كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 118- على حصان الفجر - جانيت دايلي - روايات عبير القديمة
توقفت عن الحركة لألتقاط أنفاسها , كان رأسها ملتويا لجهة واحدة ومشدودا الى حده الأقصى , ومع أن عينيها كانتا مطبقتين بأحكام , فقد ظلت تحس بلهاثه الحار , أنها أسيرة هذه العضلات الملحقة.
وكانت رائحته الكريهة تخنقها.
تدافعت الكلمات بائسة بين أسنانها.
" أنصرف عني , أياك أن تلمسني!".
" كلا ".
قال بصوت هازىء .
" سأفعل ما يحلو لي فأنت تستحقين هذه المعاملة".
أنتابها توجس رهيب , لكنها لم تنبس ببنت شفة , لقد خافت على حياتها الى حد أهمالها أي خطر آخر , أنفتحت أهدابها والخوف يملأ عينيها الخضراوين , وأخذ رأسها يترنح وهي تخاطبه متوسلة اليه ألا يمسها بأذى.
خيل اليها الآن أن وجهه يزداد صرامة تماما مثل وجهها , وأحست بالشلل يدب في جسمها , فلم يعد في وسعها سوى التمدد ساكنة لا تجرؤ على التنفس , وتوقعت أنه سيعانقها بخشونة في أية لحظة , فألتهبت الفكرة كالنيران في شرايينها , قالت هامسة:
" أرجوك".
وعندما لم تبدر منه حركة أضافت:
" أرجوك دعني في سبيلي , أقسم لك أنني لن أخبر الشرطة ".
أعتقدت الآن أنها قادرة على تجاوز محنتها , لكن الشكوك ظلت تساورها حول نواياه ,وبدا لها أن توترا مشحونا قد تملكه وعيناه تتفحصان وجهها.
كانت قبعته قد سقطت عن رأسه أثناء العراك , ووقع نظرها دون أرادة منها على شعره الأسود المتراجع الى الوراء , والأشعث الوسخ كبقية مظهره , بقي صامتا لحظة خالتها دهرا , وقال مؤنبا:
"ما الذي تريدين حجبه عن الشرطة؟".
ولاحظت أن بؤبؤي عينيه قد ضاقا حذرا مع أبتعاده عنها قيد بوصة.
وعدته مرتعشة:
" لن..... لن أخبرهم أنني شاهدته, أعني... أنني لم أشاهدك فعلا تسرق الماشية , لذلك فأنا أقول الحقيقة , أعدك أنني لن أبوح بشيء حول لقائنا".
وأنفرجت أساريره عن أبتسامة:
" أذن فأنت فطنت الى سبب وجودي هنا؟".
أحنت رأسها بتردد , متمنية لو أنها تجنبت ذكر أي شيء حول سرقة الماشية ,ربما جعلته كلماتها تلك أكثر تصميما على أحتجازها , وتدحرج بعيدا عنها بسرعة خارقة برغم ضخامته , وأنتصب واقفا , شامخا فوق قامتها الممددة أرضا , واضعا يديه على وركيه.
تساءل بصوت مليء سخرية:
" وأنت تتعهدين بالحفاظ على سري الصغير؟".
" أذا ما تركتني أذهب".
عدلت براندي وعدها بعجل , وتحركت ببطء محاولة الجلوس , لا تجرؤ على تحويل عينيها عن الرجل الذي يراقبها بتمعن ودقة , ولاحظت للمرة الأولى أن قميصها ممزق , أذ كانت نقط الدم القاني تغطي القماش الأبيض حيث خدشتها الأشواك ومزقته , وبذلت جهدها ليظل مظهرها محتشما , بدون أن تلفت الأنتباه الى حركاتها .
قالت متلعثمة بقلق بالغ:
" لو......... لو أنك تحدد لي أتجاهي فقط".
سألها مقاطعا:
" أين تعيشين؟".
" في منزل أيمس........ والدي هو ستيوارت أيمس, أنه لا يبعد أكثر من خمسة عشر ميلا عن المركز الرئيسي لمزرعة سوارو , هناك فوق منحنى التلال ".
|