كاتب الموضوع :
الشجية
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حيزبون الجحيم / بقلمي
يناديك فهو قريب
و أنت بعيد
يقول لك توبة
فتقول له ملذة
يقول لك لا تتبع شهوة
فتقول له الدنيا باقية
فيقول لك لا والرب انها لا زائلة
فتقول له اما تحب التسلية
فيقول لك انتبه فالموت غفلة
قال تعالى : ( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) .
حسنـاً
أتدرك المصير ؟
نعم أدرك
هل تؤمن بذلك ؟
نعم أؤمن
إذاً لم تبكِ ؟
لا بد أن أبكي
أما تعلم بأنه عذاب له ؟
نعم أعلم
أما تعلم بقوله عزوجل : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) .
عليك ان تعيها بحرفها الموت حق
كلنا نذوق الموت
الا الرب
الحي القيوم
الجحيـــم
( 4 )
** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **
أمسكت بيدها اليسرى و هي تحاول أن تخفي خوفها وتوترها لئلا تزرع بقلبها الخوف : عاوزة أأولك حاجة ياجميلة
بلامبالاة وهي ترتشف عصير برتقال : ماتوئلي يا ياسمين
مسحت وجهها بيدها اليسرى بتوتر وهي تشتت نظراتها بالأرجاء : اختك
غصت ليخرج بضعاً من العصير من انفها وآخر من ثغرها وضعت يدها موضع ثغرها و هي تحمحم ليعتدل صوتها : لا تكون عيانة ده المرض زاد بيها
شدت من مسكتها لها تحاول بث الطمأنينة لها والتدرج في نقل الخبر : انتي بتعرفي انو
قطعت حديثها و هي تضغط على اسنانها بشدة لتصبير نفسها : ماتوئلي بئى بسرعة
أغمضت عيناها بخوف مما سيحدث رفعت لسانها لأعلى لتخرج تلك الكلمات الثقيلة : عندها سرطان بالـ...دم
و كأن الزمان قد توقف لا ترى شيئاً ولا تعي شيئاً زوجها و طفلها والآن اختها
أتلوم الدهر وهي تعلم بأنه لا يملك من أمره شيئاً
أتلوم القدر وهي تعلم بأن ملامته بالمحن والمصائب جائزة وبذات الوقت تدرك بأنه ايضاً لا يملك من أمره شيئاً
أم هل تجزع وتبكي ؟
او لنسيان النصيب الأكبر لا والرب ليس هذا او ذاك بل إنه سبحانه إذا احب عبداً إبتلاه
وهل جزاء الحب بلاء ! نعم انه اختبار من الرب
أحست بها فحتضنتها وهي تقول بحكمة : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له )
ضحكت بين حزنها وهي تقول : الحمدلله يارب جت على كده لازم ألحىء اشوفها
إبتسمت لها بحب صادق .
************
أيخيل لي ما رأى بين هذه العتمة تلك إنارة ذاك سطوع قصر عرضه عرض قبيلتنا شامخ يغطي كاهل السماء
هل هذه هي الجنان ؟! أزهار بأسوارها يمنة نخيل يتدلى منه البلح يسرة أشجار عالية هل هذه حقيقة ؟
هل كان لك يا أبي هذا الكم الهائل من المال ؟! لم أتخيل لوهلة اني سأقطن بهذا مكان ؟
نظرتُ إلى اخواتي و أبناء خالي فإذا بالكاسر ساجداً للرب شكراً
و أختي هوزان يدها بالأعلى شكراً
و عمتي ساجدة يدها داخل خمارها كأن بها تمسح دمعاً
و أختي الصغرى عزوف رسمت بثغرها مبسماً
و معن عدوي ضاحكاً
و ركاض وناجي يتلاعبان امام القصر سروراً
وانا بالحبور اناظرهم
الحمدلله يارب كله بفضلك يا رحمن
نظرتُ إلى خالي أشد اعدائي إذا به لآمبالي
بالبطع ليست أول مرة يرى بها جمالاً باهراً كهذا
هل تفكر بأخذه يا خالي لا لن أدعك
هه أخذت ما أخذت مضت تسعة عشر سنة منذ أن رأينا جمال قصر أبينا ونعيمه الذي تركه خلفه قبل أن يهنأ به مضت تسعة عشر سنة منذ وفاتك أماه
منذ فقدانك أباه و حتى الآن لم نجدك هذا إذا ما كان جسدك قد تمرغ بالتراب الآن انا بالثالث والثلاثون من عمري أتحسر على ما فات
لم يكن بوسعي فعل شيء أمام جبروت خالي لقد دافعتُ كثيراً صرختُ حتى لم يعد للصراخ صوتاً بكيتُ حتى جف دمعي بطرف هدبي حاولتُ إقناعهن أخواتي ولم يقتنعن
وصفوني بسيئة الظن نعتوني بالجنون تركوني جريحة بلا يدٍ تساندها و تشد من إزرها
كنتُ بذاك اليوم سأوقفه عن أفكاره كنتُ على وشكِ اقناعهم بالحقيقة المُرة كنتُ طموحة فقتلني الطموح
في الثانية والعشرين من عمري بعد ثمان سنوات من إستقرارنا بمدينة جدة أقنعتُ أختي عُزرف الصغرى التي كانت آنذاك بالثامنة عشر من عمرها بأن خالي ماهو إلا إنسان كاذب
إنسان مخادع يرتدي قناع يصعب زواله و إثبات حقيقته الشنيعة إقتنعت لن أكذب عليكم و أقول لدي وسيلة خارقة بإقناعها لكن سأقول بأنها كانت تطمح بالجامعة و الدراسات العليا
و زوجها سيكون محط متاعب فهي لا ترى من نفسها إنسانة قادرة على تحمل المسؤولية و إصرار خالي آنذاك على زواجنا من أبنائه قد زرع بقلبها الشك و الريب
فوقفت بصفي بينما أختي هوازن لم تصدقنا البتة صحيح هي إنسانة شفافة للغاية واضحة جداً لكن بذات الوقت هي متيمة بحب الكاسر إبن خالي والذي سيكون من نصيبها فهو بترتيبها الثاني من ابناء خالي وهي الثانية من بيننا
سررتُ كثيراً بأختي عُزوف ولكن اضمحل الحبور بلحظة
أتذكر عدوي معن الذي قد بنى , دمر و هدم
بين ضوضاء وضجة المرور خمسة انفاس و أربعةاصوات متفاوتة صوت ضاحك و صوت غير راضي وصوت يتمرغ خجلاً وآخر يتغزل
قالت وهي تنظر إلى كتابها وتضحك بذات الوقت : ههههههههه كل ما أذكر اشكالنا قبل ثمنية سنين أحس فيني كمية ضحك عجيبة
شاركتها الضحك : ههههههههههه لا وانتِ حاجة ثانية يا عُزوف دوم منكشة ولاجينا نمشطلك بكيتي وهجيتي
ضربت على صدرها من فوق العباءة : الثقة يا حبيبتي الثقة
وأنا أقلب عيني من تحت نقابي وكأنها تراني : يا شينك بس لا إستغبيتي
تكلمت بعد أن رفعت عينها عن الكتاب : سيد معن ايش رايك بأشكالنا قبل ثمنية سنين ومين أكثر فتنة مع إني عارفة الإجابة اني انا لكن ما علينا نسأل
إبتسم وهو ينظر لي من المرآة :ههههههه للأمانة اممم اذكركم كلكم شينات ومنكوشات ومبهذلات إلا " إزدادت نظراته دقة وكأنه بذلك يخترق نقابي ليراني " عُطرة أذكرها أحلى بنات القبيلة
بسطت يداها و رفعتها بعلامة " كش " و هي تتحدث باللهجة الكويتية : شنو وعوووووه عليك ذوق
أدار رأسه بإتجاهنا متجاهلاً كلامها : بنات انا بشتري من باسكن من تبغى معاي ؟
بحماس : انا أبغى بالتوفي ها لا تنسى
وجه نظراته حيث هوازن : وانتِ يا هوازن
إلتزمت هوازن بالصمت
إحترم صمتها و نظر إلى عُزوف : ايش تحب أختك
إقتربت من هوازن و وضعت أذنها بثغرها : ها يا مطوعة ياللي تستحي صوتها يطلع للرجال ايش تبغين يا ستي ؟
قالت لها بصوت غير مسموع شيئاً
إبتعدت عنها لتقول بصوت عال لمعن : هوازن تقول ما تبغى شي
إبتسم حتى اتسع شدقيه وبصوت هامس : وانتِ عطرة ايش تبغين
ما أن رفعتُ لساني حتى اتكلم
إذا به يقطع كلماتي و لازالت تلك ابتسامة تهز قلب أي أنثى بثغره لتظهر غمازة بخده الأيمن دون الأيسر : امم عطورة تحب ايس كريم شوكلت " غمز لي " مثلي
رفع اصابعه الخمس طوى الإبهام فقال : الوجبة المفضلة البيك " طوى السبابة " الشراب المفضل سفن " طوى الوسطى " الهواية قراءة الروايات وخصوصاً الرومانسية " طوى البنصر " اللون المفضل الأحمر
قطعت عليه عُزوف بضجر : ياااااخي فكنا قوم اشتري تراني منكدة من الكتاب ماني ناقصتك
ضحك حتى ظهرت جميع أسنانه بينما قلبي أخذ يضرب بشدة قصوى أخفض صوته : والبيت المفضل " لا تعجَبي من صباحٍ فيه فُرقتُنا بل اعجبي من مساءٍ فيه نتّحدُ "
غطستُ بالمقعد وقد أخفضت رأسي لأعلى و قلبي يكاد يخرج أغمضتُ عيني بشدة أُحاول إبعاد صوته احادث نفسي ما الذي تريده مني " يامعن "
خرج من المركبة و اضعاً النظارة الشمسية بعينيه يجُر خطواته حيث المحـل وأنا أنظر له حتى اختفى تماماً
مضى ذلك اليوم ولم يكن كأي يوم بل عشتُ بجلبة عارمة حاولتُ مكافتحها و بالفعل استطعت أبعدته عن تفكيري كلياً وكأن شيئاً لم يكن
أنا كنتُ أظن انه مضى وهو في الحقيقة لم يمضي بل زادت ضجته و تكابلت حولي الساعة الثانية عشر بمنتصف الليل كنتُ قابعة على الكرسي بالمطبخ
وأمامي عُزوف أختي تذاكر وتسامرني بذات الوقت دائماً أنا وهي نتسامر هاهنا بالمطبخ في حين أختي هوازن وبقية المنزل غارقين في النوم
أغلقت كتابها ونظرت إلي وانا أضحك لمواقفها المدرسية قالت : المهم بقولك سالفة ثانية مب تخليك تضحكين الا تفقصين من زود الضحك
وضعتُ يدي بقلبي و أنا أقول : آآآآآه ياربي عزوووووووف هههههههههههههههههههههههه انتِ هههههههههههه بموت
نظرت إلي بطرف عينها وهي تكتف يدها ناحية صدرها : هه سكنهم مساكنهم يارب صبرك يارحيم المهم اسمعي أنا كنت جالسة مع شلتي بآخر الفصل وطبعاً محششين ضحك
بذيك اللحظة طالعت فيني ليان صحبتي وهي تقولي عزوف يلا نضحك عاد تعرفين انا من زود نكد الدراسة طول وقتي اضحك وطبعاً لنا وقت مخصص مثل ماقلتلك نضحك فيه فأول ما قالتلي وشفت عيونها كذا " أخذت تحول عينها "
جاتني ذيك الضحكة و قعدت أضحك واضحك دخلت أبلة الرياضيات الفصل على كلمتي وانا أقول لياااااااااااانوووووه و وجع بيجيني الطلق في ذمتك اذا مات البيبي
و الأبلة تعطيني ذيك النظرة الي كذا " أخذت ترسم نظرة استهزائية بعينيها " والبنات يضحكون
لم أستطع التحمل كالعادة وأخذت أضحك حاولتُ أن أمسك نفسي واكفها ولم استطع وتلك حلوى " الكولا " تقف بحلقي تأبى النزول او الطلوع أحمر وجهي وأنا أضرب الطاولة لتتصرف عُزوف
إتسعت عينا عُزوف وهي جامدة بمكانها
أحسستُ أني أختنق شيئاً فشيئاً
ضعفتُ ضرابتي على الطاولة
بينما هي إستوعبت و وقفت متجهه نحوي والخوف ملأ عينيها ضربتني بظهري بقوة ضرباتٍ متتالياتٍ متلاحقات
صرخت : عُطـــــــــرة
صوت ملأ المكان بهيبته بحضوره : بعــــدي يا عُزوف كذا بتخنقينها
إبتعدت عني و أنا أُحسس بأن أجلي قد إقترب
ضربني بظهري بطريقة مدروسة يتوقف قليلاً فيعيد الضربة تارة أخرى حتى بدأتُ أتنفس بإنتظام
قال لعُزوف : جيبي كاسة موية بسرعة
تحركت عُزوف إلى الثلاجة بالمبطخ الواسع بينما هو وضع ثغره بأذني هامساً : قلبها نبضي وزفرتها شهيقي وروحها فيني وروحي في جسدها
إختفى عن المكان بخطوات خفيفة وانا وجهي أخذ يحترق تدريجياً وضعتُ يدي بوجنتي أتحسس حرارتها ومن ثم وضعتها بقلبي أغمضتُ عيني وأخذتُ نفساً عميقاً
لكزتني عُزوف بكتفي وهي تقول : هيه انتِ خذي الكاسة يلا فيني نوم و وراي مدرسة
أخذتُ الكأس وأنا بأعلى طبقات الخجل والحيرة
حينذاك شعرتُ أني انثى بذاك اليوم شعرتُ أن هناك من يفتتن بي منذ أن رحلنا من قبيلتنا وأنا جُم مشاغلي سعادة اخواتي ليس إلا
و قتذاك جعلني أشعر أني ذات قيمة ان هناك من يهتم بي جعلني أشعر بالحنان الذي فقدته منذ رحيل أمي وفقدان أبي جعل قلبي يضرب و أنفاسي تضطرب محاكية استجابتي لوتيرة الغزل
التي تلقيتها بذاك اليوم فتح أول أقفال قلبي إنجلى شيءٌ من حقدي
كنت آنذاك واثقاً من نفسك كثيراً يا معن حطمت ثقتك حصون بنيتها منذ طفولتي خيوط العناكب بخلجاتي زرعت أنت بداخلها سلسبيلاً أنت وحدك من تستطيع عبوره
حقاً أنا حمقاء بلهاء رخيصة المعدن كما كنت تقول ولا زلت تقول إلى هذا الحين
إلى هذا اليوم الذي أصبحتُ به أنعت الحب كنت أتساءل ما الذي فعلته بي ؟ أهو سحـر يا معن ؟ أم هل هو الحب بعينه
أتذكر كثيراً وأحاول مرواغة الماضي لكن ما أن أرى محياك حتى تنجلي مراوغاتي ولا أجدني إلا خاضعة للبكاء لستُ ذليلة إلى حد الخنوع لقدميك
لكن أيضاً لستُ قوية إلى حد النسيان
و للذكرياتي بقية
************
كل جمعة من الساعة الرابعة عصراً حتى غروب الشمس نجلس معاً بأحد المجالس الفاخرة نجلس قبال بعض
نعتبر هذه الجلسة جماعية بي أنا و أخواتي لكن لم تكن كما يجب أن تكون لا نتبادل أطراف الحديث , لا نتابع التلفاز , لا نأكل
فقط نجلس وكلٌ منا يذهب بخياله بعيداً حيث يشاء و كأننا لا نجد الوقت الكافي للتذكر إلا مساء يوم الجمعة قبل إحدى عشر سنة
عندما كنتُ في الثامنة عشر من عمري آخر سنة لي بالمدرسة التي كانت من أهم أولوياتي التي كنتُ أراها أشد مصاعبي كنتُ طموحة للغاية
أتمرد دائماً لأحصل على ما أريد وجُم ما أريد ولا أهتم لما يريدون كنتً أنانية و أيضاً أمتاز بمرح يسلب القلوب لأحصل على مطالبي
وبكل ما أوتيتُ من قوة اقناعية فشلت ! نعم فذلك هو خالي عبدالقوي لم يرق قلبه لي ولم يأبه لما أقول بل و جعلني أتقلب على أسياخ الجفاء
أتذوق شراب اللوعة لوعة الشوق و أتوغل بين تراتيل الحب السرمدي وأمتطي جواداً يبغضني يبعدني فيقتل كل قوة بداخلي
أتذكر يوماً كان قبل زواجنا بيومين أتذكره وكأنه حدث اليوم وكيف أتذكره وهو مغروس بالذاكرة كنتُ بحق كارهة الزواج كنتُ أعلم أن مستقبلي سيهدم أعلم بأنه ليس بمقدرتي
النجاح بمحطتي الزواج و الدراسة و لم يخيب ظني
جلستُ على الأرجوحة أعيدها للخلف فتُنكص أدراجها للأمام أضحك و قلبي يبكي تتطاير خصلات شعري السوداء بنسائم الهواء العليلة التي هبت بها و تنتفخ رئتي مابين شهيقٍ و زفير مثلج بالبرود
توقفت الأرجوحة عن الحراك بفعل فاعل كنتُ أعلم أنه آنذاك لم يكن أحد بالمنزل لذا قد نزلتُ إلى الحديقة دون حجاب كنتُ سأرجع أنظاري للخلف لأرى ماهية الشخص لكن كيف أرى وأنا قد عرفتُ ماهيته برائحة عطره الفتاكة كيف لا أعرفها وهي من تفتر قوتي
تكتم آهاتي و تلاعب جزيئات الغازات بصدري تحرقها فتدفئها , تشعلها فتنريها , تنريها لتقتلها لتكسرها لتعيش هي وتموت جزيئاتي
وصلني صوته الذي كنتُ أمقته فهو قاتل آحلامي آنذاك وحتى هذا الحين : ايش مجلسك هنا لحالك ما تخافين ؟ و كمان بالليل !
أدرت نظراتي إليه و غشاء سميك من الآمبالاة يغطيها : مالك دخل فيني لما تجمعنا غرفة وحدة ساعتها تفلسف عليا
نعم هذه أنا المتردة الذي أفتقدتها الآن هذه أنا التي بأمس الحاجة إليها تخليتُ عنكِ يا أنا
إبتسم ببهوت وهو يقول : شي واحد بس بفهمه ايش التكبرالي فيكِ هذا
قمتُ من الأرجوحة اعطيه ظهري و أرمي بشعري بعيداً عن عيني و أقول بذاك دلع آسر : يحق لــــيا
كنتُ أعلم بأن دلعي لا يقاوم مطلقاً كنتُ أريد قتله قبل أن يقتل أحلامي كانت لي مخططاتي التي رسمتها كثيراً إلى حين حفل الزفاف
قال ببرود لم أتوقعه مطلقاً فسقطتُ في القاع : ما فيكِ أي ملمح أنثوي لآفت يا عـــــزوف
مشى من جانبي ليتركني أتلمس ملامحي عيني أنفي و ثغري و أيضاً جسدي
أوهمتُ نفسي حينها بأنه كاذب وأن الإختلاق من ضريه واعتيادته بجميع أموره نعم هذا ما قلته و آمنتُ به بتلك اللحظة أنا أنثى كاملة واثقة من نفسي لن تكسرني يا " ناجي "
*
*
إنتهى هذا اليوم وتفكيري وشيئاً من القهر والحيرة لن ينتهي كان هذا اليوم لعمل النقش باليد و لبس رداء تراثي
نظرتُ إلى يدي المغلقة بذاك كيس شفاف أنتظر لحين تحمر " الحنا " تكلمتُ مع هوازن : الوحيدة الي راضية بالزواجة هوازن ما شاء الله
إبتسمت لي على استيحاء : حبيباتي الله يوفقكم يارب وبعدينا ترى انتوا مكبرين الموضوع والله وصدقوني حتتأقلمون على الوضع الزواج سنة الحياة و خالي والله ما يبغى غير مصلحتنا
نظرت إلينا عُطرة وهي تهف على يديها : اممم تبون الصراحة انا الحين راضية على الزواجة واحس بسعادة ماهي طبيعية
رمقتها بعيني و بنبرة سخرية : الله يرحم مين الي كان يصرخ وما يبغى أولاد خالي
لم ترد علي وكأنها لم تسمع
قمتُ من على الأرض والفكرة تزاولني ذهبتُ إلى المغاسل أفرك يدي حتى أغسل " الحنا " وما إن انتهيت حتى قلبت يدي أنظر لنقشها المرتب والذي يذكرني كثيراً بقبيلتنا
كيف سيكون حفل زفافي بحضورك أمي ! ألن نحظى بهذه التجربة ألن نرى سعادتك و أي سعادة هي وأنا مجبرة على الزيجة خالفت يا خالي قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن. قالوا يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال: أن تسكت ) .
تسكت وليس تصرخ بأعلى صوتها أنا غير موافقة ستحاسب يا خالي عاجلاً غير آجل فالله يمهل ولا يهمل
نفضتُ رأسي بشدة لأأبعد هذه الأفكار السلبية أنا فتاة اليوم اليوم وفقط مشيتُ بإتجاه المصاعد لأستقر بأحدهم إرتفع المصعد حيث الدور الثالث الدور المقصود والذي قد تم بناءه هو والثاني بعد أن سكنا بالقصر
بخطوات سريعة توجهتُ لغرفتي أغلقتُ الباب و أنا أدندن فتحتُ دولابي المترع بالملابس و بخاصة الشعبية مسكتُ آخر رداء شعبي قد إشتريته كان أسود اللون ضيق و عند الأكمام واسع تقصدتُ أن أختار هذا دون غيره لغرضٍ ما لربما يكون تافهه لكن وقعه مكسب لي
بعدما إنتهيتُ من لبسي وقفتُ عند المرأة فتحتُ تلك " شباصة " عن شعري ليناسب بنعومته على أكتافي أخذتُ أحمر الشفاة من التسريحة دهنته بشفتي ومن ثم أغلقته طبقتُ شفتي ببعضهما لتتشتت الحُمرة بإغراء
أخذتُ أوسع حجم عيني بالكحل العربي الأسود نظرتُ وأبتسمت برضى تام عن نفسي وأنا أهمس " وراك وراك والله لا أخليك تعترف والله "
خرجتُ من الغرفة بعد إرتداء حجابي الذي اعتدته صعدتُ إلى الدور الثالث و لا شيء يردني لم أكن أهاب أو أخاف شيئاً جرءتي تجاوزت الحدود
عندما وصلتُ إلى غرفته دخلتُ بلا إستيحاء ودون أن أطرق الباب
تقدمتُ بالحُجرة فلم أجده إلتفتُ يمنة ويسرة و لم أجده كنتُ أريده نعم كنتُ أريده ولكن سعدتُ بعدم وجوده أخذتُ نفساً عميقاً ومن ثم حبسته حبستُ عطره برئتي تقدمتُ بخطواتي إلى سريره أمد يدي إلى " الكوميدينه " أخذته كتابه المدرسي
للصف الأول الثانوي زوجي ناجي أصغر مني بسنتين قلبتُ بكتابه أنظر إلى خطه المتداخل ببعضه وضعتُ يدي بثغري وأنا أضحك بصوت شبه عالٍ وبشكل هستري رغم أن الأمر لا يستحق كل هذا الضحك إلا أنني آنذاك لم أستطع مسك نفسي وكفها عن الضحك
قلبتُ بالصفحات لأجد بأحدها قلم الأستاذ الأحمر شاطب بكتابه بعلامة خطأ ضحكتُ بشدة وأنا أنظر لأخطاءه التي كانت بغاية البساطة لستُ أعلم سبب ضحكي لفتني بأحد الصفحات ورقة صفراء ملصقة وكان طرف الورقة من الأسفل مطوي و مكتوب بقلم أسود بخط صغير " طفولتي سلبت "
لم أحسس إلا بالكتاب يسحب من بين يدي بقوة رفعتُ عيني حتى أجده " ناجي " يحتضن الكتاب لصدره و يحادثني بعتب و عيناه تتوقدان, تشتعلان بالنار وصوته الذي بمراحل رجولته احتد : ايـش تسـوين بغرفتي وبكتابي ؟
وقفتُ من على السرير وأنا أتلبس دور البرود : كيفـــي غرفة زوجـي ومن بكرة زفافنا وهالغرفة بتجمعنا سنين صح ولا أنا غلطانة ؟
مشى مبتعداً عني حيث دولابه رمى الكتاب بداخله وتوجهه نحوي بخطوات بطيئة عكس نبضات قلبي التي أخذت تزداد بلا إرادةٍ مني لازلتُ على نفس الدور البارد المثلج رفعتُ أصابعي ألعب بشعري الكثيف وعيني بعيداً عنه كل البعد
وصل إلي و وقف أمامي تماماً لا يفصلنا إلا أرديتنا وفقط أغمض عينيه مدة طويلة ويديه مقبوضة بقوة وحُمرة طاغية ملامحه جُلتُ بملامحه التي لم يسبق لي وأن فكرتُ بها أو ماهيتها ذقن خفيف , ثغره , أنفه الشامخ , فتح عيناه لأبلع ريقي و أنظر لهما وكأنه لم يفزعني بفتحهما عينان سوداوتان ناعستان
وصلني صوته الهادىء : عُزوف تبغين شي ؟
كدتُ بذلك الحين أقول " أريدك " بتلك اللحظة أحسستُ بشعور التملك لي يا ناجي أنت ملكي أنا وحدي
رفعتُ يدي لشعري وأنا أبعد ما قد سقط على عيني أمسكني بها فرفعتُ عيني له بإستغراب أراه ينظر إلى يدي وإبتسامة حبور بثغره بيده اليسرى مرر اصابعه على النقش يعيد رسمه من جديد بتركيز كامل يكويها بحرارة يده وما إن يرفعها ليعيد الرسم تارة أخرى حتى تسري بي برودة قاسية
بصوت آسر إنحبس بطبلة أذني إلى هذا الحين صوت بزغ به الحنان العطف معاني غزيرة : حــلو
كانت كلمة فقط كلمة لا غير اهتز لها عرش قلبي وكانت غايتي من لبس رداء ذا أكمام واسعة لترى نقشي وتبدي إعجابك به
أغمضتُ عيني بشدة و كأن الموقف ينعاد بالعكس هاهو ينظر لي أحسس بنظراته تخترقني كنتُ سأفتح عيني لئلا أضيع جمال اللحظة التي قد لا تعاد البتة لكن لم أفتحها بل زدتُ من التشديد بها بعد قُبلته التي طبعها بوجنتي وهو يهمس : مدري والله الحنا الي زينتك ولا جمال يدك هيا الي اعطتها هالجمال
عضضتُ على شفتي بشدة حتى ضحك بصوت عالي وقد أحسستُ بلهيب انفاسه يبتعد عني : هههههههههههههههههههه عُزوف خلاص ترى شكلك ناوية تصيري عجوزة من بدري شوفي كيف ملامحك من كثر ما شديتيها صارت مترهلة شكلك تحفة
فتحتُ عيني و بسرعة هوجاء ركضتُ حتى الباب لأنتصل بعيدةً عنه خرجتُ وأغلقتُ الباب واضعة يدي بوجنتي أتحسس حرارتها
مالذي فعلته يا ناجي آنذاك حطمتني بحق الواحد الأحد إنتهى اليوم وأنا أتقلب بفراشي و صوتك يرن بطبلتي .
***
نظرتُ إليهن غائبات عن عالم الواقع إلى اللاواقع بعد ثمانية أعوام من إستقرارنا بالقصر كنتُ في العشرين من عمري اما الآن فأنا في الواحد و الثلاثون من عمري
سنين مضت و حملت من الأفراح والأحزان ما حملت انا ولله الحمد حياتي لم تحمل كتلة ثقيلة من الهموم بل وعلى العكس أنا سعيدة بحياتي ودائماً ما أشكر الله ذو الفضل العظيم
أرى في عيني أخواتي حزناً دفيناً عينا أحداهما تترقرق بالدموع وسرعان ما تمسحها و الأخرى تأخذ أنفاساً عميقة تسحب بها القدر الكافي من الهواء فتنتخ رئتيها
أكنتُ مخطئة عندما لم أصدقك يا عُطرة قلتِ خالي لا يريد لكِ خيراً فقلتُ لكِ أنتِ سيئة ظن كنتُ تصرخين و تبكين و تتوعدين لم تكوني راضية البتة
أنا إلى الآن لازلتُ أرى خالي طيباً ولكن تكدس الحزن بكن يجعلني أُعاود التفكير
أتذكرك يا عٌطرة قبل الزواج بستة أشهر حينها لم يتم شيئاً فقط كانت تلميحات من خالي ليس إلا
وقفت أمامه وهي ترفع سبابتها بوجهه : قسم بالله يا خالي ما تلوم الا نفسك ان انا ما قدرت عليك بالدنيا ترى ربي يقدر عليك بالآخرة
نظر إليها ومن ثم أخفض بصره للأرض : يا بنيتي يا عُطرة ليش لهالحين وانتِ شايلتن بقلبي عليك
رفعت سبابتها و وقفت بإعتدال و صرخت بغضب مكسور : الشركة واخذتها و البيت واخذته حتى احنا بتاخذنا لأولادك اتقي الله يا خالي
تقدم بجسده للأمام ليسحب يدها و يُقبِلُها : والله يا بيتي انا مافعلت كذيا الا من خوفي عليكن
سحبت يدها بقوة و هي ترميه بنظرات تحمل كل معاني الكراهية : انتا الحافظ للقرآن انتا من مدرسين القبيلة من زمان انتا الي تخاف ربك انتا الداعي الكبير بعد أبويا ما تعرف انو الرسول نهى عن تزويج الُحرمة اجباري بغير رضاها
رفع يده إلى رقبته يحكها وشيئاً من التوتر بزغ بملامحه تداركه بسرعة و هو يقول : بنيتي انتِ أدرى بأنه هالزيجة لمصلحتكن خيرن من إنكن تتزوجن من هالمدن انتِ يابنيتي أدرى بسواتهم تناظرينهم بهالأسواق شايفتن أشكالهن رجالي هم من يستحقنكن انتن جوهرات والجواهر للجواهر يا بنيتي
لكن هيهات هذه الكلمات لم تؤثر بأختي عٌطرة بتاتا : هه إنت حاصر المجتمع كله بكم شاب بالسوق ولا بالبحر بعقلك انت ياخي انا ماني غبية لهالدرجة انت عارف زيما انا اعرف انك طماع
هز رأسه بخفيف يمنة ويسرة و اليأس و القنوط منها بعينيه قام من على الكنبة خارجاً من الحُجرة
بينما هي صرخت : على القبر يارب
لنصرخ جميعنا : استغفـــــــــــر الله
قالت عمتي ساجدة : والله يا بنيتي عُطرة ما كنت أبي اقول هالكلام لكن إنت بجد صايبك جنون هذا خالك وأدرى بمصلحتك تدعين عليه
خرجت من الحُجرة وهي تقول : عمتي والي يسلمك اسكتي ما ابغى اطول لساني عليكِ
إستنكرتُ بذلك اليوم فعل أختي الكبرى عُطرة ومنذ ذلك اليوم أصبحتُ بلا دراية أناديها " بالمجنونة " مع أن هذه الألفاظ ليست من طباعي مطلقاً و لكن هي من جعلتني أنساق لشتمها و تراشقها بالألفاظ البذيئة
*
*
ليلة ما قبل حفل الزفاف سمعتُ طرقاً على الباب وضعتُ مصحفي على " الكوميدينة " وقمتُ من على السرير لبستُ النعال
وتوجهتُ للباب وأنا أقول : طيب جاية
وقفتُ خلف الباب : ميـن ؟
كنتُ أخافُ أن يكون أحد ابناء خالي
وصلني صوته الذي ما إن أسمعه حتى تقرع طبول قلبي
فتحتٌ الباب وعيناي للأعلى حيث يفترض أن يكون فلم يكون لم أجده عقدتُ حاجبي بإستغراب من فعلته
وصلني صوته عالٍ من حيث لا أراه فقط أسمعه : بالأرض
ازداد إستغرابي يصاحبه حيرة أخفضتُ عيني بالأرض لأجد وردة حمراء وحيدة
أمسكتها بيدي وكأني أُمسك بكنز لا يفنى رفعتها لأنفي أشتمها وأشتم رائحة عطره الرجالية بها
وصلني صوته للمرة الثالثة : في الشعـــــــر
إبتمستُ و أنا أشتت نظراتي باحثةً عنه لاح بجسده أمامي وهو يضع يده بشعره ويرمقني بعينه آمراً لي ضعيها بشعرك
هززتُ رأسي : طيب بس أدخل لجوى وافك حجابي واحطه
إبتسم و كان سيتحدث إلا أن صوت صراخ يتردد صداه بأرجاء الدورين الثاني والثالث الواسع و ليس أي صراخ هذا صوت أختي الكبرى عُطرة !
إلهي ما سبب هذا الصراخ المصحوب بالوعيل تقدمني الكاسر يركض بأعلى الدرج حيث الدور الثالث دور مكوثه هو و اخوانه ما إن استوعبتُ وقفتي حتى لحقته
و أنا أتأكد من تحيكم الحجاب دخلتُ إلى أحد المصاعد
و صلتُ لأرى زوجي الكاسر يقف على بعد خطوات عن حُجرة أخيه الكبير " معن " وصوت بكاء عُطرة آتي من حجرته
نظر إلي وهو يقول بتوتر : مدري اشبهم خلينا ننزل وان شاء الله خير وانا متأكد اخويا ما بيضرها بشي
قلتُ بخوف : بس
وضع يديه بثغري يقص خوفي : اششششششش قلت لك ان شاء الله خير لا تكبريها وهي صغيرة يا هوازن وانتِ أدرى أختك ما تبغى هالزواجة
إلتزمتُ بالصمت و نزلتُ للأسفل معاه
أوصلني حيث حُجرتي ومضى حيث حُجرته
ما الذي حدث لك بذلك اليوم يا عُطرة لما ذلك الوعيل
وانتِ بالفترة الأخيرة قد كنتِ على رضى بـ " معن " زوجاً لكِ !
****
يجلسون ككل جمعة بأحد مجالس القصر يتبادلون أطراف الحديث و أنا إحدى خدمهم أقبع بالمطبخ بين القدور ,الصحون ,الملاعق و الأشواك وخادمات لا يجدن العربية غيري أنا
حياتي قاتلة إلى حد أعجز عن وصفه أختنق كل يوم كأن ذراع تلتف حول عنقي بقسوة تخنقها وتخنقها تمنعها جزئيات الهواء لتبقى بالضريح كنتُ قبل ستة سنين
أسعد الفتيات أرضاً منتشية لعالمه هو وحده , ملكه , ترعرع في عرش قلبي حتى اهديته له طلبتُ قلبه فقال لكِ كلي
قول زور ليس إلا قولاً قد عشتُ على بصيص أمله كثيراً أحببتك بغزارة وكرهتني بغزارة جعلتك تقبلني , تحتضنني , ترتل علي كلمات حبك الزائفة , تقول من كلمات الغزل الحسي الجشع
لأخجل و أحمر وأصرخ بك كفى وبذات الوقت قلبي يتراقص فرحاً فقد الأمـل بريقه بعد أن اسدلت عليه قصائد الفراق اضمحلت ابتسامتي بغيابك ألم تشعر بعذاب الفراق ولذة القرب
إذا لم تشعر به فأنا اضمن لك بأنك لم تحببني يوماً كاذب يا " ركاض " إنك لكاذب منذ الفراق وأنا لا أعيش إلا للذكرى أعيش للماضي وفقط لا أنظر للأمام لا أنظر للمستقبل بتاتاً و أي مستقبل أنظر إليه مستقبل " الجهل " !
لطالما يا ركاض هتفت بي يا جاهلة فكنتُ أضحك و مشاعري فاترة تحتاج لمدآوة منك أنت وحدك ولم تخيب ظني في هذا بل كنت تداويها بهواك أنت
بقُبلة و اقعة تحت الحرام بأحضان و لمسات دافئة في جسدي تمردت كثيراً ياركاض كنتُ أظنها مدآوة وعدتني بأنك ستتزوجني لا محالة لأنك تحبني سألتك ذات يوم سؤال كان يراودني كثيراً ولا توجد الإجابة الا عندك
كنت مستلقي على السرير على جانبك الأيسر و تُقبل يدي بينما كنتُ أتأمل ملامحك وأتلذذ بها قلتُ لك بحيرة ممزوجة بالغيرة : ركاض تحبني
اجبت وانت تخلخل أصابعك بشعري ولا تنظر إلي : أكيد ما يبيلها سؤال تشكين بحبي لك ؟!
قلتُ بأسف : لا ما اقصد بس عندي سؤال ؟
قلت ببرود : ها يالجاهلة ايش سؤالك
طعنتي غرست سكينك بقلبي الذي قد اهديتك إياه على بساط من ذهب لكن لم أصارحك بهذا و أقنعتُ نفسي بأنها من طقوسك المعتادة كلمات إعتدتها ولا تستطيع تركها
قلت وأنت تمرر يدك ببطني : ايش سؤالك ؟
أبعدتُ يدك عن بطني و أنزلتُ هندامي وأنا أنظر إليك بخجل : ركاااااااااااااااض استحي لما نتزوج واصير حلالك سوي الي تبغاه
قلت لي حينها : ما اقدر اصبر الحب لازم يسحبك للمعصية تحملت كثير بس عشاني احبك وانتِ تدرين ما اقدر أتزوجك الحين ابغى اكمل دراستي انتِ جاهلة واذا جبنا عيال ما تقدري تدرسيهم
ابغى اضمن مستقبلهم و غير كذا يبغالي وقت حتى اقنع ابويا إني انا ركاض أبغى شغالة ماتعرف غير التنظيف و الطبخ
فرت دمعة من عيني وسرعان ما مسحتها وكأنها لم تفر أصلاً تجاهلتُ طعنتك و سألت : طيب الي يحب ما يحب مرتين يعني انتا تحب بنات كثير غيري انا كيف كذا ؟
إبتسم إبتسامة لم تكن بمحلها : شوفي ذولي مجرد تسلية لين نتزوج اما انتِ زوجتي وام عيالي
بدلع كنتُ أظن أن قلبك يهواه كما تظهر تعابير وجهك : بس أنا أغاااار عليك
حينها بترت كلامي بقبُلاتك المحرمة
كنتُ حمقاء إلى حد أني ألوم نفسي بخطأك أنت دائماً اخطاءك صائبة و صوابي خاطىء كنتُ أفهم الأمور كيفما أشاء
لم أفسر يوماً بأن علاقتك المحرمة تلك خيانة لحبنا ! لم أقول يوماً لنفسي هل الحبيب يرى عيوب حبيبه كنتُ تنادي بالجاهلة
كنتُ نرداً بملعبك ترمي بي وقت تشاء وتأتي بي وقت تشاء قبل سنواتٍ طوال عندما كنتُ بالسادسة من عمري وأنت كنتُ بالعاشرة
أخذتُ أرسم بأحد كتب " ناجي " الذي كان بالرابع عشر من عمره حتى طمست الكلمات بالحبر الأسود
دخل إلى الغرفة حينها و بتوجس : ايش تسوي ؟
إبتسمتُ بمرح طفولي وأنا أرفع الكتاب لأعلى و اضع اصابعي على رسوماتي الطفولية : شوف ايش رسمت
تقدم بخطواته نحوي بسرعة وهو يصرخ : مجنووووووونة انتِ شوفي ايش سويتي
سحب مني الكتاب وهو ينظر إليه
قلتُ له وانا أبكي : آسفــــ......ـة
ابعدني عن طريقه بقسوة حتى ارتطمتُ بالأريكة ومشى بعيداً عني
بينما أنا إزداد نحيبي توجهتُ لخارج الحُجرة على دخول " ركاض "
مسح على شعري برفق وعيناه تشعان بفيض حنان : اشبك مارسة ؟
قلتُ له وأنا امسح عيني بقسوة : ناجي صرخ فيني
إحتضنني بشدة يدسني بصدره الهزيل آنذاك وهو يقول بدفىء آسر : خلاااص حبيبتي لا تبكين انا ما بسويلو شي الحين بس اذا ضربك مرة ثانية يا ويلو مني
منذ طفولتي وأنا مغرمة بك , ضحية مبيدك القاتل , خذلتني كثيراً لا سامحك الله .
قلتُ بصوت عالٍ : طيب أمـــــــــي الحين جاية
قمتُ من على الكرسي و خرجتُ من المطبخ لأجدها أمامي بالصالة تمسح احد الطاولات الزجاجية : مارسة بنيتي ابوكِ ظانع يريدك
هززتُ رأسي بطاعة وانا أتوجه لخارج القصر حيث نقبع قرابتهم بداخل أسوار قصرهم .
*********
سمعتُ صوت طرقاتِ على الباب رددتُ دون أن ألتفت : تفضل
أخذتُ أرفع شعري بصبغة ذات لون بني كستنائي لأعلى ذيل حصان
وقف خلفي يمسك بشعري وهو يقول بحنانه الأبوي الذي إعتدته ولا أستطيع الإستغناء عنه : انهاري خليني أسويلك ياه
تركتُ له شعري حراً وهو يرفعه كيف يشاء
إلتفتُ ناحيته : عمي تعال نجلس و سويلي
إبتسم لي بذات الحنان ومشى ناحية السرير
جلس وجلستُ أمامه ليسرح شعري
على دخول أمي غزال التي إبتسمت ما إن رأتنا : ها ما تبون تتغدون
رددنا لها الإبتسامة وقال عمي جلال : الا الحين ببنزل بس ثواني أخلص تظفير لها
جلست أمي على كرسي قبال التسريحة وهي تنظر لنا و قالت : كيف يا بنتي الجامعة معاكِ ؟
إبتسمت لها بحب حتى ظهرت جميع اسناني : مرررة كوويسة و هاذي آخر سنة ما بغيت اخلص اففف
لفني عمي إتجاهه و كالعادة ابتسم وهو يقول : قمر
وضع ثغره بجبيني يطبع قُبلة قاسية حارقة دائماً ما يحرقني بها رغم فيض حنانه
وقف وهو يمسك بيدي لأقف وقفتُ معه
تقدمتنا أمي بخطواتها ناحية غرفة الطعام
بينما عمي وضع يده بكتفي يلمني له بنصف إحتضان وهو يبتسم بذات حنانه : الله يوفقك يا بنتي وتنجحي وتتهني بشغلتك
إبتسمتُ له : آميـــن
لفني قباله وهو يقول : اسمعي انهاري بقولك إنتِ و أمك حاجة شويا صعبة وانتِ يا بنتي ابغاكِ تتماسكي و تهدين أمك
عقدت حاجبها و بإستغراب : ايش هوا ؟
تقدمني بالخطوات ناحية غرفة الطعام ملبياً لهتاف أمي : جلااااال أنهااار يلا تعالوا الأكل بيبرد
مشيتُ خلفه وأنا غير مهتمة كثيراً بالأمر لأنه ليس لدينا شيءٌ نفقده سوى المال واظن أن مشكلة قد حدثت بالعمل ليس إلا
دخلتُ لأاجده يجلس على الكرسي قبال أمي و الخادمة تسكب من الطعام له و لأمي ولمكاني الشاغر
تقدمتُ لأجلس على الكرسي
قال عمي لأمي : غزال في شي بقولك ياه
قالت بإبتسامة أظهرت طقم أسنانها : قول حبيبي
مد يده ليمسك يد أمي و بهدوء : أسمعي حبيبتي لؤي الي كان زوجك السابق ماهر رحمة الله عليه معتمد عليه بالشغل واحنا اعتمدنا عليه احدى عشر سنة
طلع يلعب بحساباتنا وحصلت مشكلة ما بين شركتنا والشركات الي نتعامل معاهم بسبب السرقة الي هوا كان مسببها فأنا اشوف انو المفترض نخرجو من الشغلة لانو مو كفو
ولا هوا بمنزل الثقة
قالت بإبتسامة متشفية : حبيبي احنا لو طردناه مين بيحل مكانه انتا ما تفهم بأمور التجارة وهالاشياء وطرده بيكون خسارة كبيرة لنا
مسح على يدها بحنانه المعتاد : حبيبتي احنا نسكر الشركة ونفتح بدالها سوبر ماركرات كبيرة و بأكثر الأحياء يعني بحجم هايبر بنده فاهمة عليا
سحبت يدها من بين يديه وهو تسمك بالشوكة وتقول : خليني أفكــر يا جــلال هذا شغل و مستقبل مو لعب عيال
مد لي الملعقة وهو ينظر لها ويقول : فكــري زيما تبغين يا قلبي
************
هتفتُ : ريتاج , ريناد , لجين , بلقيس يلا غداااااا
قالت وهي تضحك : هههههههه هوازن يا اختي ترى حلقك بينجرح وانتِ تنادينهم عمهم ناجي جا ولا جا عمهم ما يشوفوا احد قدامهم
إبتسمتُ لها بود : شوفي انتِ زوجك ناجي هذا اذا جا وقت الغدا لا تخليه يقرب من العيال
قالت أختي عٌطرة تشاركنا الحديث : المشكلة كلهم يحبونه بنتي بلقيس و و لدي وائل و بنتك لجين و ريناد و ريتاج و ولدك رائد و مؤيد
ضربت صدرها وهي تضحك : هههههههه عشانه زوزي أنا احم
لكزتها أختي عطرة بمرفقها وهي تقوم من على الكنبة متوجهه لغرفة الطعام الملاصقة للمجلس الذي نقبع فيه : روحي انتِ وزوزك
مشينا خلفها ناحية الغرفة حتى نسمع خطوات مسرعة متجهة نحونا
نظرتُ للخلف لأجدهم ريناد و ريتاج يتسابقان إلى غرفة الطعام وكلاً منهما تدفع الأخرى حتى وصلا لنا بعد أن دفعت ريناد ريتاج و تقدمتها الخطى : ماما انا وصلت قبلها صح ؟
أخذت إبنتي ريتاج تسحب شعر ريناد : لا يا ماما انتِ شفتيها الغشاشة دفتني
جاءت بلقيس إبنة أختي عُطرة وهي تعلك وتقول : وييييعة على القرود
قالت ريناد وهي تخرج لسانها : ما القردة غيرك و إلا في أحد يعلك كذا " أخذت تقلدها وهي تعلك فاتحة ثغرها مع ظهور صوت أثناء المضغ و فرقعة اثناء النفخ "
قالت ريتاج توافق ريناد : زي الأولاد
كانت ستتحدث بلقيس إلا أن عُزوف قد قطعتها : بلقيس حبيبتي تعلك زيي
ضحكتُ بصخب : والله عادني كنت حقول انها زي خالتها طالعة
مشينا أنا وأختي عُزوف للحُجرة و بناتي ريناد و ريتاج وإبنة عُطرة بلقيس يتدافعون
*
*
جلبةٌ مصدرُها أصواتُ متفاوتة الأعمار سمعتها كالعادة وأنا بطريقي إلى مجلس الرجال دخلتُ ليقوم كل من وائل إبن أخي معن و مؤيد و رائد ابناء أخي الكاسر
بالسلام علي بمرحهم المعتاد
قال وائل : هه غريبة البنات تركوك بسرعة
قال رائد وعيناه بجهاز " الآيباد " : تلاقيه خسر باللعبة وهما سابوه خاينات البنات أنا أدرى فيهم
لكزه مؤيد وهو يغمر بغباء : ليه يا اخويا عشت قصة حب من ورايا و خانتك الحبيبة ؟!
رفع عينه دون رفع رأسه وهو يقول بإستخفاف : هه هه هه ما تضحك تافه يا خي
مشيتُ من أمامهم بعدما سحبتُ " الآيباد " من رائد
قال وائل : عمو عيب تاخذه كذا من رائد بلا حقوق الإستئذان
وضع رائد يده على كتف وائل ليقول : نعم لم تحافظ على حقوق الطباعة والنشر
قال مؤيد وهو يشاركهم دور الغباء : عمي إنك رجل لا إنساني لا تستحق لقب دكتور
قلتُ لهم وأنا منغمس باللعبة : الرد على السفهاء مذلة
فتح وائل فمه بصدمة : ماذا ياعمي وهل نحن سفهاء ؟
قال أبي عبد القوي قاطعاً حديثنا : متى يا ولدي تملي عيوني وعيون ميمتك وهالبيت بالبزارين
إلتزمتُ بالصمت و كأنني أصم لا أسمع
***************
وضع المسدس برأسي في هذا الحين لم يكن بعيني غير زوجتي هوازن و ابنائي
أغمضتُ عيني ويدي وقدماي مكبلتان ..
قال بحدة : بقتلك واشرب بدمك
************
إنتهى الجحيم
استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه .
|