كاتب الموضوع :
السنيورا لولو
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أعيش متبلدة الإحساس
البارت العاشر ~
خنقتني العبرة ولم أستطع الإكمال .. لذا رفعتُ رأسي
ولكني صدمتُ من ملامح دانييل الحزينة وقد ملأت الدموع عيناه
حتى انسابت بهدوء على وجهه .. ماهذا ؟ أنا لا أحتاج شفقته !!
نظر إلي بنظرة أسفٍ شديد
ثم خرج من الغرفة بينما تحدث إلي توماس
" هذا يبرر تصرفاتك كلها .. اسمعي والدك سوف ينال
ما يستحقه بالتأكيد والظالم لا يمكن أن يُسامح على ظلمه أبدا
قولي لي .. ماذا عن خالكِ ؟ "
" لا أعلم الكثير عنه .. ولكنه حاول مساعدتها على الأقل ..
لقد رأيته فقط عندما كنتُ صغيرة لذا لا أتذكره
أرجو أن أراه فأنا اعتقد بأنه شخص لطيف - ابتسامة -مثلك "
" أنا سعيد لأنكِ فتحتي لي قلبكِ "
لم أقل شيئا .. بعد لحظات التفتُ لوالدتي التي بدا بأنها ستستيقظ
فتحت عينيها ببطئ حتى أصبحت تنظر إلي مباشرة
" ماريا ؟ "
" أمي ! .. هل انتي بخير ؟ "
" نعم "
" لماذا تقلقينني عليكِ هكذا ؟ "
ضحكت ضحكةً خفيفة فهي بالكاد تستطيع الحديث ثم قالت
" آسفة .. مالذي حصل لروبيرت ؟ "
" هل أنتِ قلقة بشأنه ؟! .. لقد .. "
لم أكمل كلامي بعد .. إذ أجابها توماس مراعيا الوضع
" لقد قالوا بأن حالته خطيرة وعلى ما يبدو بأنها لم تتحسن بعد "
" آه .. هذا ما حصل إذا .. أرجو أن يكون بخير فقد كان
باستطاعته إنقاذ نفسه ولكنه قام بحمايتي "
ماذا ؟ لقد قام بحمايتها .. أنا لا أصدق لأنه يكرهها
بالتأكيد لديه أسبابه البشعة هذا الحقير .. قلتُ بغضب شديد
" ولكنني رأيتكما وأنتما تتجادلان !! "
" لم نكن نتجادل .. لقد كان يعتذر مني... كما طلب مسامحتي
لذا غضبتُ منه "
تساءلتُ بقلق " لن تسامحيه صحيح ؟ "
" لا أستطيع حتى لو أردت "
قام توماس من مكانه وتوجه للخارج .. لأنه ربما شعر بأنه يجب أن يعطينا
حريتنا في الحديث " سأتركما الآن وأنادي الطبيب أنا في الخارج ماريا
كلميني إن اردتِ سيئا .. المعذرة سيدة إيلاريا وحمداً لله على سلامتك "
اكتفت والدتي بابتسامةٍ على وجهها .. بينما شكرتُه أنا على
وقفته معي وأخبرته بأنني لن أتردد في طلب المساعدة منه
خرج توماس وحضر بعد دقائق الطبيب ليفحص والدتي
" إنها بصحة جيدة الآن .. ولكن يجب أن تبقى تحت
العناية والفحص هنا لأسبوع على الأقل .. بعدها يمكنها الخروج "
" هذا مريح .. شكرا لك دكتور "
لقد تحدثت بعدها والدتي إلى الطبيب بخصوص والدي مما
دعاني إلى الإنزعاج وقررت الخروج قليلا لأستنشق بعض الهواء
لكني سمعتُ توماس من الخارج يتحدث مع دانييل في أمر أثار انتباهي
فوقفت ولم أخرج
" يا الهي !! هل فعلتَ شيئا كهذا حقا ؟؟!! "
" نعم .. ولكن لم أكن أعلم شيئا حينها .. "
قاطعه توماس بعتاب " لماذا ؟ هل جننت ؟ "
" لقد كنتُ غاضبا منها حقا "
" يجب عليك أن تمسك أعصابك .. بالتأكيد أنت جرحتها
بشدة .. كما أنني رأيتها تبكي وحالتها فظيعة في تلك الليلة "
" تبكي !! .. إنني نادمٌ كثيرا على ما فعلته "
" وهل سينفع الندم الآن ؟؟ أيها الـ ... أيها الأحمق
لا عجب بأنها تكرهك أكثر من أي شيء "
" أخفض صوتك توماس ! إنه مشفى "
" نعم صحيح .. ولكنك في الحقيقة خائف من أن تسمعك ماريا "
خيم الصمت فجأة .. ولكني كنتُ مندمجة وأردت سماع إجابة دانييل
لكن توماس قال فجأة " أنت تحبها صحيح ؟ "
ماذا ؟!! يحبني مستحيل .. هذا لا يعقل أبدا فهو فقط يستمتع بإيذائي
ضحكتُ في داخلي بسخرية منه ولكن ... !!
" نعم أحبها "
لم أستطع التحمل .. مالذي يقوله هذا المغفل
فتحتُ الباب ونظرتُ إليه بإزدراء لأريه متى تفاهته ومررت
من جانبه ثم ابتعدتُ عنه .. ذاهبة إلى مكان لا أريد أن أرى فيه أحدا
" ماريا !! .. انتظري "
" لن تنتظر .. إذهب والحقها إن أردت إصلاح الأمور "
" حسنا "
لقد جلستُ على أحد المقاعد في الحديقة كما أحسستُ بدانييل
الذي لحقني وجلس بجواري " ماريا .. أرجوكِ استمعي لي "
تجاهلته وتمنيت أن يعود من حيثُ أتى ولكنه أكمل حديثه
" أنا آسفٌ حقا .. إنني أدرك الآن بأن ما فعلته شيئا فضيعا
بحقكِ .. كما سمعتِ أنا أُحِبُكِ لذلك غضبتُ عندما خرجتِ
مع أوليفر ولم تأتي لمقابلتي .. أتسامحينني ماريا ؟ "
" هذا لا يبرر أفعالك دانييل .. اذهب فأنت فقط تزعجني ! "
نظر إلي بحزن شديد وكان من الواضح بأنه نادمٌ كثيرا
قال بيأس " من حقكِ أن تغضبي .. حسنا لن أزعجكِ أكثر
سأذهب الآن ولكن أتمنى أن تسامحيني .. واا "
لم يكمل حديثه لذا سألته " وماذا ؟ "
" لا شيء .. إلى اللقاء "
يمكنني الآن أن أقول بأن لديه انفصام حقا .. هذا ما دار في بالي
حتى انتبهتُ لأمر ما .. فدانييل قد ساعدني ولولاه ...
لذاقبل أن يبتعد قلت له بصوتٍ مرتفع " دانييل .. شكرا لك "
بقيتُ لبعض الوقت في مكاني غارقة في بحر أفكاري .. حتى عدتُ
لوالدتي وقد ذهبا توماس ودانييل .. وفي اليوم التالي جاءت عائلة عمي
لزيارة والدتي .. حتى ديالا التي تكون مشغولة دائما في أمورها التافهة
قد أتت .. طلبت مني السيدة مادلين أن أعود برفقة دانييل وديالا
إلى المنزل كي أرتاح بينما تبقى هي مع أمي .. لم أقبل ولكنها أصرت علي
لذلك ذهبت ....
في منزل عمي ~
ديالا تتحدث إلينا " هل حدث بينكما شيء ما ؟
لماذا تبدوان هكذا ؟ "
لم يجبها أحد لذلك خصصت كلامها لأخيها هذه المرة
" دانييل اعترف إنك تحدق بها كثيرا بينما تتحاشى هي النظر إليك "
لم يجبها دانييل فهو لم يكن مهتما بكلامها أو اصطنع عدم الاهتمام
" لم يحدث شيء .. سأذهب لأرتاح "
" آه .. وأنا سأذهب للعمل "
" إذا تتجاهلاني هااا .. سوف اكتشف أمركما حتما فأنا لدي خبراتي
هاهاهاههاهاها "
ماهذا الفضول الذي يعتري هذه السخيفة .. كم هي مزعجة !!
جلستُ في الغرفة التي اعتدتُ البقاء فيها في منزل عمي
نظرتُ لهاتفي فوجدت عدة اتصالات من سام ورسالة من أوليفر
لذلكاتصلتُ بسام وأخبرتها بما حدث
" يا الهي! وكيف حالتها الآن ؟ "
" جيدة "
" هذا مريح يجب علي زيارتها في الغد "
كانت نبرتها حزينة وأكملت بحزن أكبر
" سوف تتفاجئين بما سأخبركِ به الآن "
" ماذا ؟ "
" لقد قال ماثيو بأن عليه العودة لفرنسا وأيضا بأنه علينا ...
علينا أن نقطع علاقتنا !! .. إنني أحبه ماريا أخبريني ما عساي أفعل ؟ "
" لقد أخبرتكُ مرارا بأنه شخصٌ سيء .. لكنكِ تجاهلتني ووثقتِ به "
" أنا آسفة لأنني لم أستمع إليك .. ولكني لن احتمل فراقه "
" لا استطيع فعل شيء لكِ .. اتركيه فحسب سوف
تجدين من هو أفضل منه "
" هل تعتقدين بأنه أحبني فعلا ؟ "
يا الهي .. أظن أنها في أي لحظة ستنفجر بالبكاء .. ماذا أقول لها ؟؟
حركتُ شعري بانزعاج ثم قلت " هممم ...لا أعلم ولكن لو كان يحبكِ
لما استطاع ترككِ بسهولة "
" لا هو لم يفعل .. إنه ينتظر مني أن أنهي علاقتنا بنفسي "
" هه لكي يزيد عليكِ الألم ؟ "
" ماريا !! "
" لا تغضبي من الحقيقة سام "
" سوف أغلق الآن "
كنتُ أعلم بأنه مجرد فتى لعوب .. سيذهب الآن لفرنسا وسيواعد
فتيات أخريات هه يترك هذه ويواعد هذه .. إنه من النوع الذي
يثير اشمئزازي .... يبدو بأنني قسوتُ عليها ولكنها كانت تبحث
عن المواساة وهي لن تجدها عندي !
|