كاتب الموضوع :
katy_1989
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 72 - الرداء الأبيض - ساره سيل - دار الكتاب العربى -
*سحابة من غبار*
قال الرجل : " لا تنظرى الى هكذا.. لن اصطحبك الى الجحيم .. انما سأخذك الى بانسيون . "
" آه ! أنت اذن من آل دومينك تريفاين ."
" بالطبع ! أنا دومنيك تريفاين ."
" لقد ذهبت بعيدا فى قصص القراصنه ...والشيطان ..."
طريقتها فى الكلام أقلقت الرجل فسألها : " هل أنت فى حاله جيده ؟ "
فى اللحظة نفسها.. تمسكت به لأنها شعرت أن قدميها ستخوران وقالت : " كلا.. لست فى حاله جيده .. وقعت حقيبتى على رأسى .. ولا شك انى أصبت بصدمه.."
" أفهمك الآن أكثر .. لقد أصابتك الصدمه وهزتك . "
" نعم .. كنت نائمه وأحلم..وتخيلت الرجل الذى كان جالسا قبالتى .. كأنه الشيطان بعينه.. يا الهى .. كم تشبه .. أعنى كم تشبه الرجل لا الشيطان ..."
قال دومنيك تريفاين فى تعبير ساخر : " لا شك أنك التقيت بشقيقى .. اذ كان من المفروض أن يصل فى القطار نفسه .. اعتقد انه هبط فى احدى المحطات . "
وفهمت لورا سبب التشابه بين الرجلين .. فشعرت فجأة بانزعاج غريب .. كيف خيل اليها ان الرجل الذى سيستضيفها فى منزله هو الشيطان !
" نعم . أنه .... أعنى أخاك.. هبط فى المحطه السابقه ."
واكتشفت فى ذهول كيف هزأ منها طيلة الرحله ؟
" لا شك أن لبيريغرين موعدا هناك .. هل يعرف من تكونين؟ "
" آه..نعم! لقد كنت حمقاء وأخبرته سيرة حياتى ..خطفنى من الممر بعد ان سقطت على حقيبته .. ثم أصر أن أبقى معه فى المقصوره لأنى لم استطع العثور على مقعد فارغ .. وبدأنا نتحدث .. ثم دعانى الى الغداء معه ."
قال دومنيك تريفاين ساخرا : " يبدو أن حظك سئ مع الحقائب."
لم تكن لورا هادئة المزاج لترد على هذا النوع من الاسئله .. حتى الآن لم تر من آل تريفاين الا السخرية من أحوالها .. فأظهرت رغبتها فى الرحيل .. وراحت تتأمل أضواء المرفأ الصغير .. ثم قالت : " أشعر بالغربه .."
قال لها رفيقها وهو يسير بقربها : " أنت الآن فى كورنويل."
راحت تسرع فى مشيتها كى تتبعه .. فقال : " لا شك أن أخى رسم لكى لوحة غريبه عن بانسيون."
اعترفت لورا قائله فى خجل : " القراصنه من اختراعى .. لا يمكننى أن أكف عن التفكير بأن أسلاف آل تريفاين هم من القراصنه القدامى."
" والأسياد الجشعون؟"
" هذا التعبير صدر من أخيك.. ولست أفهم جيدا ماذا يعنى بذلك ."
أجاب دومنيك فى مرارة غير منتظره : "انه يقصدنى .. يا آنسه سميث.. يجب أن تعرفى أن الامتيازات التى يتمتع بها الابن الاكبر تثير دائما الغيره ."
وضع حقيبة لورا فى سيارته لما جلس قربها اعتذرت قائله : " أعتقد أننى بدوت لك فتاة حمقاء بكل ما للكلمه من معنى .. أليس كذلك يا سيد تريفاين؟ "
نظر اليها فى امعان وفى عينيه تسامح مرح كما عند أخيه..وقال : " أخرجى كل ما فيك من ألم وتوتر .. يا آنسه سميث ..اننى سند انسانى .. برغم انك تعتقدينى الشيطان نفسه ."
" ليس تماما.. ربما لأننى كنت خائره ومشوشه ."
" لا تبدين لى أنك مربية أطفال."
نعومة ابتسامته تناقض تجاعيد فمه التى أحدثتها الكدمه فى خده .. فاعترضت لورا وهى تمسح دموعها.. اذا قالت : " لست مربية أطفال.. جئت الى هنا فقط من أجل مساعدة كليوباترا على الاهتمام بنيكولا.. لقد سبق ان جلست بقربه عدة مرات أنه ولد لطيف عندما لا يشعر بأنه مهمل ."
" كلا.. لقد عبرت خطأ عن أفكارى.. لكن كليوباترا لا يمكنها البقاء دائما بقربه .. فهى تحب المرح والتسليه."
" صحيح ؟ "
قطب دومنيك حاجبيه وندمت لورا فى الحال لما قالته .. اذ نسيت انها تتحدث الى شقيق زوج كليوباترا ..الرجل الذى عليها ان تعطيه فكرة جيده عنها كى يعترف بحقوق نيكولا الشرعيه .. فى كورنويل .. النساء الارمل لا يفكرن فى المرح والتسليه حتى لو مضى على وفاة أزواجن أكثر من سنه.. أدركت انه من الضرورى أن تضيف : " يجب الا تلوم كليوباترا .. لا يمكنها الاستمرار نهائيا فى البكاء على الماضى .. اليس كذلك ؟ "
" يبدو أنك على معرفة واسعه بحياة زوجة أخى الخاصه ."
" طبعا .. انها ابنة عمتى ."
" ابنة عمتك ؟ "
أمام هذه الدهشه تساءلت لورا عما اذا كانت كليوباترا قد تعمدت تجاهل اخبار دومنيك بهذا التفصيل البسيط .. ربما لأنها كانت تنوى ان تدع المربيه تتناول طعامها فى المطبخ بينما تتفرغ هى للتمتع برفقة آل تريفاين وحدها ؟ هذا النوع من التفكير لا يتعارض مع شخصيتها بل يؤكدها .. وأرادت لورا ان تتكلم عن الامر مفصلا.. لكن دومنيك أقلع بسيارته فى سرعه معلنا فى صمت اقفال الموضوع .
ولما أضاءت سياره مواجهة على وجهه القاسى .. فكرت لورا بأبنة عمتها التى برغم سحرها ومهارتها .. لا يمكنها ان تفرض بسهوله ارادتها على مثل هذا الرجل.
بهرت لورا عندما دخلا الى بهو المنزل .. اللهب يطقطق فى الموقد والواجهات المليئه بالتحف القديمه وعلى مجموعة آلات الوقايه المعدنيه كالدرع والخوذه .. وعلى الجدران وضعت تذكارات الصيد كجلود الأسود او رؤوسها .. ثريا ضخمه معلقه قرب السقف تضئ بصعوبه .. وفى الخارج الكلاب تعوى والأمواج ترتطم بالصخور .
سألها دومنيك : " هل تشعرين بأنك تدخلين الى عرين القراصنه ؟ "
ثم أضاف : " نحن فخورون بهذا البهو .. يا آنسه سميث .. لكن باقى المنزل سيخيب أملك ..هذه القاعه هى الاثر الوحيد لجنون العظمه عند والدى .. لوكان مازال حيا لكنت أعجبت به لأنه كان فخورا بأسلافه العظماء .. فقط من أجل ان يدهش الناس ."
" ربما هذا صحيح ."
" أسلافنا لم يكونوا من القراصنه .. لكنهم بلا شك كانوا لصوص متسكعين وقطاع طرق .. كمعظم العائلات المنحدره من هذه المنطقه .. كان اسلافنا ولا شك اشخاصا مجازفين يتصدون للقوانين .. هل يروقك أن يكون أسلافنا قطاع طرق .. ياآنسه سميث ؟ "
اصاب لورا الملل فأجابته بعدائيه : " فى الوقت الحاضر لا أريد الا احتساء فنجان شاى ساخن ! "
" مرحبا ... "
قالت كليوباترا فى كسل وهى تتثاءب .. كانت ممدة على اريكه قرب النار :" تبدين مرهقه .. يا حبيبتى المسكينه ! آمل ان تكونى قادره على الاهتمام بنيكولا.. اما انا .. فلم اعد قادره على تحمل الوضع .. لو لم تساعدنى ميريام ..."
" من تكون ؟ "
" ميريام سبارك تخدم عائلة تريفاين من زمان .. وتعتبر كأحد أعضاء العائله .. وهى التى ربت بيريغرين بعد وفاة والدته .. انها غريبة الاطوار لكنها تحب نيكولا حبا كبيرا."
احتست لورا الشاى فى صمت .. بعدما دخل دومنيك.. الذى قال : " لماذا أخفيت عنى يا كليوباترا انكما قريبتان؟ "
" لم أخفى عليك ! فقد كنت أعتقد انك على علم بذلك ! الم يخبرك ترويلوس ان لدى ابنة خال تدعى لورا سميث ؟ "
" عندما توفى والدى .. بعثت اليه بعدد من الرسائل لا يستهان به ."
" صحيح ؟ لم يقل لى ذلك او ربما لم تصله .. كنا نتنقل باستمرار من مكان الى آخر داخل اوستراليا من دون ان نترك عنواننا .. وذلك بسبب الديون .. انت تفهم قصدى ؟ "
فرد بابتسامه صغيره وفى الحال غيرت كليوباترا الموضوع اذ سألته : " اين بيريغرين ؟ ربما اخذ القطار ذاته الذى جاءت به لورا . "
أكد دومنيك فى جفاف : " بالفعل .. لقد سافرا معا .. ولم يرى بيرى أن من واجبه أن يقدم نفسه للآنسه سميث .. من المؤكد أنه نزل ليزور أحد صديقاته . "
" اننى أراهن أن لورا فعلت العكس وأخبرته سيرة حياتها .. ان العمة فلورا على حق ويجب ان تعملى بنصائحها .. وبما اننى اعرف بيرى تماما .. فأننى أقسم انه جذبك اليه وانك وقعت فى حبائله ."
كانت لورا تنظر لابنة عمتها فى اندهاش متسائله عما اذا كانت كليوباترا هى بالذات متأثره بالحديث وقال : " بما ان الآنسه سميث انتهت من احتساء الشاى .. فبامكانك اذا اردت ان ترافقيها فى جولة فى المنزل وتدليها على غرفتها ."
قالت كليوباترا فرحه من اختياره لها لتلعب دور ربة البيت : " أرجوك ان تدعوها بأسمها , لورا ! "
وبينما كانت الفتاتان تستعدان للخروج من غرفة الاستقبال .. فتح الباب بعنف ودخلت الكلاب يتبعها شبح امرأة غاضبة تحمل مقلاة وتصرخ فى صوت عال : " لصوص !شياطين! اين آموس .. يا دومنيك ؟ أين هو ؟ لماذا لا يحبس هذه الكلاب ؟لقد سرقت اللحمه المعده للعشاء .. لم أعد أطيق هذا أبدا...أبدا . "
أشاحت لورا بنظرها عن الكلاب المفترسه التى تجرى وتلتهم ما تبقى من قطعة اللحم .. فانتابها الغثيان ..لم يقم دومنيك بأى حركه.. بل انفجر ضاحكا : "هيا أيتها الكلاب .. تمتعى بفريستك ! "
احنجت كليوباترا وقالت : " صحيح .. يا دومنيك تتصرف أحيانا على نحو أسوأ من أخيك .. أنظر الى لورا .. انها تبدو مذعوره كأنها فى منزل للمجانين ."
أجابها فى ثقه مظهرا انه سيد المكان : " يجب على لورا ان تتكيف اذا ارادت ان تعيش معنا."
اقتربت الخادمه من لورا وقد زايلها الغضب وقالت : " كيف حالك .. يا ابنتى العزيزه ؟ انت نحيله جدا وصغيره.. فكيف تكونين مربية اطفال ."
قال دومنيك فى جفاف وتقلص : " حدث سوء تفاهم فيما يتعلق بالآنسه سميث .. انها ابنة خال كليوباترا وجاءت تقدم لنا المساعده وهذا لطف منها.. لورا اقدم لك ميريام سبارك .. حورية المنزل ."
مدت المرأة يدها العريضه والدسمه .. انها فى عمر يصعب تحديده .. شعرها نارى وقامتها معتدله ترتدى فستانا باليا ومريله صغيره متسخه .. قالت لورا : " يعرفنى نيكولا جيدا .. فلا تخافى عليه منى ."
قال دومنيك : " طبعا .. وانت يا كليوباترا .. خذى لورا الى غرفتها .. بينما انا اتولى حبس هذه الحيوانات الشيطانيه ..الا يزال رأسك يؤلمك يا لورا ؟ "
أجابت وهى مدينه له بالاهتمام لحالتها : " قليلا ."
" ستنامين مبكرا هذا المساء وآمل ان يكون كل شئ غدا على ما يرام ."
وبينما كان يطرد الكلام رأت لورا ان الخادمه تطفئ الاضواء متذمره .
قالت كليوباترا فى الخارج : " هذه احدى عاداتها .. من يلاحظ تصرفها يعتقد انها هى التى تدفع الفواتير ."
اعترضت لورا قائله : " بما انها هى التى تقوم بادارة المكان .. فمن الطبيعى ان تهتم بالنفقات ."
لكزت كليوباترا ابنة خالها بطرف كوعها بينما كانتا تصعدان معا السلم الى الطابق الاول حيث غرفة نوم لورا.
ما ان دخلت غرفتها حتى نامت فى السرير منهكه من التعب ولم تجد مجالا لتفحص غرفتها .. جلست فى سريرها وراحت تتأمل الاثاث القروى غير المتجانس .. والمغسله الرخاميه وورق الحائط الممزق والبالى الذى يدل على انها من عصر ولى .
وفى الصباح وبينما كانت غارقه فى تأملاتها دخلت ميريام سبارك حامله صينيه عليها فطور الصباح .. ظلت ميريام توحى بالغرابه حتى مع نور الصباح .. شعرها النارى المتوهج براق وكانت ترتدى ستره رجاليه وجيبه قديمه جدا .. أزاحت الستائر فى حيويه وعنف وطارت سحابه غبار داخل الغرفه .
" لو أبلغتنى ابنة عمتك من تكونين لاخترت لكى غرفه مختلفه ..لكن هذه الغرفه أيضا مريحه .. كلى فطورك قبل ان يبرد ! "
أطاعت لورا.. لكن الفطور الذى اجتاز المسافه الطويله من المطبخ كان قد برد .. واما لاحظت لورا ان ميريام لا تنوى مغادرة الغرفه سألتها : " أين نيكولا ؟ كان يجب على انهض مبكرا كى اهتم به ."
" لا تقلقى يا آنسه .. الشباب لا يعملون يوم الاحد ."
ما علاقة هذا بنيكولا .. غير ان لورا اغتنمت الفرصه لتحصل على بعض المعلومات عن المؤسسه العائليه .. فقالت : " ماذا يستخرجون من المقلع ؟"
" الصوان والبلور .. دومنيك أفضل منى فى التحدث اليك عن هذا .. اما نيكولا فلا يتوقف عن المطالبه بمومو .. وانى اتساءل من تكون ؟ "
قالت لورا وقد امتلأ قلبها بالحنان : " انا .. لا اعرف لماذا يدعونى هكذا .. هل يتفق نيكولا مع عميه ؟ "
" يتفق مع بيريغرين وليس مع دومنيك.. اعتقد انه يخاف منه بسبب الكدمه التى بوجهه ."
" هل تعرض لحادث ما ؟ "
اشاحت ميريام جانبا كأنها لم تسمع شيئا .. ثم قالت : " ان بيريغرين يعجب الاولاد الصغار والنساء .. وترويلوس كان مثله .. اما انت فلا تشبهين قطعا ابنة عمتك .. انها قويه مثل نساء منطقتنا واضافه الى ذلك فهى جميله جدا !"
وفى هذه اللحظه مدت كليوباترا رأسها من فتحة الباب لتستعلم عن لورا.. حتى عندما تهمل نفسها فانها تظل تتباهى بسحرها وبأناقتها .. فسألتها ميريام : " هل سترافقين الشابين فى نزهه ؟ "
" لم يستيقظ بيرى بعد .. عاد متاخرا الليله الفائته .. سيقودنى دومنيك الى القريه لابتاع بعض السجائر.. وانت يا لورا .. هل تشعرين بتحسن الآن؟ .. هل تعتقدين ان فى وسعك الاهتمام بنيكولا ؟ "
قالت الخادمه فى صوت ملئ بالحنان : " آه .. ان ايام الآحاد لم تعد كما كانت فى ايام زكارى ."
خرجت من الغرفه والجيبه الباليه الطويله تمسح الارض خلفها.. فقالت لورا مستغربه بعد غلق الباب : " يا لهذه المرأه الغريبه !"
جلست كليوباترا على طرف السرير وقالت : " يقال انها كانت مغنيه فى أحد النوادى الليليه قبل ان تصبح عشيقة العجوز زكارى .. وحسب اقوال بيرى .. كانت تأمل فى أن يتزوجها بعد وفاة زوجته .. لكنه لم يبال .. وبقيت تعمل كخادمه وتهتم بتربية الاولاد .. والآن هى جزء من العائله ."
" يا للمرأه المسكينه !"
هذه القصه أحزنت لورا .. فسألت : " كم يوجد من الخدم هنا؟"
" ان ميريام تتقاسم العمل مع آموس .. انهما اثنان غريبان .. هل رايت الكلاب مساء أمس ؟ آموس أطلقها من أجل اغاظة ميريام .. انه رجل عجوز فظ ومجنون .. لايكف عن التفوه باللعنات للجميع .. ونيكولا لا يخافه .. كم هم غرباء الأولاد! الا انه يتصرف بكراهيه مع دومنيك .. وبيرى لا يفعل شيئا لتسوية الاوضاع ."
" لماذا ؟ "
" أعتقد انه يريد ان يضايق أخاه الكبير ببعض الاهانات الصغيره .. كان نيكولا يحب والده حبا كبيرا وبما ان بيرى يشبه ترويلوس فانه لا يجد اية صعوبه من ان ينال ما يريده منه ."
" لا أرى اى ضرر فى ذلك ."
" لاتنسى انه من الضرورى استمالة دومنيك .. فهو الذى يمسك بزمام الأمور .. وانى اعتمد عليك فى التأثير على نيكولا .. فى لندن كان يطيعك أكثر منى .. حاولى ان تدعيه يحب دومنيك ."
قالت لورا وهى تنفجر ضاحكه : " هذه قضيه أخرى."
" هل حدث بينكما شئ عندما اصطحبك من المحطه ؟ "
" لا .. ابدا ."
فجأة راحت كليوباترا تتأمل ابنة خالها وقالت : " يجب ان تأخذى موعدا مع الحلاق فى ميرينبورث لتصبغى شعرك وتجعديه ."
*نهـــــاية الفصل الثانى*
|