المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الادارة العامة فريق كتابة الروايات الرومانسية عضو في فريق الترجمة ملكة عالم الطفل |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 118- على حصان الفجر - جانيت دايلي - روايات عبير القديمة
وكالمعتاد جلبت ذكرى الفرس الرقطاء شوقا حزينا أنتشر فوق زوايا فمها , غير أن أهلها لم يلبوا رغبتها الى أن بلغت العاشرة من عمرها , فأهدوها فرسا عمرها ثمانية أعوام , وكانت هي والفرس لا تفترقان حتى لبت ستار نداء خالقها في الصيف الماضي , وذلك بعد أسبوع من عيد ميلاد براندي العشرين.
حصلت على رشاد , الحصان العربي المفعم حيوية , في فصل الشتاء المنصرم.
لكن براندي أفترضت أن مثل هذه المقارنة بين الأثنين مجرد مسألة طبيعية في بعض الأحيان , شكلت ستار جزءا جيويا من طفولتها , صديقة , زميلة , ومؤتمنة على أسرارها , ولا يعني ذلك عدم وجود الصديقات الحميمات في حياتها , بل بسبب معيشتها هنا في الريف غربي مدينة توسون , بدون جيران , ولكونها وحيدة لأهلها , أضحت براندي تعتمد أعتمادا كبيرا على رفقة فرسها.
ومع نموها أضحت تصرف وقتا طويلا وحيدة , لكنها لم تشعر أبدا بالوحدة والوحشة , أذ كانت محبة والديها لها ذات طبيعة ثابتة دائمة , مع أنهما كانا يبديان في بعض الأحيان دهشتهما من أن براندي هي فعلا أبنتهما , وكان كل من والديها , لينوا وستيوارت أيمس قد حصل على درجة الدكتوراه في حقل دراسته المعين , وحازا على منصب الأستاذية في جامعة توسون , ولشغفهما بمهنتهما , أظهرا أستغرابهما في بداية الأمر لأنعدام طموحها الثقافي في الحياة .
مع ذلك , فأن درجة حبهما وحكمتهما منعتهما من محاولة أجبارها على أتباع طريق محددة , فأذا كانت تفضل التكاسل والأسترخاء في المنزل والعمل اليدوي , فأنهما كانا سعيدين بما يرضيها , ولم تكن تبدو عليهما دلائل الخيبة لأن أبنتهما تجنبت أختيار حياة فكرية مثلهما.
ولم تشعر براندي مرة واحدة أن مستواها أقل من والديها نتيجة عملها ككاتبة في متجر للفنون والحرف , أو لأنها غالبا ما تقوم بمعظم أعمال المنزل , ومن الصحيح أنها وهي في سن العشرين , أو الواحدة والعشرين , قد تأخرت في مغادرة عش طفولتها الى العالم الخارجي.
وسبق لكارن , صديقتها الحميمة الفتاة التي تعمل معها في المتجر , أن ألحت على براندي للأنتقال الى مدينة توسون ومشاركتها الشعور السامي الذي يغمرها عندما تغادر منزلها نحو الصحراء , فتبتعد أميالا عن كل شيء , وتقف في العراء حيث لا أبنية شاهقة تحجب النظر الباهر لذلك الأنبساط مع الرمل والفضاء.
وماذا عن غروب الشمس ؟ كم ستفتقد الغروب لو عاشت في المدينة , كانت في بعض الأحيان تكتفي برؤية المغيب وهي تقف في فناء منزلها , وتشعر مرات أخرى , مثل الآن , بدافع خفي يحثها لأمتطاء الحصان في أتجاه الصحراء , ومشاهدة الطبيعة .
وأستنشقت الهواء الطلق بقوة وهي تخطو نحو حافة الصخر المسطح وكأنها تبغي الألتصاق باللون البرتقالي القاني الذي غزا الفضاء , بدا الهواء حولها باردا ساكنا , ستضطر بعد قليل لأرتداء سترتها القطنية المربوطة في مؤخرة السرج , غير أنها أعتبرت بعض التموج في الهواء تغييرا منعشا أثر حرارة بعد الظهر.
قالت متمتمة:
" يا لروعتها , ولا يوجد غروب واحد مشابه للغروب الذي سبقه."
وباتت حدوة معدنية ملقاة وراءها بجانب حجر صغير , ألقت براندي نظرة فوق كتفها , وعيناها تتراقصان للحصان الرمادي المتبرم" لو كان والدي هنا لقدم لك تفسيرا علميا خالصا لمغيب الشمس المتألق."
|