الفصل الحادي عشر والاخير :)
وكما اخبرها غافن , لقد كان القصر رائعاً بعد هذه الترميمات والتطورات , ومع ذلك لا يزال يحافظ على طابعه القديم , وكان جاي قد اختار اثاثاً يتناسب مع سحر ديكوره الجديد , ويظهر
ذوق جاي بوضوح في كل زوايا القصر , ولكن اخاها اسرع وجذبها نحو صالة الاستقبال , حيث استقبلهما احد الخدم وقدم لهما كأسين من الشمبانيا , واجتمع كثير من المدعوين خلف
البوفيه وتعرفت فانيسا على قسم كبير منهم وعلى اعضاء الفريق وسرت كثيرا ً بالإعجاب الذي اظهره الجميع عند دخولها .
كانت الاوركسترا قد بدأت العزف . وبعض المدعوين يرقصون بفرج وانسجام
"ها هو مضيفنا!" قال لها غافن
كانت فانيسا تتأبط ذراع اخيها , فاقترب منهما جاي, وكان يلبس طقما اسوداً يزيد من وقاره , ويشبه لورداً حقيقياً . وعيونه الذهبية مشرفة , وكانت بقربه ناديا , تلبس ثوباً من الحرير
البنفسجي يظهر قسماً كبيراً من جسمها العاري.
"اوه فانيسا ! تبدين رائعة !" قالت لها نادية " وتبدين كأنك ذاهبة الى اول حفلة لك, كمبتدئة تقريباً..."
"اوه فانيسا انحنى جاي قليلاً بإعجاب ."يجب ان اهنئك على الصورة الاخيرة , كانت كلها رائعة ".
"انتظر لترى المجموعة الجديدة " قاطعه غافن بحماس. "انا متأكد انها ستعجبك كثيراً"
"في هذه الحالة , يجب ان نتكلم " قال لها جاي بدهشة
"عزيزي جاي , اريد ان ارقص" قاطعته ناديا وامسكت بيده
ابتسم غافن بعد ان ابتعدا وقال لأخته
"انها بدون ذوق , الا تلاحظين انها تريد ان تحتقرنا؟ ان دور سيدة القصر لا يناسبها ابدأ , وهي ليست بهذه المستوى".
"انه لن يفهم ماذا تريد منه"
"هيا غافن , انها تملك كل الصفات التي يريدها رجل مثله من امراة مثلها"
ثم اقترب منها جف وبعض الاصدقاء , وكانوا كلهم يتنافسون عللا شرف الرقص معها.
في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل جلست فانيسا متعبة على حافة حلبة الرقص تتأمل بقية الراقصين وكان جاي وناديا منسجمين كثيراً, وكان جاي يتجاهلها طيلة السهرة.
يجب ان تعتاد على اهماله لها , ولكن لا , انها كل مرة تتعذب اكثر واكثر
وبعد قليل , رغبت في الهروب من هذه الحفلة المملة , بالنسبة لها ,كان غافن يرقص مع ابنة المختار, وجف غادر الحفلة باكراً وهكذا لم ينتبه احد لاختفائها.
عندما مرت امام المكتبة , استوقفتها فكرة, انها لن تتمكن من شرح مشروعها عن المقابلات وجهاً لوجه مع كل اعضاء الفريق ولكن بمكانها ان تضع على مكتبه عرضاً قصيراً لما تفعله
بالإضافة لبعض الصور , لقد اصبح لديها مادة لا بأس بها عن هذا الملف.
وعندما عادت الى بيتها , عاد اليها حبها للكفاح من جديد , فجمعت بعض الوثائق التي اعدتها في الملف
وعادت الى القصر وكان اكثر من المدعوين قد خرجوا , فدخلت المكتبة دون ان تلفت نظر جاي
وضعت الملف على مكتب جاي , ورتبت الاوراق وفجأة انتفضت عندما دخل جاي .
"فانيسا! اعتقدت انك عدت الى بيتك"
ثم اغلق الباب خلفه ولاحظت فانيسا انه حل عقدة الكرافات وفتح ازرار جاكيته ويبدو منهكاً بعد هذه السهرة الصاخبة
"هذا صحيح ولكني عدت"
"بإمكاني ان أسأل لماذا ؟"سألها بسخرية
فاحمر وجهها واجابته
"ليس للأسباب التي تتخيلها "
"انت تدهشيني "
فرمى نفسه على الكنبة واخذ يتأملها بسخرية .
"اذن , اخبريني ماذا جئت تفعلين".
جئت لأضع ملف المشروع الذي حدثك عنه غافن على مكتبك"
"لا يمكن الانتظار للغد؟"
"بلى , بالتأكيد ,ولكني اردت ان تدرسه جيداً قبل ان نناقشه معاً" ثم اتجهت نحو الباب .
"سأذهب الان , اعتقد انه وثت النوم, اليست ناديا معك؟"
"لا لقد ذهبت "
"ذهبت؟".
فنهض جاي واقترب منها
"نعم ذهبت , ولكن انت ستبقين هنا "
فارتبكت فانيسا وتراجعت للوراء هذا المساء تشعر بانه يشكل خطرا اكبر من المرات السابقة , لماذا تركته ناديا؟ هل تخاصما؟ لقد رقصت ناديا كثيراُ وضحكت مع رجل طويل اشقر, "همس القدر, منتديات ليلاس "
وكانت منسجمة معه في نهاية السهرة
"انا ارفض ان اكون بديلة عن ناديا, اذهب وواسي نفسك بنفسك"
"من يقول باني اريدك بديلة عنها. ولست بحاجة لأعذار كي البي رغباتك اخيراً, فانيسا هيا , لا تنظري الي هكذا! كنت ترغبين بي مذ البداية اليس كذلك؟"
"لا,لا" اجابته متلعثمة وهي تنظر الى الارض"
"لا؟ اذن لماذا بقيت وحيدة؟ لماذا لم ترمي نفسك في احضان جف ؟ سأقول لك لماذا , لأنك تنتظريني انا"؟
فأغمضت عينيها وارادت ان تنفي تأكيداته ...فات الاوان , وخرجت كلمة نعم من شفتيها
"اذن , اذهب الى الجحيم! نعم . نعم, انتظرك انت"
وادارت وجهها , وخبأته بيدها , وفجأة احست بانه يرفعها عن الارض ويضمها اليه
"لا ! انا لا..."
اسكتي , يا صغيرتي "
وقبلها كي تتوقف عن الاعتراض
"هذه الليلة , ساحبك “قال لها بحنان
ثم ضمها مرة اخره وخرج من المكتبة , فأسندت راسها على كتفيه وهي مغمضة العنين , هل هي تحلم؟ هل تتخيل هذا الحنان في صوته , وهذه الحرارة في عينيه ؟ ولكنها تشعر بانها في
ايدي امينة
ثم وصل الى غرفة النوم فانزلها الى الارض فنظرت حولها , انها في غرفته... ويوجد سرير كبير ابيض
فضمها اليه بحنان وشعرت بدفء جسده , وعندما اقترب من وجهها , احست بانها ستضيع في عيونه الذهبية , ثم اطبق شفتيه على شفتيها فمدت يدها واحاطت عنقه , واستسلمت لقبلاته
الحارة .
بعد قليل احست فانيسا بان الارض تدور وبان قدميها لم تعد قادرة على حملها , مع انها تشعر بانها خفيفة كالريشة , ولم يعد فيفكرها مكان اخر لغير جاي وجاي فقط.
وداركت بانها هذه اللية سيتشاركان الحب
"فانيسا"
هذا الاسم البسيط الذي لفظته شفتاه جعلت دموعها تسيل على وجهها من كثرة سعادتها , انه نفس الرجل الذي جعلها تبكي من العذاب وكانت لمسات يجيع تنقل لها رسالة لا تجرؤ حتى الان
على تصديقها.
واصبح ثوبها عند قدميها ففهمت انه يخلعها ملابسها وكانت حركاته مليئة بالحنان والاحترام بعيدة جدا عن الاحتقار , وكانت ترتعش بين يديه وشفاهها تبحث عن شفاهه ولا تنفصلان الا
للتنهد وللتعبير عن عطشهما للحب.
وبكل لطف, سحب جاي كل الدبابيس التي في شعرها , وانزل شلال شعرها الحريري على كتفها وتنهد وخبأ وجهها فيه وكأنه يريد ان يستنشق عطره ثم امسك رأسها بيديه وقبلها مرة ثانية