الجحيـــم
( 36 )
** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **
روايتي كل بطل فيها يتكلم عن نفسه هذا يعني انه اي بطل يغلط في الدين فهو الي غلط مو أنا
انا مستحيل و من سابع المستحيلات اكتب لكم شي خطأ بالدين
الدليل او المعلومة الدينية قبل احطها اتأكد منها من مواقع اسلامية موثوقة و اذا اضطريت سألت اهل العلم فيها
الأحداث القادمة بتحمل اشياء تشيب الراس لهولها و اعيد و اكرر مهما كان فيها اغلاط دينية من قبل الابطال فأنا مالي دخل
و الغلط اكيد بوضح في يومٍ ما انه غلط , النهايات الي بعضكم يتوقعها للأبطال وتكون نهايات سلبية مو شرط تصير و لا شرط الايجابي يصير , الرواية ماشية بوتيرة اذا استشعرت الخطأ وتبت لله فالله غفور رحيم , اذا ما استشعرت ولا تبت و بقيت بدرب الخطأ فالله شديد العقاب و من كلامي هذا تأكدوا انه بإذن الله النهاية مرضية
زفر عمي بضيق قائلاً : لازم ننهي الكاسر بئرب وئت بس بزكاء علشان محدش بيشك فينا .
قلتُ بعد ان فكرتُ في هذا الأمر طويلاً : انا عندي فكرة هتوديه للجحيم .
قال عمي ربيع بتساؤل : ايه هيا يا جهاد
إبتسمتُ بمكر قائلاً : هتعرف وئت التنفيد .
***
اول ما دخلتُ قسم الشرطة بتمام الساعة الواحدة والنصف ظهرًا , قال لي احدُ الضباط : النقيب الكاسر , اللواء القائد يبي يشوفك بمكتبه
حركتُ رأسي بالموافقة دون ان اصدر صوتًا , يبدو ان هنالك شيءٌ مهم
مشيتُ إلى حيثُ مكتبه رأيتُ الباب مفتوح فدخلتُ و ألقيتُ السلام كاملاً و جلستُ على الكرسي المقابلِ له
و بتساؤل : قال لي واحد من الضباط انك تبغاني عسى ماشر فيه شي جديد ؟
استند بيده على الكتب و بجدية : فيه وشي فوق المهم و محد بيجاوب عليه الا انت
أرحتُ ظهري على ظهر الكرسي و بهدوءٍ تام : مع انه ما عندك قرار يسمح لك بالتحقيق معاي عن اي شي لكن انا بكون ذوق وبقولك تفضل انا جاهز
قال بذاتِ جديته السابقة : انت كذا كذا لازم تجاوب يعني حتى لو طلبت القرار طبعًا بآخذه لأنه في شي كبير ضدك , في اليوم الي وصلت فيه السيارة للشركة
و امرت فيه جميع الضباط بالرجوع للمركز و قلت لهم انت بتتكفل بفحص السيارة وان ما طلع فيها شي بترجعها للقسم و لأنك كنت انت الي ماسكهم بالمهمة
سمعوا كلامك و رجعوا للقسم , الغريب في الموضوع اننا لما حققنا مع المروج الي بالسيارة قال انه في مجرم غيره بالسيارة وكان متخبي بالشنطة
و انت رجعت تقرير للمركز اكدت فيه انه السيارة كانت فارغة من اي دليل يُذكر , لازم تعطيني افادة صحيحة لانه كلام المروج يناقض الكشف الي بعثته
إبتسمتُ ببرود قائلاً : شركة معروفة مثل هالشركة مستحيل ما تكون محطية كاميرات مراقبة اذا ما انت واثق فيني شوفني وانا افحص السيارة بالشركة و اسلمها لهم
رفع حاجبه بغرابة : اشوفك واثق بحالك مرة , يعني حتى لو انت بالفعل بريء , فكرة اني احقق مع ضابط بمنصبك و قدراتك صعبة
ما وضح عليك اي ردة فعل تدل انك خايف هذا يأكد انك عارف اني بقابلك ومستعد بكل قوة لأي تحقيق كان .
إبتسمتُ بسخرية و أنا انظر بأرجاء الحجرة : احصائيات بدون ادلة ما تفيد وفرها لنفسك اللواء القائد , و كاميرات المراقبة قدامك بالشركة روح واطلب الشريط وهم ما بيقصروا معاك
بعدين اذا انا بالفعل وراي فعلة شينة كان اول ردة فعل لي اقولك روح جيب قرار بالتحقيق معاي لكن انا حتى القرار ما طلبته وهذا يأكد اني صريح معاك
نظر إلي بتقييم ثم قال : ردود افعالك كلها تأكد انك ما انت بخالي و وراك حاجة لا تنسى يالنقيب انه رتبتي فوق رتبتك بمراحل و خبرتي فوق خبرتك بمراحل و سنين شغلي علمتني كيف اقيم الشخص إلي قدامي
وانا ما ارتحت لك ولا بأي شكل من الأشكال و بقدم طلب لكاميرات المراقبة وبشوف وش تحتوي لكن هذا بعد ما بيكون كفيل بإرضاء فضولي وسد شكي فيك
قمتُ من على الكرسي وانا اقول بثبات : خلصت كلامك ؟ , وراي سفرة لجدة شغلي هنا انتهى
حرك رأسه إيجابًا ولحقتني عيناه حتى خرجتُ من الحجرة
وعلى خروجي دخل احد موظفي معرض السيارات لمكتبه
إبتسمتُ بسخرية بيني وبين نفسي
لن يجد أي شيءٍ ضدي فأنا مستعد لأي شيء
و لكن يبدو انه بالفعل ذو خبرةٍ متينة
لقد قيم شخصيتي كما هي بالفعل
لكن لا فائدة من خبراته مادام الدليل غائب .
*
نظر إلى ذلك الرجل من شركةِ السيارات , وضع شريط تسجيل على مكتبه وهو يقول : هذا هو الشريط فيه واحد بالسيارة الي سلمتوها لنا طلع قبل ما يبدأ الضابط بالفحص
زادت عقدة حاجبيه , ما الذي يحدث ؟ لم يكن هذا رهن توقعاته
فليرى ماذا يحتوي هذا الشريطُ بداخله
أخذ الشريط وهو يضعه بالحاسب المكتبي الذي امامه و ما هي إلا دقائقٌ معدودات حتى فُتح التسجيل
45 : 11 : 03 2015 - 03 - 18
بهذا اليوم و هذا الشهر و بهذا العام بالثانيةِ و الدقيقة فالساعة
تم دخول الكاسر لمعرض السيارات و بدأ بالحديثِ مع احد موظفي الشركة
في تلك الأثناء خرج أحدٌ ما من حقيبةِ السيارة و قد كان يمشي بخطواتٍ رشيقة ويلتفتُ ما بين الفنيةِ والأخرى إلى كل الأنحاء يمينها فشمالها
و قد كان يرتدي رداءًا اسود بقفازاتٍ و قناعٍ يغطي وجهه فلا يظهر منه شيء .
اكفهر وجهه لما قد رأته عيناه ماهذا لم يتوقع ذلك ولو لواحدِ بالمئة , نظر إلى ذلك الموظف حينما قال له : اقدر اروح
حرك رأسه بالقبول , وأعاد الشريط مرةً أخرى لا بد من التركيز سيجدُ دليلاُ ما حتمًا سيجدُ الدليل
خفف من السرعة لتكون ابطأ من الطبيعة , وامعن النظر
ليجد شيئًا ما , في اثناء خروج المجرم من حقيبةِ السيارة بتلك الخفة ظهر جزءٌ بسيط من ظهره الذي يغطيه الرداء الأسود
ما كان منه إلا ان يُصور شاشة الحاسب و من ثم يسحب الصورة جانبًا فيعمل على تكبيرها شيئًا فشيئًا و يُركز انظاره على ظهر المجرم
لون بشرةِ المجرم افتحُ من لونِ بشرةِ سمحي , فقد رأى صورته التي احضرها الضابطان من منزلِ المروج
من المؤكد ان هذا ليس بسمحي ولكن من هو ؟!
لقد اكد المروج ان من بداخل السيارة هو سمحي لا غير و لقد سألتُه ما إن كانت تلك الصورة لسمحي فأكد انها له
من المحال ان يكون هذا الرجال هو سمحي
صحيحٌ ان الجسد هو ذاته بذات الضخامة طولاً وعرضًا ولكن لون البشرة مختلف تمامًا
هنالك لعٌبة اما من المروج و اما من الكاسر
احدهما يلعبُ بهِ وهو لن يسمح له بالفوز مادام حيًا
أعاد الفيديو تارةُ أخرى وجاء بصره على الساعةِ الثالثة
عودة فريق النقيب الكاسر للمركز كانت بتمام الساعةِ الثانية و الربع ظهرًا
الطريقُ من حيثُ كانوا إلى المركز يستغرق ربع ساعةٍ تقريبًا , اي انهم تحركوا من ذلك المكان بتمام الساعة الثانية عشر ظهرًا
و من المؤكد ان الكاسر تحرك بذاتِ الوقت و المسافة ما بين هذا المكان والشركة تستغرق نصف ساعة تقريبًا
هذا يعني انه سيصل للشركة بتمام الساعة الثانية والنصف ظهرًا
ولكنه وصل بتمام الساعة الثالثة
ماذا كان يفعل بالنصف الساعة المتبقية ؟!
***
لماذا اصحبتُ أهوى الفراغ بهذا القدر ؟! , حالما انظر للفراغ اجدُ نفسي ضائعة
شتاتٌ و هوان لقد فقدتُ أغلى ما تملكه الفتاة فقدتُ شرفي
دهستُ عرض أبي الذي لم يُكتب لي ان أراه
فقط لأجلِ رجلٍ طالح أخذ ما يريد وتركني جثة لا يرغب بها اي احد
لا أستطيعُ البكاء تحجرت دموعي منذُ حرقه لي
لا أستطيع البوح فبماذا ابوح وماذا عساي ان اقول ؟!
شعوري هو الفراغ و الفراغ
لا استطيع العودة لحياتي السابقة وكيف لي ان اعود لها وانا فقدتُ كنزي الثمين
الذي لا ترده اغلى كنور الأرض !
ماذا اذًا ماذ يجب ان افعل ليخف وجعي !
اتحسرُ واندمُ كثيرًا حالما اتذكر الماضي
حينما كنتُ أقول لنفسي هنالك العديد من الفتيات قد احببن ففقدن الشرف وندمن على ما اقترفته ايديهن
وانا لن اكون منهن
و اليوم انا منهن !
لا أصدق لا أصدق أكادُ أجن من هول ماحدث
هل هذه انا ياترى !
كم اصبحتُ خاوية من اي شيء
بالماضي احد وسائل المتعة بالنسبةِ لي النظر إلى ذاتي بالمرآة
نعم فعلى الرغم من اني متوسطة الجمال إلا اني كنتُ مقتنعة بجمالي
فكانت المرآة احدى وسائل متعتي
ولكن اتعلمون ماذا ؟ منذُ ذلك اليوم اصبحتُ لا انظر للمرآة إلا وقت حاجتي إليها
وحالما انظر لذاتي أحاول النظر إلى حاجتي فقط و لا أمد عيني لفحص بقية ملامحي و جسدي !
أصبحتُ أستغرب نفسي ولا اطيق النظر إليها
لأنها فقدت روحي البريئة وما تركت بداخلها الا الخبث
ومن بعد الخبث تبقى الخواء
فما عدتُ أرى روحي البريئة التي غادرتني منذُ ان خُنتُ ثقة والدتي بي
و الأهم من ذلك اني نسيتُ الإحسان فلم اعبد الله وكأني أراه فإن لم اكن أراه فإنه يراني
بعتُ قيمي الإسلامية وكل اخلاقياتي لأجله !
أشعرُ بالخيبة , بالنقصِ بالعار
لا أستطيع النظر لعينا والدتي , لا استطيع الجلوس مع صديقتي
لأني وبكل بساطة من حثالة الأرض و الصالحُ لا يستحق القعود مع طالحٍة مثلي
في يومٍ ما كنتُ أبغضك و في يومٍ ما احبتتك واليوم ابغضك كبغضي لإبليس الذي اوقعني بالفاحشةِ معك
اتذكر الماضي الذي بغضتك بهِ وكأنه الأمس
*
*
كنا نتعامل مع رجلٍ يُدعى لؤي و عندما ينشغل كنتُ انا أتسلمُ منه العقود و الملفات لأُسلمها للشركة الأخرى
كان هذا اول يومٍ لي سأذهب بهِ إلى تلك الشركة " مؤسسة و شركة عبدالقوي و ابناءه "
قال لي لؤي انه علي مقابلة السيد معن واعطاءه هذه الإتفاقيات و الوثائق
دخلتُ إلى الشركة و كنتُ أسأل الموظفين عن مكتبه حتى وصلتُ إليه
أخذتُ نفسًا عميقًا صحيحٌ اني لا اعرف من يكون بداخل الحُجرة ولكنها اول مقابلةٍ لي معه حتى وان كانت قصيرة فهو رجلٌ غريب من الصعب ان يكون لقائي بهِ سهلاً
إستوقفني صوتٌ من ورائي فإستدرتُ فإذا بهِ رجلٌ يقول : انا سكرتير الاستاذ معن , اخدمك بشي
حركتُ إصبعي بإتجاه الباب من ورائي , وانا امد الملفات بإتجاهه : بعطيه هاذي الملفات من شركة مجموعة القمة العالمية
حرك رأسه بتفهم قائلاً : انتظري دقايق ادخل استأذن منه
تزحزحتُ عن الباب و وقفتُ بعيدة وانا أنظر لأرجاء الشركة
بينما جاء صوته قائلاً : اتفضلي
تقدمتُ للمكتب بخطواتي حتى دخلت فأغلق السكيوريتي الباب من جهته
كنتُ أنظر إلى خلفية الكرسي و اسمع صوت السيد معن يتحدث بالهاتف
وانا حتى الآن لم أراه
وقعت عيناي على صورةٍ كبيرة تُزين الحائط
رجل شاب بجانبه طفل
الشاب يبدو انه السيد عبدالقوي بصغره فقد رأيتُ صورته ذات يوم في احد الملفات التي يتعاملُ بها لؤي
اما الطفل فمن الممكن ان يكون المدعو معن
لم أُعر الصورة اهتمامًا كثيرًا , ونظرتُ إلى صورةٍ صغيرة تقع على مكتبه
لفتاةٍ لا يتجاوز عمرها الخامسة , تجلس بأرضٍ عشبية ذات جمالٍ لا يوصف ذكرتُ الله وانا انظر إليها بتمعن
انتفضتُ على صوته المبحوح وهو يقول : اتفضل
إقتربتُ اكثر وجلستُ على كنبة جلدية مقابله و الملفات كانت بحجري
إستدار بالكرسي ذو العجلات دون ان يرفع عينيه
قال بجدية : اتمنى هالمرة يكون العرض اقوى من المرة السابقة , لأني
توقف عن الحديث حينما رفع عيناه و وقعت علي , اما انا فقد اخفضتُ بصري للأرض من نظراته المتفحصة لي
و دون شعورٍ مني رفعتُ يدي إلى وشاحي اتأكد ما إن كان بالفعل يغطي شعري ام لا
قال بعد صمتٍ دام عدة دقائق : انتِ من شركة القمة ؟
حركتُ رأسي بـ لا ثم بـ نعم
ثم مسحتُ على وجهي بتوتر وانا اقول : ايه منها بس ما اشتغل فيها يعني جاية اقدم الوثائق وبس انا بنت مالكها ماهر ابوي الله يرحمه
استند بيديه على مكتبه و قال بنظرةٍ غير راضية : و جايبينك لي زينة ولا شالسالفة يفكرون اني لاشفت حرمة بقبل بالعرض على طول اغراء يعني
رفعتُ عيني عليه بحدة و قلتُ بنبرةِ قهر : وش هالكلام يا استاذ ! احنا بمكان محترم و الي بينا شغل وانا جيت اقدم الملفات و العروض واخرج مثل ما دخلت
وان وافقت بيتم اجراء بقية العقود مع الاستاذ لؤي .
رفع حاجبه و ابتسم بسخرية : يعني منجد جاية زينة , اصلاً الحريم بلا فايدة عمومًا
حركتُ يدي بالهواء بإنفعال : احترم نفسك يا استاذ , ربي مكرم الحريم جاي انت تتفلسف وتقول بلا فايدة و زينة و اغراء ومدري وش ؟!
من انت عشان تقول هالكلام !
وقف من على الكرسي وقد ظهر عليه الغضب مشيرًا بإتجاه الباب : اتفضلي برا مثل ما دخلتِ
و قفتُ من على الكرسي و رميتُ بالملفاتِ على مكتبه و خرجتُ كما دخلت
وقد شعرتُ بذلك الحين اني لم كره إنسي بقدر ما كرهته
مستفز إلى درجةٍ لا توصف .
و لم اتوقع ولو لبرهة اني سأُحبك
و بعد حبي سأبغضك كإبليس !
***
الآن الساعة الثانية و النصف ظهرًا , امشي جيئةً وذهابًا امام الباب و لأول مرة منذُ ان عرفته اشعر بالتردد شيءٌ ما يحثني للأمام وآخر يجبرني على التراجع
ماذا سأقول له لا تغضب مني قد حاولتُ إبعاده عني ؟ , أم اقول له قد فكرتُ بعرضك ولكني لا أعلم ما يجب علي فعله ؟
وقفتُ بثبات امام الباب و حاولتُ تلبس القوة ادخلتُ المفتاح بمحله حتى فُتِح الباب ودخلت
مشيتُ بإتجاه حجرته مباشرة و على دخولي هو كان خارجًا فوقف و انظاره للأرض
بينما انا نظرتُ إليه بتفحص من اعلاه لأسفله , أود رؤية عينيه مشتاقة لهما
أُريد الإرتواء منه فإني ظمآنة لا تكفيني جُم مياه الأرض
قاطع نظراتي بصوته الهامس : وش جاية تسوين يا مي ؟
إرفع بصرك وتحدث إلي فإني غير معتادة على هذا الجفافِ منك : انا ما كنتش عاوزة الراجل يحضني هوا حضني غصبًا عني , صدئيني يا ركاض ماكنش بإيدي اعملو حاجة
قال وطيفُ إبتسامة داعبت شفتيه : يعني موافقة ؟
إبتلعتُ ريقي ونظرتُ للأرض التي ينظر لها وقد شبكتُ اصابعي ببعض : مش كدا , بس يعني مش عاوزة اخونك لانك انتا مش هتخوني اما الكتب لسى مفتحتهاش روكي انا خيفة من عمو و اخويا
هيزعلوا مني و بعدينا انا ديانتي غالية عليا اوي وانا راهبة الكنيسة و الكل بيعرف ئد ايه انا متمسكة بديانتي كيف هغير فكرتي عنها بيوم وليلة صعب اوي
دخل لداخل الحجرة وقد اعطاني ظهره و يده بداخل جيب بنطاله : كنت متوقع هالرد منك لكن ما توقعت بعد تترددين كثير , لانك ان كنتِ بالفعل تحبيني بتحاربين كل الي حولك عشاني
و صدقيني ماراح اخذلك يا مي , وعلى فكرة انا بصراحة ما افهم بديني كثير انتِ عارفة قد ايش كنت ضايع و ضعف الوزاع الديني فيني شي اكيد
اليوم شفت فتوة بأحد المواقع الإسلامية تأكد انه ان كانت الكتابية زانية ما يصح الزواج منها الا بعد توبتها وطريقة التوبة بتحصليها بهذا الكتاب .
أخذ كتابًا من فوق الكوميدينة و قدمه إلي , أخذتُ الكتاب منه و إلتزمتُ بالصمت
بينما هو أردف : و رجاءً يا مي لا عاد تدخلين بيتي كذا , انا قلت لك انه ما يصح في ديني اختلي فيكِ و ثالثهما الشيطان و انا في اول مراحل توبتي
واخاف انحط معاكِ بوقف لا تحمد عقباه , فرجاءً يا مي تفهمي وضعي مثل ما انا متفهم وضعك وعارف صعوبة الموضوع عليكِ .
أدخلتُ يدي بحقيبتي و بثبات : خد المفتاح يا ركاض علشان توسق فيني و انا مش هدخل بيتك مرة تانية الا لو طلبتني
إبتسم دون ان ينظر إلي وهو بالأصل لم ينظر إلي منذُ أن دخلتُ منزله , ثم قال بذات اسلوبي : خليه معاك ِ عشان تعرفي اني واثق فيكِ
إبتسمتُ رغمًا عني و أدخلتُ المفتاح بحقيبتي الرمادية
و توجهتُ لخارج الحُجرة وقد اكتسبتُ منه كتابًا جديدًا سيكون بجانب الكتابين الآخرين .
***
لم أنم تلك الليلة فقد كنتُ اتقلب بالفراش بلا جدوى كل افكاري تحوم حول من بأحشائي أهو الحرام ؟
كان يجب علي ان اطلع على فتوةٍ ما و لا اتقدم هكذا دون درايةٍ مني , ما حدث لي كان متوقع تمامًا فنحن بالمدارس لا ندرس الدين
لإختلاف الديانات من إسلامية إلى اهل الكتاب و غير هذا انا راقصة قد تركت كل قيمها الإسلامية فقط لأجل المال
ماذا كنتُ أنتظر من ذاتي ان اكون قويةً بديني ! , لو كنتُ بالفعل قوية لما وقعتُ بما قد وقعتُ بهِ لأجل الدنيا الزائلة
كل ما وقعتُ بهِ كان سببه ضعف الوزاع الديني , غير هذا كنتُ أبرر لنفسي كل شيء فقط لأُحسن ما قد وقع
أي أني كنتُ مدركة ان عمي غير مؤهل لأن يكون ولي أمري ومع هذا جعلته ولي أمري فقط لأُغطي عيبي بطريقةٍ خاطئة جعلتني اقع بعيبٍ أكبرُ منه
اما الشاهدين فقد كانت المسلسلات التي تُعرض على التلفاز تفي بالغرض نأتي برجلٍ من الشارع ليكون شاهدًا على الزيجة بتجاهل كل الشروط التي لا بد ان يتضمنها !
و بالنسبةِ للمأذون فهو غير مطلوبٍ من الناحيةِ الإسلامية ولكنه مطلوبٌ قانونيًا ويصعبُ ان نأتي بمآذون لأن هزاع ضابطٌ سعودي لا يصح له الزواج إلا من سعودية هذا ما تنص عليه البنود العسكرية
وقد كنتُ بكامل الإستعداد ان اواجه امي واقول اني تزوجته لأنني احببته و كان لابد لنا من الزواج بعيدًا عن القانون و اني خفتُ ان ابوح لها بزيجتي لأنها لن ترضى على ابنتها ان تتزوج بهكذا طريقة غير منصفة
و لكن تغير كل شيء لأُصدم او بالأصح اصحو من غفلتي واعلم ان زيجتي بهِ واقعة تحت الحرام اي ان النكاح باطل
و تموتُ أمي قبل أن أبرر فعلتي وانا قد فعلتُ ما فعلت حتى لا يتوقف قلبها حينما تعلم بما كنتُ أعمله لأجلب المال لها
و بهذا اليوم جلستُ بصالة المنزل احاول التقرب من أخواتي و الحديث معهن ولكن لم يعطوني اي اهتمام
بحق شعرتُ اني نكرة في معلوم الحياة
لأخرج من المنزل مطأطأةً رأسي بخطواتٍ واهنة و قلبٍ جريح
أمشي ولا أدري إلى أين تأخذني خطواتي و إلى أي رحلة ستجرني
حتى وجدتُ نفسي امام عمارة قد مضى وقتٌ طويل منذُ آخر زيارةٍ لي لها
دخلتُ للعمارة و إلى الشقةِ المطلوبة
وضعتُ أصابعي على الجرس رنة فرنتان حتى اتى صوتها : حاضر حاضر
فُتح الباب لتظهر من خلف الباب نظرت إلي ثم صرخت بسعادة : شكران يا حبيبتي انتِ من زمان عنك ايه دي الغيبة كلها .
ضحكتُ رغمًا عني لتصرفاتها وانا استمع لزغاريدها
سحبتني من يدي بقوة وهي تجرني لداخل شقتها و اغلقت الباب من وراءها
حتى دخلنا لحُجرة التلفاز , التي يقبعُ بها زوجها
ألقيتُ التحية فرد زوجها ثم قال : ايه الغيبة دي يا شكران اصل ميرنا كُل يوم بتسأل عليكي وانتي حتى بيتك ما نعرف طريئو .
جلستُ على كنبة منفردة وانا انظر لصديقتي ميرنا : معلش يا نائل اصلي واجهت كتير اشياء صعبة في حياتي و ما كنش الوئت يسعفني علشان اطمن عليكو
جلست ميرنا على طرف الكنبة التي أجلس عليها ومسحت على شعري برفق : معليش يا حبيبتي انا عارفة انك بتحبيني ومستحيل تغيبي عني المدة دي كلها علشان حاقة بسيتة ومش مهمة
إبستمتُ لها بإمتنان
بينما هي قامت من فوق الكنبة وهي تخرج من الحُجرة و تقول : هجيب الشربات احنا اليوم هنحتفل بيكي .
إتسعت ابتسامتي و انا اقول بيني وبين نفسي ما اوسع صدرك يا ميرنا
لم يكن بيني وبين زوجها نائل اي حديث , حتى دخلت و بيدها الصينية وقفتُ لأتناولها منها ولكنها قالت بزعلٍ مصطنع : ايه ده هوا الضيوف بتئوم و احنا بنئعد
ئعدي بئى و بلاش هبل .
جلستُ على الكنبة و تناولتُ كأس عصير الورد
اعطت لزوجها كأسًا واخذت واحدة جلست على كنبة مزدوجة ونادتني بجانبها
وقفتُ وجلستُ بجانبها و تبادلنا أطراف الحديث
و قد كان زوجها صامتًا يتابع الأخبار عبر التلفاز
وصلنا إلى نقطةٍ جئتُ لأتحدث عنها وابوح بها لعل هنا بالأرض من يتسع صدره لي بعدما وقعتُ بما قد وقعتُ بهِ من معضلة
وضعتُ كأس العصير على الطاولة امامي و نشبتُ اصابعي ببعض و بدأتُ أحكي قصتي
تغيرت ملامحها كثيرًا ما بين دهشةٍ و صدمة , حزنٍ و ألم إلى ان بكت على صوتٍ بكائي
وقعت عيناي على زوجها الذي ينظر لنا و قد كان منصتًا لكل كلمةٍ نطقتُ بها
لم يعد يهم فليعلموا اني عديمةَ الشرف , لم يعد يهم فأمي التي فعلتُ لأجلها المستحيل قد رحلت
لم يعد يهم سأصرخ وأقول أنا العار يا مجتمعي
ما عادت حياتي تهم فقد اصبحتُ نكرة
إحتضنتني لصدرها وهي تشهق بقوة وتقبل خصلات شعري
ألم أقل لكم ان صدرها واسعٌ للغاية
قال زوجها متدخلاً من بعدٍ صمتٍ طويل : وايه الي هتعمليه باللي ببطنك
قلتُ بصوتٍ مكتوم وانا أغوص ببطنها : ما اعرفـ...ش ما اعرفـ....ش
قال بواقعية : انتي لو جيبتيه للدنيا دي المجتمع كلو هيرفض سواء كان ولد او بنت
الأحسن انك تجهضي .
انسحبتُ من صدر ميرنا وانا ارفع شعري المبعثر عن وجهي وامسح دموعي بعشوائية , طوقتُ بطني وانا اهز رأسي بإعتراض : مستحيل مش هنزل الي في بطني مستحيل
نظرت ميرنا إلى زوجها نائل بحنق و قالت : هو وئت الكلام ده يا نائل
نظر إليها وقال بكل صراحة : نتكلم اليوم ده احسن ما تندم بكرة
حركتُ رأسي موافقة و اخذتُ نفسًا استجمعُ به ِ قوتي : كلام نائل صح يا ميرنا احنا لازم نتكلم دلوئتي لو كان عندكو اي حل علشان الي ببطني يعيش
ئولوه ليا و انا هعمل المستحيل علشان يعيش .
قال نائل وهو ينقل بصره ما بيني و بين زوجته ميرنا : انتي بتعرفي انو انا و ميرنا لنا تلت سنوات متجوزين و لما نروح عند اي دكتور بيئول اننا كويسين
بس بنحتاج وئت علشان نجيب عيل , ايه رايك انتي بتولدي واحنا هنسمي العيل بإسمي .
سُحب اللون من وجهي و بغصة : ايه يعني الكلام ده ؟
بثبات : هيكبر وانتي هتكوني صحبة ميرنا و مامتو بس هوا هيئول لميرنا ماما وهيئولك احترمًا ليكي خالتو وبكدا العيل مش هيموت
و هيكون تحت عنيكي واحنا هنفرح فيه لحد ما ربنا يرزئنا .
نقلتُ بصري إلى ميرنا التي لم تكن احسنُ مني حالاً كانت تنظر لنائل بلا تصديق
قلتُ لها بتساؤل : ايه رايك يا ميرنا بكلام جوزك
إبتلعت ميرنا ريقها ونظرت لي ثم لزوجها ومن ثم للأرض والصمتُ حليفها
تدخل نائل قائلاً : مش المهم رأي ميرنا المهم رأي ام العيل ايه هوا ؟ وبعدينا كدا لا تزعلي مني انا بحس انك جيتي لعندنا لأنك عارفة انو احنا مش ئادرين نجيب عيل
و جيتي و ئولتي يمكن هما هيشفئوا ويئولوا هاتيه نحنا هنربيه مو كدا ؟
اكفهر وجهي , و قلتُ بحُرقة : مش كدا ايه ده الكلام الي انتا بتئولوا انا عمري ما فكرت استغل الناس الي بيحبهم بالطريئة دي
انا جيت لأني ماحصلتش حد يصدئني و يوئقف جنبي وانا عارفة انو ميرنا ئلبها كبير و هتئبل بيني بكل حالاتي .
حوطت ميرنا يدي بين يديها و هي تؤيد كلامي
بينما قال نائل : المهم يا شكران انتي موافئة و لا ؟ على فكرة كلي ده لمصلحتك لانو احنا لنا تلت سنين بدون عيل ومفكرناش نروح ملجأ و نتبنى اي واحد
يعني مش لمصلحتنا ابدًا خصوصًا لو ربنا رزئنا بعيل .
بإصرار : انا مش هئول ايه هوا رأيي إلا لو ئالت ميرنا رأيها
نظرت ميرنا إلى نائل بتردد فحرك نائل رأسه موافقة يُشجعها
حتى قالت ميرنا بصوتٍ متردد : موافئة
إنقبض قلبي بشدة لا أدري ان كانت فكرة جيدة ام لا ولكن كيف لحياتي ان تستمر دون من بأحشائي
وانا التي قد تعلقتُ به ِ وبنيتُ أحلامًا كبيرة لن تتحق إلا معه
هذا خطأٌ اقترفته وعلي تحمله بكل صعوباته
شعرتُ بالحر فمسحتُ على رقبتي
قال وهو يضغط علي : ايه رأيك يا شكران ؟
قمتُ من على الكنبة و قامت ميرنا معي وهي تمسك بيدي وتقول لنائل : خلاص يا نائل سيبها بحلها و هيا هتعمل الي عوزاه
بلاش تضغط عليها كدا .
حرك نائل كتفه ببرود وعادت انظاره للأخبار قائلاً : بجد انا اصلي ليه متعب نفسي معاكو كده اعملو الي عوزينو
بينما انا مشيتُ لخارج الحُجرة ومعي ميرنا التي قالت بأسف : معليش يا شكران لا تزعلي منو هوا كدا ما يعرفش يتكلم
قلتُ وانا ابتسم بقوة : عادي انا مستحيل ازعل منكو , انا هفكر و بعدينا هجي و ئول رأيي ليكو .
حركت ميرنا رأسها موافقة وقالت : طيب ئعدي كمان شوية اصلي ما شبعت منك
إبتسمتُ لها و انا ألثم خدها و اقول بحب : انا ئعدت كتير بس انتي من شوئك ليا ما حسيتي انا لازم اروح و أوعدك اني هزورك ومش هائطعك ابدًا .
بادلتني الإبتسامة وهي تحتضنني و ودعتني إلى ان خرجتُ من منزلها
و الأفكار لم تغب عني ولو لحظةٍ و احدة
ميرنا صديقة تعرفتُ عليها في أول ايام عملي كطاهية منزلية
و لكن تحول عملي إلى راقصة كباريهات .
***
مشيتُ بإتجاه مكتب اللواء القائد بعد طلبه ِلي و هذا على الساعة الثانية و الربع ظهرًا , لا اظن انه قد وجد شيئًا ضدي فأنا قد رتبتُ لكل شيء
ألقيتُ التحية وجلستُ على الكرسي مقابله و بتساؤل : في شي ضدي ؟
نظر لي بتفحصٍ وطال صمته ثم قال : فيه اشياء , أولها انت لما اتحركت للشركة كانت الساعة كم ؟
قلتُ بصدق : اظن الساعة اثنين بالضبط
إبتسم وهو يُريح ظهره على الكرسي ويضع رأسه فوق يديه التي نشبهما ببعض : يعني حساباتي صحيحة , الشركة ارسلت لنا تصوير
عن هروب واحد من شنطة السيارة الي المفروض انك تفحصها وهو هرب قبل ما تبدأ الفحص لمن هنا المفروض كلام المروج يكون صحيح
لكن استوقفتني نقطة لما خرج ذاك الشخص من السيارة كان مغطى بلبس اسود من كل الجهات لكن وهو ينزل وضح جزء من ظهره
و الي وضح لون بشرته كانت لون بشرته افتح من لون بشرة سمحي الي قدرنا نحصل صورته وعرفنا ماهيته .
حاولتُ الثبات لئلا يكشف امري وبذات البرود : هذا عاد مو دليل كافي ضدي يمكن خلل بالتصوير
إتسعت ابتسامته و بهدوء : ما اختلفنا يمكن بالفعل خلل بالتصوير لكن السؤال الحقيقي انه الكاميرا وضحت انك دخلت للشركة بتمام الساعة ثلاث قبل العصر
و المفروض انك توصل الساعة اثنين ونص هذا لانك بتسوق بالسرعة المطلوبة منك كضابط
يعني بقيت نص ساعة ايش سويت فيها ؟ و غير كذا لما اعطيت للضباط الأمر بالرجوع للقسم قلت لهم انك بتفحص السيارة وبعدين بتردها المفهوم من كلامك انك بتفحص السيارة بنفس المكان الي قبضتوا فيها على الشحنة
وش غير رأيك و خلاك تفحصها في الشركة ؟
لو قمتُ الآن و تعذرتُ بأني لن اجيب على اسئلته مادام انه لم يأتي بتصريحٍ من النائب العام يسمح له بسؤالي
سيتأكد اني اتهرب من الحقيقة التي اقترب هو من كشف ستارها لابد لي من الإلتزام بالهدوء و الثبات حتى لا يشعر
حركتُ يدي بالهواء قائلاً : كمان هذا كله ما يعتبر دليل ضدي بعدين انا جايبيني من جدة لهنا عشان امسك القضية يعني عضو موثوق فيه في القسم العسكري
فكيف ممكن اشتغل ضدكم ؟ , و اذا على كلامي للضباط فأنا ما قصدت كلامي حرفيًا بأني بفحصها بنفس المكان
كل الي قصدته اني بفحصها بالشركة وان طلع بداخل السيارة شي ما بسلمها للشركة و ان طلع ما فيها شي بسلمها
و بالنسبة للنص ساعة حاجة طبيعية اعتبر الطريق زحمة اعتبر اني ما تحركت من المكان الساعة اثنين بالضبط
يعني نص ساعة بالمنطق ما يمديني اسوي فيها شي , و بعدين الي فهمته منك انه الي خرج من السيارة هو واحد غير سمحي ولو كان واحد غير سمحي فوين راح سمحي
" عقدتُ حاجبي بغرابة و أردفت " : لا يكون تقصد اني انا حليف سمحي وكل هذا خطة مدبرة ما بيني وبينه ! , إذا كذا فإسمحلي يا حضرة اللواء اقول لك انك ظلمتني انا مستحيل اكون مجرم
و تعبت كثير حتى امسك بطرف هالقضية و قدامك عساكر جدة امسكهم واحد واحد و أسألهم عن القضايا الي نجحت فيها وبتعرف انه هاذي القضية هي الوحيدة الي فشلت فيها
و كانت نقطة سودا بين نجاحاتي الي حققتها .
لو كان هو بالفعل حليفًا لسمحي فأول ما سيفعله انه سيقوم من فوق الكرسي و يقول له ليس من حقك التحقيق معي دون تصريحٍ يسمح لك بهذا
حتى يهرب مما قد وقع بهِ , ولكنه جلس بثبات يؤكد بهِ انه ليس حليفًا لسمحي و لكن ضابطًا بكفاءته سيكون على معرفة تامة انه سيُفكر
في تحليل شخصيته و من خلال التحليل سيستنتج انه ان هرب بحجة التصريح من النائب العام فهو بالفعل حليفٌ لسمحي
فقد يكون هذا كله تمثيلٌ لا حقيقة
ولكن كيف ؟ , لا يستطيع المرء التمثيل إلى هذا الحد
فلا شيء بهِ يدل انه حليفٌ لسمحي
و لكنه غير مقتنع بحديثه نصف ساعة كاملة مالذي فعل بها ؟!
يستطيع بها ان يجعل شخصًا يقعد محل سمحي و يخبأُ سمحي عنده
و بإتفاقية مع ذلك الشخص سيتحدث هو مع الطرف الآخر من رجال الشركة حتى يخرج الرجل من حقيبةِ السيارة
حينها سيظن الضباط ان من خرج من السيارة هو سمحي كما قال المروج ولكن الحقيقة ان سمحي بين يدي الكاسر
و بذات الوقت إن كان سمحي بالفعل حليف الكاسر فلماذا لم يخرج هو من السيارة
لما وُضع ذلك الرجل محل سمحي !
و كأن سمحي رهينة تحت وطأةِ الكاسر
و ان كان ليس بحليفٍ للكاسر وهو بالفعل تحت وطأته
فلماذا لم يجره الكاسر الى السجن !
هل هنالك حساباتٌ سيصفيها معه و من ثم يأتي بهِ إلينا ؟
هنالك حلقة مفقودة لا بد له من معرفتها
نصف ساعة بأكملها مالذي قد فعل بها ؟!
بملل : اقدر امشي
قال بغيرِ اقتناع : اتفضل .
لا دليل ضده و هو لا يستطيعُ ان يتابع التحقيق معه دون تصريح
فإن قدم الكاسر شكوى ضده سيكون هو مخالفًا للبنود العسكرية التي لم يسبق له مخالفتها .
***
على الساعة الرابعة و النصف عصرًا , خرجت من المصعد تحت مرأى عيناي وهي تتوجه بخطواتها لخارج المنزل بعباءة مُخصرة ذات قماشٍ لآمع و بكعبٍ عالي يضرب الأرض فيصدرُ صوتًا دويًا
إبتسمتُ بإستهزاء قائلاً : وراكِ يا مره ابوي رايحة و رادة للبيت اشوف الفلوس غيرتك حتى حجابك فرطتِ فيه
توقفتُ وهي تنظرُ لي بنظراتٍ مستنكرة و من ثم أنزلت النظارة الشمسية من اعلى رأسها لتستقر بعينيها قائلة بصوتٍ باردٍ للغاية : والله و ابوك سامح لي اسرح و امرح انت محروق ليش !
فإذا بصوتِ عُطرة من خلفها تقول : والله اذا خالي عبدالقوي سمح لك فربي ما رضي عليك , وين كنتِ يا مارسة و وين صرتِ
حتى ما كلفتِ على عمرك تروحي تشوفي اختي هوازن بالمستشفى , كلام معن صحيح الفلوس غيرتك كثير
لكن عمر الفلوس ما كانت سعادة راجعي نفسك و بتتأكدي من هالشي , ما لاحظتي نفسك وحيدة من يوم ما قسى قلبك ؟
شدت مارسة الحقيبة على كتفها و قالت بلا قبول : يالله قد ايش محروقين عشاني اخذت كبيركم هف
خرجت من القصر و ضربت الباب من وراءها
بينما عُطرة جلست بجانبي على الكنبة
قلتُ لها بإندفاع : وين غطاكِ خير نازلة كذا يمكن ناجي ينزل من جناحه ويشوفك
قالت بهدوء : وانا هبلة انزل كذا ! , سألت اختي عُزوف وقالت زوجها بيرجع بعد ساعة وبياخذنا للمستشفى عند هوازن مع عمتي ساجدة
لأنها للحين مازارتها متحسسة من الموضوع ومو قادرة تقابل اختي لكني شجعتها والحمدلله هي الحين مستعدة تقابلها .
نظرتُ إلى كل تفاصيلها بتمعن , بكل يوم يزيد جمالها عن ذي قبل
بحق لم أرى انثى بجمالها قط
قاطعت نظراتي بتساؤل : معن انت مع مقولة كلن يرى الناس بعين طبعه ؟
ضيقتُ عيني وانا افكر ومن ثم واجهتها قائلاً : ايه اوافقها بكل حروفها
أمسكت بيدي و وضعتها بحجرها وهي تلعب بأصابعي بنعومة جعلتني انصهرُ امامها : هممممم حلو اعترافك بس كمان لازم تعترف اكثر
انت خنتني يا معن صح كلامي ؟
نظرتُ إلى زوجِ عيناها الحادة و بثبوت : صدق كلن يرى الناس بعين طبعه ضيعتي شرفك من زمان وجاية اليون تتهميني بالخيانة
تركت يدي و هي تقف وتقول بصوتٍ حاد : كنت متوقعة هالرد منك دايمًا تشوف نفسك الصح مع انك الغلط فالإنكار شي جدًا متوقع
لكنك خنتني وانا سمعت صوت البنت بنفسي بآخر مرة اجتمعنا فيها بالفراش .
لتعود لي ذكرياتُ ذلك اليوم بسرعة صورة وراء صورة حينما قامت من نومها منزعجة لما قد حدث بيننا بذلك اليوم
بينما انا كنتُ بقمةِ سعادتي لاني قضيتُ اليوم كله بين احضانها و على لهيبِ شفتيها ارتويت
إبتلعتُ ريقي و لأول مرة اشعر بأن لساني مبتورٌ عن الحديث
حركت يدها بالهواء بإنفعال و بصوتٍ مرتفع : اتكلم قول حاجة ولا لسانك انقص
نظرتُ للأرض وانا اقول : الي سمعتيه صحيح
بُتر صوتها وتعالت انفاسها و هي تهز رأسها بالرفض يُمنة و يُسرة
ألم تسأل عن الحقيقة , و أجبتها بالحقيقة , فلماذا هذه التغيرات بها وهي تعلم ان الإجابة ستكون هكذا لا محالة
وقفتُ من على الكنبة و انا أسحبها بإتجاهي حتى إرتطمت بصدري إحتضنتُها بكل قوة وانا امسح على شعرها الأسود القصير
و بهدوء : لا تضايقي نفسك يا عُطرة , ما احب اكون سبب في ضيقتك
سحبت نفسها من حجري و هي تقول بإستهزاء : والله ما تحب تكون سبب بضيقتي لا تبرر افعالك بالكلام الحلو انا مو هبلة امشي بمشاعري
لا حُط براسك الي هجرني اهرجه و لا علي منه و الي غلط علي ما اسامحه ليوم الدين ومستعدة اوقف عن ربي وآخذ حقي منك كامل
طلقني يا معن طلقني , وحدة بوحدة انا ضيعت شرفي زمان وانت خنتني الحين وتعادلنا خلاص طلقني
انا ما ابيــك اقولها بكل ادراك لمعناها ما ابيــك طلقنــي .
أمسكتُ بيدها اليمنى بقوة و وضعتُ يدي الأخرى خلف رأسها
ففهمت ما انوي فعله وحاولت التملص و لكن بالآخر هي إمرأة وانا رجل
أطبقتُ على شفتيها بقوة , واغمضتُ عيناي و انا في غيبوبة ِ شهدها اضيع
و قد كانت ضرباتُ قلبها موسيقى تتناغم مع القُبلة
حاولت سحب نفسها ولكني امسكتها بقوةٍ أكبر وانا اتابع ما قد فعلته متجاهلا المكان الذي نقف بهِ
و عاداتنا و تقاليدنا وكل كل شيء
فأنا في غيبوبةٍ لن استيقظ منها إلا حينما أرتوي
بالرغم من قوتي في القبض عليها إلا انها لم تستسلم قط وحاولت عدة مرات ان تفلت
و لكني لم أدعها حتى شعرتُ بطعمٍ معدني بفمي
ابعدتُها وانا انظر لها بغرابة فرأيتُ شفتيها مجروحة من قبض شفتي عليها , ألهذه الدرجة كنتُ عنيفًا معها حقًا لم أشعر بذلك
إرتمت هي على الكنبة من وراءها و هي بالكاد تلتقط انفاسها
بينما انا تناولتُ منديلاً و مسحتُ بهِ ثغري من دمها , ألقيتُ نظرةً سريعة عليها ومشيتُ وانا أقول : ريحي بالك طلاق مو مطلق .
و خرجتُ من المنزل بأكمله .
***
على الساعة الثالثة و النصف مساءً , خرجتُ من دورةِ المياه و أول ما قابلني اخي جهاد رافعًا بيده إحدى كتب الدعوة الإسلامية التي قد اعطاني اياها ركاض
و بغضبٍ جامح : ايه ده ؟
بللتُ شفتي بلعابي و بوهن : كتب
تقدم بخطواته مني بينما انا تراجعت خطواتي للخلف حتى وجدتُ نفسي بدورةِ المياه تارةً أخرى
قال من بين اسنانه بنفاذِ صبر : عارف انها كُتب بس كُتب ايه دعوة اسلامية ! , انتي بتفكري بإيه يامي ؟! عاوزة تسلمي ؟
انتي جنيتي ولا ايه ؟ ما تحكي ما تجاوبي انتي مجنونة ؟
إلتصق ظهري بالجدار من خلفي و حركتُ رأسي بالرفض
بينما هو رفع يده لأعلى
فإندفعتُ قائلة بخوف : مش بتاعتي ركاض اعتاني ياها
عقد حاجبه و بتساؤل : ليه ؟
إزدردتُ ريقي و توالت الأكاذيبُ بعقلي فقلتُ بإندفاع : ما اعرفش اصلو هوا رجع بيئول انا تبت لربنا
و مش عاوز ائابلك تاني اصل ديانتي ما تسمحليش بكدا و لو كنتي بتحبيني ما تخدي الكتب ديه
و تشوفيها علشان لو عجبتكي ديانتي تدخولي بيها وصدئيني انا هتجوزكي
ضيق عينه و قاطعني قائلاً : أُوعي تكوني صدئتيه
حركتُ رأسي بالرفض و بمكر : اكيد لا , بس انا اخدتها منو اسايرو بس علشان ما يزعلش مني واكمل خطتي كاملة
مش انا وعدتك اني هخليهم يندمو و انا عند و عدي يا جهاد
إبتسم لي قائلاً : ايوة كدا بتعجبني انتي قدعة .
***
رتبتُ حقيبتي إستعدادًا لرحلتي غدًا و من ثم أسمكتُ بهاتف العمل لأتفحصه
لم يكن بهِ اي شيء ٍ ذو اهمية
فتفحصتُ هاتفي العام بالنسبةِ للإتصالات ما كان هنالك اي اتصال
بالأصل انا اغلقتُ هاتف العام مدة طويلة ولم افتحه الا قبل ساعة فقط
اما الرسائل فلا جديد بها إلا رسالةً واحدة وصلت قبل ربعِ ساعة
فتحتها وكانت تحمل مقطع فيديو من رقمٍ غريب
لستُ من المهتمين بمقاطع الفيديو والصور و ما إلى ذلك لأني إنسانٌ جدي لا أميل ُ لوسائل المتعة
ولكن جملة تكررت للمرة الثانية استوقفتني و جعلتني افتح الفيديو بأصابع خفيفة لأعرف المحتوى و قد كانت الجُملة " إذهب إلى الجحيم "
كان صوت اخي ناجي يقول : بس خلاص يا عُزوف حرام الي تسويه بنفسك و اختك هوازن اخوي لا عرف بيرجع و ينزلها من مصيبتها
بس المشكلة انه مقفل جواله وانا مو قادر اتواصل معاه ولا بأي شكل .
فإذا بصوتِ زوجته عُزوف باكية : كسرت قلبي يا ناجي وهي تقول الدكتور يقول انا متعاطية مو مدمنة و هي تقول بدون دليل مستحيل افلت من العقوبة .
***
إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
اتمنى اني ارجع من المدرسة و ألقى ردود
لاني بجد تعبت بهالجحيم كله كتبته بنفس اليوم و كان شي صعب بجد
فأتمنى مجهودي ما يروح هباء