كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 118- على حصان الفجر - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة
7- أحضان المرارة
أضاءت غرفة الجلوس أنوار سيارة تتقدم من مدخل المنزل , وهتفت براندي وهي تتأمل شكلها في المرآة وأبتسامة والدتها تطاردها:
" ماما , أنه هنا , كيف أبدو؟".
لم يكن من السهل عليها أختيار الثوب الملائم ذلك المساء , هل ترتدي فستانا فائق الأناقة أم مجرد قطعة ملابس متوسطة الأناقة؟ وها هي الآن تقف أمام المرآة بثوب أبيض شاحب يبرز حسن قوامها وكتفيها وذراعيها اللتين لوحتهما أشعة الشمس , وتدلى من عنقها عقد لؤلؤي تمزج فيه الألوان الفيروزية كعينيها تماما , وبانت أذناها تزينهما حلقتان تزهوان فوق العنق الأهيف.
أكدت لها لينورا أيمس:
" أنك رائعة الجمال ".
أجابتها براندي وهي تسمع صدى أنغلاق باب السيارة بقوة:
" أتمنى ذلك ".
وحذرتها أمها مؤنبة :
" براندي , ما هذا الهراء؟".
طافت أبتسامة رقيقة ثغر براندي , كانت تقرأ أفكار والدتها , فهي تريد أن تقول أن جيم أكبر منها سنا وأكثر خبرة ويقود حياة مختلفة عن حياتها , وهو علاوة على ذلك , نجم سينمائي ذائع الصيت , أن والدتها تريد تحذيرها من التورط معه ,لكن براندي تعرف كل ذلك , فخاطبت والدتها وهي تعي عمق مشاعرها وصدقها:
" لا تهلعي يا أمي ,لم أعد طفلة صغيرة".
وما أن رن جرس الباب حتى عاد الأضطراب يسيطر عليها , أصطكت ركبتاها وهي تفتح الباب الأمامي , تبتسم بقلب مرتعش أمام الرجل الطويل القامة , منتصبا أمامها بسترته السوداء وقميصه الحريري.
راح يتأملها بتمعن من أخمص قدميها الى أعلى رأسها وخفقات قلبها تتسارع توجسا , لمحت في عينيه بريق الأعجاب فأستعادت هدوء أعصابها , مدت يدها وهي تسحبه الى داخل المنزل وهتفت كأنها تنبئه عن معنى الأنتظار القاتل:
" لم تتأخر عن الميعاد سوى ربع ساعة".
قال بكلمات خافتة:
" أنك ساحرة الجمال".
وقفا هنيهة يتجاذبان أطراف الحديث ,وتمنت براندي لو تحولت عيناه الى بحيرة تغرق في لجّتها وتستقر هناك , غاب عن بالها أنهما ليسا وحيدين في غرفة الجلوس الى أن نبهها سعال والدها .
|