كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 118- على حصان الفجر - جانيت دايلي - روايات عبير القديمة
أشار جيم وهو يجمع السرج واللبادة :
" أنه حصان ولد وتربى في الصحراء , فهو حتما يعرف كيف يحافظ على نفسه هنا أكثر منا , هيا بنا الى الصخور".
ولم ينتظر جيم طويلا بل قادها بنفسه نحو الصخور الناتئة , ودفع اليها بلبادة السرج بعد أن تبين النتؤات الحادة , وأسرعت براندي تحشو اللبادة في فجوة بينما أخذ جيم ينفض البساط , وبنظرات قلقة حدقت في أتجاه العاصفة الزاحفة ثم أستدارت نحو جيم لتبلغه أنها جاهزة , فعمد الى لفها بالبساط وجلست وأياه مستندين الى الصخرة الكبيرة.
طوقها بذراعيه وشدها الى صدره حيث لف نفسه هو الآخر بجزء من البساط مغطيا رأسيهما تحسبا لما سيأتي.
ولم تكن براندي تفكر ألا بتلك العاصفة الزاحفة نحوهما .
وأنقضت العاصفة فجأة كالبرق الخاطف , وبدا كأن تيار الريح يحاول جذبها بعيدا عن الصخرة , فلفت براندي ذراعها حول خصر جيم بحركة لا شعورية.
أخذ الغبار يتسرب بحبيباته الدقيقة الى أنفها وحنجرتها فكادت تختنق , وأذا بالرمل المتطاير يهجم عليهما من كل حدب وصوب , قاذفا بأبره المسننة اللاسعة في وجهيهما , وأدركت براندي أن جيم يتلقى معظم هذه العقوبة الصارمة.
منتديات ليلاس
كان هدير العاصفة مصما ,حتى أن الهواء بدا خانقا لا يطاق , فتمنت لو تمزق الغطاء لتتنشق بعض الهواء المنعش , مع معرفتها بأن العاصفة الغضوب لن تتيح لها ذلك.
وتمتمت بصوت متأوه مختنق , دافعة رأسها في صدر جيم:
" لا .... لا أستطيع التنفس".
حاول جيم أن يهدىء من روعها هامسا في أذنها :
" أصمدي قليلا ... أننا سنتغلب على هذه العاصفة!".
صمتت براندي , وأكتفت بالأصغاء الى خفقات قلبه المتسارعة , وخالت الدقائق ساعات والعاصفة تزداد شراسة مولولة في دوائر الرمال الجامحة , وتضافرت موجة الضجيج مع الحر والغبار الخانق لتتحول الى كابوس رهيب.
أعلن جيم وأصابعه تنزلق بنعومة فوق شعرا الأشعث:
" براندي يمكنك أن تتنفسي الآن , أنتهى كل شيء".
وعندما رفضت التحرك نهض مبتعدا عنها , وأذا بالطمأنينة تغمرها وهي تفتح عينيها على أشعة الشمس الساطعة , كان البساط مرميا فوق الرمل مغطى بطبقة كثيفة من الغبار , تنهدت براندي وهي لا تكاد تصدق أنها عبرت هذه المحنة بسلام , وظلت ذرات من الغبار الدقيق تتراقص في الهواء ,ولكن العاصفة هدأت وأضمحلت, ورددت براندي:
" أكاد لا أصدق.... أكاد لا أصدق!".
فسألها جيم بسخريته المعتادة:
" ماذا تقولين؟".
وأبتسمت براندي وهي تجول بعينيها في زرقة الفضاء.
" حسبت أن العاصفة ستستمر".
وأستدارت نحوه فأذا بعينيه تزدادان بريقا ومد أصبعه ينظف أنفها من الغبار , ثم عرج على وجنتها قائلا:
" أن بشرتك تشبه ورق الزجاج الآن".
أجابته بقهقهة هازئة:
" لو ترى شاربيك من الغبار؟".
أبتسم بهدوء ثم نهض على قدميه , ومد يده ليساعدها على النهوض فقبلت مساعدته بدون تردد.
قالت بصوت هازىء وحاد في آن معا:
" هل تدرك أنني لم أشكرك على كل ما فعلته ؟ ليلة البارحة والآن؟ ".
فأقترب منها جيم مجيباً.
|