كاتب الموضوع :
الشجية
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حيزبون الجحيم / بقلمي
إحتضار القرب
سعداء كنا معاً
أخواتي بقربي و امي و أبي
بمنزل عتيق و معتم
بجهل القبيلة
إلا أننا كنا سعداء
كان يكفينا القرب من بعض
ولكن
اتى الحاضر
دون أب دون أم
حتى أخت
تجاورني بالباب بعيداً عن الروح
بمنزل حديث الطراز مضيء ساطع
بإنتشار العلم
نحن تعساء
لإحتضار القرب
و حياة البعد .
الجحيـــم
( 9 )
** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **
إهتز هاتفي المحمول " الجوال " لأرفع عيني عن ورق الأبحاث
وأُمسك بالهاتف وصلت رسالة من شخص لا يدعني أنام الليل لفرط خوفي
أتخيله حولي يراني كما خلقني إلهي
فهو كيف له أن يراني بردائي ؟ إذاً يستطيع رؤيتي عارية !
اللهم استر عورتي يا إلهي
أخافه كثيراً أتخيله يلمسني
أتخيل أشياء لا أريد تخيلها
فتحتُ الرسالة لتتوسع عيناي مما كُتب
من يظن نفسه حتى يرسل هكذا رسالة ؟!
إنه جريء للغاية
كُتب " الساعة خمسة العصر بكرة ابغى أشوفك بمجمع العرب بجلسات المطاعم " .
وكُتب بالأسفل " اليوم 4 : الضعف - اللون البرتقالي .
هل جنن ؟
يريدني أن آتيه بكلتا قدماي !
و هل تذهب الفتاة إلى جحيمها بأقدامها و بكل إرداتها ؟!
اذا لم أذهب كيف سأعرف ماهيته إذاً ؟
و إذا ذهبت ما الذي يضمن لي أني سأعود إلى الديار سالمة ؟
ما يضمن هذا ان المكان عام
لكن هل اذهب ؟
سمعتُ كثيراً عن قصص من هذا القبيل تذهب الفتاة لتنخدع بقناع الفتى يوماً فيوم يصبح فارس أحلامها
يأخذ أعز ما تملك و يرميها كالجرذ و قد تكون حُبلةً منه .
أوه ما الذي اهذي به يا إلهي انا لن اقحم نفسي بهكذا متاهات إطلاقاً
كل ما سأفعله أني سأذهب فقط لرؤية ماهيته ومن ثم سأختفي وكأنني لم اتواجد بالأصل .
***
أعيش بتناقض و لا أدري ما مدى صحته صوراً مبهمة لا أفهمها تراودني كل عام من صغري حتى كبري
و كوابيس تُكبلني لتطرد النوم عني و تزرع بقلبي الخوف , منذ حادثة تلك الفتاة التركية و الأمور مشتبكة بدماغي
شيءٌ ما يقول لي انها جزءًا من كوابيسي اللامتلاشية فتهديدها لا يبشر بخير البتة
و ظهورها المفآجأ بلا سبب و إصرارها على الخنا بثوبي معاها كلها أمور تدعو للريب ضيفاً
من إقتباسات صوري الغامضة المشوشة
كنتُ بصغري أتواجد بمنزل لا أدري هو منزل من بالضبط ! و لا أتذكر حتى تفصيل المنزل , لا أعرف مع من كنتُ قابعاً
و اظن بأن عمري آنذاك لا يتجاوز الرابعة
أقف عند لعبة " بربر " و ثماني مربعات غير منتظمة ترتسم بالأرض التي تتناثر بها حبات الحصى
و ذاك رجل ذو القامةٍ العريضة و البنيةُ القوية يقف بجانبي أتذكر صوته الرجولي الحاد و جسده الضخم و لا أتذكر ملامحه بتاتاً
إبتسامةٌ تجلت بشفتي وهو يرمي إلي بالحصى و يضحك بصوت يبزغ به الفرح
إرتفعت الحصى لأعلى و أنا ارفع رأسي الصغير معاها لتهبط بسرعة كبيرة
مددتُ يدي حتى أُمسكها ولكنها تدحرجت بالأرض
إنخفضت أنظاري للأرض و أنا أجري وراء الحصى و ذاك الرجل يضحك بشدة
وصلتُ إلى الحصى وانا أضحك بسعادة بينما هو قال لي : اسمع يالكاسر ابيك يوم تكبر تصبح ضابط و رجالن ينتفع بك الوطن .
حينذاك لم أكن أفهم ما يقول فقط كنتُ أهز رأسي بالموافقة بلا دراية مني
توجهتُ بخطواتي الصغيرة و الخفيفة إلى اللعبة رميتُ بالحصى أرضاً لتتوقف عند الرقم ( 7 )
أخذتُ أقفز وهو يصفق بيديه
توقفت قفزاتي و تلحفت عيناي بجفنهما , أغمضتها بشدة و جسدي ينتفض
وصوت الرصاص يضرب نوافذ الخشب فيخترقها
إنخفض هو بجسده ليزحف بالأرض نحوي وهو يصرخ : نام بالأرض يالكاسر
كنتُ أرتجف بخوف ومهابة ولا أفهم ما يقول فضربات قلبي أعلى من كل شيء
وصل إلي ليخفض جسدي الصغير لأسفل و المكان حولنا يتحول رفاتاً
إرتفع عن الأرض قليلاً وهو يدير جسده ذات اليمين و ذات الشمال و ضعني بحجره وأغلق علي بشدة
سحبني إلى البئر بسرعة هوجاء و أنا اكح و أسعل و روحي تكاد تنتصل من أنفي و تحلق حيث الرب فتكون طيراً بالجنة
ضباب دخاني كثيف كسى العالم من حولي
و أصواتُ رجالٍ إمتلأت بالمنزل
و هو يقول : لا تتحاكى يا الكاسر المقتل بيدينهم تحمل لا تموت تحمل يا وليدي .
دخل للبئر و هو يمسك بي بحجره و يتمسك بالحبل المتعلق بالبئر
وضع يده بفمي يبتر كحتي
قال بصوتٍ خافتٍ منخفض للغاية : بنموت يالكاسر و نحيي راية وطنا , او نحيا وننعش وطنا .
قالها ومن ثم تعالت الأصوات حولنا وصوت يقول : فتشوا كل مكان لازم نئتلهم النهارده لازم .
أخذت أصوات الأحذية تقرع الأرض خطوة تلوها خطوة وكأن بالمنزل ما لايحصى من الرجال
و شيئاً فشيئاً إضمحلت الأصوات وهدأت الأوضاع و أنزاح الضباب و ظهرت الألوان
و تجلت الإبتسامة الباهتة بشفتي الصغيرتين
رفعني لأعلى لأمسك بحافة حجارة البئر و أقفز لأقف على الأرض
طلع هو من البئر واخذ يحتضنني بشدة و كأنه سيدخلني إلى قلبه
ردد بصوته : الحمدلله الحمدلله كله بفضل الله الحمدلله ربي كتب لنا عمرٍ جديد الشكر لله .
أخذ يرددها مرراً و تكرراً ويشدني لحضنه أكثر فأكثر
أظن بأن قبري كان سيكون بصدره وقتذاك .
*
*
أخذ هاتفي يهتز بصوت آذان الفجر فتحتُ عيناي الصغيرتين ببطىء تناولتُ هاتفي المحمول لأوقف المنبه
أبعدتُ اللحاف عني و نظرتُ بجانبي حيث يفترض أن يكون الكاسر و لكنه لم يكن هناك
إلهي لماذا تأخر ؟ هل يمكن أن تكون تلك الترجمة ذات أهمية فبالرغم من حبي الكبير لزوجي الكاسر إلا أني لم أأخذ الأمر
بجدية فقد ظننتُ انه يمازح ريناد او شيئاً من هذا القبيل
تمتمت : " يا عساك بخير يا نظر عيني يا رب احفظه من كل شر يا رحمن يا رحيم " .
توجهتُ بخطواتي إلى العلاقة لأغطي جسدي بالروب و أربط حزامه حول خصري
مشيتُ إلى مكتبه لعل و عسى أن يكون هناك
ما إن دخلت حتى أجد الأضواء مغلقة و الغرفة بغاية العتمة و البرودة
إنتفض جسدي لملامسة الهواء البارد جسدي المغطى بالروب
مددتُ يدي للجدار لأضغظ على الأزارير المتراصة فتضيء الغرفة و ينطفىء قلبي لمظهر كاسري
الذي يقبع على كرسي المكتب ساكناً وعيناه جامدة على الجدار و اللعاب ينساب من ثغره و جسده يرتجف
إقتربتً منه بخطى سريعة هززته من كتفه بقوة و انا أهمس و طبول قلبي تقرع خوفاً عليه
جذبني إليه حتى جلستُ بفخذه وعيناي تجوب بملامحه
و ضع جبينه بجبيني وهو ينطق بما يقتل قلبي لفرط خوفي : هوازن .. لا أخذني الموت و تلحفت بالثرى حافظي على عيالك حطيهم بعيونك وانتبهي يا هوازن
هالدنيا تاخذك بملهياتها انتِ انسانة محافظة و تخافين الله حرصي نفسك و حفظي عيالك و صوني بيتك خليني اموت مرتاح البال .. هوازن أدري كلامي قاسي عليك كثير
لكن إحفظيه زين و طبقيه حرفياً أبي اموت راضي " هزني بقوة وهو يحوط كتفي و يكرر " راضي راضي . " ليردف " : و لا تسألين ليش احضنيني بأقوى ما عندك
تجمدتُ بلا حراك ليبادر هو بإحتضاني إليه بكل قوة حتى أستطعتُ سماع طبول قلبه
رفعتُ يدي لأحيط رقبته و أتشبت بها و أقول بصوتٍ كسير إنكتم بصدره : كاسر لا تروح مثلهم
قلتُها بصغري و أعيدها بكبري و حتى شيخوختي فلك يا الكاسر كل الفضل بعد الله و عمتي ساجدة في تربيتي على اطيب الأخلاق
لو أخذك الموت فسيأخذني معك لأن حياتي دونك لا تعني شيئاً
لا أريد أن يذهب كل من أحبهم إكتفيتُ من تجرع مرارة الفراق
مالذي أهذي به يا إلهي أعلم بأن الموت بيدك و رغم هذا أهذي بأمور مخالفة
كل هذا لأنني إكتفيت ولم أعد أستطع التحمل أريد أحبابي حولي يحفوني حناناً
شددتني إليك أكثر بعكس المرة الأولى التي لم أكن بها حلالك تركتني وذهبت و كان فعلك صواباً
أغمضتُ عيني بشدة و أنا أستنشق رائحة عطره الخفيفة
بينما هو أخذ يفك أصابعي برقة عن رقبته وهو يقول بإبتسامة حنونة : يلا حبيبتي بقوم اتوضى .
قمتُ من فوقه وانا أبتسم بخجل
بينما هو خرج من المكتب إلى الخلاء " أكرمكم الله " .
***
الآن الساعة السادسة صباحاً أغلقتُ أزارير القميص الكروهات و أخذتُ جوالي من الكوميدينة و ضعته بداخل جيبي و ألتفتُ يمنةً و يسرة ولم أجدها حتى عندما إستيقظت لم أجدها
ما إن خرجتُ من الغرفة حتى أسمع صوت صراع الأدوات المطبخية صحون و قدور و ملاعق
عقدتُ حاجبي بحيرة و تقدمتُ الخطى حيث المبطخ لأجدها و اقفة عن الدولاب تعطيني ظهرها و تمسك بيديها خفاقة العصير
توكأت بيدي على حافة الباب و أنا ملتزم بالصمت و النظر إلى تحركاتها بتمعن و دقةٍ تامة .
تركت الخفاقة بـ " الجك " و هي تدير رأسها لليمين و الشمال تبحثُ عن شيءٍ ما
تأففت بتضجر : اففففف وينه ؟
إستدارت للخلف لينتفض جسدها و تضع يدها بقلبها وهي تضحك بخوف : ههههههههههه آه هههههه خوفتنـ..ي
إبتسمتُ بهدوء و أنا أنظر إلى مريلتها الملطخة بالبيض
وضعت يدها بخصرها و هي تدير رأسها و تقول : ناجي شايف غطى الجك ؟
هززتُ رأسي بـ " لا "
بينما هي قوست شفتيها و قالت بملل : يووه خلاص ماله داعي خليه كذا مفتوح .
حملت " جك عصير البرتقال " لتضعه على الطاولة ومن ثم تشير بيدها على الطاولة و هي تميل رأسها بغنج : تفضل اشبك و اقف .
إقتربتُ الخطى و أنا بمتاهة الحيرة أجول جلستُ على الكرسي و أنا لا زلتُ أنظر إلى تصرفاتها الغريبة و اللامعتادة بحيرة و شيئاً من الإعجاب
سكبت من العصير بالكاسة الزجاجية و وضعته أمامي
أخذت تهُم بخلع مريلتها لأقول بسرعة : لاه خليها
أشارت إلى المريلة و هي تعقد حاجبها : المريلة
إبتسمتُ وانا أعض شفتي : ايه
حركت يدها بالهواء وهي تقول بإستغراب : ليه ؟
توكأت بيدي على الطاولة و الإبتسامة ترنو بثغري : بس كذا
جلست على الكرسي بهدوء و هي تضع من الخبز أمامي
قلتُ بهمس : وش مناسبة الفطور ؟
تلون و وجهها باللون الأحمر قالت بعد فترة من الصمت وهي تمضغ لقمتُها : بس شفت البنات بالاستقرام يقدمون طبخاتهم قلت اسوي حاجة خفيفة مادامني ما اعرف اطبخ .
حركتُ رأسي لأعلى و أسفل و انا اقول : اها " غمزتُ لها " اجل ما عليكِ انا أساعدك بالغدا و العشا بعد .
أشارت إلي وكأن الكلام لم يعجبها أو كأنها لم تصدقني : انت " ثم اردفت " اصلاً تعرف تبطخ ؟
حركتُ الملعقة بسلطة الفواكه و قلتُ بثقة : واحسن منك بعد .
رفعت عينها لي وهي تشرب من العصير
ثم أنزلت الكاسة لتضعها على الطاولة و تخرج لسانها لتلحس ما علق من العصير حول ثغرها
كتمتُ ضحكتي و أنا انظر إليها بتمعن تعجبني طريقة أكلها للغاية تأكل كالأطفال تماماً حتى عندما تمضغ العلك لا بد من فرقعة و نفخ
كتفت يديها ناحية صدرها لتقول : اشبك تطالعني كذا .
سندتُ يدي على الطاولة و ما زالت الإبتسامة تحفُ ثغري : معجب بزوجتي .
لوت فمها جانباً و رفعت حاجبها الأيمن لتقول حديثاً يقهرني : زوجتك صوري .
رميتُ الملعقة بالطاولة وأمسكتُ بالمنديل اسمح فمي ثم قمتً وانا اقول بغضب : كــلي لحالك .
لماذا تنهي كل حديثاً جميلاً وموقفاً أجمل بحديثها الذي يخنقني ؟ ما ذنبي أنا ؟
هي تحتاج للأطفال لتحسس بشعور الأمومة وانا أحتاج إليهم لأشعر بالأبوة
يحق لها فهي تشعر بالنقص و لا تدري بأن كل النقص فيمن يزرع بها التحبيط و يجني منها التمسك .
*
*
رفعتُ يدي اليمنى اضرب بها جبيني و أهمس بقهر : غبية من يومك غبية خربتي الدنيا اففففف
لقد أرسلتُ رسالتي إلى أحد المنتديات لتضع العضوات اللوم علي و يعلموني بما لا تقرأ عيناي
خفتُ كثيراً و أنا اقرأ وهم يدعون أن هذا فقط للتعلم و التثقف لكن لم يرتح قلبي البتة فأخذتُ
أبحث عن جواز تعلم الثقافة الجنسية بالقراءة بموقع اسلام و يب أكبر موقع إسلامي
إذا به يذكر بالموقع ان الثقافة الجنسية ليست بثقافة انما فطرة و غريزة بالإنسان فكيف للبهائم وهي
دون عقل ان تتناكح فما بالكم بالبشر الذين يملكون العقل فقراءة هذه الأمور تؤثر بشهوة الانسان
وتشغل عقله بما لا ينفعه البتة فقد قال صلى الله عليه وسلم : " احرص على ما ينفعك " .
وخلاصة حديثي هذا ان الأقسام الزوجية بكل منتدى إن ذكرت به تفاصيل دقيقة بغرض التثقف جنسياً فهذا محرم .
لكن قررتُ بيني وبين نفسي ان اجرب المقولة التي تقول " عقل الرجل في بطنه " لكن يبدو بأني بنيتُ وهدمتُ بذات الوقت .
***
ارتشفتُ من فنجان القهوة التركية و أنا أتظاهر بالإنشغال عنه بالتلفاز
أخذ يخلل " المشط " بين شعيراته و قال بإستغراب : اشبك ما تجهزتي للمدرسة دقايق بس و يدق جرس الطابور باقي شوي و تصير سبعة الصبح .
قلتُ وانا أرفع قدمي فوق الأخرى : ما ابغى اروح عندك مانع .
أهوى استفزازه بالرغم من أني على يقين أني سألاقي حتفي
كنتُ أعلم انه سيصرخ و يرفع يده لأعلى حتى أخاف منه
لكن لم يفعل بتاتاُ قال بكل برود : اها .
ثم أخذ يدندن و هو يبتسم لنفسه بالمرآة و يتسبح بعطره و ينسف شماغه
رفعتُ حاجبي و قلتُ بذات الإستفزاز : عجيب والله رايح للشركة كاشخ مو مثل دايماً وجهك يلا تغسله .
أخذ يثبت " الكبك " بكُم ثوبه السكري
و يبتسم لنفسه و غمازتُه تُحفر شيئاً فشيئاً
قمتُ من على الكنبة و أنا أتقدم الخطى نحوه و أدور حوله و حاجبي معقود و قلبي مقبوض : معن ايش حكايتك ليش هالكشخة .
ثبت الساعة الرجالية بيده اليسرى وهو يقول بما لم يقنعني : اشتقت استرد ايام شبابي لا تحاتين ارتاحي .
قلتُ بشك : بس كذا !
رد بذات بروده : عندك شك ؟
رفعتُ لساني لأعلى حتى انطق لكن صوت طرق الباب استوقفني
إقتربتُ من الباب وفتحته لأجد الخادمة تمد لي بالـ " مبخرة "
قلت بعجلة و أنا عقلي بمعن : ما طلبته
كنتُ سأوصد الباب لكن توقفت عن هذا على صوت معن قائلاً : انا اللي طلبته
وسواس الريب أحاطني حتى أحك أسناني ببعضها و أعض لساني لشدة قهري
بينما هو إقترب مني لا ليس مني بل من الباب ليأخذ المبخرة و يغلق الباب أدخل المبخرة تحت شماغه
وهو لا يزال يدندن
أخذتُ أنظر إليه و غزير القهر جعل تنفسي مضطرباً عالياً و صدري يرتفع و يهبط بسرعة
إقترب مني حتى إبتلعتُ ريقي لمظهره الرجولي الجديد القديم
هذا هو مظهره تماماً كيوم زواجنا !!
إقترب أكثر حتى أغمضتُ عيني ببلاهة
أنتظر كلمة معسولة , قُبلة حارقة و ليلة أسطورية
امسك بيدي و رفعها لأعلى حتى فتحتُ عيني و رفعتها معه
وضع المبخرة بيدي وهو ما زال يُمسك بها
تركها لأُمسك أنا بها بشدة لئلا تسقط
بينما هو قال : يلا فمان الله
مشيتُ خلفه بسرعة و أنا اهتف : معن معن
مشى بسرعة للباب وهو يعطني ظهره و يرفع يده قرابة كتفه يهزها للخلف بمعنى " ابعدي عني " .
خرج من الغرفة لأسقطُ انا و المبخرة أرضاً إن كان يفكر بما يدور في عقلي فأقسم أني سأنهيه يكفي أني تحملتُ طعنهُ لشرفي خوفاً على مستقبل أخواتي
سيكونوا " يتيمات و مطلقات " رأيتُهن سعيدات بحياتهن صحيح أن عُزوف في بداية زواجها لم تكن مقتنعة البتة لكن بقبول هوزان وانا
تمت الزيجات و بعدها لم تنتطق هي ببنت شفة انها بضيقة من هذه الزيجة فأستنتجت انهما سعيدتان و تحملتُ ظلمهُ و جوره فقط لأخواتي
و لأنني حمقاء بحبه لكن يبقى الحق معك إذا كان العلم يقف بصفك ضدي ولا لدي أي دليل للإثبات طهري سوى الحلفان بالله
و أكذبتني بقسمانك
شرار جمر المبخرة توهج بالبلاط و انطفىء قلبي و اشتعلت عيناي غيضاً تأكد يا " معن " إن كنت ستفعلها فلن تنجو
حلفتُ مرة امام أبيك و هُزمت لأكسبك لأنني هيمتُ بحبك أو بالأصح خداعك لي
اما الآن لا يوجد ما أخسره و أخواتي لا علي منهن لم تفكر إحداهن بي فلما أفكر بهن !
*
*
تحيرني بعفويتها إغلاق عينها للحظة رومانسية ! وهي تلعم أني لم أقربها البتة
خوفها و رفعها ليدها لأعلى حتى توقفني عن ضربها
كيف لهذه البراءة أن تعيش بداخلها ! وهي من دنست و خنت بثوبها
هي من باعت ربها و دينها و عرضها !
كيف لها ان تلبس قناعين متناقضين بإحتراف
قناع براءة و قناع دنس !!
لا أظن أني ظلمتك ِ بل إني على حق
و تصرفاتِكِ هذه لربما لأنك الآن بريئة و بالماضي سافلة
لكن لا و لن أرحمك , لا ولن أنصفك
ستعيشي بجحيمي حتى تموتي رماداً .
***
الآن الساعة الثامنة صباحاً موعد ذهاب الكاسر إلى عمله كظابط او بالأخص نقيب بكتافية عليها ثلاث نجوم خماسية
أخذ يلبس حذاءه الأسود بينما أنا كنتُ قاعدة بجانبه
رفع رأسهُ و جسده منخفض بهيئة اشبه بالركوع وهو يلبس الحذاء الأيسر بعدما لبس الأيمن إبتسم لي وهو يقول : في بعيونك كلام طويــل وش شاغل بالك يا هوازن ؟
شبكتُ اصابعي ببعضها و أنا أحيط بذراعي ركبتي , رطبتُ شفتي بلساني و قلتُ بشيء من الخوف : ما تعصب ؟
رفع جسدهُ نظر إلي بتعمق و كأنه قد علم ما تخفيه نفسي قال : انتِ عارفة اني ما اعصب عليك الا لو عدتي علي شريط الزواج من غيرك هوازن انا أحبك مثل ما انتِ و انتِ بعيوني أحلى و أرق حُرمة
انا ما ابغى جمال طاغي عمره ما كان الجمال يلفتني كثر ما الأخلاق تهز جوفي .
أحسستُ بحرارة بوجنتي مؤكد انهما احترقتا خجلاً من كلامه الطيب قلتُ بتلعثم وانا أحك يدي ببعضهما : شكـ شكراً .
ابتسم بحنان ليقول : على ؟
بادلته الإبتسامة لأقول : كلامك وكل شي .
مد يده اليمنى إلى خدي يقرصني بخفة وهو يضحك و يقول : وتبيني اتزوج غيرك ! مجنون انا
توسعت إبتسامتي و أنا أحرك يدي بلحاف السرير بخجل
وضع يده على ذقني حتى رفعتُ رأسي , تنقل بعينيه بين عيني و قال بصوت دافىء : وش تبغي تقولي ؟
مسكتُ بيدي ذراعه و وضعتها بقلبي الذي يضرب بشدة بالجهة اليسرى و أنا اقول و صوتي بدأ يختفي : خـ..ايـ..فة
تبادلنا الأدوار فأمسك هو بيدي و وضعها بقلبه المنتظم النبضات : ليه يا بعد هالقلب ؟
قلتُ بإندفاع : كوابيسك و ذكرياتك او خيالاتك و آخر شي التهديد .
عقد حاجبيه ليقول : أي تهديد .
قلتُ وانا أبتلع ريقي الجاف : اذهب إلى الجحيم .
إبتسم ببهوت ليقول : ريناد قالتلك ؟
هززتُ رأسي بالموافقة
و أخذت دموعي تنسكب دمعة تلوها دمعة
مد يده إلى وجنتي و هو يسمح دموعي
و بوعيل قاتل هززتُ رأسي يمنةً و يسرة بجنون : كـ....ا سـر لا تـ.. روح مثلهم لا تروح .
ضحك هو بصخب وهو يبعثر شعري الأجعد : هههههههههههههههههههه هوازن يا خوافة وش تهديد الله يهديكِ حكمتي بسرعة هذا أحمد الأثول رسلي الكلمة بالتركي يمزح معاي وانا ترجمتها وحسابي معاه عسير اليوم .
لم يسبق و أن كذب علي لكن لما أشعر بأنه يخفي سراً ؟! من المؤكد أنني قد بدأت أوسوس فلم أعهد على كاسري الإفك مطلقاً
قلتُ أريد تأكيداً : صدق .
ليرد وهو يبتسم مؤكداً : صدق .
رد كلمتي نفسها و أزاح حُمولة مثقلة بالذعر عني
*
*
كذبتُ عليكِ خوفاً أن تعيشي تحت ظلال الذعر طويلاً كذبتُ عليكَ و لأول مرة أكذب أعتذر حبيبتي فلا أقدر أن أزرع الخوف بقلبك
أنتِ طفلة رقيقة ليس لها دخل بهكذا متاهات , سامحني يا إلهي نظرتُ إلى تلك التركية و حفظتُ صورتها بعيني و بعدها كذبت
إلهي أنت من تعلم دواعي المعاصي التي ارتكبتُها فأنت يا إلهي عالم الخفايا فلا يعلم ما في قلوب العباد إلا خالقها - سبحانه وتعالى - قال عز وجل: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ[غافر:19].
***
نظرتُ إليهم حولي كلهم مستغرقين بالنوم أصوات أنفاسهم و شخير بعضهم و حرارة شمس الظهيرة تدخل من النوافذ ذات الشباك المثقوبة
و ناموس منتشر يمتص الدماء و الأرض من أسفلنا ساخنة لشدة إرتفاع درجة الحرارة لا ماء لا كهرباء
و لكن الأهم لا هوية نفتخر بها ونعرف بها من نكون !
لربما نحن بوطننا الآن , او هذا ليس الوطن
لربما أكون رأيتُ أبي و أمي بالشارع
و قد أكرماني بالمال وهم لا يعلمون أني إبنهم
أعلم بأنهما حزنا علي كثيراً عندما خطفني هذا المجهول
أعلم انهما بحثا عني بكل مكان لكن لم أكن بأي مكان حولهم
هل يا ترى أخذكم الموت قبل أن تراكم عيناي ؟
هل أستطيع رؤيتكم قبل أن تُسلب روحي من جسدي ؟
ماذا أسميتموني ؟ و إلى أي قبيلة أنسب ؟ و إلى أي عرق أنتمي ؟
أسئلة لا أعلم هل كتب الله لي معرفتها أم أن جزاء صبري بالآخرة الباقية
سعيدٌ أنا لأني مسلم رغم جهلي و غربتي
أجد بالإسلام أملاً مديداً
بالقرب منك يا إلهي تضمحل الأتراح
فضل من الله نعمة الإسلام
تلك المساجد العامرة هي من علمتني بعد الله هوية الإسلام
عندما أستمع إلى " الله أكبر "
يقشعر جسدي
تضج ذاتي
يتلاشى ألمي
يبتسم ثغري
و يرتفع رأسي
فأردد " الله أكبر الله أكبر "
تلامس قلبي
ترفرف روحي
لأراك كبيراً يا إلهي
و ما اصغر حجم همي
فألهمني القوة يا مولاي
و أكسني فرحاً برؤية جنة أمي
و رؤية بر والدي
و إبتسامة أخي
و دمية أختي
للرسول مقتدي
و لقربك مرتجي
و لنورك مستحي
تطاول السماء
تزيح الشقاء
" الله أكبر الله أكبر "
أفتخر أني مسلماً
سمعتُ صوت أقفال الباب تفتح و يفتح الباب على مصراعيه ليصدح صوت نتيجة الصدأ , و يدخل ضوء الشمس بقسوة إلى عيني فأغمضهما قليلاً
ويدخل ذاك الرجل ذو البشرة السمراء الداكنة و البنية الضخمة
لو إجتمعنا كلنا عليه لن نستطع الدفاع عن أنفسنا
ولو إجتمع الإنس و الجن على الله لأصبحوا رفاتاً
هذا هو إلهي هو من ينصرني و يمدني بالقوة
صرخ بصوته الرجولي الثخين وهو يضرب " بخرطوم الماء " الباب الصدأ بقوة ليستيقظوا
و إن لم يستيقظوا بسرعة كان لظهرهم نصيب لتذوق جحيم الخرطوم جلداً وماءً
ليستقظوا هم فزعين و ذاك هزيم ينظر إلى الرجل بإزدراء
هزيم عكس إسمه تماماً دائماً ما يكون قوياً بحضوره
أما أنا فعكسه تماماً ظهوري ليس بقوي لكن بداخلي قوة أمدني الله بها فالحمدلله اني مسلماً قانتاً لله خاضعاً خانعاً للمولى متوسلاً
أمال الرجل رأسه جانباً وهو يرفع حاجبه الأيسر و يخفض الأيمن و ينظر بحدة إلى هزيم : هاه عندك كلام يا هزيم ؟
إلتزم بالصمت وهو ما زال ينظر إلى الرجل بإزدراء و علو
بينما أنا إقتربتُ زاحفاً إليه وانا أقول بصوت منخفض من خلفه : هزيم وقف هالحركات انت عارف مصيرك منها .
لم يهتم بل إزداد عناداً ليقف على أرجله و يتقدم من الرجل الضخم و عليه العيون مشدوهة محدقة
قال بصوت عالي : قرب يا هيه و اثبت رجولتك .
بإستفزاز : تبي الثانية تنبتر ؟
إبتسم بسخرية لاذعة : إبترها و أبتر رجولتك يالمستقوي على الضعفا ربي فوق بالعالي .
إقترب قليلاً منا وهو يرفع الخرطوم لأعلى ويقول بحدة : كلمة والله وذا ما ينقطع الا بظهرك يا الرجال .
أشار بإصبعه السبابة إلى الرجل
بينما أربعة منا و أنا من ضمنهم سحبنا هزيم بعيداً عن الرجل وأن أكتم فمه لئلا يتكلم
وهو يهتز بجسده و رأسه يريد الفلات و لكن إن فلت فمصيره الوجع
بينما ذاك الضخم يتبختر بضخامته و هو يرجع و يقف عند الباب و يقول بأمر : نظموا طابور بنمشي لمسيرتنا .
مسيرة رفع اليد و طأطأت الرأس
و الذل والمهانة تحت شفقة الأعين .
***
دخلتُ إلى المنزل من الباب الفاصل و الذي يُدخل مباشرة إلى مقلط الرجال
ألقيتُ السلام كاملاً
ليرد الجميع بأصوات متفاوتة , متفارقة : وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته .
مشيتُ حيث يقعد أبي لأُقبل رأسه و يديه و أجلس بجانبه أسأله عن حاله و عمله : كيفك يبه عساك طيب ؟ وكيف الشركة معاك ؟
قال وهو يبتسم لي : الحمدلله كل حاجة زوينة يالكاسر .
إبتسمتُ و أنا انظر إلى معن : وعسى معن ماهو بمشقيقك بالشركة ؟
تدخل معن وهو يبتسم : انا رجال والنعم فيني
قال ناجي بغباوة : مادح نفسه كذاب ترى .
إبتسم أبي عبد القوي لنا جميعاً : والله ان كلكم رجالن ترفعون الراس .
قلتُ بصوت شبه عالي و أنا انظر لساعتي : كلكم متوضيين ؟ بنصلي العصر
ليجيب الجميع بالتأييد بينما معن قال : انا هالحين بتوضى
قام ليتوضاً بالخلاء الذي يقع بداخل الغرفة
بينما دخل الأبناء دفعة واحد " رائد و مؤيد و وائل "
قلتُ لهم بإبتسامة : متوضيين ؟
ليردوا جميعهم : ايوا " ماعدا رائد الذي إلتزم بالصمت نظرتُ إليه لأقول ": وانت يا رايد ما انت متوضي توضى "
هز رأسه بالرفض و قال : ما ابغى اتوضى
إنخفضتُ إلى مستوى طوله لأقول له بإستغراب وحنان : ليش يا بابا ؟
قال بإندفاع و صوتٌ عالي للغاية : لانوووو اناا ما عليا صلاة زي ماما سمعتها تقول كذا وهي مستحـ
وضعتُ يدي على فمه و أنا أشعر بالحرج و وجهي يشتعل حُمرة
رفعتُ رأسي لأجد ناجي مخفضاً رأسه للأرض و كأنه يخفي وجهه عني ليكتم ضحكة
و وصلني صوت ضحك عالي خلف دورة المياه ويبدو انه معن
بينما أبي عبد القوي قال وهو يقطع الأجواء المتوترة والمحرجة و المضحكة بذات الوقت : تعال رايد قلي وش تبيني اشتريلك
جرى رائد حيث أبي و خلفه البقية يصرخون : جدوووو ونحنا .
حدث ما حدث و مستقبلاً ستكون من الذكريات المضحكة .
***
خرجت من المجلس على دخول أمي و أول ما وقعت عيناي بعينيها قالت : تعال يمه ناجي ابيك بحكي .
هززتُ رأسي بالموافقة و مشيتُ خلفها بهدوء
و كأنني قد إستنتجتُ ما تريد قوله لي
دخلت إلى إحدى المجالس و تبعتها بصمت
لتجلس هي على كنبة مزدوجة وتناديني أجلس بجانبها فأقتربتُ منها و جلست
قالت هي تربت على كتفي بحنان : يمه و ليدي فكرت باللي قلته لك .
تصنعتُ عدم الفهم فعندي بصيص أمل أن يكون موضوعها مغاير لتفكيري : بأيش يمه ؟
اتضح العتب بعينها لتقول بعدم رضا على نسياني المختلق : نسيت يا ناجي سالفة الزيجة بواحدتن ثانية غير عُزوف .
تنهدتُ بضيق : يا يمه من المرة الأولى وانا قايلك غير عُزوف ما ني بمتزوج .
أنزلت يدها عن كتفي وهي تقول بحنان : و ليه يايمه انت وش قاصرك تزوج و هب لك بزارين يربون بعزك .
مسحتُ وجهي من أعلاه لأسفله : يايمه والله اني براحة مع عُزوف و البزارين رزق من الله .
بتحريض : ادري رزق من الله والنعم بالله لكن ياوليدي قليبي يقول اهيا إبها عقم خلني أدورلك بنت الحلال الي تصونك و تسعدك بالبزران .
هززتٌ يدي بالهواء و قلتُ بصوت بدأ بالعلو فقد مللتُ هذا الحديث : يايمه والي يعافيك ما ابي اسمع هالكلام و غير عُزوف ما ابي .
بزعل : تداور على رضاوتها و ما تريد تتزوج غيرها و انا قليبي يحترق عليك هذا جزاتي ؟
أخذتٌ نفساً عميقاً لأقول : يا يمه والله ما هو بمسألة رضى لكن يا يمه انا مرتاح معاها و لا تزوجت من غيرها صدقيني بتكون زيادة عدد و لا بعطيها حقوقها كاملة مثل ما تبي
لأنه قلبي لعُزوف بنت خالي و غيرها ما ابي .
نظرت إلي بتفحص لتقول : الظاهر هالبنية ساحرتك انا ادرى بالرجال هواهم البزارين و لا كانوا اولاد تغطسوا فرحة الا انت يا وليدي لا تريد تفرح نفسك و لا وميمتك كل همك هالعُزوف ما تزعل عليك
الشرع محللك أربع وهي بتزعل يومن يومين ثم بتحكم عقلها و ترضى بالمكتوب .
بشيء من العصبية : يايمه غيـــــــر عُزوف ماني بمتزوج وانتِ عهدك قديم بسالفة الأولاد هالحين البنت و الولد بنفس المكانة .
قالت وهي ايضاً قد بدأت تغضب : تعلي صوتك علي لرضاوتها و الله انها مسويلتلك شي مانت بطبيعي يا وليدي هي محرضتك علي انا ادرى إبها هي و وخيتها عطيرة ملسونات عطيرة واضحة اما مرتك بالخفى .
قمتُ من فوق الكنبة و أنا اتجه للباب وأقول بضجر : ترى الغلط مني .
وصلني صوتها عالياً مصدوماً , مفجوعاً : يعني يا وليدي انت من بك عقم ؟!!!!!
خرجتُ و ضربتً الباب خلفي بكل قوة دون أن أرد عليها أكره نفسي حينما تضع اللوم بمعزوفتي فيعزف قلبي لحن الدفاع عنها
اتظن ان بها عقم ألا تدري بأني أنا عقيم الرجولة , انا الخائف الجبان
انا من عشتُ طفولةً كبيرة , انا من كان يفهم أمور لا يجب عليه فهمها
انا ساحق أحلامها , مدمر أنوثتها , عاشق كبرياءها رغم ضعفها الداخلي
لا لستِ بضعيفة يا عُزوف فمن ستصبر أحد عشر سنة ؟!
من غيركِ يا ملهمتي
أتأسف اماه على صوتي الذي علا على صوتك
أتأسف عُزوف فليس بمقدرتي الإعتراف
أتأسف إلهي و أعلم بأنك لا ترد عبدك خائباً
أتأسف يا إلهي لأاني غضبتُ على أمي جنتي و أنا على علم بأن الغضب صفة إرداية
و إلا لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا تغضب " هذا الحديث دلالة على استطاعتنا على كف أنفسنا على الغضب
و رغم هذا غضبت و رفعتُ صوتي
تعلم يا إلهي بضعفي فألهمني قوةً تجعلني أُسعد ملهمتي .
***
الآن الساعة الخامسة عصراً و خمسة دقائق وهو حتى الآن لم يظهر و أتصل عليه و لا يرد
هل مجيئي إلى هنا صحيح ؟! فضولي دفعني إلى هذه الخطوة الصعبة
من هو ؟ لماذا يتعامل بالخفاء ؟ يراني و لا أراه , يعرفني ولا أعرفه
و الأهم من هذا كله مالذي يريده ؟
أسئلة كثيرة دفعتني للخوض و أخاف أن يكون خوضي حراماً ونهايته و خيمة
جلستُ على احد الكراسي و وضعتُ حقيبتي بالكرسي المجانب لي , أسندتُ يدي على الطاولة و عيناي معلقة بلوحات المطاعم و عقلي الخائف معلق بالمجهول
و الجوال يكاد يصبح فتاتاً لشدة ضغطي عليه منذ نعومة اظافري لم أحمل بأكتافي هماً كهم هذا الرجل المجهول المتخفي
أقول لنفسي كثيراً فلتخبري أمكِ وأباكِ و أعود أقول لا
لا أدري لما " لا " قد يكون مراعاة لظروف أمي و لأن أبي ليس بأبي بل بمثابة أبي الذي لا أعرفه " ماهر "
او بالأخص هو خوفٌ داخلي بقلبي من اللاشيء
فلا أدري أشعر بأن هذا الرجل خلفه هوائل مهالة من المعاضل
لذلك لن أقحم أحداً بما يخصني
قد سألت الخادمات زينب و فاطمة وغيرهن
قد كانت اجاباتهن موحدة فكلهن لا يعلمن بحقيقة الورق والورد الذي يتواجد بغرفتي و حقيبتي و سيارة السائق
و السائق لا يعلم
إذاً من أين جاءت هذ الأشياء ؟!
أخذ جوالي يهتز بيدي ذبذباته تخل توازن يدي
أبعدتُ أصابعي عن الشاشة لأفتح برنامج الواتس اب فأراه قد أرسل " امممم حلو شكلك و حلوة العباية الموف بس ترى مستقبلاً بمنعك من كل هذا
يوم 5 : النعومة - اللون موف . "
أرسلتُ بسرعة : وينك ابغى اشوفك ؟
لم يرد علي فقبطُ حاجبي وأنا ألتف برأسي لليمين و الشمال وأتوكأ بيدي على خلفية الكرسي لأنظر للخلف
أناس و أناس وليس منهم من يبث الشك قد يكون مدسوساً بينهم
إتصلتُ على رقمه و لا رد
أرسلت و لا رد
وقفتُ من على الكرسي وأنا أزفر بضيق وأضرب بقدمي الأرض بضجر و تذمر
فشعرتُ بالهاتف يهتز " هههههههههه حلو شكلك وانتِ معصبة و بعدين خفي على الجوال شوي عصرتيه ترى
اليوم 5 : الأعصاب - اللون الأحمر الفاتح " .
رصيتُ على أسناني بقهر و انا اقول : حماااار ,, حمااار .
حملتُ حقيبتي و مشيتُ حول المطاعم و انا أُرسل له : اطلع وينك ؟
لم يرد
فأرسلتُ له : انت حقير
فلم يرد
أرسلت : يا حمااااااار رد رد
لم يرد
أخذتُ أرسل له كل كلمات الشتائم و النعت التي أعرفها
أكبح قهري فيه و لا أدري إن قُهِر أو أنا التي تقهر ذاتها بنفسها
وهو ما زال ملتزم بالصمت لا يرد
أتصل و لا يرد
إذاً لما طلب مني المجيء كم هو حقير , مستفز , مستبد
صدمتُ برجل
لتدير تلك المرأة التي تأبط الرجل بيديها جسدها إلي وهي تعقد حاجبها و ذاك شعرها يسقط من حجابها ويتمرد امام عينيها التي يتلبسهما العدسات اللاصقة
قالتُ بغضبً و بصوتٍ عالٍ للغاية حتى انا كل من حولنا أصبحتُ انظارهم مصوبة إتجاهي و توقفتُ أقدامهم عن الحراك و أعينهم معلقة بي : يا قيلة الأدب ورى زوجي من أول كل ما اقول بتلاحظ نفسها ألاقيكِ مقربة أكثر
لين تسوين فيها ما انتِ بدارية و تصدمين فيه عمى على اشكالك
بينما زوجها أخذ يقول بهمس : هشششش خلاص اسكتِ يمكن ما قصدت .
لم أستوعب ما حدث فكل ما حدث كان سريعاً هل بالفعل شرودي جعلني أمشي خلفهم بلا دراية
يجب أن أدافع عن نفسي فأنا لم أقصد هذا
رفعتُ عيني إليها وهي لازالت تنعتني و الأعين مصوبة علي تخترقني و زوجها يهمس ليوقفها عن غضبها
و قبضة حديدية أمسكت بي من مرفقي بشدة و سحبتني بعيداً عن الحشد الغفير
يجرني بعيداً عنهم
وأخذ يسمح على يدي بنعومة ليقول : ما عليكِ منهم يا يبه
حتى أقول و بعيني دمع ليس منهم بل من هذا المجهول : تعبـ...انة يا يبه
مد يده إلى وجهي يمسح دمعي الشفاف برقة و بصوتٍ حنون : فيني و لا فيك يا يبه
إبتعلتُ غصتي و قهري و حاولتُ التماسك فنحن لا زالنا على أرض السوق
أمسكتُ بذراعه الممدودة ناحية وجهي و أنا أقول بإستغراب : عمي جلال ايش جابك هنا .
قال بتلعثم وهو يحك اذنه آآ ايه جيت لأني طفشان فقلت شوي اتمشى بالسوق " أردف " و انتِ يا بنتي ايش جابك ؟
قلتُ وأنا أحاول أن أُظهر المصداقية بحديثي رغم أني كاذبة : بس متفقة مع صحباتي اقابلهم وهم سحبوا عليا .
هز رأسه بتفهم
وهو يأبط ذراعي و يمشي بجانبي حيث خارج السوق
ويبادلني الحديث
وأنا أتكلم معه بلا إدراك وعقلي مع المجهول
و رأسي يلتف لليمين و الشمال وكأني إن رأيته سأعرفه
توسعت عيناي شيئاً فشيئاً وأنا أرى ذلك المعتوه يدخل إلى أحد محلات الذهب و بجانبه رجل آخر !! دون أن يستطيع رؤيتنا
هل يعقل أن يكون هو ؟!
و يستخدم هاتف محمول آخر لمحادثتي , ام انها صدفة كصدفتي مع عمي جلال ؟
إلهي إعتقني من هذه الأفكار المجنونة .
***
ما إن دخلتُ إلى الجناح حتى وصلني صوت أنينٍ مكتوم
صوت أنين قلبي و آهات وجدي
دخلتُ إلى حيث مصدر الصوت " المطبخ "
لأجدها تمسك بالصحون و تضعها بالثلاجة و الآخر منها بالفرن
و وجهها يكتسيه الحُمرة ودمعها منسكب بإنهمار كالشلال ما أن تذرف دمعة وتبتلعها بحلقها حتى تذرف أخرى و النصف الآخر من دموعها
يموت قبل أن يصل إلى ثغرها
ترفع ذراعها النصف عارية بكُمَها الحائر لتضعها على أنفها و تسمح مخاطها بها
تحمحمتُ بقوة تضاهي قوة أنينها المكتوم
حتى ينتفض جسدها فتمسح دمعها بيدها بعشوائية و تبلتع شهقة اوشكت على الخروج
حاولت أن تُخرج الحروف من مخارجها الصحيحة فلم تنجح حينما قالت : آآ وو " وعادت لتبكي "
إقتربتُ منها بهدوء و أنا أبتسم بحب و لا أدري بما تفسر حبي بينها وبين نفسها
توقفتُ قدامها مباشرةً و أنا اقول بحنان : ليش البكى يا عُزوف و ش حلاتك بالصبح و الإبتسامة شاقة وجهك .
أعطتني ظهرها وهي تخرج شهقتها التي ابتلعتها
توجهت حيث الطاولة لتأخذ صحنين صحن تضعهُ بالثلاجة و آخر تريد أن تضعه بالفرن حيث اقف انا
رفعت عينيها إلي وبالتحديد حيث صدري وكأنها تتشرد من عيني و قالت بقوة مهزوزة , صرامة مقتولة و أمر أشبه بالطلب : إبعـد .
كتفتُ يدي ناحية صدري وثبتُ قدماي بالأرض بعناد : وهاذي وقفة ابدية .
أتت من الجانب الآخر حتى أتحرك و أقف أمامها معانداً لها
جاءت من الجانب الأيسر و وقفتُ امامها امنعها
بضجر : اففففففففففف .
توجهت حيث الطاولة لتضع الصحن و تتناول آخر
أمسكتُ بيدها و وضعتُ الصحن حيث موضعه بالطاولة
وضعتُ يدي بذقنها و أنا اقول : زعلانة مني .
أبعدت يدي عن ذقنها وهي تقول بملل و تمط الكلام : مـالـك دخــل .
كانت ستبتعد حيث الباب ولكن بخطوة واحدة وصلتُ إليها و سحبتُها بقوة إلي حتى يرتطم ظهرها بصدري قلتُ بهمس : ايش مزعلك عشاني تأخرت عليكِ و انا وعدتك بأني بجي من بدري واطبخ معاك ِ ؟
قالت وهي تحاول فك ذراعي التي تحيط خصرها : فكني , ابعد .
إحتضنتُها أكثر أزيد من جرعات العناد : مافي حراك الا لما تقوليلي .
بيأس : اعرفك اذا حطيت شي براسك يصير .
مررتُ أصابع يدي اليسرى على رقبتها الطويلة : هممم ودامك عارفة تكلمي .
قالت وعضلاتها ترتخي بي و كأنها خلعت كل ثقلها وهمها و ألبستني إياه : ايه مو انت قلت لي بنطبخ مع بعض انا طبخت لحالي ولبست وجلست استناك سااااعات ولا جيت ليش كذا ؟ أبغى افهم ليش كذبت عليا ؟ , انتظرك من الظهر وما تجيني الا ثمنية العِشا .
حركتُ إصعبين من أصابعي إلى ذقنها فثغرها فأرنبة أنفها : حقك علي بس والله امي بعد صلاة العصر قالت لي كلام سد نفسي و بعدها خرجت اشم هوا و من نكدي نسيت اخبرك و تركت شغلي وجيتك ايش تبين بعد .
بغيرة : اها تكلمك عن الزوجة المستقبلية الي بتحطها بعيونك وتحبها وتجيب منها العيال اصغر مني و انثى بمعنى الكلمة صح ؟
رفعتُ يدها المتشبتة بيدي التي تقيدها و قبلتُها برفق : مشكلتك ذكية بأشياء تكدر خاطرك و غبية بأشياء تسعدك .
بصوت شبه عالي وبه نبرة باكية حاولت ضبطها : حدك عاد قلت لي ماني بأنثى و رضيت و تزوجتك إجباري من أبوك و تركت حلمي ورى ظهري لأنك كنت وللأسف أكبر حلم سعيت اني ارضيك واقنعك اني انثى كأي أنثى
لكن لا إنت من اقنعتني اني ناقصة لكن تبغى تقنعني اني غبية فحدك حدك يا ناجي صبرت وما عاد أقدر اصبر زيادة و انذليت ولا عاد فيني طاقة انذل زيادة يا توقف عن تحبيطك لي يا تطلقني انا خلاص مليت , مليت
امثل قدامهم اني السعيدة و الفرحانة بحياتها وانا اتعسهم حظ مليت ارسم البسمة المغتصبة على شفايفي تعبت من كـــل شي .
أخذت تتنفس بسرعة وصدرها يعلو و يهبط
بإستفزاز : وخايفة اتزوج عليكِ وحدة تطير عقلي واجيب منها عيال وانساك مرة وحدة و كأنك ما كنتِ بحياتي .
قالت وهي تتحرك تريد ان تفلت من ذراعي التي تقيدها ولكنها لم تستطع قالت بصوت منهار جداً : ايه اكذب عليك واقولك لا ايه انا خايفة خايفة تروح من يدي انا تعبانة يا ناجي اموت باليوم ألف مرة ولا أحد يحس فيني ناجي لين متى بنحرق بجحيمك أرحمني ودخلني جنتك
أدري والله اني مقرفة ومو انثى وحركاتي شينة لكن مرة وحدة يا ناجي طلبتك بس مرة و بذكرها طول العمر يمكن ربي بهالمرة يكتبلي اصير ام لا تحرمني من هالشي يا ناجي تكفى لا تحرمني .
بذات الإستفزاز : اجيب منها عيال و تصير دنيتي والي فيها وانتِ مجرد وحدة ما تسوى ابوي اجبرني اتزوجها بس عشان احفظها .
هبطت برأسها حيث يدي المقيدة لها و وضعت أسنانها لتطبقها بها تعضني بقوة
حتى تخلصت من أسري وأطلقت سراحها بنفسها
بينما انا أخذتُ أفرك يدي اليمنى باليسرى أخفف الألم عنها و أنا انظر لها بإعجاب خفي : شرسة
حملت ذاك الصحن الذي بدأنا شجارنا منه إلى الفرن الذي اقف الآن عنده
أزاحتني بيدها اليسرى وأنا إستجبت
وضعت الصحن بالفرن ثم رفعت عيناها لي بكل قوة لتقول : نتعلم منك الشراسة يالسفاح .
إبتسمتُ رغماً عني : زين والله تتعلمين مني بس ها انتبهي تتعلمين المرجلة حطي في بالك دايماً انك انثى حتى لو كان مظهرك وتصرفاتك عكس هالشي .
جرت بعيداً عني حيث الباب
يبدو أني قد تماديتُ بإستفزازها المعالج
استفزها لتفصح عن جراحها التي تلقتها من سفاحها لسفاحها فينزاح شيئاً من غمها
استفزها لتصرخ لتبكي و تصبر و تحاول ان تثبت لي انها الأقوى
استفزها لترتاح
استفزها لمصلحتها وفقط
مشيت ُ حيث مشت إلى غرفة النوم و كعادتها دافنة رأسها بوسادتها وتبكي بحرقة
جلستُ بجنبها على السرير و اقتلعت رأسها عن الوسادة لأدسها بحضني الذي يهواها
فتبكي هي مني
ولا تدري بأني أبكي لبكاءها مني
ليتحول بكاءها وعيلاً ثم يعود بكاءً تارةً أخرى إلى أن تصبح تنهيدة محملة بغمائم مثقلة بالضيق
فتهدأ شيئاً فشيئاً وتسمح مخاطها بقميصي
لتخرج رأسها من حجري و تتحاشى النظر لي بتشتيت عيناها بأرجاء الغرفة .
***
دخلت إلى الغرفة الآن الساعة الثانية عشر بمنتصف الليل وهي تتنهد بضيق وتقول بحسرة وهي تجلس على السرير بجانبي : عبدالقوي والله اني مقهورة على رجالي احس بنات بو اصلان مضايقينهم
كل يوم والثاني و عُطرة ومعن يصارخون ببعض ماغير هوازن مريحة زوجها رغم انها مقصرة بحقه من ناحية الجمال لا تعرف تهتم بنفسها ولا حاجة
و ناجي كل ما افاتحه بالزيجة من غير عُزوف يغضب علي والله حال ولداني ماهو بمرضيني .
ضربتني بفخذي بخفيف و انا مستلقي على السرير و أفكاري بعيدة كل البعد عنها قالت بتنبيه : عبدالقوي وش فيك احاكيك عن ولدانا ولا انت بسامع .
هششتُها بيدي بإستصغار لها كما تُهش القطة : ما فيني اتكلم يالساجدة انا من ساعة قلط هنيه و ما تلاحقت اتريح الا وانتِ مصدعة راسي بعيالك .
إعتلى صوتها واحتد لتقول : ذولي رجالنا وان ما فكرنا إبهم بمن بنفكر ؟
بغضب : سكتي يا مره ولادك كلن منهم بطولي و هم أدرى بمصلحتهم خلهم يعيشون مثل ما يبون وخلك من هالدلع إلهم تراهم كبــااار كبـــااار على هالإهتمام .
بغضب و هي تحرك يدها بالهواء و تنثر لعاباً وهي تتحدث بإندفاع
تجاهلتها و أنا أبحر بقاربي بعيداً عن حديثها و أتوقف بميناء الجمال , الأنوثة والدلع والدلال
ميناء الفاتنة ذات العينين الضبابية بالدمع آه من كحلها خريطة عشوائية كونت نعومة لامتناهية
أبنات حواء كلهن بهذا الجمال ! و أنا سجين بقضبان ساجدة التي لا تجد فنون النعومة والجمال
فقط ما تجيده دور الأم المخلصة , تكرس حياتها فقط لإسعاد أبناءها
من هي هذه البهية ؟ أهي قطعة سقطت من الجنة !
و من أدخلها منزلنا الذي لا يوجد به آنذاك إلا الخدم الأسيويات و اينة ظانع
هل يعقل أن تكون تلك الفاتنة ابنة ظانع !!!
مسحتُ وجهي بشدة وأنا انفض رأسي إلهي انا بالخمسين من عمري و أفكر بفتاة اصغر من نصف عمري بل أصغر من أبنائي جميعهم
في هذا الوقت تثرثر ساجدة و أنا ألتزم بالصمت و تفكيري مصوب بتركيز على الصفقات القادمة
لم أعتقد لبرهةٍ واحدة أن إمرأة ستشغل تفكيري بيوم ما , لم يسبق لي و أن فكرتُ بأي إمرأة فأنا أراهن إبتلاء من الله
يعثون بالأرض فساداً لو كان بيدي لجمعتُ بنات حواء جميعهن و سحقتهن
نعم فهن عار و ما اهمية المرأة بالحياة ؟! الحياةُ كلها رجل والمرأة متطفلة بما لايعنيها بل وبهذا الزمان أصبحت مزاحمة للرجل بكل مكان
أصبحت ذات أهمية بالنسبة لكل رجل إلا أنا فلا أرى من الأنثى منفعة إلا بالإنجاب غير هذا لا يوجد
فلتتمرغي بالجحيم يا فاتنة فأنتِ لا تستحقي شيئاً من وقتي .
عدتُ إلى الواقع على صوت زوجتي ساجدة وهي تقول : والله إنه حيرني يومه يقذف باللوم بنفسه .
رفعتُ البطانية لأاغطي رأسي و أعطيها ظهري و أنا أقول ببرود ولا مبالاة : غلقي النور اريد انام .
هزتني من كتفي و بإلحاح : عبدالقوي رد الله يسعدك .
بحدة : قلت غلقي النور أريد انام .
أطفأت " الأبجورة " و ألتزمت بالصمت
*
*
زوجي عبدالقوي لايهتم بشأن الأبناء إطلاقاً و أنا بيومي الواحد يحترق جوفي حسرةً لحالهم اللامرضي
كنتُ أظن أن موضوع " عقم ناجي " سيشده و سيسأل ناجي مستفسراً هل بالفعل هو مصاب بالعقم
لكنه لم يهتم أرجو من المولى أن يكون إبني سالماً و العيب بعُزوف
صحيح أن عُزوف كأبنتي فأنا من ربيتها صغيرة لكن بالرغم من هذا يظل من ُخرج من أحشائي أولى بالإهتمام من غيره
ماذا أفعل يا إلهي ؟ أريد توضيحاً من ناجي و غداً إن شاء الله سأستفسر منه .
***
آه يا معن و آهات أتحسر على سنيني التي ضاعت معك , على سهد عيني و أرقها , إن كان ما أفكر به صحيحاً
فياويلتاه يا قلبي المتيم الخاضع الخانع
لستً ممن يتعبون قلوبهم و يمضون بأقوال أحاسيسهم و مشاعرهم إن كانت هذه المشاعر على حساب الذل
و لستُ من الأمهات الحنونات إلى حد الموافقة بالخنوع لأجلهم
و كنتُ مهتمة بأخواتي فلذة روحي اما الآن فهذا لا يعنيني
لكن من الضعيفات اللاتي ليس بإستطاعتهن إثبات براءتهن
لم تكن إدانتك قوية كقوة إدانة علم الطب
و آه يا جدتي لن اقول سوى الله يغفر لكِ
هاهي الذاكرة تعود بي إلى حيث جور قبيلتي ودهاءَ خالي عبدالقوي
***
إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
والجحيم الجاي وقت ما اخلصه بنزله ومن بعده بنحدد موعد نمشي عليه ^^ .
و أدري عيدية متأخرة و طلع طولها عادي بالمراجعة لا حظت هالشي و قلت بطوله أكثر بس قلت
بيتغير تنظيمي و بتأخر زيادة عموماً الجحيم الجاي أقدر أقولكم تقريباً هو أحلى واهم جحيم من أول ما نزلت الرواية
و بيكون بإذن الله طويل و مرضي لجميع الأطراف فعشان كذا قلت لما اخلصه بنزله لأنه ممكن اطول شوي فيه لكن من بعدها بنحدد موعد موحد
و أعتذر أعزائي على التقصير بحق أعتذر
هو وعد واحد إن شاء الله بوفي فيه وهو اني بكمل الرواية للنهاية مهما صار الا اذا أخذني الموت
اما المواعيد فما اقول الا الله يعين ^^
كونوا بخيــر $
|