كاتب الموضوع :
عذووووبة
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: ارواح تائهة في موج الحياة
الجزء الثاني
في تلك الشقة المطلة على البحر كانت ترتشف من فنجان قهوتها و هي جالسة قرب الشرفة الجو رائع و رومنسي استقبلت هدية من حبيبها ترفض فتحها و افساد غلافها الجميل هو فنان بكل بصمة تطبعها انامله سَحرها بطبعه و اخلاقه , يغدق عليها بالمشاعر الطيبة , وجوده اكثر ضرورة من جرعات الانسولين التي تأخذها يوميا هو السكر التي حرمت منه طفلة .
على اضواء مدينة عنابة الهادئة ليلا اخذت تفتح هديتها بلطف شديد و رعاية كاملة
اجمل من الهدية البطاقة المرفقة بها كانت بطاقة نقشت عليها ورود الجوري الحمراء تتلألأ بضوء احمر و تطلق موسيقى كلما ضغطت عليها تذكرها بهدايا السنين الماضية حتى ببطاقاته يراقص حنين الماضي الجميل تتذكر يوم تسللها هي و اخته الصغرى هبة ابنة عمتها لغرفته بهدف رؤية البطاقة السحرية الناطقة الموجودة بين ملابسه بلغتها هبة ان رسالة وصلت له و هي تنطق ب اي لوف يو ابتسمت لما تذكرت دهشة هبة و فضولها برؤية السحر بطاقة رائعة رسم عليها دبدوب تنطق حروفا مبهمة لطفلتين لكن شعورا غزاها لما فكرت بمن ارسلت له البطاقة شعور غريب يعض قلبها العاشق اهي الغيرة ؟ لا يوجد اقسى من غيرة قلب متيم طردت الافكار المتسللة لها و فتحت البطاقة خطه يتلاعب بعينها خطه الانيق الرائع كتب بكلمات قليلة ثقيلة : هل يمكن لوردة جوري ان تتجسد في كيان امرأة ؟
ثم اردف تحتها : صوتك سيكون السحر بنفسه انتظرك الليلة..
لم تفهم كلامه ماذا يقصد بالليلة ؟هل سيزورني ؟ ارتبكت بمجرد التفكير في الامر وقفت و دخلت الى غرفتها اتجهت الى المرآة تتأمل وجهها الدائري عيونها الواسعة بلون العسل الشهي شفتيها المنتفختان بلون توت بري احمر سمار بشرتها في هذا الصيف من تأثير شمس عنابة و شعرها الاسود الكثيف الحريري ينسدل على وجهها بغرة من الامام ليزيد شكلها فتنة لكنها ترى نفسها اقل جمالا رغم ان شكل حمزة في الواقع لا يقارن بها بتاتا و لو وضع في مقياس للجمال لاعطى نتائج كارثية لكنها لم تكن تراه بعين عينها بل بعين قلبها كان اوسم رجل عرفته في حياتها انزلت بصرها للعلبة المفتوحة بين يديها جلست و اخذت منها شيئا اسود اللون ثقيل بعض الشيء ابتسمت بل طارت انه جوال هديته لها جوال يستمع به الى نبضات قلبها يا حظ سمعي بانفاسك رغم بعدها
فتحته بشغف لتنطلق نغمة نوكيا تتصدره. سنة 2000 بدأ التحضر يصل الى التكنولوجيا بعد ان بلغ اوجه في التنوع في القتل اتى الوئام المدني املا يحمل قلوب الجزائريين نحو الافضل هل سنتجرأ على ابقاء نوافذنا في صيف حار مفتوحة دون خوف ؟ هل سيأتي يوم ننام فيه دون ان نتفقد مرارا اقفال الباب الحديدية ؟ يبدو ان الحلم قادم يبدو ان الامل سيغزو عقولنا من جديد استقبلت رسالة الخدمة تفيد بتفعيل خطها بحثت لتجد قائمة الهاتف خالية الا من اسم واحد : روحي حمزة
ضحكت ما اجمل ثقته بنفسه يعرف مكانه جيدا
اجمل ما في الامر انها ستتخلص من تجسس سلمى و سامر من مكالمتها مع حمزة في الصالة من الثابت اخ لسلمى و طيشها و جنون سامر دمعت عينها لما تذكرت انها ستفارقهما خلال اسبوع سمعت صراخهما و ضحكات سلمى زلزال من الحيوية و الجنون قادم نحو غرفتها دخلت بجنون و اغلقت الباب ورائها قالت و هي تلهث : خالة اسماء انا في حمايتك
ضحكت من قلبها : خالة اسماء ؟ يا نصابة اصبح خالتك في مصالحك فقط؟
بملامح باكية و تمثيلية بارعة اصبحت لا تفرق بين واقعها و كذبها : فقط هذه المرة
ضحكت مرة اخرى : دموع التماسيح اصدق حاولي مجددا توسلي اكثر
سلمى : و الله و الله سأكون خادمتك ليوم كامل اطلبي ما تشائين سأذهب عشر مرات للمتجر و لن اشتكي ابدا ابدا
قالت و هي تنظر لها بطرف عينها : لنر ماذا فعلتي هذه المرة؟
سلمى : اناااااااااااا لا شيء من قال اني فعلت شيئا
اسماء تضع يدها على مفتاح الغرفة و سامر يضرب في الجهة الاخرى بقوة يكاد يكسر عليهما الباب
امسكت سلمى بيد خالتها : سأخبرك
’
تسير على شاطئ البحر تلاعب الرمال باصابع قدمها و عيناها تضيئان في هذه الليلة الجميلة الدافئة كدفء قلبها , الهادية كهدوء ملامحها الصافية صفاء روحها تنبض مع كل دقة في قلبها حبا يسير بجانبها يتأمل شرودها و دمعة خائنة تتسلل على خدها حتى في اوقات السعادة لا يترك لنا الماضي الحزين فرصة لتجاوزه لازالت تتذكر تفاصيل تلك الليلة الكئيبة
قبل سنتين....
بعد ليلة كئيبة في المستشفى رفقة شقيقها استيقضت صباحا لتغادر المشفى و كان قد وصلها اخبار ليلة امس المرعبة و تفاصيلها وصلا لباب الشقة ليجدوا تجمعا امام الباب دفعهم باسل ليجد رأس والده معلقا و كتب بدمائه الدور على ابن الكافر
بلع ريقه و شعر بان الدنيا لا تستطيع حمله من ثقل جسده رغم ما تسبب به من الم يبقى والده يبقى من حمل اسمه من كان ذات يوم يحمله مفتخرا به من كان يتشبث في ثيابه لما يشعر بالخوف فيستمد منه طاقته افاق على صوت سقوط اخته على الارض لا لا يريد ان يفقدها هي الاخرى
لم تستوعب ما رأته اي عقل هذا الذي يمكنه ان يحتمل رؤية منظر كهذا كأن الاجساد يومها سنابل تقطع رؤوسها و ترمى اجسادها .لا تتذكر الكثير من احداث ذلك اليوم الا انها لما افاقت وجدت ابا مذبوحا و اما مجنونة و اخا هاربا من يد الموت الى فرنسا حتى انها لم تودعه هرب مباشرة الى السفارة الفرنسية طالبا الحماية و اللجوء للأمن و لا تعرف عنه شيئا ليومنا هذا وحيدة هي في تلك الظروف و ما امر وحدتها لم تجد قلبا عطوفا الا خليل الذي كان ينظر لها من باب شفقة في البداية حتى وقع في شراك حبها
نفضت غبار الماضي و مسحت دمعتها الخائنة عائدة للحاظر فقط الحاظر الجميل الرائع الموشوم بوجود خليل فيه فما اروع حياة تعانق انفاسك هواءها و ما اروع بحرا تنافس امواجه لتلامس اطرافك امسكت يده تعزي نفسها بوجوده و ابتسمت في وجهه بمرح
خليل : ما هو سر هذه الابتسامة ؟
ملاك : وجودك معي و هنا
خليل : ادري ان وجودي وحده سحر
ملاك : و وجودي ماذا يمثل بالنسبة لك ؟
خليل : ثرثرة لا نهاية لها ان لم تكن بلسانك فهي بعيونك
عبست في وجهه و ادارت وجهها تعبيرا عن الغضب
ضحك و قال : ألا تعلمين ان لثرثرتك ايقاعا شهيا مغريا للرقص و ان لعيونك لغة اغريقية ذات طلاسم لا يفهمها الا انا فما اجمل وجودك و انتي لوحة فنية اثرية
ملاك : العب علي بكلميتين اصلا ما دخل الاغريق هنا
خليل يضحك دفعته ملاك و قالت : اخشى يوما لا اسمع فيه ضحكتك الساحرة حتى و انت تستهزئ بي
قال : اخشى صباحا لا يبدأ بشروقك معي
’
يرتب اوراقه بهدوء و زميله يجلس امامه حزينا منتكسا , رفع رأسه اليه يسأله عن سبب حزنه :لا تخبرني ان كل هذه التعابير الكئيبة بسبب فشلك في هذا العام و عدم تحصيلك للمعدل المطلوب ؟
رفع رأسه اليه :طبعا معك حق فأنت ناجح بمرتبة الشرف دوما و انا اجتر كل عام مرتين
محمد : لانك غير جدي اغلب اوقاتك في الجامعة تحاول تحصيل اكبر عدد من المعجبات لا من المواد
قاطعه بضيق : هذا ما ينقصني تأنيبك بعد , ضميري يكفيني
محمد : متى يأتي يوم و تمسك قلبك بنت واحدة لا ادري الى اين انت ذاهب بهذا الفندق /و يشير الى قلب صديقه
ضحك مغيرا من تفاصيل وجهه: قلبي كبير يحمل كل بنات حواء
قال باشمئزاز واضح : و عقلك صغير لا يقدر على تحصيل بضع مواد
ظربه بكتاب بجانبه : قلت لك لا تذكرني كنت اريد ان انسى لا ان تزيدها علي
على فكرة ميساء طلبت مني التوسط لديك
محمد بنظرة اندهاش : من ميساء ؟ تلك الطويلة المغرورة ؟؟
اجاب بضحكة صاخبة : هذا و انت لا تلقي للبنات بالا
قال : هي تفرض نفسها علي و اراها اينما ذهبت
رد : اذن ماذا تقول فيها
محمد : استغفر الله لا احب هذه الطريق انت اكثر شخص يعرف طبعي..
قال : اذن ابقى بين كتبك ستسليك حتما
محمد : طبعا اقل شيء لن تخدعني و لن اجني ذنوبا من ورائها
رن هاتفه ليبتسم متأملا الاسم الذي يتصدر الشاشة : مخلل
رد بترحيب كبير : اي صدفة هذه خلول بقدره و قيمته يتصل علي
خليل : هههههههههههههه كل هذا اشتياق لي يا رجل ؟
محمد : ظننت انك رحلت او سافرت يا ظالم اسبوع لا تزورني فيه تعلم انني مربوط من كل جهة
خليل : هذا الاسبوع اول اسابيع العطلة و ملاك تأ...
قاطعه ضاحكا : اي ملاك و ملاك و ملاك و بعد ملاك محمد
فهمنا يا اخي
خليل : العاقبة لملاك تملك قلبك
محمد : هههههههههههههههه ما بالكم علي الكل يدعي مازالت في عز شبابي
خليل : لم يبق الا الشيب يغزو رأسك 22 سنة يا ظالم قديما كان لجدي احفاد في سنك هذا
محمد : اي و انت الصادق في كل شيء نسيت ان جدك تزوج في العامين من عمره
خليل : ههههههههههههههه هل عندك شك في صدقي دعك من جدي متى نلتقي
محمد : اختر الوقت الذي يعجبك كلي لك
خليل : لا هذا كثير علي ماذا تركت لزوجة المستقبل؟
محمد : تركت لها قلبي و رجلاي ملكك انت
خليل : قتلتني يا رومنسي يا روميو زمانك
محمد : تركت الرومانسية لك . لم تقل لي سر هاذا اللقاء المفاجئ؟
خليل : اسمع انا لا اعمل عند والدك تعرف ميزانيتي و انت الان قضيت على رصيدي الشهري
و اقفل في وجهه دون ان ينتظر اجابته
نظر محمد للشاشة و ضحك منذ تعرفه على خليل عن قرب اصبح مقربا له و بشده يحبه كثيرا
منصف :من هو خلول ؟ هل هو خليل ابن عمتك ؟
ضحك محمد لا اظنك ستفهم لكن امه ليست اخت ابي بل اخت عمي
منصف : ههههههههههههههه لغز صعب اتكلم بجدية
محمد : هذا عمي علي رحمه الله اخ والدي من جدي فقط و له اخت من امه فهمت ؟
منصف : اهااا ,شجرة عائلتكم متشعبة
محمد بابتسامة جانبية تدل على الاستهزاء : كتشعب عقلك
تظاهر منصف بالغضب و خرج من المكتب ليسحبه محمد من ظهره و يسقطا معا على الارض و يبدأ شجارهما الطفولي
’
جالسة في غرفتها تحاول الهاء نفسها بشيء ما و لم تجد الا علبة مناكير ذات لون احمر اهدتها اياها صديقتها اليوم تزين بها اظافر قديميها تدري انها لا تجوز للوضوء فعمها خليل نبهها لذلك لما رأها تلعب بها لكن لا يهمها ذلك فلا يوجد اب يظربها لاهمالها صلاتها و لا ام ترغبها بها . كل ما تريده ان تكون الافضل شكلا لانها تعي ان الباطن ميت منذ ولادة ايميلي لذلك الاشقر البغيض سام و هي تعاني جرعات الوحدة و الفراق تراه يلاعبه و يفتخر به اما هي فتتصدر هامشه كانت تتمناه بنتا حتى تحسن المقارنة لكنه جاء ولدا جدتها زهرة تقول لها معزية اياها ان الرجال يميلون للاولاد لانهم يحملون اسمائهم و هي ؟ الا يجاور اسمه اسمها ؟تشتاق حظنا لم تعرفه و صوتا يتردد كالصدى في اذنيها بكاءا و توسلا صوت امها و هي تتوسلهم رؤية ابنتها قبل سنة في تلك اللحظة عانقها والدها لم يكن يريدها ان تسمع شيئا و لكن صوتها اتى قذائف تخترق مسامعها خرجت جدتها لطرد حلمها تتذكر قسوة الكل يومها حتى خليل لم يملك الا مشاركتها دموعها لكنها قررت ان تكون متوحشة من يومها ذاك ان تنتقم منهم واحدا واحد ان تبحث بنفسها عن امها و ترميهم خلفها جميعا اتى الصيف و سيأتي والدها معه لقضاء عطلته هنا لا تدري سحر ايميلي معه هذه المرة فهي اول امرأة بقيت معه 3 سنوات. لا تتمنى لوالدها سوى الشقاء و التعاسة و اي قلب هذا و اي عاطفة هذه احيانا يبلغ بنا الاسى حد الجنون و يدفع بنا الحقد و الكره ما يدفع به الحب و العشق ففي مرحلة ما يصبحان متساوين في الشدة متناقضين في المسار نعم فلسفة فيزيائية و متى ما كانت المشاعر الا فيزياء احاسيس تقاس بالمسافة و الجاذبية و الشدة ؟
اه لطفولة لم تعرف حروفها بصدق فكان حرف الطاء يعني طواما و حرف الفاء يعني فجعا و للواو قصة مع الوحدة و ل اللام حكاية مع اللوم اما للتاء نهاية الكلمة فكانت نهاية لكلمة طفلة ميتة اسمها صفية
’
فتح الباب ليدخلها مغمضة العينين : وصلنا ؟
: نعم افتحي الان
فتحت عينيها بصدمة غرفة كبيرة جدرانها بلون بيج منقوشة بالذهبي يتوسطه لوحة كبيرة لنهر جليدي و سرير يتوسط الغرفة باللون الابيض كل شيء ابيض على ابيض دمعت عيناها و اخيرا ستراه عريسا , و اخيرا سيرتدي برنوس والده كما تنص عليه العادات ستشرب زوجته من حليب صاف يعني الامل في صفاء حياة سيملئ لها البيت بنينا و بناتا
حمزة : هل اعجبتك الغرفة
ام حمزة : رائعة دوما تثبت لي ذوقك باختيار كل شيء
قبل رأسها و اطال بفعل ذلك ثم قال لم يبق الكثير لتفرحي بي و ترقصي في زفافي الذي حلمتي به كثيرا
قالت : لك دعواتي يا بني اللهم بارك له فيها و اسعده
حمزة : امين
خرجت من دون ان ينتبه لها لانه غرق في احلامه قربها غرق بعيدا اخرج جواله من جيبه و قرر الاتصال بها لحظات حتى اتاه صوتها الناعم : الو
سكت مدة يريد ان يستمتع بكل ثانية بصوت انفاسها المظطربة يريد ان يوترها ان يتلاعب على اوتار الحب و البهجة يريد مراقصتها على حلبة الاشتياق و التمنع لطالما كان التمنع و المكابرة في الحب احد اهم العوامل في بقاء لهفته كان يحلم بان تضيف كلمة اخرى الا ان هذه الانثى خجولة الى ابعد الحدود قال : اسعد الله مساءك
بعد ثواني كانت تحاول فيهم ان تكون جملة مفيدة قالت : و انت ايضا
تعودت مكالمته في الهاتف الثابت مع كل عائلتها تسأله عن الحال و تكمل امها عنها الباقي او حتى سامر يكمل عنها تداركا لخجلها الشديد لكنها الان تعرف ان لا مهرب منه تفكر فيما ستتكلم معه في الخطوة التالية متجاهلة اسئلته الحالية مما سبب لها فوضى حواس
قال : لم اكن اعلم انني تزوجت بخيلة
احمرت وجنتاها كأنه امامها الان شعرت بخجل فضيع هو يغدق عليها بالكرم و الحنان يهديها بلا مناسبة اما هي فلم تتكلف يوما لشراء شيء له
قالت : أأأأسفة , كنت افكر ان اشتري لك هدية لكنني قليلة الخروج
بضحكة زادت الموقف حرجا عليها اردف : لم اقصد بخلا ماديا كان قصدي انك بخيلة بكلماتك و لكن لا امانع بهدية صغيرة اعرف فيها ذوقك
تيبست في مكانها تشعر ان السكري ارتفع الى 3 غرامات او اكثر الخجل يسري في عروقها مسببا حمرة فضيعة يكاد يغمى عليها هو جريء للغاية و خفيف الظل و هي عكسه تماما تنفست بعمق محاولة ضبط الميزان لكفتها : شكرا على الهدية
قال بهمس قاتل : شكرا على انتِ
قالت : على انا؟
قال : وجودك بقربي سيكون اعظم هدية
ابتسمت بحياء فتاة عاشقة و انسحبت بلطف : ابي يناديني
يعلم انها تحاول صرفه بطريقة لبقة قال : قولي له انك تكلمين زوجك
قالت : حمزة , انا لا اقدر
حمزة ما اجمل ايقاع اسمي على شفتيها , ما اجمل حروفي تنساب من مخارجها , رغم انه لم يروي ظمأه بصوتها الا انه لم يرد احراجها اكثر سينسحب بلطف تاركا لوعة الشوق تتزايد في تواترها ليوم زفافهما
قال : ابلغي سلامي لخالي
سكتت لثواني نبرة الجفاف في صوته لا تعجبها اعتادت نبرة دسمة بالمشاعر الرائعة ربما غضب منها سحبت نفسا طويلا ثم قالت : شكرا و اغلقت الخط و دقات قلبها تسمع من مسافة بعيدة
نطت سلمى من مكانها
اسماء بخوف : بسم الله , كنت اظنك نائمة
سلمى تداعب خصلات شعرها القصير : لم اسمع شيئا
عقدت اسماء حاجبيها و قالت : انا تكلمت عن السمع ؟
سلمى بتأتأة : لا انا لا قصدي لم اسمع ما قلتي لا اقصد على الجوال اقصد لما قلتي لي كنتي نائمة لم اسمع
اسماء : استغفر الله اسأل الله ان يهديك
سلمى بابتسامة : امييييييييييييييييين اللهم اميييييييييين
سحبتها من اذنها لتقربها اليها : لم نكمل حديثنا عن سامر ما الذي جعله يثور هكذا لولا ابي كان سيكسر علينا الباب
سلمى : اح ا ح اذني خالة
اسماء و هي تزيد شدها لسلمى : انا انتظر
سلمى : المعلمة طلبت منا ليس ذنبي
اسماء تتركها : المعلمة طلبت منكم ازعاج من حولكم ؟
سلمى و هي تحك موضع شد اسماء لها : طلبت منا عمل لوحة فنية بأزرار الملابس
اسماء : و بعد
سلمى و هي تفرك اصابع يدها دلالة على التوتر : تتذكرين معطف سامر الذي اشتراه اخر الشتاء
اسماء بعيون جاحضة : اي و بعد
اعجبتني ازاره فاخذتها أقصد استعرتها لعمل اللوحة لكن و الله و تا الله سأعيدها حالما اخذ العلامة كاملة
اسماء تشهق و تضربها لرأسها : يا مجنونة لن ادافع عنكي احمدي ربك انه لم يشرب من دمك يا سلمى صرتي بلا عقل
سلمى بعيون متوسلة تنظر لخالتها
’
مدينة ليل الفرنسية ليلا بساعة متأخرة في اقذر الاماكن المنزوية , يحمل غليونه مرتديا افخم البدلات الرسمية يتكلم بلكنة فرنسية غريبة من جنسية اسبانية متكئ على سيارته الفخمة و حوله مجموعة من الشباب يوجههم للعملية شخصيا لانها خطيرة و تتطلب الدقة
انطونيو : اليوم اريد ان تصل البضاعة الى الحدود الفرنسية البلجيكية عندنا عملية خطيرة لا اتقبل الخسائر اموالي كلها دخرتها هنا
ماريو : و اين سنخفيها؟
انطونيو : سننقل تحفا اثرية مزورة بداخل هذه التحف سنخزن البضاعة
كيفن : خطة ذكية كالعادة رئيس
انطونيو بضحكته الرنانة : هل عندك شك ؟
بينهم شخص يترقب كل خطوة منهم و كل حركة و عيون انطونيو عليه مما اربكه قليلا لكنه كان يتصنع القوة فان كشف امره يسقطع انطونيو رأسه فدخول العصابات امر في غاية الخطورة
انطونيو نظر الى احد الشباب ذو ملابس رثة يبدو عليه الضياع و الفقر بملامح عربية ثم قال : انت ستقود الشاحنة الاولى
: ..........oui monsieur
’
تتباهى بملابسها الجديدة امام المرآة و تراقص نفسها و امها ترتدي طقم الذهب الجديد امامها
.....: ما اسعدنا يا امي ابي كريم لاقصى الحدود
.....: نعم يغدق علينا بالحنان و الحب منذ وفاة ابي لم اعد اشعر بالنقصان كان عمله دوما في الخارج لكن الان اريده ان يستقر هنا
.......: لا اظن انه سيوافق و عمله ؟
......: اموالي التي ورثتها من ابي تحتاج الى تسيير و رجل يديرها و لا اظن انه يوجد انسب من زوجي
.....:و نعم القرار يا امي
........: سنرحل الى بيت جدك فهو اوسع و افخم
......: امي و خالتي جهينة ؟ ألن تنال حصتها من الميراث
......: ضحكت ثم قالت : يا ابنتي الغالية اختي جهينة تمردت على ابي منذ البداية كانت تقف في طريق نجاحه و ترفض اية مبلغ مالي منه حتى انها تزوجت صغيرة السن كي لا تظطر الى اخذ اموال منه
......: و السبب ؟
..........: دعينا من جهينة هي لا تريد اخذ شيء فلنتمتع بخيرات جدك
خرجت تاركة ابنتها في افراحها و غرفتها غارقة بهدايا والدها التي امطرت عليهم فجأة منذ نعومة اظافرها تعلم انه بعيد عنهم روحا و جسدا رجل اناني ما الذي غيره؟
ربما بعد وفاة جدها الذي كان يتكفل بهم رحم وحدتها هي و امها و هذا الارجح فمهما يكن هو اب و للاب حنانه الخاص.
,
صباح يوم جديد استيقضت سلمى منفوخة الشعر لا تدري سبب تمرد شعرها الناعم قامت مفزوعة و يداها تلامس شعرها بخوف سقطت ورقة على الارض حملتها لتجد : {ارجو ان تعجبك التسريحة الجديدة اذكر ان استاذ الفيزياء طلب منا تجريب درس انعدام الجاذبية . يوما سعيدا يا حلوة عسى ان تتعلمي تجريب دروسك على ثيابي}
صرخت برعب : سااااااااااااااااااااامر
ركضت الى المرآة على التسريحة الغرفة مظلمة قليلا فتحت الستائر تاركة لاشعة الشمس حرية التسلل الى الغرفة و اخذت تركض للتسريحة من جديد نظرت الى نفسها في المرآة شعرها القصير واقف للاعلى و قد صدق سامر بتطبيق مبدأ انعدام الجاذبية حتى انه ابدع في مراعاة المسافات هل تضحك ام تبكي ام تصرخ لم يبقى للمدرسة الى ساعة واحدة استخدم مثبت شعر قوي اظن انه استخدم العلبة كاملة
على صوت صراخها و الفوضى التي احدثتها استيقضت اسماء تقاوم اشعة الشمس التي تداعب اهدابها الطويلة
جلست على السرير و شعرها مبعثر حولها اخذت تفرك عيناها منزعجة من الضوء نظرت الى سلمى و صرخت : ييييييييييييي ما هذا من انتي ؟
سلمى بعيون دامعة : جاذبية أأأأأأأأأأأأأأأأأأأ خالللللللللللللللة ساعديني
اسماء ترمي الغطاء جانبا و تقف و اناملها تلامس شعر سلمى الذي اصبح صلب الملمس كأنه خشب لا شعر : لا تقولي سامر ؟
سلمى ببكاء : كيف دخل للغرفة و لم انتبه له
اسماء تعالي للحمام لا وقت لدينا سحبتها بقوة و راحت تغسل شعرها و تفركه كان سيحتاج لاكثر من غسلة بما ان الوقت لم يعد كافيا و الساعة السابعة و النصف
اسماء : سلمى متى يبدأ فصلك ؟
سلمى : الساعة الثامنة
اسماء : فلتتغيبي اول ساعة
سلمى بصرخة : لاااااااااا عندنا فرض و يجب ان اقدم الواجب ايضا
اسماء و هي تضع المنشفة على رأس سلمى : تعالي اجفف لك شعرك
اخذت المجفف محاولة الاسراع فلا وقت لديها كانت النتيجة شعر منكوش ايضا لكن اقل شيء غير صاعد للسماء
اخذت اسماء مشطا و حاولت ان تمسك شعر سلمى القصير كله كي لا يظهر لانه يحتاج لاعادة الغسيل
ارتدت ملابسها على عجل و اخذت افطارها في حقيبتها و خرجت امام الباب التقت شابا تقدم لمخاطبتها : خالك سامر موجود؟
بمجرد ان نطق اسم سامر انفجرت فيه : هل اعمل لدى سامر؟ لا املك جدول مواعيده
استغرب الشاب من ردة فعل هذه البنت التي تبدو هادئة و قال : على مهلك لا تنفجري
احست بالغضب يتسلل الى وجنتيها التي اصبحت حمراء اللون و اخذت تصرخ : ابتعد عن طريقي
و اكملت طريقها تحت استغراب الشاب و فجأة سقط شريط شعرها ليعلن تمرده بحركة غريبة كأن مثبت الشعر يرفض التنازل عن عمله
وصلتها ضحكة الشاب اليها التفتت اليه بغضب فتحت حقيبتها و اخرجت قبعة سامر و وضعتها على رأسها رغم انها اكبر منها الا انها اخذتها كي تثير غضبه
الشاب : بنت مجنونة
سامر من ورائه :من المجنونة ؟
التفت الشاب اليه : سامر ؟صافحه و اخرج من حقيبته كتابا الشاب : اوصاني عمر ان اوصل لك هذا
سامر : شكرا فارس ابلغ سلامي لاخيك عمر
فارس : العفو اعذرني مستعجل
سامر : اذنك معك
توجه بسرعة الى الطريق هو متأخر كالعادة عن الثانوية سيستمع الى درس طويل و عريض و يأخذ تهزيئة محترمة ابتسم بينه و بين نفسه شخصية غريبة الاطوار تناقض فكري كيف للجد ان يمتزج مع الهزل كيف للتناقض ان يلتقي في نقطة واحدة و كيف لمستقيمين متوازيين التقاطع نظريات اخترقتها شخصية فارس مهمل لاقصى الحدود منظبط بطريقة غريبة لا تهزه كلمة مهما كانت قسوتها رفع يده و مسح على شعره الناعم الذي تتخلله خصل شقراء نوعا ما بعيون عسلية تتغير احيانا للاخضر لغالبية اللون الاخضر عليها التناقض حتى في لون عينيه تذكر شعر سلمى و هو يداعب شعره الناعم اشمأز منه طبيعته يحب الجمال بكل انواعه حتى في اشيائه الخاصة يختار كل ما هو انيق , وصل للقاعة متأخرا بربع ساعة اذن هو مبكر اليوم من العادة ان يصل نصف ساعة فان اشارت الساعة الى الثامنة و النصف رفع الطلاب انظارهم للباب و استعد الاستاذ للهجوم دقيق حتى في تأخره ألم أقل انه التناقض بعينه .
طرق الباب بهدوء تلميذ نجيب مؤدب فتحت له الاستاذة الباب و ابتسمت في وجه تلميذها المؤدب و قبل ان تقطع ابتسامتها بهجومها الشرس قاطعها قائلا : صباح الورد يا احلى استاذة رياضيات في الكون كنت افكر في النوم اكثر لانه ليس من عادتي الوصول في هذه الساعة لكنني قررت ان اسرع لانني تذكرت ا ن اول حصة هي لك .
و زين مجاملته اللطيفة بابتسامة صفراء , نظرت اليه بتفحص من قدميه الى رأسه تنهدت ليست في مزاج يسمح لها في تهزيئه و هو جاء بلطف مصطنع قالت له : ادخل و لكن لا تجلس توجه مباشرة للصبورة
ابتسم و دخل واضعا حقيبته على مكتبها تحت دهشة الكل و توجه لمكانها المعتاد في الشرح قال باستهزاء واضح : ماذا تريدين ان اشرح لهم
ابتسمت على حركته رغما عنها مهمل لكنه ذكي تتعجب كونه الاول دائما في مادتها رغم شكاوي الكل على نتائجه الكارثية .
’
نتسائل دوما لما ساعات الفرح تمشي الينا ببطئ شديد تطبخنا على نار الانتظار رويدا رويدا يُقال ان النار الهادئة تطبخ اكلا لذيذا تُرى هذا هو السبب ؟؟؟
اسبوع مر طويلا بساعاته بدقائقه بثوانيه و هاهي اليوم جالسة امام المرآة تجفف شعرها بعد حمام طويل اليوم زفافها انتم مدعوون لزفاف جزائري موسوم بحضارات كبيرة و تقاليد زاهية عرس و لا اروع يوم الاربعاء 24 مايو سنة 2000 الساعة السادسة صباحا دخلت امها غرفتها لتستعجلها للذهاب الى صالون التجميل حجزت لها منذ اسبوعين .
فاطمة : اسماء سامر ينتظرك في السيارة بسرعة
اسماء : امي اشعر بارتباك كبير
فاطمة : سنتكلم لاحقا هيا البسي
و خرجت لتغلق الباب ورائها ارتدت اسماء فستانا ناعما بسيطا اصفر اللون بورود خفيفة عليه و سحاب طويل في الظهر حتى يسهل عليها تغييره بعد التسريحة التي ستضعها على رأسها و ارتدت عبائتها و وضعت وشاحا على رأسها خرجت لتجد سلمى تستعد للذهاب معها
سلمى و هي تقفل ازرار قميصها بعجل : سآتي معك
ابتسمت بحب لها و امسكت يدها و نزلتا للاسفل دخلت سيارة والدها و كان سامر السائق متجهين للصالون
فيما كانت خالتيها و امها تجهزن الاغراض لنقلها الى الصالة و كان والدها في الصالة مع اخيه و ابناء اخته >> اخوة حمزة>> يضعون اخر اللمسات تجهيزا لبدء الحفل
الساعة الحادية عشرة تماما جُهز غداء عائلي الشوربة و البكبوكة و هي عبارة عن طبق تقليدي من معدة الخروف : الدوارة و الكوسى و الحمص اظافة الى انواع السلطات المختلفة بينما كانت النسوة قد حضرن الكسكسي للعشاء و جهزنه حتى يتفرغن للضيوف لاحقا ليست هذه الاكلات من عادات اهل عنابة الاصليين لكنهم من جذور مدينة البويرة و يريدون طبع تقاليدهم الشخصية في هذه المدينة العريقة بلد واحد لكن بعادات مختلفة من منطقة لاخرى كأنهم يتباهون بتقاليدهم الشخصية الغريبة بالنسبة للمنطقة.
وصلت اسماء للشقة لاخذ باقي اغراضها من مجوهرات و ملابس التصديرة و يعرف ان العروس تقوم بعرض للازياء يوم زفافها معبرة عن كل منطقة جزائرية بلباسها الخاص من الشرق للغرب و من الشمال للجنوب فالعروس الجزائرية تكون الملكة يوم زفافها .
تعالت الزغاريد ممتزجة مع صوت البارود و الضحكات تتناغم مع اصوات المتواجدين بفرح يغمر القلوب بعد الغداء توجه الكل للصالة بينما بدأت القاعة بالامتلاء بالضيوف دخلت اسماء للغرفة المخصصة لها و رفعت بصرها للحائط المقابل لها اين جهزت لها امها تصديرتها التي سترتديها
دخلت خالتها و ابنتها تباركان لها و خالتها الصغرى جالسة تعطر ملابسها و زوجة خالها تزغرد و انواع المديح تقال بين زغرودة و اخرى على شكل شعر شعبي تمدح فيه العروس و اهلها و عريسها و تتعالى الدعاوي للعازبات بالزواج فيما يتسابقن للتأمين على قول المادحات كما نسميهم بدأت الاغاني تترتفع مدوية في الصالة لتتفاهم هبة ابنة عمة اسماء مع صاحبة الدي جي على انواع التصديرة و ترتيبها لان كل لباس جزائري سيوافقه اغنية من المنطقة نفسها ارتدت اسماء الطايور الكلاسيكي الابيض لتفتح به الحفلة كانت اميرة بتاج صغير يتقدم تسريحتها الفخمة و مكياج ثقيل نوعا ما يميز العروس عن غيرها فيما كانت زوجة خالها تروي لهم قصة زفافها في العصور الغابرة كما فكرت هبة و ضحكت اسماء
فريدة : اللهم بارك اميرة يا اسماء انا في زفافي ركبت الحصان و شعري على طبيعته و لم ارتدي سوى االجبة القبائلية و اختك سلوى رحمها الله هي من قامت بعمل تسريحة ورد و وضعت لي احمر شفاه
الخالة وهيبة بضحكة : اتذكر يومها كانت سلوى صغيرة و وضعت احمر الشفاه على وجنتيك و فوق عينيك و على فمك المسكينة استخدمته كعلبة مكياج كاملة
ضحك الكل فيما ابتسمت اسماء بحزن لعل البساطة في تلك الايام كانت تخلق للفرح طريقا و لعل الماضي دوما مهما كان يكون صندوقا يحمل ذكريات من ذهب فأين سلوى عنها الان قطعت افكارها بصوت هبة تطلب منها الدخول فيما كانت الموسيقى هادية في البداية دخلت بخطوات مرتجفة تحت زغاريد الكل و نظرات الضيوف باعجاب كبير و جلست على الكرسي الفخم المزين بمخدات مصنوعة يدويا من الفتلة الذهبية و اخرى بيضاء مرمية باهمال حولها دخلت سلمى بفستانها الاحمر المنفوش و القصير تتراقص باستهبال و تجلس امامها و مالت برأسها تحدثها : لا تأخذي مقلبا بنفسك
اسماء : جميلة رغما عنك
سلمى : في عيون خالي حمزة .ضربتها اسماء بخفة طاردة اياها من الجلسة احاطت بها صديقاتها لاخذ الصور و بعدها قامت تحت اصوات الزغاريد تتنافس فيها النسوة لابراز مهارتهن دخلت مجددا للغرفة لتغير لبسها مرة اخرى و ترتدي اللبس الشاوي الرائع ستكون الان ملكة الشاوية لباس باللون الابيض ايضا له نقوش على اطراف القماش برقبة دائرية ممسوك في الكتفين ليسقط على الجسم باهمال يبدو على شكل طبقات من بعيد و تدخل مجددا على ايقاع اغنية شاوية و ترجع مرة اخرى لترتدي الجبة السطايفية من منطقة سطيف الجزائرية و بعدها الجبة الوهرانية نسبة الى منطقة وهران في الغرب ثم الجبة القبائلية و القفطان الجزائري و بعده اللبس التلمساني الذي هو لوحده حكاية و وصفه اصعب من خياطته فيما تُقدم انواع الحلويات الجزائرية التقليدية من بقلاوة و مقروط و غيرها اظافة الى المسمن الجزائري مع القهوة تختم العروس يومها بجبة الفرقاني استعدادا للحنة .
كانت اسماء منهكة لحد كبير : اشفق على نفسي و على رجليا اللتان تقطعتا من الكعب العالي
سلمى : ماراطون هذا ليس زفاف
ضحكت هبة و قالت انا في زفافي لن البس كل هذا سأكتفي بلبس واحد
اسماء : سنرى , وصلت عمتي؟
هبة نعم هو يجهزون الحنة.
تطفئ الاضاءة ليلا و تضاء الشموع مزينة كل اطراف القاعة لتجلس العروس امام مائدة فخمة وضعت عليها اغراض الحنة من حنة و قطن و شموع و طبق كبير مزين بالدنتيل و الحاشية يوضع في الجهاز هدايا اهل العريس
جلست اسماء امام عمتها حماتها و جلس النسوة حولها فيما وقف الحضور ليروا تفاصيل الحنة بقرب.
اخذت العمة يد كنتها و بدأت بوضع نقاط من الحنة المعطرة و انواع الزغاريد تراقص دموع البعض فرحة و حسرة لغياب الاحباء ايضا لتتنافس العجائز بقول اجمل شعر شعبي تمدح العروس فيها :
حَنِي حني يا الحنينة و الحَنة جَبناها حنا
يو يو يو يووووووووووو يييييي
و توضع التاوسة : مبالغ مالية في حجر العروس بعد كل مديح و تتنافس الفتيات في وضع حنة العروس و تقوم الحماة بعرض هدايا العروس من ثياب و عطور و مكياج ايضا و بعد ذلك يتقدم الحضور للعشاء فيما تكمل السهرات بالشاي و انواع الحلويات و العجيب ان العريس في هذا اليوم يكون اشبه بالمتشردين شعره منكوش و لحيته غير مرتبة و ثيابه ثياب عمل لان اليوم الاول هو يوم العروس و هو يكون مهتما بالتجهيز لليوم التالي
بعد يوم شاق و طويل رجعت اسماء الى الشقة للراحة حيث رمت نفسها على السرير مباشرة و تكفلت سلمى بنزع التسريحة عنها و مسح المكياج من وجهها بفرح كبير
اسماء بصوت ناعس : اه اه رجلاي سأموت
سلمى رافعة معنويات خالتها : غدا ستكررين التصديرة صح ؟
اسماء : لا مستحيل سأموت طبعا
المفروض اني اعيدها لكن بما ان الضيوف نفسهم سالبس البدرون و ال****و لانني لم اقدر على اكمالهم اليوم اظافة الى الفستان الابيض
سلمى و هي ترمي نفسها على سريرها : غدا سأنام وحيدة هنا
رفعت بصرها لتجد خالتها في عالم اخر نائمة من التعب الذي نالها في هذا اليوم
صباح يوم جديد استيقض الكل على اذان الفجر استعدادا للحفلة فيما ذهبت اسماء للصالون مرة اخرى و تجهز الكل لمرافقة العروس الى بيتها
اما عند العريس فاليوم يومه يأخذ حماما مغربيا و يقص شعره او يرتبه و يهذب لحيته حسب ذوقه الخاص ليرتدي بدلة رسمية و يضع فوقها برنوس اجداده
كانت حفلة اليوم ابسط من البارحة ستكون في بيت العمة الكبير و مزرعة صغيرة تحيط به , ساحة البيت كبيرة جُهزت بابداع كبير و وزعت طاولات عبر المساحات الفارغة و نافورة مياه تتوسط ساحة البيت الكبيرة و انواع الزهور تتباهى فيما بينها مضيفة ديكور طبيعيا و الاعجب ان هوس العمة نورة بالبط و الاوز تعدى حدوده حيث زينت وزاتها بشرائط ملونة في الرقبة و تركتها تتنزه بحرية وسط الطاولات فيما عبر ابنها مهدي و هبة رفضهما للفكرة لكنها امرأة تعشق لمسات الطبيعة اينما حضرت للطبيعة بصمة في حياتها تربت في وسط غابات الزيتون في جبال البويرة مدينة جزائرية عريقة اكلت من زيتونها و شربت من زيتها و تدفأت من حطبها و احتمت من نيران طائرات فرنسا بين كهوفها امرأة من قلب الوطن من ذاكرة الجهاد و من نسيج التاريخ قاسية في جسدها الذي اُنهك منذ الصبى طيبة في قلبها الذي تجرع الجوع و المرارة و الفقدان و لم يبقى لها سوى اخيها سعد ابو سامر و مسعود الذي يعيش في فرنسا مدينة باريس و قد حضر منذ اسبوع للاحتفال بزواج ابنها البكر جاء محملا بانواع الاقمشة التي تهواها نفسها رغم توفرها في اسواق الجزائر فهم يستوردونها من هنا و يبعونها للمغتربين هناك ليعيدوا شرائها هدايا لنا دوامة غباء لا حدود لها اظافة الى انواع العطور الفرنسية و الصابون الرائع و الشكولا السوداء الشهية و لقطع الحلوى الصغيرة بنكهات الفواكه قصة رائعة تخبئها لسنة كاملة فلا تنفذ الكمية منها حتى يحضر لها اخوها مسعود ضعفها تلك الحلوى سلاح سري تسكت به الاطفال و احيانا تتخذها رشوة تنال منها مرادها اليوم جهزت كل قطع الحلوى و قطع السكر لترمى على العروس لما تدخل بيتها
ابنتها خديجة تعطي دواء للنوم لاطفالها سر لن تعرفه سوى نساء الجزائر في المناسبات فهن احيانا يلجئن الى هذا الدواء بافراط غير انه احيانا يقدم نتائج عكسية
هبة : منصور نشيط جدا ضاعفي الكمية
خديجة تأخذ بفمه و تدفع ملعقة اخرى من الدواء
هبة : اظيفي عليه دعوات بان ينام ساعات كاملة
خديجة بكل براءة : اللهم اني اسئلك ان ينام منصور نومة اهل الكهف
تدفعها هبة بخفة : استغفر الله قلنا ساعات
خديجة : تمتعي يا هبة بالعزوبية سيأتي اطفالك مستقبلا و سيحرمونك من قضاء اوقات جميلة
هبة : لا حول و لا قوة الا بالله ,خديجة الناس يحلمون بطفل يؤنس وحدتهم و انت تقنطين من رحمة الله ؟
خديجة : الامر ليس هكذا و لكنني تعبت
هبة : من قال لك ان تنجبي 3اطفال دفعة واحدة
قاطعتهم امهما بصراخ : الفوضى تعم المكان و انتما تتسامران هنا الى العمل
هبة : امي كل شيء في مكانه و الاكل جاهز نحن ذاهبتان للتجهز اتريديننا استقبال الضيوف بهذا المظهر
الام لا رد اكتفت بنظرات تهديد فيما اتصل حمزة يؤكد ان موعد احضار العروس قد قرب و على احدى اختيه التجهز لمرافقة والده في السيارة المجهزة للعروس
هبة : خديجة بسرعة استحمي و غيري لبسك و اطلبي من نرجس عمل تسريحة بسيطة لشعرك لم تتبق الا ساعة واحدة
خديجة : و اطفالي ؟
هبة : سينامون حتما بسرعة
بعد ساعة من العمل و التجهز انطلقت السيارات معلنة موعد احظار العروس و سيارة العروس من نوع مرسديس بيضاء مزينة بالورود تتصدر الوفد و باقي السيارات تتبعها و اصوات الزغاريد تتعالى
كانت اسماء بفستناها الابيض تتجهز لمغادرة بيت اهلها و الدخول في القفص الزوجي و لما وصل اهل العريس لبيتهم شعرت بانواع الارتباك و الخوف و دموع تتسلل الى عينيها ستودع اهلها الان لن تقوى على مقاومة نظرات امها المودعة و لا عناق والدها لا تقوى على المواجهة تشعر بدقات قلبها كالطبول الزغاريد تتعالى و باب غرفتها تفتح ابنة عمتها خديجة تعانقها و تقبل رأسها اصوات كثيرة لا تفرق بينها وضع البرنوس الابيض فوق كتفها و رأسها لم تشعر الا بثقله و لا تدري من وضعه عليها ليسترها هي الان مجهزة للخروج ترتعش اطرافها و هي تخرج بدعوات الجميع و غناء الفتيات و زغاريد النساء لتركب السيارة رفقة خديجة و خالتها المفروض ان اختها سلوى هي من ستجلس على يمينها و اخت العريس على شمالها شعرت بمغص في بطنها و نغزة في قلبها زوبعة العواطف التي تشعر بها تكفي لن تزيد على نفسها اكثر فلتتغنى اليوم بسعادتها و لتحتفل بيومها .
مجموعة من السيارات سترافق سيارتها بشكل وفد تتعالى اصوات البوري و الصراخ و الزغاريد فيه مراسم خاصة بالاحتفال حتى في الطريق .
ابتسمت لما اقتربت منها خديجة تحدثها تخفف عنها ربكة العروس
خديجة : هل تعلمين ان ابي السائق و انتي لم تلقي التحية ؟
قالت : صدق ؟
خديجة بضحكة : ابي اسماء لم ترك من كثرة الفرح
ابتسم و قال : من حقها فهي الملكة اليوم مبارك لك بنيتي منه المال و منك الاطفال
ابتسمت بخجل تشعر باختناق البرنوس ثقيل جدا و التسريحة التي على رأسها بدأت تتهاوى او هكذا كانت تشعر
وصلت السيارة الى ساحة البيت و نزلت و انواع الورود تتهاوى من الاعلى عليها و الحلويات ترمى و الاطفال حولها يجرون لالتقاطها استقبلتها عمتها ام حمزة بكأس حليب شربت منه هي ثم عمتها و عمها ابوحمزة و نزع البرنوس من فوقها امام غرفتها لتدخل و تجد غرفة بيضاء اللون بجدار مقابل لها كله زجاج يطل على المزرعة الصغيرة خلف البيت و انواع الورود و الهدايا تعم المكان و رائحة عطور مختلفة امتزجت هنا تدل كل منها على بصمة المتواجدين حولها جلست لتستريح و تبدأ تصديرتها التي قررت اختزالها في بعض الملابس التقليدية و ختامها بالفستان الابيض مجهزة سلة بيضاء بها ورود اصطناعية بيضاء على كل وردة قطع حلوى خاصة بها بوقالات و هي عبارة عن قصائد شعبية رائعة لكنها تستخدم استخدام الابراج فتنوي البنت قبل اخذ البقالة و تفتحها لتجد مدحا تخص نفسها به و كلاما عن العريس المستقبلي كأنه تنبؤ للاسف هي محرمة لكنها كانت عادات في وقت نامت فيه القلوب و تجردت من رداء الدين متخذة التقاليد التي صارت الكل في الكل
بعد يوم شاق و طويل ارتدت اسماء فستانها الابيض و دخل حمزة ببدلته السوداء و برنوسه الابيض ليجلسا معا و اخذا صورا تذكرارية ليوم رائع فيما استعجله اخوته بالخروج لاجل الحنة الخاصة به و هي تشبه حنة العروس و مراسمها لحد كبير
خرج واعدا حبيبته بوقت طويل جدا
فيما توجهت هي الى غرفتها و طلبت من هبة العشاء
اسماء : هل ستتركونني من دون عشاء
هبة : اصبري ستتعشين مع حبيبك
قالت جملتها برومنسية و ضحكت
اسماء : اعرف انني لن اكل شيئا في حضرته فارحميني اريد اخذ حقنة انسولين اشعر بدوار قليل
هبة بعطف : حاظر احلى عشاء لاحلى عروس
ابتسمت اسماء في وجه اختها و صديقة طفولتها هبة محظوظة هي بالعيش معها في بيت واحد
بعد انتهاء الحنة تعالت الزغاريد معلنة عن دخول العريس فيما تجهزت اسماء لاستقبال زوجها اما هبة فهمست في اذنها : ساجهز عشائكما لا تخبريه انك اكلتي و ان استطعتي كلي معه فوجهك ما زال شاحبا و لم تأكلي بقدر كافي
ابتسمت اسماء في وجهها و قالت : اشعر بخوف
هبة : حمزة لا يأكل
ضحكت بخجل و خرج الكل اخذتها الافكار بعيدا لذكريات قديمة ايام كان حمزة صديقا و اخا كبيرا لها و اليوم صار زوجا لم تنتبه لدخوله الهادئ و اغلاقه الباب ورائه نظر اليها بحب ثم تنحنح منبها لدخوله فيما قفزت من الخوف و رفعت بصرها لتجده امامها كان وسيما لحد كبير.....
البارت الثامن......
في ظلمة الليل تتحرك خفافيش الظلام مسببة الدمار و الرعب و الفساد
الساعة الثانية عشر صباحا عند الحدود البلجيكية الفرنسية تتحرك الشاحنات ببطئ كل حركة محسوبة بدقة اي خطأ بسيط سيؤدي الى فشل العملية ’ جالس رفقة صديقه الوحيد حسن من المغرب يشعر بخوف يتملكه غرق في مستنقع لا مفر منه هذه المرة ستكون اخر عملية يقوم بها سيتحصل على مبالغ ضخمة و يهاجر الى اسبانيا سيشتري منزلا فخما في الارياف الاسبانية و يتزوج هناك و يرمي اوراق الماضي خلفه أيقضه من أحلامه حسن
حسن: باسل وصلنا شرطة الحدود ستفتش الشاحنات
شعر بوخز في قلبه عدل قبعته الرمادية على رأسه و استعدل في جلسه و اخذ نفسا طويلا يسحب منه طاقته اقترب منه الشرطي بلغة فرنسية فصيحة : أوراقك ؟
قدم له أوراق الشاحنة و أوراقه الخاصة رفع بصره إليه ثم قال : لاجئ ؟
أومأ برأسه مشيرا بنعم
قال له الشرطي: سنفتش الشاحنة ماذا تحملون بالخلف
رد حسن : تحف صينية
الشرطي اشار لمن معه بالبحث داخل الشاحنات ساعة مرت امام الحدود البلجيكية ينتظرون الأوامر معلومات وصلت لهم قبل بضع دقائق تفيد بان 3 شاحنات تحمل تحف فنية بها سلع مشبوهة يتظاهرون بان كل شيء على ما يُرام في الشاحنة الثانية اطل السائق برأسه يسأل شرطي الحدود ان كانت هناك مشكلة فاجابه : كل شيء بخير فقط نكمل اجراءات الخروج بضع دقائق و تغادرون
تنفس باطمئنان بعد سماعه الخبر
بعد دقيقتين و خمس و أربعين ثانية وصل وفد خاص بسيارات مضللة زرع وجودها الرعب في انفس سائقي الشاحنات الثلاث و رفقائهم كانوا تسعة اشخاص أُنزلوا من الشاحنات و اياديهم فوق رؤوسهم و امروا بالانبطاح ارضا ليتم وضع الاغلال على ايديهم و ارجلهم فيما توجهت فرقة خاصة الى التحف و قامت بكسر واحدة منها لتجد بها اكياس صغيرة من المخدرات جاء خبير خاص فتح كيسا واحدا شمه و رماه ارضا : اللعنة , الكلاب وقعنا في فخهم
وجه احدهم لكمة قوية لوجه حسن و دفعه الى الارض و قال : اين البضاعة ؟
حسن بصوت مرتعش متردد : كلها في التحف لا اعلم شيئا
رفعه مرة اخرى و رماه ارضا ليبكي دما نزف به انفه و شفتاه
باسل بذكاء مستدركا هول الحدث : انه فخ , كيف يرسلون بضاعة ضخمة كهذه من غير حراسة او اسلحة كنا اغبياء.
بصراخ ارعب الجميع قال مارك قائد القوات الخاصة لمكافحة المخدرات بالحدود :اكتشف امر مايكل ....
’
لم تنتبه لدخوله الهادئ و اغلاقه الباب وراءه نظر اليها بحب ثم تنحنح منبها لدخوله فيما قفزت من الخوف و رفعت بصرها لتجده امامها كان وسيما لحد كبير للحظة كانت العيون الناطق الوحيد و النظرات اللغة المتجلية في اعترافات كبيرة هي لا تصدق ان بيتا سيجمعها بمن احبته لسنتين و هو لا يصدق بتحقق حلمه و زواجه بمن كان يشفق عليها في صغرها و مذ رآها في شريط فيديو لهبة ترقص مع اخته بحرية تامة تملكه حب التملك اقسم ان لا رجلا غيره سيملكها لم تكن تعرف انه كان وراء رحيل العرسان و عدم عودتهم كان كالشبح المنتقم يطارد كل روح تتربص بها يقال في الحب و الحرب كل شيء مباح فما بالك بحرب خاصة للحب ؟ سيغرقها حد الثمالة في الحب و ستغفر له استعباده لها حينها. كيف لرقصة امرأة ان تسرق قلب رجل ؟ لكنه لم يرى في رقصتها هزة خصر بل رأى في حركاتها و ضحكاتها حينها براءة جيل و صدر وطن اقترب منها بضع خطوات وضع يده الباردة على رأسها الدافئ لتنتفض من لمسته فاجئتها حركته تمتم بكلمات : اللهم اني أسئلك خيرها و خير ما جبلتها عليه و اعوذ بك من شرها و شر ما جبلتها عليه
كان ذلك دعاء بداية نبضين
سألها : هل توضأتي
قالت : نعم انا على وضوء
قال : فلنصل ركعتين
اخذت جلال للصلاة واسعا رمته عليها ليستر كل جسدها و وقفت وراءه كبر و صلى و صلت معه ما أجمل أن نبدأ حياتنا بدعاء فسجدة لمن نحب مع من نحب ندعو من قرارة انفسها ان نهنئ بحياة كلها ود و حب
سلم و سلمت بعده وقف و وقفت بعده ستكون بعد اليوم ظله الذي تستمد منه حركاتها
امسك بيدها و اخذها لطاولة صغيرة عليها عشائهما
جلسا معا
ابتسمت له و اخذت السكين تقطع اللحم و تضع القطع في صحنه تأملها طويلا ثم اخذ سكينا و صار يعمل مثل عملها لكنها اوقفته قائلة : شبعانة
قال : اكره خجل النساء لما يتعلق الامر بمشاركة أزواجهن الطعام
سكتت و لم ترد ستجبر نفسها على الاكل مرة اخرى حتى لا تزعجه
قال لها بصوت جاد لم تعهده فما عهدت منه الا صوت العاشق الولهان : لك مني عهد بالوفاء و الحب على ان تحترمي حدودي التي ارسمها انا رجل غيور اغار على الارض التي ستعانق نعالك و لي ام ليس لي غنى عنها و تكون عمتك فعليك اذا احترامها و لو امرتك ان تكون جارية لها فلتوافقي
صدمتها كلماته في اول ليلة ماذا كانت تنتظر هل اعماها الحب عن الحقيقة أكان الذي عاشته حبا او سراب حب يتراءى لك في بيداء لما تكون في قمة العطش؟؟
بلعت ريقها بصعوبة و اغمضت عيناها تقاوم دمعا خائنا كلا ايتها الدموع ارجعي لمحلك لا تتمردي فاجأها بلمسة حنونة يمسح فيها دمعة خائنة
قال : اسف لم اقصد جرحك فلا تحزني لاني طلبت لامي احتراما و فرضت لها هبة و لا تأسفي لرجل يغار على حبه
هل تبكي ام تفرح صارت تعزي نفسها ان يطلب الاحترام امر عادي , عادي جدا لعل كل الرجال يبدءون حياتهم هكذا و انا فارطة الاحساس ابتسمت بجهد ملحوظ في وجهه
قال : ما احوجني لانثى حنونة مثلك جميلة كجمال روحك و شكلك
احمرت خجلا من كلماته الآسرة و همسه القاتل
و حب يتراقص على اراجيح همسك يحتويني...
ما أقساك من رجل و ما أطيبك من عاشق . حمزة كان حلما يراقص اوتار الصبى بل كان رقصة في حد ذاته يتقن كل الحركات دورانا و قفزا و وقوفا على اصابع القدمين ببساطة كان حبه رقصة باليه بسيطة خفيفة في مظهرها صعبة في تطبيقها انه الحب السهل الممتنع
يُقال ان الزواج هو نهاية جميلة لكل قصة حب اما انا فأقول ان الزواج هو بداية قصة كل حبيبين
ففي الاشهر الاولى يكونان عصفورين لا يسعهما قفص زوجي بل يطيران لابعد الحدود هو يغدق عليها بعشق تشرب منه حد الثمالة و هي تغدق عليه بسعادة تقتص من قلبه الذي تاخر في طلبها و في الهامش ام ترقص فرحا تارة و تتخبط اسى تارة اخرى فتشعر بان الدخيلة مهما كانت قرابتها بها اخذت من كان يوما ما رجلها و كانت امراته الوحيدة منذ ارضعته في الصبى و ضمته في الطفولة و دعت له بالبركة شابا ناضجا نيران الغيرة لابد لها ان تلفح قلبها المتغطرس لعل عشقه في الامتلاك لم يكن عبثا و انما ورثه من امه
ستة اشهر عاشا فيهما في عسل صافي لذيذ شهي لا مكدر له
يُقال دوام الحال من المحال
كانت جالسة في ركن من غرفتها تقرأ كتاب رميو و جولييت اغلقته على اخر صفحة ثم تساءلت هل لكل قصص الحب الاسطورية نهاية تعيسة تشعر بالفراغ كل ما كان يملك قدمه لها في ستة اشهر و قدمت له المثل و اكثر و الان بدأت سموم الروتين تنهش ايامها و الوحدة تتسرب الى حياتها كثير الغياب بل غيابه عادي بحكم كثرة اعماله في مصنع للعجائن استعاد نشاطه بعد ان اعلن افلاسه و اشتراه مليونير من مدينة قسنطينة ارض الجسور المعلقة لكنها تأبى تقبل غيابه للعمل تريده لنفسها فقط بدأت عمتها تزعجها بكثرة طلبها هي امرأة تقليدية لاقصى الحدود ترفض اكل اشياء غير ما تصنع يداها حتى الخبز ترفض شراءه و لا تأكل الا من عجينها الخاص و البيض من طيورها و الحليب من ابقار مزرعتها الصغيرة التي انشأتها بدأت تتناسى وصايا اخيها فيما يخص عدم اجهاد ابنته لانها مريضة و عليها تقدير ذلك تفرض عليها حلب البقر الذي تخاف من ظلهم و تدخل الاصطبل عروسا لتخرج منه فلاحة بائسة ذات رائحة نتنة بشعة و الاقبح تتناوب هي و هبة في هذه المهمة التي بكت كثيرا لما كُلفت بها منذ يومين و للاوز حكاية خاصة معها لازالت حاقدة عليهم و تقسم ان تطهوهم في الفرن منذ هجومهم على سلتها في زفافها لا تدري للحين صاحب الفكرة الغبية وضع طيور للزينة في زفاف
و الاغرب ان هذه الاوزات الثلاث لازالت تحقد عليها و تعمل قطاع طرق تهاجمها بشراسة كلما اقتربت ناحية الزرع لتأخذ بضع اوراق نعناع او بقدونس
اهٍ لشبابك يا اسماء كنتي في عز و صرتي في ذل هكذا صارت تحس تلعن زواجها احيانا و تصبر و تنسى بابتسامة من زوجها الغائب اغلب الوقت .
,
تعيش وحدتها القاتلة بعد انتقالها للمتوسطة و غياب صديقاتها عنها و زواج خالتها صارت بنفسية كئيبة جلست بقرب فصلها اقتربت منها امينة صديقة الطفولة التي فرقتها عنها ادارة المتوسطة بتوزيعها الغير العادل للتلاميذ بدمج اقسام مختلفة من مدارس بكل انحاء المنطقة مما اعاد ترتيب كليا للوائح الطلبة
سلمى : احس بالوحدة
امينة : هذا و عمك ثري و يريد اخذك كل فترة
سلمى : و ما ذكرك في عمي الان
امينة : قرأت البارحة مقالا في جريدة الوطن عن خالد فرحان و نجاحه في صفقة كبيرة الصراحة لم افهم شيئا لكن لفتني اسمه أليس عمك
سلمى : بلى
امينة : لو كنت مكانك لرحلت لحياة النعيم و تركت كل شيء ورائي
سلمى بضحكة استهزاء : أأترك حبيبي سامر لاجل عيون خالد فرحان ؟
امينة : تزوجي ابنه ما اسمه نسيته
سلمى بتنهد : محمد اسمه محمد
امينة بحماس : كيف هو شكله ؟
سلمى بدموع حجزتها في روحها كيف هو شكله؟ شكله هو الذي جعلها ترفض العودة الى ذلك البيت او رؤية وجهه هو نسخة من ماضي ميت من ماضي قاتل من ماضي تود وأده حيا لكنه يرفض قالت : محمد اخي و هو يشبهني كثيرا
امينة بخيال فتاة في الثانية عشر من عمرها : فلتوهميهم الحب و لتأخذي محمد ذاك و تنتقمي لروح ابيك و تسترجعي ورثك المسروق و لا تنسي ان لك صديقة اسمها امينة نصحتكِ
ضحكت لدرجة البكاء من افكار تلك الطفلة المجنونة
لم تستطع التوقف عن الضحك صار وجهها احمرا و الدموع منتشرة في عينيها و الكل يلتفت لهم و امينة تحاول اسكات تلك القنبلة المنفجرة قالت لها : اسكتي يا مرت الدايم
و ما زادتها جملتها الا ضحكا فلزوجة الدايم هذا قصة خاصة لا يعرفها الا الجزائريون في فلم مشوق جميل جسدت قصة رجل بسيط فقير يعجب بفتاة و يذهب رفقة اخيه لخطبتها من والدها الطماع هذا الرجل يعتقد ان العريس اخو الدايم الاصغر سنا منه و الوسيم و الاحسن دخلا فيوافق على الزواج ليدرك متأخرا يوم زفاف ابنته ان العريس غير الذي اعتقده فيكيد له مكيدة بتزويجة ابنته المجنونة التي ان ضحكت لن تسكت الا بعد ان ترشها امها بالماء في لقطة طريفة ابدع المخرج في تصميمها تعرض العروس في غرفتها و تطلب منها امها متوسلة ان لا تضحك فقط هذه الليلة و يدخل الدايم المسكين على زوجته فيجدها غير الذي اختارها و يتكلم معها بمجرد ان ينطق تنفجر ضاحكة و هيهات كيف سيوقفها منذ تلك اللقطة التاريخية التي اضحكت ملايين الجزائريين في السبعينيات و الثمانينات لما كانت قلوبهم صافية لازالت تتغنى فرحة الاستقلال و تفرح باي شيء طريف و مَرْت >>زوجة>> الدايم مَثل يطلق على كل من يضحك بجنون.
حاولت التماسك قليلا ثم قالت : في اي مسلسل شاهدتي هذه اللقطة ؟ منذ بداية متابعتك للافلام الهندية و انتي غريبة بافكارك تريدين ان تجعلي من حياتي قصة هندية
انصرفت بغضب بعد ان قالت : هذا جزاء من يريد بك خيرا
سحبتها و هي تقاوم ضحكها : ههههههههههههه يكفي امينة تعالي
امينة بغضب كبير : لا هذا جزاء سنمار بالنهاية ستتزوجين محمد و انا المهندس الذي يرمى من القصر الذي صممه
سلمى : ما رأيك بخطة بديلة ان اخطبك لمحمد ابن عمي
امينة بابتسامة باهرة : و في رأيك هل سيعجبني
سلمى تدفعها الى فصلها : امينة شمس نوفمبر اثرت على دماغك الى الفصل هيا
امينة : فكري جيدا الفكرة اعجبتني
سلمى : ههههههههههههه يلزمك ضعف سنك حتى تتزوجي محمد
امينة : لا مشكلة اطلبي منه ان ينتظرني حتى اكمل دراستي
سلمى تقف و تتكلم بجدية : قلت لك ان المسلسلات المكسيكية التي تتابعينها ستفسد عقلك الصغير
امينة : اه فديت اليخاندرووو
سلمى : عظم الله اجرك في عقلك اموون
’
جالسان على شاطئ عنابة يتمتعان بجمال البحر الغاضب بعض الشيء لرحيل الصيف عنه و طرق الشتاء ابوابه يحتفلان بهدوء المكان لقلة المتوافدين اليه مع بدأ البرد الذي ينشر سمومه
عُمر : حزين يا سامر لا اظنني اقوى على الفراق عامين مدة طويلة جدا
سامر : ستكون لك كل سنة شهر تزور فيه اهلك اظافة الى المناسبات و الاعياد
عُمر : الخدمة الوطنية واجب لكن الصعب انني سأأديها في مدينة الجلفة الصحراوية تخيل يا سامر كم سأبتعد سأشتاق هواء البحر الذي ادمنته
سامر يخفف عليه : الوقت سيمر سريعا ابتهج يا رجل سترجع رجلا تتباهى امك به
عُمر بأسى : و ما زادني هما الى دموع امي
سامر : و لما الدموع و رجل مثل اخيك فارس يملئ البيت لها في غيابك
عُمر : عزاؤها وجود فارس معها
سامر : احسدك على اخ مثله ليتني امتلك اخا يكون السند في غيابي
اخذ عصى ملقاة امامه و اخذ يرسم اشكالا على الرمل و افكاره تتلاطم كالموج امامه
قطع عليه بفكرة قد تغير نفسيته : يقولون ان بعد الخدمة سيخطبون لك
عمر بضحكة : و هذا الجانب الاجابي من الموضوع لكنني سأشيب بعد 18 شهرا في الجلفة اخشى اني لن استطيع تحمل حرها
سامر : حرها ؟ هههههههههه بل قل بردها حاليا .عش إلى الصيف ثم فكر بالحر
’
يوم جديد و صباح مشرق رغم ان الخريف يقتلع رداء الصيف اقتلاعا مرتدية معطفا خفيفا رماديا و سروال كلاسيكي باللون الاسود و شعرها متناثر حولها تضع حقيبة يد صغيرة على كتفها و تمشي الى الروضة دخلت في الوقت الذي كانت جميلة تنزل منه من سيارة جديدة لم تعهدها ضحكت انقضى عهد وائل بعد ان اكملت معه بيتهما و كتبه على اسمها لتبيعه دون علمه و تختفي سنة كاملة في اسبانيا و تعود لادارة روضتها من جديد و بعين قوية تخرج مع غيره كم انت قاسية يا جميلة هل انتقامك وصل لحد الجنون ؟؟ هل انتقامك وصل لحد قتل الضمير ؟لا حياة لمن لا ضمير له
قاطعت وقفتها الطويلة المتأملة : صباح الخير
ملاك : صباح النور , خطيب جديد قصدي ضحية جديدة
ابتسمت بشقاوة : قولي قصة حب جديدة
و سارتا معا للداخل ردت عليها ملاك : لا قيمة لحب يتغير فيه الحبيب كالنعال
جميلة : و لا قيمة لامرأة يمتلكها سجان
ملاك : ان كان سجان للقلب و الروح عاشقا فمرحبا بهذا السجان
جميلة : عقليتك صارت متخلفة لا أومن بحب ينتهي بزواج هذا تفكير قديم
ملاك : الحيوانات ايضا تنجر وراء شهواتها و الحب شهوة الامتلاك و اللقاء و ما يميزنا عن الحيوانات تقديس ذلك الحب بزواج اسسه تكوين اسرة
قالت منهية للحوار : لا انوي انشاء اسرة
ملاك : توقفي اذن عن قتل كل قلب يقع تحت قبضتك فأعداؤك كثروا
جميلة : متى ينوي خليل خطبتك
ردت باستهزاء يدل على انكسارها : ممن سيطلب يدي ؟
جميلة بحزن : مني
ملاك : كلا اخشى عليه من سفاحة الرجال
ضحكت و خرجت تتفقد امور الروضة و كانت قد فتحت جروحا تأبى الاندمال
’
خرج من فصله مطرودا كالعادة لم يكن من النوع الذي يستفيد من الطرد للتسكع يطرد من قسم ليستأذن في اخر طرق باب الفصل المقابل طالبا من الاستاذ اكمال الدرس معهم وافق الاستاذ بسرعة صدقه الكبير يكسبه ثقة من حوله يدري انه مطرود لطول لسانه او استهزائه او حتى ضحكته المدمرة لكنه يصبح شخصا اخر حين يستقبل في غير فصله فيرسم للجدية طريقا على وجهه و يشد همته في اتمام الدرس و فهمه جيدا هل تعرفتهم عليه ؟ رجل التناقضات ..............فارس
’
في جهة اخرى يمشي ببطئ يستمتع بكل ثانية برفقة حبيبته الجديدة كل مرة يلتقي فيها فتاة جديدة يقسم انها من سترضي غروره و تملأ قلبه في نظره هو الوسيم الفريد من نوعه من جذور عريقة تربى في قصور عثمانية في مدينة القصبة العاصمية امه بنت الحايك الجزائري ابوه ضحية مجزرة من مجازر الارهاب شتت العائلة باكملها فاضطرت اسرته للسفر الى مدينة باب الواد الساحلية من قصر الى بيت عادي لكن من تربى تحت اسوار القصور و عانقت عيناه شموخها يبقى متطلعا للاعلى دوما وحيد امه و ابن امه و اخته أمل تتحكم فيه كلعبة بين يديها لها فضل عليه فراتب امه المتواضع لن يكفيه ليبدو ابن القصور باناقته و لن يكفيه حتى لرصيد جواله و لمكالماته المشبوهة و لا لسجائره و سهراته تزوجت أمل صغيرة برجل يكبرها ب 20 سنة فكانت صفقة رابحة اختارت مصيرها بنفسها فوأدت شبابها تحت ظل رجل عاهدها بتوفير حياة كريمة لامها و أخيها صغيرة السن كبيرة الهم سلطت على نفسها عمرا غير عمرها و ارتدت ثوب التأمر فهي ابنة القصور العثمانية زوجة التاجر المعروف الغني الجميلة و القوية بشخصيتها يعتبرها منصف أمه الثانية قد يضحي بكل شيء لأجل ابتسامة منها رغم أن تسلطها عليه يزعجه قليلا بل يشعره أحيانا بمنها عليه .
شخص مغرور أبا عن جد و لا يرضي غروره إلا أثمن الأشياء
هذه الفتاة التي تسير أمامه الآن بشعرها الطويل المقصوصة أطرافه بعناية بخصل ملون تتخلل سواده الحالك و قميص ضيق احمر عليه معطف اسود خفيف يناسب برودة الجو التي بدأت تنتشر اظافة الى بنطلون جينز اسود و كعب عالي احمر و حقيبة يد حمراء جميلة لكن ينقصها شيء لا يدري لحد الان ماهو لكنه يعي انه الشيء الذي طالما بحث عنه في باقي الفتيات و لم يجده
يبحث عن الاناقة و الجمال هي امامه اذن هذا هو المطلوب حتى افكارها تشابه افكاره تحب التملك و التسلط و تحبه اكثر من حبه لها بالف مرة مرحة و نشيطة ماذا يريد اكثر افكاره ابعدته عن الجميلة التي تحدثه بشوق كبير طرد كل شيء و ركز معها يدرك انها تعلم حظها الزاهي الراقص به {منصف القصبي } من لها شرف السير امامه ابتسم لفكرته بلؤم شديد و كما تجري العادة يمشي و عيون الصبايا تتبعه وسيم بل جميل جمالا غير عادي بطوله الفارغ و عضلاته البارزة و عيونه الكبيرة كل شيء مميز فيه اخذ الكثير من والده ذو الاصول التركية
’
تنظر اليه بعين حاقدة كأنه اول طفل يمشي في التاريخ اناس متخلفون هكذا فكرت و ان تعثر فهي المسؤولة عن تعثره و ان سقط فصفية المتهمة الاولى و تلك الشقراء البغيضة صارت تفهم لهجتها قالت بتأمر : صفية جيبي خوك يطيح>> احضري اخاك يوشك على السقوط
تجاهلتها و ركزت مع المسلسل الكرتوني الذي امامها مهما قاومت لازات طفلة في داخلها
وقفت ايميلي بقهر كبير و اخذت جهاز التحكم لتغير القناة الى كنال بلوس canal +
نظرت اليها صفية بطرف عينها هي فتاة الصقيع و ايميلي لا تدري بعد مع اي بنت تتعامل ابتسمت بطرف فمها وقفت و ايميلي تترقب خطواتها توجهت لسام الصغير الذي كان يركز مع لعبته الجديدة ابتسمت ايميلي بانتصار اما صفية فاخذته الى غرفتها و اغلقت الباب دقيقة مرت و اخرى 5 دقائق مرت و الهدوء يعم المكان تلاعبت الافكار بايميلي و راحت تركض لغرفة صفية تخشى ان تفعل شيئا بابنها رغم انها متأكدة انها لا تجرؤ ستنال الموت ان أذته فتحت الباب لتجد صفية تلاعب اخاها الصغير و ابتسامة على طرف شفتيها اخذته ايميلي منها و توجهت للمجلس تتابع برنامجها الفرنسي ربع ساعة مرت لتشعر بشيء دافئ يتسلل لملابسها الانيقة الغالية الثمن صرخت و رمت سام على الارض و صرخت: اووو نو مون ديووو
صااافييية
و اخذت تصرخ بهستيرية نعم فعلها فوقها صفية لا تمزح نزعت عن الطفل الحفاظ و هي موقنة ان زوجة ابيها لن تستأمنها عليه طويلا فقط تريد اغاظتها باوامرها خرجت من غرفتها و ضحكت بشماتة : قذرة و تدعين النظافة و الاناقة و اغلقت غرفتها فورا
مر الصيف ثقيلا عليها صبرت كثيرا و تريد ان تلقن ايميلي درسا تتذكره لما ترجع لفرنسا بعد غد اقسمت انها ستترك لها تذكارا ينسيها الخادمة صفية و عطل الجزائر
’
يداها مغطوسة في العجين تعمل بجهد كبير حتى تملأ فراغها الرهيب و ترضي عمتها المتطلبة كثيرا دخلت عمتها برفقة سيدة لا تعرفها سلمت عليها و اكملت عملها على طاولة جانبية وسط ساحة البيت و السيدة جلست في كراسي من الصخور منحوتة بعناية موضوعة بجانب الساحة الداخلية للبيت المغطاة بالعنب المتشابك كسقف لها بطريقة رائعة و الاجمل لما تتدلى عناقيد العنب كالثرايا صيفا. بيت ريفي رائع تستمد منه طاقتك و حيويتك و لا عجب من نشاط اهله ان كان هذا هو جوهم
ابتسمت السيدة في وجهها سألتها عن الحال و كالعادة تجد اسماء نفسها تحت سؤال واحد : لم تحملي بعد ؟
8 اشهر فقط هل يعتبر هذا تأخرا كارثيا للحمل
ابتسمت بخجل لا تدري ماذا تجيب
قالت عمتها بقسوة و اسماء كانت تنتظر ان تنقذها من السؤال الحرج : زوجة عبد الرحمان تزوجت بعدك بشهرين و هي حامل
قالت السيدة بجفاء تام : لعل السكري له تأثير سمعت ان اصحاب هذا المرض لا ينجبون
ترددت الكلمات في اذنها و رأسها ما أقسى المحيطين بها ما اقسى سكاكينهم التي يقطعون اللحوم بها لا تدري بماذا ترد الا دموعا خائنة تقاوم نزولها
أردفت عمتها : لا ترعبيني لم احسب لهذا الامر
اظافت السيدة بتطفل كامل : حمزة صغير و الحياة امامه
اجابت عمتها :لا ابنة اخي لا تشاركها امرأة في زوجها و انا حية
ابتسمت بألم تحب ابنها لكنها لن تضرها تبقى عمتها تركت العجين بعد ان غطته و دخلت ترمي نفسها بغرفتها و تسقي وسادتها دموعا هل ستكون عقيمة ؟؟؟ سؤال تردد كالصدى في رأسها
نامت بدون ان تشعر بشيء
دخل مساءا ليجد والدته و هبة يجهزان طاولة الطعام و امه غاضبة يعرفها اكثر من نفسه حركاتها تدل على عصبيتها
قبل رأسها و عيناه تبحثان عن اسماء
قالت امه مقاطعة نظراته التي تفهمها : هي نائمة عندها الخدم و الحشم يجهزون لها اكلها
قال بسرعة يدافع عنها : ربما تشكو من شيء
قالت و هي تضع الخبز في سلته الخاصة
: تشكو الدلال و لعلها انتبهت لعيوبها و هي التي تظن نفسها ملكة الكل انظر حتى الخبز انا اكملت عمله رمته و دخلت لغرفتها و احرجتني مع جارتنا
دخل غرفته منزعجا لا يريد لزوجته ان تكون سببا لتعكير مزاج امه هو صغيرها المدلل و هي امه المدللة ايضا فتح الانوار ليجد جسدها الرشيق ملقى على السرير اقترب منها اثار الدموع حفرت طريقها على وجهها مالذي ابكاها بهذه الصورة نسى غضبه و راح يمسح على شعرها بحنان و جهها ابيض فيه اثار الطحين مسحت عيونها لما كانت تعجن بكيت هناك اكيد على يديها اثار العجين ماذا قالت لها امه ؟
انتفضت من لمسه لشعرها و بعيون حمراء نظرت اليه اول ما جاء في بالها انها عاقر و هو سيتزوج عليها عاجلا ام أجلا اعطته نظرة حاقدة لم يعهدها منها و ابتعدت عنه استغرب تصرفها لا هذه ليست حبيبته التي يعرفها
حمزة : حياتي ما الذي ابكاك؟
اسماء بصوت قاس : و هل يهمك
حمزة :ما هذه النبرة الجديدة ؟
اسماء بصوت باكي : حمزة انا مريضة اتركني ارتاح
حمزة بعطف : حبيبتي العشاء جاهز تعالي معي و بعدها نامي و ارتاحي و ان شعرتي بان حالتك لم تتحسن سأخذك الى المستشفى اخبريني بماذا تشعرين؟
اسماء :رأسي يؤلمني و اشعر بضيق
حمزة بضحكة يحاول تلطيف الجو : ربما هذه علامات الحمل
صدمة , اسى , حزن , حقد كلها مشاعر تكومت في تلك الانسانة الزجاجية التي رُشقت بالحجارة فتشققت قبل ساعات و اتى هو ليتمم رشقها فانكسرت كليا
هل تبكي ام تصرخ ام تهرب الى حضن امها ؟؟ تجمعت الدموع في عينها من دون شعور منها و تدفقت بمرارة و اعرضت عنه بقسوة
لم يفهم شيئا سوى ان مزاجها معكر الى اقصى حد و ستتحسن لاحقا امسك يدها فابعدتها عنه خرج ليتركها ترتاح و جلس الى جوار امه يتناول طعامه نظرت اليه امه باستفسار : اين اسماء ؟
رد بتضايق شديد : هي مريضة بعض الشيء
عم السكوت المكان الا من اصوات الملاعق تناطح الاطباق والد حمزة ضعيف الشخصية لحد كبير ليس له تعليق او كلام بعد زوجته و هبة لا تتجرأ على الكلام امها قاسية معها .
’
في دهاليز السجون الفرنسية و وراء قضبان حديدية يترمي خلفها حثالة المجتمع و قليل من المظلومين كان جالسا الى ركنة مستندا على الحائط القذر ورائه ينقش فيه عدد الايام التي مرت و هو هنا سمع انه سيحكم عليه ب 8 سنوات سجنا او اكثر ثم يرحل الى الجزائر و من يعلم هل سيركب في كرسي ام في صندوق انفه و عيناه حمراوين تنقصه جرعات من المخدر منذ 3 سنوات و هو مدن و هاهي ثمانية اشهر تمضي و هو يتعذب كان كل شيء خطة محكمة و لعبة قذرة اختاره ذلك الاسباني او الايطالي لا يدري حقيقة جنسيته و لا حقيقة اسمه كل ما يعرفه انه اخذ بضاعة مخفية في تحف الى بلجيكا باوراق مزورة و أُخبر انها مخدرات و كانت طحينا في النهاية العصابة علمت بأمر الجاسوس و اعطته معلومات خاطئة و رمته هو و من معه كطعم ليمرر بضاعته الحقيقية بسلام و الأطرف في هذا كله انه مرر الطحين على اساس انه هيروين و مرر الهيروين على اساس انه طحين معلب بعناية باسم شركة معروفة جرب المخدرات بعيدا عن هذا الجو و تعلم تسويقها و اليوم سيكون خريج من معهد التهريب لا خريج سجون و هارب ابتسم لسخرية الامور ورث انانيته من والده
حسن : باسل , يقولون ان محاكمتنا بعد غد
باسل يتنهد : و ما الفرق ؟
حسن : بما انهم لم يجدو ما يديننا فسنخرج براءة
باسل بابتسامة استهزاء : كانت نيتنا تهريب الطحين لا المخدرات
حسن : الدليل هو الشيء المادي
باسل : لكننا اعترفنا بانظمامنا الى العصابة و ايضا نيتنا بالتهريب لا تضحك على نفسك
بداية البداية اتمنى ان تنال اعجابكم انتظر توقعاتكم و رأيكم بكل صراحة بالشخصيات الجديدة و الاحداث فهل بدأت خيوط نسيجي تظهر لكم ؟؟؟؟
|