كاتب الموضوع :
الجنة اجمل
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: كفاني لك شوقاً ياسيدي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله تبارك الله
ولاحول ولاقوة إلا بالله
البارت الخامس عشر
القِطاراتُ ترحلُ فوق قضيبينِ: ما كانَ ما سيكُونْ!
والسماءُ: رمادٌ;.. به صنعَ الموتُ قهوتَهُ,
ثم ذَرّاه كي تَتَنَشَّقَه الكائناتُ,
فينسَلّ بينَ الشَّرايينِ والأفئِده.
كلُّ شيءٍ - خلال الزّجاج - يَفِرُّ:
رذاذُ الغبارِ على بُقعةِ الضَّوءِ,
أغنيةُ الرِّيحِ,
قَنْطرةُ النهرِ,
سِربُ العَصافيرِ والأعمِدهْ.
كلُّ شيءٍ يفِرُّ,
فلا الماءُ تُمسِكُه اليدُ,
والحُلْمُ لا يتبقَّى على شُرفاتِ العُيونْ.
~ آمل دنقل ~
___________
فتح الباب بهدوء -: انتِ هنا ؟
نظرت اليه ثم اجهشت تبكي -: آسفة ..
يا يـبـه آسفــه
اقفل الباب خلفه وذهب إليها .. احتضنها -:
انا اللي آسف ياعيون ابوك
ابتعدت عنه بعد ان اروت حزنها قيلاً بحضن والدها -:
لا يبه مهو انت اللي تعتذر لي لا يبه مهو بس انت اللي تضحي
لا يبه .. لا يبه ، صمتت لتداري بعض الدموع التي خانتها
وضع يده على كفها وقال بتردد -:
قلت للرجال وابلغته موافقتنا وهو مستعجل
يبي ملكة مع زواج في هذا الاسبوع
شهقت لتبكي برجفة من غير حولٍ لها ولا قوة
شدّ على يديها -: الحين ممكن اعرف ليه تبكين
نظرت له وامارات الحزن تنتشر بسرعه رهيبة على وجهها
.. آآه يبه تسألني ليه ابكي !!
ابكي على شبابي اللي تبخر .. ابكي على حظي اللي رماني على شايب !
ابكي على مستقبلي اللي تمنيته افضل من كذا
ابكي لأني صرت كبش فداء .. ابكي يايبه وللبكاء عدة اسباب !
ابكي لأني انا بس مهو بغيري
مهي بصالحة ولا الجودي ابكي لأني انا عبير
ابكي لأني اصلاً ابكي واشتهي طعم البكاء !...
اردف عندما طال صمتها واشتد عويلها -:
يايبه فترة بإذن الله وتعدِّي
ادري بظنك اني بايعك والله ماني ببايعك ولا مرخصك
لكن الظروف احياناً اقوى منّا ولاتحسبين اني ما احس فيك
اقسم بالله اني متأثر اكثر منك لكن تعرفي عاداتنا تحرّم بكاء الرجال
.. عادات عادات عادات ، تقاليد تقاليد تقاليد ..
يابغضي لهـ الكلمتين اللي مهي من شرع دينَّا .. اردفت بصوت
مهدد بالسكوت -: يبه ماعليك خلي دموعك تنزل براحتها
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبكي للأشياء اللي تحزنه
-: عليه افضل الصلاة واتم التسليم
خلاص ارتحت اهم شيء سمعت صوتك والحين تراني حالف
مانيب رايح من عندك حتى اشوف بسمتك ذيك اللي قبل ايام
مسحت دموعها فقط لأجل ابيها ولكن لم تستطع ان تبتسم
وقلبها من الداخل يبكي ..-: ان شاء الله طيب
ايه يبه وش اللي اتفقتوا عليه
-: ايه لمن قلت له قالي انه هالشهر مشغول حيل
ولأننا اتقفنا ان مهلتي مدتها اسبوع فقال يبي الزواج
خلال هالاسبوع وصمت قليلا .. وقال يبي ملكة مع زواج
آسف يبه انك مراح تكونين مثل أي بنت فرحها بقصر
وتلبس فستان ابيض وتجهز لجهازها قبله بشهر
بالكاد تمكنت من الابتسام لأجل حلف ابيها -:
لا عادي ومتى هاليوم ؟
-: يقول يبيه بكرة
بفجيعه -: بكرة !!
-: ايه
ضحكت بسخرية الألم -: اصلاً عادي مراح يأثر
يعني بتجهز له مثلاً !
-: لايبه لازم ..
الحين لو امك درت بتقعد الدنيا كلها علينا علشان تخليك بأفضل صورة
بدون قصد ارتفع صوتها قليلاً -: يايبه ليه صرت متناقض
بتطلقني منه وتبيني اتجهز له
بتفاجأ نظر لها من رفع صوتها ..
تداركت نفسها عبير لتقول بحياء -: آسفة
-: اسمعيني مهما كان اللي صار صقر بيصير زوجك
يعني لازم تطيعيه وترضيه مو لجل احد لا
لجل ربي يرضى عنك يا يبه
بخجل وكثير من الحقد ينتابها نحو هذا الصقر -:
لاتحمّلني فوق طاقتي
-: اعرف مراح تتقبلين مني بطبيعة الحال وحيائك ذا بعد
فبقول لامك توعيك واسمعي كل كلمة منها زين ..
بحياء -: اجلوه بعد بكرة ع الاقل
نهض ببتسامة لتغيّر حالها من البكاء إلى ابتسامة ولو كانت
صغيرة تلك الابتسامة -: اكلمه ان شاء الله
وانحى عليها ليقبّل رأسها .. الحين نامي وارتاحي
عليك اختبار يوم الاحد صح !
-: ايه علشان كذا ابي اختبر وبعدين يحلّها ربي
-: خلاص من عيوني
*
عصر السبت ..
-: لايبه ماني بموافقة
-: طيب يايبه استخرتي
بكذب -: ايه وما ارتحت ربي يكتب له نصيبه مع وحدة ثانية
-: وانتِ يا المار
بخوف -: مثلها
بتعقيدة حاجبيه -: وش مثلها فيه
بلعت ريقها -: استخرت وما ارتحت
والدتهما -: شفت يابو ايمن اثنيناتهن متفقات
هذا هو نصيبهن جاء وردوه يبين يعنسن يعني
بتفهم وهدوء -: يم ايمن الزواج قسمة ونصيب
وتوهن ذي عمرها تسعتاعش وذيك سبعتاعش
-: ووين انا يوم تزوجت كان عمري اثناعش ولاناسي
ضحك -: زمان اول غيرعن اليوم يا فايزة
الجوهرة -: صح يبه واصلاً امي معترضة على موافقتي
ونظرت إلى والدتها ..
اتسعت ابتسامتها -: ماظنيتك حقود
-: علامك يم ايمن شايفة على الرجال شين
-: لا وين لو شايفة عليه شين كان ماوثقنا فيه يكون سواق بناتنا
-: ايه صدقتي وماشاء الله ماقد وصلهن مكان الا واخته معهم
المار بألا شعور -: ليه اخته محرمنا
ياسر احتضنها من الجانب وهي التي بجانبه -: تنكتي عليّ هاه
بحياء -: معليش ماكنت اقصد طلعت من غير شعور
-: نتقبل منك كل شيء يا الغالية
الجوهرة قامت من مكانها لتجلس عن يساره -: وانا غرت ترا
حضنها هي الاخرى -: كلكم بناتي وكلكم غالين عليّ
بخجل -: تسلم
ام ايمن في هذه اللحظة شعرت بأنها ام بالاسم فقط
لم تحتضن يوماً ابنتاها امام الملأ هكذا
تمتمت بسخرية .. يبدو ان كل شيء قد انعكس في هذه الحياة
حتى صار الاب اكثر حناناً من الأم !..
*
الساعه الحادية عشر صباحاً بتوقيت نيويورك
ربطت نقابها وهي تفكر بكلام المربية ..
-: مادري شيء كذا ملوّن مثل الكدمات كأني صدمت بشيء وتعورت
-: وين قلتِ مكانها
-: ببطني
-: رجلك كان عندك نايم ؟
بغرابة -: ايه ليه
بحياء -: يابقرة انتِ ليه استيعابك بطيء اكيد هذا من فعل رجلك
شهقت -: انا صح احترمك لكن منجد دون قلة ادب
-: جزاوي انتِ منجدك يعني ماقد سوى لك كذا من قبل
علشان ماتعرفين !
بحياء ارتفع صوتها قليلاً -: خلاص انا اعتذر المفروض ما اقولك هالكلام
بهدوء -: ماقد سوى لك من قبل صح ؟
ليه بينك وبين رجلك شيء .. مأذيك ! ولا ويش بالضبط
ببرود -: ولا ابيه يسوي لي انا كذا مرتاحة
بقلق -: الله العالم وش اللي بينكم لكن اعرفي انك محاسبة
اذا ما اعطيتي رجلك حقوقه وترا الملائكة كل يوم تلعنك
وانا انصحك نصيحة لأني اعدّك بنتي اللي مارزقني الله فيها
لتنهي الموضوع قالت -: شكراً ماما خيرات ربي يجزيك كل خير
وبحاول اعمل بنصيحتك
-: ايه شطورة واذا صعب عليك شيء لاترددي تقولين لي
-: من عيوني ان شاء الله
-: ياحبيبتي انتِ تسلم عيونك
~ عادت الى واقعها على صوت جواد -: يلا جاهزة ؟
لم تنظر له وفكرة انه فعل ذلك تراودها كثيراً.. بحياء -: ايه
نهضت ووقفت امامه لينظر لها جواد قليلاً
وبهدوء -: وانتِ طالعة غطي عيونك
وتقدّم عنها ليخرج من الشقة
تفاجأت .. اول يتمسخر عليّ والحين يقولي غطّي عيونك
خرجت بسرعه وهي تخرج من حقيبة اليد جونتيات سوداء
جواد اقفل الباب بالمفتاح ولف عليها وجدها ترتدي الجونتيات
ومن ثم غطت عينيها ابتسم وسرعان مامحى ابتسامته
ليدخل يديه في جيبي بنطاله -: مشينا ؟
-: ايه
نزلا من المصعد ثم خرجا من المبنى
-: وين تبينا نروح
رفعت كتفيها -: مادري ما اعرف ولا شيء هنا
-: ok وش رايك نروح حديقة سنترال بارك اليمة هالحديقة
-: عادي
-: بس ترا هي زحمة مرة
تراجعت في قولها -: يصير نروح مكان ثاني ما احب الزحام
-: ترا نيويورك كلها زحمة لازم تتعودي
-: ان شاء الله
-: اجل نروحها هالحديقة علشان تتعودي من الحين
-: بس ..
مسك يدها ولم يجعل لها مجالاً لتعترض -: من غير بس
ويلا امشي نروح حلو المشي على الثلج
اصبحت تسير بالرغم عنها وهو ممسك بيدها
وبعد عشر دقائق من السير حرّر يدها واكملا السير
وكل شخصٍ منهما لايتحدث حتى وصلا الى الحديقة الكبيرة جداً
ودخلاها ليجلسا بجانب عربة للقهوة الساخنة
دام الصمت الى ان مزقه جواد بقوله -: رايح اشتري كوفي
وش تشربين !
-: عادي أي شيء
نهض -: خلاص بطلب لك بكيفي
عاد بعد خمس دقائق ومعه كروسان ساخن
ودونات ساخنة ايضاً بالشيكولاته وكوبان كابتشينو ساخن
على الطريقة الامريكية وجميعها كانت مرتبة في صينية
شكلها انيق .. وضعها جانباً -: شريت لك دونات وكابتشينو
-: شكراً
-: العفو لكن تسمحين لي اصوّر شوي
بهدوء -: ايه عادي
امسك بالكاميرا المتدلية على صدره وباليد الاخرى
رتب اماكن الكابتشيو وكشف عن نصف الدونات
الذي كان نصفه الآخر بكيسه الورقي ونفس الحركة للكروسان
والتقط من زاوية محترفة حيث جمع مابين منظر الثلج والشجر
من الخلف والصينية من الأمام.. والتقط من زاوية اخرى مع عزل بسيط
لخلفية الثلج والأشجار .. وابتسم -: الحين لو الجوري هنا كان خقت
على هالجو وصارت تصوّر بس
-: ليه
-: تحب التصوير حيل بشكل خاص
والاجهزة كلها بشكل عام لمن اروّح ان شاء الله
بنقلها في الجوال وبنزلها بالانستقرام لو شافتها جد بتذوب
ضحكت وهي تتخيل شكل الجودي تذوب
وهي على بالها انها هي الجوري -: ياحليلها شكل علاقتكم قريبة من بعض
-: ايه اول كنا مسوين قروب كنت انا الرئيس وجهاد ولد عمي
النائب عني واخته مجدلين اللي هي اختي بعد
والجودي والجوري كنّا دايم مع بعض
ونسوي مصايب الله العالم بها ..
ضحكت -: ياحليلكم .. ايه الجوري اللي هي طويلة وجسمها وسط صح
يعني مهي بنحيفة ولا سمينة لأني الصراحة اخربط بينهم فحابة اتأكد
وهو يحاول التذكر -: لا لا ذي الجودي بنت عمتي فاطمة
الجوري اذكرها قصيرة ونحيفة
-: جد ! .. انا علبالي ان الجودي هي الجوري والعكس
ابتسم -: وعلى فكرة كل وحدة فيهم متميّزة بشيء
-: ويش
-: عندك الجودي اختصاص طلعات والجوري اختصاص اجهزة
ومجد اختصاص اكل ماشاء الله
اتسعت ابتسامتها وبعفوية -: وانت !
-: وانا وجهاد طبعاً كنا نألف خطط ومايسوون شيء
الا بموافقتي لكن احياناً تصير شطحات وكم سحبة
يعني باختصار كنا عايشين حياتنا بالطول والعرض
-: هااو وش خليتو للمراهقين
-: عادي حنا كنا نعيش مراهقة متأخرة اما البنات
كانوا يعيشون مراهقة مبكرة
ضحكت ولم تقل شيئاً ونظرت للأمام .. يبدو ان مزاجه رايق جداً
ثم نظرت إليه وجدته يشرب من الكابتشينو قليلاً ثم قضم من الكروسان
اخذت هي الكابتشينو لترشف منه القليل -: آآآي .. ساخن
ضحك بقوة -: دايم تصير
وضعته جانباً وتشعر بوخز في لسانها
ولكن تجاهلت هذا الالم عندما تذكرت امراً -: اممم يصير اسألك كم سؤال
-: وش
-: ليه ناديتني اول بأم سعود ؟
قضم اخرى من الكروسان وبعد ان بلعها -: لأنها كنيتي
-: ما اذكر اسمك جواد سعود !
ابتسم -: عادي الأول سعود والثاني خالد وان شاء الله الثالث مطلق
احمرّ وجهها خجلاَ ولكن ...
اردف -: بس شكلهم مهم منك
بلعت ريقها -: ليه !
-: انتِ ماتبين وانا بعد ما ابي
تشجعت -: واللي سويته وانا نايمة
بمكر -: اهاا قصدك اثر الـ ءَ ءَ
بحياء -: خلاص آص لا تكمل
ضحك ثم اردف -: لا تنسين وش قلت لك
بهدوء -: مزاجي ان شبع منك انا وياه بنطلقك
بس انت قلت انسي الطلاق
-: وهو فعلاً انسيه فبالتالي مزاجي له مطلق الحرية
-: بس حرام عليك كذا انت تذلني خاف الله فيني
-: وانتِ ماخفتِ الله فيني وانا كل يوم اشوفك
واقول اعوذ بالله من افكار ابليس
-: شاك فيني صح
التزم الصمت وانهى اكله وبعد ذلك نهض -: امشي بوريك شيء
نهضت معه واخذت معها الدونات التي لم تأكل منها شيئاً
ووضعتها في حقيبتها وجواد بذاته تناول الصينية التي هي من الالمنيوم
واعادها إلى العربة وعندما اتى اليها -: شفت هنا .. واشار لها
-: وش فيه
-: في بحيرة كبيرة الحين متجمدة وكون اني مصرّ
اجي لأن فيه عروض تزلج ويقولون فيها انوار واشياء غريبة
فجأة .. تترررررن ترررررن تتررررررن
الجازي نظرت لجيبه -: جوالك يرن
-: ايه لحظة بشوفه .. رفعه من جيبه ونظر للرقم
عقد حاجبيه .. رقم امريكي !!
رد عليه بصمت ..
" متــرجــم "
ليأتيه صوت رجل يتقن اللكنة الانجليزية -: انت جواد خالد الغزلاني
زوج الجازي محمد عمر خالد
بغرابة -: نعم فضلاً من انت ؟
-: اعتذر عن عدم التعريف عن نفسي
انا المسؤول عن نتائج اختبارات القبول لجامعة نيويورك
وازف لك التهاني الخاصة بحصول زوجتك على درجة ممتاز مع مرتبة الشرف وكانت هي الوحيدة الحاصلة على هذه الدرجة
لذلك يريد مجلس اختبارات القبول والتسجيل تهنئتها بشكل خاص
بصدمة شعر ان لسانه قد فقد القدرة على الكلام ..
ليردف المسؤول بعد فترة من الصمت -: عذراً هل انت معي ؟
جواد تدارك نفسه -: شكراً لأخبارك عزيزي
لم استطع التحدث من الفرحة العارمة التي حلت بي
ونشكر لكم جهودكم ..
-: على الرحب والسعه
وانهى جواد المحادثة ليتلفت للجازي وهو مستغرب بقوة
فلا احد الا القلة من تكون نتيجته ممتاز
فأعلى شخص ينجح بهذا الاختبار
جيد جداً مرتفع وكنت قد حصلت على هذه النتيجة
ولله الحمد ..ولم احصل عليها عبثاً
كنت قد درستُ كثيراً وتوسعت بعلمي
اما الجازي !!
ممتاز مع مرتبة الشرف ؟ .. هذا يفيد بأنها قد قاربت لأن تصبح عبقرية
وهي التي لم تدرس ابداً ..
بتردد سكنه فجأة قال -: مين انتِ ؟!
الجازي بغرابة نظرت له ..
|