لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-07-16, 09:39 AM   المشاركة رقم: 101
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26432
المشاركات: 391
الجنس أنثى
معدل التقييم: لامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 305

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لامارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الجنة اجمل المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: كفاني لك شوقاً ياسيدي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله تبارك الله ولا حول ولا قوة الا بالله





البارت الثاني والخـمسون


قراءة ممتعة



_______








كنتُ مصدومة كثيراً كنتُ اردد في نفسي
لو كان هذا الذي امامي صادقاً
فسأكون قد تعرضتُ للخيانة من الجميع
صحيح اني لا اهتم بـ لينا هذه ولكن لمَ الكذب
الصدقُ لن يضرَّ شيئاً ولن ينقصهم عضواً من اعضائهم !
عندما طال صمتي قال هو -: انا رايح
لم اجبه فقط قلتُ لروز بأني اريد غرفتي















*


















عندما دخل القصر قابل ابن عمته بابتسامة -: خلاص
ضحك -: بشّر وجهها انعفس
شاركه الضحك -: انفعس وبس ! لكن اللي قهرني
حسيتها ما اهتمت لأمها هذي عندها قلب بلاه
عقدت حاجبيها صاحبة العقل المدبّر لهما -:
عايشة برا ايش تتوقعون منها
رامي -: اي صح هناك لا علاقات انسانية ولا هم يحزنون
سعود -: لا هيه تراك فاهم برا غلط
كل انسان له علاقات خير انت
-: المهم ان قلوبهم قاسية
اثير بسعادة -: ماتدرون شقد مبسوطة الله يسعدكم
اردها لكم في الافراح الحين نشوف وش بتسوي هالدلوعة
سعود ببرود -: يلا انا رايح بيتنا
اثير وهي التي تحب سعود كثيراً -: ليش بدري خلونا نروح نلعب
-: لا بروح ادرس عندي اختبار
رامي شهق -: وانا بعد عندي اختبار بالجغرافيا
الحين المدرّس بيجيني بروح البيت قبل لا امي تذبحني
اثير زفرت بضيق شعرت بأن الشوائب قد هاجمت سعادتها
كانت تريد البقاء اكثر بجانبه فشتمت اختباره في داخلها
-: خلاص بروح العب مع جنى وامجاد
ضربت قدمها في الأرض بغضب
عندما تلاشى جسد سعود من ناظريها
ورامي ايضاً ..










*












عندما كنت امشي بمفردي وعصاي هي التي تدلني
كان متعمداً ان يأتي نحوي فاصطدم بي بطريقة استفزازية
ضحك بقوة -: معليش ما شفتك
نهضت وانا انفض التراب عنّي
قلتُ في نفسي بضيق " متى سأعود لكندا اولادهم هنا
قليلي ذوق وادب ايضاً .."
اكثر اثنان عرفتُ انهما يكرهاني جداً
سعود ذاك الذي لا اعلم ان كان كاذباً ام صادقاً
ورامي هذا الذي اصطدم بي
ارجوك يا الله قوني بك حتى اعود لفانكوفر
دخلت البيت وكنت اسمع قلبي يبكي
ولكن عيناي لم تبكِ
كان قلبي يبكي من خيانة ابي
ذهبت نحو غرفة امي ، نعم مازلت اصرّ ان ليندا امي
لكن لحظة ليندا تعلم بأن ابي كذب عليّ !!
هذا يعني انها تشاركه الذنب ايضاً
قمعت كل فكرة طرأت في بالي وطرقت الباب ثلاثاً
سمعتُ صوته الذي احتقرته حينها ودخلت
-: يا هلا ياهلا وانا اقول شفيه البيت نوّر اثاريك جيتي
هاه بشري انبسطتي مع ابوي ؟
القيت عليه الطامة دون مقدمات -: ليش كذبت عليّ
وقلت لي ان امي ليندا مهي لينا ؟
اتسعت عينيه حتى كادت ان تخرج من محاجره
وظلّ صامتاً إثر الصدمة
انا لم ارى عينيه حينها هو من روى لي ذلك
فيما بعد وضحكت كثيراً
-: يعني الكلام طلع حقيقة ؟
تقدم نحوي وعلمت ذلك من وقع خطواته المضطربة
جثا على ركبتيه وشدّ على كتفي -:
حبيبي من وين سمعتي هالكلام ؟
اشحت بوجهي -: فاعل خير جاء وقالي
بلع ريقه للمرة الألف -: زين مين اللي قالك ؟
بدأ الحزن يتجسد صوتي -: داد ؟ بس ابي اعرف
صح هالكلام ولالا ؟
صدقني انا مايهمني موضوع لينا انا اللي يهمني ....
قاطعني بعنف -: لا يهمك ويهمني ويهمنا كلنا
خبّأ رأسه في صدري وبصوت مخنوق
مهو بيدي اللي سويته هذي امك اللي تبي كذا
ترددت في ان اضع يدي على شعر رأسه
لكني في النهاية عزمت امري ووضعت
شعرتُ ولأول مرة بأن والدي طفلٌ صغير
وكأنه يريد الهروب من هذه الذكرى
التمست من صوته بأنه يحب لينا كثيراً
التي قالوا بأنها والدتي ..
بدأ يسرد لي من نقطة الصفر
كل الحكاية ..
حتى وصل -:
لينا وهي حاملة فيك كانت تكتب كل شيء في بالها بدفتر صغير
مادري وش اللي طرى في بالها وقالها تكتب هالموضوع
طوت الصفحة وحلفتني اني ما افكر اقراها الا اذا اخذ الله امانتها
وقتها ضحكت وقلت اصلاً اذا خذا الله امانتك راح ياخذ امانتي بعد
لأننا بدون بعض مانعيش ..
شعرتُ بالحياء من حديث والدي فأنا مازلت طفلة
وهو يقص لي هذا بكل اريحية
تجاهلت مشاعري وانا استمع له يكمل قصته
-: قبل موتها دخلت بغيبوية وانتِ عمرك ايام
وهذي الغيبوبة مافاقت منها ابد وماطوّلت فيها بعد
بعد سنة تذكرت الدفتر وقريته كانت توصيني طول الصفحة
الجازي لا تخليها حزينة في يوم
ولا تعرف في يوم ان امها لينا وماتت
كانت خايفة عليك من الحزن ماكانت تبيك تحسين بالنقص
في أي شيء وليندا قالت لي انا امها من هذا اليوم
علشان ننفذ وصيتها والكل آثر انه مايتكلم تنفيذ لوصية لينا
لكن خالتك لانا نفذ صبرها
تكفين مابيك تزعلين من لينا ولا مني ولا من ليندا لأنك مراح تلقي قلب احنّ عليك منها
ابتسمت وشعرتُ بأن جرح قلبي قد برأ
فنحن الاطفال كلمات تغضبنا وكلمة واحدة فقط تسعدنا
صحيح اني كنت مختلفة عن هؤلاء الاطفال
ولكني اشترك معهم في عدة اشياء رغم ذلك كله اخبرهم
بأني لست طفلة وامقت الاعتراف بذلك
جلست فرجلاي قد تعبت الوقوف وجلس ابي معي
-: ماني زعلانة منكم وياليت لو ماما لينا كانت عايشة الحين
شكلها طيبة حيل ..
اغمض سلمان على عينيه لئلا يبكي واخذ نفساً عميقاً ثم قال -:
هي لو كانت عايشة الحين كان كلنا بخير
فهمست -: الله يرحمها
-: آمين
وبتردد .. الجازي
-: يه داد
-: لو قلت لك شيء راح تكرهيني ؟
-: اممم على حسب الشيء
زفر بضيق -: انا واثق انك راح تكرهيني
لكن ان شاء الله العكس
شعرتُ بخوف كبير من نبرته فقلت له ان يتحدث
فقال لي بصوت خفيض
-: كنت ابي لك حياة سعيدة لكني كنت غبي
واتخذت اتعس قرار في حياتي وليومك هذا نادم عليه
ازداد خوفي فقلت له -: داد ؟ قول ايش
وضع يديه على عيني -: انا سبب حرمانك من انك تشوفينا الحين
عقلي في ذلك اليوم لم يستطع استيعاب ما قاله ابي
فالصدمة الأولى ان لي ام لكنها ليست على قيد الحياة
وتقبلت هذا الامر
اما الصدمة الأخرى اني لا ارى والسبب من ؟
السبب ابي !!
نهضت بهدوء دون ان اتحدث وقلت لعصاي وجهتي
لم يتحدث ابي بكلمة هو الآخر كأنه توقع ردة الفعل هذه
فأنا بذاتي عندما اشعر بالخيبة او بالصدمة اتوحد بنفسي مع نفسي
اشعر بأني في منطقة الأمان ..
ذهبت لغرفتي لم استطع ان افكر في شيء
ارتميت على السرير وذهني متوقفٌ تماماً عن أي شيء
حتى الاسئلة لم تتخبط في راسي
كنت كجذع نخلةٍ خاوية اجتثت من فوق الارض مالها من قرار
حركت بؤبؤ عينيّ في جميع الجهات ، كنت كلما نظرت لزاوية
حاصرني الظلام فيها وكأنه سيخطف مني عذريّتي
رفعت يدي الى عينيّ واغلقتها
ونزلت دمعة على خدي الايسر
ثم توالت خلفها قبائل وشعوب عظيمة من تيارات الدموع
دفنتُ وجهي بالوسادة لئلا اصرخ
فالسبب في النقص الذي انا فيه والدي
كيف كان يريد لي السعادة في سلب بصري
كان كلامه ملغّم بالألغاز والأحاجي
لكن عقلي لم يشتهي حل احجيته
في ذلك اليوم لم اذكر كم ساعة بكيت
وكم ساعة حاولت فيها التفكير ولم استطع
ولا اذكر كم مرة فيها سمعت صوت ليندا
تناديني من خلف الباب وتطرق عليّ بقوة
ولكني لم اجيب ..
استسلمت اخيراً للنوم
تمنيت حينها ان انام وألا اصحو بعد ذلك ..!








.

.

.

.









رنّ صوت المنبه بقوة
اقفلته بانزعاج ونهضت وانا ادفع بذراعي للأمام
بضيق كبير ، فلم اعتد بعد على هذا المكان
رغم ان لي هنا قرابة النصف سنة
كنت اعلم ان الشمس تصرخ في الخارج بقوة
ولكن لم ارى ضوئها ولم اشعر به
فقط علمت ذلك من زقزقة العصافير الذين يتربعون
على الشجرة الضخمة التي بجانب نافذتي ، وقد يكون هذا السبب ايضاً
لاختياري هذه الغرفة
نهضت متجهة الى الحمام وبعد ان فرغت
صليّت صلاة الفجر الفائتة عني
صليّتها دون خشوع ، صليّتها كقطعة بالية
كنتُ بعيدةً عن الله
كنتُ اعيش في بلاد المسلمين لكني لا افقه من دينهم شيء
فقد انقشعت شمس حياتي غربت نحو دهاليز الموت
لم تشرق في حياتي شمسٌ بعدها
كانت هي من توجهني
كانت هي من تصلح اعوجاجي
عندما رحلت لم اعد اسمع
تحجبي ، صلّي الصلاةَ بوقتها ، لا تقعدي مع انجيل لوحدك
كثيرة هي اوامرها وانذاراتها لكني كنتُ احبها منها
كنتُ اشعر بأن للحياة طعمٌ آخر
فأنا كبرت نصف سنة دون ليندا ، ابتسمت
لا بل امي ..
سقطت قطرة مطر على ارض وجنتها اليسرى
مسحتها ..
كبرتُ نصف سنة وازدادت المشاق والاعباء على والدي
حتى اصبحت اكثر لقاءاتي به على الهاتف
؛ فقد توسعت شركاتهم هذه التي امقتها إلى حدٍ كبير
جدي ايضاً هو الآخر ولكنه لا يسافر كثيراً كوالدي وعمي
فيناديني بين الفينة والفينة الأخرى
حتى ظنّ الجميع بأني مميزة عنهم فزادت كراهية اثير لي
ولقد بنيتُ عنها في الماضي توقعات خاطئة
كانت من اللحظة الأولى تحقد عليّ
تكرهني ، تمقتني ، حتى انها تتمنى الموت لي !
ففي مرة اذكر كنتُ مريضة وتحاملتُ على نفسي
وذهبتُ للفناء الخارجي امام ذلك المنزل الخشبي الصغير
الذي هو ممنوعٌ دخوله على الجميع الاّي ..
تمددت على العشب وانا التمس جبيني الذي يحترق
حينها استرقت السمع لخطوات تسير بالحذر مني
تلك الخطوات كانت غريبة جداً
شعرتُ بالريبة ولا سيما واني اعرف هذه الخطوات تعود لمن
فقلت -: وش تبين يا اثير ؟
توقفت في مكانها بصدمة -: شلون عرفتي اني اثير واني هنا اصلا
-: ماعليك انتِ قولي شتبين
اختلقت بعض الكذب لتوقعني وضعت يديها على جبيني
ثم شهقت -: اي والله صدق زي م توقعت انتِ مسخنة
لأنك منتِ على بعضك اليوم
-: لا عادي
-: شلون عادي خذي جبت لك دوا
شعرتُ بالشك فلأول مرة تهتم بي وايضاً
كيف جزمت بأني مريضة حتى انها اتت بالدواء كيف تبني افعالها
على توقعاتها وحسب هل هي حمقاء ام ماذا ؟
-: خذيها حبيبتي لا تستحين ترا حنا خوات نخاف على بعض
شممت رائحة كذب في حديثها ولكني تجاهلت ذلك فقد
كنت محتاجة للدواء حينها بحق فالتقطت الحبة
وكنتُ سأضعها في فمي لولا الله ثم سعود الذي مرّ
-: هي انتِ هبلة وش بتبلعين
عقّدتُ حاجبيّ فأنا اكره هذا الانسان تماماً
اصلاً ما الذي اتى به هنا
اثير تلعثمت -: هذا دواء تبع السخونة
اقترب مني واخذ الحبة من يدي ونظر لأثير -: وانتِ الثانية هبلة
ماتقرين الأدوية تبع ايش
شعرت اثير بالخوف من ان يفتضح امرها ولا سيما امام حبيبها
-: آآ والله مادري تدري اني فاشلة في الانقلش
تنهد -: خلاص صار خير
وضع يده على جبيني وعقد حاجبيه ..
اوف وانتِ بعد ساكتة على روحك
اشحت بوجهي عنه -: مالك شغل !
ابتسم بسخرية -: لا لي شغل تراني مني خايف عليك
خايف علينا لاتنتقل العدوة فينا
ولم اشعر بي الا وانا اطير في الهواء
شهقت في داخلي وعقدت حاجبيّ بعنف -: نزلني
اثير كانت تنظر لكلينا بدهشة وقهر عقيم
وقالت -: سعود جد نزلها لو حد شافك كذا
بيهاوشك لين بكرة
-: ليش وش مسوي انا كلها بوديها بيتكم
ما اشوف عصاها حولها
بلفظ حاد -: ادل طريقي بدون عصاي
نزلني لو سمحت !
تجاهلني وقال لأثير -: خلاص انتِ ادخلي بيت جدي
البنات يبونك من اول يدورون عليك
ابتسمت بتصنع -: لا عادي بسير معكم ابي اتطمن على اختي
كان كذبها مكشوفاً امام سعود فهو يعلم حجم الكره
الذي تكنّه للجازي -: ماعليك بتصير بخير انتِ روحي
سار سعود والجازي تحاول ممانعته والاعتراض بشتى السبل
لكن سعود بحكم انه متدرّب جيّد على الاثقال والحديد
لم تستطع الافلات منه فاستسلمت وظلّت صامتة
زفر -: تدرين الحبوب ذاك تبعية وش ؟
ببرود -: مايهمني
-: ولا يهمني بس نصيحة لعد تاخذي شيء من اثير
صمت فأردف هو .. الحبوب خاصة بالضغط اذا كان مرتفع
يعمل له هبوط فكيف لو ضغطك سليم يعني اكيد بيخليه هابط
وعاد وقتها بتدخلين في غيبوبة ياشاطرة
بلعت ريقي في صدمة ، اثير ليست فاشلة في الانجليزي كما تزعم
حتى وان غابت عليها كلمات كُثر فهي تعلم الكثير ايضاً
كانت متعمدة كانت تريد قلتي
هل هناك اختٌ تريد قتل اختها !
قاطعني صوت سعود -: يلا ماعليه شكل اثير ما انتبهت للحبوب
وماقرت هي لوش
ضحكت في داخلي بسخرية جميعكم نشالون ، محتالون
تنتظرون الزلة مني حتى تقذفوني للمنفى دون رحمة
رنّ الهاتف الذي في جيبي وضعت يدي على بطني
ثم انزلتها بهدوء حتى وصلت لجيبي والتقطته منها
نسيت ان قلمي القارئ السمعي الذي اخترعته لم يكن معي
فأعدتُه الى مكانه تحت استغراب سعود
ثم عاود الرنين مرة اخرى
-: ردي
-: نسيت قلمي
-: وش دخل قلمك
صمت وهو قد انزلني لأننا وصلنا
وعاد الهاتف يرنّ فشتمت هذا المزعج في داخلي
وياليتني ماشتمته
-: تقدرين تدخلين ولا ادخل معك ؟
-: لا اقدر
اخذ الهاتف من جيبي دون اذنٍ مني
-: يمكن ابوك ولا محمد لعد تتجاهلين جوالك
ونظر للشاشة بتعقيدة حاجبيه ففي صورة العرض للهاتف
شاب يلف ذراعه بها ويقبّلها في خدها
شعر بالاشمئزاز .. يبدو اني نسيت بأنها عاشت طيلة حياتها في الخارج
ولا نستغرب ان كانت تفعل اكثر من هذا في الاصل
لكن هذا الفتى اشعر بأنه مألوف لديّ
غضبت منه وقلت بحدة شديدة -: حتى لو ابليس مالك
حق تاخذ جوالي دون اذني .. التقطته منه
قليل ادب .. واكملتُ طريقي
سعود اتسعت عينيه -: الحين صرت قليل ادب علشاني شفقت
فيها لأول مرة وساعدتها صدق لاقالوا جزاة المعروف عشر كفوف
سمعته وانا اكتم ضحكي
قلتُ في نفسي يبدو ان السنين الماضية قد غيّرته
لم يعد سعود ذاك الذي كان يضايقني في زياراتي المتكررة
بكلامه الحاد والمنفّر
عندما اتجهت لغرفتي وضعت القلم على شاشة الهاتف وقرأ لي
اسمه الذي احببته كثيراً
اتصلت عليه بسرعة فائقة -: هيلو ؟
عندما اجاب عليّ قال لي كلمات طلبتُ منه ان يعيدها كي اعي صدقه من كذبه ..
" انا في مطار الملك فهد الدولي
ساعات قليلة وسأكون عندك "
شعرت بأن المرض الذي بي قد اختفى
ترددت قليلاً فقلت له -: هنا متشددون ولن يسمحوا ببقائك
-: اعلم ، لذا سأزورك ثم سأذهب
-: أتيت بمفردك ؟
-: لا مع عمر بحجة السياحة
ضحكت -: سياحة اذاً ؟
-: هو في الحقيقة اني اشتقت لكِ كثيراً فأنا لم اركِ منذ اشهر طويلة
-: هي نصف سنة وحسب
-: يا الهي لقد كنت سأموت فيها
فقلتُ ممازحة -: ولمَ لم تمت
-: لأنكِ على قيد الحياة
اخجلني حديثه كالعادة فتنحنحت -: سأذهب لاستحم احادثك لاحقاً
ضحك لأنه قد علِم بأني خجلة منه -: حسناً ، اللقاء
اقفلت منه وذهبت مسرعة لاستحم وارتدي شيئاً جميلاً











*










في المساء



طرق مكتب والده
-: تفضل
دخل هو بهدوء -: يقولون الخبر منوّرة اليوم
رفع وجهه بصدمة -: انت شجابك
ضحك بصخب -: الحين كذا ترحب في ولدك
ضحك هو الآخر -: من الخرعه ليش ماقلت لنا انك جاي
اقترب من والده وقبّل راسه ويده -: حبيت اخليها مفاجأة
-: الحمدلله على سلامتك ياوليدي
نظر لأوراقه -: شكلك مشغول
-: لا عادي قول وش عندك
بالطبع عمر اسلوبه جاف قليلاً ووالده كذلك فاعتادا على طبع كليهما ،
قال عمر -: لا خلاص بكرة ان شاء الله
الحين عندي ضيف جبته معي من فانكوفر
-: حياه الحين اقول للخادمات يجهزن لك المجلس
ويجهزن له غرفة اذا راح يبيت عندنا
-: لا عيا راح يحجز فندق
-: افا يحجز فندق والغرف فاضية و تارسة القصر كله
ماعليه انا اكلمه هو وينه الحين ؟
-: بالمجلس لأني دقيت على الخدامة قبل لا اجي
-: زين ماسويت الحين بس اكلم خواتك وبناتهم علشان لمن يجون
م يمشون براحتهن وياخذن راحتهن بزيادة
ابتسم -: امم تراه بزر
-: كم عمره ؟
-: 21
ضحك -: ياشيخ بزر حيل عبالي
ضحك عمر -: لا يعني مهو بعمري
-: الحمدلله معترف انك شايب
-: اححححم اذا شايب انت وش
رفع حاجبه -: عيد وش قلت
ضحك -: اشتقت لك
امتلأ المكتب بصوت ضحكاتهما التي انتشرت بالفراغ
-: يلا ماعليه لازم اكلم النسوان عشان ضيفك بعد ياخذ راحته
بتردد -: يبه
-: ايه
-: شف يعني الولد مغني مشهور واجد
فممكن يعني من الأساس ماتخلي حفيداتك المخفات يجون
-: افا عليك شقصدك
-: لا يعني اقصد انه هالأيام مشهور بين المراهقات
-: وجايب لي مغني في بيتي
زفر بضيق -: بصراحة اسمعني هو صديق الجازي من طفولتها
واصرّ عليّ يجي علشان يبي يسلم عليها وع فكرة
هو ساعدها كثير في طريق اختراعاتها لذي الأجهزة كلها
عقّد حاجبيه وبحزم -: وين احنا فيه
لا ياحبيبي اذا انت تعوّدت على عيشة الخارج
هذي الاشياء مهي عندنا هنا
-: يبه هالمرة تكفى انا وعدته لاتنزل كلامي
-: لا والله جنيت انت
-: يبه انا بقعد معهم لا تخاف مراح يصير الا كل خير
-: أي خير وجايب لي مغني اجنبي لا وبعد يبي يقابل بنت اخوك
انت وش شارب لا جنيت والله
عمر حل عن وجهي لا اقول كلام مايسرك
تكتف -: يعني اطرده ؟
-: مهو من شيمنا خله يبيت اليوم وبكرة صرّفه
واخذ اوراقه ... اليوم الساعه 10 عندي سفرة مهمة
ترا المكان كله مراقب لا يبيت اكثر من هاليوم
تنهد -: يبه وش اقوله معليش احنا مانقدر نستقبلك
-: اجل تبي الصدق مني ؟
لا يبيت دامه حاجز بفندق وانتهى اظن كلامي واضح
..

خرج عُمر خلف ابيه ولكن تغيّرت وجهة كليهما
فمحمد لأعلى وعُمر لليمين

 
 

 

عرض البوم صور لامارا  
قديم 14-07-16, 09:41 AM   المشاركة رقم: 102
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26432
المشاركات: 391
الجنس أنثى
معدل التقييم: لامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 305

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لامارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الجنة اجمل المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: كفاني لك شوقاً ياسيدي

 


*









كان الهاتف بحضنها تنتظر مكالمة منه لكنه لم يتصل
قال لها بأنه في المطار مما يعني انه من المفترض قد اتى منذ زمن
ما الذي حدث ياترى ؟
اتصل به ولا يرد
شعرتُ بأني لا اقدر على الصبر
فرفعت السجاد الذي على الارض فقد كان اسفله ممر مغلق
فتحته واخذتُ عصاي كان السبب الآخر الذي جعلني اختار
هذه الغرفة احداثيات بنائها فمن هذا المكان جعلت ابي يصنع لي
ارضاً ملساء حينما اجلس على بدايتها ينزلق جسمي لأصل
الى الدور الأول من قصرنا وهناك باب خلفي للقصر
فأخرج للفناء الخلفي من قصرنا ويتوجب عليّ حينها
السير بخطاً مستقيمة حتى اصل الى الفناء الخلفي لقصر جدي
لم اكن لوحدي كتاب مملوء بالأسرار بل كان كل شيء حولي
يحمل كمًّا من الاسرار حتى غرفتي ، الفناء الخلفي لقصر جدي
وذلك البيت الخشبي ايضاً ..
عندما وصلت الى قصر جدي دخلت من الباب الخلفي
فلديّ المفتاح ..
ولكن كان المكان يوحي بالهدوء
وكأن الجميع نائمٌ هنا ، فعدت ادراجي من حيث اتيت
وجسدي يرتجف خيبةً من برد الغياب المرّ ..








.







في صباح اليوم التالي


كالعادة ذهبت للفناء الخلفي اتأمل الظلام
واشتم اكسجين الحياة بشكل متجدد
واستمع لهمهمات الطيور
لم اكن اعلم ابداً بأن هناك عين تراقبني في الخفاء
لم اكن اعلم مقدار الصراع الذي يحويه قلبه
كان شاهداً ايضاً على ذنبي الذي حدث
فكلما اغتسلت من ذنب الحب عدت لأرتوي منه مرة اخرى
كان حضوره مفاجئاً لي فقد يأست منه في الليلة الماضية
شعرتُ بشخصٍ ما يحتضنني من الخلف
بصراحة من زهد تأملي لم استمع حتى لصوت احذيته
او لنقل قد يكون تدرب في اخفاء صوت خطواته
حتى يفاجئني على النحو المطلوب
ارتجفت وانا اعلم هذا الحضن عائدٌ لمن
لكني لم احرك ساكناً فهمس لي -:
اعلم بأنكِ غاضبة
-: ابداً
ضحك وهو يبعدني عن حضنه
ويمسكني من كتفي فيديرني باتجاهه -: بصراحة كنتُ اريد ان العب باعصابكِ
فتأخرت وكنت اريد ان التقيك بالمساء لكن لم استطع لظروف عدة
-: وهي ؟
-: لا تُهم
-: حسناً كما تريد
-: لقد افتقدتك كثيراً
ابتسمت -: لكني لم افتقدك
ضحك -: مما يعني انك افتقدتني كثيراً
ضحكت هي الاخرى
بلع ريقه وهو ينظر لوجه الجازي كان متردداً جداً
فقال -: هل من الممكن ان ارتوي منك بقبلة صغيرة
تكتفت -: ألم اقل لك انسَ ذلك
-: هذه المرة وحسب
ضحت وهي تنهض -: تزوجني ولك ماتريد
ضرب رأسه -: عنيدة
ثم قال بسرعة .. لحظة اين ستذهبين
-: تعال انت ايضاً سأريك مختبري العظيم
-: اجل كم انا متحمس لأراه
كانا يسيران بجانب بعضهما
-: انت اخبرني الى أي مدى وصلت شهرتك
-: اممم ان لم اكن مالغاً وصلت لديكم
-: اوه حقاً ؟
-: الا تتابعين اخبار الفن والموسيقى
-: لا اهتم بذلك وان لم تكن قد سلكت هذا الطريق
لم اكن التفتت له ولا لحظة
زفر بضيق -: انتِ لا تعلمين كيف عانيت في اغنيتي الجديدة
في الكليب الخاص بها
-: لماذا ؟
-: كانت هناك مشاهد تستدعي ان اخونك بها
كنتُ رافضاً لها وبقوة
شعرت بالغيرة ولكنها لم توضح له -: وان فعلت هذا امرٌ عائدٌ لك
ابتسم فهو يعلم طبيعة شخصيتها فإذا قالت كهذا قول
فهي تقصد العكس تماماً
-: صحيح انت قلت بأن شهرتك وصلت هنا اذاً لو رأونك الفتيات هنا هل س....
قاطعها -: لايهمني قطعاً
-: لكنك تحتاج للمعجبات حتى تستمر
اقترب من اذنها -: يكفيني ان تكوني المعجبة الوحيدة
فكلي الأغاني التي اغنيها هي لك وعنك
ابتعدت عنه -: لقد وصلنا
ضحك عليها ونظر للبيت الخشبي -: يالجماله
وبغرابة .. هل هذا هو المختبر
-: ليس كذلك

















*



















تلك العين كانت تراقب حركاتهم ايضاً
نما اشمئزازه بصورة أكبر
فأين نحن لتقابل صاحب الصورة التي في هاتفها
داخل حدود منازلنا
كيف دخلت برفقته لذلك البيت الخشبي
هل سيفعلون شيئاً
كانت ظنونه السيئة تعصف به في كل الجهات
زفر كل الأفكار التي تداهمه
ووضع يديه في جيبيه وهو يفتعل الامبالاة
ذهب للصالة وجلس بجانب عمته
-: غريبة مؤيد وماجد ماصاروا يجون مثل اول
-: تعرف ضغوط الجامعه
-: أي والله الجامعه تعب
-: انت كيف دراستك
-: والله ماعليه ممشين فيه
-: وان شاء الله وش ناوي تتخصص
-: والله شوفي على حسب المعدل بس اذا جبت معدل عالي
يا جراحة يا اسنان ان شاء الله
-: ماشاء الله الله يوفقك
-: امين يارب
-: الا وين ميعاد ومعاذ
-: نايمين فطرت احمد وجيت
يوم اتصل عليّ عمر انه هنا
-: وينه مو كان قبل شوي هنا
-: راح يتحمم
ايه صح تذكرت قول لأمك وخواتك يجون اليوم يتغذون عندنا
بطبخ اليوم الغذا بمناسبة رجوع عمر
-: الله من زمان عن طباخك ياعمة
ايه صح ترا ابوي جاي الساعة 11
-: كويس اجل بيلحق معنا الغذا
-: ان شاء الله ونتِ بعد قولي لمؤيد وماجد يجون عاد اليوم ويكند
يعني حتى بالويكند يذاكرون ذولي الدوافير
عاد ادارة الأعمال مو بهـ الصعوبة
حنا الكرف الحقيقي عندنا
ضحكت -: الله يعينكم ويوفقكم
واشوفكم شيء كبير بعد ما تتخرجون
-: امين يارب الله يسعدك
يلا انا بسير لبيتنا الحين
-: اوك انتبه على حالك
واذا شيخة قاعدة قولها تجي هنا نتونس بالسوالف
عندما خرج كان متعمداً ان يمر من الخلف
كان كل شيء يملي بالهدوء
احتقرها اكثر
زفر بضيق ..
لم اعد اعلم كيف افكر
احبها واكرهها
احب التأمل في حسنها واشمأز منها في ذات الوقت
كففتُ عن مضايقتها عندما شعرت بأنها قد تتمكن من قلبي
لا اعلم كيف دخلت به ، لم تطرق بابي حتى
دخلته دون اذنٍ مني
كنتُ اراقب ملامحها المتقلبة
ولمحة الحزن في عينيها الميتة
احببتها دون موعد .. دون تهيأ
دون رفض او موافقة
احببتها دون قرارٍ مني












*














ضحك وهو ينظر لصورة هاتفها -: أتذكرين هذه الصورة
كنتُ بالسابعة عشرة حينها وانتِ بالرابعة عشرة
عقدت حاجبيها -: لقد كرهتك يومها بحق
ضحك مرة اخرى وهو يتذكر
كنّا جالسين في الحديقة
اعزف لكِ وانتِ تنصتين لي بشغف
وعندما انتهيتُ ابتسمتِ ،اغمض عينيه وافسح المجال لذكرياته المختزنة في جوف عقله
-: لقد تحسنت كثيراً
-: بمناسبة تحسني هذا ما رأيك ان نلتقط صورة تذكارية
-: لا مانع لدي
فتح هاتفه واقترب منها اكثر حتى لاصق فخذه فخذها
بلعت ريقها -: لمَ انت بهذا القرب
-: حتى يصبح لكلينا نصيب كامل في الصورة
صمتت ..
رفع الهاتف الى الاعلى وكانت حركة ذراعه سريعة
عندما احاط بها لتعقد حاجبيها
فقال لها -: ابتسمي رجاءً
-: لقد جاوزت الحدود
ضحك -: هذه المرة وحسب
تنهدت واستسلمت له ، قربها منه اكثر
والتقط الصورة بسرعة وهو يقبلها في خدها
دفعته بقوة وهي تتنفس الصعداء -: ماذا تظن انك فاعل
بارتباك -: آسف لقد فعلتها دون قصد
اذا كنتِ تريدين مني ان امسحها فسأفعل
بغضب -: بالتأكيد امسحها
واخذت حقيبتها وعصاها وغادرت مسرعة الخطى
غاضبة من فعلته
...

-: انتِ لم ترضي الا بعد اسبوع تقريباً
-: تستحق اكثر من ذلك ايضاً
-: أتعلمين اني الحبيب الوحيد الذي لم يقبل حبيبته بعد
ابتسمت -: انت احببت مسلمة فتحمل عاقبة حبك
ضحك -: كم انتِ قاسية
-: وكم انت مبالغ
انتشرت ضحكاتهما في المختبر


..

انجيل عصفت به ذاكرته مرة اخرى لأول اعترافٍ كان بينهما
فقد حنّ لذلك اليوم كثيراً
خرج الجميع في نزهة بحرية
نهض سلمان ومعه ابنه ادوارد ليصطادا
بقت ليندا والجازي ومعهما أنجيل وشيري
وعمر الذي كان سيذهب ولكن جسده ابى ان يقف
فجعل نفسه تتوه بين اوراقه
تحدثت ليندا وهي تضحك -: وانت ماتطفش من الدراسة
-: اصلاً كان المفروض ما اجي
بس علشان سلمان اللي مابي ارد يمينه
-: وهو الصادق غيّر شوي من جو الدراسة
لاحق على كل شيء
الجازي بعد انا غادرت البحة صوتها -:
وين يلحق دراسته اهم من هالاشياء الجانبية
عمر ابتسم نصف ابتسامة -: هذي بس اللي تفهمني
شيري الصامتة منذ حديثهم -: عذراً هلا تحدثتم الانجليزية ؟
ليندا بحرج -: اوبس لقد نسينا تماماً بأننا كنا نتحدث العربية
نعتذر مرة اخرى
ابتسمت وتلك الابتسامة قد اذابت الصخر المتكتل في قلب عمر
-: لا داعي للاعتذار
نغزت انجيل وهي تهمس له -: لمَ لا تأخذ الجازي وتلعبا
انت تعلم اني اتيت من اجلكِ
-: اعلم ذلك ولكن اخاف ان ترفض
-: انتما صديقان لن ترفض دعوتك
عمر كان ينظر لهما بصمت ثم تلاقت عينا شيري به
فابتسمت بحرج -: آسفة
بنبرة باردة -: لم تفعلي شيء
-: لأننا كنّا نتهامس في حضوركم
-: لم التفت لكما فقد كنتُ افكر في الفراغ
شيري شعرت بالغضب في داخلها
لا تعلمُ لمَ ولكن بالفعل آمنت بألا حب
وألا اعجاب نحوها خلف يسار هذا الجليد
هي لا تحبه ولكنها كانت تريده فقط ان يتعلم ثقافة الاعتراف
على الاقل ، ان يشعر بطعم الحياة ولو مرة واحدة
وهي لا تعلم بأنها كل الحياة بالنسبة له
ولكن كعادة تربيته الشرقية البحتة فهو مكابر جداً
عكس اخيه سلمان تماماً فقد تأثر بعادات الغرب بشكل كبير
على الرغم من انه كان يفتقد إلى ثقافة الاعتراف ايضاً
ولم يكتسبها الا بعد ان استيقظ على خبر زواج لينا من آخر
فالرجل الشرقي في الحب كالمنافس للعبة الشطرنج
والطرف الآخر قلبه
لا يهمه سوى الانتصار على خصمه وان كان حبه
يختار عقله فوق كل الظروف
هو حَكَمُه وورقته الرابحة ايضاً
لكنّ سلمان كان يأخذ من هنا ومن هناك
أي من عادات الغرب ايضاً
بعكس عمر الذي كانت صفاته
جميعها تنتمي لموطنه
تلك الغربة التي هو فيها علمته بأن لا ينتمى لوطنٍ غير وطنه
لكن لم يعلم ان القدر فيما بعد سيتغير
وسيغيّر هويته وسيصنع هوية جديدة
لوطنٍ جديد
كان اسم هذا الوطن الجديد ... شيري
...
انجيل تحدث بعفوية -: الجازي ؟
-: نعم
-: ما رأيك ان نتمشى على الشاطئ قليلاً
خاف ان ترفض فقال ..
سأخبرك احدث اختراع لـ ويلي
بكل بساطة اومأت بالموافقة وقالت لـ ليندا -: سأذهب
-: لا تبتعدا عن ناظرينا
انجيل -: حاضر
اتى سلمان ليجلس واحاط بكتفيّ ليندا
التي خجلت واكتفت بابتسامة وهي تقول -: كيف الصيد معكم ؟
-: اصطدت سمكتين وادوارد باقي يحاول
شيري حاولت بقدر الامكان طرد البحة التي استوطنت
صوتها فجأة -: عمر بالتأكيد انت تعلم شيئاً عن الصيد ما رأيك ان تعلمني ؟
-: لا اعلم شيئاً عنه
سحبته من يده -: لا بل تعلم انت تكذب
عقد حاجبيه -: هي انتِ ماذا تفعلين ؟
ضحكت وهي تلتفت لـ ليندا وسلمان -:
يا لعناده
وجرّت عمر خلفها -: كم انت غبي
-: لمَ ؟
زفرت بقلة صبر -: يا الهي انهما زوجان
هل تريد توضيح اكثر ؟
-: لا شكراً ولكن اتركي يدي
توقفت ثم تركت يده وهي تشعر بالخجل من نفسها
-: اعلم بأنك لا تطيق الوقوف معي
لذلك سأذهب لإدوارد يعلمني كيف اصطاد
عصف قلبه حينها بكل المشاعر
شعر باضطراب داخلي ،هذه فرصتي لأتقرب منها
ولكني لا استطيع هي ايضاً تظن بأني لا اطيقها
قال دون شعور -: هل من الضروري ان تتعلمي الصيد
اعلم انك كذبتي فقط لتجعلي اخي وزوجته بمفردهما
شابكت اصابع يديها وهي تمدها خلف ظهرها
-: ان كان لديك موضوع شيّق يجعلني اترك الصيد
فسأمشي معك على الشاطئ ..
-: اذاً اذهبي فأنا رجل ممل لا اجيد الحديث
عقدت حاجبيها وهي تضحك -: يا لهذا الفكر الأسود
بل انت رجلٌ متشائم
ابتسم دون شعور منه عندما برزت تلك الحفرتين في وجنتيها
اتسعت عينيها -: هل ابتسمت للتو
اختفت ابتسامته كاختفاء القمر بين كتل السحاب
-: ابداً










*










اما نحن فقد كنا نتحدث عن الاختراعات والابتكارات
التي اصبحتُ مهتماً بها
لفرط اهتمامي بالجازي
نظرت لها وانا اتأملها بسكون وهي تتحدث عن الفكرة التي ستحولها لواقع ملموس
كان شعرها لآخر ظهرها واطول بقليل فقد كان يجلس معها
على الارض اذا جلست
كان يضايقني كثيراً انها لا ترفعه للأعلى
لهذا احمل في جيبي دوماً ربطة او ربطتين
رفعته لها وانا اقول لها -: عذراً على المقاطعة ولكن ارجوك
لا تضعي المشابك على شعرك وحسب
-: سأقصه قريباً
-: لماذا انه جميل
-: ولكني لا احبه فلم اعد استطيع التحكم به
-: ان هذا ظلم فالكثير من الفتيات يردن طول شعركِ
-: لكني لا اريده فلا معنى له ان لم استطع رؤيته
سألتها على وترٍ حساس -: على هذا النحو ليس هناك
معنى للأشياء من حولك ؟
صمتت قليلاً -: بل هناك واِعلم تماماً اني سأتجاهل انك سألتني
على هذا النحو من الأسئلة
-: لا تتجاهليه فأنا دائماً ما اريد ان نتحدث عنكِ قليلاً
-: لن تجد شيئاً مهما غير قطع الخردة
التي احاول جاهدة في صناعتها
-: لكني مهتمٌ بك كثيراً
اريد ان اعلم كل الاشياء التي تحبينها
وكل ما تكرهينه ايضاً
كتمت ضحكتها -: هل اعدّ هذا اعترافاً
-: ابداً
-: اذاً ؟
-: سأريك الاعتراف الحق
نظر للأنحاء حتى لا يوبخه العم سلمان
فوجد بأنه من الصعب رؤيتهما فهما بعيدان عن الشاطئ
جالسان على بعض الصخور واسفلهما المحيط
اقترب بوجهه من وجهها ورفع الخصل عنها
شعرت بأنفاسه تقترب من ملامحها
قرع قلبها بقوة وصرخت -: هي ماذا تفعل ؟
ضحك وهو يبتعد -: لا شيء فقط احبك !
شعرت بصدمة ثم قالت -: كنت اظنك تمزح
ويبدو انك ما زلت تمزح
شدّ علي يديها -: لا بل احبك حقاً
لن اضغط عليكِ في الاجابة
فأنا سأنتظرك عمراً
وحتى ان لم تحبيني يكفي اني احبك
بتوتر تركت يده -: يبدو انك تعيد مقطع رواية قرأتها
او مسلسلاً شاهدته
-: كلا انا احبك فعلاً
عقدت حاجبيها -: وهل احبك كلمة تقال بهذه السهولة
-: من قال لك بسهولة لقد عانيت بسببها شهوراً كثيرة
حتى استطيع ان اقولها لكِ بكل سهولة كما تزعمين
-: حسناً سأصدقك ولكن كيف تحب عمياء ؟
ارتفع صوته قليلاً -: الم اقل لك لا تقولي عنكِ عمياء !!
انتِ لست عمياء الأعمى فقط هو من
لا يرى بقلبه الاشياء من حوله
-: لكني لا ارى الاشياء من حولي حقاً
-: اذاً سأكون لكِ بصراً وبصيرة !




____________

انتهى ..


اعتذر عن التأخير والتقصير
ابي كتلة توقعات وكتلة تقييمات عشان انزل لكم بارت طويل في حلول هالأيام
>> اغراء ههههههههههههه


- كفارة المجلس
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك

 
 

 

عرض البوم صور لامارا  
قديم 14-07-16, 09:43 AM   المشاركة رقم: 103
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26432
المشاركات: 391
الجنس أنثى
معدل التقييم: لامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 305

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لامارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الجنة اجمل المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: كفاني لك شوقاً ياسيدي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله تبارك الله ولا حول ولا قوة الا بالله





البارت الثالث والخـمسون





قراءة ممتعة

__________




امتزج ضحكهما بذرات الهواء
-: دعنا منّا الآن
وقل لي ما اخبار العاشقيْن ؟
-: لقد اتى عُمر هذه المرة مخبراً جدكِ عن زواجه
عقدت حاجبيها -: وهل يحسب بأن الأمر بهذه السهولة
جدي لم يرضى عن ابي في تجاربه السابقة ألم يتعظ بهذا ؟
طأطأ رأسه -: الذي يحزنني أن زوجات العم سلمان مسلمات
وفعل كل ذلك والآن لا اعلم ماذا سيفعل ان علم بأمرِ شيري
-: انا ايضاً لا اعلم حقاً
لكن الذي اعلمه ان كان متمسكاً بها لهذه الدرجة فليصمد في وجه الجميع
بلع ريقه -: اذاً هل ستقفين في وجه الجميع يوماً ما من اجلي ؟
حاولت بكل ما اتاها الله من قوة ان تطرد البحة التي استحوذت صوتها -: اوه آنجيل ألم يتأخر الوقت
تقوس حاجبيه بحزن -: ألن تجيبي على سؤالي ؟
مشت بخطواتٍ ثابتة نحو الباب -: لا
-: ارجوك ؟
لفت عليه بابتسامة وهي تشد يديها خلف ظهرها لكي تخفي توترها -:
ان كنت تستحق فسأفعل
صرخ بنشوة ولكنها قاطعته وهي تضحك -: هل انت واثق بأنك تستحق ؟
اقترب منها وشدّ على يديها -: حتى وان كنت لا استحق
لن اسمح لسواي ان تكوني مُلكاً له
توردت وجنتاها وشتمته وهي تترك يده
وما كان منه الا ان يضحك عليها فهو موقن بأنها وصلت إلى خضم حيائها














*













مرّت ثلاثة ايام
وقد عاد محمد من السفر
كان عمرٌ متوتراً للقائه فاليوم سيلقي عليه قنبلته الذرية
لا يعلم هل بعد دمارها ستشاد مدناً ام ستزداد خراباً على دمارها
اتكأ يفكر على صهوة الهم لا يعلم كيف سيبدأ
بعد وجبة الغذاء استأذنهم محمد بأن لديه بضعة اوراق
يريد انهائها في مكتبه ، انتظر عمر قليلاً حتى ذهب والده ثم نهض وهو يدعو الله الا يخيّب رجاءه
يعلم بأنه مخطئ من زواجه بكتابية
لكنه يحبها كثيراً وبطبيعة تربيته الاسلامية
لن يسمح بعلاقة اخرى غير الزواج بينهما
ركل التردد بعيداً للحظات وهو يطرق باب المكتب
سمع صوته الذي أذِن بالدخول
دخل واقفل الباب خلفه -: احححم يبه بغيتك في موضوع ضروري
-: تعال اقرب شبلاك بعيد تراني مب غوريلا آكل الناس
ابتسم وهو يسير نحو المكتب -: وتنكت يابو عمر
ضحك -: ابد ترا ماقلت شيء يضحك المهم خير وش فيه وجهك متعومس
بلع ريقه -: اوعدني انك ما تقاطعني وتسمعني لين النهاية
وتكفى تكفى يا يبه لا تكرر غلطة الماضي
عقد حاجبيه بعنف -: لا بعد خذ عود الخيزران واضربني فيه
آخرتها تعلمني وش اسوي وويش ما اسوي
نظر له ببرود -: آسف يبه حقك عليّ
بس جد ما ابيك تتسرع في أي شيء
تنهد -: قول قول وش عندك الله يستر
شعر بأن ريقه قد جف فأخذ قنينة الماء التي امام والده
وشرب منها لكي يبلل لسانه وشفتيه -: يباه آآآ بصراحة انا ما احب الف وادور
وانا ما اشوف اللي سويته غلط وحتى ان كان بنظر عينك غلط
انا مستانس فيه ومرتاح بعد .. تحدث وهو يراقب ملامح والده وعيناه
حتى سكناته وهمهماته ..
يبه انا تزوجت
اتسعت عينيه حتى كادت ان تخرج من محجرهما
-: وششششششششششش !!!
زفر بضيق -: يبه هدّ علامك ما كفرت انا
-: وعلى مين تزوجت ان شاء الله
-: على اخت صديق سلمان
-: مين بنته ؟
-: يبه البنت كندية و اااء وهي مسيحية بس ماعليه الحين احاول فيها تسلم
تمعّر وجهه وانقلبت ملامحه للغضب ونهض
وهو يضرب قبضة يده على المكتب -: انا اقول ارتحت من سواة سلمان تجيني انت
هذي تربيتي ؟؟!! .. لا ووين وعدك قبل ما تسافر ان همك من السفر الدراسة ومهو شيء ثاني
بهدوء -: يبه اروح لها بالحلال ولا بالحرام
بسخرية -: بالحلال طبعاً وتجي السعودية وهذي المسيحية معك
لا اصل ولا دين وتعلم عيالك عن دينها
لا ماشاء الله ضاع نسل آل الحمادي
بضيق -: يبه انا جايك اعطيك خبر عن زواجي مهو تلقي عليّ محاضرة
بلكنة غاضبة وجداً -: اعطيك محاضرة واكسر راسك بعد
اذلف من قبالي لا اقولك كلام يسم بدنك
اقترب منه وقبله على يده بهدوء -: انا غلطت اني ما استشرتك في البداية
بس صدقني انا كان كذا ولا كذا راح اتزوجها لأني مابي زوجة غير شيري
واذا بتعيد قصة سلمان معي يبه الزمن بيخليك ترضى عليّ
ماني محتاج اتزوج بنت من القبيلة عشان ترضى عليّ
وابتعد عنه بهدوء ايضاً وغادر المكتب ولكن قبل أن يغادر
استوقفته كلمات والده التي لم تكن متوقعة -: دام تبي قصتك غير عن سلمان اجل شرطي علشان زواجك ذا يتم انك تخليها تسلم
ولا والله يا عمر لا تشوف نجوم الليل بعز الظهر
واقل شيء راح احضر جواز سفرك
عمر نظر لأبيه بصدمة وعض على لسانه بحنك وفضّل الصمت خليلاً له
وهو يقرأ في داخله
" إنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء "












*






جاوزت تلك السنة على الانتهاء




بعد ان انتهى المطر واصبح الجو صحواً
وكأنه لم ينزل المطر ابداً
خرجت الجازي وجلست على كرسي الحديقة بقصر الجد كالعادة دون عباءة تستر جسدها او حتى غطاء على رأسها
فببساطة هي لا تهتم بالحجاب وعلاوةً على ذلك ان الجميع ينظر لها بنظرة استصغاريه فلا احد سيغريه تلك الفتاة العمياء ذات النظارات
الدائرية التي طلتها بما تبقى من دهان غرفتها البيضاء
وتلك الجديلة المهملة التي تجددها لها الخالة رحمة كل صباح
ابعدت النظارات عن عينيها وحاولت النظر فهي لم تخبر احداً
سوى انجيل بالطبع الذي كان يذهب معها
ففي فانكوفر كانت تذهب إلى احدى العيادات البصرية وقد كان طلباً من انجيل امر ذهابهما هذا ، فبعد التمرينات البصرية وبعض العلاجات بدأت احدى عينيها بالرؤية قليلاً ولكن كل الذي تنظر له غشاء شفاف يغطي كل الذي امامها فلذلك رأت بعض الأشخاص علمت من هم عن طريق اصواتهم ، عمر وسعود وماجد ورامي ومؤيد الجالس في الزرع
رامي باستفزاز -: هيه يا ام نظارات وش رايك تبعدين من هنا
ترا يمكن اصيبك من غير لا اشوف
مؤيد بنظرات -: رامي !! .. انت ارمي هناك وانتهينا لازم تسوي سالفة
ونظر للجازي بحنية .. ماعليك منه هالخبل
اشاحت بنظرها دون ان تقول كلمة
ليضحك سعود دون شعور
ماجد -: تراها مايبين فيها المعروف
رامي -: عاد معروف عنها عاجزة ولسانها اكله الفآر
صرخت -: بسكم عاد ترا الناس ماتقارن بكثرة الأقوال
الناس تقارن بكثرة الأفعال
سعود اقترب منها ورفع الرشاش إلى الأعلى واطلق -:
هاه وش رايك هذا فعل
اُقتِلع قلبها بقوة مع صوت الرصاصة فقد كان قريباً منها جداً
تحدث عمر بغضب وهو الذي قد انهى مكالمة هاتفية من شيري -:
وش فيكم عليها !!! خير وش هالكلام اللي يسم البدن
نهضت وهي تقاطع عمر -: ما احتاج منك تدافع عليّ
كمل كلامك مع جولييت يا روميو
وذهبت وهي تسير باستخدام عصاها فلم تشأ اجهاد عينها التي ترى دون وضوح واغمضت عينيها كالعادة المختبئة خلف حجاب النظارات تلك
كان عمر مصدوماً كثيراً فقد تغيّرت معاملة الجازي معه كثيراً
بعد ان اصبح معه ولد من شيري
لم يتوقع صفراً من مئة بأنها تغار من شيري


..



ذهبت الجازي للفناء الخلفي
شيري؟ اصبحت اكرهها كثيراً بعد ان دخلنا آخر مسابقة وقد فازت هي
فهي تحصل على كل اهتمام من حولها حتى ان عُمر تلك المرة
قد صفعني من اجلها حينما شتمتها وانا غاضبة
اعتقد انه قد نسى تلك الصفعة اللاإرادية منه ولكنني لم انسى ابداً
مقدار الالم الذي خلفته في قلبي
فليهنئا العاشقيْن كما يحلو لهما
واتمنى عشقها لعمر بأن ينسيها احد برمجيات اجهزتها
ثم استغفرت في داخلها كثيراً
وتنهدت ..
صحيح اني احصل على اهتمام من ادوارد وابي وجدي
وخالتي رحمة ولكن جميعها اشعر بأنها شفقة او تصدق
او تكفير ذنب كأبي مثلاً
الا ذلك الاهتمام من ادوارد
اما انجيل فقد اصبح منشغلاً عني حتى انه اصبح يُرسل لي رسالة واحدة في الاسبوع
بعد ان كان يحادثني يومياً وان لم يستطع ارسل لي رسالة صوتية عبر البريد بها تفاصيل يومه ؛ حتى تلك التفاصيل الصغيرة ايضاً
لم يعد يذكرها لي ، فقد مرّ زمن على ذلك
و هأنذا وحيدة ولا غرابة
فأبي منشغلٌ بصفقاته وادوارد بدراسته وعمر بـ شيري ودانيال
اشعر بأن بداخلي فراغ كبير وجداً
حتى اثير التي كانت تزعجني كثيراً واشعر بأن ازعاجاتها تؤانسني بعض الاحيان لم تعد تضايقني ..
ملّت وهي تتنقل بين زوايا بيتها الخشبي فهو الوحيد الذي رحّب بها
صديقتها التي اخترعتها بعد عدة محاولات فاشلة
ذلك الروبوت الذي صنعته ليعمل كـ مدبرة منزل
اخذت هواءً عميقاً ثم خرجت وقبل ان تخرج ودعت صديقتها الآلة
وذهبت للصالة حيث اجتماع العوائل اليوم
جلست في الصالة حيث يجلسن الفتيات
فتحت الكتاب وشبكت السماعات في اذنها ، تلك السماعات الموصولة بالقلم القارئ الذي يقرأ لها كل سطر ان نقرت مرتين
والكلمة ان نقرت مرة واحدة
اثير رفعت حاجبها وهي تقول لأمجاد -: الحين ابي اعرف ليش ابوي محمد مايهاوشها
لمن ماتغطي عن العيال وحنا بس تكون عبينا مفتوحة يسوي لنا سالفة
-: حرام هي يلا وهي تمشي تبينها تلبس عباي بعد وتغطي شعرها
جنى -: بس انا اشوف انه حتى لو هي عميا تتغطى المفروض حتى تتلثم لأن عمرها 19 وبعدين هي باقي بعقلها
وع الاقل شفن شلون تخترع اشياء واشياء وحنّا مالت علينا
امجاد -: يلا باقي حنا بزرات والزمن قبالنا طويل
ضحكت -: ايه صادقة وشبلانا مستعجلين
الا تعالين ع سالفة الحجاب اثير ياحلوة وانتِ وش فيك ماتتغطين ؟
-: باقي عمري 17
-: يا بكاشة 18
-: طسي تراني ما كملت 18
منيرة جلست بجانب الجازي
-: كيفك حبيبتي ؟
اقفلت الكتاب وبهدوء -: الحمدلله وانتِ
-: الحمدلله يابنيتي نشكر الله الا شبلاك ماتغذيتي معنا اليوم
طبخت ذاك الأكل اللي تاكلي اصابعك وراه
ابتسمت -: تسلمين معروف طبخك محدن يرده
بس كان بطني يمغصني
-: ماتشوفي شر حبيبتي
-: الشر مايجيك عمتي
رنّ هاتفها كان شخصاً من ثلاثة تمنّت الاتصال من جميعهم
والدها
ادوارد
انجيل
نهضت وهي ترد دون ان تجعل قلمها يقرأ
وسمعت صوته -: افتقدتك كثيراً
سمعت اصوات ازعاج وغناء من خلفه -: ماذا تقول
صرخ -: اقول لك افتقدتك كثيراً
ضحكت -: ولكني لم افتقدك
-: كاذبة
-: اين كنت طوال تلك المدة
-: لقد كنت في مسابقة غنائية وكنتُ منشغلاً بالتدريب
-: ولمَ لم تقل لي ذلك
-: اعلم بأنك لن تهتمي وابشرك لقد فزت وقبل قليل اعلنوا النتائج
واحببت ان اخبركِ اولاً
ابتسمت -: رائع جداً مباركٌ عليك فوزك
لقد سعدتُ كثيراً بأنك نجحت اتمنى لك الاستمرار في ذلك
صدمت في الحائط فهي لم تكن تسير بالاعتماد على عصاها
تألمت وهي تقول -: آآخخ اسمع انجيل سأحدثك لاحقاً
لقد صدمت بالحائط
ضحك -: هل انتِ فرحة لدرجة انك قد نسيتِ استخدام عصاكِ
-: شيءٌ كهذا
-: اذاً سأحادثك في المساء
-: حسناً عزيزي انتبه لنفسك
عندما اقفلت تحسست رأسها وهي معقدة حاجبيها بألم
تحدث ذلك الحائط بالانجليزية -:? Are you hurt
شهقت -: بسم الله الرحمن .. وتحسست ذلك الجسد البشري الصلب
وشهقت مرة اخرى ..
ضحك عليها كثيراً -: لهدرجة ما ميزتي صوتي بعدين قولي ماشاء الله
لاتصيبني بعين ترا لو ما اتدرب اثقال وحديد ماكان كذا
تنحنت وبهدوء -: مراح اعتذر انت اللي كنت بطريقي
-: ترا مشكلتك قصيرة ماتنشافين انصحك المرة الجاية تلبسين كعب
ونظر للممر المظلم نوعاً .. وعاد ينظر لملامح وجهها الغاضبة
آ لا مو سالفة قصيرة يعني ترا المكان شوي مظلم ما انتبهت لك
-: عاد هذا الكذب ما يترقع وين ظلام وحنا بعز العصر
لم يشأ جرحها فقد قالها دون شعور -: ليش ماقد شفتي الممر ذا انه الدرايش كلها مغطية بستاير ثقيلة ما تبين الضوء
تكتفت -: لا المرة الجاية ان شاء الله اشوفها بعيونك
وسارت من عنده ليعي ما قال فيمسكها من ذراعها ويلفها له
-: آسف ماكان قصدي ترا
من خلفها صوت ناعم قال -: شتسوون
ترك يدها وهو يهمس لها -: ترا جد آسف ما كان قصدي
تذكرت ان اثير تحب سعود وكثيراً فحاولت بأن تثير غضبها رفعت صوتها وهي تقول -:
لا خلاص دامها منك مقبولة ومايحتاج تعتذر مابينا هالحكي
واستأذنته بالذهاب تاركة سعود خلفها في صدمة
واثير في قهر ينبض من عينيها
قالت لسعود -: لا ماشاء الله بينكم لقاءات وانا اقول ليش اول
ما رنّ جوالها فزت شكيت صراحةً
بلع ريقه -: اثير وش فيك صلِّ على النبي تراك فاهمة الموضوع غلط
بعدين لحظة ليش ابرر لك افهمي زي ماتبين لكن ترا اياني واياك تفترين ع البنت كلام ماصار وتدخلينها مشاكل مالها اول من تالي
نظرت له بصدمة -: هذا كله تدافع عنها ؟!
-: هي ماسوت شيء غلط
ويلا عن اذنك
مسكت ذراعه وشدّت عليه -: سعود وبعدين معك لمتى ؟
عقّد حاجبيه بعنف -: وش اللي لمتى
بلعت ريقها للمرة الألف وشعرت ان ريقها قد جف -: تستغبي ولا تستغبي
يعني ما تدري آآآ
وهو ينظر ليدها -: ما ادري ايش ؟
تركت ذراعه باحراج -: هف غبي
وركضت
-: شهـ العائلة الغريبة كلها الغاز في الغاز
المهم شكله عندي امل مع الجازي احسها بدت تتقبلني عن اول











*












بعد شهر




.

.






ابتسمت عندما رأت صندوق هديةٍ منه
فتحته بلهفة ولكن تلك اللهفة قُمِعت عندما رأت كتابان
شعر بالقلق من ملامح وجهها -: هل ..
قاطعته وهو تحاول اخفاء ملامحها الغير راضية -: سعيدة بهديتك
عقد حاجبيه -: لم تعجبك .. صحيح ؟
-: بصراحة نعم ولكن من اجلك سوف أقرأهما رغم اني
اعلم بأني لن استفيد شيئاً
-: جربي ولن تخسري
قلبت ذلك الكتابان في كفيّها الأول القرآن مترجم
والآخر عن الاسلام
هو لم يخبرها إلى الآن عن شرطِ ابيه وايضاً لم يفاتحها الا مرة
عن موضوع الاسلام وعندما رأى منها صدوداً لم يعد يفاتحها
رغم انها وعدته بأن اختلاف الأديان لن يؤثر في علاقتهما
ولحل النزاع في تربية الابناء ان يدعونهم يختارون الطريق
الذي يريدونه دون تدخلٍ منهما ، عمر لا يريد بالتأكيد ابناء مسيحين ولكنه وافقها
حتى لا يفتعلا الشجار من ألا شيء وحين يكبر الابناء لكل حادثٍ حديث
كان دانيال يحبي في ارض الغرفة
اخذه عمر إلى حضنه ثم رمى به في الهواء وهو يضحك
كانت ملامحه ممزوجة بين جمال والدته وحدة ملامح والده
كان يجمع الصفات الحسنة من كليهما
دعا الله في خفاء وخشوع بأن يهدي زوجته للإسلام
وتصبح اسرته جميعها اسرة مسلمة

 
 

 

عرض البوم صور لامارا  
قديم 14-07-16, 10:30 AM   المشاركة رقم: 104
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26432
المشاركات: 391
الجنس أنثى
معدل التقييم: لامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 305

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لامارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الجنة اجمل المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: كفاني لك شوقاً ياسيدي

 


*







كان يراقبها كالعادة من النافذة قرر الاقتراب منها
فمعاملتها له قد تغيّرت وكثيراً
ولكن يلاحظ بأنها تتغير تماماً امام اثير
ما الذي يجري حتى تعاملني بشكلٍ جيّد امام اختها
وعندما نكون بمفردنا تتجنبني
اريد ان اسألها عن هذا فقلبي لم يهدأ البتة
سار دون ان يصدر صوتاً لخطواته
وتوقف وهو يسمعها تنشد ..
-: يا أمي مــا
لون السماء ؟
وما الضياء
وما القمر
بجمالهــا .. تتحدثون
ولا ارى منها اثر
يا امي مدي لي يديك عسا يسامرني السهر
يا امي ما لون السماء
تغيرت نبرة صوتها فقد تذكرت ليندا وانهمرت دموعها
وضعت ذراعها على عينيها وبكت
فكلما مسحت دموعها عاودت للنزول
وابعدت ذراعها لتمدها للأعلى وهي مستلقية
شدّت قبضة يدها ثم انزلتها بخلايا ميّتة
تنحنح وقال -: صوتك جميل ماشاء الله
استعدلت في جلوسها بفزع ومسحت دموعها بسرعة
-: من متى انت هنا ؟
ابتسم -: الحمدلله انك ما حسيتي فيني
بنبرة حازمة -: وانا قلت من متى انت هنا !
-: من يا امي ما لون السماء
اشاحت بوجهها عنه -: انسى اللي شفته
جلس بجانبها -: ترا الانسان مهما كان قوي تجي عليه لحظات يضعف
مب عيب ترا
-: ليش انت متى آخر مرة بكيت
-: اممم ما اذكر
-: يعني قاعدتك مهي عامة
-: لا عامة اكيد بيجي اليوم اللي اضعف فيه
ويمكن قد جاء بس انا ما اذكر الحين او ممكن مابي اقولك عليه
صمتت
-: آ الجازي ممكن اسألك سؤال
-: تفضل
-: وش سبب تناقضات افعالك معي
بغرابة -: أي افعال
-: مادري مرات تحسسيني اني نكرة
ومرات تحسسيني انا المهم واللي مافي مثلي تراك لحستي مخي
ضحكت
عقد حاجبيه -: ترا الموضوع مايضحك
-: اعرف بس اضحك على نفسي
ترا انا بعد ما ادري ليش اسوي كذا
-: تراك ماتعرفي تكذبي قولي قولي
-: لا عاد انا احسن وحدة في الكذب
-: بس عندي مراح تقدري تكذبي
-: ياشيخ مرة واثق ماشاء الله
ابتسم -: مهي ثقة بس عندي ملكة الحمدلله اقدر اكشف اللي يكذب
ابتسمت -: زين اجل علمنا من ملكتك يا كاشف الكذب
-: لا تتريقين عاد
ضحكت -: ترا ما اتريق .. ايه صح تصدق وانا اسولف معك تذكرت
اني هالشهر اكمل 19
استرق النظر اليها -: شدعوة شطاري
الا متى قلتِ يوم ميلادك ؟
كانت تبصر للسماء ببصيرتها وهي مغمضة العينين
-: يوم 15 من هالشهر يعني بكرة وانت يوم 16 مو ؟
بسرور -: وعارفة يوم ميلادي متى !
بعدم اهتمام -: سمعت البنات يتكلمون حول هالموضوع
بإحباط -: اهاا
وصمتا ...
لتتحدث هي -: اممم تعرف متى آخر مرة سويت عيد ميلاد
-: متى ؟
-: لمن كنت بكندا يعني قبل ثلاث سنين بالتمام
-: يعني ودك يسوون لك الحين ؟
ببرود -: لا مايهمني اصلاً آخر شيء افكر فيه هالأعياد
-: ايه اصلاً كلها امور بدعية وحرام عيد الميلاد
-: اعرف بس لمن كنا بكندا كانوا جيرانا يسوون
لي فما حبينا نكسر بخاطرهم ..
-: طيب لو عطيتك انا هدية بتاخذيها ومراح تكسري بخاطري صح
التفتت له وهو ارتبك .. يعني ترا ما اقصد شيء
فاجئته ببتسامتها -: اوك وانا انتظرها
اتسعت ابتسامته بعدم تصديق -: صدق بتقبلينها
-: بقبلها لأني اكبر منك بيوم
-: ياشيخة ترا انا اكبر منك بسنة
وانتشر ضحكهما بين ذرات الهواء ..
نظر لساعته -: يلا الوقت تأخر والجو صار بارد روحي بيتكم
-: ان شاء الله الحين اروح
-: لا قومي قبالي اشوف
-: لا والله باقي تاخذ العصا وتضربني
-: ايه اسويها اذا كنتِ عاصية
ضحكت دون شعور -: على امرك عمي الحين اقوم
كانت مستغربة من نفسها كثيراً انها تحادثه بكل اريحية
وكأنها معتادة على ذلك منذ زمن
نهض وهي نهضت بعده
-: بوصلك لين بيتكم
-: لا ما يحتاج
-: ترا بيتنا يم بيتكم يعني كذا ولا كذا راح امرّ من عندكم
-: اوك اللي يريحك
وهما يسيران
-: تصدق ما كنت اتوقعك ظريف كذا
-: افا ليش كنت عفريت ولا غوريلا في بالك
-: لا يعني ماتذكر كان اكثر ناس يعادوني انت ورامي ورامي للحين
لكن انت تغيّرت حيل حتى ما تذكر انك انت اللي عفست اهل اهلي
لمن صدمتني بأبوي ..
تغيّرت ملامح وجهه -: اعوذ بالله شهـ الذاكرة اللي ماتنسى
-: اذكر الله
-: ماشاء الله بعدين ترا يقولون مابعد العداوة محبة
-: ايه صح بس ترا حنا باقي ماحبينا بعض .. وضحكت
بلع ريقه وتلاحق الأمر فقال -: ليش منتِ ناوية تحبيني مثل محمد ولا اثير
-: شف صراحة ادوارد او محمد ع قولتك محد راح يوصل لدرجة محبته
حتى انجيل ترا مراح يوصل
واثير بيني وبينك ما احبها ذاك الزود
مناشبة لي على الحلوة والمرة
ضحك -: ضرتك ذي معد صارت اختك
-: والله مادري عنها بعد
نظر للأمام -: الا بسألك انتِ تحبي انجيل واجد يعني ولا شوي
سوري اذا تدخلت بخصوصياتك ..
بلعت ريقها عندما سمعت صوت عصاها تطلق صوت الصفارة -:
وصلنا صح ؟
تجاهل هروبها -: اذا انتِ تحبينه ليش تخبين هالشيء ؟
بلعت ريقها مرة اخرى -: آ بصراحة شف انا ما اعرف اعبر عن مشاعري بس اللي اعرفه انه انجيل اول انسان عرفته من خارج محيطي
وهو اللي خلاني اعرف معنى كلمة حياة
شعر بالخيبة من حديثها -: طيب يلا عن اذنك الحين تصبحين على خير
بعد ان تأكد بأنها قد عادت إلى بيتها
سار هو وهو متخبط بين افكاره
وتذكر تلك الصورة التي بهاتفها الذي رآها منذ فترة طويلة
تمنى للحظة لو يأخذ هاتفها ويغيرها


- في صباح اليوم التالي
ذهب سعود على بساط الريح يشتري لها هدية ميلادها
غلفها لها بكل مشاعر حبه المدفونة لعلها تصل إليها ولو عن طريق رسائل مشفرة وهي الشغوفة لأمور البرمجة
ستستطيع حل تلك الشفرات وبكل سهولة
ذهب للفناء الخارجي ولم يجدها
طرق ذلك الباب الخشبي الذي لا يجوز لأحدٍ الاقتراب منه
فتح له ذلك الروبوت وهو يخرج ليزراً احمراً كالماسح
عندما رأى بأنه شخص غير مألوف اقفل الباب في وجهه
فعاد يطرقه مرة اخرى لتخرج هذه المرة الجازي
-: روز ما ترحب بالناس الغريبة
-: حتى الآلات خليتيها تتصرف زيك خافي ربك
ضحكت وهي تفتح الباب -: تفضل
-: اقدر ادخل ؟
-: ايه عادي تفضل
دخل وهو يراقب تصميم المنزل الخشبي
شعر بأنه خارج السعودية
تأكد بأنها ليست مرتاحة لهذا الترف
يبدو بأنها تحن وكثيراً لمنزلهم ذو الدورين والذي يحمل في واجهته تصميماً مثلثاً والذي هو في كندا
جلس على الكرسي
وتحدثت في الكونترول الخاص بروز بأن تحضر العصير
فتضعه امام سعود وجعلتها ايضاً تتعرف على ملامح سعود
-: ماعليك ترا تعبتِ نفسك انا الحين رايح عندي تدريب
-: عندك تدريب ؟ اجل بخلي روز تسوي لك كوب كوفي
-: لا عادي مايحتاج ، مدّ يده
هذي الهدية اللي وعدتك عليها
بهدوء -: ترا كنت امزح معك ليش تعبت نفسك
حاول ان يقولها بلكنة رسمية -: لا مابه تعب يابنت العم
فتح الهدية واخرج العطر منها وعطرها به
ضحكت -: الحين هديتي المفروض انا افتحها
-: تحمست عشان اعطرك فيه
عفست انفسها -: ريحته قوية لا تقول رجالي ؟!
ضحك -: ايه ..
عقدت حاجبيها -: ليش ترا انا بنت
همس بألا شعور -: علشان الكل يعرف انك على ذمة عاشق
لم تسمعه فقد كان ذهنها منشغل بالرائحة -: وش ؟
بارتباك -: لا ولاشيء
نهض .. لا تستعجلي تراه يتغير وبيعجبك صدقيني
-: اوك ثانكس وماكان له داعي والله
-: لا عادي يلا اقلها انا اول واحد عطيتك هدية
بسخرية -: وراح تكون آخر واحد
-: لا ماعليك عمي بكرة يجي من السفر ومراح ينسى يوم ميلادك
-: اظن نسى شكلي مو بس نسى يوم ميلادي
-: لا عاد مو لهدرجة لا تبالغين
تنهدت -: الله كريم
اصلاً من يوم ماتت مام وانتقلنا هنا
حياتي انعفست فوق تحت
-: ماعليك ترا هذا شيء طبيعي لأن عمي هو الكبير واغلب الشغل عليه
وهو من دولة لدولة ترا لخدمتنا بعدين تدرين انه ماسك
السلسلة الجديدة اللي بدبي فلازم يكون اسبوعياً هناك ويتابع الشغل








*








في صباح اليوم التالي

نزلت من غرفتها وهي مستندةٌ على عصاها
اخترقت رائحة الطعام الزكية انفها
كان هذا استعداداً عظيماً من رحمة لزوجها
ان جهزت في الطاولة كل ما لذ وطاب
دخل سلمان وهو يزيح نظارته الشمسية عن عينيه
اثير ركضت إلى حضنه تشد عليه باشتياق
ورحمة ذهبت إليه ترحب به بكل لهفة
الاها ؛ كانت تقف في مكانها
وكأنها تودّ معاقبة غيابه الذي ارهقها
تفقّدها من بينهم وقال -: وين الجازي
اثير اخترق القهر جوف قلبها -: يبه ما ملينا عينك
عقد حاجبيه -: اثير شهـ الكلام كلكم اشتقت لكم وابي اسلم عليكم
تقدمت الجازي بخطوات بطيئة وكأنها تريد ايصال فكرتها إليه
عندما رآها مد ذراعه اليسرى -: تعالي ياحبيبة بابا
اثير شدت على ثوبه
الجازي ظلّت واقفة في مكانها وهي عاقدةٌ حاجبيها
ليضحك عليها سلمان -: وش فيك
-: حسستني اني بنت 11 سنة
اقترب منها وهو يحتضن اثير واحتضنها هي الاخرى
قبّل ابنتيه في جبينهما
ونظر لزوجته -: تعالي يا الغالية وش فيك بعيدة محسستني واحد غريب
مسحت دموعها -: والله انت اللي معد تنشاف
من سفرة لسفرة
-: اوعدك على هالخشم هالسفريات كلها تتقلل
واجلس لكم هنا حتى تطفشون مني وتقولون لي ارجع سافر
ضحكت وبنبرة باكية قالت -: حرام عليك شهـ الكلام
ينقص لساننا قبل لا نقوله
ودخلت هي في دائرة حضنه ايضاً
رنّ الجرس
سلمان -: غريبة مين جاي الحين
-: يمكن خواتك جايات يتحمدن لك بالسلامة
كان سيذهب ليفتح الباب ولكن صوت المفاتيح فتحت الباب
ودخل وهو يبعد الكاب من رأسه
وهو يقول بصوت عالً -: Happy Birth Day Al- jazy
جميع جوارحها تفاجأت ، ابتعدت من حضن ابيها
وحاولت ان تركض لهذا الصوت وارتمت في حضنه
وهي تحبس دموعها -: I miss you
-: me too
التفت سلمان عليه -: افا ماتقولنا انك جاي كان احتفلنا
اليوم بدل الحفلة حفلتين
لفت الجازي الى مصدر صوت ابيها -: حفلتين لإيش ؟
-: حفلة ميلادك ترا مانسيت
وحفلة وصول ادوارد اللي ما قالنا
ضحك -: يبه حبيت اسويها سبرايز
ابعد اخته عن حضنه ومسك يدها وسار بها الى ابيه
ليقبله في رأسه وكتفه -: I miss dad
ضربه في كتفه -: هنا تكلم عربي لا يسمعك جدك ويسوي لنا سالفة
ضحك -: عاد انا ما اعرف اعبر عن مشاعري الا بالانقلش شسوي يعني
اثير ذهبت لأدوارد واحتضنته -: وحشتني والله
الحمدلله ع سلامتك
-: الله يسلمك حبيبتي
رحمة -: ماشاء الله صارت الحين عندنا ثلاث فرحات
قاطعها سلمان -: افراح مب فرحات
ضحكت باحراج -: عاد انت لا تدقق الله يهديك
ادوارد ذهب لرحمة وقبلها في رأسها احتراماً لها -:
ايه وش هي الفرحات يا خالة
ضحكت -: ويه عاد لا تكون انت مثل ابوك
المهم فرحة رجوع سلمان ورجوعك وميلاد الجازي
رغم اني ما اقتنع بهـ الاشياء بس يلا عشانكم وعشان نفرّح الجازي
سلمان -: اجل نسويها اليوم الحفلة ونعزم الكل
الجازي -: ماله داعي والله
انا كان يهمني انّ داد مانسى يوم ميلادي
سلمان -: الجازي ؟ ايش هالكلام يا بابا ترا انا صح كنت بعيد عنكم
بس عقلي وقلبي معاكم
بسخرية -: دام عقلك وقلبك معانا ليش ما تكلمنا يومياً وتتطمن علينا
ولا الشغل لهـ الدرجة ما يسمح
تنهد وهو يجلس على الكنبة -: انتِ ماتدرين ظروف الشغل شلون قايلة
ادوارد ضربها على رأسها -: انتِ هذا ميلادك التسع تاعش ولساعك ما تركتي الحقد ذا
"بوّزت" فمها وهي تعقد حاجبيها -: ما حقدت بس انا اقول الحقيقة
اثير ولأول مرة تتفق معها -: صح يبه ترا جد كنت مقصر معنا
رحمة بقلق تحدثت خشية ان يتكهرب الجو -:
خلاص صلّوا ع النبي ماصار الا الخير وهذا هو وعدكم
بيصير معكم دايم واليوم نسوي الحفلة وننبسط ان شاء الله
ادوارد -: الا اقول اثير والجازي وش شرايكم تتجهزن وتطلعن امشيكن
رحمة ضحكت -: ماشاء الله جاي من مسافة سفر وتعب وفيك نشاط
-: افتقدت خواتي وودي اسعدهم
-: طيب اجلها ع الاقل بعد الغذا
اثير -: بقي لنا من الغذا الحين اروح طيران البس عبايتي
ادوارد ونسي امر العباءة وبغرابة -: عباية ؟
الجازي ضربت رأسها -: نسيت الكيس الأسود ذاك
ضحك -: ايه ايه تذكرته
طيب خلاص نتغذا ونطلع نتمشى وقولوا للبنات بعد اذا يبين يطلعن معكن
الجازي انعفست ملامح وجهها وهي تهمس له -:
انا يلا بتحمل اثير معنا تبي تعزم الباقي اجل ماني رايحة
وخزها في كتفها -: خلاص عيب تحملي عشاني
-: لا ماني مجبورة اطلعوا انتو بالعافية عليكم
قاطعت مساسرتهما -: يلا حبايبي خلونا نجلس نتغذا الأكل برد
جلسوا جميعهم على كراسي الطاولة
وبدئوا بتناول الطعام ..











*






اقفل السماعة وعلى وجهه قسمات السرور
فتح موقع المسابقة العالمية وسجّل كل شيء يخصها
دون موافقتها يعلم بأن الأمس كان ذكرى ميلادها
ولاسيما حينما اخبره ابنه انهم سيقيمون لها حفلةً اليوم
فقرر ان تكون هديته دخول تلك المسابقة التي حلمت بها منذ اعوامٍ خلت
ولكن كان لابد ان يكون عمر المشاركين فوق الثامنة عشرة
وحان الوقت



__________

انتهى.






- كفارة المجلس
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت
استغفرك واتوب اليك




 
 

 

عرض البوم صور لامارا  
قديم 14-07-16, 10:32 AM   المشاركة رقم: 105
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26432
المشاركات: 391
الجنس أنثى
معدل التقييم: لامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداعلامارا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 305

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لامارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الجنة اجمل المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: كفاني لك شوقاً ياسيدي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله تبارك الله ولا حول ولا قوة الا بالله




البارت الرابع والخـمسون


قراءة ممتعة

ــــــــــــــــــــــــــــــ








في المساء

ذهبت لأختها بطلب من امها
وطرقت الباب ، عندما اذنت لها بالدخول
اتسعت عينيها -: وش فيك ماتجهزتي ترا البارتي لك
ابعدت سماعة الاذن من اذنيها -: شوي وبقوم
شمقت بها -: يا الله على برود
شدّ انتباهها صندوق هدية مفتوح وعطر بجانبه
دققت في ملامح ذلك العطر لتقول -: هذا العطر مب غريب عليّ
بنبرة خاصة -: يمكن قد شفتيه مع سعود
عقدت حاجبيها -: شدخل سعود .. ثم استطردت بعد ثانية صمت
اوه صح هذا احسن عطر عنده
زادت تعقيدة حاجبيها ... الا شيسوي عطره عندك
ضحكت -: وش ابي بعطره
ماتشوفينه جديد
دخلت حدود الغرفة واقفلت الباب وشددت على الاحرف -:
سؤالي واضح
ببرود -: واجابتي واضحة
بعد لحظات قالت بنبرة استفزازية
تحبينه ؟
ترا الولد شكله بدا يميل لي
صرخت فيها -: انتِ خير ومن حنا صغار كل شيء يعز عليّ
وكل شيء احبه تاخذينه مني
اشاحت بوجهها عنها وهي تزفر بضيق
ضربت برجلها الارض -: ليش قولي ليش !!!!
تكتفت -: يمكن لأنك ماعرفتِ تحافظي على هالأشياء
انهمرت دموعها -: خافي ربك انتِ عندك انجيل تحبينه ويحبك
خلي سعود بحاله الا سعود انا بصير ميتة في ذي الحياة
اذا راح لغيري
ابتسمت بسخرية -: اذا ماتبينه يروح لغيرك صارحيه
مهو تقعدين تتأملينه ويوم يروح لغيرك تسوين لنا سالفة
جلست في الارض بضعف -: شلون اروح له واصارحه
وهو مهو معطيني مجال
-: اجل العوض بغيره
صرخت بها -: انتِ ليش كذا باردة ليش كذا حجر
ماتحسين يعني ماتحسين !!
ضربت بيدها البلاط الخشبي للغرفة
والله لو اعرف ان بينك وبين سعود علاقة لا تندمين
بلعت ريقها وهي تستجمع الحديث الذي ستقوله
-: بالعافية عليك .. انجيل مملّي عليّ حياتي
وماعندي استعداد اترك الانسان اللي مساندني لهـ اللحظة
اما سالفة سعودك هذا اربطي عليه بحبل ولا يجي يسولف معي اذا انتِ خايفة عليه لهـ الدرجة او متوقعة انه بيحبني
-: ترا هو يتقرب منك بداعي الشفقة ولا انا اعرف سعود
مايفكر في هالخرابيط
-: اوك دامك عارفة ليش فتحتي السالفة من الاساس
ومعليش تقدري تطلعي الحين ببدل ؟
















*












.. بعد اسبوع ..


.
بالتأكيد لن انسى طيلة حياتي لذة تلك الفرحة
جدي وما ادراكم من هو
هو الذي شجعني امام الملأ وبالخفاء
حتى اوصلني إلى هذه المسابقة التي ستقام خلال هذا الاسبوع في نيويورك
كم انا متحمسة وكثيراً
طرقت باب جدي ودخلت وانا سعيدة
حدثته بأني مستعدة للسفر
وكنت اعلم بأن لديه صفقة مهمة بالغد فقلت له بأن صفقته اهم من مسابقتي
لكنه غضب وظهرت عليه تعابير معقدة -: اجل لا تفكرين تسافرين لوحدك
تعجبت كثيراً فأين ذهب أبي وأين ذهب اخي ليقول لي هذا
-: ومن قال ؟ .. بروح مع ادوارد
-: لا ماتروحي معه .. اذا بتروحي
تروحي معي انا
دخل ادوارد دون ان يطرق الباب وكأن قلبه اخبره عنهما
فذهب لأخته وشدها إلى صدره -: وانا اقول سفرة من دوني ماتروح
-: ياقليل السنع تعصاني
بنظراته الحادة -: ايه
هزّ رجله بغضب -: محمد !!
-: سم
-: حنا وش قلنا قبل !
-: يا يبه افهمني انه سفري معكم مراح يأثر على دراستي
شدت على يديه بقوة -: ادوارد اذا عندك اختبارات
مسابقتي مهي مهمة لهـ الدرجة
وهو شدّ اكثر -: وانا اقول مسابقتك تسوى كل شيء عندي
شعرت بشعورٍ غريب ، فلأول مرة اشعر بهذا الاهتمام
لشيء انا احبه واريده وليس لأجل مصالحهم الشخصية
شعرت بأن قلبي قد قعد على بساطٍ اخضر في بستانٍ كبير
ابتسمت لهم بعمق وقليلة هي المرات التي ابتسم فيها كهذا -:
شكراً لكم انا ما احتاج انكم تأجلون او تضيعون شغلاتكم المهمة
علشان شيء مؤقت .. نسافر انا وابوي وانت يا يبه
خلص صفقتك والحقنا ع اول طيارة
وبحزم .. وانت يا ادوارد على اول طيارة لـ كاليفورنيا
وبعد ما تخلص اختباراتك تجي عندنا الدنيا مي طايرة
ضحك وهو يعيد شعره للخلف -: ترا مافي احد احرص عليّ من دراستي
عقدت حاجبيها -: الا انا
تنحنح وبحزم قال -: يلا خلاص اطلعوا الحين بكمل توقيع الشيكات
اجبناه بالموافقة وغادرنا كلانا
قابلنا في طريقنا جنى وامجاد واثير
لكننا تخطيناهم وذهبنا انا واخي حبيبي لمكاننا المعهود ..
جنى -: يمه يمه طير وطاح من السما
امجاد -: انا بروح اتميلح عنده معليش اثير يعني اخوك غصب عنك
تخقين عليه اخخيه وغير كذا اتزوج واحد يدرس ماجستير يا حليلي بس
جنى نغزتها -: ترا الشرع حلل اربع والبني آدم ماله احسن
من بنات عمه عاد يلا انتِ الأولى وانا الثانية مافيها اشكالية
اثير اتسعت عينيها -: شف ذولي يخططون على اخوي
امجاد تنهدت -: جعلني الجازي بس
جنى رفعت حاجبيها -: شف ذي وانا جعلني يد الجازي
اثير -: لا والله ما ودكم تخلون نفسكم الأرض اللي يمشي عليها بعد
الاثنتان بصوت واحد -: نو بروبلم
-: يمه على خروفات مخفات ياربي
رامي وسعود من خلفهما -: منو اللي خروفات
جنى نظرت لكل مكان سواهما
وامجاد كذلك
جنى -: آآ بنات مو كن امي قالت تبينا
امجاد -: ايه ايه وامي بعد قالت تبينا
اثير -: يا الخراطات ما قالت
الاثنتين نغزتاها ومن بين اسنانهما -: انتِ شدراك بعد
وذهبن يركضن وهن يسحبن بأثير معهن ..
رامي -: الحمدلله والشكر شفيهم ذولي
سعود بشك -: مهن خاليات
-: احس بخنقة خن نطلع الحوش
-: اوك يلا
عندما خرجا وجلسا على الكراسي
بعد لحظات من الصمت والتأمل
سعود بلع ريقه -: رامي ؟
-: سم
-: سم الله عدوك
بغيت اطلب منك طلب يصير ؟
-: يصير انت تامرني مب تطلب مني
-: الله يسلمك
ايه يعني ابيك معد تقرب للجازي اندري انك ما تطيقها
بس تكفى لا تضايقها بشيء
رفع حاجبيه بدهشة -: له له له شهـ الكلام
لا عد تصدق انت اللي مب خالي مهو خواتنا المسكينات
تكتف وهو يرفع حاجبه وعلى شفتيه ابتسامة صغيرة -:
سوالف كبار مالك شغل فيها
-: اقول تراك اكبر مني بسنة مهو عشرين سنة
-: انا طلبت منك بتسويه ولا لا ؟
-: لا
لفّ عليه -: رامي !!!
تكتف هو الآخر -: بسويه اذا قلت لي ليش
-: ياخ مابي اقولك ليش انت ماتفهم
ونهض وهو غاضب
لكن كلمات رامي شلّت قدميه عن الحركة -:
تحبها !؟
التفت له بوجهه -: رامي مو شغلك
-: اجل مو شغلك لا نشبت لها او ضايقت عمرها وقصرت عيشتها
زفر -: ايه احبها ارتحت
خلاص واياني اشوفك مأذيها
رامي ضحك -: ياهو يا العاشق الولهان تحبها اجل
شعر بالحمرة تعتلي وجهه -: راااامممممي !!!
رامي زاد بالضحك -: اول مرة اشوف رجال يستحي
آه يابطني هههههههههههههههههههه
بغضب -: جزاة اللي يسولف معك انت
وذهب بخطوات غاضبة كثيراً
عندما نهض رامي هو الآخر استوقفه صوت ناعم متحشرج
لم يعي ما سمع -: سعود يحب منو ؟
شتت نظراته -: م م مادري
امتلأت الدموع في عينيها -: يحب الجازي صح ؟
بتأتأة -: آآآ آآ وو والله مم مادري
وذهب هو الآخر سريعاً
تنهد .. الله يعينك يا سعيدان ما حصلت تحب الا اخت اللي تحبك
اصلاً هي شمعاها عندنا الا من متى كانت واقفة
حتى ما حسينا فيها لا جنية هذي والله












*









ركضت إلى منزلهم وهي تتعثر في كل خطوة
ثم تنهض وتتعثر ثم بعد ذلك تنهض
كان من الخطأ أني تركت جنى وامجاد
بعد ان كانتا تُصرّفان وضعهما ، غادرت لكي اذهب إلى بيتنا لأني شعرت بالنعاس قليلاً
ولكن يا ليتني ما ذهبت او تركت امجاد وجنى من الأصل
كنت اظنّ بأنها هي من تتقرب منه وراودتني الشكوك عندما اخبرتني
انه هو من بدأ بالتقرّب لها
اقنعت نفسي بأنه بداعي الشفقة
لكن الامر كان اعظم من ذلك
طيلة حياتي كنتُ اكافح لأجعله سعيداً حتى وان كانت اعمالي في الخفاء
وبعدها يكافئني بأن يحب اختي التي تملك حبيباً ؟
حتى اني اخشى عليه من تحطّم قلبه عندما يعترف لها
ما بالي هكذا !!!
اكون اثيراً اخرى عندما اتفرّد به بمخيلتي
اصبح ملاكاً لا تعرف الخطيئة
اصبح حالمة .. عاشقة .. تريد فعل المستحيل لتناله هو فقط
حتى بعد ان تيقنت من الحقيقة التي شككت بها من قبل
وجدت قلبي عاجزاً عن حقده
ما بالي انا !!!
لست انا حقاً عندما اختلي به
آه يا سعود لو تعلم مقدار الحب الذي يكنه قلبي لك
لما فكرت بالنظر لأخرى
انت كالماء يا سعود ، هو قد يُسقي وقد يروي وقد يغرق
لقد سقيتني بتجاهلك
وارويتني بعقم اللقاءات
واغرقتني بوابل الصدمات
لكم تمنيت ان نكون كشخصٍ واحد
كم تمنيت اشياءً كثيرة يا حبيبي
ولكن لا مفرّ من الحقيقة
هذه انا امسح دموع عيني بيديّ المتسختين بالطين
فقد سقط المطر في صباح اليوم
وكأن السماء تعلم بجنازة قلبي
فبكت عليه قبل احتضاره واحتضنته قبل ان يصبح نكرة
صعدت إلى غرفتي غير مهتمة بآثار الطين التي
التصقت بأرضية القصر
ذهبت إلى غرفتي وانا احتسي اكواباً كثيرة من الألم
تمددت على سرير خيبتي وانا اشد على لحاف الوحدة
التي عادت إليّ من جديد
رأيت صورته تتدلى من خلف وسادتي وكأنها تنتظر
ككل مرة ان احتضنها وانام ولكن هذه المرة أخذتها وتأملتها
لكن لم استطع النظر من الدموع التي حجبت عليّ الرؤية
انهمرت دموعي الكثيفة على الصورة
هذه الصورة قد اخذتها بالخفاء حين تخرجه
ظننت اني حينها لن اواجه سعادةً كهذه ابداً
يومها كنت سأعترف له بحبي العتيد
الذي كان يتجدد كل يوم بحلة بهية
لكن كالعادة عندما نصبح بمفردنا تأتيه الأشغال من كل ناحية
فذهب وتركني اربط على قلبي صبراً بلقاءٍ آخر
وكلما تكرر ذلك ايقنت ان اعترافات الحب
لا تكون الا في الأساطير القديمة والأفلام التي قد بُنيت على الكذب !
كنت احسد الجازي على حبها الذي هو حقيقة
ولم يكن في الاساطير ولا بالأفلام وكنتُ اصبّر قلبي ايضاً ان حبيبها هو مغني فبالتأكيد
قد انسلخ إلى حياة التمثيل والكذب فتأثر به لينقله إلى حبيبته
ثم اناقض نفسي كيف ذلك وهما يحبان بعضهما من الصغر
ثم امزق جميع هذه الاحاديث وارمي بها في قمامة روحي
لأزيد وجعاً على وجعي
الجازي نقيض سعود بالنسبة لي فسعود حبه كل يوم يتجدد
وهي كرهها كل يوم يتجدد ويكبر حجمه في داخلي
منذ الصغر اعتدت ان كل شيءٍ لي
يصبح لها كانت تريد ذلك ام لم تريد !
















*













ليلة ما قبل السفر


اصدر صوتاً بخطواته فابتسمت بالرغم عنها
-: غريبة ؟
مدّ ذراعيه للأمام -: ابي افسد تأملك
زفرت -: وياليتني اتأمل على قولتك
جلس بجانبها -: ليش وانتِ ايش تسوين ؟
-: هالسؤال لا تسألني عليه ماله جواب عندي
فاجأها بحديثه -: يوم البارتي تحصنتي ؟
-: لا
اعتلى صوته -: وليش ان شاء الله !!!
-: نسيت
رفع حاجبيه -: حد ينسى ذكر الله ؟
عقدت حاجبيها -: خلاص سعود لا تسويلي من الحبة قبة مدري وش هذي
ابتسم -: ايه من الحبة قبة زين حافظة امثالنا
-: والله عايشة اكثر من ثلاث سنوات هنا ما تبيني احفظ
-: كويس
وسهى في ملامح وجهها واقترب منها ليزيح النظارة عن عينيها
-: كذا شكلك احلى
صمتت ..
-: ممكن اسألك سؤال
ضحكت بالرغم عنها -: انت احد مسلطك عليّ اليوم من وقت جلست وانت تحقق وتسأل
ضحك هو الآخر -: ابد لي يومين مو شايفك واشبع فضولي
-: وايش بتستفيد ان شاء الله
-: اممم هالسؤال ماله جواب عندي
ضحكت بسخرية وهي تعيد خصلات شعرها للخلف بعد ان تدلت
على وجهها بفعل الهواء
-: اححم اححم ماعلينا تصدقي نسيت السؤال
وضعت يديها على فمها وهي تضحك
رفع حاجبيها -: ابعرف ليش مخبية ضحكتك تراها زينة
-: لأن مافي شيء يضحك
بعدم تصديق -: اهها مافي شيء يضحك
-: ايه تذكرت سؤالك ولا باقي
-: لا خلاص تذكرته اللي هو ليش نظارتك مصبوغة بلون ابيض
-: اممممممم
هو المعتاد أي شخص اعمى يلبس نظارة سودا مو ؟
بتراجع -: لا ماقصدت كذا
استطردت دون ان تلقي بالاً لما قال -: لكن انا احب اتفرّد بكل شيء
حتى بالعيب اللي فيني وحتى لو كان شكلي مهو متناسق
اصلاً احسن لأني اقابلكم كلكم فلو شكلي مهو مقبول بالنسبة لكم
محد بيتكلم عليّ وترا حتى لو شكلي مقبول مراح اغطي من احد
-: وليش ما تغطين ؟
-: خنقة
عقّد حاجبيه -: من قالك ان الحجاب خنقة
رفعت حاجب -: انا اقول
وخلاص خل نقفل هـ النقاش
بعدم اقتناع -: اوك اللي يريحك
ايه صح تذكرت سفرتك بكرة
-: ايه الصبح
-: وليش صاحية للحين
-: الوقت بدري حتى عشر ماجت
-: بسافر معكم
-: ودراستك !!!
-: بآخذ اجازة اسبوع عادي بتقوليلي ماحجزت عادي اقدر اطلع
بعناد -: لا مراح تسافر معنا الحين انتو على وجه اختبارات
مابي اتحمّل بأحد
-: مراح تتحملي بشيء انا اللي اتخذت هالقرار المشكلة مي هنا
المشكلة ابوي معيي يقول روحتك ما تقدم ولا تأخر حطمني
ضحكت -: برافو على عمي
-: لهدرجة كارهتني ماتبيني اروح معكم
-: لا مو كذا بس جد يعني اجلس هنا
-: خلاص انا ابي اروح نيويورك اغيّر جو
-: روح بالاجازة مب الحين
-: ياربي حنانة ذي البنت
ابتسمت -: خلاص اوعدك اصور لك الجو كل يوم بس انت اجلس هنا
بضجر كان يتمتم بداخله .. غبية ذي ولا غبية انا احتجيت بالجو
وكل ما مسكت عذر طلعت لي حل له -: الا الحين وش طريقة المسابقة
-: هي مرحلتين اول شيء بنيويورك بعدين بواشنطن
راح يتسابقوا ناس مخترعين من كل دول العالم وراح يتأهلوا بالمرحلة الأولى خمس متسابقين ومن شروط المسابقة ان المتسابق
تجاوز عمره الـ 18
طبعاً بهـ المرحلة راح يكون الاختراعات موجودة من قبل لكن بالمرحلة الثانية هم راح يحددون لنا الاختراع واهم شيء انه يكون الاختراع مناسب لتخصصات المخترعين الخمسة
اومأ بالفهم -: شيء جميل انا واثق انك بتشرفينا عاد انتِ
ماشاء الله محد زيك
زفرت بضيق -: يمكن انا راح اكون اقل مستوى فيهم
وعمر امس كلمني وقالي شيري بتدخل المسابقة بعد
-: ايه صح هي لها اختراعات ماعليك انتِ كوني متفائلة
وخلي ثقتك بربنا قوية
بلعت ريقها وبعد ذلك اخذت هواءً عميقاً وهي تذكر آخر مسابقة في كندا كيف ان شيري فازت عليها بكل سهولة ..
حاولت قمع هذه الفكرة فتلك المسابقة كان عمرها 14 سنة
والآن هي افضل بكثير عن ذي قبل وستتحداها بكل جدارة
سعود اتكأ بخده على راحة يده يتأمل حسنها بعد ان فتحت عينيها
وحط الصمت رحاله على اراضيهم
ولكنّ الجازي قاطعت الصمت هذا وقالت بطريقة مباشرة والبرود يعلو نبرة صوتها -: انت تحب ؟
ارتبك -: عفواً ؟
-: انت تحب ؟
-: ليش هالسؤال
-: اذا ماتبي تجاوب براحتك
خاف ان تضيع هذه الفرصة من يده -: ايه
صدمته بكلامها -: اثير مو ؟
عقد حاجبيه بعنف -: شدخلها !
بذكائها كانت تعلم اجابته قبل ان تسأله ولكنها تريد
ايصال رسالة واضحة له -: انت تحب اثير وهي تحبك لا تستحي عادي ترا
بتفاجؤ-: تحبني !!!!
بس انا ما احبها
عقدت حاجبيها -: ما تحبها !
بس هي واضح انها تحبك معقولة ما انتبهت
تغيرت ملامح وجهه -: مادري ما التفت لهـ الامور التافهة
زفرت بضيق وهي ترسم انجيل في سماء مخيلتها -:
عمر الحب ما كان شيء تافه بس الناس هم التافهين
ترا الحب شيء عظيم
شدّ على يديها دون وعي منه -: الجازي ؟
اعرف ان الحب مهو تافه ترا الحب هو اللي مخليني لهـ الحظة واقف على رجليني انتِ ماتدرين شقد انا احبك
ادري اني كنت اضايقك زمان
بس ترا ما ادري كيف حبيتك ومتى بالضبط
اللي اعرفه اني صرت احبك بلحظة كذا نبض قلبي باسمك
ودق لك مو لأحد غيرك
اثير تستاهل اللي احسن مني لأني ما اقدر اتخلى عن حبي لك
شعرت بأن عقلها توقف
واخيراً جسدها توقف عن القشعريرة
هي لا تعدّ سعود الا اخاً وصديقاً وابن عم
اختها هي التي ترى بأن سعود هو الحياة فهي احق منها به
خرجت منها احرف بسيطة -: واثير ؟
-: قلت لك اثير تستاهل اللي احسن مني
-: سعود آسفة بس انا ما اقدر ابادلك ...
قاطعها -: اششش خليني مكذب الكذبة ومصدقها
بغضب -: سعووود !!!!!!!
صرخ عليها -: قلت اسكتي اعرف من اول انك ما تحبيني
لكن انا احبك وبيوم من الايام بتحبيني انا واثق
لأن انجيل محد راح يوافق تاخذينه
بسخرية -: وليش محد راح يوافق ولا ابوي وعمر على راسهم ريشة
ياخذون اللي يبون وحنا لا !
اتسعت عينيه -: يعني تبينه ؟
شعرت بتوتر فضيع ولكنها لم تظهره فنهضت وهي تترك يده الممسكة بيدها -: مو كن الوقت تأخر
زفر بضيق ولم يتحدث بحرف
اخذت عصاها وذهبت
ضرب بيده العشب وهو غاضب ثم تمدد على جنبه
وضم ساقيه إلى حضنه يدفأ نفسه من الهواء البارد
واغمض عينيه دون شعور
ونام
هرب من واقعه وهو خائفٌ من الغد
لا يريد ان يقابلها لأن شيئاً ما في قلبه قد شاخ وانحنى ظهره
ولكنه مازال يريدها بشغف

 
 

 

عرض البوم صور لامارا  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقلمي, ياسيدي, شوقاً, كفاني
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية