كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1091 – عروس بالبريد – ارلين جايمز - دار النحاس
هيا بنا مع احداث ،،، الفصل السابع ،،،،،،
القى ليون البطانية فوق المقعد عند البوابة ثم القى بنفسه على اكياس القش كان الالم الذي يشعر به كما لم يعرفه من قبل ولو استمر هذا الجرح في اعماقه فهو سيتعب حتما الا اذا تمالك نفسه . الامل المفقود
لقد كذبت عليه ومهما كان ما قالته الان فهو لا يغير من الامر شيئا كل ما قالاه تلك الليلة بعد وصول الاولاد كان من الصعب التغلب عليه الاشياء التي قالها لها لم تفعل هي سوى الوقوف والاستماع اليه لكن ماذا بامكانها ان تفعل سوى ذلك ؟ فالحق كان معه لقد كذبت وخططت في الخفاء جاعلة منه اسوا نوع من المغفلين ومهما حاول فهو لن يجد طريقة يخرج بها من هذه الفوضى التي هي زواجه بامكانه ان يطلقها بكل تاكيد حتى انه قد يحصل على قرار بفسخ الزواج لكن الى اين ستذهب وماذا ستفعل ؟ هذا كان السبب في انه رغم كل شيء شحن الاولاد جميعا واحضرهم الى مزرعته بارادايس ما الذي كان يمكنه غير ذلك ؟ لا يمكنها ان تامل في ان يعيلها هي وستة معها ... ستة ... غلمان هنا ان فان هورن مدينة صغيرة ليس فيها الكثير من الاعمال والموجود منها لا يدفعون لها اجرا فوق الحد الادنى نفس الشيء هناك في وست فيرجينيا او لعله اسوا والا لما اختارت هذا الطريق اليائس لقد فكر في ان ياخذها والاولاد الى مدينة الباسو ويدفع لهم اجر منزل لعدة شهور فحظها في ان تجد عملا سيكون افضل هناك لكنها لن تحصل الا على الحد الادني من الاجر مع ذلك فقد يريحهم ذلك لفترة . هذا الى قدرتها على الاقتصاد ذلك ان كاسي على كل حال ما هي الا فتاة جميلة غير معتادة على طرق حياة المدينة وستكون سهلة التعامل مع أي مزاحم لبق حلو الابتسامة يعترض طريقها .
حدث نفسه بانه لا ينبغي ان يعتبرها مشكلة بالنسبة اليه وانها لا تستحق منه أي اهتمام بعد ان استغلته بهذا الشكل لكنه لا يستطيع ان يجد طريقة يتركها فيها مع اولئك الغلمان ثم يعيش مرتاح الضمير ليس الان على كل حال طمان نفسه بان بامكانه ان يجد مخرجا له من هذه المشكلة مع مرور الوقت واثناء ذلك سينام في مخزنه هذا وسيعيش منعزلا عن اولئك القاطنين في بيته وذلك قدر امكانه .
لقد كان يعتقد بانها تحبه لقد اراد ان يعتقد بانها تحبه كان سيستمر في ذلك لو لم يحضر الغلمان بذلك الشكل المفاجئ ويكشفوا عن كل شيء بقولهم – لقد جعلته يتزوجك كما كنت قلت بالضبط وقد وعدتنا بانه بامكاننا ان ناتي لنعيش معك .
كانت هذه الكلمات تتردد في ذهنه مرة بعد مرة – انك جعلته يتزوجك ... انك جعلته يتزوجك ...
تنهد متمتما ان يتمكن من النوم ثم يستيقظ في الصباح ليجد ان كل ذلك لم يكن سوى حلم سيء – انك وعدت ... انك وعدت ... انك وعدت .وهمس برقة – لقد وعدتني بان تحبيني تحترميني . ثم تملكه الالم اه ما افظع ان يعلم ان كل ذلك كان مجرد كذب .
لقد كانت كفؤا للغاية ايضا وكذلك مقنعة .حاول ان لا يفكر في تلك الاوقات التي امضياها معا حاول ان لا يتذكر ضحكاتهما معا لم يشا ان يستعيد ذكريات العشاء على ضوء الشموع حتى هذا المخزن كان يحمل ذكريات حلوة مرة فهو لا يستطيع الا ان يتصورها على صهوة حصانها وحدها في المزرعة لقد اعتاد ان يحلم دوما اثناء عمله نهارا بالعودة اليها لكي تمسح عنه اعباء النهار وتنير لياليه لقد اعتاد على حبها في هذه الفترة القصيرة وذلك بشكل لم يبد انه سيتوقف لكنه الان يريد ان يتوقف عن حبها اكثر من أي شيء اخر لو انه فقط يتمكن من التوقف عن حبها اذن لتوقف عن التالم والرغبة في ما ليس بامكانه ان يحصل عليه .
ليس ذلك لانها سترفضه فقد كانت راغبة في الاستمرار كالسابق او هذا ما كانت قالته حتى انها قالت انها مغرمة به لكن ليس بمكانه ان يصدقها الان ؟ الاغلب هو انها تشعر بعرفان الجميل نحوه لعدم تركه لها ولاؤلئك الاولاد وسط ذلك الطريق الترابي لكن عرفان الجميل ليس ما يريده منها فالثزلف والتذلل والعواطف الزائفة كل ذلك هو البديل الان لما يريده منها هذا ما لا يقبله حتى ولو كانت قادرة على تفهم ذلك فهو ببساطة لا يمكنه العيش مع حب زائف لا يمكنه العيش مع الندم وتبادل الاتهامات كما راه فيها الان فالشعور بالذنب لا يصلح اساسا للزواج ومع ذلك لا يبدو ان بامكانه ان يدعها تذهب ولا ان يتمكن من العيش مع هذه الالام لكنه يتحمل هذا الان وبجهد خارق لا يهم كم استطاع النوم فقد استيقظ في الصباح شاعرا بالارهاق واستنزاف القوى .
عند المساء فتح الباب على اتساعه لا شك انه احد الغلمان ذلك ان كاسي اعتادت ان تفتح الباب الى الحد الذي يمكنها الدخول منه تنهد كان متعبا بحيث لم يكن يستطيع النهوض والتشاغل اطل نيوت براسه قائلا – مرحبا يا سيد بارادايس .
- نيوت ؟
فلم يستطع الفتى ان ينظر في عينيه واستند الى البوابة قائلا – ان كاسي تريد ان تعلم ما اذا كانت ستحضر الى المنزل لتناول العشاء هذه الليلة قالت بان اخبرك بانها ستعد فاصوليا حمراء وسمكا مقليا متبلا بالبصل والفلفل الاحمر .
جاء الاعتدار الى شفتيع بشكل الي – انني من التعب بحيث لن اتمكن من ان اجهز نفسي لتناول الطعام في المنزل هذه الليلة سافتح بعض المعلبات هنا وانام . الامل المفقود
اوما نيوت براسه لكنه لم يبد استعدادا للذهاب – ان لدي ما اقوله يا سيد بارادايس لقد اخذت كاسي تعلمني ركوب الخيل عند الصباح بعد ذهابك انني اظن ربما بامكاني الذهاب معك وبذلك اكتسب قوتي وهذا بالتاكيد يجعلني راضيا عن نفسي يا سيد بارادايس وقد يمكنني بذلك تقديم شيء من العون اليك ليس في البداية بالطبع ولكن في اقرب وقت كما اتصور .. هذا اذا سمحت لي بالذهاب معك انه اذن يتعلم ركوب الخيل ؟ وتذكر ليون الامسيات التي امضاها في تعليم كاسي ركوب الخيل ابعد تلك الافكار عن ذهنه ... ومعها نيوت بقوله – الافضل ان تبقى هنا الان لتساعد اختك .
لكن ليس هناك ما اقوم به لاجلها يا سيد بارادايس فليس هنا ما يعمله الرجل هذا الى ان الامور كئيبة للغاية يا سيد بارادايس حتى ان فريدي لم يعد يضحك او يمرح كعادته وبارت لا يفعل سوى حشر انفه في مجلاتك تلك يكاد يلصق عينيه بالصفحة ليرى الكلمات دون ان يعرف نصفها ما جعل كاسي تطلب من التوامين اخراجها من القاموس لاجله .كم يسبب الضجر مشاجراتهما على من يفعل ذلك هذا الى انه لم يحدث ان فتح الواحد منهما كتابا من قبل فكل ما يتصورانه عن الكتب هو انها جعلت ليضرب الواحد منهما الاخر بها .
تمتم ليون يقول وقد تملكه الفضول بالرغم منه – ان عليهما ان يدهبا الى المدرسة اليس كذلك ؟
قال نيوت عابسا – حسنا انهما لم يذهبا كثيرا السنة الماضية فقد فقد كيلر حذاوه في المستنقع وهكذا كان عليهما ان يشتركا بانتعال حذاء كول وقد ظن والدي ان هذا سيعلمهما درسا لكنني احسب انهما كانا مسرورين بقضاء النهار في الجبال او على مقاعد الحدائق العامة .
هز ليون راسه – يدهشني ان تتركهما كاسي يستمران في هذا التصرف.
فكر نيوت لحظة ثم قال – اظن هذين الغلامين بحاجة الى يد قوية لرجل ما . كان بامكان جوزيف ان يفعل ذلك وكذلك والدي لو شاء ذلك ولا شك ان بمكانك انت ذلك .
هل كان في هذا الكلام نوع من التحدي ؟ رفع ليون بصره ثم عاد يخفضه وهو يقول – ليس لدي وقت اضيعه على ولدين .
قال نيوت برجاء – ربما اذا سمحت لي بالخروج معك فتح ليون فمه ليخبره بان ينسى هذا الامر ثم عاد فاطبقه ماذا يضر فيما لو اخذه معه ؟ من الممكن ان لا يحتمل ذلك اكثر من نهار واحد على كل حال فتعلم الركوب حول المنزل هو شيء مختلف تماما عن اعتلاء السرج ساعات طويلة حيث يتنقل على الاراضي الوعرة دافعا الحيوانات الغبية ذوات القرون الحادة . هذا الى ان الاسيجة الممتدة نحو الشمال بحاجة الى اصلاح وهذا عمل لا بد له من رجلين معا فمال ليون الى الامام ومرفقاه على ركبتيه ثم اوما ايجابا فامتلا نيوت سرورا .
قال ليون ببطء – والان الزم مكنك فانت لم تسمع شروطي بعد .
قال ليون – أي شيء تقوله يا سيد بارادايس وباي طريقة تريدها .
نظر اليه ليون ببرودة ثم قال – ستسرج حصانك وتستعد للركوب قبل الفجر ثم تحضر غداءك معك والا فلن تاكل وماءك والا فلن تشرب...
- نعم يا سيدي .
- تابع ليون يقول – ليس هذا كل شيء انك ستحتاج الى قفازات للعمل وتلبس شيئا سميكا فوق كاحليك وزوج واحد من جوارب لا يكفي ستقوم بكل ما اطلبه منك دون اسئلة حمقاء هل فهمت هذا ؟
- نعم يا سيدي يا سيد بارادايس . الامل المفقود
- حسنا اذن انك ستكون بحاجة الى قميص طويل الكمين بياقة يمكنك ان تقبلها الى اعلى ثم الى قبعه .
- فهمت.
استند ليون الى الخلف – اذا لم تكن مستعدا للركوب في نفس الوقت الذي اكون انا فيه جاهزا فستبقى في المنزل .
- ساكون مستعدا يا سيدي بارادايس فاعتمد علي .
- سنرى والان اخرج من هنا لكي اظفر ببعض النوم .
تركه الفتى مطيعا وفك ليون حزامه وقد نسى عشاءه خلع حذاءه ثم ارتمى على فراشه المؤلف من بطانية وكيس تبن لم يكن يهمه نوع المنامة اذا هو استطاع النوم جيدا . مع ذلك بدا النزول من فوق الكيس في الصباح غاية في الصعوبة نزل الى الارض وهو يسعل ثم انتعل حذاءه . كان قد نام بثيابه خوفا من برد الليل.
افتقد افطار كاسي لكنه حاول ان لا يفكر في ذلك وهو يسير نحو الموقد المتنقل في زاوية المخزن حيث وضع بعض القهوة في الابريق ليغلي ثم خرج الى الصحراء ليريح عضلاته مفكرا في انه من الحماقة ان يستمر في العيش بهذا الشكل بينما بامكانه ان يستعمل المنزل في أي وقت لكن رغم صعوبة ما يعانيه هنا فهو اسهل كثيرا من جرح كبريائه انه يريد ان يبقى بعيدا عن كاسي فهو لن يستطيع احثمال نظرة الاسف والاسى التي ترمقه بها الفضول في اعين اولئك الغلمان يبعث الضيق في نفسه لماذا اذن ترك نيوت يلحق به هذا النهار ؟ تجاهل هذا السؤال وهو يتجه نحو طاحونة الهواء ليغسل يديه ووجهه عندما عاد من ناحية المخزن .انتبه الى شيء من الفوضى في المنطقة الشرقية من ساحة الماشية . لا شك ان نيوت يحاول امطتاء احد الجياد .
فكر ليون في تقديم يد المساعدة له لكنه عاد فقرر عدم القيام بذلك انه لن يسقط في فخ تمثيل دور الوالد لاحد اخوة كاسي دخل المخزن حيث سكب لنفسه شيئا من القهوة اخذ يرشفها اثناء حزمه بعض علب السردين والبازلاء واللحم وذلك مع بعض البسكويت والتفاح لم تكن هذه وجبة شهية للغاية لكنها كانت معقولة وسهلة التناول إذا سيذهب الى القبو وذلك عندما يتاكد من عدم وجود كاسي لكي لا تلحق به لتعاود الاعتذار لم يكن يستطيع سماع المزيد من اعتداراتها هناك طرق كثيرة تعتذر فيها المراة عن عدم حبها لرجل يكن لها بالغ الاعجاب .سكب لنفسه المزيد من القهوة ثم اخد يتناول فطوره اثناء اسراجه لجواده ثم سرح شعره باصابعه ليقود بعد ذلك الجواد الى حيث يستقبل الصباح كان الظلام لا يسمح بسوى اول خيوط الفجر عند الافق لم يلمح اثرا لنيوت فساوره شعور بالغ الضالة بخيبة الامل ثم ما لبث ان هز راسه اتراء من الشعور بالوحدة بحيث يرحب برفقه مراهق مزعج كذلك الفتى ؟
نبذ هذهالخواطر وهو يضع قدمه في الركاب ثم قفز فوق سرج الحصان مسويا من جلسته وهو يتناول اللجام انتبه الى حركة قريبة منه فغمغم يقول – اظننا اخيرا سنظفر بمرافق .
سار بحصانه نحو زاوية المرعى كان نيوت بانتظاره هنام ممتطيا مهرا كانت كاسي تمتطيه احيانا كان خلفه ظلان لحصانين براكبيهما ايضا اول تبادر الى ذهنه ان كاسي قد جاءت هي ايضا . تملكته للتو سعادة لكنه سرعان ما راى التؤامين ولعله كول يلكز بمهمازه اخاه الشاكي وادرك ليون من هو الذي يريد ان ياتي معه هذا الصباح اخيرا قال لهما – ما الذي اتى بكما ؟
تدافعا بالقول في وقت واحد – ما دام نيوت سيمكنه الذهاب فنحن ايضا يمكننا ذلك . الامل المفقود
قال نيوت – وقد تعلما الركوب هما ايضا يا سيد بارادايس .
- يمكننا القيام باي شيء وسترى .
- انه ليس اكبر منا كثيرا .
عاد نيوت يقول – انهما سيشغلان كاسي كثيرا هذان الاثنان اذا ما مكثا في البيت كما انها بالغة التوتر .
كان اخر ما قاله نيوت هو ما سمعه ليون في الواقع وادرك على الفور صحة ذلك فقد كان هذا الاخير قد حدثه عن ان هذين الغلامين يلزمهما يد قوية كان قد سمع كاسي تصرخ بهما عدة مرات احداهما كما يتذكر لانهما رشقا بارت بشيء ما لم يستطع هذا الاخير ان يراه متجها نحوه لكي يتفاداه سرعان ما نبذ ليون فكرة راودته في ان ياخذ بارت الى الباسو لشراء نظارات له اخذ ينظر الى هؤلاء الثلاثة الذين يواجهونه ما الذي سيفعل بهم ؟ بامكانه ان يتحمل واحدا منهم .
اما ان ياخذ الثلاثة فهذا منتهى الحماقة لكن ... الا يمكن ان يلتهوا ببعضهم البعض فيجنبوه بذلك الازعاج ؟ ثم قد يصادفون الحيات فيخلصونه منهم شعر بالاشمئزاز من نفسه وهو يرى نفسه خارجا مع هؤلاء الثلاثة الذين يعتبرهم خارجين على القانون.
تنهد وهو يرفع بقبعته الى الخلف ويتكئ على السرج بساعديه قال – لا باس الان فاسمعوا لانني لن اقول هذا الشئ اكثر من مرة واحدة انكما ستفعلان ما تؤمران به منذ المرة الاولى والا فستعودان الى البيت حالا هل فهمتم ؟
- نعم يا سيدي .
اجفلت الجياد الثلاثة ثم صهلت واخذت تقفز متوترة .
- كفى اقفلوا افواهكم من كل ... وامسك عن التفوه بكلمات الغضب وهو يسيطر على جواده بسهولة اما الثلاثة الاخرون فقد وجدوا في ذلك بعض الازعاج انما ليس كثيرا فقد كانت الجياد حسنة التدريب سار ليون امامهم وهو يامرهم قائلا – اتبعوني وحاولا ان لا تدفعوا بمشاغباتكم الجياد الى ان تقتل واحدا منكم سمعهم يشتكون بعضهم بعضا وهم يتدافعون خلفه فهز راسه ثم تابع سيره دون النظر خلفه .
ذهبوا شرقا وكانت الشمس تشرق في قبة السماء ثم استداروا شمالا كان الغلمان يتفاخر الواحد منهم ازاء الاخرين هامسين بصوت مسموع لكنه تجاهلهم متابعا السير وعندما وصل الى نقطة معينة وقف وانتظر وصولهم الى جانبه لم يكن هناك سوى طريق واحد عبر هذا المكان واحد نزولا والاخر صعودا لكن طريقهم كان شديد الانحدار الى درجة خطرة استدار على سرجه ثم سمرهم كل واحد منهم بنظرة فولاذية يا لهم من فرقة متنافرة المظهر .
كان نيوت يعتمر قبعة من اللباد لا شكل لها من قبعاته هو القديمة كان يظن ان كاسي قد القتها في القمامة كذلك القميص والبنطلون الجينز واللذين كانا يمسك بهما حزام مقطوع وحول كاحليه وقمة حذائه كانت تلتف شرائط خرق عرف ليون انها من احد اثواب كاسي القليلة التي تملكها للحظة خاطفة .
شعر بخيبة الامل ما لبث بعدها ان شعر بنوع من الارتياح الداخلي لا باس فمهما كانت مساؤها فهى على الاقل غير انانية كانت تمانع بكل جهدها في ان ينفق نقوده عليها مدركا الان انها انما كانت تضع جانبا ثيابه القديمة هذه لاجل اخوتها لقد قامت بكل شيء لاجل اخوتها حتى الزواج منه وهي لم تتردد لحظة واحدة في التضحية بثوب قديم في سبيل ان يمثل نيوت والتؤامان دور رعاة البقر . الامل المفقود
ثم نظر الى التؤامين ولم يكد يصدق عينيه واحد منهما كان يرتدي بنطلونا صوفيا محاكا باليد وقميصا قطنيا تحت قميص قطني ممزق حائل اللون وقلنسوة لعبة كرة البيسبول وفردة من حذاء لا بد ان ليون كان يملكه عندما كان في سنه ثم كبرت قدمه فلم يعد يناسبه اما اخوه فقد كان يرتدي فردة الحذاء الاخرى وكنزة ذات ياقة كبيرة فوق بنطلون كبير المقاس وقبعة قش قديمة للغاية كانت حول قدميهما الحافيتين شرائط من خرق مماثلة لتلك التي كانت حول كاحلي نيوث تصور ليون أي شجار دار بينهما حول هذا الحذاء والذي كان الحل الوحيد له هو الحصول كل منهما على فردة . انها كاسي ... كاسي التي كانت تبذل جهدها بينهم مضت لحظة ... لحظة طويلة من الشعور بالخزي لم يستطع ان يتنفس فيها اخيرا لم يستطع الا ان يحول نظراته بعيدا عنهم وهو يقول راجيا ان لا يكون احد منهم قد لاحظ تغير صوته – ساذهب انا اولا وستتبعونني واحدا واحدا كل واحد خلف الثاني تماما والذي يتحول عن هذه الطريق الوعرة يتعرض الى السقوط عن جواده وكسر عنقه اذن فافعلوا ما افعل انا تماما ولا اريد ان تتدافعوا لاجل الامكنة فهذه ليست لعبة .
ثم تقدم الى الامام دون القاء نظرة اخرى على أي منهم سائرا ببطء وتمهل وسارت الامور بشكل حسن هبوطا ثم صعودا الى ان اصبح فوق الحافة حيث تحول شمالا وخلفه حصانا بعد الاخر كانوا يصعدون فوق مواطن اقدام صلبة وما ان تنفس بارتياح حتى سمع صرخة تبعها صوت ارتطام فاستدار في الوقت المناسب ليرى احد الجياد يقفز بواحد من الغلمان ثم لا يلب ثان ينطلق راكضا باقصى سرعة وقد سقط سرجه بجانب الغلام على الارض .
تملكه رعب هائل اتراه قتل واحدا من اخوة كاسي ؟ كانت هذه الفكرة من الهول بحيث لم يستطع متابعتها ترجل الى الارض ولكنه ما لبث ان تنفس بارتياح بالغ وهو يرى الغلام يجلس متاؤها انطلقت من بين شفتي ليون عند ذلك كلمات لا هي اسبانية ولا هي تناسب مسامع والدته وقد اثار تلك الشتائم شيئان الاول ارتياحه وهو يرى الغلام يتحرك ثم رؤيته للسرج سليما لماذا ... لماذا لم يتاكد من ان هذين الولدين يعلمان ما يفعلان ؟ سار نحو الغلام شاعرا بالغضب من نفسه ثم مد اليه يده واذا بالصبي يجفل ثم ينقلب ليجلس القرفصاء ناظرا اليه بحذر – اذا ضربتني .سارد لك الضربة اقسم على ذلك . الامل المفقود
يضربه ؟ نظر ليون ذاهلا الى وجه الصبي الانمش والذي كان يظن انه سيضربه عقابا له على سقوطه عن الحصان خطر في باله فجاة ان هذا بالضبط ما كانوا جميعا يتوقعونه منه استقام في وقفته واخذ ينظر اليهم واحدا واحدا مستوعبا وجوههم القلقة المتحفزة للدفاع وقبضاتهم المتكورة ان مجرد معرفته ان شخصا كان يضرب هؤلاء الغلمان لحادثة كهذه او حتى اقل منها حركت قلبه ومشاعره وكبح مظاهر العطف وتصرف نحوهم بالطريقة الوحيدة التي يعرفها.
وقف ينظر الى الغلام الحذر ثم قال – اخر مرة ضربت فيها صبيا كانت عندما كنت انا صبيا وعندما اضرب رجلا ثق تماما بان ذلك ليس الا نتيجة استفزاز بالغ منه عندما ظهر الارتياح على الغلام التفت الى نيوت والتؤام الاخر وقال انزلا من على هذين الجواذين فانا اريد ان اتفحص اربطة السرجين كما كان علي ان افعل منذ البداية .
تبادلا النظرات ثم نزلا الى الارض تفقد اول سرج ثم الاخر حيث اخذ يشد اربطة كل منهما وهو يشرح لهما كيف يجب ان تكون ثم سال – هل هناك من سؤال ؟ فهز الثلاثة رؤوسهم.
- حسنا اصعدا ثم اذهبا لاحضار جواد ... ما اسمك ؟
القى بهذا السؤال للغلام الذي سقط فاجاب هذا – كيلر .
اشار الى الغلامين الاخرين – امتطيا جواديكما واذهبا لاحضار جواد كيلر فهو لا يمكن ان يكون قد ابتعد كثيرا من هنا قفا امامه فقط ثم لوحا بذراعيكما نحوه عند ذلك سيستدير عائدا الى هذا الاتجاه فقوداه مباشرة الى هنا وانا سالقي عليه انشوطة .
كانا قد استويا على سرجيهما فتابع يقول – لا تغامرا باي عمل فاذا لم تجداه عودا الى هنا هل سمعتما ؟
نادى نيوت قائلا – نعم يا سيدي . ثم همز جواده منطلقا في الطريق التي كان ذهب فيها الجواد الهارب .
صاح ليون خلفهما – ولا تجتازا المكان الذي جئنا منه مرة اخرى . فلوحا بذراعيهما له منطلقين في طريقهما لاحظ هو ان نيوت كان مستقرا في جلوسه تماما بينما كول كان متشبثا بمكانه فقرر ان يعطيه بعض التعليمات فيما بعد لكنهما كانا من الجراة بحيث يصبحان فارسين ممتازين كشقيقهما لكنه لم يفكر فيها اكثر من هذا التفت الى كيلر يساله – هل انت بخير ؟
اوما الغلام براسه وهو يتمتم – اسف .
ساله ليون – لماذا الاسف ؟ لقد قمت بكل ما طلب منك اما عدم تفحص اربطة السرج فهو ذنبي انا كان يجب ان اتاكد من ذلك كنت تعلم ما تفعله وانا مسرور جدا لانك لم تكسر عنقك .
بان الاضطراب على الصبي ما جعل ليون يقهقه ضاحكا ثم يتوجه الى سرج جواده حيث احضر من الجيب حبلا ثم سال الغلام – هل تعرف كيف تلقي بانشوطة ؟ الامل المفقود
- كلا يا سيدي .
- حسنا انتبه جيدا اذن وساريك كيف تضعها .
امضيا الدقائق التالية يتحدثان في هذا الشان ثم اذا بصفير نبههما الى عودة الغلامين الاخرين وهما يسوقان امامهما الجواد الشارد امر ليون الصغير كيلر بان يبتعد عن الطريق ثم ثبت نفسه وعندما مر الجواد القى على راسه بالانشوطة . وقف الجواد وهو يصهل ويحرك راسه بعنف لكن ليون اخذ يتحدث اليه بلطف وهو يربت على عنقه يهدئه قبل ان يبسط البطانية على ظهره وبعد عدة دقائق رفع السرج ووضعه مكانه ثم تراجع الى الخلف مشيرا الى كيلر كي يستلمه منه كانت نظرات الغلام التي رمقه بها كلها اعجاب ولم يستطع ليون مقاومة وضع يده على كتف الغلام ارتسمت على وجه هذا ابتسامة عريضة وهو يتحول الى العمل عندما انتهى ربت ليون على كتفه مرة اخرى ثم عاونه على الصعود فوق السرج .
عندما عاودا يسيرون شمالا مرة اخرى كانت الابتسامات المشرقة تكسو الوجوه كانت ابتسامة ليون اوسعها لم يعد يفكر بعد الان في القائهم في مدينة الباسو حيث يتركهم وشائنهم وبدلا من ذلك اخذ يفكر في عدد ما يحتاجونه من احذية وقبعات وبنطلونات جينز وما هي الدروس التي تلزمهم ومتى يكون البدء بها فكر ايضا في ان تلك الفدادين التي سيشتريها يمكنها ان تنتظر واخد يرجو ان تكون كاسي من الاقتصاد في النفقات كما يعرفها .
عادوا في ذلك المساء .اربعة عمال متعبين قذرين يجرون اقدامهم جرا لكن ليون لم يقف الا بعد ان تلقت الجياد العناية اللازمة ثم دفع برفاقه الثلاثة الى الحوض الذي يشرب منه الجياد امام المخزن وحاولو هم ان يفرقوه بالقاء المياه عليه بينما اخذ هو يضحك كما لم يضحك منذ وقت طويل .
- رايت من الافضل ان احضر صابون . التفت وقد تلاشى ضحكه . واذا به يرى كاسي تحمل صينية صفت فوقها علب مرطبات . اشاح بوجهه عنها واخذ ينادي – لقد احضرت لكم شقيقتكم شرابا ايها الفتيان فاخرجوا من الماء قبل ان تتلفوا احذيتكم اخذ يساعد كلا منهم في الخروج من الحوض فاندفعوا والماء يقطر منهم وابتساماتهم من الاذن الى الاذن فقالت كاسي عند ذلك – لم ار من قبل مشهدا كهذا خدوا رابكم الى الباب الخلفي ثم اخلعوا ملابسكم وضعوها في الغسالة ثم ادخلواالحمام فقد سخنت المياه .
هتف التوامان بصوت واحد – اه كلا يا كاسي نريد ان نقف تحت الدوش مثل ليون .
اومات براسها بعناد – بل يجب ان تجلسوا في حوض الماء الساخن والا فستؤلمكم الحرمة فيما بعد .
قال ليون يامرهم بهدوء – افعلوا ما تقوله لكم شقيقتكم . سار الغلمان متذمرين نحو خلف المنزل بينما قدمت كاسي اليه بقية الشراب بيدها لكنه اوما براسه نافيا فهو لا يريد ان يحدث تلامس بين يديهما اذا ما اخذ العلبة من يدها .
فهمست – اشكرك على كل حال . الامل المفقود
نظر اليها بطرف عينيه قائلا – على ماذا ؟
- لاخدك الغلمان معك كانوا متلهفين للذهاب .
اوما براسه – ليس ثمة مشكلة لقد رحبت بمساعدتهم لي .
لاحت على شفتيها شبه ابتسامة – يمكنني ان اتصور كم ساعدوك .
حاول ان لا يبتسم وهو يقول – لقد استطعت ان استخلص منهم بعض العمل.
قالت ببساطة – هذا حسن .
تذكر المزاح الذي اعتادا تبادله وذلك قبل ان يجد سببا يجعله يعتقد بانها غير مخلصة وتملكه الاشمئزاز ثم قال لها فجاة – اذخلي الى المنزل اذا سمحت فانا اريد ان اخذ دوشا .
تلاشت الابتسامة عن شفتيها بينما اشاح هو بوجهه عندما استدارت للذخول احس بانه لا يستطيع ان يدعها تذهب لكن كبرياءه جعله يسالها بسرعة مدعيا انه لا يتحدث عن نفسه – هل هو والدك الذي كان يضربهم ؟
وقفت وعادت تستدير اليه قائلة – كيف عرفت بذلك ؟
ضاقت عيناه فهو لا يريد ان يرى مبلغ ما تبدو عليه من جمال في ضوء النهار الشاحب .
- لقد سقط كيلر . وعندما حاولت مساعدته نهض وهو يترنح قائلا انه سيرد لي الضربة فهمت انه كان يتوقع مني ان اضربه وذلك النوع من التوقعات ياتي نتيجة التجربة كان هو والدك اليس كذلك ؟
اومات براسها محولة عينيها عنه وكانها تشعر بالخزي ثم قالت برقة – كنت اظن ان كل الاباء يضربون اولادهم ولكنني عندما تزوجت جوزيف وجدت الامر غير صحيح فقد وضع نهاية لذلك وقال لوالدي انه سيضربه بشدة عند كل مرة يضرب فيها والدتي او احد الاولاد كان سيفعل ذلك حتما . تاهت عيناها في الذكريات وهي تتابع – ظهرت على والدتي عند ذلك سعادة لم ارها على وجهها من قبل .يبدو انها كانت كذلك هي ايضا ولاول مرة يشعر ليون بوخز الغيرة من جوزيف هانتر .
سالها محاولا تغيير الموضوع – وماذا حدث بعد ذلك ؟
هزت كتفيها وهي تجيب – لقد مات جوزيف ثم مرضت والدتي ولم يحب والدي ان يراها وهي تذوي شيئا فشيئا فاخذ يمضي كل اوقاته خارج المنزل بعد ان ماتت هي ايضا اخذ يصادق النساء فكان قد اختار امراة اخرى قبل ان تموت والدتي لكنها تزوجت من رجل اخر فتعرف عند ذلك على مارلين وتزوجها حال وفاة والدتي ان تعلقه بها يبدو واضحا فهو لا يرد لها طلبا لم تعجب مارلين الحياة مع اولاد زوجها واخذ صبرها ينفد يوما بعد يوم كما ان والدي اخذ يزداد خشونة وقفت تنظر طويلا الى الارض لكن ليون شعر بانها لم تنته من كلامها اخيرا همست تقول – كان علي ان اخرجهم من البيت وعرفت انك اشبه بجوزيف منك بوالدي .
- وكيف عرفت ذلك ؟
قالت برقة – من رسائلك الطريقة التي كتبت بها عن هذا الفضاء الواسع جعلتني اعلم بان لديك قلبا واسعا مفتوحا كنت اعلم بانني ساجد شخصا غير عادي . الامل المفقود
- فقال – تعنين انك كنت تعلمين بانك ستجدين بطاقة طعام مجانية وسرعان ما ندم على قوله ذاك دون ان يكون بامكانه استعادته .
تراجعت هي خطوة الى الخلف وكانه صفعها على وجهها ثم اخذت تحدق في الفضاء كان على وشك الاعتذار عندما فردت ذراعيها كطائر مذعور ثم اخذت تقول بصوت شعر هو انها تريده ان يبدو طبيعيا – الطعام جاهز اذا لم تشا ان تذخل المنزل لتاكل فدعني على الاقل ارسل لك عشاءك مع نيوت .
اوما وقد تملكه ضيق بالغ – لا باس انه طعامي على كل حال .
عضت شفتها وقد اغرورقت عيناها بالدموع – ليون انني اعرف انك تريدنا ان نرحل و ...
قاطعها بحدة – ارسليه الي عندما يصبح جاهزا .
اومات براسها وهي تتجه نحو المنزل اراد ان يمنعها وان يجعلها تذهب في نفس الوقت كان الالم يمنعه ولكنه اخيرا لم يستطع ان يدعها تذهب بهذا الشكل فناداها – كاسي . فوقفت تنتظر .
- انا والاولاد سنذهب الى المدينة غدا .
- استدارت اليه والخوف في وجهها – انك لن ...
تابع يقول بخشونة – اننا بحاجة الى بعض الاشياء لا يمكن ان يذهبوا للعمل بمظهر الحاتين فاذا كانوا سيذهبون للعمل فهم يستحقون معدات لتساعدهم على ذلك .
تحول الخوف في عينيها الى رقة الى عرفان الجميل ولكن ليس هذا ما كان يريده منها وتابع يقول – ان نيوت سيساعدني في تجهيز غرفة حفظ الاطعمة للنوم فانا ساكون بحاجة الى سرير لقد ارهقني النوم على القش .
تملكته الدهشة وهو يرى عرفان الجميل يتحول بسرعة الى ... غضب ... لماذا؟ لقد كان بالغ الكرم نحوهم.
قالت بحدة – حسنا جدا واستدارت على عقبيها مبتعدة وهي تتابع – اشتر لنفسك سريرا اذن . و ... وارقد فيه فهذا لا يهمني .
نظر اليها ذاهلا ويداه على وركيه من بامكانه ان يفهم المراة ؟ ليس هو بكل تاكيد والا لما كان في مثل هذه المشاكل الا اذا ... ولكن لا ... لا يمكنه ان يصدق انها تريده حقا في سريرها لكن .لا يمكن ان يكون تصرفها كله تظاهرا وادعاء حتى ان ولا شيء ابدا يستطيع ان يقنعه بانه كان كذلك ان عليه ان يفكر في ذلك ... فيما بعد عندما تصبح الحقيقة اقل ايلاما هذا اذا كان ذلك اليوم سيجيء حقا . الامل المفقود،،،،،،
انتهى الفصل السابع
|