كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: عروس بالبريد
عبر ليون الشارع ملوحا بذراعيه وحدائه يقرع ارض الرصيف بخطوات واسعة مجتازا واجهة المطعم وراى من النور في الداخل ان صوفي قد ابتدات عملها اليومي وفكر بشوق بكوب القهوة الساخنة مع افطار دسم لكنه قبل ان يفكر في الاستسلام الى هذا الامر كان قد انعطف حول الزاوية الى حيث وقف جامدا في مكانه .
كانت مستلقية على مقعد خشبي مستطيل متوسدة ذراعها وقد لفت تنورتها حول ساقيها باحكام كان شعرها الاشقر منسدلا ترتجف من البرد وفي نفس الوقت مستغرقة في النوم .
خطر له ان يستدير عائدا من حيث اتى فهى لابد ستثور غضبا عندما تستيقظ شاعرة بكرامتها المجروحة وهو لن يلومها حتى انه اعد نفسه لتلقي هجوم هستيري عنيف كان واثقا من حدوثه لكنه لم يكن جبانا كما ان الفضول كان يتملكه لكي يرى وجهها فذلك الرسم التخطيطي لها مزال في ذهنه في الواقع كان يريد ان يتخلص من صورتها البريئة المرتسمة في ذهنه تنفس بعمق تقدم الى الامام ومضى ينظر اليها كان جانب وجهها يظهرها طفلة بريئة تستحيل الى امراة جميلة هذا ما كانت قالته دودي في رسالتها وكانت على صواب فالفتاة نحيفة الخصر نظر الى يديها الصغيرتين لا شك ان هذه هي كاسي دفع قبعته الى الخلف وعاد ينظر اليها مطولا .
لكنه مل لبث ان حدث نفسه بان عليه ضبط مشاعره الى ان يعرف الفتاة جيدا والا قد يجد نفسه في النهاية وبعد الزواج منها ان لا شيء يعجبه فيها سوى مظهرها ومن ناحية اخرى قج لا يعجبها هو ولا هذا المكان .
مد يده ليلامس وجهها لكنه كان اكثر حكمة من ذلك فارجعها لكن عليه ان يوقظها سواء عاجلا ام اجلا فتنحنح لكن شيئا لم يحدث فمد يده ليهزها من كتفها وحبس انفاسه والاهداب الشقراء ترتفع ببطء لتتسمر عليه عينان خضروان صافيتان .
قالت بعد لحظة وهي تجاهد للجلوس – انا اسفة اظن النوم غلبني و...
انها اسفة ... وهو الذي تاخر عنها ساعات وساعات لكنها هي الاسفة فحول نظراته بعيدا شاعرا بالذنب وبدا في عينيها القلق لكنه اسرع ليبدد ذلك قائلا – علي انا تقديم كل الاعذار
لقد تعطلت سيارتي في وسط الطريق وجهاز كنت قد نسيته في البيت.
- اه فهمت حسنا لقد حصل امر طارئ اليس كذلك ؟
ابتسمت له وكانت اسنانها بيضاء مستقيمة ما عدا واحدا منها ي الفك الاسفل كان مائلا قليلا.
أدرك فجأة انه كان يحملق فيها ورفع يده يحك عنقه من الخلف لكي يجد عذرا في تحويل نظراته ثم تمتم يقول – وانت انت لا بد انك تشعرين بتعب بالغ .
اومات وهي تنظر الى يديها بارتباك – اظن ذلك لم اتوقع وانا مستلقية هنا ان يغلبني النوم كان الامر وكانه ... ثم هزت كتفيها واضافت –حسنا ... المكان مقفر كما ترى ... لا احد هنا .
- اسمعي انني شديد الاسف لم يكن باليد حيلة فقد تعطلت الشاحنة في منتصف الطريق بين البيت والمدينة هذه وكنت قد نسيت الجهاز اللأسلكي الذي يمكنني المخابرة به نسيته في البيت .
فقالت ضاحكة – وهكذا استسلمت للامر وبدات باصلاح الشاحنة .
بسط يديه قائلا – لم يكن امامي سوى هذا . الامل المفقود
اتسعت ابتسامتها – لو كان والدي في مكانك او نيوت او اي شخص اعرفه مت عدا ...
بهتت ابتسامتها فجاة لكنها اسرعت بالقول – حسنا كنا جميعا ما زلنا نسير على الاقدام .
فهم ما تعنيه وقال شاعرا بالزهو – اه نعم ... اظنني بارعا في استعمال الادوات .
ضحكت وشعر بنفسه ماهرا اكثر من المعتاد فتابع يقول – لم اكن استطيع ان اصل قبل الان ولكن كان بامكاني ان استدعي شخصا لياتي لاستقبالك بدلا من ان تبقي هنا وحدك .
اومات براسها قائلة – لا باس لا اظنني كنت من الخوف كما كنت اخشى ويبدو انني استغرقت في النوم على الفور اخذت تدعك ذراعيها بيديها فادرك انها تشعر بالبرد رغم بزوغ الشمس .
قال – فلنذهب ونتناول الافطار .
قالت باسمة – هذا عظيم فانا جائعة حقا .
ابتسم لها بدوره ونهضت واقفة لكنها ما لبثت ان تعثرت واوشكت على السقوط على المقعد لولا ان اندفع يسندها بيديه لكنه سرعان ما اطلقها من بين يديه وقد انتابه شعور غريب لم يعرف هل كان اجفالها لا مساكه لها بهده القوة ام لانه خشى عليها من السقوط ازدارد ريقه ثم اخذ يتفرس في عينيها محاولا ان يفهم مشاعرها ثم سالها – هل انت بخير الان ؟
- نعم شكرا .
- جذب قبعته الى الامام قائلا – هيا بنا اذن.
- سارت معه واذا بها تلتفت الى الخلف فجاة لتقول –امتعتي .
التفت بدوره لتقع نظراته لاول مرة على صندوق الكرتون وحقيبة الثياب اللذين كانا تحت المقعد عجب لقلة الامتعة التي احضرتها معها اتراها لم تكن تنوي البقاء طويلا ؟
قطب جبينه محاولا ان يتخلص من هذه الافكار وهو يقول لها – لا باس على امتعتك حاليا فلن ياخذها احد وسانقلها الى الشاحنة فيما بعد .
تقبلت كلامه هذا دون اعتراض ثم تابعت السير بجانبه الى باب المطعم القائم في المنعطف .
كان اول زبائن النهار وكان عليه ان يطرق الباب لكي ينبه صوفي الى فتح الباب لهما جاءت هذه الى المطبخ مسرعة وهي تهتف تحييه – ليون نظرت الى مرافقته ولمعت عيناها السوداوان وهي تتابع بلكنة اسبانية – من هذه التي معك ؟ ودون ان تنتظر الجواب مدت يدها الى كاسي تصافحها – انني صوفي يسرني التعرف اليك .
وضعت كاسي يدها الصغيرة في يد المراة و هي تقول – وانا كاسي هانتر من غرب فيرجينيا .
نظرت صوفي الى ليون بدهشة – اه ان لديها لكنة في اللغة .
ضحك ليون وقال – اليس كل شخص كذلك بالنسبة اليك ؟
قالت – ولكن ليس لديك انت .
قال وهو ما يزال يضحك مبالغا في مط الحروف – اليس هذا ما اعتدت انت قوله .
تركت يد كاسي ووضعت يديها على خصرها قائلة – كان هذا قبل ان تصبح لغتي الانكليزية جيدة .
نظر ليون الى كاسي وهو يقول متهكما – اسمعي انها تقول ان ذلك كان قبل ان تصبح لغتها الانجليزية جيدة رفعت صوفي يديها تهم بضرب ليون على راسه ممازحة فتصنع هو الخوف مبعدا راسه ضاحكا استدارت صوفي مبتعدة رافعة راسها بكبرياء وهي تقول له من فوق كتفها – لاجل كلامك هذا عليك ان تسكب القهوة بنفسك.
صاح بها من خلفها – ماذا ؟ الا تريدين ان تريقي القهوة على ركبتي مرة اخرى ؟
رفعت صوفي راسها بكبرياء ثم ذخلت المطبخ بينما اخذ ليون يضحك وهو يقود كاسي بمرفقها الى مائدة في الزاوية حيث جلسا بعد ان علق قبعته على المشجب .
سالته كاسي – هل فعلت ذلك حقا ؟ الامل المفقود
- اتقصدين سكب القهوة على ركبتي ؟ نعم وكان الذنب في ذلك ذنبي فقد كانت تقف قربي وفي يدها ابريق القهوة بينما كنت انا امسك لها الفنجان واثناء ذلك كنت اتحدث الى صديق معي اذا بي انسى ما كنت افعل فوضعت الفنجان على المائدة في نفس اللحظة التي ابتدات هي فيها بسكب القهوة .
رفعت كاسي يدها الى فمها وهي تهتف بعطف – اه كلا ...
اجاب ضاحكا – لم يكن الامر سيئا في الواقع لانني ما ان خلعت السروال حتى قذفني الصديق الذي كان معي بكوب ماء بارد.
رات الكذب في عينيه فاخذت تضحك قائلة – اه كلا انك تؤلف هذه القصة .
ضحك – لقد قذفني بالماء في الواقع قبل ان افك حزام سروالي وقد شعرت بالبرد الشديد ولكن تصوريني وانا اسير بسروال مبتل .
- وهكذا لم تدع صوفي المسكينة تنسى هذا .
فهز راسه ضاحكا – هل اسكب لك فنجانا ؟ اعدك بان لا اريقه على ركبتيك .
قلبت شفتيها وهي تحول نظراتها عنه – انني في الحقيقة لا اشربها مطلقا .
فسالها – هل تريدين اذن شيئا اخر ؟
فنظرت اليه بخجل – زجاجة عصير ؟
ضحك قائلا – بكل تاكيد حسنا ثم نطق باسم نوع شائع من الشراب المنعش .
اومات وهي تهمس – هذا حسن شكرا .
- ان صوفي تقدم افطارا دسما تماما عجة لحم ...
- هذا حسن ولكنني لا استطيع ان اكل كل هذا.
- اتريدين العجة فقط ؟ او ربما تريدين شيئا اخر ؟ كان اهتمامه البالغ بخجلها . ولم يكن هو يريد ذلك فوقف قائلا – ساحضر قائمة الطعام .
قالت له وهي تبتسم بخجل – العجة مناسبة تماما .
اوما بصمت ثم اتجه نحو المطبخ وقد استولت على افكاره يا لها من امراة لقد كان على وشك القيام بعمل احمق نحوها شاعرا بعدم القدرة على المقاومة لقد جاءت الى هذا البلد للتعرف عليه والبحث معه في امكانية الزواج فهو لا يريد ان يخيفها بسلوكه او يترك لديها انطباعا سيئا عنه .
عليه ان يهدئ من احساسيسه قبل ان يفسد كل شيء وذلك بان لا يقرب منها كثيرا وهذا لن يكون سهلا حين يكونان في منزله الصغير ومن ناحية اخرى كيف سيتمكن من معرفة هذه المراة اذا هو لم ياخذها الى مزرعته بارادليس ؟ ولماذا لم يفكر في ذلك من قبل ؟
اسرع ليغسل يديه ويعطي اوامره لصوفي ان لديه مشكلة وعليه ان يجد لها حلا بسرعة . الامل المفقود...
انتهى الفصل الاول .
نلتقي قريبا و الفصل الثاني قريبا جدا قراءة ممتعة للجميع
|