لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-15, 03:45 PM   المشاركة رقم: 256
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل السادس والعشرون

 
دعوه لزيارة موضوعي



“مازلت ألمح في رماد العمر
شيئا من امل...
فغدا ستنبت في جبين الافق
نجمات جديدة..
وغدا ستورق في ليالي الحزن
ايام سعيدة..”


لـــ فاروق جويدة



الجحيـــم * مميز *

إهـــــــــــــداء إلـــى :


أشتاقك أمي , renad* , naware* .




( 32 )


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **






روايتي كل بطل فيها يتكلم عن نفسه هذا يعني انه اي بطل يغلط في الدين فهو الي غلط مو أنا
انا مستحيل و من سابع المستحيلات اكتب لكم شي خطأ بالدين
الدليل او المعلومة الدينية قبل احطها اتأكد منها من مواقع اسلامية موثوقة و اذا اضطريت سألت اهل العلم فيها
الأحداث القادمة بتحمل اشياء تشيب الراس لهولها و اعيد و اكرر مهما كان فيها اغلاط دينية من قبل الابطال فأنا مالي دخل
و الغلط اكيد بوضح في يومٍ ما انه غلط , النهايات الي بعضكم يتوقعها للأبطال وتكون نهايات سلبية مو شرط تصير و لا شرط الايجابي يصير , الرواية ماشية بوتيرة اذا استشعرت الخطأ وتبت لله فالله غفور رحيم , اذا ما استشعرت ولا تبت و بقيت بدرب الخطأ فالله شديد العقاب و من كلامي هذا تأكدوا انه بإذن الله النهاية مرضية















بعد يوم من سفر زوج ديانا وإبنه المراهق إلى السعودية
طغى صوتُ ديانا على المنزل وهي تبكي
بخطواتٍ سريعة و متعثرة مشيتُ وراء الصوت و قد نسيتُ ان حُبلى
و رأيتُ ربيع يُحاوطها والرضيع يبكي فوق الكنب لكن بكاءها غالب بكاءه
جلستُ على الأرض بجانبهما و الهلع يبزغُ بملامحي قد أحببتُك كثيرًا يا ديانا انتِ أختٌ لم تنجبها امي , وصديقة لم تمتد صداقتنا لنصف سنة
بتساؤل : اهدي يا ديانا مالك بتبكي كده , ايه الي حصل ؟
لطمت خدها بسخطٍ وضعف : جوزي وابني انئتلوا .
لم ادري حينها ما يتوجب فعله , بهتت ملامحي و تجمدت اطرافي رغم ان كل ما حدث لا يخصني بتاتًا
و لكنها فقدت اغلى ما تملك بذات اليوم و ذات الساعة و هي اغلى ما املك انا بهذا الحين و هذا المكان
و يشق علي ان أراها باكيةً تتجرع ألم الفراق و مرارة الفتق من بعد الوتق
امسك ربيع بكلتا يديها و رفعها عن الأرض و هي قامت معه خائرة القوى و كأن روحها قاطعتها للأبد إلى يوم الحشر
مشت معه إلى حيث يأخذها و صاروا ضبابًا بعيدًا
إلتفتُ لذلك الرضيع الذي فقد اباه وأخاه دون ان يتعرف عليهما ولم يبقى سوى أمه وعمه ربيع
الطفلُ جهاد الذي لازال بريئًا لا يعرفُ شيئًا عن الحياة
يتميًا في شهره الثاني كان اللهُ في عونك أيها الطفل ستصيرُ في يومٍ ما شابًا و ارجوا ان تكون صالحًا و بارًا بأمك اللطيفة
حملتُ الطفل من على الكنبة و احتضنتُه لصدري , اشتممتُ رائحة جلده وامتدت يدي اليسرى إلى بطني دون شعورٍ مني
أهنا يقبع طفلٌ مثلك ؟ , أهنا ما تتمناه كل انثى ؟
أهنا جزءٌ مني , و من صُلب الدنيء هزاع ؟
أهذا ما كنتِ يا امي تودين رؤيته ؟
ما مثقال خبر زواج إبنتك من تاجرٍ غير قانوني وضابطٍ بائعٌ لوطنه و كل ارضه
بل ما مثقال ان يكون دوائك وما تجرعتيه قصدًا سبب الشفاء من مال الحرام
أخاف يا طفلي ان تخرج من احشائي فتكون مثلي او مثل اباك
اخاف ان لا أربيك و اهذبك كما ينبغي
فأنا سأحاسب عن نفسي كما سأحاسب عن تربيتي لك يا طفلي
و مالذي سيفعله اباك ان علم بحملي
هل سيجبرني على اجهاضك , صُقل خدي من ندى دمعي
لن اتخلى عنك و ان كنت ابن اباك الشنيع
ستكون طفلاً خلوق ستكون انت حفيد امي كما تمنتي امي ان اكون ابنتها
فما كنتُ إلا شنظيرةً تفتقر للقِيم العالية , ما كنتُ إلا ذريةً فاسدة بلا منفعة تُرجى منها
مشيتُ بالطفل أقصد الدرج و للأعلى حيثُ حجرتي إلا ان هوية أحدهم كانت بالأرض
حاولتُ إمساك الطفل جيدًا بإحدى يداي و بيدي الأخرى سحبتُ الهوية
فُتِح فمي على وسعه حينما رأيتُ الإسم بداخله , هذه الهوية تحمل صورة ربيع و الإسم لغير ربيع
و ما الذي ظننتِه منهم وانتِ لم تتعرفي عليهم إلا عن طريق هزاع ولا أعتقد ان اشخاصًا اخيار سيأتون من طريقه
ابعدي ظن السوء يا شكران , مالذي ابعده كل شيءٍ قد اتضح
هم شركاءٌ معه بتجارة المخدرات مزورون لإثباتاتهم
و يبدو ان زوج ديانا و ابنه قد هبطا لأرض السعودية فقُتلا من قِبل ضابطٍ سعودي
هذا يفسر جزع و سخط ديانا عندما علمت بسفر زوجها اي ان ديانا كذبت علي بشأن اسمها
جلوسي بهذا المنزل سيضعني تحت مجهر الأمن
و سيزج بطفلي بالسجن مجرمًا لا يجيدُ حتى التناغي , هه مستقبلٌ جيدُ للغاية
لن أدعك يا طفلي تُحشر بهكذا اماكن لا تليقُ بطفلٍ صالحٍ مثلك
فلا ذنب لك كل الذنب على امك التي لن تُعطيك حقك مهما فعلت
استقرت اقدامي بالدور الثاني من المنزل وعلى صرخاتِ ديانا نظرتُ لباب الحُجرة المغلق
كنتُ سأوجه اقدامي حيث حُجرتي الا ان أُمومتي لم تسمح لي , أخاف ان يوقعوني بسوءِ أعمالهم لا خوفًا على نفسي بل والله ُ على طفلي
و قفتُ ملتصقة بجانب الباب متنصتة متجسسةً عليهم
قالت ديانا بصوتٍ منهار , مهزوم : لاه مش هسمحلك كدا ابني هيتغرب وانا وانتا
بإقناع : اهدي يا ديانا انتي عوزاهم يئبضوا علينا بالجرم المشهود احنا لازم نهرب أبل ما يوصلوا لينا هنسافر لكندا لعند اوين كم سنة كدا
و وئت ما تصير الئضية دي اديمة و ملهاش وجود ساعتها هنرجع لمصر و هنجلس بأرضها و محدش حيئدر يئرب لينا .
بشيءٍ من الإقتناع : ماشي بس شكران ايه حنئولها ؟
بذكاء : اكيد مش هنئولها اننا هنسافر علشان ما ننمسكش بس هنديها المفجأة الي كنتي عاوزة تعتيها ياها من اول و بالوئت دا احنا هنرب و هنسيب البيت فاضي
و لو فرضًا ادروا يقبضوا عليها وسألوها عننا هيا مش هتعرف تجاوب واحنا هنطلع بالحلاوة فكري يا ديانا دي الطريئة الوحيدة علشان ما ننمسكش .
بصوتٍ خافت : موافئة
و احاطت بي علامة الإستفهام تساؤلاً مالذي يقصدناه بالمفاجئة
مالذي ينويان فعله , هل سيوقعاني بفخ اعمالهم الدنيئة
هل هذه ديانا التي اهديتها ثقتي ؟


*


لم استطع ان انام الليل لشدة تفكيري و هلعي مما ينويانه
فما كان مني إلا وان اجمع اغراضي التي اغلبها هي ملكٌ لديانا وقد قدمتُه لي
حملتُ حقيبتي بيدي و قد كانت حقيبة صغيرة جدًا بقلة الاشياءِ داخلها
و بالتأكيد لم انسى اثبات هويتي و هاتفي
خرجتُ من الحُجرة وانا لا أدري اين سأقضي هذا الليل و لا منزل يأويني
و بهدوء نزلتُ درجات السلم حتى الدور الأرضي ومنه لخارج المنزل وذلك الحارس نائم لا يدري عن شيء
و تخبطتُ بالشوارع و دمعي بخدي و اشعر بأني سأموت من خوفي و هلعي بالرغم من ان معظم مراهقتي و ما فوقها قضيتُها بالليل
و نمتُ صباحها و لكني بهذه اللحظة اشعرُ بالوحدة , اشعر بالضعف و الهزيمة
هنالك مكانٌ وحيدٌ يأويني صدرُ أمي , و ضحكة اخواتي , شوارعٌ عتيقة
صوت مأذن الحي , طرقاتٌ ضيقة , بليله و كشري
أرضٌ احتضنتني حتى كبرت فصرتُ اخجل ان اعود لأرضي
و اقول لأمي قد تزوجتُ ممن احببتُ سرًا و هو ضابطٌ سعودي ممنوعٌ قانونيًا من الزواج مني
وكل هذا كذبٌ لا يتم لواقعي بصلة تزوجته فقط لأحمي الشرف بطريقةٍ سيئة
بدل الإعتراف بالحقيقة التي انا كنتُ السبب الأساسي بها
لو اني لم اتواجد بذلك المكان الموحش حينذاك لما حدث ما حدث و لو لتمني الماضي شركٌ اصغر
نفضتُ رأسي و لم يكن امامي خيارٌ غير هذا
توجهتُ لتلك الشوارع التي تعيشُ العتمة بالليل و الضجة بالصبح
دخلتُ لذلك المنزل مكسور الدرج مشروخ السقف متصدع الجدران
أخرجتُ المفتاح من حقيبتي و ادخلتُه بموضعه و انا اتخيل موقف امي حينما تعلم بالحقيقة
بل مالذي قد حصل لها حال غيابي هذه المدة الطويلة دون ان اطمئنها بشأني
أدرت المفتاح لكن الباب لم يُفتح , إرتسمت الغرابة بملامحي ما بال الباب لا يُفتح
طرقتُ الباب طرقاتٍ متتاليات فبهذا الوقت من المؤكد ان امي و اخواتي بسباتٍ عميق لن يستيقظن منه إلا على صوتِ المؤذنِ لصلاة الفجر
خير من النوم , فإذا بالباب يُفتح و تظهر من داخله امرأة بعمرها الربيعي تمسح على عينيها و من ثم وضعت يدها بخصرها و يدها الأخرى
تُمسك بحائط الباب نظرت إلي بتفصح من أعلى لأسفل فأرديتي لا تليقُ بمكانٍ عتيقٍ كهذا , كلها ماركة عالمية بالأصل هي اردية ديانا
بينما انا كنتُ ملتزمة بالصمت و عقلي بدأ يُحلل الأمور الباب لم يُفتح وظهرت من الداخل امرأة غريبة هذا يعني ان
قطعت وتيرة افكاري بصوتها المزمجر : عاوزة ايه يا ستي ؟
اشرتُ بإتجاهها وعيناي تبحثُ عن عائلتي تنكرُ الحقيقة التي برمجها عقلي : هو ده بيت المرحوم رضى ؟
حركت رأسها بفهم : اه هوا ده , بس هما خرجوا من البيت ده من اربعة ايام و ده البيت دلوقتي بتعنا
افترقت شفتاي عن بعضها و تشتت عيناي عن نقطة المنتصف و كل العالم حولي اصبح عنوانًا للسكون
ماذا يعني هذا ؟ , كيف لي ان اجدهم ؟ , و اين ذهبوا ؟ , اخواتي صغيرات غير قادرات على تحمل المسؤولية و امي عاجزة
و اسئلة كثيرة لا نهاية لها و لا حصرٌ لأعدادها , قاطعتني بنوعٍ من الضجر و العجلة : عاوزة خدمة تنية ؟ اصلو ورايا شغل كتير من صبحِ ربنا
ابحتُ بتساؤلٍ من بحر اسئلتي : طب بتعرفي هما وين راحوا ؟ و ليه خرجوا من البيت ده ؟
اجابت : خرجوا لانهم ما اعطوش للباشا الآجار بس ما اعرفش وينهم
أعطيتها ظهري و انا انوي نزول الدرج و ترى عيناي عتبة الدرج عتبتان , وعتبتاه بأربع
دوارٌ شديد , و حالةُ غثيانٍ أشعر بها
مددتُ يدي إلى الجدار اتمسك به و امشي بخطواتٍ بطيئة لأسفل
و دموعي شكلت غيومًا ضبابية لم اعرف بما اهتدي بطريقي فكل ما حولي متاهة نهايتها السقوط
جلستُ على احد العتبات و اسندتُ ظهري على الجدار وانا امسح بوجنتي الناعمة على تصدعاته الخشنة يمنةً و يسرة للأعلى و الأسفل
ليس لديهن هاتف , و ليس لدينا حتى اقارب هاهنا لنأوي إليهم ؟ اين تراهن قد ذهبن ؟
كان ذلك اليوم معتمًا كظلمةٍ يهواها خفاشٌ اسود , كانت كموجةٍ ذات سعةٍ عالية موجةٌ هادمة تكسر ما حولها لتكبر و هي تحمل معاها رفات القوم
لكني لم اكن اعلم ان القادم يحملُ اشد ما فطنته السنين الراحلة واليومِ التعيس .
سمعتُ صوت خطواتٍ تطرق الدرج , فتوكأتُ بيدي على عتبة الدرج وانا اتراجع بجسدي للخلف اقعدُ على درجة لأصعد الأخرى
و قلبي يضربُ بشدة خوفًا من كل شيء وبخاصة دهاليز العتمة هذه التي كنتُ ارقص بها و تتجمهر الشياطين فرحًا على رأسهم عدونا إبليس
فتكيد بالإنسان كيدًا إلى فعل الموبقاتِ ليلاً حيثُ ينزل الله إلى السماء الدنيا مناديًا هلموا عبادي اجيبُ الدعاء
فلا داعي و لا مُصلي بل راقصٌ و زاني و آخرٌ فاجر
و هذا الليل الذي قضيتُ كل مراهقتي بهِ أصبحتُ اليوم أهلعُ منه , أين انتِ يا شمسُ عني ؟
أين انت ِ يا امي عني ؟ أين اخواتي ؟ و اين ابي ؟ بت يا ابي بالقبر سنينًا و بدأ الزهايمر يأكل خلايا دماغي لتتراجع صورتك للوراء ولا مادةٌ مقاومة للنسيان
لم يبقى سوى عمي الطفلُ أو الشاب الذي ما تم زواجي بهزاعٍ إلا به ِ
إرتعد جسدي و ذلك مأمون الرجلُ المسن ذو العمامة البيضاء و الجلباب الزيتي حارس العُمارة منذ ان رأت عيناي الحياة , قال بصوتٍ حنون هامس : مالك يا بتي يا شكران بتعيطي ليه
فينك من زمان عن خواتك و ممتك عيطوا عليكي كتير و ما سبوش حتة ما دوروش فيها عليكي ايه اليي جرالك ؟
أمسكتُ بيده بشدة و وقفتُ على اقدامي بالدرجة التي تعلوه و برجاء : عمو وحياتك و ين ممتي وين خواتي
حرك رأسه يمنةًوبُسرة و بصوتٍ آسف : ممتك عند ربنا
ضيقتُ عيناي و بلا إستيعاب : معلش يا عمو ممكن تعيد اصلي ما فهمتش
وضع يده بكتفي هامسًا : ممتك ماتت يا بنتي و خواتك انا اعطتهم حضيرة عندي من زمان و خليتهم يناموا بيها اصل صحب العمارة عاوز الأجار و هما حاولوا يدفعوه بس ما ادروش
إبتسمتُ بسرور : بفتكر الحظيرة دي انتا اخدتيني ليها لما كنت بالإعدادي هروح دلوقتي للحظيرة و هشوف ماما وخواتي , انا عارفة انو ماما زعلانة علشاني اتأخرت عليها
بس انا دلوقتي هروحلها و اتأسفلها وهيا اكيد هتتفهمني شكرًا يا عمو مأمون لإنك ساعدتهم شكرًا ليك
قال يوقفني : استني يا بتي اصلك مش فاهمة حاقة
لكنني لم استمع له واخذتُ اقفز الدرجات بالدرجتين حتى وصلتُ للأسفل سأذهب للحظيرة و سأرى امي و دمعها بوجنتيها تنتظري مجيئي أو ستكون نائمة
وذهبتُ إلى حيثُ الحظيرةِ العتيقة التي لا حياةَ بها إلا حياةَ امي و اخواتي كما قال لي الحارسُ مأمونُ المسن
و كما الصغر رفعتُ كومة القش التي تقبع أمام الباب لأجد مفتاح بابِ الحظيرة
فتحتُه و كلي للشوق للأرواحِ بالداخل , فتحتُه و كلي أسفٌ لما اقترفتُه من اثمٍ بحقِ نفسي
أصدر الباب صوت صريره ليُظهر لي ما بجوفهِ ...




***

يومان مضت و انطوت و اتى هذا اليوم المنتظر , ستنزل المخدرات بهذا اليوم إلى مدينةِ جازان تحت مرأى الجمارك كما قال سمحي بكل ثقة
و ستمُر بسلام و لن تشم الكلاب تلك الرائحة ولن يكشف الجهاز الذكي عن المخدر المحشور في جوف الأحذية لأنهم بالأصل في نقطةٍ بعيدة عن مركزيةِ الجمارك و هدفهم
هذا هو الطريق السريع هنا على بعدٍ قصير تقبعُ سيارات الشرطة فهذا المكان المتوقع لنزول البضاعة
نظر للمرأة التي تقبع بجانبه و على شفتيه إبتسامة سخرية تبدو هذه المرأة خائفة اكثر مما يجب لا يهمُ هذا المهم ان تنزل البضاعة و ينال على رضى اوين ناتان
هنا بالمقعد الخلفي اكياسٌ متراكمة بداخلها أردية و احذية و بقعر الأحذية يقبع السم الذي يرمي بأبناءِ السعودية بالمصحات
و هنا على بعدٍ أقصر من القصير يقفُ رجالٌ ضد هذا السُم ِ القاتل
فتح نافذةَ المرأة بجانبه ليُثبت لسيارات الشرطة انهم عائلة , و من المتعارف ان سيارات الشرطة لا تبحثُ ولا تظنُ ظن سوءٍ بالعوائل المرتادة بالطرق


*


منذُ الفجر إلى حلول الظهر و انا وبقية السلك العسكري ننتظرُ هنا فهذا هو اليوم الذي تنزل فيهِ البضاعة
لقد كثفتُ المراقبة بشكلٍ كبيرٍ للغاية و إلى الآن لم تظهر أي سيارةٍ او شاحنةٍ مشبوهة
لن أدعهم يمرون بسلام لن اسمح لهذه المأسآة ان تعيد ذاتها تارةً أخرى

*

ستمرُ الشاحنة يا سمحي و سيمضي كل شيءٍ على ما يرام و كما خططت بكل الحذافير ثق بهذا يا سمحي

*

أشار لي احدُ الضباط ِ إلى شاحنةِ دواجن قائلاً : هنا فيه شي مشبوهه
إقتربتُ من الشاحنة التي جُنِبت على الطرف بينما يقفُ الضباط على الأطراف الأخرى ليسمحوا بمرور العوائل و غير ذلك يبحثون فيه
قربتُ الكلب من الشاحنة و انا أُحكم عليه بالحبال و أخذتُ أدور حول الشاحنة من كل الجهات إلا ان الكلب بقى صامتًا دون اي صوت
بينما احدُ الضباط أخرج سائق الشاحنة ليُمرر الجهاز الذكي على كامل جسده ولم يصدر أيةَ إشارة
أدرتُ رأسي للخلف وانا امسح العرق بجبيني و ألهثُ عطشًا , تحجرت عيناي على احد سياراتِ العوائل كانت النافذة مفتوحة من جهة المرأة
إلا ان الرجل الداكن اللون أثار الغرابة بداخلي
حرك الضابط الذي يقف امام سيارة العائلة يده ليسمح للسيارة بالمرور
و بذات الوقتُ رفعتُ اللاسيلكي لأعطي انذارًا : السيارة الزرقا و قوفها , سيارة العائلة مشبوههة
فإذا بالضابط يشيرُ بيده بمعنى توقف
و جميع الطاقم العسكري نظر لفعلتي بريب
اقتربتُ من السيارة لأتأكد مما رأيت فإذا برجلٍ آخر غير سمحي
أشرتُ للسيارة ان تمضي لدربها
و لحِقتها سيارةٌ من ورائها تمامًا فإذا بالكلب يُصدر صوتًا عاليًا
نظرتُ إلى الكلب بغرابة , وجميع الطاقم حمل ذات نظرتي
جنبنا السيارة الحمراء و التي كانت تحمل بداخلها عائلة مكونة من إمرأة و رجلٍ و طفلٍ صغير
تحدثتُ من نافذة المرأة قائلاً بأمر : لازم نفتش السيارة اطلعوا
حرك ذلك الرجل رأسه دون ان يعطيني و جهه
و هبط من السيارة
إبتعدتُ عن باب المرأة قليلاً لأسمح لها بالخروج و زاد نباحُ الكلب حالما خرجت
أتى ذلك الضابط المُكلف بتمرير الجهاز الذكي على الأجساد ليُمرره بجسدِ المرأة ولكن لم تظهر أية نتيجة على الجهاز
أعطيتُ الحبل للضابط قائلاً : جربه بالرجال
أخذ الكلب مني و راح يحاول بالرجل ولكن الكلب لم يظهر اي صوت
إذًا ماذا بالمرأة فالجهازُ الذكي يكشف عن المخدرات حتى وان كانت مخبأة برحمها , فلماذا الكلبُ ينبح و الجهازُ لا يكشفُ عن شيءٍ مريب !
عقدتُ حاجبي و قد استنتجتُ ان الجهاز الذكي به ِ عُطلٌ ما , فأمسكتُ باللاسلكي قائلاً : طلب جهاز ذكي ثاني , طلب جهاز ذكي ثاني
دقائقٌ معدودة و لربما دقيقتان حتى اتى أحدُ العساكر ومعه جهازٌ آخر مررته على جسدِ المرأة و بذات ردة فعلِ الجهاز السابق لم يصدر اي صوتٍ او اشارة !
هل الأمرُ كما اظن ؟
امرتُ الضابط الذي امامي بعجلة : انتبه عليها
بينما اقتربتُ من السيارة و فتحتُ الباب الخلفي وانا ابتسم للطفل بعجلةٍ أكبر لأوقف من توتره و هلعه و بذات الوقت ابحث بالسيارة بكل راحتي
بينما سمعتُ صوت ذلك الرجل الذي إلى الآن لم ارى و جهه فلازال يُعطيني ظهره قائلاً : عيلة و طالعة تسافر و تبغى تعطي اهلها هدايا اظن مافي شي يشككم فينا
لم اهتم و اخرجتُ الطفل من داخل السيارة و دخلت كان يوجد ثلاثةُ اكياسٍ بيضاء فتحتُ احد الأكياس لأجد ارديةً جديدة و آخر به احذية و الثالثُ حقائب و لا شيء يدعو للريب
أخذتُ أبعث بداخل السيارة من كل الاتجاهات فلم اجد اي دليلٍ ضدهم
حسنًا انا متأكد ان الكلب لم ينبح هباءً إما إشتم رائحة المخدرات او هنالك احتمال انه قد اشتم رائحة الادرينالين الذي يُفرز حينما يخافُ الإنسان و لا يُشمُ هذا الرائحة الا الحيوانات
و قد دُربت الكلاب البوليسية على اشتمام المخدرات و الخوف و النباح حال شمهما
قد تكون حدثت ما بين الرجل و زوجته مشاجرة مما أدى إلى خوف المرأةِ منه و الكلب حال إشتمامه لخوفها نبح
و اكون بفعلتي هذه اسأتُ الظن بهم , خرجتُ من السيارة و و ضعتُ يدي على أعلاها و انا اقول للضابط الذي يقفُ امام الرجل : خليـ
استوقفني حديثُ احد الضباط مع الطفل قائلاً له : تحب بابا ؟
و طال صمتُ الطفل و عيناه مثبتة بإتجاه امه التي أومأت برأسها فإذا بهِ يقول للرجل : ايوا
و كأنه مسيرٌ لا مخير , عقدتُ حاجبي لغرابة الموقف البسيط الذي لم يستمر إلا لثواني معدودة كانت كفيلة لزرع الشك بداخلي فهذه القضية قد طالت اكثر مما ينبغي
و هذا ولد بدواخلي الشك و الأفكار اللامتناهية حتى خارج نطاق عملي كنقيب
انخفضتُ بجسدي للأرض مناديًا للطفل : تعال يا حلو
بينما قال ذاك الضابطُ للطفل : روح عند عمو الكاسر بيعطيك حلاوة
لكن الطفل لم يقترب و كأنه خائفٌ مني بسبب الإبتسامة العجولة التي اعطيتهُ إياها بداخل السيارة
إبتسمتُ بتودد : باخذك للبقالة تعال
و ذاك الضابط اخذ يهزُ رأسه ليقنع الطفل
ألقيتُ نظرة لتلك المرأة لأجد عيناها ثابتة على الطفل بتركيزٍ تام , وبعد مدة نطقت قائلة : هوا يخاف من الناس الأغراب خلاص خلوه عشان ما يبكي
حركتُ بؤبؤتا عيني إلى الطفل لأختبرهُ قائلاً : ايش اسم ماما ؟
فقال الطفلُ متجاوبًا , بسانٍ بطيءٍ في النطق : ماما اسمها فطومة
إبتسمتُ له لأفسح لهُ المجال بالتعرف علي عن القرب : طيب ايش اسم بابا ؟
صمت الطفل للحظات و ثبت انظاره على والدته فاطمة , ولكني تقدمتُ بخطواتي إلى الطفل حتى احتضنته مباغتة
حتى لا يستطيع رؤية والدته التي قد استنتجتُ انها تُجبره على ما ينطق , اعدتُ سؤالي بصوتٍ حنون : يلا يالبطل قولي ايش اسم بابا ؟
صمت الطفل لحظات حتى أدخل الطبقة العلوية من شفتيه لداخل فمه فما برزت إلى الطبقة السفلى و قال بلادراية : ما اعرف اول ماما قالت بابا راح السما
و بعدينا امس جابت بابا ثاني هو ذاك
و اخذ يشير إلى ذلك الرجل المزعوم بكونهِ آباه
حسنًا ايها الطفل انت مربط الفرس و نقطةُ الضعف الذي لم يضعوك بصوب اعينهم
بقي ان أرى وجه الرجل للتتأكد ظنوني حينها سيكون الحسابُ عسيرًا
تقدمتُ الرجل لأراه فإذا بي اصدم قد خابت كل توقعتي توقعته سمحي
ضربتُ أعلى السيارة بغضبٍ جامح ولم يبقى لي سوى الكلب البوليسي سأجعله يبحثُ بداخل السيارة وان لم يجد شيئًا سندعهم يرحلون رغم اني
لستُ مقتنعًا بأفعالهم المشبوهة
أخذتُ الكلب المشدود على أحد العواميد و سحبتُه بطوقه إلى حيثُ السيارة جعلتُه يشتم امامها
ومن ثم جانبها من جهة الرجل
و اخيرًا الجانب الذي بجهة المرأة فإذا به ينبحُ من جهة الباب
أخرجتُ ذلك اليس فهو الشي الوحيد الذي يشغل خليفة السيارة
و بالرغم من اني بحثتُ بداخله فلم اجد ما يهم الا ان الحرص واجب مهما يكن
أعطيتُه كيس الأردية و من ثم الأحذية فإذا به يقبض على احد الأحذية بأسنانه الحادة
سحبتُ الحذاء من بين اسنانه و بحثتُ بداخله فلم أجد شيئًا , رفعتُ الطبقة العلوية من الحذاء والتي تحمل اسم الشركة لتظهر الطبقة البيضاء من تحته فارغة لا تحوي الضالة
نظرتُ إلى الحذاء لبرهة و من ثم اخرجتُ ميدالية مفاتيحٍ من جيب بنطالي مررتُ المفتاح ما بين الطبقة العلوية للحذاء و ما اسفلها
بكل قوة عدة مراتٍ و كراتٍ متتالية حتى انقشع الجزء العلوي عن اسفله
فظهر المراد كيسٌ شفاف يحمل بوردة قاتلة لأبناءِ الوطن
تنهدتُ وانا أردد بسعادة : الحمدلله , الحمدلله يا رب
و اجتمع من حولي الطاقم العسكري و على ايديهم واقي بلاستيكي حتى تكون البصمات واضحة شاهدةً ضدهم لا علينا
بينما انا سحبتُ ذلك الكلب من طوقه لإطعمهُ و عندما مررنا بخلفية السيارة عاد لينبح عقد حاجبي و امسكتُ باللاسلكي موجهًا حديثي لجميع الطاقم : خذوهم للأمن , و خذوا الكيس المشبوهه , خذوهم للأمن و خذوا الكيس المشبوهة
السيارة انا بتولى امرها و بعدها برسلها للشركة الخاصة فيها , انتهى .
وضعتُ يدي فوق كتف الرجل الذي ظننتُه سمحي و لكني اكتشفتُ انه ليس بسمحي ولكني على يقينٍ أنه يعرفه و على علاقةٍ وطيدةٍ به ِ, قلتُ به بإبتسامةٍ ساخرة : ورانا كلام طويل يا جبان وبهالكلام بتقول من هو سمحي ومن وين تنزلون هالسم
كنتم خصم صعب و تأكد انه ابناء وطنك اصعب و اصعب و اسمى غاية لهم يحققون العدالة و يرمون بأشباهكم في السجون او عند الجلاد للحد , دورلك على مبررات لوقت ما يبدأ التحقيق وانا بنفسي بحقق معاك
اعطيتُ الكلب للضابط قائلاً : خذ اكله يستاهل و انا بوقف معاه لين يجهزون السيارات .
و تم الإمساك بطرف الخيط على أرضِ جازان .




***

في يومٍ ذهبتُ إلى حيثُ الجدران البيضاء و اللحاف الأبيض , رائحةُ المعقمات إلى مكانٍ لا أحب اللجوء إليه و لجأتُ إليه رغمًا عن انفي و بقيت حياتي كُلها ذكرى فيهِ
إلى يومٍ قبل أحد عشر سنة , إلى يومٍ كنتُ أثقُ أن برآءتي ستظهر بهِ و كان الموتُ حليف ثقتي الكثيفة
و اليوم انا أدخله بتمام الساعة الثانية ظهرًا , بكامل إرداتي و انا اعلم بأن براءتي يُحال ان تظهر بهذه البقعة التي تركتني جريحة حرب معن
أجلسُ أمام الطبيبة التي قد أجرت الفحص كما قد طلبتُ منها , بهدوء تام : عرفتي كم يا دكتورة ؟
بذات هدوئي : آه , انتِ اول مرة اتعرضتي فيها للجنس كانت من مدة طويلة اوي , انا مش بئدرتي اديكي عدد السنين لكن حئربهالك يمكن كدا ابل خمسة وعشرين سنة وانتي
اولتيلي ابل الفحص انو عندك اربعة وتلاتين سنة يعني كان عندك تسعة سنين وده التئدير مش اكيد لكنو هوا ائرب تئدير ممكن ادهوليك
بلا إستيعاب : عفوًا , بس يعني كنت طفلة ؟
اجابت : آه كنتِ صغننة اوي , ماتزعليش مني يا ستي بس انا مابستوعبش الناس الي بتجوز بنتها بده العمر , هسألك سؤال ازا ممكن يعني انتي ليه بتسألي عن المدة فيه ايه بتهمك ؟
إبتسمتُ وكدتُ أشهق لسعادتي و فرحتي : يعني كنت طفلة يا دكتورة يعني ما كنت افهم في هالمواضيع الحمدلله يا ربي الحمدلله
نظرت إلي بغرابة و يبدو انها قد شعرت بأني لا أريد الإيجاب عن اسألتها فإبتسمت لي بصمت
بينما انا شكرتها من دواخلي قائلة : الله يفرج همك مثل ما فرجتي همي ما تصدقين هالكلمتين الي قلتها وش كثر رسمت آمال بعيوني
و خرجتُ من حجرتها الطبية بعدما طلبتُ منها كتابة ما قالته على ورقة لتثبت جزءًا من براءتي التي انا متأكدة ان معن لو رآها لما اهتم
و انما سيقول انني حتى وبطفولتي ***** لكن يكفيني ان داخلي قد تجددت ان جرحي قد برىء
هل حديثُ الطبيبة هذا يعني اني قد تعرضتُ للإغتصاب بصغري ؟! , ولكن لو كان الأمر هكذا لتأزمت نفسي بذاك الوقت و هذا
و لم اكن لأقبل بمعشر الشباب ولكني لا أعاني بهذا الشأن بتاتًا , و المعضلة بالأمر ان هذه الطبيبة ايضًا قد اثبتت انني فقدتُ براءتي بالإيلاج
فقد أسلفت بحديثها معي ان شق الإيلاج يختلف تمامًا عن الأسباب الأخرى التي قد تسلب عذرية الفتاة بلا ذنبٍ منها , وقد اكدت اني خُلقت بغشاء البكارة
فهنالك من يُخلق من دونه , اذًا ما الذي حدث ؟
يا تراه لو ان امي وابي مازالا على قيد الحياة كانت براءتي ستظهر على ألسنتهم ؟
أهل يعلمون بحقيقتي التي عجزتُ أن افسرها لأُثبتها لمعن ؟!
الحمدلله اني قد جئتُ لهنا , ما جئتُ لهنا إلا لأني قد علمتُ حديثًا ان الأطباء بإستطاعتهم تحديد عدد الأعوام
و جئتُ لأعلم كم عامًا قد مضى على ما مضى و صار
و فوجئتُ بأن ما مضى جزءٌ من براءتي التي انا متأكدة انها ستظهر في يومٍ ما حينما لا ينفعك الندم يا معن .



***
على الساعة الثانية و النصف ظهرًا , كانت تجلسُ بأرجوحة حديقة المنزل و الحُر شديد و الهواءُ متشبعٌ بالبخار , لتسترخي الحُمرة بوجنتيها , و تُفرز غُددها سائلاً يُسمى عرق
و بكل هذه السلبيات هي ما كانت هُنا , كانت بعيدًا عن هذا المكان و الزمان
بعيدًا عن هذا القرن الحادي و العشرين إلى ما بعده
جلستُ بجانبها على الأرجوحة و أخذتُ انظر إليها , لكنها لم تلتفت لي و كأني من الجآن لا تسطتيعُ رؤيتي
مددتُ يدي إلى شعرها الكستنائي و وضعته على كتفها تشبثت عيناي بحروقٍ على رقبتها
حركتُ أصابعي على الحروق وانا أستشعرُ حرارتها لشدة حبي لها , ربيبتي كيف حُرقتي و متى ؟
بهمس : انهار بنتي وش ذي الحروق ؟ , وش سببها ؟
إنتفض جسدها و هي تغطي بشعرها ظهرها و قد بدى انها بالفعل لم تشعر بوجودي إلا بهذا الحين
و بتوترٍ بزغ على ملامحها : ما في شي يا عمي حُرق بسيط لا تقول لأمي لو سمحت عشان ما تخاف عليا و تخلي من الحبة قبة انا مافيني الا كل خير
بتساؤل و خوفٍ على حالها الغريبة : ومن وش هالحروق ؟
إزدردت ريقها و حولت عيناها بعيدًا عني , و هي تقوم من الأرجوحة و تعطيني ظهرها قائلة : موضوع تافهه يا عمي
بإندفاع : و كل تافهه يخصك يهمني اعرفه
إستدرات بإتجاهي تارةً أخرى و بشيءٍ من الإستهزاء و أنواعٍ من الإشمئزاز و اللاقبول : كيف عقلك وصل لهالإنحطاط يا عمي , عيب والله الي تسويه لو امي دريت وش بيصير عليها
و هي الي اكرمتك وانقذتك من عز الفقر , حتى هوية واسم ما كان عندك و لا تنكر حُبك لي انا فهمت كل حاجة .
و اعطتني ظهرها تمشي لداخل المنزل
و لم استطع ان انطق ببنس شفة بعد حديثها هذا
و لكن ما سببُ تلك الحروق , أهو بالفعل أمرٌ بسيط ؟ , ام انها معضلة كبيرة ؟
لو كان امرًا بسيطًا لإعترفت بهِ و لكن هنالك شيءٌ ما تخبأهُ انهار منذُ يوم مبيتها عند صديقتها " نوال " .

***
حملتُ حقيبتي بتمام الساعة الثالثة قُرابة العصر , و توجهتُ للباب فإذا بهِ يُفتح من الخارج ليدخل ناجي الذي عقد حاجبه ما أن شاهدني بعباءتي : وين رايحة ؟
إبتسمتُ له , و اقتربتُ منه وانا ألثمه بخده : المعهد اشبك حبيبي نسيت اني بطلت اروح الصبح
ضرب جبينه , بتذكر : اووه صح والله نسيت
تحولت ملامحه لإبتسامة خبثٍ لم أعرف معناها إلا حينما أصبحتُ زوجته بالوطء
بإعتراض : نـااااااااااااااااجي
امسك بيدي بين يديه قائلاً : تحبين المعهد اكثر ولا انا
عضضتُ شفتي السُفلية بأسناني لأسجن ابتسامتي المستمتعة : طبعًا المعهد
وضع يده على دقني ليرفع رأسي و ينظر لزوج عيناي : هممم بس انا ما احب معهدك , ياخي ضارب مشوار من المستشفى لهنا عشان اتغدا تقومي تطرديني كذا
حركتُ أصابعي بأزارير قميصه و بدلال : اجل روح اتغدى محد ماسكك حبيبي
حوط وجنتي بكلتا يديه و عينيه تنتقل بملامحي : يدلع علينا الحلو و عاجبنا دلاله لكن لا يقسى علينا والله اني فاقد التركيز بكل شي
قاطعته وانا ابعد يديه عن خدي و ابتعدُ قليلاً عنه و بذات الدلال : والسبب ؟
حوط خاصرتي و جرني لصدره , ألصق خده بخدي وهو يهمس : انتِ و انتِ و انتِ , أحبك قارورتي احبك بجنون كنت اظن حُبنا هو الجحيم بحد ذاته
بس طلع جنات النعيم , انتِ احلى ما حصل لي بحياتي انتِ نتيجة صبري على مصاعبي .
إبتسمتُ براحة , ما اعظم السعادة التي أشعرُ بها .

***
ما ان اجلس بمكان حتى يختفي الجميع عن المكان و كأني فيروس مُعدي و بكتيريا ضارة , وطفيلي أضر لأستفيد
أصبحتُ أشعرُ بالغيضِ و الحنقِ اتجاههم , رأيتُ أمي وهي تخرج من المطبخ متجهه لخارج القصر
فلحقتُها قائلة برجاء : يمه
وقفت بمكانها دون ان تلتفت لي , فتقدمتُ بخطواتي حتى اصبحتُ أمامها مباشرةً , عانقتُ يدها قبلتُها و جذبتها لصدري
فإذا بها تحاول جذب يدها مني دون ان تدعني اسمع صوتها
بترجي : يمه لا تزعلي مني يا يمه والله لو تزعل الدنيا كلها علي اتحمل لكن زعلك يا يمه يوجع قلبي , " لثمتُ يدها ودموعي تكمل مسيرتها فوق عروقها الخضراء " : يمه قولي سامحتك يمه ريحي قلبي
بجمود : يومني احاكيك لا ترضين به زوج , قفيتي عن حكيي و رضيتي به و هاليوم جايتن تريدين الرضاوة لا ماني براضيتن عليك يالمارسة
أحتضنتُ يدها لصدري أكثر , و اعتلى صوتي ليصير بكاءً من بعد نحيب و بصوتٍ أجش : يمـ...ـه والله آسفة سامحيني يا يمه
سحبت يدها بقوةٍ من بين يدي و مشت بإتجاه الباب
رحلت وتركتني و كله بسبب ركاض و أبي ظانع
انتقمتُ من ركاض بأبيه فإنتقمتُ من ذاتي و هديته للحق
و إن لم اشرع بالإنتقام لزوجني أبي ظانع بعبدالقوي إكراهًا بكلتا الحالتين انا زوجةً للدردبيس
منذ ان تزوجته لهذا اليوم لم أُعجب بشيءٍ به إطلاقًا , إلا حضنه أشعرُ انه مأمني و مكاني الخاص
نبضاتُ قلبه تهدأُ من أكوامي فزعي و من اطنان غيضي
لا أدري حتى صوته حينما يأتي حنونًا يقشعر بدني بسماعه و تطمئنُ نفسي لحنانه
ما اعرفه اني لا أشعر بالأمان إلا عنده !
و لا أبغضُ بأرض الله إلا هو و ركاض ٌ و أبي !
و على رنين هاتفي خرجتُ من دوامةِ افكاري المبعثرة و اللانهائية
أخرجتُ الهاتف من جيب بنطالي
تجهمت ملامحي و الشاشةُ تضيءُ بإسمه " أبي "
لا اعتقدُ ان شخصًا يُبغض أباه بقدر ما ابغضُ أبي
ما الأبوة التي يدعيها حينما يرمي فرح إبنته في المنفى فقط لسعادة نفسه بأموالٍ زائلة !
وضعتُ الهاتف على الصامت , فليتصل حتى يصيبه الملل لن أرد عليه
يريدُ مني ان أطلب مالاً من عبدالقوي و قبل يوم قد طلبتُ منه
سيبعث الشك بقلب عبدالقوي بتصرفاته
وانا لن اضع الشك بقلبه سأُكمل حياتي معه كما بدأتها
فأمثالي لا مستقبل لهم
كما اني اصبحتُ لا أنام إلا بصدره لو ابعدُ عنه مقدار شبرٍ لجن جنوني و قامت شياطيني و صُفدت اخلاقياتي .


***
طرقتُ الباب حتى أذن لي و دخلت
و حينما وقعت عيناه علي , إرتسمت على ملامحه علامات التعجب و اللاتصديق
فأنا لا أدخل حجرتُه و لا مكتبه مهما كان الأمر لأني و بمختصر العبارة لا أطيق خالي واعلم بكل نواياه السوداء
ألقيتُ التحية فردها كاملة و أردف : حياك يابنيتي عُطرة جلسي
جلستُ على الكرسي المقابل له , و بمقدمة لحديثي : جايتك بشي مهم
بإهتمام : سامعن لك
بثبات : ابغى ولدك معن يطلقني او ارفع دعوة خلع لأنه مو راضي يطلقني و لا ينطق بالخلع و ارد له مهره و ارتاح منه .

***
لم أشعر بطعم الحياة إلا بقرب معزوفتي
وعلى الرغم من صعوبة هذه الأيام و فُراق أبي و أمي
إلا ان معزوفتي قد جعلتها أفضل ايام عمري
و التي من المُحال ان انساها مهما حصل
فتحتُ باب القصر لأخرج فإذا برجلان من البودي قارد يقفان بجانب رجلٍ من الأمن !
بتساؤل : خير يا اخوي ؟
أجاب بدبلوماسية : الأخت هوازن مطلوبة بالأمن .


***

إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $



 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 08-03-15, 05:46 PM   المشاركة رقم: 257
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,029
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل السادس والعشرون

 

رائعة جدا جدا

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar   رد مع اقتباس
قديم 09-03-15, 04:03 PM   المشاركة رقم: 258
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اريج الحرف



البيانات
التسجيل: Jan 2011
العضوية: 212644
المشاركات: 2,017
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيمفونية الحنين عضو متالقسيمفونية الحنين عضو متالقسيمفونية الحنين عضو متالقسيمفونية الحنين عضو متالقسيمفونية الحنين عضو متالقسيمفونية الحنين عضو متالقسيمفونية الحنين عضو متالقسيمفونية الحنين عضو متالقسيمفونية الحنين عضو متالقسيمفونية الحنين عضو متالقسيمفونية الحنين عضو متالق
نقاط التقييم: 3446

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيمفونية الحنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل السادس والعشرون

 

يسلمووووووووووووووو على البارت

 
 

 

عرض البوم صور سيمفونية الحنين   رد مع اقتباس
قديم 09-03-15, 05:10 PM   المشاركة رقم: 259
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 207729
المشاركات: 207
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الوجووود عضو على طريق الابداعهمس الوجووود عضو على طريق الابداعهمس الوجووود عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 209

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الوجووود غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل السادس والعشرون

 

السلام عليكم ورحمة الله
تسلمي على احلى بارت ربي يسعدك ولا يحرمنا من طلتك
البااررت فيه الكثييير من المفاجآت والقفله ألييمه الله يصبرنا
لحد ماينزل البارت الجديد 😩😞

 
 

 

عرض البوم صور همس الوجووود   رد مع اقتباس
قديم 10-03-15, 06:59 PM   المشاركة رقم: 260
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 7754
المشاركات: 148
الجنس أنثى
معدل التقييم: وردة شقى عضو على طريق الابداعوردة شقى عضو على طريق الابداعوردة شقى عضو على طريق الابداعوردة شقى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 322

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وردة شقى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل السادس والعشرون

 




مساء النور ..


هزاع و مرته
صدمة انكشاف سر
ناس ارتاح الانسان لهم
وظن طيبتهم ..
هزاع و رجع للسعوديه
هل فعلا بايع لوطنه
ولا يلعب عليهم و له
ويه ثاني مرتبط
بالماضي .؟!





هوازن
طيحه كبيره
و كسرة ظهر يوم انطلبت من الامن
بس ليش ؟!
اكيد مدبسينها بمصيبه
ينتقمون فيها من كاسر
الي احبط شغلهم
و عرفوا دربهم عدل ..





مارسه
كل شي و له ثمن
و اعظم الاثمان اثمان الغلط ..





معن
و بدت رحلة
يديده من عطره
هل بتحارب
ولا بتنهي الموضوع بهدوء ؟!
اكيد بحارب ..





انهار
ممكن عمها
اهو ابوها المفقود
و شي طبيعي هالعاطفه
الي يحسها صوبها
بس فقدان الذاكره
و الي صار له مضيعه
غير انها ببالها انها مع امها
ما تدري بحقيقتها ..




دمت بود

 
 

 

عرض البوم صور وردة شقى   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجحيم, انتقام, اكشن, بوليسي, بقلمي, غموض, عجوز
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195054.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-04-16 12:17 PM
Untitled document This thread Refback 09-04-15 05:57 AM


الساعة الآن 03:50 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية