كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1091 – عروس بالبريد – ارلين جايمز - دار النحاس
كانت حاولت ان تقول له انها تفضل لو ينفق نقودا اقل على الملابس وذلك لكي يشتري اشياء اخرى مثل دهان للمنزل وبساط او اثنين متالقي الالوان بدل ذلك البساط البني الذي يغطي ارض غرفة الجلوس كان جوابه هو ان اخذها الى المتجر الذي يبيع الاثنين عندما رفضت بعناد ان تختار الالوان .قام بذلك بنفسه مختارا اغرب الالوان غير المعتادة .
عند ذلك دخلت بسرعة لتسدد خطاه في ذلك ... ومن ثم انتهيا بشراء دهان ومعداته كافة .
تملك كاسي الفزع لكمية النقود التي انفقاها في ذلك اليوم .لكن ليون كان مسرورا تماما .
قالت تناقشه – انك كنت توفر نقودك لتشتري تلك الثمانية الاف فدان .
قال بمرح – معك حق ولكنني الان علي ان احسب حساب اسرتي .
-اسرتي ؟ وابتسمت وهي ترفع اليه بصرها هامسة - هل تعرف كم انت رائع ؟
فقال – انني اكثر الرجال الرائعين حظا هنا .
نظر في ساعته ثم هتف يقول ان الوقت بالكاد يكفي لاخذ المشتريات الى الفندق ثم الذهاب الى منزل ال باترسون لارتداء ثياب العرس كان موعد هذا في السادسة أي بعد اربع ساعات تقريبا لكن اذا قال ليون ان عليهما ان يسرعا فان عليمها ان تسرع ووصلا الى منزل ال باترسون في خلال ربع ساعة .كان كاتر باترسون صاحب مصرف وكان منزله واسعا مبنيا من القرميد بينما طريق منزله ترابيا والفناء يغطيه العشب المشذب .
فتحت زوجته دولوريس الباب كانت سيدة رشيقة طويلة القامة ذات بشرة سمراء داكنة ورثتها عن والدتها المكسيكية شعر بني اللون وعينين زرقاوين ورثتهما عن والدها القوقازي ابتسمت لهما وهي تصافح ليون اولا ثم كاسي – تفضلا بالدخول لقد جئتما في الوقت المناسب تماما .
فقال ليون - الوقت المناسب لماذا ؟
اجابت وهي تنظر اليهما من فوق كتفها وتسير امامهما برشاقة الى غرفة الجلوس اجابت قائلة – للغداء . ثم صاحت تخاطب شخصا في الداخل – اضف مكانين الى المائدة يا عزيزي واستعمل صحون الكرتون فانا لا اريد ان اغسل الاواني طوال النهار.
في غرفة الجلوس بسطت ذراعيها تشير الى ما حولها وهي تخاطب ليون وكاسي قائلة – ما رايكما ؟ لم تكن كاسي قد رات مثل هذا المنزل الجميل من قبل كانت الغرفة فسيحة ذات جو بارد منعش وكان السجاد وورق الجدران والاثاث كل ذلك وردي اللون موشي بنقوش ذات لون توركوازي وابيض كانت هناك مصابيح ضخمة ومناضد كما تدلت من السقف مراوح كانت تدور ببطء كما كانت هناك ايضا مدفاة من القرميد الابيض فوقها مراة ضخمة مساحتها لا تقل عن ستة اقدام بينما كانت الازهار في كل مكان . الامل المفقود
هتف ليون يقول – ما كان لك ان تفعلي كل هذا .
ظهر كاتر باترسون عند الباب مرتديا بنظلونا لون ازرق داكن وقميصا ابيض وربطة عنق سوداء بدا اكبر سنا من ليون وقد اختلط شعره بين الشقرة والبياض كان وجهه اكثر استدارة من ان يعد وسيما بالشكل المتعارف عليه لكن مظهره اجمالا كان يبعث على الرضى وكان الذكاء الحاد يتالق في عينيه البنيتين قال ضاحكا – اتظن اننا سندعك تتزوج دون الاحتفال بذلك ؟ ثم لا تعلم ان دولوريس لا يمكن ان تدع فرصة كهذه تمر دون ان تستغلها في التسوق لقد كانت في الباسو هذا الصباح قبل ان تفتح المتاجر ابوابها فاشترت حانوت ازهار باكمله انها منذ اشهر لم تبتهج بشيء مثل الان
هتفت دولوريس – اه انني اشتريت لكما هدية زواج رائعة انها طقم صحون مصنوعة من الفخار الثقيل من صنع الهند ...حسنا لا اتدكر اين هيا معي وساريكما اياها .
سارت امامهما الى المطبخ حيث ارتهما كل شيء كانت الصحون في صناديقها الكبيرة موضوعة على المنضدة حمراء تقيلة في وسطها دائرة صفراء وخط دو لون توركوازي على الحافة الخارجية شغفت كاسي بها كثيرا على الفور فهي لم تحصل على طقم كامل من الاطباق طوال حياتها ما جعلها تضم طبقا منها الى صدرها وقد اغروورقت عيناها بالدموع .
فقال ليون وهو يضع يده على كتف كاسي يخفف عنها – شكرا يا دولوريس .
فقالت كاسي – نعم شكرا .
اجابت دولوريس – كان هذا سروري يا عزيزتي صدقيني انني اعيش فقط لاجل التسوق .
اخذت كاسي تضحك – حسنا انك وليون متناسبان تماما في هذا الشان فقد كان ينفق النقود هذا الصباح وكانها ماء .
رفعت دولوريس حاجبيها قائلة – هذا يعجبني .
فقال ليون – نعم حتى انني اشتريت سروالين لارتديهما يوم عرسي وابدو بمظهر لائق فدليني الى حيث انشئيها .
قالت دولوريس مشيرة الى باب دوار – غرفة الغسيل من هنا . ولدي فيها حوض يحتوي على نشاء طوال النهار .اصحاب المصارف عليهم ان يبدو في احسن مظهر على الدوام .
سالت كاسي ببراءة – ولماذا ؟
بدت الدهشة على دولوريس – لماذا ؟ لكي يبدو القماش صقيلا خاليا من التكرش والتجعدات .
نظرت كاسي الى بنطلوني الجينز المطويين كالورق بين ذراعي ليون وقالت – ولكنها غير متكرمشة الان .
شبكت دولوريس ذراعيها ورفعت حاجبيها – يا حلوتي انها ليست منشاة بشكل كاف بالنسبة الى راعي بقر انا شخصيا افضلها منشاة لانها تجعلك اذا انت ارتديتها تتحكمين في نفسك ومرة اخرى لا اراك بحاجة الى تحكم كبير في نفسك اليس كذلك .
ردت كاسي بحدة – اكثر منك . الامل المفقود ..
اشرق وجه دولوريس – كنت اعلم اننا سنصبح صديقتين .
ضحكت الاثنتان وتركهما ليون ليقوم بتنشئة بنطلونه جلست دولوريس امام المنضدة ودعت كاسي الى الجلوس معها بينما كاتر اخذ في اعداد غداء مؤلف من سندويشات لحم وبيض اما ما تلا ذلك فقد كان شواء لا صلة له بالطهي كانت دولوريس تلقي بالاسئلة جزافا وكانت كاسي تجيب عليها بحدر قدر الامكان في غضون دقائق كانت قد كشفت عن كل ما كانت تخشاه واخدت تشرح امر زواج والدها الثاني وضعت دولوريس مرفقها على ظهر الكرسي وقالت – يا للعجوز المخيف الذي يتزوج ابنة السابعة عشرة .
اومات كاسي قائلة – لا يمكن اعتبار مارلين غير ملومة تماما اما ما الذي تريده من والدي فهذا ما لا اعرفه انه متالق وسخي .
فقالت دولوريس – ربما اذا عجبها رجل اخر ستترك والدك في الحال .
فقالت كاسي – وربما يحدث العكس فالنساء تتهافت عليه لا ادري لماذا .
تمتمت دولوريس –يبدو انه مثل كاتر فجمدت كاسي ذاهلة ادركت على الفور انه كان واقفا خلفها مباشرة لوحت دولوريس بيدها باهمال قائلة – لا تسيئ فهمي انه لا يتصرف بحماقة هنا وهناك فهو لا يجرؤ ولكن هذا لا يمنع النساء من القاء انفسهن عليه في الواقع لا شيء يجعل الرجل جذابا اكثر من المال والان بالنسبة الى ليون فهو ليس بحاجة الى المال لاجل أي شيء كيف تعارفتما على كل حال ؟
توهج وجه كاسي – حسنا انني ...
قاطعها ليون من حلفها يقول – لقد كنت نشرت اعلانا في الصحف التفتت كاسي اليه بنظرة متوسلة فاوما براسه ثم نظر الى كاتر يكرر كلامه بهدوء –لقد كنت نشرت اعلانا شخصيا في مجلة تتعلق بشان تربية الخيل كان ان قرات فيها صديقة لكاسي بالكتابة الي وقد امضينا شهورا نتبادل الرسائل ومنذ اسابيع قليلة احضرتها الى هنا في زيارة قررنا ان تصبح الزيارة هذه دائمة وفي الواقع ... تابع وقد عادت نظراته الى كاسي –لقد نجحت الامور بشكل افضل كثيرا مما كنا نتصور . وابتسم كانت ابتسامة خاصة دافئة مليئة بالامال فنهضت وسارت الى جانبه ترفع نظراتها اليه كانت تنضح حبا وعرفان جميل ولم يلحظ أي منهما تلك النظرة الخاصة التي تبادلها كاتر وزوجته دولوريس كانت نظرة امل بقدر ما هي نظرة اهتمام ... الامل المفقود ..
انتهى الفصل الرابع.... اتمنى ان تعجبكم الاحداث الماضية الى ان ينتهي الفصل القادم .
|