البارت الثالث ( 3 )
وإني في هواك مُتيم ومالي سواك عشيق وددتُ لو إني في يوم أعانقك
وأخبرك إني في هواك غريق .
في الصباح , الساعة 10 تمامًا , خرجت رغدة من المدرسة , رجعت مع السايق اللي رجّع أختها روعة قبلها ,
دخلت البيت , لقت روعة تذاكر لمادّتها الأخيرة , إختبارها بكرة ,
رغدة : بكرا آخر إختبار لك صح ؟
روعة : إيه , ي رب انجح بس
رغده : يارب , الزبدة بطلع أنام لا تزعجيني
روعة : رغدة
رغدة : هلا
روعة : أمي ما رجعت ؟
رغدة بحزن : ما ادري يا روعة علمي علمك , يلا بطلع
وطلعت بدون ما تسمع رد روعة
دخلت غرفتها تحاول تنام , لكن النوم مجافيها من الليلة الماضية , شافت ضوء جوالها معلن إتصال , أوه هذي مريم , من أمس تتصل وفجرت الجوال إتصالات , خليني أطمّنها
رغدة : ألو ..
مريم : يااا ححيوااانة تطنشيني ليييش ! خوفتيني عليكِ الله ياخذك
رغدة بهدوء : أنا بخير
مريم : رغدة شفيك ؟
رغدة : ولا حاجة , بس الإختبار شوي صعب
مريم : وش كان إختبارك ؟
رغدة : فيزياء , الله يعين بس
مريم : آمين , إلا أمس ليش ما تردي عليّ ؟ ولا تتغلّين ؟
رغدة : ههههههه إي بشوف مقامي بس
مريم : أوك تشوفين .
رغدة : يلا بس ابي انام
مريم : أوك نوم العوافي , بااي
وقفلت مريم السماعة
مريم في نفسها : رغدة مو على طبيعتها ! أكيد صاير لها شي , وشي كايد بعد , لازم أكون معاها
وراحت لأمها , شافتها تصلّي وتدعي , رجعت غرفتها وأتصلت على أخوها الكبير , إياد
إياد : ألوو
مريم : هلاا والله
إياد : يا حيّ الله الصوت وصاحبته
مريم : يا حيواان وحشتني
إياد : وانتي بعد , بس شسوي لازم أخلص دراستي
مريم بدموع : يعني ما تقدر تنهيها هنا عندنا ؟
إياد : إنتي عارفة الفرق بين الدراسة في الرياض و كندا
مريم : متى راح ترجع ؟
إياد : ما أقدر أحدد لك , ما خلصت دراسة بعد
مريم : لا تطوّل إياد , جد اشتقت لك
إياد : أحاول يا بعدي انتي , بس ادعيلي , يلا وراي كلاس الحين
مريم : الله يوفقك , أوك مع السلامة
إياد : مع السلامة
وقفلت الجوال
رمته على السرير , وماهي إلا ثواني واصدر نغمة الرنين , مريم في نفسها : هههههههههههه بس اتصالات , حسيت نفسي سيدة اعمال
اخذت جوالها وشافت المتصل ( الحب )
ردت عليه بلهفة : هلاا هلا ما بغيت تتصل
إيهاب : هههههههههههه شنسوي عاد انتي اعلم بالظروف
مريم : مالت عليك انت وظروفك , كيفك ؟
إيهاب : بخير دام سمعت صوتك
مريم : هههههههههههه على غيري بس
إيهاب : ههههههههههههههههه مو منك من اللي يتغزل فيك
مريم : ههههههههههههههههههه خلي الغزل لبعدين , طمنني عنك
إيهاب : الحمدلله خلصت شغلي حق الايام اللي فاتت , راح أفضى أضايقك ^_*
مريم : بالعكس قصدك راح تفضى تسعدني حبيبي صح ؟
إيهاب : هههههههههههههه توكِ تقولين خلي الغزل بعدين
مريم : هههههههه نصلح الوضع طيب , مالت عليك
و نتركهم يكملوا سوالفهم , مالكم دخل فيهم ^_*
عند رغدة , ما قدرت تنام , نزلت تحت , فتحت الباب وأخذت جريدة اليوم , قرأت الخبر الرئيسي , واللي سبب صدمه لها فوق صدمتها !
( العثور على جثة في حاوية القمامة )
قرأت رغدة التفاصيل ,
( تم العثور مساء الأمس على جثة مغطاة بالدم مغلفة بوشاح أبيض في حاوية القمامة الموجودة في حيّ ال**** و قد تبيّن من ملامح الجثة أنها سيّدة الأعمال الشهيرة "سميرة آل حاكم" ومازال التحقيق مستمراً....)
رمت رغدة الجريدة وفتحت عيونها بصدمة من الخبر , كان عندها أمل إن أمها مازالت حيّة , أنهارت على الأرض باكية , جالسة تتوعد إنها تنتقم من ال**** أم رائد , سمعت روعة بكاء=ئها لمّها روعة وقالت لها : رغدة شفيك ؟
رغدة مازالت تبكي بدون أي رد
روعة شافت الجريدة على الأرض ورفعتها , لفت نظرها الخبر الرئيسي وقرأته , انصدمت وانشلّت عن الحركة , حالتها ماهي أحسن من حالة أختها رغدة , صدمتها لا تقل عنها ,
دخلت غرفتها وانهارت بكي , سمعت صوت جرس الباب
أسرعت رغدة تفتح الباب , على أمل ان تكون أمها , لكن فاجأها دخول شخص غريب ! , قفلت الباب في وجهه وأسرعت لبست عباتها وراحت له ,
رغدة : أنا آسفه , مين انت ؟
الرجل : بيت آل حاكم ؟
رغدة : إيه ؟
الرجل : طيب ممكن اتفضل ؟
رغدة بعدت له ودخلته وقفلت الباب , جلس الرجل على الكنب ورغدة جلست مقابله
الرجل رمى عليها ورقة مكتوب عليها أرقام وكلام : بدون مقدمات يا آنسة , أنا حاب أقول لك إن امك الله يرحمها كانت مستلفة مني 20 مليون ريال ! ما ردّت من دينها إلا 4 ملايين , وأنا هذي الفترة محتاج الفلوس ولازم تكون عندي ال16 مليون خلال هذي اليومين والا راح تدخلون السجن !
رمي الرجل عليها كرت صغير : هذه البطاقة فيها رقمي واماكن عملي إذا جمعتي الفلوس أتصلي عليّ , تذكري عندك يومين فقط ! و اخذ الورقة حقت الدين منها
وخرج من البيت دون أن يسمع أي كلمة منها
رغده مازالت مصدومة منه ومن وقاحته ! مو مستوعبة اللي قاعد يصير ؟ على قولت المثل , من حفرة لدحديرة ! , الحين من جده ذا يبي 16 مليون في يومين ؟! , صح اننا أغنياء لكن فلوسنا ما تتعدى 4 أو 5 ملايين , من وين أجيب له كل ذا المبلغ ؟ يا الله وش هالمصيبة !!
راحت رغدة تفتش في الغرف وأغراض أمها على فلوس , أخذت كل ريال لقته قدامها
ولقت البطاقة المصرفية تبع أمها , أخذتها ولبست عبايتها وخرجت مع السايق , راحت لأقرب بنك وصرفت كل الفلوس اللي فيها , رجعت البيت , وكانت روعة باقية في غرفتها , دخلت رغدة غرفة أمها وبدأت تبحث عن فلوس ,
* نتركها تبحث عن الفلوس , خلونا نروح لأبرار *
بعد ما رجعت أبرار لبيتها اتصلت على فهد ( حبيب القلب ^_* )
رد عليها بصوته الناعس : هلا
أبرار : يلاا اصحى شوف الساعة كم
فهد : كم ؟
أبرار : قوووم يلاا صرت لك منبه أنا !
فهد : طيب طيب خلاص قمت اوفف
أبرار : يلا بلا كسل , لا تضيع الصلاة
فهد : يلا أوك بحفظ الله
أبرار : مع السلامة
قفلت أبرار الخط و راحت تصلي ,
عند رائد و أمه ,
في الصالة الكبيرة في الدور السفلي , أم رائد جالسة تقرأ الجريدة , نزل رائد عندها وراح لها
رائد : يمه
خشت أمه الجريدة بفزعة وردّت بربكة : هلا ولدي
رائد استغرب من حركتها لكن ما اعطاها اهتمام : جهزي شنطتك , طيارتنا اليوم الساعة 10
الأم : متى راح نروح المطار ؟
رائد : نصلي المغرب ونمشي
الأم : طيب ابي اخرج مكان قبل
رائد : وين يمه ؟
الأم : ابي اروح مركز الشرطة
رائد بإستغراب : مركز الشرطة ؟ شستوين ؟
الأم : ودني وبس
رائد : براحتك يلا انتظرك بالسيارة
وخرج رائد , لبست أم رائد عباتها واخذت اوراق وظرف فيه فلوس , وخرجت لرائد
في الطريق للمركز : يمه وش تبين من الشرطة ؟
الأم بدون رد
رائد كمل طريقه بدون أي كلمة ,
وصلو المركز , نزلت ام رائد ومنعته من النزول ,
دخلت قسم التحقيقات , وطلبت منهم يقفلوا ملف قضية المقتولة "سميرة آل حاكم"
حققوا معها كثير وسكتتهم بالفلوس اللي جابتها , "وسخ دنيا"
هم الناس هذي الأيام كلها الفلوس , يسوون أي شيء عشان الفلوس , ما يدرون ان الرشوة وغيرها لها عواقب وخيمة عند الله , الله يهدينا
قفلت الشرطة ملف القضية , خرجت أم رائد من المركز ورجعت البيت مع ولدها , وقعدت تجهز شنطتها عشان السفر .
عند رغدة , جمعت كل الفلوس اللي قدرت عليها ! فلوس امها وفلوسها , فلوس الورث وفلوس اخوانها وكل شيء , لكن كل اللي جمعته كان فقط 8 مليون ريال ,
رغدة في نفسها : ياا رب تساعدني يا الله , من وين اجيب ال8 ملايين الباقية ؟
فكرت رغدة واحتاست , طلعت عند اختها روعة , لقتها فوق سريرها تطالع الفراغ ,
رغدة : روعة !
روعة ما ردت
رغدة : روعة ابي اكلمك !
روعة طالعت فبها بدون رد
رغدة عرفت وش فيها اختها , حزت بخاطرها , لكن ما قدرت تسكت , حكت لها عن الرجل اللي جاء وطلب منهم المال , وكم من الفلوس اللي جمعتها , وكم باقي لهم , وطلبت استشارتها , وش يسوون عشان يجيبون 8 ملايين !
روعة ردت بكل برود : بيعي
رغدة : هاه ؟
روعة : بيعي اغراض البيت , الين تحصلي ال8 مليون
رغدة : طيب واذا ما كفى ؟
روعة : نبيع الفلة و نشتري لنا شقة صغيرة وزياد لما يرجع يصرف علينا
رغدة بحيرة : مدري ان شاءالله , راحت رغدة ووكّلت أحد العاملين عندها يبيع الأثاث وباقي الأشياء ,
في خلال 4 ساعات كان البيت فارغ تماماً من أي شيء !
شافت رغدة العامل متجه لها , مد لها مظروف فيه فلوس , وقال لها : هذا اللي جمعناه من قيمة الأثاث , ان شاءالله يكفي حاجتك
رغدة : شكرا ما تقصر , تقدر تروح
وراح العامل , فتحت رغدة الظرف وقعدت تعد المال ,
كان المبلغ بس 4 مليون ريال , بس ! , احنا اثاثنا كثير جداً ! كيف مقدّر بـ 4 ملايين بس !
يعني الحين عندنا 12 مليون , لازم لنا بعد 4 ملايين !
وش هالورطة ! مستحيل ابيع الفلّة هذي فيها ريحة أهلي ! يارب ساعدني يا رب
في هذا الوقت سمعت رنين الهاتف , التلفون ! مين يتصل على التلفون ؟ الكل صار يتعامل بالجوالات والمحادثات الكتابية ! , خلني ارد , الله يستر
رغدة : ألو ؟
...... : بيت آل حاكم ؟
رغدة : نعم مين معي ؟
...... : أنا الدكتور عصام , المشرف على حالة ولدكم زياد
رغدة : نعم يا دكتور عسى ما شر !
الدكتور عصام : حبيت اسأل إذا زياد رجع لكم أو لا ؟
رغدة : لا ما رجع , ليه ؟ ماهو عندكم ؟!!
الدكتور : لا , زياد المفروض يخرج بعد يومين , ما يصير تطلعونه بدري ! , لازم يرجع المستشفى حالته ما استقرَت بعد
رغدة قفلت السماعة بهدوء : يا الله وش هالحالة ! , أنا شسويت يا ربي عشان يصير فيني كذا ؟ استغفر الله يا رب , ما قدرت تظهر أي مشاعر , وجهها اكتساه البرود , وش تسوي الحين بدون زياد ؟
لبست عباتها وطلعت تدور زياد في الحي , تسأل كل من تقابل عن زياد , راحت للأماكن اللي يحبها والحدائق اللي يزورها والكافيهات , اتصلت على أقرب اصحابه , لكن لا شيء !
وين اختفيت يا زياد ؟ وش المصيبة اللي راح تصير بعد ؟ هههههههه ايه لا تستغربوا حياتي صارت كلها مصايب , اتعودت اصلا ,
أمي ماتت , رجال غريب يبي 16 مليون , زياد اختفى , وش بعد ؟ راح اضطر ابيع الفلة ووين نسكن بعدين ؟ مين يصرف علينا ؟ كيف راح تكون حياتي انا واختي ؟
يا رب لا اعترض على قضائك لكن كن معي وساعدني ياالله .
انتهى البارت هنآ , أتمنى يعجبكم وما يكون يشغلكم عن طاعاتكم , شكراً لمتابعيني ♥
رواية : حتى صوتي وضحكتي لك فيها شيء – بقلمي