كاتب الموضوع :
الجنة اجمل
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: كفاني لك شوقاً ياسيدي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اترككم الآن مع هذا البارت " قراءة ممتعة "
البارت الخامس ...
سرت وحدي
أقتفي دهشة المفردات
وشرارة الحلم
وومضات بعيدة ...
جئت ...
أبحث عن وجه يشبهني
عن جملة شاردة
عن بحر ينسخ زرقته
بسر الماء
بغضب الموج
وبمعاني شريدة ...
جئت...
أضج بقامتي
لا ظل لي
أبحث عن مداق الغواية
عن شبيه البحر والكتابة
عن الطفولة الهاربة
عن الضفة الأخرى
وعن متاهات جديدة...
جئت ...
أبحث عن صورتي في الماء
عن صيغي المتعددة
عن عشقي الخفي
عن اتساع المعنى
وعن ميلاد قصيدة ...
~ محمد بنقدور الوهراني ~
________________
تقدم الحارسين إلى الجوهرة وألمار احدهما قال -:
انتو حزرتكم الكوافير بتاع المدام..
الجوهرة بحدة -: ايه ممكن تفتح الباب ..
الحارس الآخر -: حاضر ياطنط ..
الجوهرة وهي تحمل الشنط وتدخل من الباب
وبصوت خفيض سمعته المار فقط -: ربي
يطنطن عليك في ستين نيلة يااارب لهدرجة شكلي عجوز !
المار بضحكة -: حسبي الله على ابليسك
وبعدين تلاقيه ماركز وانتِ داخلة هالسواد .. ادخلي بس ادخلي
-: وين ادخل عاد ذا حوش ويا وجوههم ذي !
هذا صاير ملعب كورة ..
بدهشة -: ماشاء الله تبارك الله
صدق لا قالوا في ناس جنتهم الدنيا ..
رفعت كتفيها بعدم اهتمام -: الله يهنيهم .. ويرزقنا من فضله
ألمار وقد انهت العبور من الفناء وصعدت درج المدخل -:
آمييين ياارب .. وطرقت الباب فتحت لها الخادمة
-: نئآآآآم ..
الجوهرة من خلف المار -: نئآآمة ترفسك
المار وخزت الجوهرة بكتفها -: اووص مانبي فضايح
-: وانا وش دخلني عاد ذي مجنونة ماتعرف تنطق العين
يعني ايش .....
-: اقول ان ماتسكتين الحين
ببرود -: هاه وش بتسوين ..
المار التزمت الصمت ..
والجوهرة تقدمت للخادمة
التي ملت من الانتظار -: الا وين ام سامي
قولي لها الكوافير جو
-: اهاا انتو كوفير حق مدام غالية
-: غالية ولا رخيصة مالي بها انا
-: انتا في قرقر شو ؟ .. مافي افهم انا
-: مو لازم تفهمي وين نروح الحين
الخادمة بغرابة من طريقة حديثها -: يروح داخل بسالة
المار بصوت منخفض للجوهرة -: نبعد غطاوينا
-: لا صبر يمكن في احد ..
-: OK ..
الخادمة قطعت حديثهما -: هذا قدام في سالة خارجي
تئال مئاي ..
الجوهرة وألمار تبعتاها وفي كل خطوة كانتا مبهورتين بما يرين
المار -: مو كن هذا صوت رجال ..
الجوهرة بهمس -: ايه ايه وبعد معه حرمة تهاوش ..
ام سامي التي كانت واقفة بجانب سور الدرج -:
ياولد وبعدين معك ..
-: يمه انا وش طولي وش عرضي وتوني ولد ! ..
-: ايه الطول طول الباب والعقل عقل ذباب ..
بعقلك تبيني اتركك تروح مع ذاك الولد الامريكي ..
-: يالله ! وردينا ياطير ياللي .. اقولك هذا الامريكي
اللي تقولين عنه جده شريك ابوي ترا ..
-: وانا وش علي من شراكتهم .. المهم سفرة معه مافي
-: يمه ابوس راسك انا عاطيهم كلمة .. وبعدين
ترا حنا مجموعة شباب محنا لوحدنا ..
-: منو رايح ؟!
-: يعني بعض اخوياي واعتقد بيجون معنا عيال الحمّادي
-: ايه يعني اقارب الامريكي معكم ..
سامي استغفر ربه بسره .. هذي علامها ع الامريكي
ماكأن اصله سعودي
والدته -: اسمع انا قلت رأيي بالموضوع ..عندك ابوك اسأله
سامي شعر بأن امه لن ترضى ولن تلين
فصعد الدرج واتجه لغرفته ..
ام سامي استدارت لترى الجوهرة والمار
اتسعت عينيها من الفشيلة لم تعلم انهما هنا ..
وبإحراج -: يا هلا حياكم تفضلوا ..
انتو بس ولا باقي احد
الجوهرة -: لا بس حنا
ام سامي -: ok..اجل تفضلوا معي بالمجلس
نزل شاب من الدرج بطريقة صبيانية وفوضوية -:
يمه يمه يمه يمه
ام سامي بنفسها .. ياليل الفشايل .. لفت عليه -: خير
وسيم مخاطباً امه -: ابي 5000 وقسمن ضروري
ولم ينتبه للفتاتان الواقفتان ..
ام سامي تنحنحت وقالت مخاطبة الخادمة -:
ميرياتي خذي المزينات للمجلس
ميرياتي بطاعة -: حازير ماما .. ولفت للجوهرة والمار
تئال مئاي ..
الجوهرة والمار ذهبن مع الخادمة .. ام سامي بعد ان تأكدت
من ذهابهن التفتت على وسيم -: ايا قليل الحيا لازم
تفشلوني قدام الكوافير ..
-: ويعني ! ماهن الا اجنبيات يلا لو فهمن كلمة
-: الواضح ما انتبهت للسواد اللي كان ورانا
وسيم عض شفته السفلية -: يعني هن سعوديات ؟
ضاع مستقبلي .. شافوني وانا انطنط وافحط
-: الله يهديك بس الا وش بغيت
-: ابي خمسة الاف ضروري ضروري جداً
-: ووش تبي فيها ان شاء الله
وسيم هو ويلعب بقلاب بلوزته -: احم احم علشان مشروعي
-: اطلبه من ابوك ولا عاد تزعجني ابي اخلص وراي زواج
ولفت ذاهبة لكن وسيم لحق بها -: ارجوك يمه
خلاص نص المبلغ ..
-: طيب يصير خير لأني ادري فيك منت هام
المشروع يعني الفلوس مهيب له ..
وذهبت لتتركه .. وسيم ظل بمكانه واقفاً يحك رأسه -: اففف
لهدرجة انا مفضوح ! .. الا المصيبة الأهم الكوفيرات السعوديات
شافوا وسيم الفهد وهو بكامل قواه الجنونية
لازم اعزي حظي لأني انفضحت .....
~عند ام سامي والجوهرة والمار بالمجلس ~
ام سامي بنظرة ثاقبة -: ايه وكل شيء مثل ما اتفقنا ..
الجوهرة -: اكيد يا اختي .. الاسعار نفسها على اتفاقنا
-: جميل واللي شجعني اسعاركم معقولة والشغل نظيف
تنحنحت -: ومتى نبدأ الشغل ؟
-: الحين بس يجون البنات
-: اجل انا بصلح لك الميك اب على مايجون ..
-: اووك .. تفضلي
الجوهرة ذهبت ناحية ام سامي التي استلقت على الكنبة
الفخمة الاسفنجية والمريحة ,, لتبدأ الجوهرة بعملها
في وجه ام سامي وكلتاهما تلتزم الصمت ..
بعد عدة دقائق .. دخلن فتاتين في مقتبل العمر
وبصوت واحد قالتا -: هـاااي
ام سامي وهي مغمضة عينيها -: وبعدين معكن
قلن السلام بلاها هالخرابيط
الجوهرة -: معليش اختي لاتتحركي
اما المار ضحكت بصمت ..
الفتاة الأولى واسمها وسام -: ماما وش فيك ترا "هاي"
كلمة جداً عادية
والدتها لم تجبها لكي لاتعيق عمل الجوهرة ..
وسام جلست بجانب الفتاة التي دخلت معها وهمست -:
ماهقيت منهم ثنتين
الأخرى بذات الهمس -: ايه مدري شلون بنخلص
المار تحدثت لهن بصوت هادئ منخفض قليلاً -:
مين فيكم تبي اسرح شعرها اول
وسام وابنة خالتها لمى بذات الوقت -: انا .. انا
وسام -: وش فيك يا لمى انا اول
لمى -: بس لاحظي قلت كلمة انا قبلك بثانية
-: والله مشكلتك تقلديني
-: ايا النصابة انتِ اللي قلدتيني
المار بنفسها تمتمت " ياربي بزارين ذولي ؟ " -:
احم بنات طيب خلاص كلكم سوا
لمى -: شلون سوا !!
المار وقد لمعت ببالها فكرة -: اي بنات جتني فكرة
..كم اعماركن ؟
وسام بغرابة شديدة -: ليه وش تبين فيها
-: علشان الكبيرة فيكم راح ابدأ فيها
لمى بفرحة -: احححم انا
وسام عبست وجهها بزعل -: لمى تبن
لا تفرحي اصلاً دايم يقولك الأخير يصلحوه حليو
مب مثل الأول يستعجلوا عليه
-: هه هه هه سلكي لروحك يا ماما ..
المار ملت منهما فتدخلت بينهما قالت وهي تنظر لـ لمى ..-:
يلا حبيبتي قومي
استشور لك شعرك بعدين اشوف وش تبين
*
صباح يوم جديد ..
استيقضت والكسل يداعب مقلتيها فتقلبت يمنةً ويسرة
فإذا بها ترا جسداً يشاركها ذات السرير ..
فزت قائمة بفزع وقد طار الكسل
-: بسم الله الرحمن الرحيم
وتمتمت بداخلها .. اححح ياربي يعني كل صباح كذا
بنخرع وانسى اني تزوجت .. معقولة لهدرجة مني مصدقة
واحسني باقي بحلم ! .. ايه الا وش منيمه معي بالسرير
هو قال راح ينام على الصوفا ..
نهضت من السرير بخفة وهي تنظر للساعه المربعة
المعقلة بالحائط كان العقرب الأكبر يشير الى السادسة
اما الاصغر فيشير الى الثالثة ..
أي السادسة والربع .. دخلت الحمام " اعز القارئ "
الموجود بالغرفة وفرشت اسنانها وتوضأت
وعندما خرجت ذهبت لشنطتها
.................
آحم انا راح اكمل عنك يانولي ^^
عندما خرجت حدثت نفسي قائلة ..
هل اوقظ جواد ام ادعه نائماً
لكن عاطفتي اسرعت بالإجابة هذه المرة
فاقتربت منه ووضعت يدي على كتفه اناديه
باسمه ولكن لم يجب وبعد محاولات عديدة
بائت بالفشل يأست واتجهتُ لحقيبتي لأخرج شرشف
الصلاة والسجادة واخرجت بعد ذلك لباساً ارتديه
فور انتهائي من الصلاة لكي انزل لعلي اجد من يؤانسني
فرشت السجاد وبدأت بالصلاة .. الله اكبر
بعد عدة دقائق انتهيت .. السلام عليكم ورحمة الله
السلام عليكم ورحمة الله
بدأت اعاتب نفسي على اضاعتي لصلاة الفجر
وعزمت على تعديل المنبه وان اصلي انا الفجر
في وقته وجواد يصليه بالمسجد ..
فأخذت ملابسي بعدها ودخلت الحمام
لأستحم وعندما انتهيت سقط نظري
على ساعة بشكل كرة ويبدو انها منبه
تناولتها بيدي وحقاً هي منبه فأعدت تعيين وقتها
بأن تطلق العنان لصفيرها بعد نصف ساعه من الآن
لكي يستيقظ جواد .. وها انا الآن اقفل باب الغرفة
لكي انزل بالأسفل ..
لايوجد احد بالصالة لا بأس .. لا لا لحظة هذه عمتي حصة
انها قادمة .. تحدثت بخجل واحراج لا استطيع تفسير مصدره -:
هلا يمه صباح الخير
حصة نظرت لي بابتسامة جميلة -: هلا بنيتي صباح النور والسرور .. افطرتي ؟!
-: لا والله توني قايمة
-: اجل الحين نفطر مع بعض عاد انا صاحية لوحدي
ومليت من القعده بروحي
-: وعمي خالد ؟! وينه عنك
-: يابنيتي هاليوم سبت واجازة اجي ازهقه
وهو ذالحين يبي يرتاح
-: ايه والله صدقتي .. مساكين طول الاسبوع دوام وكرف
الله يعينهم
-: امين ويعيننا بعد
-: صح تذكرت انك مديرة .. وابتسمت
-: الحمدلله الا قولي لي كيف القعده هنا ان شاء الله مرتاحة
-: الحمدلله يمه مرتاحة مب قاصرني شيء
-: الحمدلله .. ومتى بتتحركون لأن جواد ما قالِّي
-: امممم والله على حد علمي بعد الظهر بس قبلها ابي اروح
الدار اسلم عليهم واودعهم من ثم نسافر
-: بالتوفيق يمه وتوصلون بالسلامة ياارب
-: اميين ياارب
وقطع احاديثهم نزول جواد -: ياهلا صبحكم الله بالخير
الجازي بغرابة شديدة فلم يحن موعد رنين المنبه -: قمت ؟!
رفع حاجب .. هذي من متى تاخذ بالحكي معي وتعطي ! .. -:
ايه من قبل ربع ساعه
شهقت الجازي بداخلها وخاطبت نفسها ..
يعني من وقت ماكنت اصحيه !! ايه اصلاً جواد ماصار يهمني
ومن متى يهمني اصلاً
كل اللي يهمني ان ذاكرتي ترجع لي ..
استيقظت من تفكيرها على صوت حصة -: هاه يمه الجازي
تبين الفطور الحين ؟!
-: ايه عادي الحين
نهضت والدة جواد وبقي جواد والجازي بمفردهما
جواد تحدث وهو غاضب -: علامك ماتقومين تساعدين امي
الجازي رفعت حاجبها بقوة وثقة زائفة مصطنعة -:
من الحين لين اتخاذ القرار لاتعطيني اوامر يا يا مستر جواد
وهي الاخرى نهضت ....
جواد اغمض عينيه واسترخى وضحك بسخرية
فهو لم يعد يهمه شيء اصبح لديه تبلد احاسيس
من الدرجة الأولى .. الجازي بقت معه
ام رحلت .. لم يعد يهمه واكتشف انه لم يتعلق
بها بتاتاً بل كان جميعه وهم .. او شعور
بأنه قد امتلك انثى بالحلال ! ..
*
في اليوم نفسه ولكن بالساعة الثانية ظهراً
صعدت السيارة بهدوء
تحدث جواد وهو لا ينظر لها -: هااه سلمتي عليهم
-: ما اظن يخصك
جواد اوقف السيارة ولف عليها بعصبية وامسك عنقها
ليشده بقوه -: مايخصني هاه ! اتفووه عليك يا الوصخة
واتفووه على حظي اللي بلاني فيك
-: جواد اتركني اححححححم اتركني .. اتر .. رك .. رقبـ..تـ ي
تركها بعنف وهي اصبحت تلهث وتتنفس
بسرعة رهيبة من الخوف وتحدثت بشجاعة -:
اذا انا وصخة فإنت منافق بوجهين
جواد ابتسم والتزم الصمت وتمتم بداخله .. هالشجاعة !
من وين طلعت الله ياجواد لو بقت على ذمتك
وهي كذا راح تكون حياتك كلها اكشن ..
الجازي ابتسامته بوسط العراك افقدتها صوابها ولكنها
لم تلتفت لذلك والتزمت الصمت وهي تفكر
من اين اتت لها هذه الشجاعه المفاجئة
وماهي الا دقائق وهما على الخط السريع
من الشرقية الى مكة ..
استرخت على المقعده واخفضتها الى الخلف قليلاً
لكي تستريح فالطريق سيطول .. واغمضت جفنيها
لتعود ذاكرتها الى الخلف قليلاً حينما كانت بالدار ..
- دخلت واذا بي ارى عزيزاتي مصطفات للترجيب بي
رنين فتاة تخبأت خلف حائط الرجولة .. تقدمت نحوي
وضمتني فهي تحب معاندتي
تعلم بأني لا احب ان يضمني احد
وقد رحبت بي اشد الترحيب
" توقفت الجازي عن استرسال الحديث
وهي مغمضة عينيها وكأنها تشاهد فيلماً يعرض ماحدث هناك "
رنين وهي تضمها -: هلا والله هلا من جانا
هلا بعروستنا الأمورة
دفعتها بتقرف -: رنين بلاش هالحركات ترا ما احبها
-: هع وانا ادري بس احب اغيظك
اتت فتاة مرحة وهادئة تدعى انوار .. اتت مسرعه وهي تدفع رنين -:
وااااااو جزوش هنا ما اصدق قسمن اليوم عيد
-: ياقلبي انتِ اخباركم وكيف الثلاث الأيام
اللي ماكنت فيها معكم
غدير قاطعتهم -: يابنت ليكي وحشة ..ودي السلاس ليال
كانت وحشه آوي ..
ابتسمت الجازي فـ غدير متأثرة بالحديث مصري
لأنها تشك بأنها من اصول مصرية -: وليه
المربية قاطعتهم جميعاً -: تركيك من خرابيطهم وانا امك
واجلستها .. الا كيف انتِ مرتاحة مع رجلك ؟
الجازي بنفسها .. ياربي وانا وش اقول لها الحين
مالي حل الا اكذب استغفر الله .. لا لا الكذب حرام
شسواه ! ..
-: هااو يا الجازي وش فيك .. لا تقولي منتي مرتاحة
-: لا يا ماما خيرات بالعكس انا الحمدلله مرتاحة
تنهدت بداخلها براحة.. ايه انا ما كذبت الحمدلله مرتاحة معهم
ومرتاحة بعد لأني بروح مكة والمدينة
نارا -: جزوش مافي حل ترجعين لنا
-: شلون ارجع وانا على ذمة رجال يابنت
-: والله تولين من زواجك وهي قافلة على روحها الباب
.. بحنين .. ياااااه اشتقت لهذا الاسم .. -: لااا لاتقولين كذا
توني بسألكم عنها
رنين -: والله هالبنت متغيرة حيل
فاطمة ابعدت السماعة من اذنها -: معليش جزوش
توني استوعب انك قدامي ههههههههههه
واتجهت اليها لتضمها ولكن يد الجازي اوقفتها
-: هه هه ادري اصلاً لكن ترا ضمتي فيها سر خطير
قالتها وصوتها يتدرج للانخفاض فالتلاشي
الجازي شعرت بقرصة خفية بقلبها .. وما فاجئها
انحناء فاطمة عليها وهمسها بأذنها بتمتمات بطيئة -:
تولين يمكن تطيح طيحة جامدة
بألا وعي صرخت -: وش قــصــدك !!
فاطمة اعادت السماعات واشارت بكتفها بمعنى انها لا تدري
انوار بخوف -: وش قالت فطيم
الجازي وتحاول السيطرة على اعصابها وتحدثت بهدوء -:
لا ولا شيء .. طبعاً انا جاية اودعكم
والباقي استسمحن لي منهن
فتون نزلت من الدرج بخُطاً سريعة -: جزووووووووش ياربيه انا بحلم ولا بعلم .. واكملت خطواتها ركضاً وضمت الجازي بقوة .. الجازي كان سهل عليها بأن تبعد فتون سريعاً
فجسدها هزيل وضعيف ..
فتون -: وجعه ذالحين ليه تبعديني وهذا انا برحب فيك
ابتسمت بسعه -: مشكورة ترحيبك واصل قبل وصولك
ايه بنات بروح اسلم على تولين وبعدها بطلع ok
المربية -: تصدقون خليتو وجودي زي عدمه
الكل -: لا والله محشومة ماما خيرات
المربية -: تسلمن لي
الا وين مسافرة يا الجازي
-: مكة والمدينة واحتمال جدة والله مادري
رنين -: دامه احتمال فـ اكيد بر صح
الجازي -: ايه .. يلا عن اذنكن .. بروح لتولين
جميعهن بقلق -: وطمنينا عليها
-: اوك ... وصعدت الدرج لتذهب الى غرفة
تولين وغرفتها سابقاً ..
طرقت الباب مرة مرتين ثلاث اربع لا مجيب
ازدادت بالطرق الى ان اتى صوتها من داخل الغرفة
غاضباً -: وبعدين معكم محدن يرتاح عندكم خلاص مابيكم
تحدثت الجازي بهدوء يخفي جميع مشاعر الاشتياق -:
يعني حتى لو كنت انا
تولين انصدمت وسقط الهاتف الخلوي من يدها وذهبت بسرعه
الى الباب لتفتح قفله المغلق مرتين .. وفتحته بسرعه
وشهقت بلهفة -: الجازي !؟! .. وامتلأت عينيها دموعاً
انتِ الجازي صح والله انتِ ..تكفين اسمحي لي احضنك
لأول مرة واخر مرة بس اتأكد ..
هنا الشيء الذي لم يكن متوقعاً
الجازي فتحت ذراعيها لتدفن تولين ذاتها بحض الجازي
لطالما كانت الجازي قدوةً لها
واختاً وصديقةً وحتى اعتبرتها امًّا لها ..
سمعتا صفير من الخلف -: وغراميات من ورانا ..
اصلاً كنت شاكة فيكم انكم شواذ والحين تأكدت
تولين شهقت وهي تمسح دموعها..
اما الجازي كعادتها هادئة لا تؤثر بها كلمات وتين اللاذعه -:
اذا كنت شاذة على قولتك افضل من
اني اكون ايمو عبدة لشيطان
وسحبت تولين الى داخل الغرفة .. اما وتين اكملت طريقها
وكأن حدثاً لم يحدث
تولين صرخت على الجازي ولأول مرة -: ليه ؟! .. ليه!؟
يا الجازي الحين تطلع اشاعات شينة عنا
-: التبرير اسلوب غير نافع مع اشكالها .. وحابة اقولك شيء
الثقة جوهر ثمين مايختفي بريقه
بـ اعجاب -: صدقتي والله .. وبحقد .. تصدقين انا اكره رجلك
تجاريها -: افاا ليه
-: لأنه خذاك منا
-: ههههههههههههه ترا عندي خبر مزعج
-: وشهو رغم اني خايفة منه
-: راح انتقل لـ نيويورك بداية الشهر الجاي
-: هئئئئئئئئئئ احلفي لاااااا تكفين لااااا
انتِ معنا بالخبر واحسك بعيدة شلون بآخر الدنيا امريكا
-: تولين بسك خرط .. هذا بدل ماتشجعيني وتحفزيني
تولين لم تتكلم والتزمت الصمت ونظراتها تنبه بحزن عميق
الجازي رأت بأن هذا هو الوقت المناسب -: وش فيك
-: وش فيني
بنظرات حادة -: لوين وصلتي
برجفة -: مين قالك
-: محد قالي انا عرفت .. يلا قولي منو اللي لاعب بعقلك
-: آآ تذكرين مؤيد اللي كان يزعجني بـ اتصلاته
ومرة بلغنا الاتصالات انا وانتِ
-: هو صح
بخوف وهمس -: ايه ..
الجازي هذا ماكانت تخشاه وقفت بعصبية غريبة على هدوئها -:
تولين انا رايحة واذا ماتركتي هذا الطريق
اعتبري هذا آخر لقاء بينا ..
واتجهت الى الباب لتقفله بقوة رهيبة حتى كاد ان يتهلهل ..
تولين بغصة امسكت بهاتفها الخلوي اذ به اتصال
من مؤيد اغلقت الخط بوجهه وانفجرت باكية
وهي مستقلية على السرير ..
اما الجازي التي خرجت مسرعه ومعالم الغضب ترسبت على وجهها ..
صادفت وتين الخارجة من المطبخ -: يا ماما
حبة حبة على روحك تهاوشتي مع الحب هااه
واكملت طريقها وهي تتمتم بسخرية
الجازي وكأن في اذنيها وقراً فتجاهلت سماع كلماتها البالية ..
واكملت طريقها لوداع سريع لجميع المربيات المتواجدات
والفتيات وخرجت لتصعد السيارة
ثم غادرت اسوار الدار الذي اسمته في هذا اليوم بـ " اللعين "
تنهدت تنهيدة خرجت من اعماقها ..
جواد بسخرية -: تتنهدين ؟ ترا تونا ببداية الطريق
الجازي لفت نحو النافذة ولم تكترث لحديث
مما اغاظ جواد ذلك وتحدث بعصبية مكبوته -:
اسمعي يابنت الناس يوم اني اتكلم معك
لا تشيحي بوجهك عني ولاراح يصير لك ما لايحمد عقباه
واي شيء اقوله مسموع فاهمه ؟
-: بس انا باقي ما اتخذت قراري
-: والله اتخذتي ما اتخذتي انا الرجال هنا وكلامي
اللي يمشي مفهوم !
شعرت بالذل وجميع الكلام لديها قد تبخر
وبدأت تحدث نفسها وتمدها بدروس من
الشجاعة والثقة وان تبعد عنها التردد الذي اتعبها
بل تزيله وتمحيه .. وايضاً ان تقف امام وجه جواد
بقوة الى حين اتخاذها للقرار الذي ستستخير به
في حرم مكة بـ اذن الله تعالى
~ مرت نصف المسافة التي تفصل الشرق عن الغرب ~
الجازي نائمة وجواد مركز في قيادة السيارة هذا شيء مؤكد
والراديو يصدح بإذاعة القرآن الكريم على صوت
القارء نايف الفيصل ..
الجازي بدأت تسترد وعيها من الموت الأصغر
ومدت يداها للأمام لتتمدد بكسل
حينها تثاوبت فوضعت يدها على فمها
تفاجأت .. هئئئئ الغطا ماهو بعلي معقولة هو
.. ونقلت بصرها إلى جواد ..
-: بنت غطي وجهك بوقف عند الكوفي
اسدلت الغطاء على وجهها سريعاً
وجواد اوقف السيارة امام الكوفي واخفض صوت الراديو
-: ابي اثنين كابتشينو وفطيرتين ..
الجازي بداخلها غضبت.. سلامات ما سألني
وش ابي علطول شرى لي بكيفه ..
ماهي الا خمس دقائق من الانتظار حتى جهز الكابتشينو
والفطيرتان الساخنتان ..
جواد اخذ الكابتشينو الأول ووضعه بالمكان المخصص بالأكواب في السيارة ..
واخذ الثاني -: شكراً انت في مية مية
جواد بكلماته البسيطة هذه
رسم ابتسامة صادقة على وجه العامل -: آفواً .. آفواً ..وضحك
تناول جواد الفطيرتان بيديه واعطى واحدة لـ الجازي
الجازي بحدة -: بس انا ما طلبت كابتشينو وفطيرة
جواد حرك السيارة -: اهاا يعني ماتبينه اوك ماعندنا مشكلة
واوقف السيارة امام المحطة المحاذية واخذ الكابتشينو
والفطيرة ونزل من السيارة ليعطى العامل الذي بالمحطة
شكره العامل وجواد ذهب للسيارة -:
شكراً كسبنا اجر بفضلك وبفضل تضحيتك
الجازي امتلأ جوفها غيضاً وغضباً من صوته
الساخر والهَزِل -: ايه الحمدلله عاد الأجر
ان شاء الله من نصيبي لأن الاكل تبعي
-: اقوول اصص من متى انا اخذ معك واعطي !
-: بس
-: اقول دون بس ويلا اسكتي لا أسوي حادث
والسبة صوتك المعفن ..
الجازي التزمت الصمت لتلملم بقايا كرامتها
ووضعت يدها على عينها لتداري دموعها
وتمنعها من النزول .. لاتهوني
يادمعتي لجل قاسي ماعرف قدرك
وبقوة وليدة لتلك اللحظة .. لكن هين انا لها ..
*
عائلة بسيطة مجتمعه على مائدة العشاء ولكن
عدد افرادها ليس مكتمل ..
تالا ذات الثلاث والنصف خريفاً ..
بطريقة طفولية صفقت بيدها -: أمَّنِّي
-: لا ياقلبي هذا مب اندومي هذا مكرونة
-: قصدك باستا
-: سطام وبعدين معك ترا كلها وحدة
يعني لازم تفشلني
-: ياعمري انتِ ماعاش من يفشلك
رشيدة ابتسمت بحياء واصبحت تأكل بهدوء
وتؤكل تالا ايضاً .. وسطام هو الآخر
اصبح يأكل من الباستا والسلطة الا ان
رشيدة قاطعت الهدوء -: سطام
-: هلا يابعدهم
رشيدة مسحت فم تالا بقماش المناديل ونقلت
بصرها إلى سطام -: ماودك تقلل من مدة العقاب
-: يارشيدة انتِ مشكلتك حنونة بس انا لا
-: لا ياسطام حرام عليك .. على الأقل اسمح لهم
يخرجن من غرفهن ..
-: امممممم اوك موافق بس بشرط
بفرحة -: وشو
-: تهمزي لي كتوفي " وغمز "
اصبح وجه رشيدة كتلة حمراء فهمت مقصد حديثه
وخاطبته بـ احتجاج -: وتالا ..؟
-: الساعة كم الحين
-: اتوقع 9 الا .. ليه تسأل
-: حلو توه بدري روحي نيمي تالا ويوم تنام تعالي
نظرت له رشيده بحزن عميق -: بس انت عارف انّـ..
قاطعها بشدة -: رشيدة كم مرة اقولك ما يأثر
يعني لو كان يأثر كان ما اخذتك
-: لا يأثر والله يأثر اصلاً مامني فايدة ..
ان شاء الله الفايدة برؤى او سامية او على الأقل العروس الجديدة
واخذت تالا وحملتها وصعدت الى الغرفة تاركة سطام
بدوامة هم غارق بها تنهد سطام بهم وغم -:
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
ولمعت بباله فكرة وهي أن يرى ما اخبار تلك العروس
التي أُلحق هذا اللقب بها وفي الحقيقة
ليس له مجال من الصحة للتلفظ به
صعد الى الطابق الأعلى واتجه ناحية غرفتها
طرق الباب اكثر من مرة ولكن لم يجد جواباً
فأمسك بمقبض الباب وهو يعلم بأنه مقفل
كالعادة ولكن سرعان ماتبدلت معالمه لفرحة عارمة
عندما فُتح الباب .. بل كان مفتوحاً من البداية
دخل الغرفة بعد ان القى التسمية .. كانت الغرفة شديدة العتمه
فتقدم الى السرير بخطوات حذرة وتلمس الأبجورة بحذر أيضاً
وعندما لمس زر تشغيلها ضغط عليه فأرسلت ضوء بسيط
وبدأ سطام يبحث بعينيه في اركان الغرفة واذ به يُصدم
بالفتاة التي في الزاوية كانت ذات شعر طويل جداً
يغطي جميع جسدها .. اقترب منها بحذر
وتحدث بهدوء -: الهنوف ..
الهنوف رفعت رأسها برجفة ..
انصدم سطام مرة اخرى من شكلها المخيف
عينان حمراوتان منتفختان .. وانف محمر منتفخ
والاحمرار يكسو اغلب وجهها
عند حاجبيها وتحت انفها وحول شفتيها ..
سطام شعر برهبة -: ء ء ليه تبكين
انزلت رأسها إلى حجرها ولم تكترث بما قال
تردد ان يمد يده الى شعرها ..
مدها ولكن بعد محاولتين فاشلتين ..
مد يده بشجاعه واصبح يعبث في خصلات شعرها بحنان
الهنوف شعرت برغبه عارمه في الارتماء بحضنه
لاتعلم لماذا .. ولكنها كانت اقوى من هذا الشعور الدخيل
بحنان -: وش تبين اناديك هنوف .. هنو .. لا نوفي صح
يلا قولي وش دلعك ..
هي رفعت رأسها بهدوء واقتربت من سطام ودفنت
رأسها به ولم تقل أي شيء
تركها براحتها ولكن تفاجأ من تجاوبها معه
واصبح يلعب بشعرها حتى شعر بأن نفسها بدأ بالانتظام ..
اما عند رشيدة التي ملت من الانتظار ارتدت الروب
وخرجت وهي تمشي
لفت انتباهها باب غرفة العروس كان مفتوحاً
تعجبت واتجهت الى هناك واذا بها ترى سطام مستند
على الجدار وهو جالس وبحضنه فتاة ..
شعرت بسهام الغيرة تقتحم قلبها ولكن سرعان
ماطردت هذا الشعور وتقدمت نحوهما -: سطام
-: اشششش
-: طيب .. وبصوت يقارب الهمس .. وش فيها
-: اخخخ يارشيدة ربك كريم
-: ليه وش صاير
-: ماعليه تعالي ساعديني نشيلها ونحطها بالسرير
-: حاضر
اقتربت منهما وابعدت الهنوف بهدوء ولكنها ابت
ان تبتعد من حضن سطام وتمسكت به اكثر
بضيقة -: شسواة الحين
-: ماعليه سطام خلي قلبك وسيع
-: طيب البنت مي راضية تبعد
-: طيب اسمعني خلك هالليلة الله يعينك بهـ الحال
والين ماتصحى هي ربك يفرجها
-: وانتِ ؟..
-: انا ؟! .. ترا عادي يا ماأكثر ليالينا ..
يلا انا الحين بروح واي شيء تبيه اتصل فيني والحين
بروح اجيب جوالك ..
-: ok ..
ذهبت رشيدة بسرعة فائقة تحضر هاتف سطام الخلوي له
واستدارت ذاهبه ولكن ما اوقفها نداء سطام لها باسمها -:
رشيدة
-: نعم
-: تعالي
-: وش فيك
-: طيب تعالي بس
رشيدة ذهبت له -: هاه هذاني جيت
-: تعالي قربي
اقتربت منه وانحنت له بطريقه اموميه وهي
تمسك على رأسه -: هاه وش بغيت ياقلب امك
سطام قبلها بهدوء على جبينها ..
مما جعل رشيدة تقف بسرعه وتخرج من الغرفة مسرعه
اما سطام الذي ضحك على حيويتها منه
وتنهد على حالة جلوسه التي ستقسم ظهره نصفين
ودقائق قليله .. هو الآخر غفت عيناه ايضاً
*
يـــوم جـــــــديــــــــد
تنهدت وهي ترى جموع المصلين والمعتمرين في الحرم
بالتلفاز .. ولكنها بعد قليل ستقف امامهم
تنهدت مرة اخرى وهي تتذكر
معاملة جواد لها ليلة البارحة .. ذكّرها بأسماء الفتية
الذين هدت بهم اول ليلة
واغضبها بكلماته الساخرة .. اغمضت عينيها بألم
سعود .. عمر.. انجيل .. مين انتم
مادري ليه احس انكم سبب بلاي الحين ..
آآآه ياارب اسألك ان تعيني وتهديني للطريق الصحيح
وتهدي جواد الى الطريق الصحيح
جواد خرج وهو مرتدي رداءً وازاراً ابيضين
ونعلين " اعز القارئ "
نادى الجازي -: يلا بنروح الحرم
الجازي انتبهت له -: طيب يلا
-: نروح مشي ولا سيارة
بهمس -: براحتك
جواد سار امامها وهي سارت خلفه بهدوء
ودخلا المصعد وفي حين نزولهما ..
جواد عادت له ذكرى تعطل المصعد وابتسم
عندما رأى بمخيلته صورة الرجل المسن
قطع ذلك وصول المصعد فخاطب الجازي قائلاً -:
نروح مشي احسن الحين بيكون الشارع زحمة
والمواقف هناك زحمة وشغله ماينفع سيارة
بهمس وهي تنظر لكنبات الاستقبال -: طيب عادي
-: ترا انا ما اخذ رأيك ..فاهمة !
بذل وهمس قد لا يُسمع -: ايـه ..
ومسافة الطريق فقط ووصلا الحرم
الجازي تراه بـ انبهار وتشعر بشعور غريب
قد يكون فرح .. رهبه .. ولا تعلم هل هي زارته من قبل ام لا
.. الله ! اشعر براحة غربية وطمأنينة والله اشعر اني
ملكت العالم اجمع .. انا في بيت الله ياهنائي
لا اعلم ان كانت هذه مرتي الأولى الذي ازوره فيها
ام اني قد زرته من قبل ..
جواد تحمحم قائلاً -: لو ضعتي مني لا قدر الله اوقفي
قبال باب الملك فهد او هناك .. ويشير عند مطعم كودو ..
مفهوووم ..
بهمس -: ايه
وتقدم امامها وعندما رأى الزحمة تعجب من ذلك
فنحن حتى لسنا في مواسم العمرة والحج
وكان سبب الزحام ان هذه حملات
تأتي من خارج السعودية لأداء العمرة
فالتف بقلق -: هيه انتِ تعالي امسكي يدي
بغرابة شديدة -: ليه ؟!
-: قلت لك تعالي امسكيني ومايحتاج ابرر
بذل وهوان امسكت يد جواد الذي يحاول السيطرة على اعصابه
الجازي شعرت بكهرباء تسري في جسدها
من تشابك يدها بيد جواد ..
دخلا البوابة وتوقفا عند رفوف الاحذية
-: رقم 304 لا تنسين
-: طيب
الجازي اكملت مشيها مع جواد حتى نزلا من الدرج
ووقفا على الساحة التي تتوسطها الكعبه
شعرت الجازي برهبه كانت لديها رغبه جامحة
بأن تبعد جميع المعتمرين عن طريقها وتركض الى الكعبه
وتقبلها وتقبل الحجر الاسود ..
ولكن هيهات فلا يجوز للنساء مزاحمة الرجال في العمرة
واستقبلا الحجرالأسود وكبرا وبدأ الاثنين يطوفان
الشوط الاول ثم الثاني ثم الثالث وهكذا
حتى أنهيا سبعة اشواط ..
الجازي - الحين راح نصلي ركعتين زي ماقالي جواد
بالركعة الاولى اقرأ سورة الكافرون والثانية الاخلاص
والله جد سعادة .. بس متحيرة اصلي الاستخارة الحين
ولا بعد السعي .. اممم لا اخليه بعد السعي احسن ..
بعد نصف ساعه
جواد بعد ان انهى القص من شعره جميعه ذهب الى الجازي -:
يلا بنطلع
-: طيب .. بس ممكن ابي اصلي بالساحة
بتعقيدة -: ليه ؟!
-: ليه الصلاة حرام !!
-: بس مافي فرض الحين
-: ادري .. انا ابي اصلي نافلة تطوع من عندي
-: ok .. براحتك
بعد ان خرجا من المسعى والجازي ذهبت لتصلي
صلاة الاستخارة اما جواد بقي جالساً ينتظرها
وتمتم .. يااارب ان كان في جلوس الجازي خير لي ولديني فيارب ابقها معي ..
وان كان في جلوسها شر لي ولديني فاصرفها يارب عني ..
شعر براحة غريبة لايجيد تفسيرها ولكن يبدو انه نسي
ان الحرم بحد ذاته راحة .. عادت اليه الجازي ولم تقل شيئاً
استغرب انها صامته لم تقل شيئاً -:
يلا الحين بنروح الشقة وبعدين نرجع
اشارت بالايجاب فقط .. وهذا ماجعل جواد يتعجب حقاً
كان في اغلب ظنه بأنها تغيرت واصبحت اكثر شجاعه
من السابق ولكن الآن مابها ؟! ..
عادت الى هدوئها وصمتها ..
دخلا داخل الحرم واتجها الى رفوف الأحذية واخذا احذيتهما
وكانت وجهتهما بعد ذلك الى الشقة ..
يتبع
|