البارت : السابع
سَـلامٌ عَلى الدُّنْيـا إِذَا لَمْ يَكُـنْ بِـهَا
صَـدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَـا
لا شَيْءَ فِي الدُّنْيـا أَحَـبُّ لِنَاظِـرِي
مِـنْ مَنْظَـرِ الخِـلاَّنِ والأَصْحَـابِ
وأَلَـذُّ مُوسِيقَـى تَسُـرُّ مَسَامِعِـي
صَوْتُ البَشِيـرِ بِعَـوْدَةِ الأَحْبَـابِ
عاشِـرْ أُنَاسـاً بِالـذَّكَـاءِ تَمَيَّـزُوا
وَاخْتَـرْ صَدِيقَكَ مِنْ ذَوِي الأَخْـلاقِ
أَخِـلاَّءُ الـرِّجَـالِ هُـمْ كَثِيـرٌ
وَلَكِـنْ فِـي البَـلاَءِ هُـمْ قَلِيـلُ
فَـلاَ تَغْـرُرْكَ خُلَّـةُ مَنْ تُؤَاخِـي
فَمَـا لَكَ عِنْـدَ نَـائِبَـةٍ خَلِيـلُ
وَكُـلُّ أَخٍ يَقُــولُ أَنَـا وَفِـيٌّ
وَلَكِـنْ لَيْـسَ يَفْعَـلُ مَا يَقُـولُ
سِـوَى خِلٍّ لَهُ حَسَـبٌ وَدِيـنٌ
فَذَاكَ لِمَـا يَقُـولُ هُوَ الفَعُـولُ
أُصَـادِقُ نَفْـسَ المَـرْءِ قَبْلَ جِسْمِـهِ
وأَعْرِفُـهَا فِـي فِعْلِـهِ وَالتَّكَلُّــمِ
وأَحْلُـمُ عَـنْ خِلِّـي وأَعْلَـمُ أَنَّـهُ
مَتَى أَجْزِهِ حِلْمـاً عَلى الجَهْلِ يَنْـدَمِ
*نزآر قبّانِي :$ , *
التفت له وعينّاه من الصدّمة تتسعان , هذا المعتُوه الآن لن يتركه ، وربما يتسبب له بضرر كبير في حيآته ..لذلك قرر ان يتجاهله كي لا يكُون موقفه غبي جدًا , حاول تجاوز عمار لكن عمار مسكه بقوة .. التفت بغضب وهو يسند عمّار الى الجدآر ويمسكه من ياقته ويهمس : وش تبا انت ؟! من اللي جايبك لي !!
عمّار رفع حاجب وبخبث : أنا أدري انك عزّام فلا تلف وتدور .. وان كنت تبي تسوقها علي فما هي بهقوتي .. ,
ليث تمالك اعصابه وبغضب : وش تبا ؟!
عمّار ينظر الى يدين ليث المتعلقتان بياقته ويهمَس : مو قبل ماتشيل يدينك عني ؟!!
ليث بغضب يهمس : لله ان ماتكلمت لذبحك لله !!!
عمّار بسخرية : بالشهر الفظيل ؟؟ وحرم عليكم القتال !!
ليث بتنهيدة تنفس وابعد يديه عن عمار وهمس : وش تبا ؟؟
عمّار : هو عقد إتفاقيّة.. وان وافقت عليه فلك مني اللي تبيه !!
ليث بتساؤل : وش فيك !!
عمّار : صاحبك يوسف.. اللي توفى !!
ليث وبدأت الشكوك تموج بهِ يمينًا ويسارًا , .. وهمس باندفاع : شفيه يووووسف ؟؟!
عمّار بابتسامة خبيثة : بالهون يابوي بالهون .. , انا مابيه شخصيًا لاني ادري برحمة الله.. , انا ابي صاحبه !!
ليث لم يفهم كلماته أو بالأحرَى لم يستوعبها واتسعت عيناه بشك وهو يهز عمار : أي صآحب !!
عمّار أخرجها كفحيح أفعى : ليث !!!!
ليث بصدمة : ليث !!
عمّار : ايه .. ليث المالك ولا ماتعرفه !!
أأصمت ؟ أم أذروه قتيلاً ! فهذا بلا شكك ممن يريدون خلاصي .. منذ البداية وانا اشتم رائحة المكر منه .. ,
لم يسعه فعل أي شَيءءْ , سوى ان يسأله : وش تبا منه !!
عمّار بخبث : في حساب بيني وبينه .. لزوم سده وسد اللزوم !! ,
ليث بغضب : مدري عنه.. اصلا من يوم شرد ماشفته ولا دريت عنه ..
عمار برجاء : عليك الله ان دريت عنه بخبر فعطني مكانه .. ,
ليث ابتسم بسخرية : لا تحاتي .. كلنا نبي نعرف مكآنه !!
انصرف عمار وهو يقوم بترتيب قميصه الذي اصبح متعكرشًا اثر غضب ليث الذي صب جام غضبه عليه .. ,
رحل عمار .. الذي يريد ان يُودي بإبن بلده .. لينال غنيمة هذه الحرب ..دون ان يضَع حساب بأن هناك رب رقيب سيحآسبه ..
استنفر جسده من هذا الرجل وبصق مكان موطأ رجليه : يلعن هالاشكااااااااااااال ... ,
،
فِي المملكَة ..
فِي غرفته كانْ جالسًا يرى صُور شتّى لطفلِه وزوجتَه الرّاحلِين .. ,
لقد غَادُوا في مسِيرةْ عويصَة .. ماتُوا فأصبحَ أرملاً .. , فكيف لا يعيشْ في هذهِ المأسآة من دُون أن يساندهْ أحد .. حتّى صديقه .. صديق عمره .. أصبح في أعين الناس أنه قاتل... خرج الى بلاد الغرب..فلم يُعثر عليهِ بعد ..! ,
تنفّس الصعدَاء ينظر للمكَان بِوحدَة .. ,
انّها أقسَى مراحل حيَاته .. خصُوصًا وأنّ والدته لازالتْ تصّر عليهِ بالزّواجْ .. وأختهُ المَيثْ ..مصرّة تمامًا على أن تنتقِي له العَروسْ .. فقَط .. ليعطِيهم إشَارة بالقُبول .. ,
بالتّأكيدْ .. شعُور الوحدَة يقتل وبقَوة .. ويحتاجْ إلى أنيسْ لهَ ، وطفلْ يحمِلُ اسمه !!! لكن ,
هل يستطيع وبسهُولة على دفنِ ذكرى أمواتْ .. ماتوا قبل 5 سنَوات .. ,
ربمّا حانْ الوقتْ لكِي يُؤمن بأنّ * الحي أبقَى من المّيت * .. ,
وأن النّفسْ حقّ .. ويجِبْ عليه أن يُمهدْ طريقهْ .. ويرَى لنفسهِ عروسًا ينتقِيها لهْ .. , !
لا مَانع .. بأن يترحّم على الأموآت ..فليس من الخيَانة أنْ يرى عروسًا ولا يعيشْ في مآسَاةِ المُعَاناة .. ,
لا يعلمْ لما تذّكر ليثْ .. ,
وبدأ يغُوص في حكَاياهْ .. ومِن ناحيّة الزّواجْ .. أهل من المعقُول بأنْ ينتقِي من أخت ليثْ زوجَة له !!؟
لمَا لا ..
هُو يعلمْ .. بأنّ صدِيقْ عمرهْ .. الذِي كان يخرجْ معه بريء.. لأنّه يعرف المعدَن الحقيقِي لليثْ .. وان كان قاتلاً لا بد من وأنّ له عذر في ذلك !!
تنفس بقوة .. ربمَا شدّة تعلقهّ في الراحلينْ ..جعله التّيار ينجرف لِ الراحل .. مع امل الرجوُع .. ليث!!
خرج من غُرفته , ..
توجَه لوالدتَه وهو يبحثْ عن مكَانها .. وجدَها جالسَة مع اختهْ المِيث وأطفالها .. ,
توجهّ لهم وهو يبتَسمْ ويرسمْ على شفتَاه ابتَسامة واثقة .. ,
فرك جبينه وهو يهمس : يووومه ..
ام راكان تهمس بابتسامة : سم يافديتك وش بلاك وانا امك ؟!
راكَان بهدوء : يومه .. كنت أرمل لفترة طويله..عذّبتك في هالموضوع.. وأدري.. وناوي اخلص هالعذّاب في شور هالعين * وكَان يشير الى عينَا امّه * .. ,
همست والدته بابتسامة : وعيوني فداك وماترخص لك يايوومه ..سم وانا امك في عيونك حكي وتبا تطلعه..وش اللي عذبتني فيه ..
راكَان يبتسم وينظر لأخته الميث : ها يام هشَام وش شورك !
الميث بابتسامة واسعَة : على شورك وانا اختك..شورك هو هداية الله !
راكَان بابتسَامة يُفجّر القنبلة : قررت أتزوّج .. ,
اتّسعت الابتَسامة لكلٍّ من الميث ووالدته .. ,
وكأن راكان بدأ يتجاوب اتوماتيكًا للإلحَاح الذي طالت مدّته 4 سنوآت بلا توقف !! ,
والدته بلوم : كنت تمنيتكّ تبكر أكثر يايومه ..ياما بنات حطيتهم تحت هالعين لجل شرواك وانا امك..بس عييت ..
راكان ينظُر للفرآغْ : يوومه .. , كنتي تلحين علي و ربى تربتها مابعد تبرد.. كيف اتزوج وماي قبرها ما بعد جفّ !!
امه بابتسَامة تردها له وهي تطبطب على كتفِيه بحنآنْ همست : خلاص يايومه..من بكرة انا والميث ندور لك على عروس.. ,
رآكان برفض :لا !
امه بدهشَة : هاااو .. تقول انك تبي ثم تجحد بالنكران..وش بلاك وانا امك !!
رآكان يبتسم : العروس جاهزَة ..بس عليكم ان تروحوا تخطبوها ..
ام راكان بتسَاؤل : ومن هي العروس !
رآكَان ينظر لعيني أمه بتردد ويهمس : العروس ..... اخت ليث المالك !!!!
ام راكان : نعم .؟؟ شقيت لإقناعك 5 سنوآت وبموية باردة تقول تبي واحد سادح له واحد من عيال الغرايب وشارد ..! وش بلاك يووومه !!
رآكَان بقهر : يوومه ..انا كم مرة قلت لك ليث بريء .. وان كان قاتل فله عذر.. هذا صاحبي ومسند ظهري..واثق فيه.. من راح 10 سنين وفرآقه يألمني كل عام .. يوووومه اخته ماله دخل بالموضوع.. واانا حاب القرب منهم ومابرخصه لو على قطع الرقاب !!
ام راكان بحيرَة : والقبايل !!
راكان بقهر : في جهنّم !! ..هم مايتماشون مع الحلال والحرآم ..هذولة يتماشون مع اللي يرفع روسهم او اللي يوطيها !!
ام راكان لازالت في حالة صمَت ذريع .. ,
همس راكان لإقناعها : يووومه هالحين انتي المومنه الصابرة معقول يطلع هذا منك ؟؟ معقوله تقطعون بنسب خواته بسبب شيء مو متأكدين ان كان صحيح اولا !؟؟؟ * تذّكر صورة ليث التي ترائت امامه وهمس بغصّة * يووومه ..ليث متورط مع الغرايب.. ماادري عنه ان كان حي ولا ميت..لكن ادري وواثق ولو على عمى عيوني..ان ليث بريء..لان من وانا بزر كنت معه.. , وكان مثل روحي.. صحيح كان اكبر مني بسبع سنوات.. بس كان مثل روحي..صاحبي يرشدني لاخطائي ويدلني على الصح والغلط.. ,
ام راكان ابتسمت ودموع تغلغلت في محفل جفُونها ..مسحتها بهدُوء وهي تذكر صورة ليث حينما كان صغيرا يلعب في ردهَة هذا المنزل مع راكان .. حتّى كبر وتوفى والده .. فتحمّل شقاء مسؤولية عائلته.. ثم أصيب بالمرض .. فذهب الى الخارج ليعالج..وكان ذلك قبل عشر سنوآت .. حتّى حدث ماحدث.. , !!!
ابتسمت وهي تعطي ابنها الامل : توكلنا على الله وانا امك.. مصيري أكلم ام ليث المالك.. اليوم واخذ منها موعد..
راكان يقبل رأسها : فديت راسك انا اعرفك يامي ماتردين لخاطري طلب ..*نظر لأخته ميث* ها ميووووث.. ماراح تقولين مبروك !!
الميث بضحكَة : هههههههه مابعد نسمع موافقة العروس..بس مبرووك مقدمًا .. ,
راكان : هو من عيال العمومة..يعني في نسب يربطنا به.. جدي وجده اخوان.. فلذلك حنا من اهل قبيلة وحدة وعصبة وحدة.. وانا واثق من تربية ام ليث.. ,
ابتسمت له والدته : تبي الحق يوومه.. خواته مافي منهم..بس مدري شاللي غطى على قلوب هالقبيلة وصارت قاطعتهم .. ماحد يرد عليهم لا سلام ولا كلام.. ,
راكان بقهر : بيجي اليوم اللي مثل ما توطى روس العربان من ليث..بيرفعون راسهم به.. وانا ادري بالشيء هذا يايووومة ..
،
الحقيقَة .. هنَاك مايقتل ليثْ في هذهِ الأثناء.. ازداد الأمل.. وازداد الغضب.. مجرة ثورة غضب خانقة .. خصوصا في هذا الوقت المعتم في الليل..
عمّار هذا لقد أثار غضبه .. وأودَى بهِ ألمًا يعتصر قلبهْ .. ظُلم .. حنينْ ..قهَر.. ألمْ.. كل هذهِ الطعنّات تدخل صدره وظهره.. فيلفظَها ككأس العلقمْ ..
أحَان وقت الإنفجآر !!
طيلة عشر سنوآت كان صامتًا .. ,
لأن أوراقه لم تكن مكشوفة.. لكن أولى اوراقه بدأت تُكشف .. ,
لم يرد له اتصالا من فهد..رغم انه قام بدعوته الى منزله..لكنه لم يتصل علي مجدًدا كي يؤكد الدعّوة..وهذا دليل على حيرة فهد التي ترتابهُ الآن ..
كل ثورة الغضب التي اجتاحته الآن.. ,
ترائت فيها صورة اهله جميعًا .. ,
عمه..بو ريآض..الأب الحنُون الذي رافقه مذ مات والده.. ,
أمه .. القلب النّير العطُوف..الذي بنت مسيرة حياتها كله لتزرع بذرة تينع في شتاء هذهِ الحياة ..لكنه بالتأكيد خيب أملها .. , رغم انه لم يفعل شيء الا ان قبيلة المالك .. قامت بتشويش صورته امام والدته.. يعرف مدَى تمرد هذه العائلة ..لديهم تفكير الجاهلية..نمَى فيهمْ حتّى ترعرع داخله .. ,
اختيه .. شوقْ .. والطفلة المتمردّة اسمآء..حينمآ ارتحَل عنهم كانت اسماء لازالت في العاشرة من عمرهآ .. بالتأكيد اصبحت الآن فتآة ناضجة في سنّ العشرين .. ,
جدّته.. كان توبخه دائمًا لكنه تخشى عليه حتّى من الريآح الجائرَة .. ,
صاحبه .. رآكَان .. صديق الوطَن والمنفَى .. رحل عنه قبل عشر سنين.. لا يعلم عنه شيئًا إلى الآن ,
يوسف.. صديق الغُربَة والألمْ .. , أيعقل أن ينسآه وهو منقذه الأول !! سيردّ له الجَميل يومًا ما ! ,
فهد .. صديقه الحالي.. أسيخسره !!
الدّموع الخائنَة ..تأبى النزّول.. كان صوت صراخه جهنّمي وهو يرمي الطاولة وتتطاير اوراقه في الهواء.. ,
يكره هويته الحالية..يريد ان يرجع ليث.. يرجع كأي انسان طبيعي..بروتين ممل..
الا هذا الرّوتِين الصعّب والمُؤلم ..
وقت انهياره .. الذي صاحبه منذ عشر سنوات.. ,
رفع عينَاه والأكسجين يضيق من صدره..
يريد الخروج الآن ..
وان يفضح نفسه..ويسلم نفسه بكل هذهِ البساطة للحكومة البريطانية..
من يلومه..طوال هذه الفترة ايعقل ان يمتلك العقل !! لقد جنّ ليث بالأحرَى ..
كان سيخرج بهوية ليث..
لكن الإيمان بالله تعَالى استوقفه ..
فتذّكر الله في قوله * ادعونِي استَجبْ لكُم * .. ,
أسند رأسه على باب شقّته بألم وانكسآرْ.. دعَى الله ان يُظهر برائته..ويكفيه شّر عمآر وامثاله.. ,
التفت وهو يتنفس بقوّة ..
توجّه الى حيث أوراقه المرمية .. وابتسم ابتسَامة ألمْ .. ,
جمعّها ووضعها في حقيبة صغيرة ..
ينظر للهويآت المتعددّة له..
الهَوية الأولى .. هي الهوية الأصلية.. ليث المَالك.. الذي يبلغ من عمره 34 سنَة ! ,
الهويّة الثانية .. عزّام الهزيم .. عمره يبلغ 37 سنَة ..!
الهوية الثالثة..يوسفْ المزهَر..عمره تمامًا نفس عمره الاصلي في هويته الأصلية ..34 سنَة ! ,
لكن .. أي هويّة ستنتصر في النهاية !
الليثّ .. أم يوسف وعزّام سيتكاتفَان ضدّه ؟؟!
عمّار..حليف جديد لهويتاه المنقودتان..سيسبب له ألمًا وشيكًا لا يكآد يقتله !!
،
تمّرُ الأيَام كأحجِية وشيكَة على الذّبولْ .. ,
وفِي قلب الممَلكة .. في منزلْ أم ليثْ ..
خرج ضيُوفْ , عائلة ام راكان المالك .. لقآء استمر ساعتين ثم تم انصرافهمْ ..
لايعلم مالذي يحدث داخل المجلس النّسائِي ..
لكن اسمآء تجلس وحيدة في الخارج تتمنّى فقط ان تعلم ماهي المؤامرآت النسّائية التي بالداخل ؟؟!!
خرجت لها الجدّة وطلبت منها ان تأتي بالقهوة .. أتت لها بالقهوة وقامت بتقديمها لجدتها التي همست : سوويم..
أسماء بابتسامة : نعم !
الجدّة : نعامة ترفسك..
أسماء بزعل : يووه يوومه طيري لك كلمة حلوة جبري بها خاطري يوم من الايام ..
ضحكت الجدّة على اسماء * المتحلطَمة * .. , لكنها اكملت وهي تقول : يوومه سامعة عن ولد عمك راكان صديق اخوك ليث
اسماء تشرب لها فنجآن قهوة : ايه اعرفه ..شفيه !
الجدّة بابتسامة : راكان ولد عمك ذا .. قرر ان يعرس
اسمآء بابتسامة : وأخيرآ .. ألف مبروك وعسى ربي يبني بيته .. ,
الجدّة بابتسامة : يعني موآفقة يالغبرآء ..!
اسماء تنظر بدهشَة وما شأنها هي بزواج راكان : ايه يومه موافقه الله يوفقه !
الجدّة بابتسامة يتهلل منها وجههَا : يافديتك وانا امك كنت ادري ان مانتي برادتني ..
أسماء بابتسامة وهيَ لم تفهم شيءْ : أفأ عليك وكيف اردك يالغالية .. الا يوومه منهي بنته اللي بيخطبها راكان !!
الجدّة بفجعة : امك ياسويم هذي اللي بتجلطني..
أسماء تضحك : هههههههههههههههههه وليه اجلطك يووومه شفيه ..
الجدّه تبتسم لها : هذا راكان يالغبراء طلب يدتس ..اليوم ..
أسمَاء لم تسوعب وهي تشير لذاتها وتنظر ليدها : شفيها يدي يطلبها ..خوب ماعنده يد .. !
ثم تفجّرت كل الأوعية الدموية التي في خدها بخجَل ..الآن فهمت ماكانت تقصد جدّتها .. راكان تقدم لخطبتها ..
الجدّة تضحك لها : لاتقولين هالحين مانتي بموافقة توك قبل دقيقتين قلتي موافقة وماترديني.. ,
ابتسمَت بخجل وهي تنظر للأسفل.. أيردّ من مثلك ياركان ؟ في زمن يتكاثر فيه أشبَاه الرجّال !!؟
انسحبت من المَكان .. وهي تتحرك بخجل.. ضربت في زاوية المكتبة لتسقط كتب.. أرجعتها الى مكانها ثم انسحبت من المكان وهي تسمع صوت جدتها : ههههههههههه ابوك يارويكن خبصت بنتنا... ,
،
في وسَط أورآق الهَوية .. كان ينظر لها ويتأملها .. وتترآئَى له ذكريآته قبل عشر سنينْ في دآر كان يحبها..
الى مكّة ..قد إشتآقْ الى أن يطُوف حول بيت الله كما كان يفعل سنويًا قبل 10 سنوآت ..
همس بألم وهو يهز رأسه بأسف : عشر سنوآت من عمري ياربي ضاعت .. وش يعوضني في غياب الشيب لا طلبت الشقآء !!
رفع رأسه وعيناه متسعتان بقوة الى الباب وهو يسمع صوت جرس المنزل يرن.. ,
توجه بتوتر وهو يخبأ أوراقه بسرعة وبتوتر .. ربما يكون * الزّفت * عمآر هو من أتى الى ديآره ..
ذهب بسرعة ليضع الشآرب والشعر الاصطناعيين.. يخبأ ليث ويدسه تحت عباءه تعبث كثيرا في ملامحه .. ,
فتح الباب وهو يرى ذاك الذي تركه يومًا كامل دون ان يسأل عنه..
تغللته الفرحة وساوره الشك.. ربما الشخص الذي امامه سيصفعه امّا بالألم .. أو يرجع يفتح له أحضَان الصدّاقة ..
يالوفَائك أيها الصديق !!! ,
همس بفرحَة تساوره : فهـد ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!