يعلى تدريجيا مع قوة استيعابه : نـعم ؟؟
فهد : يابونا ساعة وحنا نناديك..عطنا الحل !
ليث بتنهيدة وهو يضع سبابته وابهامه على جبهته ويضغط عليها : والله مدري..بس المكان اللي مانقدر نروح له ..نجيبه!
مشعل : كيف تصير هذي ؟!
ليث : حنا روحتنا كلها متوقفة على هالممرضة..الله سبحانه وتعالى ماهو كاتب روحتنا لها هالايام يمكن لانه افظل لنا..لاحظوا كل مرة نقرر نروح يصير بوجهنا شيء ولا نقدر نروح..
مشعل : بس الله سبحانه وتعالى ماحط اسباب الا وله حكمة وفتح بدال الباب الف باب..يوسف .. الكل طفش من هالقصة..كلنا نبي ليث..ونبي رجوعه ..وان ماكان رجوعه مكتوب..ع الاقل نعرف خبر عنه..صعب صعب يعيش الانسان بنكران ..لو انت مكان الليث ماتهاونت..!!
ابتلع غصّته وهو يشيح برأسه الى النافذة ..وتتحجر الدموع القاهرة في عينيه..وآه وألف آه من عينيه..تريد تلك الدموع الهطول..الا ان عزّة الرجال..لاتقهرها الا هوانها من الله ..فلم يكتب الله له ان يبكي امامهم ..ابتلع الغصة وهو يدوس بقوة على فرامل سيارته..كأنه يخبأ أنياب الغضب التي تغرس في جسده وتلتهم لحمه..بهذه الطريقة..يرى جميع من عثوا في حياته الفساد امام عينيه..يدهسهم بعذابه..ليكون هو الحضية لا هم ! .. يا الله.. كيف لرجل في العالم كله..ان يحمل صبر ماحمل.. وللمرة الألف نقول..لولا الايمان بالله تعالى .. لما عاش إلى الآن .. ربما كان ميتًا منتحرًا ..او مسجونًا تتناقله العدالة..او اصيب بالجنون والهلوسة.. تعب كثيرًا خصوصا بعد ظهور مشعل.. لأن لا صبر يحمله كي يعود الى الايام الخوالي..سهراته مع مشعل وراكان في ديوانية عمه..اتفاقه هو وراكان على ان يرثان مشعل بعد ما يموت..غضب مشعل بعد ذلك..والضحك المتردد بعدها.. يا الله..لاتعاقبني بما ليس لي ذنب فيه..رحماك يارب.. هكذا ترددت في صداء نفسه..وقف في شارع الفندق وهو ينزل مع ليث ومشعل وفهد .. ويتوجهون الى الحديقة التي بجوار شارع الفندق...
جلسوا فيها بينما الجميع يتناوب النظرات ..مشعل مع فهد هناك تربطهم نظرات متبادلة والاثنان يفكران بنفس الموضوع..بينما ليث..او يوسف..يجلس ضاما كفيه الى ذقنه مغمضًا عيناه لأن الالم تكاثر..للحظة قرر الآن ان يعترف..ولكن ماهو رد كل من مشعل وفهد..سوى ان ليث سيكون خادعًا بنظرهما وربما يتخليان عنه !! هذهِ هي المشكلة .. تنفس كثيرا وهو ينظر لكليهما : شوراكم تطالعوني كذا ؟
مشعل ضم شفتيه وهو ينظر الى ليث بتمعن هامسًا : ليه يناديك عزام ؟
فهد بتساؤل : ماهي اول مرة يسويها يايوسف ؟؟ من حقنا نعرف شصاير معك ومعه !
ابتسم بسخرية : يعني هالحين مصدقينه ؟؟ ..الرجال مخربط وواضح عليه..
فهد باستنكار : بس ماهي اول مرة .. يعني شيءء يحط العقل بالكف !
ليث تنهدّ تنهيدة حارة : من اول مرة صرفته..بس الرجال معند..شكله مشبه علي بواحد اسمه عزام..وانتم الاثنين تعرفون ان انا اسمي يوسف ماهو بعزام..
تنَاوشوا الحديث..عن حلِ لمشكلتهم مع عمار..وكيف يستطيعون التصرف اذا هو يقيدهم بهذه الطريقة..وربما يكون ضررا كبيرا لهم ..الثلاثة..لذلك اكتفوا ..بأن الحل سيدرس..سيدرس جيدًا ..في حال تخلصوا من عمار...ستظهر هوية ليث بلا محالة..لكن الله لم يكتب ذلك بعد ...!.!..!
,
داخل الفندقْ ,
لقَد وجدت ان زوجة فهد انسانة مريحة جدًا ..تذكرها نوعًا ما بشخصية شوق..بعقلها المتزن وتصرفاتها وحتى انتقائها لكلماتها..كانت تطمأنها بأن الله اذا كتب لها الخير فلن يتوانى عن ما كتبه..وان الذي حصل اشارة لمشعل وليس لها..والمقصد واضح بأن المقصود باللذي حصل هو مشعل لا هي..فان كان لهم مصلحة مع وريف لما توانوا عن تركها في هذا الفندق.....!
وريف بابتسامة وهي تقوم : وش تشربي؟
عبير بخجل : لا تتعبي حالك حبيبتي..ماله داعي..
وريف تتسع ابتسامتها : ولو ! .. آمري تدللي ..وش تشربي؟
عبير : شاي اخضر !
ابتسمت وريف تقلب في دواليب المطبخ الجانبي..لترى اكياس صغيرة بالشاي الاخضر..وضعتها في اكواب انيقة..تقدمها لضيفتها كعلامة لامتنان لحضورها وطمأنتها من حالة الخوف التي تحيطها من كل مكان ..أحرقتها سخونة الماء حينما شردت في ذاك المدعو يوسف..اهل من المعقول ان يكون هو من فعل هذا ؟؟! اهتزز جسدها ..ربما هو من فعل هذا..يجب ان اخبر مشعل بالخبر..آجلاً ام عاجلاً ...اشعر ويكأنه يستغل اخي مشعل استغلالا كبيرا وخصوصا بعدما افتضحته..يا الهي...!!! هكذا كانت همساتها في نفسها تردد .. انتفضت من سخونة الماء..اسرعت لتأخذ منشفة وتبللها بالماء البارد وتضغط بها على سبابتها التي تضررت..وكأن الالم الآن تصاعد الى قلبها ولكن لا تعلم ماهو السبب..
حملت صينية الشاي الاخضر مع قطعة كعكة شوكولاته ..ووضعتها وهي ترسم على ثغرها ابتسامة ناعمة وتمد كوب الشاي لعبير:تفضلي..
بادلتها الابتسامة وهي تلتقط كوب الشاي : يزيد فضلك حبيبتي ..تعبناك معنا..
وريف : ليه هالكلام الحين..عليك بالعافية ياروحي..
عبير : الحين انتي كم صار لك من جيتي ؟
وريف : شهرين تقريبًا ..
عبير : متى نازلة السعودية ؟
وريف تعدّ الأشهر في دواخلها لتهمس : باقي 6 شهور..
عبير باستيعاب:اها ..يعني ماخذ دبلوم في المعهد ؟
وريف بخجل : لا انا معي لغة انجليزية..بس داخلة الجامعة على طول..
عبير : انا لما دخلت عطول للمعهد وكنت مبعتثة بحساب ابوي..شهررين وعلى طول حولت على حساب الدولة..
وريف : وش تخصصك ؟
عبير : طب ..بس طلعت الحين وظليت مع زوجي ..
وريف:الله يهنيك وياه..
عبير بتردد : السموحة يالوريف بس ولد عمك.
توقفت الكلمات من محفل شفتي عبير ..لم تستطع اكمالها بعدما ارتباك عيني وريف وتحرك عدستها بسبب التوتر الذي اجتاحها ..لكن وريف قاطعتها : تقصدين ليث ؟
عبير هزت رأسها : ايه..شصار عليه ؟
وريف : مدري..للآن محد يدري عنه..
عبير وضعت يدها على قلبها : الله يطمن قلوبكم عنه صعب فراق الاهل ..
وريف بابتسامة : واثقة ان شاء الله ان ربي بيكتب له يرجع ويرفع راس هله..
عبير تبتسم لوريف وآمالها لتردف قائلة : الحين ماضبطتي لك من بنات بريطانيا ..
عقدت حاجبيها باشمئزاز وتقزز : عوذ منهن ماصلات ناشفات معجزات ..
عبير تضحك : ههههههههههههه...ولا وحدة يعني ماتمشين معهم لازم تشوفين لك صديقة ماهو عيب ولا هو حرام..
وريف : ماشفت منهن بنات سنعات..
عبير ترتشف رشفة من الشاي الاخضر ثم تردف : اي والله..بس انا عندي صديقة كانت تدرس معي والحين صارت دكتورة مرافقتني وين ماروح حتى زوجي طفش منها ..
وريف : ههههههههههه يعني ناشبه لك..
عبير : لا بالعكس بس لافهد مايطيق يشوفها ولا هي تطيق فهد..
وريف تبتسم : ههههه احسن لك وانا اختك شنو يبي فيها وانتي زوجته..
عبير : من جد ..بس مدري شنو سر هالعداوة عندهم..
وريف : اهم شيء الحب كله لك..
عبير بخجل : اكيد ..هههههههه
شردت في سعادة عبير وزوجها ..وتسائلت في دواخلها..هل سأنال سعادة عظيمة تجتاحني مثلما تجتاحها..هل سأكون انسانة سعيدة..كما تكون هي..من هو صاحب الحظ ..الذي سيرتبط اسمي بإسمه.. وسأكون تحت امرته ورهن اشارته..هل سأكون سعيدة ؟! .. كما اجد عبير الآن ..هل ستحمّر وجناتِي بخجلْ ..كلما ذكر اسمه..هل سيخفقْ قلبِي بشدّة ..حينما استمع الى همساته..هل سألوذ الى احضانه..وانجب منه الاطفال..ويكون ابًا لأبنائي..؟
تجاهلت شرُودها..واكملت حديثها مع عبير..حاولت الانسجام..فهي تشعر بقشعريرة قريبة تنتابها..قلب الانسان..دليله..فهل ستتحقق المقولة في ذواتها ؟ ام ستكون هذه الرعشة مجرد اوهام ووساوس شيطانية..؟؟؟؟؟
,
استيقظ من نومه على صوت انينها..كانت تأن..من الواضح انها تلقى الكوابيس..وتنادي بكلمات غير مفهومة ومموهة..تتكوم على نفسها وهي تحتضن ذاتها بعمق..تقوم ببعثرة شعرها بطريقة غريبة..تخبأ عينيها الدامعتين اللتان يعشقهما..ويعشق بريق الدموع من بينهما..اهتز كيانه حينما نادت بإسمه..فزّ قلبه ..وهرع اليها يشدها الى احضانه..وهو يهدأ من روعها ..استيقظت وهي تبكي ..وتتكوم في احضانه..تشكو له..وهو يقوم بتقريبها الى حيث يكون صدره..وموطن اوجاعها..هاجت الامها لتبكي دموعها الباكية..وما فعله انه مد ابهاميه الى اسفل جفونها ليمسح الدموع الساقطة..همس لها في اذنها : شنو شفتي ياقلبي وابكاك؟
اهتز جسدها بقهر : ابوي يطعني..من ظهري ..يغدر بي في لحظة غفوتي..يستغل فقداني..ويشوهني
عقَد حاجبيه ..مد يده يغلغلها بين خصلات شعرها : انا كم مرة قايل لك لو بتتكلمين بهذا الكابوس تنكتمي احسن لك..
سبأ بألم وعَبرةْ أسيرة تتبعها غصّات حارة استوطنت حنجرتها : يخوووفني ..ماقدر اكتم كلامي ..مضطرة اتكلم لو ماتكلم اموت..
وليد بابتسامة : بسم الله عليك..تموتين انا بعدين شيصير فيني..
من بين دموعها سرت بين عروقها طاقة ايجابية لتبتسم ابتسامة باهتة وربما خجولة بعض الشيء..
اضطر لتقبيلها..فُقدَانًا لسيطرته..تَاهت في تصرفاته..لكنها ابتعدت عنه ..حينما قام بتقبيلها متحججة بأنها تكره هذهِ التصرفَاتْ في حال انهيارها..ضّمت شفتيها بقَهر حينمَا تردد صدى ضحكَاته..على خجلها المندفع بعد بكاء مندفع اكثر..توجه الى دورة المياه..وهو يراقب تصرفاتها..حينما يراها الشخص العادي يقول انها مجنونة..وليد يعيش حياته معها ويشعر بأنه هو المجنون..رغم انهيارتها ..تصرفاتها الغير طبيعية..الا انها كطبيب نفسي لا يلومها ابد ولا يلقي اللوم عليها..يعلم ان ردة الفعل هذي ربما تستغرق العمر كله..لكنه فداءًا لعينيها الدامعتين المغرم بهما...سيكون معها متى ماحتاجته..
قليل من مثله..من يساند زوجته ان احتاجته..في زمن يريد الرجال ان يستعملوا النساء كسلاح لاخماد نيران الشهوة المكبوته..
خرج من دورة المياه ينظر لها تضع وشاح صوفي ابيض وتتقدم الى النافذة الطويلة وهي ترى سعة مدينة لندن ..لم تشعر به..كانت تخاطب نفسها ..وهو يقرأ أفكارها..احتضنها وقبل جيدَها *الرقبة* ثم همس في اذنها : ما طفشتك جدران البيت ؟
التفتت اليه : تبينا نطلع ؟؟ وانا في حالة عمري اطلع..مابىى الناس مابىى اشوفهم..صرت اكرههم ..بسبب انهم يعتقدوني مجنوني..
احتضنها وهمس بجنون : مو مجنونة..وماعليك من الناس..عنبوها من ناس تزعل خاطرك..
اهتز كيانها وهي تبتعد عنها..الدموع الكثيررة لاتنطفأ..لذلك احيانا تتصرف بغرابة كبيرة..جلست تعبث في شعرها بمشط الشعر وتسرحه..بينما هو جلس يشعل سيجارته ويتوجه الى النافذة وينفثها في الهواء..يخرج الدخان الاسود من رئته ويكأنه يرتاح بهذا التصرف..رمى سيجارته ..
ثم نظر اليها لازالت تنظر الى نفسها بالمرآة بطريقة غريبة..هو كطبيب نفسي يجهل ماهي سبأ..لذلك ..سيظّل وليدها طالما بقت سبأ ..
,
في المملكة ..
بين الاسواق كانت تتلفت لتنتقي مايعجبها..موعد زواجها بات قريبًا جدآ فمن الطبيعي انها تدخل في حالة توتر..شوق كانت متعبة جدًا من اسماء لانها من النسآء المترددات في السلعة ..تتحجج بكون الفستان الفلاني قصير..ضيق..او ان والدتها لن تقبل ان تلبس مثل هذه الفساتين..في البداية شوق اضطرت ان تصبر على تحججات اسماء..لكن في النهاية لم تستجب لها وبدأت تأخذ وتنتقي مايعجبها وتضعه في سلة التسوق دون استشارة اسماء التي ضمت شفتيها بغضب : شوووق..وش قاعدة تسوين..ياوووويلك من امي لو شااافت الفساتين بتذبحني وبتذبحك..
شوق بعصبية : عنبوك بتتزوجين وتسوقينها علي..هذولا الفساتين حق زوجك*بابتسَامة خبيثة* عنبوك ماتبين تخرفنينه ؟
انتفض جسد اسماء من الخجل : ولو ياشوق ولو ..بس مو بالملابس الفاضحة..الرسول لعن النساء الكاسيات العاريات..
شوق بقهر وهي تشد الضّغط على اسنانها من الغَيظ : الله يطعني يوم طلعت معك .. شوفي يااسماء عندك حلين..ياتشترين اللي خذيتهم ياتشترين اللي خذيتهم !!
اسماء بضحكة : ههههههههههههههههه يعني في النهاية مصرة اني اشتري اللي خذيتهم..
شوق بقهر : ان ماتسنعتي يامرة اقسم ان اجيب زوجك الحين وادق عليه واخليه هو اللي يفرفر ويختار لك وساعتها اعرفي السناعة عدل..
اسماء تعظ شفتيها : لا دخيييييلك ماناقصني لوشة رجال ..تبين تفضحيني انتي..
: حي الله بنات ام لييث..
التفتت اسماء وشوق ناحية الصوت ليجدون الميث اخت راكان تقف بجوارهم وفي يدها فستان زهري ناعم واليد الاخرى تمّدها للسلام : كيف حالكم ..
شوق تصافحها واسماء كذلك : الحمدلله..
الميث بابتسامة لأسماء : كيفك ياعرووس ..؟ جهزتي ولا مابعد..
شوق بتنهيدة قوية : لي ساعة ادهن في سيرها ابيها تشتري شيء مثل الناس ماهي راضية..عنبوها ماهي دارية ان اللي بتلبسه لزوجها ماهو لنا..
الميث : ههههههههههههههههه ..خليها علي المفروض من بدري كلمتيني..اجيب لها راكان الحين اخليه يستلمها عدل..
اسماء بخجل تعض على شفتيها : لا دخيلك خلاص والله ان لاشتري كل شيء تبونه حتى لو جلد تيس..
شوق:ههههههههههههههههههههههههه يافضيحتنا ..بتقردنين الرجال من اول يوم..
الميث : المفروض ياشوق تستلميها وتعطيها قائمة طويلة عريضة في المشتريات اللي بتشتريها..
شوق بتنهيدة : عطيتها بس التناكة وماتسوي..
الميث تبتسم لاسماء:ماقول االا ركزي ع اللون البنفسج يخرفن اخوي ..ويطير علووومه..
عضّت شفتيها بخجل وبغضب من ضحكات شوق على موقف اسماء التي تهربت لتنشغل بين الملابس..لم تستوعب ان راكان هو من اتى بالميث الى المجمع..وهو يقف ورائها تماما يراقب تصرفاتها..بينما شوق والميث انسحبوا من الاجواء الرومنسية رغم علمهن بالعواقب التي سترافقهن بسبب غضب اسماء واحتجاجاتها التي لاتنتهي..
أثّرت في عقل اسماء كلمات الميث ناء اللون البنفسجي..فصارت تتلفت الى اي شيء باللون البنفجسي..احمرت وجناتها من كلمات الميث وشوق التي ترددت في مسامعها..رأت احد العملاء يرتدي اللون الاسود يقابلها بظهره لتهمس له : لو سمحت في منه سمول ؟
سمعت همسته : لبييييييه قال مقاسهم سمول..
حينما التفت رأت انها وضعت نفسها في موقفين محرجين..حينما تحدثت مع راكان تحسبه عاملاً في المحل..والموقف الاخر..لما بين يديها..تشنّجت كل عضلة في جسدها اصبحت غير قادرة على النطق تتلفت الى الميث وشوق ربما ينقذها موقف وجوديهما..لكن راكان ابتسم واخذ الفستان من يديها واصبح يقلبه مابين عينيه..ثم عاد الى المكان الذي اخذت منه الفستان..واخرج لون بنفسجي منه ثم همس لها بابتسامة جانبية : هذا احسن..
شعرت بتوتر وهي تحك رأسها .. عقدت حاجبيها وهي تأخذه بقوة وبخجل ارادت التوجه الى المحاسب لكن راكان سبقها وهو يأخذ الفستان : يعنني اانك بتدفعينه ..خلاص يابنت ندفعه عنك !
اسماء بخجل : شكرًا بس معي فلوس..
راكان يغمض عينيه ثم يفتحهما : هو بيني وبينك فلوس ..*رسم على شفتيه ابتسامة* خلاص قلنا لك بندفعه ترا كله كم من فلس ..
حاسب لها الفستان..ودفع مصاريف اخرى لاشياء انتقاها هو لها بنفسه بينما هي تمشي كالمخدّرة خلفه..لاتعرف كيف تتصرف او كيف تهرب منه بينما لاتجد شوق ولا الميث..انتهوا من رحلة تسووق محملة بعناء شاق ثم همست : راكان ..
أردف : لبيه عيديه !
تجاهلت سؤاله بخجل لتهمس : اذا تسمح لي بروح عند اختي بمشي خلاص لان.........ز
راكان يشير الى نفسه : وش اسمي انا ؟
عضّت شفتيها بخجل لتنطق اسمه هذه المرة وترى اتساع ابتسامة جذابة على شفتيه..قام بمهاتفه الميث لتخبره انهم في احد المحلات ..توجهوا لهم واسماء توجهت بغضب اليهن هامسة لهن : اقسم بالله انها مردودة لكن ..جعلكم الجرب ..ياسوااااد وجهي قدام راكان
الميث تعض شفتيها من غضب اسماء : ههههههه والله ان اخوي اللي طلب نورطك..
شوق تبعد نفسها من الموضوع : اتفاق اخوة يعني انا طلعيني منها..
اسماء تضع يدها على خصرها بغضَب : ياسلام..هين..ماكون انا بنت ابوي ان ماطلعتها من عيونكن..
خرجوا من المجمع ، كل منهم متوجه الى وجهته..رغم ان هناك قلوب جديدة تنبض في الحب..تسرب اليها اليوم شدة في الارتباط ..وسعي في نسيان الماضي او تهذيب ممشاعر الماضي للعيش بحياة اكثر استتباباً ..وحبا .. !
،
فِي جآنب آخر في المملكة..بين الخيارات الصعبة..والعذاب الملتوي على قلبه..اختار ان يقرر قرارا صعب..لكنه اسهل من الخوض في الحرام..اللعب بالحبلين..اصعب بكثير من الخداع..لذلك ..قرر ان يكون لصالح الحق..لكن بتعاون مع الشر..الذي يعلمه..انه سيكون تحت اسم بو عمار العزيز..لكنه سيعمل لصالح ليث..ولاثبات برائته وادانته..ولن يسمح لاي كان بتشويه انسانيته..كهذه الكلاب التي تنبح يوميًا على رأسه في اختيار القرار..لذلك ..سيكون الله في عونه ان اكتشفه عمار العزيز..او والده..لكنه في النهاية..هذا سيكون من صالحه بلا شك..عند الله تعالى وامام نفسه وضميره ..واخلاقياته ومبادئه التي تربى عليها تحت كنف امه..لن يكون الابن الضال..الذي سيبقى مشردًا تحت عقوبه مهنية وضعها له سعود العزيز..
تنفس بقهر حينما رآه..تحامل على نفسه وهو يمثل الابتسامة..لم تفته نظرات زوج المصدومة من ابتسامته..سمع صوت زوج امه : يالله عساه خير ...وش طاري لك الابتسامة ؟
آدم بتمثيلية الندم البارعة تنفس بتنهيدة حارة يتكلم فيها بعكس شخصيته : ابتسمنا للوجوه الطيبة ..
سعود العزيزَ ..لم يصدق ماطرأ لآدم من تغيير نوعي : أيوا ..!! ...ووش قررت على اللي قلت لك !
آدم تشتت عدسة عيناه بتوتر ملحوظ نطق الاحرف بصعوبة مضطرًا : الله يسلمك....أنا قررت اكون معك..
سعود العزيز براحة وابتسامة خبيثة : يعني واخيراً شريت راحتك !
آدم يهز رأسه وينطق : بس لي شروطي..
سعود : وش هي ؟
آدم : ماحد يدري اني اتحرك التحركات ضد ليث غيرك..وان عرفت ان في غيرك انت ولا عمار يدرون اقسم بالله ان لافضح !
سعود بتفكير : طيب..ماشي..
أصبح ينظر لآدم بتمعن عن سر هذا التغيير المفاجئ..آدم توتر من نظرات سعود له وشعر بأنه سيكشفه..أدار عيناه الى جهة اخرى حتى تبعد مسافة اكتشافه..لكنه انتفض حينما رأى سعود العزيز يمسكه من ياقته ويهمس من بين اسنانه : عليك العوض ياولد المالك ان سمعت انك تلعب بالحبلين..
انتفض جسده وهمس : انا قررت قراري..معك ماهو مع غيرك..
سعود ابتعد عنه وشعر براحة لانه لا يعرف الطينة الطيبة التي نشأ عليها آدم وهو يفعل كل ذلك..ليكسب راحته ويبحث بذاته عن ليث..فهو في كلا الحالتين لن يخسر الا في حال اكتشفه سعود..
أردف له سعود وهو يفتح نافذة غرفته ويتسلل عليه الضوء : اليوم تجهز حالك..راح تطلع وتختلط بالناس وتشوف اهلك وناسك..بعدها راح تسافر ويلقاك عمار بمطار لندن وتروحون لمدينة كامبريدج اللي فيها مشعل المالك واهله..
هزّ رأسه وفي دواخله..يريد لو ان يمسك رأس سعود العزيز هذا ويفصله عن جسده..الطامع نحو الغنيمة..الخاضع نحو شهوته ..وغرائزه الانسانية..بل غرائزه الحيوانية ! ...
خرج سعود العزيز ليردف آدم بقهر : كلب ولد كلب !
- * اذكرونِي بدعَوة ,, :$ *
|