لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-07-14, 02:44 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 269296
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: غَيدْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غَيدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 

أوقف هنآ معكم :$
أتمنَى ألقى منكم اجابة .. حتى اشوف منكم تفاعل .. يرضيني ويرضيكم :$
نزلت عشر بآرتات هنا وب المنتديآت الأخرى .. أتمنى القى هنا اجابة ترضينا وترضيكم وترضي الله سبحانه وتعالى ‘‘

 
 

 

عرض البوم صور غَيدْ   رد مع اقتباس
قديم 20-07-14, 10:41 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 269296
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: غَيدْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غَيدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 

السلام عليكم..كيفكم وكيف حالكم :) ؟
ليلة قدر مباركة للجميع ان شاء الله.. اذكروني بدعوة..وادعوا ان نكمل الرواية على خير وصلاح..فيما يرضي الله سبحانه وتعالى وفي ما يرضينا اجميعن ..

لاتنسوا ان تذكروني بدعوة بين قنوت كفوفكم..وارسلُوها الى السمّاء .. بنية صادقة وخالصة .. :$,



أتوقفْ هنا .. وأهمس قائلة .. بأني لا اكتب عن عجلًا منِي..ولا سخاءًا في نفسٍي .. ولا رغبة في شهرَة .. ولا رغبة في ان اكون ذات منصب .. أني أكتب لأني أجد ان الكتَابة لا تستكِين الا بشخصيات تتعمق دواخلنا .. لتخرج وتحيا مع الجميع.. انا مسؤولة امام الله ونفسي.. عن كل حرفٍ يكتب.. وأعيذ بالله من شر نفسي وشياطيني من كل شر يكتبْ ..,
لذلك .. أحببت ان انوه.. ان الشياطين تغزوا المكَان كثيرًا .. لذلك فلنحافظ على سمة الاستعاذة منها..

ذكرت في مقدمة الرواية .. ان ابطالي لم تثبت عصمتهم بعد.. وانهم ليسوا بحجم الملائكة.. وألتمس العذر عن كل مايزعجكم..فقط خذوا ماكتبته في عين الإعتبآر , :$




البـارت : الحادي عشر




تختنق الغيابات
في صدري
تلوح غصات عبرات الوجع
على حدود المآقي
أحارب بألم
انهيار سدود صبري
رباه صبرا و معونه
فعشر عجاف
أثقلت كاهلي
و تكاد تجزع روحي
لكني بك استعين
و بسجود يقوي
إيمانا بقضائك و قدرك

و ما أنا إلا عبد
أحببته فإبتليته ،،
أما قال حبيبك المصطفى ( ان الله اذا احب عبدا ابتلاه)

* للمبدَعة وردَة شقَى :$ , *




أكلَ طَعامْ شهِي جدًا .. هيجّ حنينه ..
انها تشابه الكَبسة تمَامًا التي تصنعَها والدِته .. ,
لذلك قد هاجَ الحنينْ لدِيه ..
وأصبحْ يتوهّم بأن والدته هِيَ من قام بصنعهْا ..!كيف ينسى طعمها وقد كانت هي آخر وجبة سعودية قامت بصنعها والدته لها قبل ان يهرب.. يشعر ويكأنها اكلها البَارحة .. فعلاً هنا كان الحنِين يلعبْ دوره ببرآعة مُتقنَة .. , !
تنفسّ الصعدَاء بعد انتهَاءه .. وقد سبقه فهَد بالرحِيل..لكن مشعل أصر على بقاء يوسف ليستفسر معه عن بعضِ الأسئلة التي كان يريد مشعل السؤال عنها..حذّره ليث مرار وتكرارا على ان لا يتكلم عن ليث وآخر اخباره في التليفون او في الانترنت لأن الخطوط البريطانية شديدة الملاحظَة جدًا خصُوصًا لمَن لهم العلاقة به او بمن مثله ..! ,
أيضًا أخبره أنه لن يسلم من بعض التحقيقات والمكالمات في الدوائر الحكومية عن ليث المالك..لذلك خبره بأن الصبر هو مفتَاح الفرج..
فهذهِ الرحلة العويصَة ..تحتَاج لمن يصبِر فيها لا لمن يتخاذل فيها..فلم يصبر ليث طوال عشر سنوات لكي ينسحب في السنوات الآخيرة..ولولا الايمان بالله ..لفضح نفسه..او انتحَر..لكنه فظل الامل..واختار الطريق الصحيح كي يحيَى حيَاة كريمهَ ..

انسَحب ليث وهو يودع مشعل : يلا انا بمشي هالحين..ولاتنسى اللي وصيتك عليه..

مشعل يقُوم له : لا تخاف بالحفظ والصون..

ليث يبتسم : عليك الله ان ماتقوم خلاص انا اروح لوحدي..

اصر مشعل ان يقوم ولكن اصرار ليث ..هزمَه ..لذلك خرج من المكان..
لكن هَمسآت ما استوقفته وهو يرَاها تذهب لأخيها سائلة : مشعل خرجوا ؟!

مشعل يبتسم : ايه..خرجوا ..

وريف تنظر للباب وتتوجه اليه وهي تهمس : طب ليه ماسكرت البـ....................!!!

انقطَعت الأحرفْ .. حينمَا رات ذاك المدعو بيوسف يسقط منه شيء وهو على الباب..
لقد سقط منه الشّاربْ الإصطنَاعِي...
فكانت عينَاها مصدُومتّين وبقوة..
متسعتّان بلا تصديق.. أو هل يستغل اخي مشعل ؟!
ترى من هذا اللذي يختبأ تحت ثياب الإستغلال !!! ,

تراجعت إلى الورَآء .. حينمَا لمحته يرمقها بقوة..
يرمقها بنظرة قوية جدًا وربما غاضبة ..او ربما مقهورة..او ربما خائفة..لاتعلم الحقيقة..
الا ان اطرافها بدأت ترجف..
لم تستطع ان تحرك ساكنًا لتغلق الباب.. وذلك بسبب نظرآته..
تلمست رأسها وهي تكتشف انها بلا حجَاب..
شهقت بقوة وهي تغلق البَاب..
كانت في حالة صدمَة عظيمة..لم تتوقع وجوده..
ولكن ايضًا هي لم تتوقع ان يكون تحت ثياب تخفي هويته لربمّا ..!
لا تعلم.. هل تقول لمشعل.. ام تصمت..!
لا تعلم ماللذي تفعله..
لكن الضمير وصوت من بعِيد يهمس لها بأن لا تتسرع.. ,
فربما هذا الشخص مريض..
او انه يُحرج من ان لا يكون له شواربَ في وجهه..
ربمّا انها تعرضه الى مواقف محرجة..
لذلك .. فضلت الصمت..ولكن لن تسكت هكذَا..دون ان تتحقق من نية هذا الشخص..
لكن ياترى ..ماسر نظراته العميقة التي جعلت اطرافها ترتجف..
من اعلاها حتى اخمص قدميَهآ , ؟!!
الذي تعلمه انه تحت سيطرة الخوف والصدمة ..لذلك يجب ان تتحرك ..او ان تفعل شيء..

إنتَبهت لمشعل يهمس : شفيك !!؟؟ من مساعة صافنة بمكآنك يالمربوشَة ..!

ضحكت بعد استيعاب ضرير وهي تهمس:هههههه لا بس سرحت فجأة..!

مشعل يبتسم : اها يعني عقلك تيرن اوف الحين ولا ع الاون لاين؟!

ابتسمت له : ههههههههه يعني بديت تلقط عنقليزي!!

مشعل بثقة : من زمآن وانا ع العنقليزي..بس البريطاني والايطالي والفرنسي ماعرفه..

وريف : الله يصبر عقولكم ياعرب يامسلمين..
*بتسَاؤل * مشعل..مين اللي عازمهم !

مشعل : جماعة من السعودية !

سرحت كثيرًا في الموقف الذي قبل قليل واحتضنت نفسها بخوف وهي تهمس : و تعرفهم !

مشعل : لا توي اليوم تعرفت عليهم..

وضعت يدها على كتفه وهي تنظر لعينيه وتهمس : مشعل .. خاف الله وانتبه لنفسك..ماتدري وش يجيك من وراهم !

مشعل يهمس لها : ماورا الجماعة الا الخير..لاتحاتين..!

وريف : اكيييييد؟!

مشعل يهز رأسه بابتسامة : أكييييد مية بالمية..

وريف بابتسامة : طيب.. انا بدخل اتروش وانام..

هز رأسه لها..
دخلت الى داخل حجرتها ..
تحتضن نفسها.. وقشعريرة باردة سرت في اناملها.. , لاتعلم ماسر الذي اجتاحها الى هذا الحد..ولكن من المؤكد انها ستكشف سره اماام مشعل..فمن المؤكد بأن هذا المدعو بيوسف يستغل اخي استغلالاً كبيرًا !!



،





فِي المملكَة .. والوقت قدْ عشَى ليلاً .. ,
كان بو رياض يجلس في المَجلسْ .. ينتظر تواجد ذاك الشخص الذي قاطعه منذُ اربع سنوآت حينمَا تبرأ براءة امام القبيلة بكاملها عن ليث .. وقرر ان يقاطع عائلة بو ليث وبو ريآض ..
اليوم يأتي من جدِيد باتصال كي يقوم بمهاتفه بو ليث في موضوع مهم وضروري جدًا كما يقُول.. ,
بو رياض يفتح قلبه وبيته لكل من اراد الصلح..اما من اراد الطّالح ولم يختر الصالح.. فلن يسعه بيته بلا محالة ..!!
وشوارع الرياض ستضمه بلا محالة..
ترى ماذا سيكون هذا الضيف في الحالتين ..!
امن ستسعه عين بو رياض وبيته وقلبه..
ام الرياض ستضمه بكل اريحية !! ,





،




الساعة الثامنة والنصفْ رنّ الجَرسْ ..
وتوجهَ بو ريآض لفتحْ البَاب.. ليجَد الضيف يلقي السلام : السلام عليكم يابو رياض !

بو رياض بابتسامة : وعليكم السلام..حياك الله يامقرن..!

مقرن يبتسم : الله يحيك..

دَخل مع بو رياض الى مجلسه.. وجلس امامه بو رياض بعدما قام بتضييفه وهو يهمس : كيفك يابو رياض وكيف مشعل والعيال !

بو رياض : والله على ماعهدناك يامقرن.. تشوف الوضع وتدري عنه.. ولا ظنتي انك بجاهل ان مشعل تيسر مع اخته للخارج !

مقرن : عشان كذا انا جاييك..!

بو رياض : سم ياولد العم!

مقرن : يابو رياض حنا مقاطعينكم من قبل 4 سنوات..والموية ياترجع لمجاريها ولا حنا ميتين ميتة الجاهلية.. وابونا آدم ماعمره حرض عياله على الشر..فنستر على خزايا بعض لا يفضحنا الله يوم يفضحون !!

بو رياض : ماجيت متأخر يامقرن..طول عمري انا اوصلكم وانتم تقطعون..لكن ماهو مكان لرفع العتب..لو بعاتبك وانتب تعاتبني..عمرها ماخلصت المشكله ولا تصالحنا..خل نصافي القلوب بلا مانفتح صفايح بعضنا وكل واحد يشتم الثاني بقول الزور..ونتنابز بالالفاظ !

مقرن : صح كلامك يابو رياض ولانزيد على كلامك الا حبة المسك !

بو رياض :سم يامقرن وشو مطلبك!

مقرن : جاي بمطلبي ولا اباك تردني !

بو رياض : يخسأ من يردك..ان كان فيما يرضي الله فما حد يردك!!

مقرن بارتبَاك واضح همس : وريف..!

بو رياض بدهشة : وش فيها بنتي !!

مقرن : أباها على سنة الله ورسوله..!

بو رياض بصدمة : تبيــها ؟؟! عنبوك عندك ولد كبر مشعل وتبا بنتي..وزوجتك اللي على ذمتك .. اتقي الله يارجال وش تبا في بنتي !!

مقرن بقهر : وشو يـابو رياض يعني انا انعاب ولا ماني ساد اللزوم !

بو رياض بغضب : لا مانت بساد اللزوم..لو فيك خير رحت اخلصت لحرمتك وعيالك..عنبوك بعد هالعمر قلت بتخطب وريف بنتي لولدك ماهو بلك ..!

مقرن بغضب يرفع صوته : وش فيني انا .. مايضرني شيء..وبعدين انا طلبتها من الباب ماجيتها من الشباك !! وانا مانعاب يابو رياض..وان كان تبيني اطلق المرة عشان بنتك ارخصها واطلقها !!

بو رياض هز رأسه بأسف على هذا الرجل المريض بغضب : رح لا بارك الله في الساعة اللي جيت لي بها..يارجال رح لزوجتك وتيسر لها وصالحها..والله لو يقبروني ثم احيا ثم اموت ماعطيتك بنتي لو على جثتي..!

مقرن بسخرية يغيض بها بـو رياض : ماوراك شر يابو رياض..ولا محد يعوف مقرن..اكيد ان البنت معيوبة..

سمع صرخة انثوية هزيلة وهي تهمس : ثمن كلامك ياحفــــــي الرجلين...

التفت مقرن وهو يهمس : خالتي !!

الجدّة بغضب : رح انقلع عن وجهي ولا شوفك تدخل هنا..عنبوك شجانا منكم غير المرض..اخوك مهدد بنت بو ليث كل ساعة يبي ياخذ ولدها..وانت بقواة عين بعد هالعمر كله تجي تطلب وريف..رح والله ان ماعطيك اياها لو بطلعت الروح ..!

مقرن بغضب:طالع ياخالتي ..مو لجل اللي جنبك..لجلك انتي ولجل سنك.. وانا ماقول مايطلع من الصالح الا الطالح !!!

خَرج مِن المَكان وكان بو رياض سيلحقه ليدفنه في أرضه..ولكن والدته همست له وهي تقول : ياويلك ياعلي ان لحقته.. هذولة مايخافون الله.. اتركهم عنك..ووريف ماياخذها لو على شيب راسي..

بو رياض يقبل رأسها : الله يديمك ياتاج هالراس.. انا انصدمت منه بعد هالعمر قلت جاي يطلبها لولده..وبكل وقاحة يقول انه مستعد يطلق زوجته عشان بنتي.. انا شأطلع قدام الرياجيل يايومه لاخدمته بمطلووبه..عساه جهنم اللي تاكل بدنه..قال يبي ياخذ بنتي قال..ابيع عمري ولا اسلمها له !!

الجدّه تحتضنه: ماعليك منهم يووومه..هم قاطعونا وماهم ناووين فينا خير..اتركهم عنك يايووومه ربي بيورينا فيهم يووم هو ويا اخوه البثر..

بو رياض بتعب:شيبوا راسي يايوومه وكسروا لي ظهري..محد مثلي تسوي فيه قبيلته كذا..

الجدّة تحتضنه:ابووك ياعلي لاتفجعني يوومه اسم الله عليك من شيب قلبك وكسر ظهرك..قوي قلبك يايوومه ..قوووي قلبك..

بو رياض بتنهيدة همس : لا اله الا الله..

الجدّة : ادخل لام رياض قلبها انشغل من صراخكم..ادخل لها وطمنها بالخير..

بو رياض يهز رأسه بالموافقة ويدخل لأم رياض..
بينما الجدّة تهز رأسه بأسف..لقد تجرأت جدًا عليهم قبيلة المالك.. تجرأت وكثيرا ..
فكيف لهذين البيتين ..بيت بو ليث وبيت بو رياض..ان يواجهوا قبيلة كاملة تقف ضدهم في وجههم..
لقد كان بو رياض يتحدث بنية طيبة عن الصلح..
بينمَا ذاك الضيف اللعين يضع شبَكًا ليلوي بو ريآض من ذراعه..في وريف..
خسأت..وخسأ أمثالك يامقرن..!!!





،




فِي بريطآنيَا .., والليلْ بينَما الليلُ ينتصِفْ ,
والهَوآء القويّة تَهبّ مِنها رياحُ العَتب .. كانتْ تلفّ الوشَاح على كتفيهَا .. وتضم شفتيها بتفكِيرٍ مُنهَمك ..جَلستْ على أحدْ المقاعد بعدَما قامت بفتح البلكُونة ..بدأت تنظُر للمدِينة ولهذَا السوادُ الدّاكن.. ياااه..ما اعتَم البُعدْ عن الدّيار ..ماحالُك يابنْ العّم غائبٌ عشرْ سنوآت لمْ يطرأ عليكَ حنينٌ ..ام ان الصّبر ملّ وانت لم تمُل ..
الطُيور المهاجرة تُخبأ القمر تارة ثم تنصرف عنه ليعُود كما سابقِ عهدِه بدرًا .. , نَظرتْ إلى حيثُ تتراصصُ النجُّوم في السمَاء..
السّماء.. انها أجمَلُ شيءٍ في هذهِ الحَياة ..
إنها أجمُل شيءٍ في هذهِ الغُربة .. التي انقضَى منها إلى الآنْ ..شهرآن .. وهي لا تعلمْ كم ستطُول رحلَة عنائها..
مَتى سترجِع إلى بلادها ..بين أحضانٍ كريمَة .. بلادُ الغربة مذ ان اتت اليها لمْ ترتح.. رغم اصرارها على دراسة المنهَج المُبتغَى ..
الا انها الآن تأخذ ضريبة الغربة .. حتى وان كُنت أسعد انسانًا في العالمْ ..فإن الغُربّة مُوحشَة وصَعبة ..!

تقدمت الى سيَاج البلكونة ..وضعت يديها عليه ونظرت للأسفلْ ..
الى المّارة .. الى الشوارع التي يختبأ فيها الناس في هذا الوقت..
يخافُون من قلّة الأمن والأمَان..
إرتجَف جسدها ..ونظرت للسمّاء..وهس تهمس في داخلها..
مـــــا أجَملْ السمّاء ..!!!

لاَتعلم بذاك الذي ينظر لها من امام فندقه..كان يقرأ أفكارها وهي تهِيم في السمّاء.. وحينما رفعت رأسها الى السمّاء..
رفع رأسه الى السمّاء أيضًا ..
وأصبح الإثنَان..ينظرُون الى السمَاء ذاتها..
ويخاطبُون خالقًا واحدًا ..!!!





،



في المملكَة ..الساعة 7 ليلاً .. ,
كانت تجلس وهي تشكي لأم ليث.. بينما ام ليث تفهم ان ابو رياض ينال ضريبة مافعله ابنها..
أبناء القبيلة لا تستحي ولا تحشمُ العرب..
لا تعرف سوى ان ترغم الناس على ذلّ هوانها..
لقد تشابكت الروؤس في بعضها..حتى يحين موعد خلاص ليثْ وتثبت براءته..او ادانته.. ,
اهتز جسدها حينما سمعت ام رياض تهمس بحَسرة : يابووك بعد هالعمر كله ..يرجع لابو رياض يبي البنت له..

ام ليث بغضب : يخسأ ..وتهبا من فمه..والله ان ماياخذ الوريف لو على جثتي..هدّي يام رياض البنت بنتي مثل ماهي بنتك..وطول عمرها مع بناتي..والتيس اللي جاكم يبي بنتك والله ان مايمس شعره منها...آآآآخ بس لو ولدي حولي..كان ماظليت عمري كله انتظر وريف تكون له !!

ام رياض بابتسامة : يافديتك ياختي..والله انك مثل البلسم على هالجراح.. القبايل شمّتت فينا العدو..من صار اللي صار وهم قطوعهم علينا بتوصل للسنين..!

ام ليث : هدي يام رياض..*وبأسَفْ تليها الحَسرةْ* أدري ان بو رياض ساكتن للقبايل بس عشان رجعت الليث..بس يوم ان يرجع الليث كل القبايل بتاكل التراب..وبتشوفين..مايملي بطووونهم الا التراب يام رياض..

ام رياض بتنهِيدة اجتَاحت السمّاء : الله يفك اسر ولدك ويرجع لاحضانك يام ليث..ترا الليث ولدي اللي ماجابه بطني..طول عمره مع ولدي مشعل..ياحسافة الله يرده لنا ..

ام ليث بألم ودموع متحجّرة : كل يوم اظن انه بيدخل علي في صالة البيت..بس عييا هالحلم يصير ..عياا ومنه هالقلب شقى ..

ام رياض : مالشقى الا لهل القبايل يام ليث خليه..بكرة يرجع ولدهم ويرفعون الراس فيه..

ام ليث بغضب: هذا ماهو ولدهم..هذا ولدنا يام رياض..هم تبرأوا منه ومابغووه..يقولون انه وطى روسهم..ذلوووني يام رياض من عشر سنوات حتى اخواني قاطعيني..كل من الهوشات والخنايق اللي زلزلوها بدل مايوقفون مع ولد اختههم ويعرفون شفيه..

ام رياض : الا حسبي الله ونعم الوكيل..خلاص يام الليث هدي وربي يهدي حنينك برجعة الليث وتقر عينك بشوفته..

دخل فهد وهو يبتسم : وزارة الداخليه ماخلصت كلامها..

شوق : بدل ماتسلم عليهم وتحب روسهم جاي تطنز يالبثر..

ام رياض تضحك : ههههههههه تعال يوومه خلني احضنك اشتقت لريحتك تعال..

جاء لها فهد قبل رأسها وجلس بجوارها وهمست له : ياماشاء الله عليك.. والله انك رجال ..يابوك ليه هونت ماتجي بيتنا..يعني لازم يكون مشعل اللي يسحبك لبيتنا ولا ماتجي..بعد خلاص وانا امك مشعل راح وسافر..ولا عمك وزوجته مالهم حق عليك..

فهد يبتسم : أفأ ومن يرخص جيته لبيتكم يام رياض..*بغرور* تعرفين هالايام الاسهم ضاربة بالسوق ورجال الاعمال وراهم شغل يكدح منه الحمير..

ضحكت اسماء : هههههههههههههههههههههههههههه تطعني رجال الاعمال..يافديت الهياط بس..

فهد : تكلمت حرم راكان الورع..

أسماء تضرب على رجليها : لا اله الا الله ..

الجدّة بغضب:فهيد خل عنك خالتك ولاتقول عن راكان الورع..ماهو الورع الا انت..

فهد : انا قلت الورع ..!

الجدّة بعصبية : منهو اللي يقوله ..؟!

فهد : باطل ..منهو اللي يقوله !!! ماهو بأنا !!

الجدّة : فهيييد ان ماسكت لاسدحك هالحين..

فهد : الله يالدنيا من يومي بزر وانتي تسدحيني ..جات على الحين..

اسماء تضحك :هههههههههههههههه..جاهز للرد دايركت كومنتس..

فهد : اقول اسكتي يالعنقليزية..خليتي علوم العربان وجيتي تهايطين على امي وجدتي القديرة اللي مايفهمون العنقليزي..

الجدّة بغضب : والله ان لاقوم وادفنك يافهيد..

فهد يضحك ويهرب: هههههههههههههه لا والله علي الحلال ان لشرد الحين..فمان الله ياجدتي القديرة..


التفت الجدة وهي تبتسم لشوق : هههههههه عنبوك مابثر هالولد وش كنتي متنسية عليه يوم كنتي حامل به..!

شوق بخجل : هههههههه يوووه يوومه شذكرك بالنسا والولادة..بعد مثل كل الحريم كل ماطرا ع البال تنسيت به..

الجدّة : ماهو بصاحي ..ولد ابوه ماينلام..

شوق : يخسي يصير مثل ابوه يايوومه..فهد رجال وولد امه..

الجدّة : يافديت امه انا تعالي يالدرة احضنك..

شوق تحتضن جدتها :فديت ريحتك يايووومه..

الجدّة تلتفت لام رياض:مشعل ووريف ماتصلوا اليوم!

ام رياض:لا يومه على مانتي بخابرة..للحين ماتصلوا من اتصالهم اول البارح للحين ماتصلوا..

الجدّة : دقيي عليهم مقطووع قلبي على الوريف وعلى مشعل..كل يوم تحت ظلي وقلبي حااان عليهم ..

ام رياض:ان شاء الله يومة ..


هنــاك من يفتـــقد.. , ويستطيع ان يرى من فقدهم او يسمع اخبارهم...
رغم كل ذلك...لم يفقد الالم ..لمن تنعكس لديهم الآية ,
تبـــسمت نبـــع الحنـان..ومسحَت دمعة مريرة ..وكانت هذه ام ليث..

 
 

 

عرض البوم صور غَيدْ   رد مع اقتباس
قديم 21-07-14, 08:31 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 269296
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: غَيدْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غَيدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 

البـارت : الثـاني عشر




كان ما قد كان. مات.
كان في عينيك حلم.
خانني وسط الطريق
حين صار الموج وحشا
لم يعد يرحم أنات الغريق
كان في عينيك حلم
يعزف الألحان في عمري. وعمرك
أغنيات للطيور.
كان سرا من خبايا الصبح حين يجيء
في ليل جسور.
بحر عينيك توارى
جف ماء البحر في صمت
وصار الآن أسماكا
تساقط جلدها بين الصخور
كيف صار اللؤلؤ المسحور
أحجارا على الطرقات حائرة
وفي هلع. تدور؟
كيف صار الموج في عينيك شيئا. كالرفات؟
كيف مات الطهر فينا
كيف صرنا كالأماني الساقطات؟
آه من عينيك آه
لست ادري في رباها غير عنوان
أراه الآن ينكرني
قلت يوما. إن في عينيك شيئا لا يخون
يومها صدقت نفسي.
لم أكن اعرف شيئا
في سراديب العيون

* فَاروق جويدَة :$ , *



فــي صباحات بريطانيا..
بينما المنازل تغوص في الثلوج..والشتاء هيّجْ الحَنينْ ..
لناس افتقدناهم فلم نعلم اينما تكُون أراضيهم ..
لكل شتـاء في حياتنا قصة ..لكن شتاء هذا العام سيكون مختلف..مختلف تمامًا عن أيِّ شتاءٍ آخر...
مختلف عن كل شتائات هذهِ الحياة ..التي اعتدنا عليه تحت دفءٍ وأهلٍ وديآرْ...
هذا الشّتاء..سيمجّد في تاريخه..بأنه الشتّاء العاشر في حيآته..الذي افتقد فيه دفءَ من حوله..فأصبح يكرس كل اهتماماته ..في تفاصيل هذهِ الحياةِ الميّتة ..بلا أهل..بلا أمل..بلا دفء..مع ناس تفتقدُ الضمّير ..
هزمته غربة ..أراد ان تهطل من عينيه دمعة يتيمة..لكنها لم تهطل وعادت الى حيث مكانها..
فتح بلكونته فاجتاحته برودة الهواء وهي تنقض وتهجم على جسده..
كان يرتدِي كنزة صوفية سوداء..ويشتم صعيق هذا الهوآء البارد..ليدخل الى رئتيه..علهُّ بهذا التصرف يطفأ نار الحنــين الذي هاج ..
لكن لا وألف لا ..فنيران حنينه أقوى من برد هذا الشتاء...
الشمس..لازالت كسوله..لم تنهض للتوسط جبين السمّاء..
لكنها على وشك النهوض..فهي تمدّد خيوط أشعتها لتعطينا بصيص الأمل..
ابتسم للطيور وقصّته مع السمّاء..
أهلي في هذه الغربة هم..سمَآء ، طيور ، شمس ، ليل نهار وقمر ..مع هويآت مختلفة ، وشعبة ممتلئة بالحنين..موسومة لليث المالك..الذي يعيش وبكل سخرية حياة كريمة !!!!!!!

نظر الى حيث نافذتها.. هي النافذة المقابلة لنافذته..
وتأملها كثيرا .. اذا انتي هي ابنة عمي الصغيرة .. التي حينما فارقت دياري كنتي مجرد طفلة تائهة .. تبحث عن لعبتها ببراءة ..
كبرتي.. كم كبرتي حقًا ياوريف ..!! كبرتي بكل قساوة !!!

شعر بقلبه ينبض بقوة .. وهو يتذكر ذاك اليوم الاسود..حينما خرج من شقة مشعل ليجَد ابنة عمه ..تنظر له وتكتشف الجزء الكبير من سرّه المدفُون .. مـَاذا سيفعل حينها .. أ وهل يصمتْ ! ؟

جُرعات الحنينْ القاتلة هاجَت حينما نظر الى مشعل وهو يفتح شرفة وريف .. لكنه لا يجد وريفْ هناك ..!






،






نظر الى ساعته..انها السادسة صباحًا ..ابتسم وهو يضرب البابْ ثلاثًا .. لكن دون ردّ .. دَخل الى المكآن لم يجدْ وريف على سريرها..
همس بإسمها : وريفْ !
جاءه الندّاء انها في دورة الميَاه .. ابتسم لأدواتها الأنثويَة ..التي لاتكل ولا تمل منها..
توجهّ إلى النافذة .. فتحها .. ونظر الى الشتَاء.. والثلوج العامرة التي تغطي مدينَة كامبريدجْ على سعتهَا ..!
ياللصبّاحات الجَميله.. ونسمَات الشتّاء الدافئة .. من منّا لا يحب الشتَاء وذكرياته .. ؟
كان شاردًا في حنينه .. شهرآن .. مذ اتى ..وحرَاكه فِي مسألة ليث أصبح كجمُود هذا الشتّاء.. يداه ..مربوطتَان تحت حتُوفاتْ هذا المكآن الضّال !
صبره قد ضـآق .. لا يعلم كيف سيلتقي به..
كيف ستأتي الفرصة لِـيراه مجدًدا على سابقْ عهدِه ليثًا !؟
الذِي يعرفهْ ، أنّه قد ضاقت بهِ متاهات هذهِ الدنيا ..
وشوقه لن يخرسه صوت صهِيل المعاتبة ..
لن يخرسه صوت اندفاع جرعآت الألم ..
لن يخرسه سواه .. ليث .. لا أحَد غيره !!! ،

نظر الى وريف تخرج من دورة المِياه وهي تمسك بمنشَفة بيضاه تعبث بها بين اناملها ..وترسم ابتسامة دافئة وهي تهمس بينما جسدها يرتجف : سكر النافذة بمووت من البرد..

مشعَل يرد لها الابتسامة وهو يغلق النافذة : كيفه شتاهم معك ؟

وريف تهز رأسه : مو أحلى من شتانا .. لبى شتانا بس..

مشعل يضحك : ههههههههه والثلوج الماطرات..ماهي بعاجبتك ؟!

وريف : ماهي احلى من صعيقنا ..وصحرتنا الباردة..يافديت ديارنا بس..

مشعل يبتسم : وطنّيـة زيادة عن اللزوم..

وريف بانتمَاء : أكثر مما تتوقع !

ردّ لها ابتسامة ، وعينَاه شاردتان في متاهات الشَتاء ..هل يُبرد الثلج نيران الحَنين ؟

وريف بهمسَة ضائعة عبثت في خصلات شعرها وهي تضم شفتيها وتهمس : ولد عمنا ماله أثر !

مشعل يطلق تنهيدة : آآآه من ولد عمنا وألف آآآه ..!!

وريف تذهب إليه وتمسح على كتفه : شفيه .. وليه تتآوه يافديتك ..بسم على طولك من الآه..

مشعل : مدري متى بيخلص شقانا ياوريف .. مدري الليث وين اراضيه !

وريف بتفكير : ربي بيساندكم ان كان الليث على حق..

مشعل : اليوم انا بطلع مع فهد ويوسف .. تبي شيء !

وريف : ودي اطلع السوق بس اخاف اطلع بلحالي !!

مشعل : حلوة ذي .. تطلعين لحالك .. احش رجولك حش..

وريف تضحك : هههههههه..أكيد اجل تباني اهيت عند هالغرايب..

مشعل : خلاص بالليل اطلعك السوق واعشيك..

ابتسمت له بالموآفقة..اما هو فانصرف الى خارج الفندق..
قاصدا الذهاب الى فهد .. حيث سيلتقي بيوسف هناك ..
ركب سيارته المركونَة في المواقف..وقد غطّى زجاجتها الثلج..شغل الماسحَات ..فتناثر الثلج من امامه وجهه لتبين له ملامح الطريق..لكنه لم يلحظ على انعكاس الزجَاجة ..ان هناك سيارة خلفه تراقبه..!



ولم يعلم ايضًا ..ان الذي بالأعلى يراقبه..شعر بأن مشعل ملاحق..خصوصا حينما يعلم كل من حوله انه من قبيلة المالك..التي ينتمي اليها ليث..
حينما تحركت سيارة مشعل الى منزل فهد ..وتحركت السيارة الأخرى خلفه..
تحرك ليث بسرعة الى شماعته وانتزع بالطوا ثقيل يحميه عن البرد..وهو يلبس زيه المعتاد ..
ثم التقط هاتفه وهو يتصل على مشعل عدّة مرات..
ولكن مشعل لا يرد..كرر الإتصالات عدّة مرات وهو يهمس بأن يرعاه الله ..
واخيرًا جاءه صوت مشعل : السلام عليكم..

ليث باندفاع : مشعل غير طريقك..

مشعل بتساؤل وعدم فهم : ليه تبيني اغير طريقي!

ليث : بسرعة يامشعل غير طريقك ورح لأي مكان بس لاتروح لبيت فهد..رح لأقرب شارع عام يكون في ناس وجماعات ولاتدخل بأماكن ضيقة وخالية من الناس..

مشعل بتساؤل : طب ليه !!

ليث : بعدين..سو اللي قلت لك عليه..


اغلق الهاتف وهو ينزل بسرعة جنونية من على درج الفندق ..حينما اكتشف ان المصعد مشغول بأحد السكان..
خرج الى الخارج وركب سيارته .. فتح درج سيارته ..أخرج سلاحه يحشيه بالرصَاص ..
ربمَا يتكاتفون لقتل مشعل..ربما يتكاتفون للإضرار به..او لأن يستدخموه كطعم لقتلي..لذلك لا يسامحني الله ان قصرت في ذلك..
وضع سلاحه في خاصرته..حرك فرامل سيارته..
انطلق الى حيث وجهته ..
وهو يسوق فوق السرعة القانونية..ويعلم ان لها ضريبة سوف يحاسب عليها..
فتح هاتفه واتصل بمشعل ثم جاءه صوته : هلا يوسف..

ليث باندفاع:وينك فيه يامشعل

مشعل يلتفت للمكان : أنا جنب جامعة كامبريدج..

ليث بأمر : لاتتحرك الا ليما اجيك ..

مشعل بغضب : وش تفصل وتلبس من وراي يارجال..وش فيه تكلمني مثل الاهبل..وش صاير!!

ليث يمسح على وجهه بتعب وهو يهمس بتنهيدة : جاي لك وبقول لك وش اللي فيه!!

أغلق الخَط وأصبح يبحث عن اقرب شارع للجامعَة .. كانت هنالك طرق مغلقة بسبب الثلوج ..التي تنزلق منها بعض السيارات..لذلك غير مساره واضطر ان يدخل بين البنايات والردهَات..حتى وجَد الجامعة..ووجد مشعل ينتظره في سيارته..أوقف سيارته وخرج منها ثم استدار الى حيث سيارة مشعل..ضرب النافذة ففتحها مشعل..

ليث يحاول تغطية شفتيه وانفه بإيشارب صوفي فالبرد أثلجه ثم همس : شايف اللي وراك كنت بتعدمنا..!

مشعل يلتفت الى الخلف ويهمس : يعني هذولة اللي معطلينك الحين !!

ليث بغضب : ساعتها بيكون موتك في ذمتي..

مشعل بسخرية : لا كل شيء ولا ذمتك..

ليث ابتسم لمشعل الذي لا تغيره طبيعته وهمس : هذولة يامشعل ناس وسخة ..لاتوسخ ايدينك معاهم..كلمتك عشان ماتروح لبيت فهد لان حتى فهد مشكوك في امره..وهالايام مقلل زيارات لفهد وصاير هو يجيني بدل ما انا اجيه..

مشعل نزل من سيارته وهو يلف ايشارب صوفي حول رقبته ويهمس بينما كومة ضباب تخرج من فمه حينما يتكلم من شدة البرد هامسًا : شفيها الجماعة ..!

ليث : ان قلت لك ان هالجماعة سعودية شبتسوي !!

مشعل : يمين بالله !

ليث بسخرية : هذا من رجال عمار العزيز..ان كنت تعرفه..

مشعل بقهر : عنبوه ماهو هذا اللي محرض عيال القبايل على ولد عمي..!

صُدم لبرهة ..لقد بان مدَى خطرْ هذا الشخص..وبان معدنه الرخِيص..ورائحة هذيآنه النتنة .. شعر بأن العالم مجرد كومَة صغيرة ..يهِيمُ فيها حيثْ تهوي بهِ الأمنيآت..
فيعصف فيه الشوق..ليأتي أمثال عمّار..فيبتروا منه يمينًا ويلوون ذراعه..!
لقد فهم لعبتهم..انّهم يريدون مشعل ..ليستلونه الى شباكهم ..فيكون الطّعم لقتلي..
يالخباثتهم..فإن سيطرت عليهم اليوم..غدًا سيفعلونها بلا شك..يجب ان يكون مشعل تحت النظر وفهد ايضًا ..
وكل من ينتمي لليث المالك..وحتى ليث المالك بذاته..يجب ان يكون تحت النظر ..فرك جبينه بتعب..ابتلع الغصات ..هذا الكلب الآدمي ..حرضّ أبناء قبيلتي ضدي..ليكتبوا صكّ بيانٍ بالبراءة منِي ومن امثالي..يعتبرونني بلا دين وبلا اخلاق..ما أقبح الظلم حينما يكون من القريب..فهو اصعب واشد نقمة من البعيد..
علم فقط في هذا الوقت ..وهذه الثواني السريعة..
بأن مواجهة القبائل..بعدَما يراهم..ستكون أصعب بكثير من هؤلاء..

سمع صوت مشعل يهمس : وفهد !!

ليث : شفيه فهد!

مشعل : ماتخاف يلحقونه لبيته..يعني هم هذي يبي لها تنحط بالعقل..
ليث بتنهيدة : أنا ماقول فهد ماوراه خطأ..فهد ماراح يستفيدون منه كثر مايستفيدون منك..

مشعل يشير الى ذاته هامسًا : ليه انا شدخلني !
ليث:ماهو انت ولد عمه وخليصه من عصبته وعاقلته..يعني اكيد راح تكون الطعم المناسب حتى يورطون ليث ويطلعونه حتى لو كان بسابع ارض..
مشعل بألم يبتلع الغصة : ليه مانت بحاط ببالك بأن ليث ممكن يكون ميت يايوسف..

لف رأسه بانهزام..يبتلع غصة اسيرة..يبتلع عبرة كسيرة..وتتحجر كالعادة دموعه في محافل جفونه..لكنه يخنقها بتنهيدة..تنهيدة حارة جدًا تدخل الى جوفه فتحرقه..يحاول ان يستشق الهواء البارد وعليله..ربما يطفأ من لهيب وجمار الغضب..
ايعقل ان اكون ميتًا في نظركم؟
أيعقل ان لاتشعرون بأنني بينكم ..!!!
همس بعذاب : لأني..لأني قبل فترة شفته..وتأكدت انه بخير..وواثق اذا ماخاب ظني انه بخير..

مشعل بقلة صبر:ويــنه هو بس وينه !!

معَك..معك يامشعل..يتحدث معك وينظر اليك..ويأكل ذات الاكل الذي تأكله..ليس بعيد..وليس قريب..انه في الجوار..لكنه ابعد مما تتصور..انه معنا..لكنه يهرب الى حيث لا نجده..

همس ليث بغموض:ماهو بعيد..

مشى ليث ومشعل يلحقه ويهمس : وين هالحين ..! الزفت عمار مشى!

ليث : انت اهم شيء وقفت بمكان عام..الحين هم راحوا لان حركتهم راح تكون مكشوفة امام الناس لو كانوا يلحقونا..
مشعل براحة : يعني نتيسر لعند فهد..
ليث:لا ..خل فهد يجي لعندنا..
مشعل : وين..
ليث يركب سيارته:بالكوفيه اللي جنب الفندق..
ابتسم مشعل وهاتف فهد..
بينما ليث في سيارته ينتظر حراك مشعل..
تحرك مشعل وليث خلفه..وهو يتأمل في تفاصيله..في تفاصيل الحنين..الذي مزق فؤاده بقوة..
فلم يرحمه ..ولن يرحمه..حتى يلاقي حتفه..او يرجع الى حيث مراده..
ترى..كيف سيكون اللقاء بعد غياب ؟؟
كيف ستكون الراحة بعد المعاناة والالم والسهر..!!!
كيف سيرجع ليث..بعدما ان ضيعوا منه هويته !!!





،





في المملكة..بينَ الظلاّم الدامس..
وعتمَات الليل..ونفحَات الهواء الباردة..كان ينام..ويغط في نومٍ عميق..
وإذا بالكوابيس اللعينَة ..تشغله كالعادة..فيكون ضحية لها ..ويعاني من ألام معنوية..
كل من حوله يعتقدون ان مجنون..أو مصاب بمرض الهلوسة..او ع الاأقل ..مصاب بانفصام الشخصية..
لكن ..هذهِ الأشياء ضحية لما ؟!
مالشيء الذي جعله لا ينام الا بالمهدئات..والمسكنات..!!
كل ليلة يجلس وهو يتعرق بألم ..بدموع مريرة..
من قال فقط ان الفتيات هنَّ ضحايا لزوج الأم ؟!
وأنا !! أنا ..ألست ضحية لزوجّ أمي..
الذي كان يضربها ويضربنِي ..حتّى دفنتها بيدي..! هاتان!!

رفع يداه..نظر اليهما .. وهو يتذكر التراب الذي مرره على قبر والدته وهو يشكو في الظلام لوحده...
لا يذكر بعدها الا انه استيقظ ليجد نفسه في المشفى..
ماتت نبع الحنان..وتركتني اعاني ..

سعَل كثيراً ..حتى أحس بطعم الدّم في فمه..
أخذ منديل أبيض وقربه ناء شفتيه وهو يخرج الدماء..على مرات متعدده ..
تنهّد بألم .. وهو يرى زوج أمه يدخل ويهمس : عقلت ولا مانت بعاقل !!
آدم بقهر وسخرية : وعليكم السلام يامسلمين !!
جلس زوج امه أبو عمّار وهو يضع رجل عَلى رجل ويستقبله : تصدق لو ما الحق الشرعي اللي يأمرني اني اهتم فيك ماحطيتك بالمستشفى !

آدم بسخرية : مافرقت معي..المستشفى اهون من سجونك..امي من يوم عرفت وساخة اللي انت تسويه مابغتك..

ابو عمّار : انتم عيال المالك كلكم نفس الطينة .. !! مايتغير من عرق عينكم شيء..لو نظل سنين وبنين نعيد معاكم بنفس الكلام ماتغيرتوا!!
آدم بحدّة : ولا راح نتغير..والوجه من الوجه ابيض ياولد العزيز !
ابو عمّار : لو اشتغلت مع عمار ولدي..كان كنت بمكان احسن من هذا..
آدم بغضب يشيح عن وجهه : أنا ماحرض الناس على ولد قبيلتي..ولا اطعن في ولد بلدي..وان كان بتتخاوه على قبيلة المالك..فهم سيوفهم مابعد تبرد..
أبو عمار بسخرية : تطور ..وصرنا نهدد ياحبيب امك!
آدم يبلع غصّته : ليتك ماتجيب اسمها على لسانك..انسانة اشرف من الوساخة اللي انت فيها!
ابو عمار : وكذا تكلم زوج امك اللي بحسبة ابوك!
آدم بغضب : تهبا من عينك تصير ابوي !
أبو عمار : مهما كان اللي تسويه من عناد..تراك اليوم او بكرة بتكون معي وتحت امرتي..
آدم بابتسَامة يغيض فيها ابو عمار : قاعد تنقش بحجر..مانت بناقش على الرمال..
أبو عمار بسخرية كبيرة قهرت نرجسيّة آدم : بكرة ننقش عليك مثل المووية !
آدم بحسرة : لو ما الذل والمهانة اللي انا فيها الحين..مارضخت لك بيوم..حكم القوي على الضعيف !!
أبو عمار :عنبوك عمرك عشرين سنة هالحين قلت انك رجال وواعي وفاهم..!
آدم بألم : الله لا يسامحني يوم اني قابلتك وشفت خشتك..ليتني ظليت بروحي ساكن ببيت ابوي..حرمتني من الجامعة وطلعتني منها كل على حساب تشغلني معك ومع ولدك ..طمعان في الغنايم .. مانت خايف من عذاب ربي ..

وكأنّ الذي يتحدّث معه مجردّ صنمْ منحُوت .. يتحلّى بقسوة قهرية .. تستميت منها كلّ خطايا البشر..ليتعفّن ابن العزيز هذا بخطاياه وبخطَايا ابنه الذي بعثه الى الخارج..يدّعي انه تورط بخطايا كثيرة مع ابو ليث المالك..وحان وقت انتقامه من ابنه..لكن الحقيقة الطمع اثكل كاهله ..لينَال غريمَة فعلته..ويكون ابن زوجته..ضحية لشاكلته..يلوي ذراعه بتهديداته لكي لا يفتضحه..ويسكت كالمجبور على الصمت..ماذا سيفعل..
أهل سيؤول به القبُول ام لا !!
لسن الفتَايات فحسب ضحايا لزوج الأم..هذا رجلْ في العشرين..من قبيلة المالك..ارتبطت والدته بسعود العزيز..الذي قبل ان يتزوجها انجب ولدا من زوجته السابقة ..
فكان آدم من ضلعها..وكان عمار من ضلع سعود..
فشتان بين الصنيعَان..
وخسأ أمثال أبناء العزيز !!



،





شعَرت بالمللْ ..وهي تدور في انحاء الشقة بوحدَة .. اليوم عطلة نهاية الاسبوع..لايسعها سوى ان تكون شاغرة بالاشياء الجذابة..لكنها الآن ممتلئة بالملل..
لو كنت في وطني ..لو كنت اشعر بالملل..لخرجت لوالدتي ولجدّتي ..ولوالدي..اعطيهم القهوة واقدمها لهم..ونجلس نتحدث فيما يسعدنا..ثم يجتاحنا مشعل وهو يحضر فهد ابن شوق معه..
ليملأ الجو الضحكَات والسعادة والدفء..
لكن طموحي الذي قطعت المسافات عليه..لا يجب ان اتخلى عنه في هذه الاوقات..!!
احتضنت نفسها من برودة هذه الاجواء..ذهبت الى غرفتها ..جلست امام الطاولة ..وهي تفتح جهاز اللابتوبْ ..وتدخل برنامج *سكايبي* لترى شوق على قيد اتصال..
ابتسمت بحمَاس مكتظ وهي تبتسم ..
ونقرت على زر اتصال..
ضمت الوشَاح بقوة ..حتّى جائها صوت شوق..
شوق بابتسامة : ياهلا ومسهلا ..ياهلا بالقاطعين النحيسين اللي من راحوا مايكلمون احد..

أردفت ضحكت خجوله : ههههه الله لا يطيح مسلم بلسانك ..كيفك طمنيني عنكم وربي واحشيني يافديتكم..السوم شخبارها وشخبارها مع الزواج تجهز حالها ولا لساتها !
شوق : الحمدلله والله كلنا بخير..حتى اسماء فرحانة بزواجها *بضحكَة* ههههههه بس تعرفين ولدي فهد وهبالته مطير عيونها مزبووووط..
وريف :ههههههههه يافديت الفهد..وعلومه فهوودي والله واحشني..
شوق بتنهيدة : الحمدلله كلنا بخير
وريف : خالتي ام ليث شخبارها !
شوق بقلق : الله يطعني لو قلت انها بخير..
وريف ازداد انزيم التوتر لديها لتهمس :شصاير ..!؟؟
شوق : تعرفين سالفة اخوي ليث ..من جد أقلقتها..وسالفة مقرن يوم ان جااء خلااها تموت منن القهر..
وريف بتساؤل : ليش ..شفيه شوق شدخل مقرن بسالفة ولد عمي !
شوق : طول عمرها امي تتمناك لاخوي ليث..
وريف بصدمة وحيرة : ماكنت ادري انها تباني لليث ..اصلا ياشوق اخوك انا ماعرفه حتى ممكن اتقبله..يعني للآن ماسمعت عنه الا كل خير بس مدري عنه..*بدهشة* ومقرن شدخله بسالفة ليث !
شوق تعض شفتيها بندَم : بعدين اقــ....
وريف تقاطعها باندفاع: لا هالحين تكملين..انتي بديتي كلامك خلصيه للنهاية ..
في هذا الوقت كان من المفترض ان ترد شوق ..لكنها لازالت في صمت ضرير لا تعرف كيف تبدأ الحديث..
لكن اندفاع وريف التي تستحثها على الحديث : كملي انا اسمعك ..!!!
شوق بتنهيدة عميقة : والله مدري كيف ابتدي معك..بس مقرن المالك جى وتقدم لك..
وريف عقدت حاجبيها : من جدك انتي !! هذا مثل ابوي وش يتقدم لي...وبعدين ابوي وش سوا ..جدتي امي خالتي ام ليث!!
شوق : كلهم وقفوا بوجهه..بس توعد لهم..
وريف : ابوي شخباره من بعد ماجى له ..
شوق بألم : عمي مكسور ظهره من عيال القبيلة وطعونها..كلامها خنجر ياوريف خنجر..
وريف : مقرن..ماستغربتها منه لانه انسان ماعمره اخلص حياته لزوجته..بس تهبا من عينه اقبل به..ماضيعت عشرين سنة من عمري عشان اقضيه مع واحد مايعشم الله في خلقه !
شوق بألم : الاعظم انه يقول عنك معيوبه ..والناس تاكل في شرفنا..
وريف بعقلانية : اتركيه عنك..هو قاعد يقذف في انسانة محصنه..وانا مايوم كنت معيوبه وابوي ادرى الناس بشرفي..واذا على الناس تاكل بشرفنا..الناس طول عمرها تاكل في شرف بعضها وتنتظر الغلطة بس ! عشان تفضح بعضها..شوق وصيتك على ابوي ..لاتعب هوني عليه..لاهاجت احزانه ذكري الله وسمي عليه..مابي ارجع والشيب طاغي براسه ..

شوق بحب : أفأ عليك هذا ابوي ياالوريف..طول عمري تحت رباه ..
وريف بابتسامة : طيب وش جهزتي حق عرس اسماء..
شوق : شوفة عينك للحين ماجهزت شيء ..متعطلين على جهاز العروس..
وريف ضحكت : هههههههه يافديتها والله وسبقتنا وصارت عروس..
شوق : شفتي شلون..
وريف : بوسي لي تيته وخالتي ام ليث وفهودي ان كانوا جنبك..
شوق : ان شاء الله يوصل..
وريف:سلمي عليهم سلام كثير..وطمني قلب خالتي ام ليث..قولي لها مشعل ماراح ينسا ولد عمه لو كان مدفون بسابع ارض..
شوق تبتلع غصتها وتجتاحها بابتسامة : يافديتك ..انتبهي لنفسك وتحصني قبل تطلعين..ماتدري وش اللي يقابلك وقتها..
وريف بابتسامة وهي تسمع صوت انفتاح الباب: يلا شوق عن اذنك مشعل شكله وصل ..فمان الله حبيبتي..
شوق : وداعة الله..

أغلقت من شوق ونهضت الى حيث من المتوقع ان مشعل قد وصل وانه هو من فتح الباب..
خرجت الى صالة المنزل وهي تتفقد مشعل..ثم تتوجه الى الباب فتراه مفتوحًا بفعل فاعل..!
قلقت كثيرًا ..ربما مشعل نسى ان يفتحه..
لكن من فتح الباب..
فتشت جميع ارجاء المنزل..فلم تجد غبارًا لمخلوق..
اغلقت الباب جيدًا وهي ترتعد من الخوف..
اطرافها بدات ترجف بلا محالة..
رفعت الهاتف للتصل على مشعل ويأتيها صوته : هلا وريف..
وريف بنبرة خوف واضحَة : مشـ...عل..تعآل ..الباب في احد فتحه علي وطلع...تعال تكفـ..ـى..
مشعل استعت عيناه من الصدمة وهمس : قفلي الباب كويس واذا قدرتي تحطي على الباب طاولة او أي شيء لما اجيك..سكري النوافذ وطفي الانوار..وكأن ماحد موجود بالبيت..
وريف برعب : مشعل وش صــاير وانا اختك فيه شيء ..شاك باحد !!

من حقها ان تسأل هذه الأسأله لأن الوضع غير طبيعي..
ومشعل يعطيها تعليمات وكأنه يعلم انه هناك احد ما يريد اقتحام المنزل..
غير مسار طريقه ..
متوجهًا الى حيث وريف ..مسرعًا غير مدركًا بأن من الممكن ان احدهم يقوم بإيذائها..
فقط لأنها من ابناء قبيلة ليث..
آآآووه ..ليث ليث ليث...
انه الذنب الذي نقترفه حاليًا وننال ضريبته..

ورده اتصال من يوسف رفع الهاتف ليسمع صوته : مشعل ليش غيرت طريقك.....!
مشعل بسرعة لايكاد فيها ان يتنفس : في احد فاتح الباب على وريف..خايف يكون واحد من الفندق او واحد يتحرش..او من جماعة الزفت عمار..

ضغط على فرامل سيارته هو الآخر : طيب جاي الحين وراك..
أغلق مشعل الهاتف..
ليث لم يلقى ردًا من مشعل لأنه اغلق الهاتف من شدة هلعه في ان يصيب اخته مكروه..
ليس شرطًا ان يكون من فعل هذا من الجماعة التي تلاحق ليث..
لقد وضع احتمال بأن هناك ابناء حرام كثر في هذه البلاد..
رجالا يريدون التحرش بالنساء العربيات..
او من مستضيفي الفندق..
او حتى من ضيوف الفندق..
وفي الاحتمال الاخير ان يكون من جماعة ابن العزيز..
هذا ماوتّره..
فلم تمضي اكثر من عشر دقائق حتى وجد نفسه يضرب الباب لوريف..
ويهمس : وريف افتحي الباب انا مشعل..
كان خلفه ليث وهو يهمس : دخلت عليها !!
مشعل يهز رأسه : لا ..
جاءه صوتها من خلف الباب لتهمس وتتأكد من في الخارج وهي تضع حجابًا على رأسها وتشد اللثام : مين ؟!
مشعل يهمس ليطمأنها : افتحي الباب انا مشعل..
فتحت الباب..
دخل مشعل..
احتضنته وهي تشكو اليه..
وتخبره عن خوفها..وقلقها..
تلومه لما تركها وحيدة في بلادا يعثوها الفساد..
رفعت رأسها لتشهق برعب..
منذ تلك الليلة لم تره..
لتجده الآن يقف خلف اخيها وهو ينصت للأحرف التي تشكو بها لأخيها مشعل..
وتهمس له بلوم وبقلق..
وبخوف غزير اجتاحها..
تمنى ..!
تمنى امنيه واحدة فقط..
ان تكون اخته موجودة هنا..يحضنها بعد اشتياق..تلومه ..تخاف فتحتضنه..





أو تتكسر
الأحلام فجأة على
درب لحظة صدمه ،،

تتقاذفني حيرة
من أمر أخاف من
ظاهره ولا علم لي بباطنه ،،

تتردد قراراتي
فلا أدرك أيهم أختار
أأكشف السر المقلق؟
أم أنزوي على روحي
بدعوة أبثها بظلام
الليل لخالقي
أن احفظني و أخي
يا إلهي ،،

هناك
قلوب وجله
تقتات على أمل و إيمان
وسع السماء
أن الصبر مفتاح الفرج
و أن ما صبر عبد
إلا وهبه الرحمن
أجرا دون حساب
و أن مابعد العسر
إلا يسرا ،،

و ما
خاب من أودع
الباري
غاية دعواته ،،

*للمبدعة وردةشقى*







ماذا سيفعل الآن..
اينسحب..
ام يبقى..في كلا الحالتين..وجود يقاطع خطاب الاخوة..
مالمحه هو بريق عينيها الدامعتين..
الذي صوب قلبه بسهام غزيره..

غريب الاطوار هذا...انسحب..
والى حيث لا يعلم ..!!
توجّه !

 
 

 

عرض البوم صور غَيدْ   رد مع اقتباس
قديم 21-07-14, 11:49 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 268635
المشاركات: 146
الجنس أنثى
معدل التقييم: عذاب الحنين عضو على طريق الابداععذاب الحنين عضو على طريق الابداععذاب الحنين عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عذاب الحنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 

مرحباغيد اعجبي اسم روايتك ان شالله سكون من المتابعين بتوفيق

 
 

 

عرض البوم صور عذاب الحنين   رد مع اقتباس
قديم 09-06-15, 11:11 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 269296
المشاركات: 30
الجنس أنثى
معدل التقييم: غَيدْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غَيدْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غَيدْ المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ولَئن سُئلت عن هويتي سأشير الى عيناك \ بقلمِي .

 




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...:$ أعتذر عن التأخير..وهذا راجع لأن تنسيق البارت والتدقيق فيه اخذ وقت كبير لأن بارت اليوم طويل..خصوصا ان بدينا نغوص بالأحداث والاحداث بدأت تطول..:$ , وصرنا في لب الرواية تقريبًا ..:$ , :) !

* أذكرُوا الله , ولا تنسوني بين قنوت كفوفكم :$ , *



أتوقفْ هنا .. وأهمس قائلة .. بأني لا اكتب عن عجلًا منِي..ولا سخاءًا في نفسٍي .. ولا رغبة في شهرَة .. ولا رغبة في ان اكون ذات منصب .. أني أكتب لأني أجد ان الكتَابة لا تستكِين الا بشخصيات تتعمق دواخلنا .. لتخرج وتحيا مع الجميع.. انا مسؤولة امام الله ونفسي.. عن كل حرفٍ يكتب.. وأعيذ بالله من شر نفسي وشياطيني من كل شر يكتبْ ..,
لذلك .. أحببت ان انوه.. ان الشياطين تغزوا المكَان كثيرًا .. لذلك فلنحافظ على سمة الاستعاذة منها..

ذكرت في مقدمة الرواية .. ان ابطالي لم تثبت عصمتهم بعد.. وانهم ليسوا بحجم الملائكة.. وألتمس العذر عن كل مايزعجكم..فقط خذوا ماكتبته في عين الإعتبآر , :$






البـارت : الثالث عشر



أفكر : أينا أسعد ؟
أنا .. أم قطنا الأسود ؟
أنا ؟
أم ذلك الممدود .. سلطاناً على المقعد ؟
سعيداً تحت فروته ..
كربٍ ، مطلقٍ ، مفرد ..
أفكر : أينا حرٌ
ومن منا طليق اليد
أنا أم ذلك الحيوان
يلحس فروه الأجعد ؟
أمامي كائنٌ حرٌ ..
يكاد ، للطفه ، يعبد
لهذا القط .. عالمه
له طررٌ .. له مسند
له في السطح مملكةٌ
وراياتٌ له تعقد ..
له حريةٌ .. وأنا
أعيش يقمقمٍ موصد ..

* نزّآر قبّاني :$ , *







في المملكَة،

كان ينظر الى المكان من حوله كيف اصبح مجرد سواد وعتمه تعتريه..فقدان الام والعيش بين جدران الظلم والجور..انه منظر مؤثر جدًا يصعب علينا تخيله..فالامراض التي يعيانيها نتيجة للأضرار النفسية التي يواجهها،والكوابيس التي تعتريه ليليًا ..نتيجة للضرب القاسي..وللجور الذي يعانيه..يريد ان يتخلص من هذه الذّكريآتْ بأي طريقَة ، لكن دُون جدَوى ..فهي موسومة على حياته الأزلية..زوج امه انسان ظالم جًدا ..كان يضربه كثيرا في الصغر..لم يكن لديه أي مأوى..مات والده ..فتزوجت والدته من هذا المتخلف..لقد غُشّت فيه..فذهب معه الى منزلها ظنًا بأنه سيعيش حياة كريمة مع زوج والدته ..سوف يحتضنه..يأويه..ويكون له الصدر الحنون والاب الطيب الذي يمسح على رأسه بعد يتمه..لكنّه هو ايضًا مغشوش في هذا الصنم المنحوت..الذي لا يتحلى سوى بغزارة شرّه وظلمه وطمعه..آدم أصبح ضحية مظلومة..صحيح انه رجل يستطيع الدفاع عن نفسه على أية حال ..لكنه ايضًا لا يستطيع ان يتحرك من بعد تهديدات هذا الرجل ..الذي يعلم بأنه لا يهتم في دنياه ولا حتى في آخرته..تحكمه شهوته ..وشهوته ناحية الاموال غريزة عظيمة نمت فيه..حتى تجلّت في نفسه وزرعها في ابنه عمار..حاول زرعها فيّ لكن التربية الحميدة والعظيمة التي ربّيت عليها لم تسمح له ان بأن يتماشى مع شاكلته..

قبل ايام عرض عليه سعود العزيز عرض بأن يخلصه من هذه الحالة ويعطيه أي شيء يريده بشرط ان يتعاون مع عمار العزيز..خصوصا بعدما ان علم ان اصحاب ليث عرفوا معدن عمار ولن يستطيعوا ان يثقوا فيه ابدًا..في النهاية آدم ..هو ابن قبيلته وربما يستطيع بذلك ان يكسب ثقة ليث المالك واصحابه الذين حوله..فيسهل عليهم الحصول على المبلغ المالي المعروض من بعض الدوائر الحكومية للقبض على المجرمين.. وقد وضعوا ليث تحت القائمة ..وخطوا على اسمه دائرة حمرآء ..ليبينوا مدى حماقتهم وطغيآنهم وطغيآن الخيَانة التي تغلغلت في بعض ابناء الوطن لينقلبوا على ابناء اوطانهم متجاهلين قول الله تعالى عن عدم رغبته في نصرتهم اذ قال : أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا

تنفس الصعداء حينما دخل عليه زوج امه هامسًا : صباح النور..
آدم اشاح عنه رأسه بغضب وعدم رغبة في محادثته ولم يرد حتى عليه رد..فقد تحامل عليه غضبه وحقده على هذا الرجل اللعين..
بو عمّار كتف يديه ونظَر الى ابن زوجته المتوفيّة : شردك !
آدم بلع غصّته : الله اعلم بأن مالي حيلة لكن لو تبي قص الرقاب ماوقفت معاك..وقلت لك انك قاعد تنقش على الحجر..
بو عمار : يعني مانت براضخ باللين وراسك يابس علينا..تبا الجد وتبا اللي يخليك ترضخ غصبن عن خشمك..
آدم بقهر : مافي شيء يرغم انف ابن آدم بالتراب اللي خلقه..فلا تتعب نفسك..
بو عمّار بغضب : متى بتعقل وبتكون اذكى من اللي حولك..لاتتذاكى علي كثير..انا قلت لك ان انت انسب واحد حتى تجيب لنا راس ليث..
آدم بعصبية : لا لمست سهيل..! وشيء ثاني ماهو من طينة خلقتي انقلب على ولد قبيلتي..!
بو عمار بسخرية : قبيلتك كلها تبرات من ليث وانت جاي ماتبي تنقلب ضدّه !
آدم : خل ينقلبون وهذا معدنهم..انا مانقلب عليه لو بقص هالرقاب..
بو عمار يُشعل سيجَارته وينفثها في وجه آدم الذي بدأ يسعل بقوة ويمرر المناديل ناء شفتيه ليخرج الدم من فمه بلوعة ..وينظر له بغضب : رح دخن هالسم برا ..ماتشوف حالتي..كافي اني مريض والحال نشكيه لله!
بو عمار يمسَك آدم من ياقته ورائحة الدّخان البشعة تتطاير من فمه وهو ينفث الدخان على وجه آدم الذي لف وجهه وضيّق عيناه من الإرهاق : وش تبغى ابعد عني يارجال مالي خلقك قسم بالله ماني قادر استحملك..
بو عمار بغضب : مايوجعك اللي اسويه فيك وف امك !! مابعد تبرد تربت امك حتى ترفض انك ترضخ لي..مو كفاية روحت امك بيدينك يومك وقفت بوجهي..
آدم يشيح برأسه بغضب : لا مايوجعني..مايوجعني لأن رب العالمين كاتب لها الموت في كتابه..انا ماتوجعني سواتك..انا يوجعني فراق امي ..انت ظالم وجاير..وبيجيك يوم تتوجع من حالك ..!
بو عمار يمسك طفّاية السجَائر ويرميها على آدم الذي نزف جبينه وانسابت الدماء على عينه وهمس آدم بغضب وهو يضع يديه على موضع الالم والجرح : اقسم بالله لو مانا مريض كان قمت ودفنتك ..
بو عمّار : انت وش يفيد وياك !!
آدم : يابونا قلنا لك قاعد تنقش ع الحجر..رح شف طريقك واستريح..عيال المالك ماخلصوا حتى تجيني انا !
بو عمّار بسخرية يفضح منها حاله : ليش انا عندي احد الوي ذراعه غيرك !
آدم بحسرة : ياليتني مت قبل امي ولا شفت سواتك..معدنك رخيص وخاين وش نبا منك..
بو عمّار يجلس امامه وهو يهمس : لك يومين يا ولد امك..تقرر فيه..او ماله داعي تقرر..ابي ردك بالقبول..وان ماجاوبت عليك العوض من الله..يومين ولا عليهم زيادة !!

خَرج من المكان بغضب من هذا الرجل الذي فعلا ينقش فيه كالحجر دون ان يرضخ..فلا هو يريح نفسه ولا نحن نستريح ! لكن هل من الممكن ان يقبل آدم في وسط هذه الظروف الخانقة ..في وسط هذه الإنهماكات المؤلمة .. انها حكاية اقل مايقال عنها بأنها عويصة..فعلاً ..لا احد يستطيع ان يتخيل مجزرة زوج الام وابن الزوجة الواقعة بين ادم وسعود العزيز..
دائمًا العزيز يقفون في وجه المالك..هنا في الوطن..وهناك في اوطان الغربة ..!!!



,



في بريطانيا ..

في منزله ..قد ضاقت به الدنيا بعد خطاب الاخوة بينه وبين وريف الذي حصل..مالذي حدث له حتى يختنق الى هذه الدرجة..ربما رغبة خانقة تعتريه لكي يجد اختيه حوله يحتضنهما ..يشكوان لهما من كل ظلم وجور قد قابل طريقهما..لكن كل هذا اصبح كالهباء المنثور في الغبار..ويرى احلامه تتطاير كالاوراق المتناثرة في الهواء..خرج الى السماء..حيث يهيم فيهاوتتحجر في عينيه اثار الالم الخانق..وهو يهمس في ذاته..*من حقي ان اعيش سعيدا* ..من حقه..لا احد يقف في وجهه..انه يبحث عن اتفه اسباب السعادة ليسعد بها..لكنها بوحدة..تصبح شائبة ورمَادية..يعشر بأنه يعيش في المريخ ..بسبب الوحدة التي يعيشها طيلة هذه السنوات..لكن لن يجعل حياته الروتينية تصبح مليئة بالحزن..هو في ذاته يبتسم..لأنه محظوظ جدًا..لقد امتحنه الله لأنه يحبه..أو ينسى قوله صلى الله عليه وسلم حينما قال (ان الله اذا احب عبدًا ابتلاه ) ..هذا بحد ذاته سعادة ازليه..رغم الالم الذي يحتاجه..يكفيه قربه من الله..طيله هذه السنوات كان سيجن..سينتحر..سيجزع..لو الايمان بالله طبعًا..لكن هذه الظروف جعلته يتعرف على الله اكثر فأكثر..ويبتعد عن كل شيء حوله سوى الله..الله ..انيس النفوس..في اواسط الدجى..وهذا مايجب علينا جميعا اذا اعترتنا مصيبة او الام..لنتوجه له بنفوس سليمة..*يوم لا ينفع اموال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم* !

فجأة..قاطع حنينه ووحشته ليتفاجئ بأنه امام بيت مشعل..لايعلم كيف قادته قدماه..ربما جسده مل وكل من الحنين ..فزحف يطفأ لهيب الحنين ليقف امام الباب وينظر اليه بتأمل..نظر الى ساعته..انها التاسعة صباحًا..اسينسحب..او ماذا يفعل ..! الذي يعلمه ان لا قرار يقوده الى الحنين وذاته ..هما اثنين لا يتقابلان..متى تنتهي قصتك ياليث..!حتى مشعل اصبح يلازم منزله ولا يتحرك الا مع اخته وريف..خشية وخوفًا عليها..قصتك ياليث ينال ضريبتها غيرك..بينما انت تبحث عن هويتك الحقيقية فلا تجدها..والناس من حولك..يروا الخوف والظلم والعذاب..اطلق تنهيدة عظيمة..ولكن عيناه اتسعتان بصدمة حينما فتح مشعل الباب ونظر الى ليث عدّة مرات ..
مشعل نظراته كانت متسائلة عما يفعله يوسف امام باب الشقة..حكّ ليث جبينه وهو يهمس : أنـ..أعتذر ..جايك بوقت متأخر..بس!
مشعل يبتسم : لا حياك تفضل.. بس ليه ماضربت الباب..واضح ان لك ساعة متردد بالدخول!
ليث:خلاص وقت ثاني..لانـ....
مشعل : وتردني ..فطورك علي ادخل انت بس..

يعلم ان تصرفه يجب ان ينتقده في ذاته..كونه عربي نسى ان لا يجب ان يقف امام بيوت الناس هكذا..هو لم ينساها الحقيقة..هو نسى ذاته ..نسى كل من حوله..وانقاد الى حيث يقوده الحنين..دخل الى الداخل..وجلس على اريكة مريحة يحك فيها جبينه ويعقد حاجبيه بإحراج..انه في ذاته ينتقد تصرفه..بين لا يعلم مدى سعادة مشعل بوجوده وحضوره..ولان مشعل فتح الباب لانه اراد ان يذهب الى يوسف..
لكن من حسن حظه وجده على الباب..*حماته بتحبّه :$*

نَظر الى مشعل يأتي بصينية الفطور ويضعها على طاولة خشبية انيقة ..تقاسم معه الخبز واكل معه ..ثم همس مشعل بألم : يوسف..*وبتردد وبنبرات متقاطعة* ..وش تسمي اللي صار على اختي!!

علقَت اللقمة في فمه..لا يعرف كيف يبتلعها..او يخرجها..الذي يعرفه ان مشعل قلق جدًا من ان يصيب اخته أي مكروه..ومن المحتمل ان ينسى قصة ليث ولا ان يصيب اخته مكروه..وهذا من حقه..لكن ليث موقفه هو انه حاول بلع اللقمة ..ثم شرب كأس ماء وهمس : ليه ؟!
مشعل بنبرة متعذبة : اختي عليها شر او خطر !
ليث بتفكير : مشعل..اختك لو يبونها كان شالوها من ذاك اليوم..يعني مو المفروض انها فرصتهم انهم ياخذون اختك ويشردون بها ؟ بس ماتوقع ان اختك يبونها..لان لو تدري السفارة السعودية ان الحكومة البريطانية تسببت بخطف بنت سعودية راح تقوم الدنيا وتصير مشاكل بين السفارتين وخساير..يعني يبي لها تكتيك..انا اتوقع ان اللي صار انهم دخلوا يبونك مالقوك ونزلوا تحت ينتظرونك ..طلعت ولحقوك..هذاك اليوم..

معشل يعلم ان يوسف الذي امامه رجل خبير بهذه الامور..لكن مالذي سيطمأنه بأن اخته لن يصيبها مكروه فأردف : طب وش يضمن لي ان اختي ماراح يصيبها شيء!
ليث : تأكد لو راح يصيبها شيء ان القيامة بتقوم..لاحظ يامشعل انها بنت ووراها اهل وناس وسفارة ودولة واحكام..وغير القضايا والخساير اللي راح تواجهها الحكومات لما تقاطعهم السفارة..لاتظن ان السفارة السعودية راح تسكت لما تعرف بعملية جرم اختطاف..يعني باختصار ماصارت في اللي قبلك ماراح تصير فيك..دخلها من باب الواقع واستوعبها !
مشعل بتنهيدة : يعني اللي افهمه من كلامك ان المقصود باللي صار انا مو وريف!
ليث : انا متأكد ان ورا هالسالفة عمار العزيز..
مشعل : كلب ماهو بانسان!
ليث يضحك : هههههه يابونا بتطير اجر الفطور اللي ضيفتني به على حساب هالزفت..
مشعل بابتسامة واسعة : الحين انت كم سنة من جيت بريطانيا !؟
سؤال مشعل لليث صدمه كثيرًا ..ماذا اجيب..أأكذب..ام اخرس..لكن الصدق دائما هو مفتاح الازمات فاطلق تنهيدة عميقَة ليردفْ بها بابتسامة ألم:10 سنوات..
مشعل : يعني مثل ليث !
ليث يبتسم ، وفي دواخله يبتلع غصات أسيرة حرمَان هذهِ الدّنيا ..فهمس يبتسم : مثل شوفة عينك..
مشعل : خل نتصل على فهد ..يجينا اليوم ماقال ان لازم يشوف الممرضة ..للحين مارحنا وعرفنا عنوانها..
ليث : كنا بنروح نشوفها قبل..بس صارت احداث ومشاكل واجلناها..
مشعل:طيب خل نتيسر..
ليث يقفُ معَه :طيب..


تَوجه مشعل الى وريف التي تجلس في حُجرتها تستذكر دروسهَا هامسًا : وريف..انا بطلع مع يوسف مشوار وبرجع مابتأخر..
وريف بتساؤل:وبتخليني.!
مشعل : ماعليك خوف ان شاءالله ياوريف ماراح اطول مضطر اروح المشوار هذا مو بيدي..
وريف بقهر : روح..بس ماتوقعتك تتركني بعد اللي صار..
رُبط لسان مشعل...لوكنتي تعلمين ياوريف بأني المقصود لا انتي لزاد جنونك ومنعتيني من الخُروج لكنه أردف: المشوار ضروري..راح اقفل عليك الباب واوصي مستضيفين الفندق وماوراك الشر..
وريف بقهر : مابىىى..
مشعل بتساؤل : ليش؟!
وريف تكتّفتْ : اخاف..
مشعل يضحَك : ههههههههههههه أفأ وانا اقول معي ذيبه ماتخاف..
وريف تَرفع حاجبها لتهمس : ان كان موتي على طلعتك فهو بذمتك..
مشعل : لاتأنبي ضميري تكفين قايل لك بوصي عليك لاتخافين..وانا ماكنت بخليك الا بعدما تطمنت عليك..عنبوك اسبوع ناشب لك بالبيت ماقوت بعينك!
وريف تتذّكر الموقفْ هامسَة : مانت اللي عايش الخوف فما راح تحس..

لَم تكن تعلم بأن هناك من يسمع همساتها..اتصل على فهد ليستمع نداءه : حي الله يوسف..واخيرا تصدقت علينا بصوتك..
ابتسم لاشعوريًا لصديقه الوفي:حياك الله..ها وش اخبارك؟
فهد يبتسم : الحمدلله..مشعل شخباره ..ماقررتوا تطلعوا!
ليث:مشعل بخير..الحين طالعين بس اطلبك طلبة لاتردني..
فهد : وشو ؟!
ليث : اخته قامطة العافية من اللي صار ذاك اليوم ..جيب معاك زوجتك ونزلها عند وريف..
فهد بابتسامة : خلاص صار..اصلا الحين انكشفت الاوراق فما عليها خوف ان شاء الله..انت بس انتبه لمشعل وخله يتصل بك كل مرة لا جى يطلع..لاتخليه يطلع لحاله..ترا عمار العزيز هالايام ناشب له يوم مريت امس لك شفت جماعة واقفين هناك..
ليث بتنهيدة : الله يستر بس ويمشيها على خير..
فهد : يلا انا بروح اقول لمدامتي مع السلامة
ليث يضحك : هههههههههههههههههه ياليل الشردة بس..
فهد : ههههههه شفت شلون..
ليث:يلا وداعة الله..

أغلقَ خطّ الهاتف ونظر الى مشعل الذي اتى امامه همس لمشعل يطمأنه : زوجة فهد بتجي تجلس مع اختك..
مشعل بابتسامة : الله لايضرك اصلحت بين راسين بالحلال..كانت بتشوتني..
ليث يضحك :هههههههههه..الخوف ماهو عليها ..الخوف عليك..بس عيال كلب يوم فتحوا الباب..كشفوا حريمه وشردوا..
مشعل بقهر:ماهو هذا اللي ماهو مخليني انام الليل..خايف لايكونوا كشفوها..
ليث : يلا خل نمشي مافي وقت..
ابتسم لمشعل الذي خرج معه..وطلب من وريف ان تأتي لتغلق الباب..لمحها بحجابها تضع اللثام وشعرت بتردد تنتظر منه النزول..ربما تخاف مني خصوصا بعد تلك الليلة اذ امطرتها بنظرات القهر حينما اكتشفتني..ونظرات الغضب حينما لمحتها دون حجاب..



,




في جوانب أخرى في بريطانيَا ...
حيث تعيش معه هذه الأنثى الطفُولية..كلتة من براءة الانغام والامنيات الصغيرة..التي نمت دواخلها..خلصها من ابيها القاتل..وخلصها من اليتم والوحشة لتعيش معه كزوجة..لكن هناك ماقد واجهها وكان عنيفًا..لتستيقظ كل يوم على كوابيس..وتصدر منها تصرفات غريبة جدًا..كل يوم تخبره بأفكار ترعبه..تجعله لا ينام حتى تنام..لايأكل حتى هي تأكل..لايخرج حتى تكون تحت مراقبة وحراسة مشددة..لقد اصبح شخص شبه مهووس بسبب الافكار الغريبة التي تنمو دواخلها..لاتتوانى عن قضم اضافرها كل يوم..لاتتوانى قطع خصلات من شعرها..لاتتوانى عن عض كفها واجزاء من جسدها بقوة حتى يخرج منها الدم..انها تعيش تحت تأثير متوحش جدا نمى في دواخلها..هربها من الواقع ليعود بها الى وطن اخر ..الى بريطانيا..كانت تعيش في بداية الامر بتحسن..ثم انقلبت الى تصرفاتها الى تصرفات ترعبه وتخيفه جدًا ..! كل ليلة تُرعبه افكار فقدها اذ تخبره بأنها تريد الانتحار..تريد ان تهرب..تريد ان تنام في المقبرة كجثة مرمية..رغم ذلك يتحامل على الامه ليعيش معها حياة كريمة..

دخل الى منزله وهو يتنفس بقوة ليراها كالعادة تقوم بقضم اظافرها بشكل غريب وسواد غريب تحت عينيها موسوم..تقدم لها بألم وهو يحتضنها ويبعد أصابعها عن شفتيها بلوم : ليه تعذبيني وتعذبيني معاك..كافي يا سبأ كافي..

سبأ بارتجاف غريب وجنون أغرب : أخوووي..مات...جيبه لي..ليش وديتني عنه..ليه غربتني ...!!

ارتعد جسده من ذكريات كانت تغوص فيها ليهمس لها وهو يطمأنه : سبأ .. اذكري الله وترحمي على اخوك..مايصير الجزع اللي انتي فيه..تكفين ارجعي مثل اول..

سبأ بارتجاف تحيط يديها برقبة زوجها هامسة : وليد..انتقم لي من ابوي..هو اللي ذبح اخووووي..هو اللي سوى فينا كذا..هووو

ضمها الى صدره وهو يهمس بانكسار : سبأ خلاص انكتمي مابي اسمع صوتك..خلاص ...

شعر بارتجافها وهو يقرأ افكارها..تتذكر تلك الحادثة..حينما عاد والدها بلا ضمير..وهو يحمل جثة ابنه..توأمها وتوأم روحها..كانت بلا ام..بلا مسند تستند اليه..فما حدث لها هو انها هربت من والدها..ابتعدت الى حيث لاتعلم..ليلقاها هو..في مستشفى المرض النفسي...كان طبيبها..فاختار علاجها كزوجها..لا ان تعيش بهذه الحيرة والالم ..والخوف والرعب..وهي تتخيل بأن والدها كل يوم سيطل ليحمل سكينًا ويغرزها في جيدها ..لكنها لم تعلم بأن والدها لقى حتفه وجزاءه..وان الحق الشرعي في قتله قد تم تنفيذه..لكنها لازالت ضحية لأب متحجر وغادر جدًا ..
كان يقرأ الافكار من عينيها ويشعر بارتجافها..لم تتخطى هذه الازمة..لانها ايضا بغض النظر عن موضوع قتل توأمها فهِيَ لازالت تتذكر ذكريات الضرب والخوف..الاب العصبي المنهمك..المتزمت في الديون والغارق فيها..الذي نسى الله في نفسه..كان ضحية لكؤوس الخمر..التي تعفنت في جوفه..فضرب ابنه على رأسه اذ مات.. ولم يعلم بعاقبة مافعله الا حينما وعى على موج الدماء الذي اغرق اريكة المنزل الناعمة..

رفعت رأسها لتنظر إلى وليد بعينين دامعتين وخوف كسير : أبي أنااااام..
اهتّز كيانه من همستها الضائعة ليردف لها هامسًا في اذنها : نامي..نامي انا معك..
لا يعلم انها تتلفت في خوف ..تنتظر كل يوم والدها ليقتلها بذنب * اللا ذنب* !!!!!!!!
اعادت حركتها وهي تقوم بتقريب اصابعها ناء شفتيها لكنها مسك كفيها مانعًا اياها من هذه الحركة وهو يضع كفه وهمس : عضي على كفي..تركي يدينك..مابقى فيك جلد من كثر مانتفتيه..

بقى يتأملها..يتأمل مشوار هذه الدنيا ليكون الدكتور وليد طبيبها النفسي الذي يعاني معها ايام الضجر، وكل يوم ينصدم بأحداث كانت ترويها له..تخويفات جهنمية..هذا الاب لو كان على قيد الحياة الى الآن ..لاشتكى عليه عند هيئة حقوق الانسان اذ لم يعطي اولادهم حقهم..ونسى انهم ايتام ..ولم يكفل حتى ايتامه فاقدي الام..وفاقدي الاب حتى وان كان يعيش بينهم..الا انهم بمثابة المجرم الذي ارعب ابناءه..

حملها الى حجرته..وضعها على سريره..غطاها بغطاء ناعم..جلس بجوارها..نظر اليها نظرات عميقه وهو يبعد الخصلات المسدولة على عينيها على ان لاتزعجها في نوومها المستكين..مسكينة سبأ..محرومة من الراحة..ضحية أسيرة لأب متهكم..رفع قميصها ليرى ان بطنها ممتلئ بأثار العذاب والضرب..مسح عليه وكأنه يحاول ازاله كل هذه الشوائب عن جسدها لتعيش براحة..لكنه لا يجد سوى هذه الاثار تكون اقوى من لمساته الهادئة التي لاتستكين بها سبأ .. احتضنها..قبل رأسها..لامست كفه الخشنة ملامح وجناتها الناعمة..نام بجوارها هامسًا لله..بأن يجعل القرآن ربيع قلبها ويطمأنها..





,







في المملكة..
كان جالسًا بجوار زوجته بابتسامة واسعة يهمس : الله يطعني ان كنتي نص ظفرها..

جمانه بقهر : اصلا عادي.. مقروودة الحظ يوم ان رضت بك قزومك..

ناصر يضحك : ههههههههههههه..وليه حارقة قلبك..باكر يجيك النصيب وهايطي على قلة سننع..

جمانة بخجل اردفت : لا تدخل بأشياء ماتخصك!
ناصر ينظر لزوجته هيفاء ويهمس : دام انها وصلتها لشخصنه معناها البنت راحت فيها..

هيفاء تبتسم بخبث : هههههه يافديتها بس متى الله يبلغني فيك ونفتك منك وتصفين الجو لي وزوجي

جمانة بعصبية نظرت الى امها : يوووومه شوفي لك حل مع ولدك وزوجته لا اطيرهم..

أم ناصر تبتسم : وانتي وراتس حارة قليبتس..صفي عليهم الجو ..روحي مع سلطان اخوك..

جمانة بابتسامة حب : يافديت سلطوني والله ان طول وش فيه تأخر..

أم ناصر تصب القهوة تعطيها لابنها : رايح مع ابوك في شغل وراجع..

جمانة التفت الى ناصر : ونويصر اجازة..
ناصر يسعل ويرمي عليها علبَة ماء حذفتَها في جبينها لتهمس بألم : يحححح...!

ناصر : لاعاد اسمعك تقولي نويصر ..لا اهفك انتي وبراطمك..
هيفاء تضَحك على جدآل الأخوّة الذي لا ينتهي..
ابتسمت جمانة : والله انتس ماعرفتي الا الضحك..الله يطعني يوم اني خذيتس مرة لاخوي..
ناصر يحتضن هيفاء ويبتسم لها يغيض جُمانه..التي ابتسمت بغيض وهي تقول : ماناقص الا ان تبوسها قدامنا..
ناصر يضحك لجمانه : دام انك طلبتيها فو الله ان ماردك *نظر لزوجته* قربي يامرره..
هيفاء بخجل : لا والله ان ماتسويها تفشلني قدام اهلك خلاص ..
ناصر يَضحك : هههههههههههه هيفاء تنازلت عن الحق الشرعي ولا كان ماخليتها بخاطرك..
جمانة تبتسم : الله يثبتك وانا اختك..
ناصر بابتسَامة جانبيّة : أجمعين !
وصَل سلطان ووالده..انسَحبت هيفاء إلى الأعلى ..بينما جلس سلطان بجوار اخيه ناصر وهو يضع اوراق كثيرة امامه وهو يهمس : خذها..
ناصر بغيض : ليكون الاجازة من جيب ابوك!
سلطان يضحك : ههههههههههههههه ماهي من جيب ابوك حتى انت..
التفت سلطان ينظر لوالده الذي ينظر له بحَاجب مرفوع ليهمس : ماهو بأنا اللي اقوله..ناصر ولد ضرغام اللي قالها..هههههه
بو ناصر يبتسم : الاا نويصر عليه الشور بعدين..انت وراك مطعس امس يوم ان خذيت الاجازة!
سلطان يحك راسه : يابوي طفشت من عيالنا وقلت اروح اشوفن بنات الصحراء..
بو ناصر يرفع حاجبه : بالله !
سلطان : ايه وقلت برقمهن..
بو ناصر بغضب : تخسي من عينك ياسليطين وقدام ابوك يالثور..
سلطان يضحك : هههههههههه شفيك يايوووبه بلاك ماعرفت بنات الصحراء..أبرقم النوق يايووووبه..طيبة اللبن..
ام ناصر باستنكار : هاااو وياتناكتك ياسلطان..وانا امك ماتقول عني الحكي الزين وتروح للنوق اللي ماضقت منها شيء..
سلطان يفزّ ويقبل رأس والدته : أفأ ومن ينساها حلوة اللبن..
جمانة بخجل : عنبوك ماعندك بريكات..
سلطان : بسم الله شجابك انتي ..من وين طلعتي لي ..!
جمانة تشير الى ذاتها : يعنني اني روعتك!
سلطان : منهو اللي يقوله !
جمانه : انت اللي تقوله !
سلطان : يخس واعقب مايروع سلطان الا روس المطانيخ وروس القبايل..
ابو ناصر ينظر الى سلطان ويهمس : روقنا !!
ناصر يضحك : ههههههههه طفشت الوالد من طفاقتك..
بو ناصر : مانتم برايحين عرس راكان المالك..
سلطان : بلى يووبه ..عزمنا ولزوم نوجب الرجال..
ناصر بقهر : نص قبيلة المالك ماهي برايحة بس لانه ماخذ بنت بو ليث..
بو ناصر : الله يصلحهم.. ويكبر عقولهم..ماحد مسوي فيهم معروف الا علي المالك..هو اللي تصدى لولد اخوه وكبر بعيون الناس..
ناصر : الناس قامت تاكل في بعضها بسبب عيال المالك..
ام ناصر : الله يصبر امه..محد شاقي شقاه كثر امه..انا لو واحد منكم ويغيب عني سنة كاملة اموت من القلق..
سلطان يقبل رأس والدته : بعد عمر طويل يايوومه..ادعي لله ان يحرر قيد ولد المالك ويقر عيون امه برجعته..
بو ناصر : انا واثق منه..هذا رجال اجوودي..قبل لا يروح اعرفه واعرف ابوه..طول عمره رجال فاهم الخطا من الصح ..
سلطان : الله يفك قيده..حرام ضاع نص شبابه لاحد يعرف عنه ارضه من سماه..
بوناصر:الله يفك قيده..

تَمتَم الكلّ بـ *آمّين* ..والجَهل طغى قلُوبهم عَن حال ذاك الشقّي ..الذِي كلمّا أراد ان يفتضح نفسه امام الناس..منعهُ إيمَانُه بالله..لذلك..كانت اولى خطواته بأن يدنو من ربّه ليحميه ..في وسط دجى الليل يكون قد انغمس بدعاء ضرير وقلبٍ خاضع لله..لكي يفك أسره ويرجعه الى بلاد الاسلام والمسلمين..كان ذلك ليث..والجَميعْ..لايعلم عنه شيء..الا شقاء نفسه هي من تعلم الكثير عنه !



,





جَانبْ آخر من المملكة..
فتحت الشبّاك لتوقظ ابنها فهد..الذي جلس بتملل..دخل الى دورة المياه ثم خرج بعد 10 دقائق وهو يضع المنشفة على كتفه بعدما مسح فيها وجهه..رأى والدته تكوي ثوبه وتهمس : يوومه..عمي بو رياض وصاني اصحيك عشان بيمر عليك وبياخذك المسجد معه تصلي الظهر..
فهد ابتسم : حاضر..ام فهوود..شرايك تجربي خبراتي في كواية الملابس!
شوق بضحَكة : ههههههههه لا دخيلك اتركني اكوي ثوبك ..اعرفك بتشوه ثووبك مزبوط..
ابتسم فهد : السوم وينها..
شوق : نايمة..
فهد : جلسيها خلها تصلي..
شوق بخجل : عنبوك عمرك 10 سنوات وعليك هاللسان..اترك خالتك صلت ماصلت مالك دخل فيها..
فهد يضرب على صدره:موصينا عليه الورع..
شوق : ان سمعتك خالتك لتدفنك..
فهد يبتسم : جدتي راحت بيت عمي بو رياض؟
شوق : بيجون اليوم يتغدون معنا ..
فهد : حياهم ..

لكن فجأة ..اهتز جسد شوق وفهد ايضًا وهما يسمعان صراخ وضجيج في الشارع وشخص ينادي بـ: طلعوا الولد..
نظرت الى فهد بصدمة تعتليها..تلك المرة كان عمي متواجدًا مع مشعل..الآن لا احد..ماذا ستفعل شوق..ماذا ستفعل حقًا..ليس هناك أي رجل هنا تستعين به..اللذي فعلته هو انها اتصلت على عمها وهاتفه واخبرته بأن ذاك الرجل قد اتى الى حيث باب المنزل وهو يصرخ امام الناس وقبيلة المالك كلها تلتم لتسمع ماذا سيحدث..

بعد دقائق معدودة سمعت الضرب يزداد على الباب..نزلت الى الاسفل ومن وراء الباب همست بخوف : مين..!
بو فهد بغضب : طلعي الولد لا اقبرك هالحين انتي وياه..
شوق ابتلعت غصّتها وهي تهمس : مالك شيء عندنا..ياخي حرام عليك حارمني منه 6 شهور ماشفته..ويوم جبته هنا لي كل اسبوعين مقوم مشكله ومطير علوم العربان علينا..خلاص ياخوي رووح عني وخل ارتاح مع ولدي..
بو فهد بغضب:شوفي ياشينة الثوب ام مافتحتي الباب وطلعتي الولد اقسم ان لاادوبس ببطنك..
سمعت صوت ام ليث التي ارتدت عبائتها لتفتح الباب وتهمس : جاي تهايط على نساء ماعندهن رجال..روح حسبي الله عليك وعلى امثالك..حسبي الله على كل الناس اللي تخلوا عنا من جروة لسان..وان كانت بنتي شينة الثوب ياللي تدور الشرف..اسكت ولاتندس ثياب الشرف ورح اسأل من صانه وزانه..رح الله لا يرضى عليك ويحرق قلبك مثل ماحرقت قلبي بنتي..

أغلقت الباب في وجهه..وصل ابو رياض وتناوش الاثنان الكلام..تركه ابو رياض ولم يتجادل معه..فقد اعتلى صوت الاذان ووجب عليه الذهاب للصلاة..لكن بو فهد لازال مصرًا على ان يخرج الولد..وقد اصبح يتكلم عن اخيه مقرن حينما خطب ابنته وريف وعاب ثوب وريف وطهارتها..
بو رياض يهز رأسه ويستغفر الله : ماراح ارد عليك..انت تدري وش عقاب القاذف ياللي تقذف ببنتي !! ..هذا شرفي وعرضي يارجال..ان كنت تطعن فيه فربي ماراح يخليك..كرامة لله وللآذان تاركك الحين ورايح صلاة ربي..لكن اقسم بالله ان الليلة ان شفتك تهايط عند الناس والقبيلة لاادفنك وامحيك من الارض..عنبوك انقلع من قدام باب البيت ..حسبي الله عليك انت واخوك..

ضرب الباب ليسمع انين شوق وهمس لها من خلف الباب: بنتي شوق طلعي فهد..رايح معاه المسجد نصلي صلاة ربي ..*نظر الى خالد يضربه بالحديث* بدل مانجلس نطعن بشرف الناس وعرضها..

شوق تسمح دموعها : حاضر عمي..

خرج فهد ومسك به عمه..كان والده سيأتي لينتشله لكن بو رياض رفع يده في وجهه مانعا اياه : اقسمت بالله قسم وحق هالاذان..ان لمست الولد انت اليوم مدفون..انت ابوه وحقك علينا واجب وعلى راسنا..بس ماتجيب الولد لنا الا وهو مضروب وموسم في جسمه..لا والله ان مانرضى نسلمك اياه..وفوقها حارم الولد من امه وكل يومين مرعبها ..ماكون رجال وفي وجهي شنب ان سلمت فهد لك ..

نظر الى ابنه الذي رفض ان ينظر اليه وتعتلي ملامحه الغضب وهو يرفض حتى ان ينظر اليه..
ركب مع عمه سيارته وانطلق الى مسجد الله..الى بيوت الله ..التي تطيب النفوس ..وتطهرها..نزل الاثنان الى المسجد..وبين صفوف المسلمين..وقفوا يصلون..يكبرون..ولله يسجدون ويركعون..يطهروا قلوبهم من الدنوس السوداء التي تغطي بياض قلوبهم..فلا ترحمها..لذلك فإن الصلاة بين صفوف المسلمين..سلامة وسكينة وطمأنينة ..لايعرفها الا الخاشعون..







,





في بريطَانيَا ..بين طريقهم الي حيث اولى أدلة برائته..وذهاب ادانته..في طريق حيث ستكشف اولى ابوابه..ويثبت للجميع بأنه ماخلق ليقتل..ولكن نكأة بنكأة..ورأس برأس..حتى وقع في ظل الشيطان الذي عمى على قلوب الناس..حتى ابناء قبيلته..كانت هذه الافكار تدور في رأسه..بينما دموع حمقاء تجتاحه..لكنها تنخرس تماما..وتتحجر لتعود وكأنها شيءُ لم يكن..ينظر الى مشعل وفهد...وكأنه الآن سينطق ويقول..أنا ليث..أنا من تبحثون عنه وعن دليل برائته..انا بينكم..أهل تسمعونني..ام ان السمع محجوب بين الغائبون..والذي اشغلهم الحنين عشرات السنين !!!!, همّ لأن ينظر جيدًا الى الطريق..لكن الله كتب ان لا يكمل طريقه..حيث تحاصرهم جماعة ..وينزل منها رجال..وعلى رأسهم عمار العزيز !







 
 

 

عرض البوم صور غَيدْ   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقلمِي, سأشير, سُئلت, عيناك, هويتي, ولَئن
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية