البارت الخامس ( 5 )
صحيح عند الضيق تحتاج للبوح
بس الأصح , تواجه الضيق بالصمت كم كلمه تنطق بها وانت مجروح
واذا سلى الخاطر تندمت .
صباح يوم آخر , سعيد للبعض ولكن , راح يغيّر حياة أختين كلياً ,
بين حواري الرياض واحيائها , بعيداً عن احياء الغنى , نزلت رغدة مع اختها روعة , للشقة الجديدة اللي استأجرها لهم عامر , تذكّرت رغدة ليلتها الماضية ,
بعد ما سلّمت الرجال المبلغ اللي طلبه , اتصل عليها عامر و طلب لقائها
استغربت رغدة منه , نزلت له
عامر كان واقف ينتظرها , يوم شافها نزلت توجه لها
عامر : أهلين يا آنسة
رغدة : أهلا عامر
عامر : مممم أنا آسف لأني اتهورت وقررت من نفسي , لكني شفت وضعكم , وبيعكم للفلّة وصرفكم للخدم , وانتي مالك اقارب , مدري اذا كان قراري صحيح أو لا , لكنّي شفت لكم شقة بمبلغ بسيط , لكن بعيدة عن هنا , (نزل عينه على الأرض ) في الحواري الضيقة
رغدة ماردت تنتظر منه يكمل
عامر : اعرف هذاك المكان ما يليق فيكم , لكن هذا الوحيد اللي لقيت ان سعره مناسب
رغدة ابتسمت : مدري كيف اشكرك يا عامر , كنت راح ابحث عن شقة اصلا , ما يهم موقعها أهم شيء نعيش فيها
عامر : هذا واجبي , الأغراض في هذي الفله قليله , راح ننقلها بكرة , اذا تبين أوصلك الحين بوصلك لها
رغدة : تسلم ياعامر , خلاص بكرا الصباح نروح لها
صحت من ذكرياتها على صوت اختها : رغغغداا ابي هذي الغرفة لي
رغده بفهاوة : هااه ؟
روعة : قلت ابي ذي الغرفة انتي روحي للغرفة الثانية
رغدة : خرجت خرجت
و خرجت رغدة من الغرفة اللي ما تدري كيف دخلتها , كانت بين ذكرياتها وفجأة لقت نفسها ف ذي الغرفة ؟ ههههههههه
راحت الغرفة المجاورة لغرفة روعة , كانت الشقة بسيطة عبارة عن 3 غرف و مطبخ صغير و حمام – اكرمكم الله –
دخلت الغرفة وانسدحت على السرير اللي نقلوه من فلتها القديمة
قعدت تفكّر كيف راح تصير حياتها من بعد ما تغير حالهم
نتركها تفكّر , نرجع لخالدة المتحمّسة
الساعة 11 تقريباً
راحت لأمها وهي متشققة فرح ,
دخلت غرفة امها : يمممه يمه
أمها : بسم الله الرحمن الرحيم , شفيك ؟
خالدة : يمه قلتي بنروح للمكتب اليوم
الأم : كل هالرجة عشان ذا , مدري وين الجريدة رميتها
خالدة : لا معاي الجريدة , وخرجت مسرعة دخلت غرفتها , فتحت الدولاب وطلعت الجريدة ورجعت لأمها
خالدة تتنفس بسرعة : اهو الجريدة
الأم : حشى سيارة موب بنت , هاتي بس
وأخذت الأم الجريدة وبدأت تقلبها , وصلت الصفحة اللي فيها خبر الإبتعاث ,
أتصلت على الرقم الموجود عشان تستفسر
في هذا الوقت رن جوال خالدة ,
خرجت من الغرفة عشان تكلم , كانت المتصلة أبرار ,
ردت عليها : يااا هلا
أبرار : هلا
خالدة بحمااس : ابراار اممي سمحت لي اروح البعثة الحين اتصلت على الرقم وقاعدة تستفسر
ابرار : لااا تكفيين لاتزيدين اوجاعي
خالدة : ليه ؟
أبرار : اهلي رفضوا ما سمحو لي اروحها , بالذات اخوي جعله بالمغص لعب على راس ابوي
خالدة : لاا ابرار تكفين حاولي معهم
ابرار : هذا ابوي اذا قال شيء ما يغير رأيه
خالدة : أجل وانا بعد مابي اروح
ابرار : بلاهالحركات خالدة
خالدة : كنت ابيها معك مابي وحدي
ابرار : هناك راح تتعرفي على ناس اكيد
خالدة : اصلا كل شيء مو مؤكد للآن , يصير خير
ابرار : الله يكتب لك الخير , مبروووك مفدماً
خالدة بفرحة : الله يبارك فييك
وقفلت خالدة الخط , رجعت عند أمها اللي خلصت المكالمة
خالدة : هاه يمه شصار ؟
الأم : مدري شيقول ذا , المكتب والموقع ومدري وشو
خالدة : ههههههه يمكن يبينا نروح له المكتب , خلنا نروح له تكفييين
الأم : شبلاك انت مشفوحة
خالدة : يمه هذي فرصة وححدة مابيها تضيع
الام : يلا البسي عباتك وامشي معي
خالدة راحت تلبس والفرحة مو سايعتها
في أراضي أخرى وأجواء اخرى , عند بطلتنا حنان , في بريطانيا
في المستشفى الموجودة فيه حنان , رائد و أمه جالسين في غرفتها
كانت ام رائد تسبّح وتدعي , الى ان جائها اتصال , رفعت الجوال و ردت
رائد كان يطالع من النافذة , يشوف اراضي لندن , يتأملها , الناس الرايحة والجاية , المباني العملاقة , ناطحات السحاب , كان مجرد تأمل , لكن تفكيره كله في اخته , متى راح تصحى , لمتى راح ينتظروا ؟
يتمنى في لحظة ان اللي يكون فيه الحين حلم , أو يتمنى ان الدكتور يمزح معه والحين تقوم حنان وتضحك عليهم , ما راح يزعل منها , بالعكس راح يفرح لأنها راح تظل معهم , رفع نظره لصوت امه اللي تنهدت من بعد ما قفلت السماعة .
رائد : يمه شفيك ؟
الأم : طالبيني في الرياض
رائد : كييف ؟
الأم : المشاغل والشركات , وصفقات ابوك الله يرحمه , طالبيني اوقع العقود
رائد : هذا وقته الحين !
الأم : ما ودي اروح , شسوي ؟
رائد : خلاص يمه انتي ارجعي وانا ببقى مع حنان
الأم : لا , ابي اقعد معها
رائد : مالقعدتك فايده يمه , خلصي شغلك وتعالي
الأم : الشغل ما يتنهي , لي يوم هنا و شوف طلبوني
رائد تنهد : ارجعي الرياض واهتمي في الشغل , و زوري حنان بين فترة والثانية , أنا راح انتبه لها
الأم ناظرته : توعدني تنتبه لها ؟
رائد ابتسم : أوعدك
الأم : اذا صار لها أي شيء علمني
رائد : وقبل ما اعلم الدكتور بعد
الأم : ربي يحفظك يا وليدي , بروح اشوف اقرب رحلة للرياض
رائد : الله يحفظك يمه , اتصلي على اذا حجزتي , واذا ما لقيتي بعد ,
اتصلي علي لا وصلتي الرياض واتصلي علي لا بغيتي تجين
الأم : هههههههههه وشوله كل ذا اتصل عليك , خلاص بدق يوم احجز
رائد يحك شعره : طيب انتبهي على نفسك يمه
الأم : يلا وانت بعد
خرجت أمه واستأجرت تاكسي , واتجهت للمطار
في اراضي الرياض , بين الأحياء الفقيرة , احد منازل هذا الحي البسيط
كانت مريم تتصل على رغدة , صار لها يوم تتصل عليها ورغدة ما ترد
رغدة سمعت صوت الجوال , شافت المتصل مريم ,
تنهدت , أكيد ما راح تتقبلني في هذا الوضع , راح تشفق علي وتقدم مساعدتها , صحيح اننا محتاجين لكن ما اقبل بكذا
هي بعد فقيرة , مثلي , اموالهم ما تكفي حاجتهم , بعد تبي تساعدني ؟
هدأ جوالها , وقف الرنين , رمت نفسها على السرير , سمعت صوت الجوال يرن مرة ثانية , تنهدت واخذت الجوال , ردت عليها
رغده : ألو
مريم بخوف : رغدة ؟ فيك شيء ؟ صار لك شيء ؟ آذاك احد ؟
رغده : لا , شفيك ؟
مريم : انتي اللي شفيك ! ليش ما تردين عليّ ؟ صايرة سحباتك كثيرة هالأيام
رغده : أنا آسفة مريم , جد آسفة
مريم : وش صار رغده ؟ موب عادتك ما تفضفضين لي
رغده : الا قولي وش ماصار
مريم : أنا هنا اسمعك
رغدة : ابد , انسي , الزبدة يمكن ماراح اقدر اكلمك هالأيام
اسفه
مريم : وش تقولين انتي ؟
رغدة : جد مريم سامحيني , راح انقطع فترة
مريم : بس رغدة...
رغدة : اشش , الحين يلا مع السلامة , استودعتك الله
مريم : رغده تكفييين
لكن رغدة قفلت الخط , و رمت الجوال بقوة على الجدار , طلعت بطاريته
وانهمرت على السرير تبكي , تبكي على حالها كيف صار وكيف كان .
مريم في قمة استغرابها من تصرفات رغدة , اتصلت عليها مرة ثانية لكن جوالها كان مقفل , دمعت عينها عليها , اكيد رغدة بها شيء , مو من عادتها تسكت لا تضايقت
رن جوالها , كان ايهاب المتصل
ردت عليه بهدوء : هلا ايهاب
ايهاب : ياا حي الله مريمي
مريم ما ردت
ايهاب : كيف حالك ؟ اشتقتي لي صح ؟ صح ؟ صح ؟
مريم : اييه حيل
ايهاب استغرب نبرتها : فيك شيء ؟
مريم : لا ابد , متضايقة شوي بس
ايهاب : من وشو ؟
مريم : مدري , ههههههههه يمكن لأني صاحية متأخر , دايماً اتضايق كذا
ايهاب ما مشت عليه الكذبة لكن سلك لها : اهاا
مريم يلا بروح آكل لي شي , تامر حاجة ؟
ايهاب : سلامتك , عافية
مريم : الله يسلمك , مع السلامة
و قفلت الجوال , وراحت انسدحت على السرير تفكر
عند ابرار , حاولت تقنع اهلها انها تروح البعثه مع صديقتها المقربة خالدة , لكن ابوها ما وافق , مشعل لعب براسه وقال ان ابرار اكيد راح تخرب في البيئة الأجنبية , وراح تصير مشاكل كثير
الأب فكّر في كلام مشعل , و رفص لأبرار أنها تروح , حقدت ابرا على مشعل حييل
شدخله هو فيني ؟ انا اللي راح اسافر ادرس موب هو , ما راح اخرب اعرف نفسي , افففف
دخل عليها مشعل وبصراخ : هاااااي ابراااروووه
ابرار بعصبية : اططلع من هناا الحييين
مشعل : كيفي بقعد هناا
ابرار راحت تضربه : قلت لك اططلع ما تسمع
مشعل : قلت لك بقعد ما تسمعي
ابرار ضربته في بطنه
مشعل اتألم : حشى ولد موب بنت
ابرار : اطلع يلا مابي اشوف وجهك
مشعل : عاد من زينك اقعد اطالع فيك , يلا باي بس
وخرج مشعل من غرفتها , انسدحت ابرار بتعب , مقهورة حيل من اخوها , جلست تفكر لو انها كانت مع خالدة في بريطانيا , وش الأشياء اللي ممكن يسووها مع بعض , و سافرت بخيالها بعيييد , ونامت بدون ما تحس