كاتب الموضوع :
الجنة اجمل
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: كفاني لك شوقاً ياسيدي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله تبارك الله ولا حول ولا قوة الا بالله
البارت الثاني والخـمسون
قراءة ممتعة
_______
كنتُ مصدومة كثيراً كنتُ اردد في نفسي
لو كان هذا الذي امامي صادقاً
فسأكون قد تعرضتُ للخيانة من الجميع
صحيح اني لا اهتم بـ لينا هذه ولكن لمَ الكذب
الصدقُ لن يضرَّ شيئاً ولن ينقصهم عضواً من اعضائهم !
عندما طال صمتي قال هو -: انا رايح
لم اجبه فقط قلتُ لروز بأني اريد غرفتي
*
عندما دخل القصر قابل ابن عمته بابتسامة -: خلاص
ضحك -: بشّر وجهها انعفس
شاركه الضحك -: انفعس وبس ! لكن اللي قهرني
حسيتها ما اهتمت لأمها هذي عندها قلب بلاه
عقدت حاجبيها صاحبة العقل المدبّر لهما -:
عايشة برا ايش تتوقعون منها
رامي -: اي صح هناك لا علاقات انسانية ولا هم يحزنون
سعود -: لا هيه تراك فاهم برا غلط
كل انسان له علاقات خير انت
-: المهم ان قلوبهم قاسية
اثير بسعادة -: ماتدرون شقد مبسوطة الله يسعدكم
اردها لكم في الافراح الحين نشوف وش بتسوي هالدلوعة
سعود ببرود -: يلا انا رايح بيتنا
اثير وهي التي تحب سعود كثيراً -: ليش بدري خلونا نروح نلعب
-: لا بروح ادرس عندي اختبار
رامي شهق -: وانا بعد عندي اختبار بالجغرافيا
الحين المدرّس بيجيني بروح البيت قبل لا امي تذبحني
اثير زفرت بضيق شعرت بأن الشوائب قد هاجمت سعادتها
كانت تريد البقاء اكثر بجانبه فشتمت اختباره في داخلها
-: خلاص بروح العب مع جنى وامجاد
ضربت قدمها في الأرض بغضب
عندما تلاشى جسد سعود من ناظريها
ورامي ايضاً ..
*
عندما كنت امشي بمفردي وعصاي هي التي تدلني
كان متعمداً ان يأتي نحوي فاصطدم بي بطريقة استفزازية
ضحك بقوة -: معليش ما شفتك
نهضت وانا انفض التراب عنّي
قلتُ في نفسي بضيق " متى سأعود لكندا اولادهم هنا
قليلي ذوق وادب ايضاً .."
اكثر اثنان عرفتُ انهما يكرهاني جداً
سعود ذاك الذي لا اعلم ان كان كاذباً ام صادقاً
ورامي هذا الذي اصطدم بي
ارجوك يا الله قوني بك حتى اعود لفانكوفر
دخلت البيت وكنت اسمع قلبي يبكي
ولكن عيناي لم تبكِ
كان قلبي يبكي من خيانة ابي
ذهبت نحو غرفة امي ، نعم مازلت اصرّ ان ليندا امي
لكن لحظة ليندا تعلم بأن ابي كذب عليّ !!
هذا يعني انها تشاركه الذنب ايضاً
قمعت كل فكرة طرأت في بالي وطرقت الباب ثلاثاً
سمعتُ صوته الذي احتقرته حينها ودخلت
-: يا هلا ياهلا وانا اقول شفيه البيت نوّر اثاريك جيتي
هاه بشري انبسطتي مع ابوي ؟
القيت عليه الطامة دون مقدمات -: ليش كذبت عليّ
وقلت لي ان امي ليندا مهي لينا ؟
اتسعت عينيه حتى كادت ان تخرج من محاجره
وظلّ صامتاً إثر الصدمة
انا لم ارى عينيه حينها هو من روى لي ذلك
فيما بعد وضحكت كثيراً
-: يعني الكلام طلع حقيقة ؟
تقدم نحوي وعلمت ذلك من وقع خطواته المضطربة
جثا على ركبتيه وشدّ على كتفي -:
حبيبي من وين سمعتي هالكلام ؟
اشحت بوجهي -: فاعل خير جاء وقالي
بلع ريقه للمرة الألف -: زين مين اللي قالك ؟
بدأ الحزن يتجسد صوتي -: داد ؟ بس ابي اعرف
صح هالكلام ولالا ؟
صدقني انا مايهمني موضوع لينا انا اللي يهمني ....
قاطعني بعنف -: لا يهمك ويهمني ويهمنا كلنا
خبّأ رأسه في صدري وبصوت مخنوق
مهو بيدي اللي سويته هذي امك اللي تبي كذا
ترددت في ان اضع يدي على شعر رأسه
لكني في النهاية عزمت امري ووضعت
شعرتُ ولأول مرة بأن والدي طفلٌ صغير
وكأنه يريد الهروب من هذه الذكرى
التمست من صوته بأنه يحب لينا كثيراً
التي قالوا بأنها والدتي ..
بدأ يسرد لي من نقطة الصفر
كل الحكاية ..
حتى وصل -:
لينا وهي حاملة فيك كانت تكتب كل شيء في بالها بدفتر صغير
مادري وش اللي طرى في بالها وقالها تكتب هالموضوع
طوت الصفحة وحلفتني اني ما افكر اقراها الا اذا اخذ الله امانتها
وقتها ضحكت وقلت اصلاً اذا خذا الله امانتك راح ياخذ امانتي بعد
لأننا بدون بعض مانعيش ..
شعرتُ بالحياء من حديث والدي فأنا مازلت طفلة
وهو يقص لي هذا بكل اريحية
تجاهلت مشاعري وانا استمع له يكمل قصته
-: قبل موتها دخلت بغيبوية وانتِ عمرك ايام
وهذي الغيبوبة مافاقت منها ابد وماطوّلت فيها بعد
بعد سنة تذكرت الدفتر وقريته كانت توصيني طول الصفحة
الجازي لا تخليها حزينة في يوم
ولا تعرف في يوم ان امها لينا وماتت
كانت خايفة عليك من الحزن ماكانت تبيك تحسين بالنقص
في أي شيء وليندا قالت لي انا امها من هذا اليوم
علشان ننفذ وصيتها والكل آثر انه مايتكلم تنفيذ لوصية لينا
لكن خالتك لانا نفذ صبرها
تكفين مابيك تزعلين من لينا ولا مني ولا من ليندا لأنك مراح تلقي قلب احنّ عليك منها
ابتسمت وشعرتُ بأن جرح قلبي قد برأ
فنحن الاطفال كلمات تغضبنا وكلمة واحدة فقط تسعدنا
صحيح اني كنت مختلفة عن هؤلاء الاطفال
ولكني اشترك معهم في عدة اشياء رغم ذلك كله اخبرهم
بأني لست طفلة وامقت الاعتراف بذلك
جلست فرجلاي قد تعبت الوقوف وجلس ابي معي
-: ماني زعلانة منكم وياليت لو ماما لينا كانت عايشة الحين
شكلها طيبة حيل ..
اغمض سلمان على عينيه لئلا يبكي واخذ نفساً عميقاً ثم قال -:
هي لو كانت عايشة الحين كان كلنا بخير
فهمست -: الله يرحمها
-: آمين
وبتردد .. الجازي
-: يه داد
-: لو قلت لك شيء راح تكرهيني ؟
-: اممم على حسب الشيء
زفر بضيق -: انا واثق انك راح تكرهيني
لكن ان شاء الله العكس
شعرتُ بخوف كبير من نبرته فقلت له ان يتحدث
فقال لي بصوت خفيض
-: كنت ابي لك حياة سعيدة لكني كنت غبي
واتخذت اتعس قرار في حياتي وليومك هذا نادم عليه
ازداد خوفي فقلت له -: داد ؟ قول ايش
وضع يديه على عيني -: انا سبب حرمانك من انك تشوفينا الحين
عقلي في ذلك اليوم لم يستطع استيعاب ما قاله ابي
فالصدمة الأولى ان لي ام لكنها ليست على قيد الحياة
وتقبلت هذا الامر
اما الصدمة الأخرى اني لا ارى والسبب من ؟
السبب ابي !!
نهضت بهدوء دون ان اتحدث وقلت لعصاي وجهتي
لم يتحدث ابي بكلمة هو الآخر كأنه توقع ردة الفعل هذه
فأنا بذاتي عندما اشعر بالخيبة او بالصدمة اتوحد بنفسي مع نفسي
اشعر بأني في منطقة الأمان ..
ذهبت لغرفتي لم استطع ان افكر في شيء
ارتميت على السرير وذهني متوقفٌ تماماً عن أي شيء
حتى الاسئلة لم تتخبط في راسي
كنت كجذع نخلةٍ خاوية اجتثت من فوق الارض مالها من قرار
حركت بؤبؤ عينيّ في جميع الجهات ، كنت كلما نظرت لزاوية
حاصرني الظلام فيها وكأنه سيخطف مني عذريّتي
رفعت يدي الى عينيّ واغلقتها
ونزلت دمعة على خدي الايسر
ثم توالت خلفها قبائل وشعوب عظيمة من تيارات الدموع
دفنتُ وجهي بالوسادة لئلا اصرخ
فالسبب في النقص الذي انا فيه والدي
كيف كان يريد لي السعادة في سلب بصري
كان كلامه ملغّم بالألغاز والأحاجي
لكن عقلي لم يشتهي حل احجيته
في ذلك اليوم لم اذكر كم ساعة بكيت
وكم ساعة حاولت فيها التفكير ولم استطع
ولا اذكر كم مرة فيها سمعت صوت ليندا
تناديني من خلف الباب وتطرق عليّ بقوة
ولكني لم اجيب ..
استسلمت اخيراً للنوم
تمنيت حينها ان انام وألا اصحو بعد ذلك ..!
.
.
.
.
رنّ صوت المنبه بقوة
اقفلته بانزعاج ونهضت وانا ادفع بذراعي للأمام
بضيق كبير ، فلم اعتد بعد على هذا المكان
رغم ان لي هنا قرابة النصف سنة
كنت اعلم ان الشمس تصرخ في الخارج بقوة
ولكن لم ارى ضوئها ولم اشعر به
فقط علمت ذلك من زقزقة العصافير الذين يتربعون
على الشجرة الضخمة التي بجانب نافذتي ، وقد يكون هذا السبب ايضاً
لاختياري هذه الغرفة
نهضت متجهة الى الحمام وبعد ان فرغت
صليّت صلاة الفجر الفائتة عني
صليّتها دون خشوع ، صليّتها كقطعة بالية
كنتُ بعيدةً عن الله
كنتُ اعيش في بلاد المسلمين لكني لا افقه من دينهم شيء
فقد انقشعت شمس حياتي غربت نحو دهاليز الموت
لم تشرق في حياتي شمسٌ بعدها
كانت هي من توجهني
كانت هي من تصلح اعوجاجي
عندما رحلت لم اعد اسمع
تحجبي ، صلّي الصلاةَ بوقتها ، لا تقعدي مع انجيل لوحدك
كثيرة هي اوامرها وانذاراتها لكني كنتُ احبها منها
كنتُ اشعر بأن للحياة طعمٌ آخر
فأنا كبرت نصف سنة دون ليندا ، ابتسمت
لا بل امي ..
سقطت قطرة مطر على ارض وجنتها اليسرى
مسحتها ..
كبرتُ نصف سنة وازدادت المشاق والاعباء على والدي
حتى اصبحت اكثر لقاءاتي به على الهاتف
؛ فقد توسعت شركاتهم هذه التي امقتها إلى حدٍ كبير
جدي ايضاً هو الآخر ولكنه لا يسافر كثيراً كوالدي وعمي
فيناديني بين الفينة والفينة الأخرى
حتى ظنّ الجميع بأني مميزة عنهم فزادت كراهية اثير لي
ولقد بنيتُ عنها في الماضي توقعات خاطئة
كانت من اللحظة الأولى تحقد عليّ
تكرهني ، تمقتني ، حتى انها تتمنى الموت لي !
ففي مرة اذكر كنتُ مريضة وتحاملتُ على نفسي
وذهبتُ للفناء الخارجي امام ذلك المنزل الخشبي الصغير
الذي هو ممنوعٌ دخوله على الجميع الاّي ..
تمددت على العشب وانا التمس جبيني الذي يحترق
حينها استرقت السمع لخطوات تسير بالحذر مني
تلك الخطوات كانت غريبة جداً
شعرتُ بالريبة ولا سيما واني اعرف هذه الخطوات تعود لمن
فقلت -: وش تبين يا اثير ؟
توقفت في مكانها بصدمة -: شلون عرفتي اني اثير واني هنا اصلا
-: ماعليك انتِ قولي شتبين
اختلقت بعض الكذب لتوقعني وضعت يديها على جبيني
ثم شهقت -: اي والله صدق زي م توقعت انتِ مسخنة
لأنك منتِ على بعضك اليوم
-: لا عادي
-: شلون عادي خذي جبت لك دوا
شعرتُ بالشك فلأول مرة تهتم بي وايضاً
كيف جزمت بأني مريضة حتى انها اتت بالدواء كيف تبني افعالها
على توقعاتها وحسب هل هي حمقاء ام ماذا ؟
-: خذيها حبيبتي لا تستحين ترا حنا خوات نخاف على بعض
شممت رائحة كذب في حديثها ولكني تجاهلت ذلك فقد
كنت محتاجة للدواء حينها بحق فالتقطت الحبة
وكنتُ سأضعها في فمي لولا الله ثم سعود الذي مرّ
-: هي انتِ هبلة وش بتبلعين
عقّدتُ حاجبيّ فأنا اكره هذا الانسان تماماً
اصلاً ما الذي اتى به هنا
اثير تلعثمت -: هذا دواء تبع السخونة
اقترب مني واخذ الحبة من يدي ونظر لأثير -: وانتِ الثانية هبلة
ماتقرين الأدوية تبع ايش
شعرت اثير بالخوف من ان يفتضح امرها ولا سيما امام حبيبها
-: آآ والله مادري تدري اني فاشلة في الانقلش
تنهد -: خلاص صار خير
وضع يده على جبيني وعقد حاجبيه ..
اوف وانتِ بعد ساكتة على روحك
اشحت بوجهي عنه -: مالك شغل !
ابتسم بسخرية -: لا لي شغل تراني مني خايف عليك
خايف علينا لاتنتقل العدوة فينا
ولم اشعر بي الا وانا اطير في الهواء
شهقت في داخلي وعقدت حاجبيّ بعنف -: نزلني
اثير كانت تنظر لكلينا بدهشة وقهر عقيم
وقالت -: سعود جد نزلها لو حد شافك كذا
بيهاوشك لين بكرة
-: ليش وش مسوي انا كلها بوديها بيتكم
ما اشوف عصاها حولها
بلفظ حاد -: ادل طريقي بدون عصاي
نزلني لو سمحت !
تجاهلني وقال لأثير -: خلاص انتِ ادخلي بيت جدي
البنات يبونك من اول يدورون عليك
ابتسمت بتصنع -: لا عادي بسير معكم ابي اتطمن على اختي
كان كذبها مكشوفاً امام سعود فهو يعلم حجم الكره
الذي تكنّه للجازي -: ماعليك بتصير بخير انتِ روحي
سار سعود والجازي تحاول ممانعته والاعتراض بشتى السبل
لكن سعود بحكم انه متدرّب جيّد على الاثقال والحديد
لم تستطع الافلات منه فاستسلمت وظلّت صامتة
زفر -: تدرين الحبوب ذاك تبعية وش ؟
ببرود -: مايهمني
-: ولا يهمني بس نصيحة لعد تاخذي شيء من اثير
صمت فأردف هو .. الحبوب خاصة بالضغط اذا كان مرتفع
يعمل له هبوط فكيف لو ضغطك سليم يعني اكيد بيخليه هابط
وعاد وقتها بتدخلين في غيبوبة ياشاطرة
بلعت ريقي في صدمة ، اثير ليست فاشلة في الانجليزي كما تزعم
حتى وان غابت عليها كلمات كُثر فهي تعلم الكثير ايضاً
كانت متعمدة كانت تريد قلتي
هل هناك اختٌ تريد قتل اختها !
قاطعني صوت سعود -: يلا ماعليه شكل اثير ما انتبهت للحبوب
وماقرت هي لوش
ضحكت في داخلي بسخرية جميعكم نشالون ، محتالون
تنتظرون الزلة مني حتى تقذفوني للمنفى دون رحمة
رنّ الهاتف الذي في جيبي وضعت يدي على بطني
ثم انزلتها بهدوء حتى وصلت لجيبي والتقطته منها
نسيت ان قلمي القارئ السمعي الذي اخترعته لم يكن معي
فأعدتُه الى مكانه تحت استغراب سعود
ثم عاود الرنين مرة اخرى
-: ردي
-: نسيت قلمي
-: وش دخل قلمك
صمت وهو قد انزلني لأننا وصلنا
وعاد الهاتف يرنّ فشتمت هذا المزعج في داخلي
وياليتني ماشتمته
-: تقدرين تدخلين ولا ادخل معك ؟
-: لا اقدر
اخذ الهاتف من جيبي دون اذنٍ مني
-: يمكن ابوك ولا محمد لعد تتجاهلين جوالك
ونظر للشاشة بتعقيدة حاجبيه ففي صورة العرض للهاتف
شاب يلف ذراعه بها ويقبّلها في خدها
شعر بالاشمئزاز .. يبدو اني نسيت بأنها عاشت طيلة حياتها في الخارج
ولا نستغرب ان كانت تفعل اكثر من هذا في الاصل
لكن هذا الفتى اشعر بأنه مألوف لديّ
غضبت منه وقلت بحدة شديدة -: حتى لو ابليس مالك
حق تاخذ جوالي دون اذني .. التقطته منه
قليل ادب .. واكملتُ طريقي
سعود اتسعت عينيه -: الحين صرت قليل ادب علشاني شفقت
فيها لأول مرة وساعدتها صدق لاقالوا جزاة المعروف عشر كفوف
سمعته وانا اكتم ضحكي
قلتُ في نفسي يبدو ان السنين الماضية قد غيّرته
لم يعد سعود ذاك الذي كان يضايقني في زياراتي المتكررة
بكلامه الحاد والمنفّر
عندما اتجهت لغرفتي وضعت القلم على شاشة الهاتف وقرأ لي
اسمه الذي احببته كثيراً
اتصلت عليه بسرعة فائقة -: هيلو ؟
عندما اجاب عليّ قال لي كلمات طلبتُ منه ان يعيدها كي اعي صدقه من كذبه ..
" انا في مطار الملك فهد الدولي
ساعات قليلة وسأكون عندك "
شعرت بأن المرض الذي بي قد اختفى
ترددت قليلاً فقلت له -: هنا متشددون ولن يسمحوا ببقائك
-: اعلم ، لذا سأزورك ثم سأذهب
-: أتيت بمفردك ؟
-: لا مع عمر بحجة السياحة
ضحكت -: سياحة اذاً ؟
-: هو في الحقيقة اني اشتقت لكِ كثيراً فأنا لم اركِ منذ اشهر طويلة
-: هي نصف سنة وحسب
-: يا الهي لقد كنت سأموت فيها
فقلتُ ممازحة -: ولمَ لم تمت
-: لأنكِ على قيد الحياة
اخجلني حديثه كالعادة فتنحنحت -: سأذهب لاستحم احادثك لاحقاً
ضحك لأنه قد علِم بأني خجلة منه -: حسناً ، اللقاء
اقفلت منه وذهبت مسرعة لاستحم وارتدي شيئاً جميلاً
*
في المساء
طرق مكتب والده
-: تفضل
دخل هو بهدوء -: يقولون الخبر منوّرة اليوم
رفع وجهه بصدمة -: انت شجابك
ضحك بصخب -: الحين كذا ترحب في ولدك
ضحك هو الآخر -: من الخرعه ليش ماقلت لنا انك جاي
اقترب من والده وقبّل راسه ويده -: حبيت اخليها مفاجأة
-: الحمدلله على سلامتك ياوليدي
نظر لأوراقه -: شكلك مشغول
-: لا عادي قول وش عندك
بالطبع عمر اسلوبه جاف قليلاً ووالده كذلك فاعتادا على طبع كليهما ،
قال عمر -: لا خلاص بكرة ان شاء الله
الحين عندي ضيف جبته معي من فانكوفر
-: حياه الحين اقول للخادمات يجهزن لك المجلس
ويجهزن له غرفة اذا راح يبيت عندنا
-: لا عيا راح يحجز فندق
-: افا يحجز فندق والغرف فاضية و تارسة القصر كله
ماعليه انا اكلمه هو وينه الحين ؟
-: بالمجلس لأني دقيت على الخدامة قبل لا اجي
-: زين ماسويت الحين بس اكلم خواتك وبناتهم علشان لمن يجون
م يمشون براحتهن وياخذن راحتهن بزيادة
ابتسم -: امم تراه بزر
-: كم عمره ؟
-: 21
ضحك -: ياشيخ بزر حيل عبالي
ضحك عمر -: لا يعني مهو بعمري
-: الحمدلله معترف انك شايب
-: اححححم اذا شايب انت وش
رفع حاجبه -: عيد وش قلت
ضحك -: اشتقت لك
امتلأ المكتب بصوت ضحكاتهما التي انتشرت بالفراغ
-: يلا ماعليه لازم اكلم النسوان عشان ضيفك بعد ياخذ راحته
بتردد -: يبه
-: ايه
-: شف يعني الولد مغني مشهور واجد
فممكن يعني من الأساس ماتخلي حفيداتك المخفات يجون
-: افا عليك شقصدك
-: لا يعني اقصد انه هالأيام مشهور بين المراهقات
-: وجايب لي مغني في بيتي
زفر بضيق -: بصراحة اسمعني هو صديق الجازي من طفولتها
واصرّ عليّ يجي علشان يبي يسلم عليها وع فكرة
هو ساعدها كثير في طريق اختراعاتها لذي الأجهزة كلها
عقّد حاجبيه وبحزم -: وين احنا فيه
لا ياحبيبي اذا انت تعوّدت على عيشة الخارج
هذي الاشياء مهي عندنا هنا
-: يبه هالمرة تكفى انا وعدته لاتنزل كلامي
-: لا والله جنيت انت
-: يبه انا بقعد معهم لا تخاف مراح يصير الا كل خير
-: أي خير وجايب لي مغني اجنبي لا وبعد يبي يقابل بنت اخوك
انت وش شارب لا جنيت والله
عمر حل عن وجهي لا اقول كلام مايسرك
تكتف -: يعني اطرده ؟
-: مهو من شيمنا خله يبيت اليوم وبكرة صرّفه
واخذ اوراقه ... اليوم الساعه 10 عندي سفرة مهمة
ترا المكان كله مراقب لا يبيت اكثر من هاليوم
تنهد -: يبه وش اقوله معليش احنا مانقدر نستقبلك
-: اجل تبي الصدق مني ؟
لا يبيت دامه حاجز بفندق وانتهى اظن كلامي واضح
..
خرج عُمر خلف ابيه ولكن تغيّرت وجهة كليهما
فمحمد لأعلى وعُمر لليمين
|