كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 118- على حصان الفجر - جانيت دايلي - روايات عبير القديمة
بلعت براندي بسرعة ما تبقى من السائل الفاتر وأعطته الفنجان , مراقبة اياه وهو يضع الأبريق والفنجان في السرج , بقيت البطانية ملقاة على الأرض فأحست بقشعريرة غريبة وهي تفكر بالدفء الذي توفره.
وحدقت الى القرص المعلق في فضاء الصباح وقالت:
" تحركي أيتها الشمس , تحركي وأبعثي الدفء في صحرائك!".
لم يكن وقوفها في مكان واحد يساعدها على الدفء , خطت نحو فراشها وألتقطت البطانية السميكة , وما أن نفضتها من الغبار حتى تلقفها جيم معلنا:
" أنا سآخذها".
ترددت لحظة قصيرة ثم أرخت قبضتها عن البطانية بحركة متأففة , هل يظن أنها قادرة على طيّها بترتيب يلائم مواصفاته؟
ورفعت البساط المفروش على الأرض نافضة أياه على عجل وهي لا تكاد تصدق عينيها , أستدارت بفضول لترى نصل سكينه يمزق دائرة صغيرة وسط البطانية.
قالت مندهشة :
" ماذا تفعل؟".
أعاد السكين الى مقبضها الحديدي المتدلي من حزامه , وخاطبها قائلا:
" لن يصبح الجو دافئا قبل ساعة أو أكثر , وقد تتحولين الى قالب من الثلج قبل ذلك.........".
وبدون أستفاضة في الحديث غطى رأسها بالبطانية ثم تابع :
" يمكنك شد البطانية حول خصرك بحزامك".
وقفت براندي مسمرة النظرات على البطانية لا تدري ما تقول , وقد أضحت الآن ترتدي معطفا , وأحست بالدفء يسري في جسمها فهدأ روعها.
وأخيرا رفعت عينيها نحو وجهه متمعنة في قسماته , ثم نطقت بملاحظة غير ضرورية:
"أنك قضيت على البطانية ".
وأومأ برأسه موافقا , وأبتسامة هازئة ترتسم على شفتيه .
أنهى الموضوع بألتقاط البساط الذي كانت براندي قد أسقطته على الأرض , وقام بطيه على نحو حاذق ماهر , وبينما كان يتوجه نحو الحصان لأكمال عملية الحزم فكت براندي حزامها وسحبته من عرى بنطالها , أرادت أن تعبر له عن عرفانها بالجميل لكن الكلمات خانتها , وأحست في نفس الوقت أنه أدرك ما يجول في فكرها.
منتديات ليلاس
ربطت الحزام حول البطانية – المعطف- وكان جيم ينهي آنذاك أطفاء آخر ما تبقى من الجمرات , وبعد تأكده من أستعدادها للرحيل أمتطى صهوة الجواد وأخرج جزمته من الركاب ليتيح لبراندي أستخدامها , ممسكا بذراعها ليساعدها على الركوب خلفه , وبينما كانت تركز نفسها على ظهر الحصان قال لها:
" لدي فكرة عامة عن المنطقة التي يقع فيها منزلك , أعتقد أننا سنلتقي بفريق بحث عنك قبل أن نبلغه".
وافقت براندي على ملاحظته في حين راح جيم يلكز جنبي الحصان , وأنطلق الجواد بخفة في أتجاه شمال الشرق."
كان الرماد الذي خلفته النيران مكسوا بطبقة من الرمل , حيث لم يبق من دليل يشير الى وجودهما هناك سوى آثار أقدامهما , غير أن الصحراء ستتكفل بمحو الآثار خلال فترة قصيرة , وعلت وجه براندي مسحة من الحزن دون أن تدرك سببا لذلك .
مضى بهما الحصان فوق الأرض الرملية منحنيا بحذاقة شجيرات الصبار والأشواك , وأذا بصمت الصباح الآمن يجعل أي حديث غير وارد , وبدت المناظر المترامية غير مألوفة لبراندي مع أن الملامح الرئيسية لهذه البقاع لا تختلف كثيرا عن بعضها البعض.
وما عتم الدفء أن سرى في عروقها وهي تلتف بهذا المعطف الطويل , فأحست بالغبطة تغمرها وتجدد معنوياتها , وشكل نسيم الصباح العليل الوقت الملائم لحيوانات الصحراء البرية لتبحث عن شيء تقتاته , ولشدة سرعة هذه المخلوقات في الظهور والأختفاء كانت محاولة رؤية أحدها نوعا من التحدي.
|