*
اتكأت بذقنها على يديها بملل
وهي تنظر لضرتها -:
هفففف مابقينا الا انا وياك
-: ليه مارحتِ مع رؤى طيب
-: هي راحت عند اختها انا وش وضعي
وبعدين مين بيجلس عندك هنا
-: عادي انا وتالا وبالليل سطام عندنا ان شاء الله
رفعت حاجبها -: ياسلام! علشان يخلى الوضع لك انتِ وسطام
لاياقلبي تراني ناشبتن لكم
ضحكت باحراج -: دون قلة ادب ترا تلو تفهم ..
-: لا توها وش يفهمها بعدين هي منسجمة تتفرج
بصوت خفيض -: ماعاد فيه صغار
اليوم الصبح تقولي بالحضانة " وهي تقلد صوتها "
زميلتي عندها ام وحدة اجل ليه انا عندي اربع
لا بعد خمس بس بابا يقول ان الخامسة ماتت
-: يووه شكلها بدت من جد تستوعب
طيب وش جاوبتيها
-: مادري والله احتست بالاجابة بس قلت لازم اقولها
الجواب الصح علشان ماتدور حولها ويمكن بطريقة غلط تجيب الجواب
وممكن يتولد داخلها شعور انه حنا نتجاهلها
-: ادعس يا ام تحليل انتا يعني عادي قلتِ لها انه في الشرع
الرجال يتزوج اربع حريم وكذا
-: ايه قلت لها انتِ مسلمة صح فجت قالت لي ايه
فقلت لها في الاسلام يصير للرجال يتزوج اربع حريم
واذا يبغا اكثر لازم وحدة فيهم ماتصير زوجته او تموت
المهم انه لازم يصيروا الحريم اربعة
تخيلي جت سألتني وش يعني الزواج
سامية ضحكت بقوة -: وش جاوبتيها
-: هنا بعد اختصبت واحتست والله الصراحة لازم اجهز اجوبة في داخلي
للأسئلة اللي كذا .. المهم جاوبتها
انه الزواج يعني الرجال يصير بابا والحرمة تصير ماما
-: اشوه ما جتني لأني اخاف احرض
عقلها على الفساد في سن مبكرة ..
ضحكت رشيدة -: يااارب لاتحوّج تالا بسؤال
عند رؤى او سامية
-: لا ماعليك بجاوب لها انقلش علشان ماتفهم
-: مادري متى بتعقلين
بلحن -: بعقل لمن تحملين ترم ترم
وتجيبين لنا ياسمين ترم ترم
ترا مو قصدي بالاسم احد بس على نفس القافية
رشيدة تغيّرت معالم وجهها وفرقعت اصابعها بتوتر
سامية اكملت -: امممم يمه ماتلاحظين يعني
لا انا ولا رؤى ولا انتِ ولا الهنوف حتى
بتوتر -: ايش اللي ما الاحظ
-: انه ولا وحدة فينا حملت وجابت بيبي ينوّر الحتة
بإنهاء لهذا الموضوع -: ربنا يرزق من يشاء بغير حساب
*
طلعتا السيارة ..
كانت توقعات الجوهرة صحيحة نوعاً ما
فقد كانت السيارة تحمل في كل جزءٍ منها رائحة لعطر
ذو رائحة جميلة تأسر كل من يستنشقه
المار لم تكن خفقات قلبها متوازنة
وعوض ايضاً وكأنما قلبهما يحدثان بعضهما في الخفاء
خشية ان يسمعهما احد فيفسد حديث عشقهما
الجوهرة لم تشعر بأحاديث القلب تلك
فحديث القلوب لا يشعر بها الا المُتحدِّث والمُتحدَّث اليه
كان عوض سعيداً جداً فهذه المرة الأولى التي
تصعد المار سيارته كخطيبة له
وليس كجارة له وسائقٌ لها
وعندما وصلوا لمقر المشغل ..
توادع القلبان وكلاًّ منهما يستودع الآخر ربه ..
الجوهرة عندما دخلت ابعدت نقابها وبجانبها المار
مازالت تفك عقدة نقابها
قابلتهما غالية لترحب بهما
-: ياهلا والله لكن وحشة مابغينا
بشرن كيف نتايجكن ؟
*
-: لللوووولووووش وكبرنا ياتولي
بحياء -: ترا كلها شوفة
عضت شفتها -: اخخخ فاتني كان وقفت لك عند الباب
ومديت لك رجولي وطااااخ ع الارض
ويجي جهاد ع الحصان البني ياخذك لحضنه ومن فوق الـ 18
فتون -: ترا حصان ابيض مهو بني
-: يخي انا احب البني كيفي
نارا -: فتين لقطي وجهك
تولين -: رئاوي وجع وش 18 توي استوعب
استغفر الله توها شوفة اقولك ماعقد عليّ حتى
غمزت -: عادي جداً نهاية هالاسبوع بيعقد
عاد هنا لازم احبك خطة محترمة
انوار -: يارب استر جت اختي
هي وخططها وهبلها
فاطمة انضمت اليهن -: بنااات ماتلاحظن شيء
ماشاء الله رؤى متزوجة من ذي القبيلة
والجازي بعد والحين تولين لا اجل وانا بعد ابي منهم
ياسمين ضحكت -: شكل قدر القبيلة ونصيبها
مربوط ببنات الملجأ ..
رؤى وهي تغمض عينيها لكي لا يعود الماضي
لكن انوار اعادته بدون قصد -:
لا رؤى تزوجت سطام قبل لانجي هنا ..
رؤى حاولت الابتسام رغماً عنها -:
بنات وش رايكن نسوي مسابقة طبخ ونخلي امهاتنا الغاليات يحكمن اجمل والذ طبق ..
فاطمة -: جا شغل الطباخ والمتزوجات ..
بصوت عالي وهي تنظر لفاطمة -: بنااااات تقولكم فاطمة
بتسوي لنا الحين لازنية وعلشان هي تبرعت
نأجل المسابقة بكرة ..
نهضت -: كذابة مراح اطبخ ..
طبعاً عندما قالت رؤى كلامها كانت خيرات جالسة
وغصون نازلة اليهن ..
غصون -: لا رؤى ماتكذب وانا بخاطري اشوفك يوم بالمطبخ
-: لا ماما غصون مايصير اظافري طويلة بتتسمموا
خيرات -: بسيطة البسي جونتيات طبخ ولا اقولك قصيها
ترا قص الاظافر من الفطرة ..
بوزت -: ان شاء الله و ع العموم مراح اطبخ
غصون -: اقول يلا على المطبخ قدامي ..
رؤى بضحكة وبصوت يصل للفتيات وحسب -:
واخيراً طيحت برستيجها ..
عاد حنا ماعندنا بنات دلوعات يااي ظفري وياي ايدي
اصلاً وش فايدة البنت اللي ماتعرف تطبخ ابي افهم !
انوار ببتسامتها الهادئة -:
ونسينا الماضي الاسود يارؤى ..
نغزتها -: خلاص آص بلا فضايح
ابتسمت تولين في سرّها ..
نادراً مانجتمع جميعنا هكذا الا اذا اتت رؤى
ياليتك هنا دوماً يارؤى ! ...
*
صلت العشاء ثم قرأت وردها من القرآن
بعد ذلك سمعت طرق باب
توقعت انها جيرمينا وكان توقعها صحيحاً
فتحت لها الباب ودخلت جيرمينا
-: وهدا في عشا يامدام لازم انتِ ياكول
ابتسمت -: ان شاء الله
وتذكرت امراً ما .. -: ايوا صح هدا ورقة من مستر ماجد
ويقول انا اعطي انتِ حبل مع هدا سلة
وانا ذالحين حطو العشا في السلة
اخذت الورقة بغرابة -: اوكي شكراً تعبتك معي
-: لا مافي تئااب انتا اهم سيء في ياكول
ويلا انا ذالحين في يروح علشان مافي يسأل قابي فين انا
-: اوك روحي الله معك ..
ابتسمت جيرمينا لتذهب فعبير مازالت في ايام العقاب
ومن العقاب ايضاً ان تكون لها وجبة واحدة فقط في اليوم
الا ان جيرمينا كانت تسرب لها الثلاث الوجبات في كل يوم
وعبير كانت تأبَ ذلك إلى ان رضخت لجوع بطنها المسكين
قرأت مافي الورقة ..
" كيفك
عبير ان شاء الله كويسة
من اول ودي اجي عندك بس والله اني مفتشل منك
ومنحرج وندمان ع اللي سويته بدل ما اوقف معك وقفت ضدك
كان المفروض ما اسمع كلام ابوي لمن قالي اقول للحرّاس يقفلوا عليكم بس والله مادري ليه سويت كذا
يمكن لأني تعودت على وجودك في البيت ويمكن اعتبرك اختي
اكثر من اني اعتبرك زوجة ابوي علشان كذا سامحيني
واي شيء تبينه مني انا حاضر
وهذا الحبل اربطيه بالسلة ولمن اطق عليك الدريشة بالحصى
افتحي علطول وارمي لي السلة علشان احط فيها صينية الاكل
حرام عليه ابوي يحرمك من الأكل الا وجبة وحدة بس
الله يهديه ، ودي اكلمه لكن اعرف نهايتي يمكن تصير اخس
من مؤيد وعاد بعدين مين بيجلس معك هنا
علشان كذا سامحيني ولايجي ببالك اني مني بصفك
بالعكس انا مع الحق .. "
دمعت عينيها -: وبكذا راح افصح عن قراري
وبحاول اوثق بماجد ومؤيد
*
في نهاية الدوام الجامعي
خرجت من الكلاس برفقة رزان ودارين
ولم تخبر رزان بما رأت ولم تحاول حتى الخوض في التفكير
تعلم بأن جواد ليس كهذا ابداً
ودعت دارين ورزان رنّ هاتفها
ابتعدت عن الجازي قليلاً لترد عليه
وهي الاخرى اتصلت بجواد وبعد عدة رنات رد
-: السلام عليكم
بصوت منتشي بنغم السعادة -: هلا وعليكم السلام
-: آآ جواد انت برا يعني اطلع ولا
-: ايه روحي البيت لأني شوي مشغول
بصدمة لم تعي مايقول -: انا اروح .. اروح لوحدي !!
-: البيت قريب شوفي اذا ام مسفر بتروح معك زين
واذا هي بتروح مع نايف خلاص روحي لوحدك
الحين الدينا آمان
بغرابة .. لا جواد ابد مهو بصاحي
ياااربي عجزت افهمه
-: الجازي ؟ .. معاي
-: ايه ايه معك
-: المفاتيح معك
-: ايه
-: اجل فمان الله ، واقفل
نظرت لشاشة الجوال بغرابة كبيرة وتعجب اكبر
وحدثت نفسها في سرها
وكأنه في حديثه يريد التخلص مني سريعاً ..
تذكرت تلك الفتاة ..
معقولة ؟؟!
اتكون هي السبب
هل من المعقول انه سمح لي بالذهاب بمفردي
ولم يذهب معي لأنه يريد ان يذهب مع تلك الفتاة
.. شعرت بألم يراودها في صدرها لم تعلم ماهيته
ولكنه كان مؤلم جداً ، فكرة ان جواد مع امرأة اخرى تؤلمها كثيراً
وعلاوة على ذلك ليست محللة له ..
اغمضت عينيها محاولة لقمع هذه المشاعر والأفكار
عادت رزان -: يلا جزوش نلتقي ع خير
نايف منتظرني برا
-: اوك في حفظ الرحمن
-: ايه صح ننتظرك حتى جواد يجي
بتوتر -: لا جواد بيتأخر شوي قالي بيخلص كم شغلة
في مشروعه وبيجي
-: اوك عيني انتبهي لنفسك اجل
-: من عيوني وانتِ بعد
ذهبت رزان في حال سبيلها ..
جلست الجازي في المقاعد التي بجانبها قررت الانتظار
ربع ساعة ثم الذهاب حتى لا تظنها رزان بأنها كذبت
عندما تراها تسير بمفردها ..
واستغفرت بداخلها على كذبها ..
وهي تحاول تسلية نفسها بالاستغفار
الى ان تنتهي الربع ساعة هاته
*
استلقى على سريره وهو يحاول التغلب على النعاس
-: وش فيني حتى بالاجازة بصير دجاج
انام بدري !
اغمض عينيه اتى في خياله
آخر موقف حدث بينه وبين شيلاء
ابتسم ثم ضحك ..
ما اتخيل اتزوج ذي البزر
كل ما احاول اتخيل اني بتغزل فيها وهي بتستحي مني
فكرة تخليني اضحك بهستيريا يمكن الين تنزل دموعي
منجد مادري كيف صرنا لبعض
يلا هذا هو نصيبنا من قبل لانخلق
يمكن سبحان الله سعادتي معها على قولتهم
والى متى بماطل يعني ..
ان شاء الله اول مايطلع المبلغ بعقد عليها
.. لحظة ! المبلغ ثمانين ألف وابوي باقي عنده 5 الاف
وراتبي بضحي فيه ونزيد عليه 5 الاف
وتكمل المية الف ونخلعها منه
كيف راحت هالفكرة عن بالي
انتظريني ياعبير
يا الله ! احسني متحمس .. نهض من سريره وخرج من غرفته متوجهاً
إلى ابيه يخبره بما فتح الله عليه ..
______________
انتهى ..
امممم مادري كيف تنسيق اللون مريح ولانغيره ؟
ونتلقي على خير يااارب
اشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله
كفارة المجلس ..
سبحانك اللهم وبحمدك
اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك