كاتب الموضوع :
السنيورا لولو
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أعيش متبلدة الإحساس
البارت السادس ~
مرت أسبوعان لم أرى فيهما أي فرد من عائلة عمي وذلك يشعرني بالراحة نوعا ما
أما دانييل فآخر ما سمعته منه كان عندما
غضب في تلك الليلة ( سوف تندمين ماريا )
أحيانا كنتُ أفكر هل تراه سيفعل شيئا ما ! ولم غضب بشدة ؟ لقد أثار فضولي فعلا ..
وأوليفر قد تحسنت علاقتي معه كثيرا وأصبح دائما ما يطلب رأيي في قصصه ..
كذلك سام وماثيو أصبحا كالعصفورين العاشقين .. لكنني ما زلت أحذر سام من الثقة بذلك الشاب
لكنها لم تستمع ولن تفعل على ما يبدو لذا لن أزعج نفسي بهما بعد الآن ...
لكن الشيء الذي يشغل تفكيري الآن هي الحفلة التي ستقيمها زوجة عمي لإبنتها ديالا بمناسبة إنهاء دراستها في فرنسا ...
لم أكن أريد الحضور لكن والدتي قد أنزعجت مني وأصرت علي وأخبرتني أنه
من غير اللائق عدم ذهابي هه ومالذي ستجنيه ديالا من مجيئي على أي حال ...
بعد هذا التفكير العميق .. دخلت والدتي الغرفة قائلة
" ماريا .. ارتدي شيئا بسيطا وخذي زي الحفلة معك لأننا سنذهب لمنزل عمك
مبكرا فالسيدة مادلين بحاجة لمن يساعدها في التحضيرات "
" حسنا .. سآتي بعد قليل "
إنها العاشرة صباحا وسنذهب الآن .. أتمنى ألا يكون دانييل هناك إنه يزعجني حقا ==!
في منزل عمي ~
" أهلا وسهلا بكما .. أشكرك إيلاريا على تلبية طلبي .. أعتذر لأني سأتعبك معي "
" لا بأس عزيزتي لابأس "
ذهبتا إلى مكان ما .. أما أنا فلم أتبعهما لأني ديالا قد رأتني وأتت لتبدأ حديثها السخيف " أوه ماريا أتيتي مبكرا جدا ! "
تجاهلتها كعادتي وكنت سأذهب ولكنها أكملت حديثها بسخرية
" نعم صحيح لقد أتيتي للمساعدة .. شكرا لكِ بما أنها حفلتي فأنا لن افعل شيئا لذا لا بأس في أن تعملي عوضا عني صحيح ؟ "
"هه أعذريني على ما سأقوله الآن .. رغم أنك تكبرينني إلا أن عقلك صغير جدا وتصرفاتك لم أجد أسخف منها ..
هل تفعلين هذا عمدا لكي يسخر الناس منكِ ؟على كل حال أعمالك وأنت من سيقوم بها
كما أن الحفلة من أجلك ولا مانع في أن تبذلي القليل من الجهد من أجلها صحيح ؟ "
نظرت إلي بغضب " مم ماذا تقولين ؟ "
انصرفتُ من أمامها متجاهلة سؤالها هل هي غبية ؟ ..
وكأنني أردتُ أن أحضر أصلا !
أرى بأنني انفعلتُ كثيرا .. ولكن هذا بسبب أنني قد تحملتُ تصرفاتها التافهةطويلا وها أنا قد أطلقتُ ما بداخلي ...
لم أساعد كثيرا حيث كانت تقول لي السيدة مادلين أن أرتاح ولا أزعج نفسي وهذا ما سأفعله
ذهبتُ لا شعوريا إلى الغرفة التي جلستُ فيها فترة بسيطة وبجانبها غرفة ذلك الدانييل ..
يبدوا أنه ليس بالمنزل فأنا لم أره منذ أتيت .... بعد لحظات جاءني صوت من خلفي
" ماريا أنتِ هنا "
" خالتي .. هل انتهيتم ؟ "
" بالطبع لا ولكن قررنا أن نرتاح قليلا .. يالهي لوهلة بدوتي مثل أختي تماما "
" لكن أختي كانت فتاة مشاغبة وعنيدة جدا .. تعالي اجلسي بجانبي "
تقدمت لأجلس بجانبها على الأريكة .. تقول بأنني أشبه شقيقتها لا يمكن !
" ماذا هناك ؟ "
" أتعلمين .. لقد فارقت الحياة وهي شابة .. في ليلة زفافي كانت تتصرف بشكل طبيعي جدا
ولم يبدو عليها أي شيء غريب ولكنها بعد الزفاف وللأسف .. انتحرت ! "
صدمتُ حقا من كلامها .. ياله من أمرٍ مؤسف لم أعرف ماذا أقول لها
فسألتها " ولكن لمَ ؟ "
" لا أعلم ولا أحد يعلم .. لم يكن هناك أي سبب ظاهر يجعلها تقدم على هذا الفعل .. اه علي أن أمسك دموعي "
" آعتذر لأنني ذكرتكُ بها "
" لا عليك .. حتى إبن خالي توماس التي كانت متعلقة به كثيرا وتخبره كل شيء عنها
لا يعرف السبب .. ولقد عانى كثيرا على اثر فراقها .. سوف يأتي الليلة مع زوجته وطفلتاه "
آه هو متزوج الآن .. أخبرتني بأنه تزوج منذ خمس سنوات ..
قصة شقيقتها غامضة جدا ومؤسفة أنا التي لا أعرفها
راودني فضول شديد لأعرف السبب ولكن يبدو بأنه سيبقى مجهولا للأبد !
عندما حل المساء ذهبتُ لأرتدي فستاني وقد بدأ الضيوف بالمجيء
ومع مرور الوقت أصبح المنزل مكتظا بالناس وقد كانوا سعيدين
بما أنجزته ديالا وكالعادة تتحدث عن نفسها كثيرا ..
شعرتُ بالملل الشديد وقد كنتُ واقفة بجانب الشرفة ..
رأيتُ من بعيد دانييل برفقة ماثيو .. يبدو بأنه لم يرني أو ربما تجاهلني
وهذا جيد على أية حال ولكن فجأة سحبت يدي ديالا وجرتني خلفها .." ماذا تفعلين ؟ "
" يجب أن أعرفك إلى شخص ما "
" اتركي يدي فأنا لستُ مجبورة على مرافقتك ! "
" إنه هنا .. توماس انظر هاهي شبيهة خالتي "
توماس .. ربما يكون إبن خال السيدة مادلين
" اوه مرحبا .. كيف حالك ؟ "
يبدو أنه لا مفر من الحديث معه .. حسنا علي أن أكون لبقة قليلا
" بخير .. ماذا عنك .. امم .. سيد توماس ؟ "
" هاهاها سيد توماس ؟ لستُ معتادا على ذلك قولي توماس فحسب "
" كما تحب "
ثم وجه كلامه لديالا قائلا " إنها تشبهها حقا "
" ربما ولكن هذا ما قالته أمي ... فأنا لم أرها قط ولا في الصور حتى ..
لقد كان جدي قاسيا عندما أحرق صورها ... "
واندمجا في الحديث ولكن هه هل سوف يتحدثان وينساني ؟ ..
ربما تبدو وقاحة مني لأنني سأنصرف من أمامهما
وبينما كنتُ ذاهبة سمعتُ توماس يقول " انظري لقد خجلت وذهبت "
أجابته ديالا " هههه إنها ليست من هذا النوع هي فقط لا تبالي
وقد ضجرت على ما يبدو .. دعها وشأنها "
هه إنها سخيفة .. على كلٍ يبدو بأنني سأعود إلى المنزل الآن
ولن انتظر والدتي .. وقبل أن أخرج من الصالة قابلني دانييل
- بسخرية – " ماريا .. أأنتي حية ؟! "
رفعتُ حاجبي متعجبة منه وقد أكمل كلامه " لا تناسبك هذه الثياب فهي تجعلكِ تبدين قبيحة هاهاها "
" هه أتعلم ؟ يسعدني ذلك حيث لن يسقط الناس انبهارا بجمالي "
" هاهاهاه جمالك ؟ أنتِ واثقة من نفسكِ كثيرا .. إذا ما أخبار حبيبك .. ماذا كان اسمه ؟ أوليفر ؟ "
ماهذا الأسلوب الوقح الذي يتحدث به الآن
" لستُ مضطرة للإجابة عن سؤال سخيف وصاحبه أسخف .. "
لقد غضب .. نعم ردي أغضبه .. هل سيفعل شيئا تافها مثل آخر مرة
ولكن من نظراته بدا لي أن هذه الليلة لن تمضي على خير..
وفجأة أمسك بيدي بقوة وسحبني إلى غرفته .. .. لم يشعل النور
ولكن ضوء القمر الآتي من الشباك كان كافيا حتى أرى ملامح
وجهه الغاضبة التي باتت مخيفة أيضا .. إنه متقلب المزاج كثيرا !!
|