كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1091 – عروس بالبريد – ارلين جايمز - دار النحاس
حولت نظراتها عنه واندفعت تسير امامه قائلة فجااة – اذا شئت الصراحة اظن ان من الامور المهمة بالنسبة الى رجل وامراة في وضعنا هذا ان ينجدبا الى بعضهما البعض والا ...
- والا فلا فائدة من الاستمرار هذا الى انني اريد اسرة ولهذا ...
هتفت بسعادة وقد تملكتها الدهشة – تريد اسرة ؟
بدا عليه الذهول لحظة ثم قال – اريد ماذا ؟
- اعني تريد اسرة ... اطفالا .
ضلقت عيناه وكانه يريد ان يقول انها فقدت ذلك التعقل القليل الذي لديها – لقد قلت هذا لتوي اليس كذلك ؟
- نعم .
- من الطبيعي ان اريد ذلك اتظنين انني ساترك خلفي هذا المكان لابناء رجل اخر ؟ طبعا اذا انا اضطررت الى ذلك هناك اولاد ديل ولكنه سيترك لهم مزرعة فارغون وهكذا ليس ثمة ما يمنع من ان احتفظ بما لدي الا تظنين ذلك ؟
- نعم بالطبع .
قال – هذا حسن اعني ... انت تحبين الاطفال اليس كذلك ؟
- طبعا .
ابتسم حسنا هذا شيء نحن متفقان عليه ام هل اقول شيئان ؟
لم تكد كاسي تستطيع التنفس يا لروعة ذلك ... ويا لروعته هو اخذت تفكر في بيتي وبارت وفريدي والتؤامين وعمليا لم يعد نيوث طفلا . فهو سيكون مفيدا جدا في هذا المكان وسيدرك ليون ذلك عندما تخبره عنه شعرت فجاة وكان قلبها يكاد ينفجر من شدة الفرح ومنحته ابتسامة عريضة تنضح سعادة فنظر اليها مستغربا ثم قال – اذا كانت هذه الفكرة قد اعجبتك الى هذا الحد ربما علينا ان نتزوج حالا .
قالت ضاحكة – نتزوج ؟
- نعم لكي نبدا بانجاب الاطفال .
الاطفال انه طبعا يريد اطفالا... اطفاله هو ... ولكن هذا لا يعني انه سيرفض غلمانها.
هتفت فجاة – الثور .
جمد في مكانه احظة لم يلبث بعدها ان قال فجاة – امتطي ذلك الحصان .
اومات وهي تكتم ابتسامة ثم اسرعت ممتتلة لامره الى حيث امتطت صهوة الحصان الذي كان اسرجه لها والقى ليون اليها زوجا من القفازات وهو يقول – علينا ان نسرع يا عزيزتي فانتبهي الى نفسك لكنك اكثر اهمية من الثور فاذا صادفتك أي مشكلة ناديني هل سمعت ؟ الأمل المفقود
كان سائرا امامها وهو يكلمها فاومات بثقة وهو تعدل من جلستها فنطلق هو بحصانه فانطلقت خلفه وعندما تجاوزا مخزن الغلال نظر من فوق كتفه ليطمئن عليها وبدا عليه الرضى وزاد من سرعة حصانه فتجنبت الحفر والصخور والعقبات غير المرئية في الطريق ما قد يسبب للحصان التعثر ولهذا حرصت على ان تجعل حصانها يسير على خطى حصان ليون مباشرة .
بعد عدة دقائق ابطا في السير ثم بعد ذلك بقليل عادا فاسرعا مرة اخرى وفسر لها ليون ذلك بان هذه الطريقة تجنب الجياد الارهاق ونقص الاوكسجين الذي يستنفده اومات كاسي متفهمة وهي تركز على الاحتفاظ بتوازنها وعندما اخذا في الصعود كان الارهاق من الركوب ومحاولة تذكر كل تعليمات ليون لها كل ذلك كان قد تملك منها .
سمعا خوار الثور قبل ان يصلا الى الهضبة الصخرية المنشقة عن الاخدود اوقف ليون الحصان ثم ترجل عنه وبعد ان قيده الى شجيرة قصيرة بين صخرتين قال مشيرا الى حيث الثور – يبدو من صوته القوة واخرج من جيبي السرج مزلاجا وكتلا خشبية وحاملات معدنية وهو يتابع قائلا – ارجو ان لا يكون قد الحق الاذى بنفسه لكنني لا اظن ذلك فهو محشور تماما في الشق.
انزلقت كاسي عن صهوة حصانها وقالت – هل يمكنني القيام بشيء ؟
فقال وهو يحدث ثقوبا في الارض يثبت فيها قضبانا حديدية – اريحي نفسك قليلا فساكون بحاجة اليك في الاخدود اسفل .
فتحت فمها ذاهلة – انا ؟
اوما ايجابا فقالت – ولماذا انا ؟
اجاب وهو يضع الترباس في مكانه ويدير الحاملات – لان ليس بامكانك ان تسحبيني الى اعلى .
- اه هذا معقول . سارت نحو حافة الاخدود تلقي نظرة شهقت بعدها ثم تراجعت متعثرة الى الخلف وهي تقول – انها تبدو خمسيا قدما عمقا .
فقال – كلا انها ليست اكثر من خمسة عشر وربما عشرين .
تساءلت عما اذا كان هذا صحيحا يبدو انه عرف ما يجول بخاطرها فقال يطمئنها –ستكونين على ما يرام فانا سانزلك ثم انتشلك دون أي مشاكل المهمة الشاقة هي لف ذلك الحبل حول الثور .
شهقت ذاهلة – اتريدين ان الف حبلا حول ثور محشور في اخدود على مسافة عشرين قدما تحت الارض ؟
نظر اليها بعينين شبه مغمضتين – نعم وهذا هو كل شيء تقريبا .
- لا يمكنني القيام بهدا العمل يا ليون انه مستحيل .
قال وهو يتقدم نحو حصانها ليخرج البكرة الجرارة التي كان وضعها في جيب السرج .
- والان لا تكوني سلبية وحازمة لكل شيء قومي بما اطلبه منك وليكن لديك شيء من الثقة . اخرج كذلك لفة من الحبال وضعها على كتفه . نظرت اليه وهو يسير الى بقعة تبعد عنها حوالي المترين حيث كانت هناك صخرتان متقابلتان احداهما اعلى من الاخرى بقليل فدق الوتد ذا الثلاث قوائم الذي كان صنعه في الشق الذي يفصل بين الصخرتين وثبت فيه البكرة الجرارة ثم ابتدا يدخل الحبل خلال الجهاز وذلك بحركات واثقة شعرت هي لذلك بشيء من الارتياح وقالت تساله – اظنك سبق وقمت بهذا العمل من قبل اليس كذلك ؟ - ليس بالضبط .
نظر اليها ثم قال بهدوء – اسمعي اذا كنت لا تريدين ان تقومي بهذا العمل فقط قولي هذا لانك اذا لم تريدي فكلما اسرعت بوضع نهاية لعذاب هذا الحيوان المسكين برصاصة كان هذا افضل .
شهقت قائلة – ماذا تعني بذلك ؟
وقف واضعا يديه على وركيه – لا يوجد خيار اخر انك لا تريدينني ان اتركه في الاخدود ليموت جوعا اليس كذلك ؟
- اه كلا . بالطبع .
- اذن .
اغمضت عينيها لحظة – حسنا حقا لم يكن هناك بديل مقبول على كل حال كانت واثقة من ان ليون لن يسمح بان يحدث لها شيء لذا قالت – ماذا علي ان افعل اولا .
ابتسم واوما راضيا – البسي قفازيك ثم تعالي . قامت بما طلبه منها بالضبط رفعت ذراعيها ليتمكن من ربطها بالحبل مركزة انتباهها جيدا وهو يريها كيف تحمل لفة الحبال الثانية فوق كتفها وكيف توسع عقدة الحبل التي كان صنعها في نهايته مستمعة الى تعليماته عن كيفية تثبيت ساقيها على جانبي الاخدود عندما تصل الى الثور ثم تضع الحبل فوق قائمتيه الخلفيتين على ان تحاذر الاقتراب من قرنيه النطاحتين .
قال – انه لن يتمكن من ان ينطحك لانه لا يوجد مسافة كافية ولكنه قد يسمر ذراعك او يدك او قدمك على الصخرة فاذا حدث ذلك فتمسكي بالهدوء واعملي بحرية فالاسوا يقود الى الاسوا وانا عند ذلك ساطلق النار على راسه ثم اخذ الطرف الثاني من الحبل ثم انزل اليك لاخرجك اتفقنا ؟
اومات لكنها كانت تفكر في انها ستعتبر نفسها امراة فاشلة اذا هي نزلت مغامرة بنفسها ومتحملة كل ذلك العناء لكي تدعه يطلق النار في النهاية على ذلك المخلوق دفعها برفق مشجعا الى حيث البكرة الجرارة متخذا وضعا مناسبا خلفها قابضا على الحبل بيديه وقد ادخل فيهما القفازين ثم ثبت ساقيه وهو يقول – عندما تصلين الى الثور اصرخي لي عند ذلك اتمهل ثم اربط الحبل وعندما يصبح الحبل الاخر حول الثور فقط ابقي ممسكة بالطرف عند ذلك ساصعدك اولا ثم نستعمل الجوادين لكي يصعدا الثور هل فهمت ؟
اومات مرة اخرى .
قال – لنبداء اذن . الأمل المفقود
سارت كارهة الى حافة الاخدود وجلست عليها ثم اخذت تنزلق كما علميها كانت فتحة الاخدود اكثر اتساعا من ان تسمح لها بالتمسك وتثبيت قدميها لكن الحبل كان يحمي جسمها جيدا وما لبث الاخدود ان ضاق الى حد تمكنت معه من ان تثبت قدما على كل جانب ثم تهبط تدريجيا عندما راها الثور متجهة نحوه اخذ يخور غاضبا حاولت ان تتحدث اليه بصوت هادئ رقيق لكنه اخذ يكافح ويتخبط محاولا ابعادها عنه وهو يصرخ فزعا وفوقه تماما ثبتت قدميها جيدا ثم صاحت تنادي ليون فتوقف عن انزالها وبعد لحظات كان يطل عليها من فوق حافة الاخدود كان يقول شيئا ما لكنها لم تستطع سماعه بسبب خوار الثور فكور يديه وصاح يقول – ارفسيه .
- ماذا ؟
- ارفسي ذلك اللعين في موخرته .
ثبتت يديها على جانب الاخدود ثم رفعت قدمها ورفست الثور فكور ليون يديه مرة اخرى وصاح يقول أخرى – ارفسيه مرة اخرى يا كاسي فلن يصيبه ضرر .
عندما فعلت سكت الحيوان فرفعت بصرها الى ليون باحترام جديد .
قال تمهلي الان يا عزيزتي فانا لا اريد عظاما مهشمة في جسدك هذا .
القت عليه نظرة جافة ثم ابتدات العمل وبعد نصف ساعة من الجهد البالغ كانت قد اصبحت على وشك ان تطلق النار على ذلك الثور بنفسها ولكنها في النهاية استطاعت الامساك بقائمتيه الخلفيتين صاعدة الى الساقين ثم ثبتت الانشوطة حول خصره ثم صاحت تقول لليون .
- هذا احسن ما بامكاني القيام به يا ليون عليك ان تحاول جذب الحبل الى اعلى جسمه من عندك هناك .
- فقال وهو يغيب عن بصرها – انتظري يا عزيزتي وسارفعك الى هنا .
كانت ذراعاها وساقاها ترتجف بحيث لم تستطع ان تساعده كثيرا في صعودها اذ لم تستطع ثتبيت قدميها على جانبي الاخدود .
لكن لم يبد عليه انه منزعج كثيرا وسرعان ما اصبحت على الارض حتى قبل ان يستعد هو تماما لذلك فربط الحبل وجاء لمعاونتها وهو يحمل في يده وعاء فيه ماء جذبها الى اعلى جارا اياها من الحافة ثم اوقفها على قدميها عندما تعثرت موشكة على السقوط لف ذراعيه حولها يثبتها ثم رفع لفة الحبال من على كتفها والقى بها على الارض . قالت له تومي براسها – لا ادري اذا كنت نجحت في ذلك يا ليون لكن اهتمامه كان مركزا عليها كما يبدو .- اجلسي الان يا صغيرتي ودعينا انا والجوادين نقوم بالبقية لقد بذلت جهدك وليس بامكان أي احد اخر ان يفعل اكثر من ذلك فاريحي ذهنك .
اومات وتركته يجلسها على الارض اخذت تشرب الماء بينما كان هو يفك قيد الجوادين وينهضهما وقالت له – لا اريدك ان تطلق النار عليه يا ليون ولكنني لا ادري ان كان عملنا سينجح .
سار اليها ثم انحنى يقول لها – ما دمت قد تعاطفت مع ذلك الحيوان فاذا كان علينا ان نطلق النار عليه فلن ناكله هل ارتحت الان .؟
هتفت – اه يا للغرور يا ليون . الأمل المفقود
ضحك وقال ساعلمك الشتم بالاسبانية ثم تركها وابتعد .
استلقت على الارض شاعرة بالسرور لخلاصها من ذلك الوضع المتوتر الشاق في الاخدود وبدا وكان الزمن لا نهاية له قبل ان ينهي ليون ترتيباته ويتقدم بالجوادين ثم جاءت لحظة شد الحبل ليتلو ذلك خوار الثور مرة اخرى وزحفت كاسي الى حافة الاخدود ثم قالت بعد ان القت نظرة .
- انك تؤديه .
صاح يقول – يا عزيزتي انني ربما قتلته أي نهاية تبدو لك محتملة ؟
- لا للاثنتين .
قال شيئا بالاسبانية ثم اخذ يصدر صوتا لجواديه وارتفع الحبل ومن ثم الثور .
حبست كاسي انفاسها بينما الثور يخور ويخور ثم اخذ يرفس وقد انزلقت قوائمه الى الاسفل فجاة راته متسلقا نحوها فصرخت – انه قادم انه قادم .
كان ليون يركض هابطا التل امام الجوادين وهو يصيح بها – ابتعدي عن ذلك المكان حركيه حركيه .
نظرت الى داخل الاخدود فرات الثور امامها ونظراته المجنونة مسمرة على وجهها وقرناه يتحركان بعنف فالقت بذراعيها على راسها وقذفت بنفسها الى الخلف وذلك في الوقت الذي وصل هو فيه الى الحافة وهو يخور ويلقى براسه هنا وهناك اصابها في ساقها ثم توارى بين مجموعة الصخور وعندما رفعت بصرها بعد ذلك كان ليون على المرتفع حاملا الحبل بيديه وكان الثور والجوادان يركضون في اتجاهين مختلفين ثم اذا بشيء يحدث فقد نفض ليون الحبل فانحلت الانشوطة الملتفة حول جسم الثور فانطلق هذا حرا يهبط المنحدر وهو يخور ويحرك ذيله بينما جلس ليون على سرج حصانه يعيد لف حبله شهقت كاسي ثم انطلقت بالضحك وعندما انتهى استدار بالحصان متجها نحوها .
قفزت واقفة وهي تهتف ملوحة بقبعتها فوق راسها – لقد نجحنا .
نزل عن حصانه ثم تقدم نحوها واللجام بيده وهو يقول وعيناه تلتمعان – لم اشك في ذلك ابدا بامكاننا ان نكون شريكين ناجحين الا تظنين ذلك .
فقالت – نعم هذا صحيح .
فقال ضاحكا وهو يناولها اللجام – امسكي هذا ثم اخذ يعيد كل ادواته الى اماكنها في السرج وكان قد استعاد اللجام منها وامتطى صهوة جواده وذلك قبل ان تدرك انها من دون جواد فصرخت – ماذا سنفعل ؟
انحنى ورفعها على سرج حصانه امامه فقالت له – ولكن ماذا حدث لحصاني ؟
قال دون اهتمام – ربما سيسبقنا الى مخزن الغلال .
ضحكت قائلة – كيف لم افكر في ذلك ؟
- ذلك لان سعادتك منعتك من التفكير ولكنني غير سعيد .
- انت غير سعيد وما السبب ؟
فقال – لان كل ما كنت تريدينه هو اخراج ذلك الثور من الاخدود اما انا فكنت أريد شيئا أخر .
وشعرت بالحدر من لهجته ولكنها لم تستطع ان تصدق تماما فالتفتت إليه وسألته – ما الذي تريده يا ليون ؟
بقى لحظة طويلة صامتا ثم قال ان علينا ان ننتظر ثلاثة ايام بعد تقديم رخصة الزواج فاذا حصلنا عليها غدا بإمكاننا الاحتفال بالزفاف في عطلة نهاية الأسبوع اننا بحاجة الى بعض التسوق أيضا بالطبع أليس كذلك ؟
لم تنطق بكلمة خائفة من ان لا تكون قد سمعت جيدا بينما تابع هو يقول – أذا كنت تريدين رجل دين فهناك واحد يمكننا استدعاه بقيت لحظة صامتة ثم التفتت إليه ولكنه تجاهلها وهو يتابع قائلا – يمكنني أن استدعي دواوريس وكاتر ليكونا معنا وإذا كنت لم تفهمي تماما ما أقول فانا اطلب يدك للزواج .
كان صحيحا ما سمعت فرفعت يديها إلى وجهها وقد انهمرت دموعها ثم همست – آه يا ليون .
نظر إليها وقد تألقت عيناه وقال برقة – لقد قلتها بنفسك وهي أننا نصلح شريكين واظنني سأكون رجلا محظوظا جدا إذا أنت قلت نعم أليس كذلك ؟
اومات برأسها إيجابا دون أن تستطيع الكلام وقد انهمرت دموعها فوق خديها . الأمل المفقود
ألان وقد انتهى الفصل الثالث أنا بانتظار أرائكم وتعليقاتكم على ما سبق وذلك قبل أن ندخل في أحداث جديدة مع فصل جديد أترككم في رعاية الله وحفظه
|