الفصول راح تكون يومية , مشان نخلصها قبل رمضان ان شالله عخير
الفصل الاول
" اسف فان ولكن ليس لدي خيار اخر" لم يكن غافن نادماً .وكان على فان ان تلفت نظره الى اسباب معارضتها , ولكن منذ وفاة والديهما وهي تشعر بأنها مسؤولة عن اخيها مع انه لا يكبرها الا بسنتين فقط .
"انت تعرفين الكليشات التي نريدها اليس كذلك؟ على كل حال الموديل يعرف كل شيء" وكان يفتح باب الاستديو , ثم التفت نحو اخته واضاف ."لا عليك الا ان تغمضي عينيك !" ثم ابتسم وخرج .
فتنهدت فانيسيا , انه حقا لا يطاق !ولن تساعده مرة اخرى , ولكن كيف يمكنها ان ترفض له طلباً .لقد قام بجهد كبير لكي يؤسس هذا الاستيديو , ولكي يحصل على شهرته ! والان بعد نجاحه كأفضل مصور في كلارويل , لا يحق لها ان تتخلى عنه .واخذت تحضر الديكور باهتمام, وهي تتأفف , لقد فاز غافن بهذا العقد بعد مجهود كبير .ولكن المؤسسة الكبيرة كانت قد اقرت لشركتها الاعلانية نفقات متدنية .وكانت هارد فرنر كغيرها من الشركات تكافح لتبقى قادرة على المنافسة وفضلت من باب التوفير هذه النسخة من الكرتون لمنظر غريب جدا لكنه حقيقي .وهو يخص الدعاية لماء التواليت الرجالي .وكريم الحلاقة .ولذلك ارادوا اظهار رجل عار تمامً للترويج لهذه المنتوجات.
وهكذا فانيسيا التي ستلتقط صورا له ! لان غافن توسل اليها كي تحل مكانه كي يستطيع ان يحضر احتفال الترحيب الذي تقيمه المدينة لـ جاي كورتلان , وهذا بطل كرة قدم , ولد في مدينة كلارويل هذه , ولقد اصبح رجل اعمال ناجح, ولقد اعلن للصحافة انه يريد ان يشجع الفريق الرياضي الذي انطلق منه في صباه .وهكذا عاد الى البلد وكان قد ترك اللعب منذ مدة وهو الان في الخامسة والثلاثين من عمره واصبح صاحب ثروة كبيرة .ولكن هي الوحيدة التي لا يهمها هذا الامر ؟ وكانت متوترة جداً . وغاضبة من غافن , فهو يعرف كم تكره هذه المواقف وتذكرت سخرية اخيها منها .
"اصبحت في الثانية والعشرين من عمرك. ولا تزالين عفيفة ومحتشمة ".واخذت تنظر الى الجدران المليئة بالصور , وكلها تمثل امرأة واحدة , شعرها اسود ناعم طويل ينسدل على اكتافها العارية .وعيونها المليئة بالسحر , وانفها وفمها الناعمين , انها مثيرة...وبكلمة واحدة انها الجمال بعينه .ومن ناحية اخرى , هذه الفتاة الساحرة هي صورة طبق الاصل من فانيسا ولكن هناك شيء واحد يختلفان فيه , اخلاقهما .عندما كانتا صغيرتان كانتا على علاقة ممتازة .وناديا هذه في تفس عمر فانيسا .وكان والدهما توأمان لذلك تتشابهان كثيراً. وكانت فانيسا تتصرف كالصبي الخائب, بينما كانت ناديا تفضل لعب الفاتنة المتأنقة .وكان كل الشباب يحومون حول ناديا , حتى غافن وقع في سحرها , وعندما مات والديهما انتقلا للعيش مع عمهما وزوجته وابنته ناديا .وبدأ غافن حياته المهنية , وكانت ناديا موديلاً يركز عليها .وبعد مدة عرضت صورها في مباراة للجمال , وهكذا تغيرت حياتهم بعد نجاحها .ومع انهما كانتا متشابهتين في المظهر, الا ان فانيسا كانت تعيش في ظل قريبتها الرائعة .كانت ناديا تتألق وتجذب الشباب حولها كما تجذب الانوار الفراشات , ولم تكن تشفق على ضحاياها .وتخلصت من غاف بعد ان تمكنت من النجاح عن طريقه . مسحت فانيسا يديها ببنطلون الجينز لتزيل عنها الغبار .ولم تكن ترتدي فساتين وتنانير , ولا تملك الا ثوبا نسائيا واحداً قدمه لها اخوها غافن ورفضته , واتهت اخاها بنع يريد ان يقارنها بناديا . في هذه الايام قلما يلتقيان بناديا , وكلما جاءت لزيارتهما تتعمد اغضاب غافن . وهو يحاول ان يخفي حبه وألمه , واخر مرة قالت له بأنها ستعمل في السينما
. "وكيف ذلك هل ستحاولين اغراء المخرجين ؟".
"اذا لزم الامر , نعم ".
وكانت فانيسا ترغب احيانا بتمزيق كل هذه الصور. بدافع الغيرצ ؟ لا , ولكنها تريد ان لا يقارنها احد بناديا , وتريد ان يعاملها الاخرون على اساس كونها فانيسا وليس على اساس كونها شبيهة ناديا . وباتت تكره منظرها, ومع ان والدها قال لها مرة انها اجمل من ناديا ولها نظرات مليئة بالحرارة ووجها طبيعي وهي محبة ومتسامحة على عكس ناديا .
وركزت اهتمامها على الديكور , وقربت الكاميرا باتجاه منظر الشاطئ الرملي المرسوم على لوحة كبيرة , ولكي تصور موديلها الجديد العاري بقرب كريم البرونزاج مع عنوان الشمس هي كل الثياب ثم تنهدت لقد لوقعها غافن في موقف محرج . وكانا قد تعلما التصوير من والده . ولكن غافن تفوق قليلا على فانيسا . ثم نظرت الى ساعتها , سيصل الموديل بعد نصف ساعة .كيف سيتصرف عندما يرى فتاة وراء اله التصوير ؟ واذا رفض ان تصوره , يخسر غافن بالتأكيد .بعد قليل سمعت خطوات على السلم . لا بد انه وصل , وشعرت برعشة قوية , مع انها تعرف موهبتها في التصوير الا انها لا ترغب في تصوير هذا الرجل عار امامها .
فتح باب الاستديو فتشاغلت فانسا بالكاميرا كي لا تلتقي نظراتها بنظرات ذلك الشاب.
"صباح الخير "
"صباح الخير , تفضل واخلع ثيابك خلف هذه الستارة , سأحضر الاضواء, ريثما تنتهي وبعد ذلك نبدأ التصوير".
"عفوا؟".
فدهشت بسؤاله ونظرت اليه , انه يبدو اكبر من الشاب الذي وصفه لها غافن ويبدو في الثلاثينات . ولا يبدو ابداً اناه يريد ان يتصور عارياً . شعرت فانيسا بسحر عينيه الجميلتين . وشعرت امام جسده الممتلئ الرشيق , انها ضعيفة وصغيرة .واخذ قلبها يدق بسرعة وشعرت بالقلق ! هل هذا هو الرجل الذي تنتظره كي نصوره؟... لكن الرجل ظل واقفاً .
" اننا نضيع وقتاً ثميناً " قالت بلهجة قاسية ثم اضافت "غرفة الملابس هناك , ارجو ان لا تشعر بالبرد ".
وكان يلبس بنطلون جينز وقميص يظهر منه صدره البرونزي . ولكن الرجل لم يتحرك, فقطبت حاجبها . لماذا لا يتحرك انها متأكدة بانه ليس خجولاً .
"ان تعلم جيداً بانك ستصور عارياً. وقد قال لي غافن ذلك , وانا مستعدة وليس لدي وقت لأضيعه , هيا..."
فتقدم الرجل من الغرفة الصغيرة خلف الستار. وهو يبتسم , وتمتم بكلمات وهو يمر امامها ولكنها لم تفهمها , وشعرت بدفء جسمها , ثم توقف الرجل قليلاً وهو يتأمل الصور التي على الجدار ثم نظر اليها من جديد.
"يا لهذا التغير ! منذ متى قررت ان تقفي في الجهة الاخرى من الكاميرا ؟".
"لو سمحت, اخلع ملابسك بسرعة " وتلعثمت وارادت ان تخبره بانها ليست ناديا
"انك غير الصورة , وانا مندهش , فانا اعرف انه في النادر وجود نساء , يتعاملن بهذا الشكل المباشر " ثم ابتسم واختفى خلف الستارة , وبعد لحظات .
"هل انت جاهزة ؟" وخرج فنظرت اليه وهي ترتعش ثم احست بشيء من الراحة والاطمئنان لقد احتفظ بالسليب الصغير . ومع ذلك اعجبت فانيسا بجسده البرونزي , انه يشبه الابطال الرياضيين .
"اين يجب ان اقف بالتحديد".
وشعرت بانه يتلاعب معها وقد لاحظ ارتباكها . فأشارت له بأصبعها نحو صورة الشاطئ , وبدأت تتصرف معه كفنانة وتتبع حركاته بعين المحترف , ولاحظت بانه يختلف عن كل الرجال الذين عرفتهم , وكانت نظراته تحرقها مع انها بكامل ثيابها واتبع تعليماتها , ولامست يده يجها صدفة , فتراجعت مذعورة .
"جميلة وذكية . تعرفين كيف تؤثرين على الرجال "
ارادت ان تعترض ولكنها لم تستطع الكلام , لأنه رفع اصبعه الى اعلى قميصها ونزل به الى رقبتها
"ان جلدك ابيض , وناعم... انك شاحبة كالقمر ولكن القمر ليس باردا كما نعتقد " وابتسم ابتسامة زادت من جمال وجهه واشراقه .
" وانت . انت الشمس على ما اعتقد " اجابته ساحرة ,. ومع ذلك لم تبعد يدها عن جسمها . فجذبها فجأة .
"انت القمر, وانا الشمس , واذا التقينا ستحصل كارثة في نظام الكون , اليس كذلك؟ ".
هذا الرجل خطير , انه كالشمس حقاً وقادرة على تدميرها وحرقها اذا اقتربت منه اكثر .فتراجعت خطورة للوراء , فقدت توازنها فتمسكت بأكتافه العريضة الدافئة , وارتعدت اوصالها لملامسته وابتعدت عنه , فاخذ الرجل يضحك بهدوء
"لسن عاصفة , انت تعرفين ! تبدين كالظبية الواقعة في الفخ . وقد احاول ... "
وجذبها نحوه مرة ثانية . وادركت بأنها لن تستطيع مقاومته .وفجأة رن جرس الهاتف فقفزت وأسرعت الى مكتب غافن لتجيب , كان احد الزبائن يسأل عن صورة زواجه وعندما عادت الى الاستديو وقفت مذهولة لقد اختفى الرجل وثيابه ليست موجودة , ثم وجدت ملاحظة قرب زجاجة كريم الشمس
"لدي مواعيد اخرى, في المرة القادمة اقترح ان نكون في وضع مريح اكثر ".
فأحمر وجهها من الخجل , من يعتقدها ؟...أيعتقدها مهووسة تصور الرجال من اجل المتعة فقط؟ واشتد غضبها واخذت تفكر بما تقوله لغافن الذي ورطها في هذا الموقف . وبعد عشرة دقائق جاء غافن , ونسيت غضبها عندما رأت التعب باديا عليه.
"هكذا , لقد فقدته ! يا الهي , انا استحق هذا , وكيف سأقنعه الان بأن ابق مصور فريقه الرسمي ؟ هذا بسبب سكرتيرة دار البلدية . قالت بانه ينتظرني في الاستعلامات , وللحقيقة كان يجب ان نلتقي هنا , ماذا قال , فان . هل كان غاضباً؟ وكان يريد ان يلتقط له صورة للجريدة , اه لا بد انه شتمني ! ويقال بانه لا يحب مخالفة المواعيد , وهو يحب النظام كثيراً " بدأت فانيسا تشعر بالقلق .
"غافن , عن من تتكلم؟" .
"عن جاي كورتلان , بالتأكيد كان يجب ان نلتقي في حفل كوكتيل , لكنه غير رأيه دون ان يخبرني ".
"وكيف هو جاي هذا ؟" سألته وبدأت الشكوك تتشكل في رأسها وأخذت تصلي كي لا تكون ظنونها حقيقة .
"اوه , فان ! بالتأكيد رأيت صورته في احدى الجرائد!"
ثم دخل الى مكتبه وعاد يحمل مجلة رياضية .
"هذا هو؟" سألته مندهشة "نعم , ولكن ما لك فان؟ ها جاء في غيابي؟" .
"نعم , وخرج من ربع ساعة فقط " فارتبكت ثم ابتسمت .
"فان ,ماذا حصل . ماذا قال لك ؟ ".
"اوه , ليس بالشيء المهم لقد اقنعته بكل بساطه ام بخلع ملابسه كي التقط له الصور التي انت تعرفها ... "
فتأملها غافن لحظة بذهول ثم وضع رأسه بين يديه.
"يا الهي , هذا مستحيل !".
"بلى, اعتقدت هذا الرجل الموديل , و...".
"وكيف تصرف؟ ولماذا ذهب ؟ اتمنى ان يفهم الموقف أتعلمين ! بإمكانه ان يغنينا , وان يدمرنا اذا شاء ".
"هيا غافن , لا داعي لكل هذا التوتر , وانا اكيدة بأنني لست الوحيد التي طلبت منه ان يتعرى !".
"كي يتصور امام زيت الشمس؟ اشك في ذلك الافضل ان اتصل به فوراً . هذا اذا قبل ان يسمعني , ولكن كيف
اعتقدت بأنه ذلك الشاب الموديل ؟"
"لسن الوحيدة المخطئة , وهو ايضا ظن انني ناديا ".
"هل اخبرته بانك فانيسا ولست ناديا؟".
"لا لم اعتقد ان ذلك ضرورياً ".
وتساءلت لو لم يعتبرها ناديا , هل كان سيتصرف معها بنفس الرقة ؟.
تركته فانيسا يرفع سماعة الهاتف وخرجت الى الشارع وهي تتذكر ذلك الموقف الذي قد يضر بمهنة اخيها ,
وتمنت ان يسامحه جاي على خطائها ولكن ذلك كان خطأها هي , وتذكرت ضحكته عندما طلبت منه ان يقف امام الديكور , كان يطيعها كي يتسلى فقط الان فهمت ذلك
انتظرني بكرا بالفصل الثاني ^^