لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


ارواح تائهة في موج الحياة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هنا في هذه المساحة الصغيرة سأرسم لوحتي و سألونها بشخصيات عرفتها في حياتي كان لها اثر كبير لوحتي

موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-14, 12:25 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264478
المشاركات: 14
الجنس أنثى
معدل التقييم: عذووووبة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عذووووبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
Thanks ارواح تائهة في موج الحياة

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



هنا في هذه المساحة الصغيرة سأرسم لوحتي و سألونها بشخصيات عرفتها في حياتي كان لها اثر كبير


لوحتي حقيقية لست البطلة و لكنني روائية تدون ما رأته من ابطالها

فلتتابعوا معي ..

الـــــــــــــى الانثى الاستثنائية التي شجعتني صمتي قاهرهم اهدي لك اول رواية اكتبها

الـــــــى الرائعة انثى السحاب اشكرك على كل شيء عزيزتي فانتي طاقة دفعتني للكتابة


غاليتي تراشيق الخفاء اسمحي لي بشرف وضع سحرك و نثره كمقدمة لروايتي ..

أرواح تائهة في موج الحياة

خيمة بيننا...

تعب بيننا ..


وكلام لـــــــــم يصل


أشتهي تعبي

أشتهي روح فجرتني صدى

أرتاء شجر للحنين

يحضنها المنهكون

ودالية باكية ..

تستقبل الاغنيات الهجينة

يرتد صداها للصدر


وجع بيننا

مسكون بالفواصل

بقلم الساحرة تراشيق الخفاء

البارت الأول ...

طفولة بذكريات طاعنة

مستلقية على ظهرها تنظر للسقف و ترسم عليه افكارا مرعبة و مجنونة : ماذا لو لم يتعافى؟؟
ماذا لو خطفه الموت مني؟ كيف ستكون حياتي بعدها؟
طردت الافكار التي تسللت الى عقلها و قفزت بمرح كأنها تريد تمثيل الفرح او انها تغصب نفسها عليه
فقد صارت الابتسامة ترسم بالعنف على وجهها الصغير ملامحها الطفولية البريئة عيناها المتلألئتين من حجز الدموع فيها فمها المتورد من كثرة كتم الشهقات و خدودها التي رسمت الدموع طريقا عليها........
كلها ملامح طفلة لم تتجاوز العقد العاشر من عمرها طفلة ارهقها التفكير و الالم
بخطوات بطيئة و ابتسامة خبث كانت تسير على اطراف اصابعا لتفاجئه بقبلة حنونة على خده.
التفت اليها بحنان و امسك يديها الصغيرتين ليقبلها بحب تام
كانت وحيدته طفلته الصغيرة ثمرة حبه و كل ما بقي له من زوجته المتوفاة كان يحمل همها فهو يعلم ان ما بقي له ليس بالكثير فامعائه تكاد تنتهي من كثرة القص الذي كان نصيبه بعد كل عملية جراحية ذلك الكيس القذر المربوط في جانبه الايسر
يذكره دوما بقرب وقت رحيله ما يؤخر حدوث ذلك ان اجله لم يحن بعد كتم دمعة خائنة في عينه و رسم ابتسامته المعهودة
و سحبها لحظنه.
استنشقت عطره بكمية كبيرة اخترقت قلبها كأن وظيفة القلب حفظ العطور و الروائح و رغم انه كان من نوع رخيص الا انه بقي المفضل لديها مدى الحياة .
هل تعرفون ان للابوة عطر؟ هل شممتم عطر الابوة يوما ؟ هو عطر مصنوع من زهور العشق و اي عشق اقوى من عشق البنت لوالدها؟ اخطأ الكتاب و الفلاسفة في تفسير معناه .ذلك العطر مكتوب عليه بالحروف الكبيرة الواضحة هنا مصنع الحنان و كتب بجانبه صنع في جنة الحب الطاهر مميزات العطر انه غير منتهي الصلاحية استنشاقة واحدة تنزع الهم و الغم مشكلته انه لا يباع بل عطية من رب العالمين.
في مصنع الحب ارتمت و غطت وجهها في حظنه الدافئ تتوسل ذلك القلب النابض ان لا يتوقف يوما عن النبض رفع رأسها اليه و قال:
حبيبتي الا تكفين عن دلالك؟ ستصبحين يوما امرأة ناضجة و قد لا اكون بقربك يومها و تتزوجين, الرجال لا يحبون المرأة الفارطة الدلال.
ردت بتمرد عهده منها كلما بدأ في وصاياه التي كثرت هذه الايام: لن اتزوج فلا اريد ان ابتعد عنك و لا اريد حضنا بديلا عن حضنك ستكون بقربي ان شاء الله دوما فكف عن تقديم نصائح الشيوخ فلست الا شابا يافعا ينضح حياةً
نظر اليها و قال في نفسه و اي حياة يا بنيتي انني احتضر.
لم يكن يعلم ان احتضارها اشد من احتضاره فاحتضار الحي لموت حبيبه اشد الما من احتضاره لموته ذلك ان الحالة الثانية هي مفارقة الروح الجسد و الاولى مفارقة الروح الروح.
قطعت جلستهما الصامتة الناطقة الما عجوز انهكت السنين جسدها و رسمت التجاعيد حكاية امرأة شهدت الكثير عيناها القاسيتين الجامدتين لم تعد تعبران عن اية مشاعر لا احد يفهمها
وقفت سلمى لتقبل رأس جدتها او بتعبير اصح رأس الجماد الواقف امام الباب
بينما ابتسم الاب علي في وجه امه هو يعرف سبب جمادها يعرف سبب قسوتها على نفسها فاي ام ترقص على احتضار فلذة كبدها؟
بعبارة قاسية كانها تحمل همومها لتلك الطفلة الصغيرة التي تقف امامها:
سلمى عمتك تحتاجك اذهبي لرؤيتها.
ردت كاتمة غيضها: فلتطلب ذلك من صفية
الجدة بغيض اكبر: صيفية مريضة اليوم
قاطع الاب علي الحرب التي كانت تندلع في غرفته مقاطعا ابنته من رمي قنبلة اخرى:
حبيبتي احضري لي بوضة معك
هنا حسم الامر و تغير غيضها الى سرور فروحها طلب منها شيئا ليأكله
ابتسمت و توجهت لعمتها التي القت عليها وابلا من الشتائم التي لا تنتهي
خخخخخخخخخخ هي الان نائبة عن صفية هل امتلككم الفضول لمعرفة صفية؟؟
صفية تلك البنت الصغيرة ذات الشعر الاشقر و السيقان الحافية النحيلة ضعف جسمها غطى جمالها المسلوب المسروق من عنف المحيطين بها هي ضحية مجتمع لا يرحم ثمرة لحب فاسد كريه تزوج والداها بعد قصة حب وبعد اكتشاف اخوالها للقصة اجبروا والدها من الزواج من امها و اي زواج يستمر بعد الغصب و التهديد كانت ام صفية وردةانتهى عطرها بسبب علاقتها بزوجها قبل زواجهم فقد اشتم كل رائحتها الطيبة و ذبلت بين ايدي ذلك المزواج فلا تتذكر صفية عدد زوجات والدها فهن كالنعال يتغيرن كل فترة رمتها امها انتقاما لوالدها بين ايديه ظانة ان وجودها سيمنعه من الزواج و فعل هو نفس الشيء فالقى مسؤليته على امه زهرة عمة سلمى
لتتفنن هذه الاخيرة في تعذيب البنت الصغيرة التي جعلت منها خادمة مطيعة.
خرجت سلمى من الشقة التي تكرهها تلك الشقة من عمارة فوق صخرة كبيرة في العاصمة نوافذها تطل على مقام الشهيد بالجزائر بخطوات سريعة تخطت الشارع للتوجه الى السوق الكبير في الحي المقابل كانت تمتلكها فوبيا من السيارات رغم صغر سنها ما زالت تتذكر تفاصيل ذلك الحادث الذي اخذ جزءا من روحها معها
اخذت نفسا طويلا و قطعت الشارع و الافكار تاخذها كالمد و الجزر لم تشعر بنفسها الا و هي تقف امام البائع مدت له بالورقة التي كتبتها لها عمتها و استمرت في نوبة تفكيرها لتعود للواقع على سؤال البائع:
اضيفها لقائمة المشتريات الاخرى؟ أمن ستدفعين الان؟
قالت : بل اضفها للباقي و سيأتي عمي في المساء ليحاسبك
ابتسم البائع : تفضلي
الدهشة الغضب الضحك كلها مشاعر متناقضة كانت من مصير سلمى لما رأت عدد الاكياس الموجودة امامها و جاء في بالها سؤال واحد؟ هل تحضر عمتي عزيمة كبيرة ام انها تحاول عقابي بسبب موقفي معها؟ حملت كومة الاكياس تجرها تارة و ترميها تارة اخرى تدوس عليها احيانا تذكرت المثلجات: سحقا كيف ساحمل المثلجات معي ؟رمت الاكياس امام محل للمثلجات و دخلت لتختار علبة كبيرة على ذوق والدها لتنصدم بفرقة من الكلاب تتجسس على محتويات الاكياس المرمية امام المحل طردتهم بعنف و رجعت تواصل رحلة حربها معهم و ضحكة شماتة مرسومة على وجهها لما وصلت للشقة تنتظر انتقامها من عمتها.
فتحت العمة الباب ملقية وابلها المعتاد من الشتائم و الكلمات الجارحة لكن سلمى تعودت عليها فلم تعد الا روتينا يوميا فلو غيرت عمتها من طبعها لكان هنا العجب العجاب .
العمة زهرة: الحمد لله على سلامتك يا اميرة الكل لماذا اسرعتي في الرجوع؟ كان الاولى ان تمشي على مهل اكثر كأنك زرتي المريخ .........
دخلت سلمى عند والدها تاركة العمة وحدها كانت طريقتها لرفع ضغطها قاعدتها جواب الاحمق السكوت عليه .
صفية..
حمى كبيرة غزت جسددها النحيل بين احلامها ترى امها المحرومة منها ترى اسرة حلمت فيها طول عمرها كانت امها تجلس على كرسي هزار و هي بين احضانها تقرأ لها قصة هنسل و قريتل الطفلان الصغيران اللذان اغراهما بيت الحلوى لتمسك بهما العجوز الشمطاء و تحاول طبخهما لا تعلم صفية لماذا تحس انها هنسل و هبة اختها الصغيرة قريتل و لكن الفرق واضح فهنسل و قريتل المذكوران في القصة اختارا الذهاب لبيت العجوز الشمطاء اما هي و اختها هبة رمتهما الظروف على جدتها العجوز الشمطاء فحياتها من بعيد تبدو كبيت الحلوى في القصة شهي لذيذ من الخارج قاس من الداخل طفلة منبوذة يتمنى الجميع عدم وجودها لكنها تظل افضل حال من اختها هبة المرمية في مركز المعاقين ذنبها انها ولدت مشلولة.
وسط احلامها تسلل صراخ فضيع الصوت مألوف كان صوت العجوز الشمطاء جدتها زهرة حتى باحلامها تحسدها تمنعها من احضان امها اي قسوة هذه يا جدتي؟؟ اي امرأة انتي الا يكفيني حرمان الام و الاب؟ حتى باحلامي؟؟ و اي يتيم اكثر الما من يتيم الام و الاب و هما حيان؟
كانت صفية تحسد سلمى فاقل شيء ان امها متوفاة اقل شيء انها طفلة بذكريات سعيدة
اما هي فذكرياتها كوابيس.
جدتي زهرة انقلعي من حلمي فلم اشبع من حظن امي.
الصوت يرتفع و يرتفع اكثر صداع لا يطاق اصوات ترتفع
لا ليس حلما انه حقيقة ,فتحت عيونها بتثاقل تحاول تمييز الاصوات .
في الصالة مصدر الصراخ
العمة : يا حيوانة ما هذا ؟؟ طلبت منك شراء خضر و فواكه لا احضار اكياس قمامة
سلمى تصرخ و شعرها بين يدي العمة : ابي ابي لااااااااا
العمة : قلت طمااااااااااطم اثنين كيلو طماطم لا عصير طماطم قلت لحمة للطبخ لا للكلاب
الظاهر انك ورثتي طباع امك في الغباء
هنا كأن الدنيا انقلبت رأسا على عقب كأن رصاصة اخترقت قلب سلمى دفعت عمتها بكل قوة و بدأت بالصراخ الا امي الا امي
يد ضخمة ارتفعت لتتوجه كمدفع قوي الى خدها الصغير اغمضت عيونها مسلمة للواقع منتظرة حرارة الصفعة لكن لا شيء هل اصبح المها النفسي اكبر من ان تحس بصفعة يد من فولاذ؟؟
هل اصبح الوقت بطيئا؟؟ مرت الثواني لكن الصفعة لم تصل بعد هل زاويتها كبيرة الى هذا الحد؟ هل ستكون 180 درجة لالا قد تكون 360 درجة درسنا اليوم ان 360 درجة كاملة توقفت عن مراجعة حساباتها و قررت فتح عيونها لترى سدها المنيع يقف بينها و بين المراة الفولاذية ووجه احمر من الغضب يده على مكان عمليته يقف بتمايل انه ابي عزوتي و تاج رأسي هكذا فكرت او هكذا صرخت في نفسها
الاب علي: الى هنا و كفى البنت اليوم ستذهب عند اخوالها و لن اسامحك ابدا ان اذيتي ابنتي بكلمة او جرحتها يوما.



البارت الثاني

معلقة صبر مع معلقة أنتظار مع أكواب مستحيل

بمذاق اليأس المر

كنت أحتاج لمزيد الشهد أوصيت به لى أنا لا للغير

تباً لى ما زلت أرقبها تأتى به لى

ااحلام أنهمرت منى كانت كشلال ما زال يغرقنى بالأمنيات

أدندن بكل حنين

تحولت إلى قصة أنين

فبقيت أخشى الأستلقاء بجسر الأمنيات التى صار هزيل

اقضى ياعات فى دوامات تكاد تفتك بى

يشيدنى الحزن وينسفنى الألم فى جوف براكين وبراكين

خيط من الذكرى أخفيه معى كتعويذهصبر

لكن الارق ظهر بى يبارز أضلعى بسيوف فى ملعب الأوجاع لدى

مسكين أيها القلب

ليتنى أتسرب من مكانى الآن نحو شىء اقوى منى معلق فى ذاكرتى وأيامى وأحلامى البائسه

نحو ذكرى لأمارس فيها الأختباء

ليت أصابع فكرى تقف وتكف عن نبش ذلك الشريط فى قلبى الموشوم بالصدق فليس مثل باقى القلوب

ليت أصابع قلمى تتوقف نهائياً عن رصف الحروف

بدأت الألوان تتغير لى وما بقى لى لونى الجميل الذى أحلم بيه

سيل من الىهات يتفجر فى صمتى فى صبرى فى أشتياقى وألسنه من نيران تكاد تفتك بى

فاجعه الحقيقه بطعم المر لا أستطيع أن أتخياها ولا أبتعلها

حقيقه بثياب لم أعطيها ولم يرتديها قلبى أبداً

إلا أيتها القلبعه فى قلاع الصدر لى هلا ترجلتى قليلاً

لترجمى الحقيقه أو لترجمينى أنا

لتقتلينى مرات ومرات ومرات فمن شده ما بى

أريد قتلى آلاف المرات

بقيت غريق فى دماء المستحيل فقد بدت لى مقصلة عشقى

تارة اعلو وتارة أهبط فى تابوت ما له منفذ

ذلك هو أنا وسأدس فى صدرى الكثير

بقيت أرواغ ركلات اليأس تهبط بى لبئر تمنو عليه خيوط النسيان

عجباً

أن تواطأ معك الزمان ضدى

ليفقدنى جسر الأمنيات

بقلم مبدع برق حنون

ثغرة امل
فتحت دفترها الوردي الذي تعتبره كاتم اسرارها و بدأت تكتب بخط جميل يقسم خطها ان صاحبته انثى استثنائية في كل جوانبها فجمالها النادر خالط صفاء روحها شعرها الاسود المنسدل على كتفيها يرفض ان تلمه قطعة قماش لانه يعشق الاحتكاك بها عيونها العسلية عيون المها شكلا و نظرة بفستانها الاحمر الكلاسيكي تجلس على الشرفة تتناول قهوة مرة
حرمت من طعم الحلو بسن مبكرة جدا تشتاق ملعقة سكر تعانق كأسها او حبة شكولاطة تذوب معها انه داء السكري يأخذ الكثير منك و يحرمك و يقدم بالمقابل الكثير ..
نعم انه يقدم ألاما مختلفة النفسية اكثر من الجسدية ’ هذا الخطيب العاشر الذي يذهب و لا يعود
فكلما تقدم اليها احدهم و واجههم والدها بمرضها رحل و لم يعد كأن السكري يقف في طريق السعادة ...
سلمى...
يد ضخمة ارتفعت لتتوجه كمدفع قوي الى خدها الصغير اغمضت عيونها مسلمة للواقع منتظرة حرارة الصفعة لكن لا شيء هل اصبح المها النفسي اكبر من ان تحس بصفعة يد من فولاذ؟؟
هل اصبح الوقت بطيئا؟؟ مرت الثواني لكن الصفعة لم تصل بعد هل زاويتها كبيرة الى هذا الحد؟ هل ستكون 180 درجة لالا قد تكون 360 درجة درسنا اليوم ان 360 درجة كاملة توقفت عن مراجعة حساباتها و قررت فتح عيونها لترى سدها المنيع يقف بينها و بين المراة الفولاذية ووجه احمر من الغضب يده على مكان عمليته يقف بتمايل انه ابي عزوتي و تاج رأسي هكذا فكرت او هكذا صرخت في نفسها
الاب علي: الى هنا و كفى البنت اليوم ستذهب عند اخوالها و لن اسامحك ابدا ان اذيتي ابنتي
بكلمة او جرحتها يوم.
لم يكن احد يتوقع ردة فعل علي بعد ان بذل جهدا في الوقوف للوصول الى مصدر الصراخ و الدفاع عن ابنته كان قد انهار مغشيا عليه , صراخ , دمووع , ألم , ندم , حقد كانت مشاعر تجول في الصالة كالاطياف تعانق الارواح المتواجدة هناك تلك الطفلة الصغيرة التي حرمت حنان الام و عٌُوضت بحنان الاب تذبل تتلاشى ما اصعب ان ترى الموت يحوم حولك مرات و مرات و لا يختارك بل يأخذ احدا قربك , كان خليل ابن العمة زهرة اول الواصلين الى خاله علي حمله كالطفل الرضيع و وضعه في فراشه .
لتدخل العمة في نوبة ندم و بكاء شديد بينما نظرات الخوف كانت من نصيب الجدة التي ترى ابنها ينتهي اما سلمى فحصتها من نظرات الحقد كانت كبيرة.
صفية
مسرحية درامية تدور احداثها امامها و هي تسترق النظرات من فتحة صغيرة من الباب و الدموع الحارة تحرق وجهها لا تدري لما تشعر بالراحة قليلا فرغم انها تحب سلمى الا انها تحسدها على جرعات الحب التي تتلقاها يوميا و مما يبدو لها ان سلمى بدأت تفقد تلك الجرعات و بهذا ستكونان متساويتين لم تنتبه الى و الباب يلطم وجهها و دخول سلمى بنوبة بكاء هستيرية
هل تعزيها الان ام تنتظر اياما قليلة و تعزيها دفعة واحدة.
المساء بعد ان هدأت النفوس قليلا سمحت سلمى لنفسها بالقاء نظرة صغيرة على والدها
كان هادئا لا يتحرك , ممددا على سريره وجهه يشع نورا عيونه موجهة لنقطة محددة .
سارعت اليه كلّمته فلم يرد نادته بدموع و كلمات متحرجة : أأأأأأأأأأأأأأأأبي
فرفع بصره اليها مشيرا لها على انه بخير
فرحة تغزو صدرها قشعريرة تسري في جسدها انه يصلي , لا يقدر على الوقوف لكنه يصلي
أبي...
تقبل الله لك صلاتك و زادك خشوعا يا من علمتي الصلاة يا من كنت تناديني لاقف جنبك و اصلي يا من كنت تأخذ المصحف و تضعه في يدي .
انهى صلاته لينظر اليها بابتسامته العذبة : حبيبتي تعالي بقربي..
أحس براحة نفسية كبيرة , كأن المرض نزع اغلاله عني شفيت يا غاليتي .
ابتهجت و ردت في فرح : أتصدق القول يا ابتي؟
قال: و هل كذبت عليك يوما, و استرسل يغير الموضوع حتى لا تشكك في قوله: عمتك اعتذرت و وعدتني انها لن تكرر ازعاجك
وضعت رأسها على كتفه و قالت : متى سنرجع الى بيتنا الصغير , متى سالعب من جديد في حديقتنا الصغير اشتم الورود التي زرعتها امي , ابي اشتقت لايامنا
قال بالم : قد لا نرجع لكن المهم ان نكون بخير , اسمعي عزيزتي خالك اتصل بي يقول انه اتمم تسجيلك في المدرسة القريبة من بيت جدك تأخرنا كثيرا فالكل بدأ في مزاولة الدراسة جهزي اغراضك غدا ستنتقلين للعيش معهم.
رفضت بشدة :لا ابي سأبقى معك لا اريد الابتعاد
قال بحكمة : انا في قلبك عزيزتي لن ابتعد عنك , سعادتي في نجاحك و ستزورينني كل عطلة اسبوعية فلا تفسدي علي فرحتي بتحسن صحتي و رجوع حياتنا الى طبيعتها.
قبلته بحب و قالت : لك ما تريد ابي.
امضت وقت برفقة حبيبها و اطعمته بيدها الكسكس و غطته و ذهبت لغرفتها برفقة صفية
جهزت حقيبتها و هي تودع المكان الكريه الا من وجود والدها فالظروف ارغمتهما الانتقال للعيش عند جدتها لتهتم بابنها .
تنظر للمكان بنظرة لم تفهمها و لا تعرف شعورها ربما هو الخوف من القادم.
في مكان ما...
اغلقت دفترها و توجهت الى الداخل بعدما عانقتها موجة برد , نظرت الى امها بحب سائلة : متى ستأتي سلمى
الام : اخوك تكلم مع علي ستأتي غدا هي متأخرة لا اريد ان تأثر عليها صحة والدها
قالت : اتمنى ان تتحسن حاله املي في ربي كبير بعد وفاة اختي اصبح كل حياتها .
ذهبت اسماء لتحضير كيكة سلمى المفضلة استعدادا لقدومها .
سلمى ..
استيقضت تحت مداعبة خيوط الشمس الرفيعة , يوم جديد و مدرسة جديدة في انتظارها اليوم سترحل لمكان تعشقه لها ذكرياتها الخاصة معه ,نظرت الى مكان صفية الفارغ يبدو انها ذهبت للمدرسة اريح مكان يمكن ان تتواجد فيه تكمل نومها فيه فحتى يوم العطل تفيق مفزوعة تحت صراخ جلادتها.
فتح الباب ليدخل خليل ابن عمتها التناقض الحي لتلك المتوحشة هادئ الطباع طويل القامة بشكل غريب اكبر منها بعشر سنوات لكنه اخ بالنسبة لها تعتبره احد ضحايا المراة الجلادة
ابتسم و قال : احزري من بالصالة ؟
قفزت من سريرها و دفعت خليل بمرح طفولي : خالي خالي سامر ...
ضمها بحب ابوي و غرس انفه في شعرها يشتم رائحة اخته فيها, نسخة صغيرة عن تلك المرأة التي خطفها الموت منذ 5 سنوات .
قال بحب : جاهزة انتي؟
عبست بتمثيلية مضحكة : ليس بعد استيقظت لتوي
عبس بالمثل : ماذا تنتظرين بسرعة امامك عشر دقائق
ركضت الى غرفتها على عجل تتعثر تارة و تقفز اخرى و ارتدتتنورتها السوداء مع بلوزة تركوزاية باكمام و فيونكة على جنب , سحبت حقيبتها تاركة نصف اغراضها في الغرفة فلن تترك والدها مدة قصيرة و ستعود حل مؤقت فقط , وضعتها في الصالة ثم دخلت غرفة والدها وجدته غارقا في افكاره , عانقته بحب مودعة اياه و قبلة طويلة على خده عزفت ايقاعا غريبا , هل هو الوداع ؟ ام الى اللقاء , لا تدري حقا لكن دمعة يتيمة نزلت على خدها واعدة اياه باللقاء من جديد توجهت للصالة لتجد جدتها تتكلم مع خالها قبلتها مودعة اياها متجاهلة عمتها لكنها سرعان ما عادت للمطبخ لتودعها ايضا .
في السيارة شعور غريب ليست اول مرة تترك والدها و ليست اول مرة تذهب لبيت جدها
تجاهلت المشاعرة المتضاربة فيها و فتحت حوارا مطولا مع خالها المحبوب .
أسماء..
جهزت كل شيء لحفلة الاستقبال تضع اخر لمساتها الفنية باظافة شموع في زوايا الغرفة و تنثر الازهار على شكل بساط احمر حفلة صغيرة المعزمون فيها هي و سلمى و فقط.
علاقة الخالة بابنة اختها علاقة خاصة لا يدركها الا من يعيشها.
جرس البيت يدق معلنا على وصول تلك الضيفة العزيزة استقبال حار قبلات همسات و دموع اشيتياق كلها كانت من نصيب سلمى .
كيف لمن يملك كل هذا الحب ان يسمى يتيم؟
الله يأخذ و لكنه يعطي فسبحانه ربي ما اكرمه.
بعد ساعة من اللقاء و تبادل الاخبار اخذت اسماء سلمى من امها قائلة:
امي ساخذ سلمى فعندنا موعد انا و هي غمزت لسلمى
ابتسمت الام قائلة : حبيبتي سلمى ماذا تريدين للعشاء؟
سلمى : مممممممممممم اي شيء لا يهم المهم اني معكم
الام : الان بامكانك الذهاب.
توجهت الاميرتان للحفلة المشتركة كل شيء رومانسي كأنه مجهز لعروس
الدموع تتلألأ في عينيها من الفرحة التي لا تسعها فبعد ان شربت كل انواع الضغط و العذاب النفسي تجد نفسها هنا و السعادة تلم قلبها و تعانقه من جديد كم انتي جميلة يا خالتي جميلة الروح جميلة القلب جميلة الاسلوب جميلة قلبا و قالبا .
الهدايا تملأ الغرفة كعكة شكلاطة في مائدة صغيرة في طرف الغرفة جهزت كجلسة عربية
الشموع مضاءة في ارجاء الغرفة و بساط احمر من الزهور يرسم طريقا من الباب للجلسة تلك امور بسيطة لا يتقنها الكثيرون لكن البساطة تظل الاروع و الاحلى.
بخطوات مترددة كأنها تخاف على الورد المفروش ان ينزعج من مرورها عليه , تقدمت و الفرح يقرع طبولا على قلبها جلست كأميرة وسط الجلسة و جلست خالتها معها
اسماء : ارجو وان تكون الحفلة على قد المقام سمو الاميرة
ردت بترفع : لا لو انك كبرت حجم الكيكة ايتها البخيلة
ضحكتا في نفس الوقت و كأن لضحكتهما نغمة خاصة تمازجت مكونة لحنا جذابا نونة من ضحكة ساحرة و اخرى بريئة امتزجتا و صداهما يتردد في انحاء الغرفة .
قدمت لها الهدية الاولى مغلفة باللون الاحمر و شرائط تلتف حولها فتحتها بفرح دمية رائعة بفستان صوفي احمر من لون الغلاف و بطاقة ورود كتبت بخط الفنانة اسماء
الـــى أسيرة تفكيري طفلتي المدللـة سلمى دمية لدمية.
ابتسمت و عانقتها بفرح كبير
الهدية الثانية كانت من خالها سامر ترددت في فتحها تعرف حركات ذلك المجنون سألت بخوف : خالتي هل تعرفين محتواها
الخالة : لا لكنني لا اظن فيها شرا هذه المرة فالمناسبة لا تناسب جنونه
اطمئنت و فتحتها : لتجد شيئا ابيض ناعم الفرو جميلا اندهشت من تلك الدمية الرائعة الصغيرة ناعمة الفرو
قالت : متى اشترى الهدية؟
ردت : اليوم
حملت الفرو الناعم متعجبة منه كأنه حقيقي ..لحظة ايتحرك هو؟ نظرت اليه لتجد عيني فأر تحدق بها و يبدأ مسلسل الرعب في الغرفة و الصرخات المتتالية تعم المكان خالتها لا تقل رعبا عنها رمت الفأر المذعور الذي هجم فوق الكعكة اللذيذة طابعا بصماته عليها .
لتتحول الغرفة الرومانسية لساحة قتال و صراخ فتح على اثرها الباب سامر:
خير ان شاء الله كل هذا فرح بهديتي.
و تنقض عليه الاثنتين ليبدأ صراع جديد بين الفتاتين و سامر و فأره اوقفه صوت رجولي جوهري: يا هذا توقف
التفت الكل وجه سامر انقلب للجد ووجه اسماء للخجل و وجه سلمى للسرور و الاشتياق
رامية نفسها عليه:
جدي اشتتقت اليك
هذا الرجل المكشر دوما الجدي مع ابنائه يتحول لشخص اخر مع هذه الطفلة التي تذوب الصخور من حنانها و براءتها فكيف بقلب رجل كسره موت ابنته البكر .

البارت الثالث..

في مكان ما من العاصمة الجزائرية..
رفع سجارته يسحب منها قدرا كبيرا من النيكوتين و يخرج من فمه و أنفه سحابا و غيوما

كأنه بذلك يحاول إقناع نفسه بموقفه هو يعلم أن أخاه لم يبق له الكثير لكنه لا يستطيع التنازل عن موقفه , بعد آخر لقاء لهما طرده بعنف من بيته الطمع الجشع كانتا صفاته ألقى نظرة متفحصة سريعة للمكان الذي تبدو عليه آثار الثراء الفاحش كل شيء يدل على الذوق الرفيع بل على المال الكثير فالمال يشتري الذوق يشتري الأرواح لكنه لا يقدر على ثمن الضمير فالضمير غير مقدر بثمن, ذلك الرجل ذو العينين الجامدتين لا تنزل منهما الدموع مطلقا أو أتنزل السوائل من الجماد؟

كلا لن يذهب إليه هكذا ختم جلسة تفكيره المضطرب .

الأفكار تتخبط في عقله مزعجة قلبه الصامد محاولة في رفع إيقاعاته أو عزف لحن طيبة في جوارحه.

دخلت عليه تلك الحسناء بفنجال قهوة و حبات من المقروط الذي يعشقه و يعشق كل ما تطبخ زوجته الأمازيغية الأصل فنساء الأمازيغ قويات بطبعهن الجبلي و فنانات بطبخ كل ما هو تقليدي تذكره تلك البربرية الفاتنة بأمه ,أمه المسلوبة فرحتها أمه المطعونة في ظهرها يتذكر موتها غيضا بسبب تلك اللصة التي سرقت أباه منهم و كانت ثمرة زواجها منه أخوه المريض علي

يحقد عليه بسبب أمه المعذبة يريد الإنتقام منه لذلك لم يره من مدة طويلة رفع بصره للسقف مسترجعا ذكريات ذلك اليوم الحزين.

يوم وفاة والده دخل بكل برود يعزي إخوته في والدهم و هو الدخيل بأي حق جاء و بأي حق يدخل هل يتشمت فينا؟ و لماذا لا يتشمت فهو من سرق والدنا حيا و حرمنا منه و الآن يأخذه الموت منا , نعم لقد مات مرتين .

لماذا يعزينا في الثانية و لم يعزينا في الأولى ؟ كان المفضل لأبي دوما فهو الولد المطيع و نحن من عاديناه بسبب فراقه عن أمنا.

وسط فوضى أفكاره أيقظته بسؤال منها : تبدو غريب الأطوار اليوم, ليس من عادتك أن تسرح بوجودي.
صفية..
راجعة من المدرسة بخطوات متعثرة و محفظة ضخمة على ظهرها و عينين جاحظتين بسبب نقص وزنها , التقت خليل في طريقها عمها المحبوب الذي استقبلها بابتسامته العذبة جرت إليه ليحملها بين يديه و يتوجها لمحل قريب يدلعها بقطع من الحلويات , احست أنه يخفي أو يمهد لشيء لكنها لم تشأ أن تفسد على نفسها فرحتها به.

خارجا من المحل متوجهين للبيت

خليل: صفية, أبوكي سيصل اليوم من باريس

ملامح الاشمئزاز رسمت على وجهها

استئنف كلامه : لا داعي للغضب عزيزتي ألم تشتاقي إليه؟

ردت : هو لا يحبني , كلما اتعلق به يسافر و يتركني

قال : هذه المرة راجع مع امرأته الجديدة هي فرنسية

ردت بإستهزاء : هااااههههه , غير الجنسية؟

و استئنفت بحزن : أريد أمي , لماذا ترفضون أن أذهب إليها

رمى نظره للسماء متجاهلا إياها كيف يجيبها؟ و ماذا يقول لها

هل يخبرها بأن أمها تزوجت من هو أصغر منها و زوجها لا يدري أن لديها ابنتين؟

قال مغيرا للموضوع: سلمى غادرت البيت مع سامر

تغيرت ملامح وجهها للحزن و اكتفت بالصمت الذي كان سيد الموقف.

رجعت إليها وحدتها من جديد تعيسة هي كلما تتعلق بأحد يرحل أصبح ممنوعا التعلق بأرواح راحلة مهما طال الوقت تنظر للكل نظرة يائسة .

طفلة بقلب ميت صارت.

لم تشعر بالوقت يمر إلا لما فتح عمها خليل الباب لتتوجه مسرعة لغرفتها أو زنزانتها تحاول التأكد من الخبر.
سلمى
أول يوم من المدرسة ..........

نظرات غريبة لتلك البنت الجديدة فهم لم يتعودوا على الجديد إنهم أشبه بأسرة واحدة درسوا منذ البداية معا حاملة حقيبتها في يدها شعرها القصير البني معطي لوجهها شكلا جذابا أنيقة منذ صغرها لعلها ورثت ذلك عن أمها . استقبلتها المعلمة بفرح فبعد أن رأت مستواها الرائع و نقاطها الممتازة أعجبت بها طلبت منها الجلوس و الإنضمام لفصلها كان درس الرياضيات طويلا لكن ذاكرتها حملتها بعيدا , ما أصعب أن تتواجد في مكان بجسدك و روحك تائهة لا تقدر مرافقة ذلك الجسد , غريبة الديار هي غريبة الروح هي ,فما أصعب الغربة تحاول التأقلم لتفاجئك بلوحة عريضة كتب فيها غريب.

رحلت روحها إلى الماضي ب 5 سنوات مضت قبل وفاة أمها يومها لم تنم الليل بطوله تترقب اليوم الموعود اللحظة التي حلمت فيها مطولا استيقضت أمها صباحا لتجدها نشطة تنتظر بدء يومها بحنان فائق عانقتها حملتها و أعدت لها وجبتها الرائعة كانت أمها طباخة ماهرة في كل شيء فكما تتقن تبطخ ما يؤكل تتفنن في طبخ المشاعر و الحنان و تتقن طبخة السعادة

السعادة الحقيقية يعيشها الكثيرون لكنهم طماعون يحلمون بما فوق ذروتها فهل يوجد ما فوق الذروة القصوى؟

جشعون هم بطباعهم و تأملاتهم فهل هناك أسعد ممن يملك الحنان في بيته؟

هل هناك أسعد ممن يدخل البيت ليجد وجوها محبة متبسمة في وجهه ؟ هل هناك أسعد ممن كبر في كنف ابوين فلا أفتقد أحدهما و لا اشتاق لوجهه؟

كانت تتذكر تلك الأيام مشتاقة لها كالضمئان في رحم البيداء لا يجد ماءاً يسد به عطشه

يومها كانت عروسا تزف إلى عريسها دخل أبوها ليجدها مستعدة لأول يوم دراسي تتذكر يومها لهفتها و سرورها دخلت لساحة المدرسة ممسكة بيد والدها و هي تنظر للأطفال الجدد اللذين يملؤون المكان لحظات و بدأ المدير في مناداة أسماء التلاميذ من القائمة مقسما إياهم لأفواج

: سلمى فرحان

سلمى: إنه اسمي أبي إنه اسمي قبلته و راحت تركض كأنها خائفة أن يسحب المدير رأيه بانضمامها للفوج

قادهم معلم للقسم اختارت أجمل فتاة و جلست قربها كأن جمال الطباع من جمال الأشكال

لكن ما أدراها بقواعد الحياة الغريبة براءتها لا تسمح لها برؤية ما تحت الأشكال .

جالسة و البسمة تغزو ثغرها لتنصدم بكتلة من الشحم تنط فوق الطاولات و صوت نشاز يصرخ بأعلى صوته , إنها مــــــــــــايا .

مايا البنت السمينة الثرية فهم يمتلكون محلا ضخما للحلويات هل تتغذى على الحلويات؟؟

شكل غريب بالنسبة لها كانت البنت تصرخ هاربة مخلفة ورائها أضراراً جسيمة لحظات لا تنسى أواتنسخ الذاكريات أموراً تافهة كهذه؟

ابتسامة رُسمت على وجهها و هي تتذكر هذه الأحداث التفت إلى المعلمة تكمل درسها الغائبة عنه .
علي
يتألم بشدة رجلاه باردتان كأن الحياة نزعت منها ببعدها عنه زادت حالته سوءا ينام أغلب الوقت ليفيق بألم فضيع لم يعد يقوى على تحمل الألم هاهي يومان مذ فراقه عنها و هذا حاله

لا يقدر حتى عل الكلام و لا الأكل حالته ميؤوس منها.

أمه جالسة أمام رأسه تقبل تارة تمسح الدموع مرة و تقرأ القرآن عليه أخرى

يسمعها لكنه لا يستطيع أن يكلمها يتمنى أن يوصيها على ابنته يتمنى لو همس لها لكن الأجل قد حان و ما هي إلا مدة ليست بالبعيدة و تنتقل روحه للعالم الآخر.

حياته مرت كساعات بمرها و حلوها فسبحان الله لو عشنا دهرا ما شبعنا من هذه الدنيا نعلم إنها بيت مؤقت سريع الزوال نتمنى أن نكبر بسرعة لأن وقتنا فارغ و تستهوينا حياة الكبار نكبر شيئا فشيئا لنجد أن حلمنا كان كذبة فنتمنى لو يعود الزمن يوما لنستمتع بكل دقيقة فيه و نبقى في حسرتنا حتى يغزو الشيب رؤوسنا و تتلاعب التجاعيد بتفاصيل وجوهنا لنطل على الماضي من شباك الندم و رغم ذلك نتمسك أكثر بالحياة كلما قرب الأجل زدنا تمسكا كمن يتمسك بقطعة حلوى انتهت و يحاول جاهدا الحفاظ عليها لأطول مدة ما أجهلنا و ما أصغر عقولنا .
خليل...
واقفا عند باب غرفة خاله يتأمل وجهه الشاحب جسمه الهزيل و دموعه تاخذ مجرا على خده

أين ذهب جمال هذا الرجل الوسيم أين ذهبت صحته؟؟ يتذكر مرة رافقه فيها كيف كان قوي البنية يحمله و يلعب معه و يجري على شاطئ البحر يتذكر كيف كان يحمله و يسبح به كسمكة

حمد ربه أن سلمى ليس موجودة و هي في بيت جدها و إلا كانت قد زادت عذابه يكفيه عذاب أمه و جدته يكفيه أن يكون شاهدا على احتضار أسرة .

ما أقسى هذه الحياة و ما أصعبها .

أبوه معتكف في غرفته لا يخرج منها هو أكبر سنا من تحمل ما يحدث كيف لا و هو الذي ربى عليا , تزوج أمه و هو يكبر ب 20 سنة و كان علي صغيرا حينها هو حساس لأقصى درجة نقيض أمه القوية الشخصية.

تنهد و خرج من الغرفة إلى الشارع مباشرة هاربا من المشهد الأليم كأنه يريد الرجوع ليجد المشهد تغير كأن يدخل ساحر يلقي تعويذته على خاله فيشفى كأفلام الهنود .

اخخخخخخخخخ ليت الحياة فلم هندي .

بخطوات بطيئة يمشي و يرمي راكلا كل شيء يجده أمامه كالمجنون .

يعلم أن طريقه التي يمشي فيها خطأ يعلم أنه ليس قويا بما يكفي لمقاومة إغراءاتهم إنهم كالوحل إذا دخلت فيه لا تخرج إلا وسخا لكنهم مهربه الوحيد ملاذه الذي يلجأ إليه للهروب من مشاكل أسرته كالطفل اليتيم لا يجد من يحميه أو يعلمه مواجهة نفسه قبل كل شيء كان.

لا أب يدري من يجالس و لا ام تسأل سبب تأخره يتعمد لفت انتباههم بكل الطرق شاب في مقتبل العمر فشاب في العشرين سنة من عمره لا زال يحتاج لاهتمام ما امتلكه طول عمره , لكن شلة سمير تعطيه الأهمية تسأل عن غيابه تقلق لتأخر سمعتهم سيئة لكنهم طيبتهم تسبق سمعتهم معهم فقط ينسى عذابه خفة دمهم و حلاوة كلامهم تسقيناه جرعات الحنان المفقود كذلك هم ضحية للحرمان رماهم أهلهم على هامش الحياة .
أسمـاء..
في أحلى حلتها تنتظر قدوم عمتها ضيفة عندهم , دخلت سلمى إلى البيت و رمت حقيبتها في الغرفة و ابتمست لخالتها: لمن كل هذا الجمال ؟

ردت : لروحي و حبيبتي سلمى

ضحكت و قالت: لا أظن ذلك يومان هنا و أنا أرى شعرك المنفوش و وجهك المقلوب و اليوم تتجهزين لي ؟

ضحكت و قالت : تعالي نتناول غدائنا عندنا اليوم ضيوف

كانت من النوع الذي يكره الضيوف إلى أقصى حد إنهم يعيقون حريتها فسألت فاضحة لشعورها

: متى سيذهبون

بضحكة عالية انفجرت أسماء و قالت: لم يصلوا بعد لنعرف متى سيغادرون لكنني أظن أنهم سيمكثون أسبوعا

سلمى : هااااااااااااه , أسبوع يا ويلي انا

ضحكت أسماء : لا تخافي حبيبتي , لكن لا تفضحيني بتكرار سؤالك امامهم

عبست و قالت : لم أفقد خجلي بعد

ذهبت لتقبيل جدتها و تناول الغداء لتجهز نفسها

ساعة و وصل الضيوف...

دخلت العمة مع ابنتها الكبيرة خديجة و ابنيها ناصر و منصور

لتستقبلهم جدة سلمى و أسماء بكل فرح و سرور دخلوا المجلس و تبادلوا السؤال عن الأحوال

فيما راحت أسماء تجهز القهوة وأنواع الحلويات الجزائرية .
سلمى...
حساسية مفرطة تجاه أؤلئك الغرباء بالنسبة لها و نظرات شرانية متبادلة مع الطفلين الجالسين أمام أمهما كل يريد الشر كأنهم ثيران في معركة .

وقف أحد الطفلين متوجها للشرفة فتبعته فرصتها لتضيق الحصار عليه.

وقفت أمامه و قالت: هيي ارجع إلى أمك

رد بعنف : لا أنا في بيتي خالي

مااااااااااااااااااااذااااااااااااااا خالك خلخل الله ضلوعك أي خال ؟

سامر ملكها وحدها لن يشاركها فيه أحد

أمسكته من قميصه و قالت : أعد ما قلت .

لينطلق الطفل في تمثيل مسرحيته الدارمية و يصرخ مجلجلا المكان و تتسارع الأيدي لفك الطفل المضروب المسلوب طفولته , المذبوح و المسفوك دمه

و تتوجه أصايع الاتهام للطفلة المصدومة من الموقف هل خوفها من سرقة ملكيتها جريمة؟

و بعد هل يوجد أناسا يتقنون الكذب لدرجة التفنن فيه مشاعر متناقضة دموع حجزتها في مقلة عينها لكن شعور الإنتقام غرس خنجره في قلبها .

حاولت الدفاع عن نفسها لكنها في موقف الاتهام و الدليل عليها بين إيديها تركت الطفل خارجة معترفة بهزيمتها واعدة إياه بالإنتقام الشديد

تذكرت فأرة سامر تشجعت و دخلت غرفته لتجدها في صندوق مثقوب تريد ربح عصفورين بحجر الانتهاء من الفارة و الانتقام من ذلك الوغد وضعت في يدها قفاز خالها و حملت الفأرة و رغبة الاستفراغ تغزوها و ربطت الفأرة بشريط لاصق حتى لا تهرب و قررت وضعها في حذاء الطفل لكن أاي واحد هو

هو أكبر سنا يعني حذاؤه أكبر حجما نفذت العملية بنجاح لترجع للمجلس و تعتذر بكل لطف عن الموقف , لتصير البنت اللطيفة الطيبة .

و جلست تتنظر بدأ فلم الأكشن

لاحظت شيئا غريبا على خالتها فوجنيتيها تتورد و بسمة خجولة على وجهها ماذا دهاها هل جُنت؟؟ أصبح الجنون عدوى هذه الأيام استأذن الضيوف في الانصراف فيما ألحت خالتها و جدتهما عليهم بالجلوس للعشاء فيما عبست هي و دقات قلبها تقرع كالطبول و لحسن حظها رفض الضيوف المكوث سبقتهم لغرفتها خائفة من أن يفضح أمرها .

لتسمع صراخا و بكاء و مجزرة عند الباب صار الطفل يبكي بهستيرية وأمه تهدئه تحاول فهم ما يحدث لطفلها فيما نزعت حذائه لتجد قطرات دم على جوربه الأبيض

الفأرة عظته مانعة إياه من إتمام لبسه لفردة حذائه .حينها ألقت الأم نظرة عما بداخله لتتعالى الصرخات و من شدة خوفها ألقت بالحذاء بعيدا و كان عقابها الثاني أخذ الطفل لحذائها.

انقهرت لكنها تقبلت الموقف لأن خالتها تدرك فاعلة الشر التي ختمت الضيافة بموقف غبي و لن يمر الأمر يسيرا.

هاربة من الموقف قررت الاعتكاف بغرفة سامر.

صباح اليوم التالي................

استيقضت مبكراً تتفقد مكان خالها الذي يبدو أنه غادر مبكرا لدراسته الثانوية مقبل على شهادة البكلوريا للمرة الثانية ابتسمت لما تذكرت دفاعه عنها أمس و تهريبه العشاء لغرفته كم تحبه و تعشقه يستحق عناء قتال البارحة من أجله.

تجهزت للذهاب للمدرسة اليوم كئيب فالخريف حط رحاله و الجو بدأ ينشر حالة الحداد لمفارقة الصيف تشعر بضيق في صدرها خرجت متأخرة عن الفصل على غير العادة

جلست قرب النافذة تشعر بالملل , ليكسر الجو النائم في القاعة دخول مراقب المدرسة يسأل عن المعلمة كون أحد الأولياء جاء ليسأل عن ابنه تمنت لو يأتي أحد للسؤال عنها.

كأن نيزكا ساقطا على الأرض رافق تفكيرها وأن السماء فتحت ليسقط جدها أمام باب القسم يكلم المعلمة استغربت هل هي في حلم؟؟

لم تنتظر سرعة استجابة دعائها تقلبت ملامح المعلمة للإنزعاج طالبة منها الحضور و المغادرة رفقة جدها حملت حقيبتها و خرجت و الخوف متلملكها لكنها ارتاحت لما أخبرها جدها أن والدها اشتاق إليها و يطلب منها القدوم.

في داخلها زحمة مشاعر وأفكار لماذا يطلبني لي 3 أيام كنت معه هكذا فكرت. هل اشتاق لي؟

دخلت البيت لتضع حقيبتها و تنزل للسيارة جدتها تتهرب منها و خالتها وجوهها يدل على أزمة بكاء طويلة ؟ سألت كمن ينفض عن شكوكا مرعبة:

خالة ؟ ما بك؟

قالت : تشاجرت مع سامر

تناقض في كلامها فسامر غائب , تحاول طرد الشكوك و تتغابى لتصدق ما يقال لها ربما حالة أبيها ساءت هي تدري في قرارة نفسها ما يمكن أن يحدث لكنها ترمي مخاوفها بعيدا.

ركبت السيارة و الصمت سيد الموقف سوى همسات بين خالتها و جدتها

: منذ متى

من ستة أشهر؟

سألت على عجلة: ماذا حصل من ستة اشهر

ردت جدتها بوجه مكتئب : انخطبت جارتنا

اكملت رحلة صمتها متجاهلات علامات ترسم أمامها

و بعد وصولهم عانقها جدها كأنها يقويها لمواجهة التالي.

وصلوا للعمارة صوت قرآن يتردد في كل العمارة هل اليوم جمعة؟

كلا إنه الأربعاء . استغربت لأنه من عاداتهم السيئة أن يتشغل القرآن في الجمعة فقط كأنه حُرم دون ذلك ففي الأعراس تقام الأغاني و الرقصات أما في الجنائز فيتذكر الناس أن لهم ربا و أن له كلاما يدعى القرآن و كان صوت المسجل بالقرآن في الأيام العادية يدل على جنازة قبح الفعل الذي كانوا يتبعونه.

نزعت يدها بقوة هاربة للعمارة تتخطى درجات السلالم لتجد باب الشقة مفتوحا على مصرعيه و الناس يملؤون المكان فاجئتها يدين تضمها لها إنها جدتها

بصوت باكي و متألم قالت : سلمى مات أبوك

صوت يتردد في داخلها هل قالت مات صديق ؟ تبا ما دخلي في صديقه فليموتوا كلهم أبي بخير

كالصدى في غرفة فارغة ترمي الصوت فيأخذ طريق الإياب و الذهاب إليك كان ذلك الشيء يعيد كلامه عليها بملامح معدومة تخلت عن تعبير معين كان وجهها لتفيق للواقع بصراخ جدتها تقول : مات ماااااااااااااات أبوك هل تسمعينني ماااااااااااااااااااااااااااااااااات ماااااااااااااااااااااات

زلزال مشاعر عاصفة صدمات كانتا الوصف الوحيد لشعورها لتعبر عن مأساتها صرخات متتالية تردد لااااااااااااااااااااا لااااااااااااااااااا ابييييييييييييي

تخدر الإحساس لم تعد تشعر بشيء حاسة السمع لديها تعطلت و حاسة الذوق صارت مهمتها تحسس الألم اما حاسة البصر فتوقفت في لون واحد.............. الأسود

لم تعد تسمع التعازي الموجهة لها و لا بكاء أهلها لم تعد تشعر بشيء لما ماتت أمها كان هو سبب بقائها كان أول من يعزيها و يصبرها الآن من يعزيها من يرجع الابتسامة لثغرها.

فجأة دفعت المعزين لها وأخذت تجري لغرفة أبيها تتفحص صحة الخبر.

ممددا على سريره نائم بهدوء بصمت لمسته أنه بارد بارد كالموتى : أبي لا تتشبه بهم لست ميتا أبي لا تكذب علي .

و سقته بدموع حارة مقبلة إياه بعمق ممسكة بكف تروي له و تشكي له صدمتها به

تتذكر بعد وفاة أمها حفظها لقصيدة تعبر عنها و الآن تقرأها لها مغيرة لقب أمها به :

أبكيك لو نقع الغليل بكائي

وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي

وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّياً

لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي

طوراً تكاثرني الدموع وتارة

آوي الى اكرومتي وحيائي

كم عبرة موهتها باناملي

وسترتها متجملاً بردائي

ابدي التجلد للعدو ولو درى

بتَمَلْمُلي لَقَدِ اشتَفَى أعدائي

ما كنت اذخر في فداك رغيبة

لو كان يرجع ميت بفداءِ

فَارَقْتُ فِيك تَماسُكي وَتَجَمّلي

ونسيت فيك تعززي وإبائي

وَصَنَعْتُ مَا ثَلَمَ الوَقَارَ صَنيعُهُ

مما عراني من جوى البرحاءِ

كم زفرة ضعفت فصارت انة

تَمّمْتُهَا بِتَنَفّسِ الصُّعَداءِ

لَهفَانَ أنْزُو في حَبَائِلِ كُرْبَة ٍ

مَلَكَتْ عَليّ جَلادَتي وَغَنَائي

وجرى الزمان على عوائد كيده

في قلب آمالي وعكس رجائي

قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لك الفِدا

مِمّا ألَمّ، فكُنتِ أنْت فِدائي

وَتَفَرُّقُ البُعَداءِ بَعْدَ مَوَدَّة ٍ

صعب فكيف تفرق القرباءِ

في كل مظلم ازمة أو ضيقة

يَبْدُو لهَ أثَرُ اليَدِ البَيْضَاءِ

ذَخَرَتْ لَنا الذّكرَ الجَميلَ إذا انقضَى

ما يذخر الآباء للابناءِ

قَدْ كُنْتُ آمُلُ أنْ يَكُونَ أمامَه

يومي وتشفق ان تكون ورائي

آوي الى برد الظلال كأنني

لِتَحَرّقي آوِي إلى الرّمضَاءِ





 
 

 

عرض البوم صور عذووووبة  

قديم 14-02-14, 08:33 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264478
المشاركات: 14
الجنس أنثى
معدل التقييم: عذووووبة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عذووووبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عذووووبة المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي ارواح تائهة في موج الحياة

 



البارت الرابع


همسة:
الى الذين ينقلون و لا ينسبون الرواية لي لا احل لكم سرقتكم الادبية



متابعين الاعزاء شرف لحروفي ان تتناثر حولكم
من رحم الواقع اروي لكم هذا البارت ارجو ان ينال اعجابكم اتقبل النقد عسى ان يتطور اسلوبي فما انا الا مبتدئة في مدرستكم
شكر خاص الى صديقتي صمتي قاهرهم و ياسمين >> ميشا
على نقدهم البناء و نصائحهم القيمة
شكرا لكل من شجعني لمواصلة رسم اللوحة
شكرا لاخي جدار الزمن على خاطرته الطيبة الجميلة


أين انت ابي؟


لا تنم ابي
وعيناي تنتظر غدِ

لا تغب ابي
فعطرك مازال يتكرر بأسمك
كلما رددته بفمِ

في طفولتي

في احلامي

وفي سريرك المتعبِ



لاتغلق عيناك عن ذاكرتي
فتنام الضحكات
ويحل طمع وجعي


لاترحل ابي

حتى انسى ادمعي
وتحرسني اناملك
بقلم المبدع جدار الزمن


الفراق.....
بحر من الدموع لا يسقي قلبها العطشان , حالتها كالمجنون بل و اكثر لانها مجنونة بعقل يدرك , بعقل يعي فاجعتها جالسة امام جسده الملقى على السرير بوجه شاحب و دموع جافة و روح غائبة يحدثها الموجودون فلا تبالي تعانقها خالتها و تقبلها و لا تشعر, مخدرة الجسد و الروح.
جدتها ليست احسن حالا منها من كثرة البكاء اغمي عليها اما عمتها فحالتها لا تقل عنهما .
كيف لا و قد كان اخاها الوحيد و ربته برفقة ابنائها .
في هذا اليوم كومة مشاعر القت بها رياح القدر, من يعزي من؟
بخطوات فتاة صغيرة شاحبة اللون جامدة الملامح..ميتة القلب وكأن صقيع الصدمة اقتلع جذور الاحساس من قلبها دخلت تعزيها ربما الوحيدة التي تفهم شعورها لانها جربته اكثر من مرة القت جسدها عليها تعانقها و تبكي على صدرها الما مكبوتا حرمت من التعبير عنه و هاهي الفرصة تأتيها لتفرغ الزحمة التي بداخلها بعد ساعة من المشاعر الجامدة عادت لنوبة البكاء من جديد بوجود صفية في حظنها و اخذت كل منهما تشكو للاخرى بلغة الصمت.
الصمت احيانا يكون اللغة الامثل لحزننا فالشعور السيء لا يتناغم مع الحروف و لا يقبل التزاوج مع الكلمات يأبى صنع جمل تعبر عنه لانه يستصغرها و لا يقبل بدلا للغة الصمت
دخل خليل ليعلن وصول الغسال و يطلب من المتواجدين الخروج من الغرفة , و انسحب الكل.
بعد وقت مر طويلا على اهل الميت خرج الغسال و مجموعة من الرجال معه معلنين عن قرب اخذ الميت لان ابن اخته احمد ابو صفية وصل من المطار و دقائق و يصل للبيت
سلمى كانت اول الراجعين الى والدها ضمته و تركت لنفسها حق الوداع له فاليوم اخر يوم تراه و اليوم اخر يوم تضع رأسها عليه و اخر يوم تقبله فيه .
في ثوبه الابيض كعروس كان سيزف الى قبره كفن يلتف حول ذلك الجسد كرهت الكفن لانه يضمه اكثر من ضمها له.
شهقات و اصوات عالية ترتفع اكيد وصل احدهم ففي الجنازات نعيش حالات من ازمات البكاء ترتفع كلما جاء احد المقربين للميت كأننا نعزي حالنا بمشاركته بكائه او كأن القادم يذكرنا بفجعتنا الاولى لما تلقينا الخبر ,ما اصعبها من فجعة فبين تصديق و تكذيب نجد انفسنا محاصرين يرفض العقل تقبل الامر.
كان احمد الواصل االجديد شهقاته تملأ المكان برفقته لعبة كبيرة شقراء اللون بعيون خضراء ترتدي فستانا اسود طويلا هل هذه الدمية في حداد؟
اي سخرية هذه يا ايتها الدمية باي حق ترتدين الاسود؟ فالاسود في قلوبنا في نبضنا في سنفونية تعزف من نوتات تنهداتنا يعزفها كمان الشهقات و بيانو الزفرات و قائدها فاجعة الموت , ايتها الدمية الدخيلة ارحلي فليس لك مكان بيننا...
تقدم احمد و اخذ سلمى يشم فيها روح خاله االتائهة التي تمردت عن جسدها و رحلت و دموعهما تتراقصان في رقصة واحدة .
و دميته واقفة امام الباب لم تتحرك بَيد ان طفلة كانت تراقبها بعيون حاقدة تريد غرس خنجر فيها .
تشعر بكل انواع الالم في جوارحها لا ينقصها سوى رؤية غريمتها كي تنقض عليها و تغرس اظافرها الصغيرة او تعضها في انفها الطويل البشع ليست دمية كما تبدو لكنها في نظرها امرأة من نار تحرق كل ما تصل اظافرها الملونة اليه.
امها لا تصل الى جمالها و لا الى طولها فهذه الواقفة امامها عارضة ازياء فرنسية.
تقسم ان الجمال ليس بالشكل و انما بالطباع لماذا تحكم عليها و هي لا تعرفها كلا ستكون زوجة الاب لن تطول علاقتهما فهي نزوة عابرة كغيرها سيمل منها و يرميها في اقرب محطة
صفية البنت البريئة الطيبة بدأت تتجرد من كل رداء براءة فالظروف هي من تنسج رداء الاخلاق الذي نرتديه و المحيطون بنا يفصلونه.
قُرعت طبول الوداع و اعلن عن لحظة الفراق و جاء التابوت الخشبي يحمله اربع رجال وضعوه امام الباب , امسكت قلبها خشية ان يسقط او يرحل مع مالكه تعالت الاصوات و اختلفت المواقف فسلمى ترفض ان تسلب ابوتها في نظرها الجسد موجود اذن ابي موجود و ام علي تناجي الكل باخذها مكان ولدها و اخته زهرة تبكي و تضم امها محاولة تخفيف الالم الذي تشعر به خليل منهار و ابوه اكثر منه ام سامر تبكي بحرقة و اسماء شبه فاقدة للوعي
لكن ما تفرضه سنة الحياة اخذ الميت فوق الصندوق للقبر الى محطته الثانية لحظة لا تنسى اربعة رجال بينهم سامر يحملون الميت في صندوق و طفلة يتيمة واقفة في طريقهم بدموع خائنة تسري بدون توقف على وجهها مبللة جسمها تترجاهم بنظراتها القاء نظرة اخيرة لوحة رسمت بماء الذهب لعلها اكثر تـأثيرا من مشاهد كثيرة لينحني الرجال موافقين على اعطاء الطفلة قبلة وداع اخيرة لترتمي بدون تردد على الارض نازعة الكفن من وجهه مقبلة اياه
ابي استودعك الله
3 ايام مضت بنكهة المرارة و العذاب , كما هي سنة الحياة نوراي قلوبنا تحت التراب و نمضي في حياتنا بلا قلوب او بشبه قلب كذلك كانت حياة عائلة علي .
جالسة في غرفة والدها بعيون حمراء كـأنها كانت تنزف دما مشخصة بصرها لمكان ما تذوق مرارة الفراق و الدمع متخذ على خدها مسارا طويلا كأن الدموع لا تجف من العين منكسرة الروح كانت لتتفاجأ بخطوات متثاقلة و مترددة تمشي نحوها رفعت سلمى بصرها اليها للتفاجأ بقبلة سريعة لا خدها و همسات حنونة
صفية : لا تبكي سأهديك ابي ليصير ابا لك .
كأن الاب يهدى افكار بريئة من عقول صغيرة ليت كل احلامنا طفولية فما اجملها و ما ابسطها.
بعيون دامعة تواجه عرضا مغري فصفية تهديها والدها و تتنازل عنه لما تفعل هذا؟
صفية كانت دوما حنونة معها و لم تؤذها يوما هل تحاول تعزيتها بعرضها او تحاول التخلص من هم قد رجع لحياتها كي يغمرها بالحنان و يرحل ليتركها يتيمة مرة اخرى هي تيتمت من الاب مرة واحدة لكن صفية فقدته مرات هل عاشت في كل مرة ما اعانيه اليوم؟
اكتفت بضمها تعبيرا عن امتنانها و شكرها لعرضها الطيب الجميل.
دخل خليل بابتسامة مزيفة على وجهه : سلمى هناك اشخاص يريدون يرؤيتك.
قالت بلا مبالاة : خليل تعرف انني لا استطيع رؤية احد التمس لي عذرا
رد مؤكدا ضرورة رؤية الضيوف : لا انهم ضيوف مهمون يجب ان تريهم
قالت : لكنني لا اريد
خليل : و ان اخبرتك انهم اعمامك
تغيرت ملامح وجهها من العدم الى التعجب اعمامها ليس تمتلك اعمام تتذكر ان والدها يوما حدثها عنهم و انه لا يستطيع الذهاب لرؤيتهم و قد يلتقون بهم يوما كانت متحمسة يومها لرؤيتهم فهي كانت تسمع رفيقاته يتكلمن عن ابناء عمومتهن و اعمامهن كانت تشعر بنقص في هذا الجانب فهي لم تمتلك يوما عما , لو كان جاءتها فرصة لقائهم يومها لكانت سعيدة لكن اليوم غير لا تريد رؤيتهم فهم لم يزورو والدها رغم مرضه الشديد , و لم يكلفوا انفسهم عناء المجيء للتعرف اليها فلما يريدون اليوم لقاءها؟؟
قطع خليل عليها افكارها فامساك يدها ليأخذها الى المجلس فيما سحبت يدها في عنف قائلة:
كلا خليل , لا اريدهم .
دخلت جدتها طالبة من خليل و صفية تركهما بمفردهما, و جلست بقربها واضعة يدها على رأسها تمسح على شعرها : ابنتي , افهم شعورك فانا اكرههم اكثر منك و احقد عليهم لانهم اذوا اباك بسبب الورث , كنت صغيرة و ليس لي في الدنيا احد رأني اعمل في مزرعته فاشفق علي و عرض الزواج فوافقت ولم اكن اعلم انه اب لاربعة اولاد و بنتين و زوجته حية لكنني تقبلت الامر كان جدك يتهرب من زوجته الاولى بسبب شخصيتها المتقلبة فحبها المجنون له جعلها تهلوس بملكيتها له فكانت تحرمه خيوله , اصدقائه , عائلته , ليجد نفسه في قفص محكم فكسر القيود بتمرده عليها و تزوج بي ليجد عندي النقيض فكنت اعطيه حريته و اغدق عليه بالحنان و الاهتمام دون ان استجوبه كل ثانية دون ان احرمه ما يريد و ما يحب جعلته رجلا علي , لم يكن يشعر بالراحة الا معي فيما كانت هي تموت كل لحظة و تتعذب في كل ثانية حاولت التخلص مني بكل الطرق لكن محاولاته زادت جدك تمسكا بي و لما انجبت عليا رحمه الله
ماتت بحزنها و قهرها حزنت عليها فيما كان وجود والدك يذكر ابنائها بموتها فحقدوا عليه منذ الصغر و لم يسمحوا له بالتقرب منهم و لما توفي جدك رحمه الله نصحته بعدم قطع صلة الرحم لكنهم طردوه معللين انه يريد ورثه من ابيه و قالوا ليس لك شيء عندك , غضبت حينها لكنني تفهمت حالتهم فنحن كنا دخلاء على حياتهم لا تقطعي رحمك و تكرري خطأ والدك اسمحي لهم برؤيتك عبري عن غضبك منهم انتقمي لابيك منهم بتأنيبك لهم لو رحلوا اليوم لن يعودوا ابدا لن نراهم مجددا و لن تكون لك فرصة اخرى اعرف انك في قرارة نفسك تريدينه الا انك تكابرين.
تنهدت سلمى مقتنعة برأي جدتها و رافقتها للمجلس.
منزلة رأسها كأنها خائفة من المواجهة تسمع اصوات رجال ليعم الهدوء بدخولها .
رفعت رأسها ببطئ لتجد اناسا غرباء عنها و تسقط مغشيا عليها بعد صرخت اطلقتها.
****
وقف على الشرفة ينظر للمارين بالشارع يحاول تناسي ما مر به هذه الايام كان وفاة علي فاجعة بالنسبة له كان يرى وردته تذبل تدريجيا امام عينيه ليشهد سقوطها ذلك المشهد ما زال يتكرر في عقله يريد انتزاعه لكن لا يستطيع يوراي دموعا تحاول التمرد و يرفع راسه للسماء محاولا استرجاعها لمكانه و ساحبا كمية هواء كبيرة يتنهد عذاب ذلك اليوم , لما انزل تابوت علي امام سلمى لتوديعه .
لحظة وداع ابدية كان كلما ودع احدهم ايقن انه كالمة وداع ستقلب يوما لتصير عادو لكن اليوم يدرك ان نظريته خاطئة فالموتى لا يعودون ابدا.
تألم بشدة لان سلمى لم ترجع معهم فجدتها الحت على امها بتركها عندها و بكت بحرراة و كان نحيبها و توسلها لابيه يكفي ليتركها عندها دهرا فهو اشفق لحالها .
دخل سامر لغرفته يتذكر كل لحزة مرت عليه مع سلمى في هذا المكان و قلبه يعتصر شوقا و ألما .اخته اسماء تتجرع يوميا الم الفراق و الحزن كأن موت علي احيا فيهم موت اختهم هكذا نحن نبكي في كل موت احبائنا الذين فارقناهم .

 
 

 

عرض البوم صور عذووووبة  
قديم 17-02-14, 05:15 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 259835
المشاركات: 58
الجنس أنثى
معدل التقييم: فاطمه توتي عضو له عدد لاباس به من النقاطفاطمه توتي عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 144

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فاطمه توتي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عذووووبة المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ارواح تائهة في موج الحياة

 

السلام عليكم تحياتي لك اختي استمري اسلوبك جيد وواضح ان الاحداث مشوقة ولا يزال هناك الكثير

 
 

 

عرض البوم صور فاطمه توتي  
قديم 23-02-14, 09:17 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264478
المشاركات: 14
الجنس أنثى
معدل التقييم: عذووووبة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عذووووبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عذووووبة المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ارواح تائهة في موج الحياة

 

عزيزتي فاطمة اسرني تشجيعك اكيد مازال الكثير و الكثير فانا اتحدث عن 10 سنوات في الماضي
حتى اصل للحاظر هناك احداث و رائعة ابقي بالقرب

 
 

 

عرض البوم صور عذووووبة  
قديم 13-03-14, 02:52 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264478
المشاركات: 14
الجنس أنثى
معدل التقييم: عذووووبة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عذووووبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عذووووبة المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: ارواح تائهة في موج الحياة

 


البارت الخامس

تمر الايام بموتها البطيء
وتتعرج قسمات الفرح حين ارخي بالي
ترحل كل الاماني معها
هذا القطار المسرع حيث لاينتظر اوهام سكته
وتتنفطر قلوب المنتظرين ببطيء
تحتبس كل الصور ببعض الدموع
كان المقعد يزدحم بالضحك والهمسات
تنفرج الاقدام لتودع الارض الصلده بهدوء رطب
تلتوي قائمة المهدئات مع السكينه
ويتدحرج الألم على قبعته الأسفلتيه
ليفلت الجسد روحه ويتكأ على المراره
لكن التاريخ يسجل اندامل تذكرة ليحيي آخره

بقلم المميز جدار الزمن
في ليلة نشرفيها السواد رداءه ,ليلة خالية حتى من ضوء القمر و تحت شجرة كبيرة تجلس شلة رماها المجتمع على هامشه غير مهتم بها . جالس في ركن مظلم يواري شهقاته و يكتم انفاسه

يشكو لهم حاله و مصابه و هم يستمعون بكل اخلاص ليس من عادتهم ان يهملو احد افرادهم و ليس من عادتهم ان يتجاهلوا احدا يلجا اليهم كثمرة الهندي شائكة من الخارج طيبة من اللب

كانو يبكون لبكائه يشجعونه بالاستمرار و التقدم و ترك الهموم وراءه .

بعد منتصف الليل قرر العودة للبيت قد يفقده احدهم او قد تقلق عليه امه كل شيء وارد هي فقدت اخاها من الممكن ان تتحرك في باطن قلبها امومتها ا وان تخشى فقدانه هو الاخر كفقدان امها لفلذة كبدها ابتسم لافكاره فهو الاعلم بحال امه فهل تغير الصخور من شكلها؟

قال في نفسه مستدركا نعم ممكن اذا مر عليها سيل جارف فانها تتآكل اذن يمكن لامه ان تتآكل ايضا .

وصل لباب الشقة و فتح الباب يأمل ان يرى اما ساهرة تنتظره أو ان يرى ابا معاتبا يستقبله .

يتأمل صفعة على وجهه توقظه و تخبره ان له مكانا عندهم , خيبة امل كبيرة الكل نائم كالعادة القى جسده المتعب فوق الكنبة في الصالة كانه يلقي همومه عليها و تذكر سلمى تذكر انهيارها صباحا و كيف سقطت من الدهشة و الصدمة كيف لا هو نفسه اصابه ذهول شديد .

يسترجع احداث الصباح لما دخلت سلمى المجلس عليهم كان جالسا رفقة اعمامها الاربعة و معهم محمد ابن عمها الكبير خالد, كان خالد رجلا مغرورا متكبرا ملامحه جادة تظهر عليه علامات الثراء و ابنه محمد في الخمس و عشرين سنة نسخة عن عمه علي رحمه الله .يتذكر لما استقبلهم كيف هربت العبارات منه , كيف صار مذهولا و كيف ابدوا هم استغرابهم منه سبحان الله يخلق من الشبه اربعين .

من اول مرة رآه فيها كان خائفا من ردة فعل سلمى التي لم تتحمل الصدمة .
***
في غرفتها تحاول النوم لكنها لا تستطيع تسترق اليه النظر كلما مر على شرفتها يبدو هذه المرة منهكا تعبا ارهقه الهم و الغم تشعر بشيء غريب نحوه كل ما تعرف عنه انه صديق اخيها باسل

و جارهم في العمارة نفسها تتأمل في كل رجل تراه في طريقها مفرا و مهربا من حياتها الكريهة , وردة في مقتبل العمر تتلاشى و لا احد يدري.

حرمت احلامها و سلبت برائتها ترى امها تضرب يوميا من والدها السكران و تختبئ هي تحت اي شيء تجده امامها لان بعد امها دورها هي من الظرب و الشتم اخوها باسل يهرب من البيت فلا تراه الا في الصباح اما هي تعمل في حظانة في الحي المقابل .

بملامح جميلة , و شكل جذاب يقسم من يراها انا ملكة تعيش الدلال و لكنها ليست الا انثى كسرتها الحياة .

تتذكر كيف حصلت على وضيفتها يومها كانت تزور عيادة طبية تبحث عن عمل فيها تساعد المرضى و تنظف المكان لكنها فوجئت بالرفض لصغر سنها كانت سيدة راقية بملابس انيقة و حضور جميلة اسم على مسمى كانت تتأملها و بعد تبادل بعض الكلمات فقط حللت شخصيتها و طلبت منها العمل بالروضة .فكانت مهربا لها لكنها تذكرها دوما بحرمانها ترى الامهات يأخذن ابنائهن مساءا و شوق كبير يعبر عنهن

ترى اهتمام الاباء بصغارهن بينما عاشت هي طفولة مرة.

حياة جميلة متفتحة جدا , السهر ليلا امر طبيعي عندها فيما ترفض فطرتها هي عمل هذا فهي بطبع خجول جدا حتى جارهم خليل الذي تكن له مشاعر تأبى الظهور في طريقه هو لا يعرف عنها شيئا سوى انها اخت باسل .

سمعت الباب يفتح بهدوء فاعلن قلبها زلزالا عاطفيا ممزوجا برعب شديد بدرجة 10 على سلم الخوف , اكيد جاء والدها و سيستمر في سلسلة الرعب التي يفرضها لكن لما دخل بهدوء؟

تنفست راحة و اطمئنانا انه باسل لم يرجع منذ 3 ايام بعد ظرب ابي له بسبب دفاعه عن امي حتى ابي لم يرجع لان باسل هدده بالشرطة 3 ايام من الهدوء و امي فاقدة لعقلها فيها العنف الشديد يخدر الحواس هكذا هي امها مخدرة في كل جزء منها غائبة الوعي و هي يقظة تناقض الحواس في زمن التناقضات.

خرجت ببطئ تستقبل باسل و تطمئن عليه, لا تدري اتبكي ام تضحك منظر غريب باسل يراقص فستان امي و يغني , وقفت تتأكد من المشهد هل هي في حلم؟؟

بصوت خشن يغني كالمجنون اغنية غبية لا تفهم مفرداتها و بخطوات مترنحة يرقص

قطعت عليه ملاك حفلته الراقصة : باسل؟هل انت بخير

ليرد عليها بضحكة هستيرية : اليوم ساقتل ابي و ازوج امي برجل يحترمها

أأأأأأأأأأأأأأأأأششششششششت , دعينا نحتفل

ردت عليه : هل شربت خمرا؟؟

رد عليها بصوت متثاقل انا باسل اشرب؟

ثم قال بصوت لحنه شجن : لست مثله , و لن اكون مثله و لو كان الخمر شراب الحياة لن اشربه لانه يذكرني به .

ثم اخذ يحك عينيه الحمراوين بطريقة غريبة هل كان يبكي ؟

ملاك: تعال سأجهز لك الحمام .

قال : ساستحم بعد الرجوع من البحر الان ساسبح

:تسبح ؟؟ الساعة الان متأخرة جدا هل تتغابى ام تمزح في كل الحالتين مزاحك مزعج و تبدو احمق مغفلا

رد غاضبا : قولي ما تشائين لن احل الواجب ثم دفعها متوجها للباب

فراحت تسحبه : يا مجنون اين انت ذاهب

قال بغضب : لا تحاولي استدعاء والدي فهو ميت

ثم استئنف : اذا حاولت اخبار المدير سأخبره بقصتك مع المعلم كريم لانني رأيتكما معا

ملاك صارت كالمجنون تحاول فك الاحجية باسل انسان جدي جدا لا يمزح ابدا معها و لا ترى في عينيه الا نظرة الكسر ما باله اليوم يمثل مسرحية فكاهية و من هو كريم و المدير والطرد؟؟

هل يتحدث عن المدرسة او يظنني المعلمة ؟

ختم دوامة جنونها بكف افقدها حاسة السمع سقطت اثره على الارض ثم قال : ملاااااااااااااااك هل تحاولين الخروج في هذا الوقت هل تواعدين احدا يا خبيثة ؟؟؟

الدنيا تدور حولها لاااااااااااا مستحيل هذا ليس باسل هل تجاريه في مسرحيته هل تددعي الجنون مثله ليس لا مفر الا فعل ذلك

قالت في جنون يماثل جنونه : لا المعلمة طلبت مني فتح الباب تريد معاقبتك

قال فزعا هل هي امام الباب قالت بكذبة جدية : نعم و معها المدير و كريم

بحلق بعينيه الجاحظتين الحمروين ثم اردف لست في البيت انا في الخارج

قالت : اذهب للنوم سأصرفهم

راح مرهولا لغرفته كطفل صغير يحاول الاختباء فيما تبعته و اغلقت عليه الغرفة بالمفتاح خوفا من خروجه .

عائلة المجانين هل يصدر الجنون بالجملة لعائلة واحدة؟

وضعت رأسها على وسادتها و استسلمت للنوم في هذا البيت عليك ان تجبر نفسك على النوم عليك ان تسلم روحك و تستلم و الا هجرك النعاس للابد و سكنك الارق .
***
استيقضت صباحا لا تدري كم مر الوقت على نومها و لا تدري كم الساعة الحين لكنها استنتجت انه الصبح من خلال الخيوط الذهبية التي تتسلل من شباك الغرفة معلنة شروق الشمس .

في الماضي كان لشروق الشمس اعلان عن بدأ يوم سعيد كأن ناقوس السعادة يدق حينها

اما الان فالناقوس فقد رنينه فقد الحبل الذي كان يِؤخذ به لا معنى لبداية يوم جديد سينتهي بعد ساعات استغفرت ربها و مسحت دموعا ألفت معانقة رموشها منذ 5 ايام كأنها الدهر بالنسبة لها.

5 ايام كفيلة بتغير حياة نعم فالله خلق الارض و السماوات في 6 ايام كيف لا تتغير حياة انسان صغير ضعيف في خمس ؟

تشعر بتوقف الصداع عن رأسها فالنوم ازاله عنها لماذا لم يزل الحزن ايضا هل استأثره عليها؟

ذكريات تمر عليها سريعة تكفي لتغيير حالتها الى الجنون وقفت كمن يهرب من مخيلته و راحت تجري في الشقة و تصرخ: ابي ابي لم تمت اعلم انك حي ابي اين انت

كان نحيبها كافيا لايقاظ اهل العمارة كاملة , على صوت صراخها و بكائها استيقظ كل من في الشقة فيما جرت جدتها لامها تضمها تخفف عنها هول الصدمة .

لما اغمي عليها طلبت جدتها عائشة ام علي احضار جارهم الطبيب لفحصها فاعطى لها مهدئات حتى ترتاح و لا تفيق بسرعة فتزداد حالتها سوءا فيما اتصلت عمتها زهرة على جدتها فاطمة لتبقى بقربها في حالة استيقاظها , كانت سلمى تصرخ تريد رؤيته من جديد و تقسم انه لم يمت و قد رأته حقيقة فيما حاول الجميع ان يفهمها ان الذي رأته ليس والدها انما ابن عمها قررت الهدوء لما تدخل خليل واعدا اياها ان يأخذها لعلي فيما توجهت اليه النظرات اللائمة الكل يريد ان تقتنع بالواقع لا بما رأته ان تشرب من كأس الصدمة مرتين متتاليتين امر لا يمكن للعقل تقبله و تحمله لكن خليل القى بكلمته تلك محاولا توقيف العذاب الذي يعيشه الكل .

رمت سلمى نفسها على خليل معانقة اياه و طالبة منه الوفاء بوعده: خليل لا تخدعني مثلهم ابي لم يمت رأيته صح؟

ضمها و مسح على رأسها : لن اخلف الوعد صغيرتي سأخذك الى الرجل الذي رأيته يوم اغمي عليك ليس ضروريا ان يكون والدك صح؟

قالت بصوت مرتجف: خذني اليه اعلم انه ابي

رد : جهزي نفسك سنذهب بعد ساعة لكن اوعدني ان تتناولي فطورك اولا

مسحت دموعها و ردت بتحريك راسها بالموافقة
***
جالس في المقعد الاخير في الصف و لاول مرة يكون اول الواصلين اجبره والده عنوة على الذهاب مبكرا يريد سببا ما لافراغ شحنته التي اكتسبها من احتكاكه مع والده و الانسب هو مادة الانجليزية الفاشل فيها بدأ القسم بالامتلاء فالساعة الثامنة الا الربع جلس رفيقه بقربه منتفخ الوجه منكوش الشعر كقفذ بري متوحش القى نظرة الية لينفجر ضاحكا

فيما كشر رفيقه في وجهه يتبدلان نظرات بين سخرية و تحدي لتدخل سيدة سمينة ترتدي فستان بورود صغيرة و كعب عالي الوان الطيف على وجهها , و شعرها متجعد بلون اسود بملامح قاسية انها استاذة الانجليزية دخلت ووجهة نظرة لسامر و زميله ايمن كأنها تهددهما

بدأت درسها ليقاطعها سامر بضحكات عالية

الاستاذة :sammir ouuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuut

و يكمل الضحك ايمن ليفوزا بطردة مشتركة.

خارج القاعة الشابان ميتان من الضحك لدرجة نزول الدموع منهما

خرجا من الثانوية يتسكعان كالعادة فحصة الانجليزية من المستحيلات عندهما حضورها اكثر من دقيقتين .
***
استيقظ صباحا بصداع رهيب في رأسه لا يتذكر شيئا من ليلة امس قام من فراشه يريد ان يستحم لعله يتحسن و يشرب كأس قهوة ينشط فيها عقله لكنه استغرب ان الباب مقفل و من الخارج ايضا بدأت الافكار تتلاعب في رأسه يتخيل اباه يذبح امه و اخته و اغلق عليه حتى لا ينقذهما بدا بصراخ غاضب هستيري و اخذ يحاول كسر الباب و لكنه سقط فجأة بعد ما فتحه احدهم ليجد ملاك واقفة امامه بوجه شاحب : هل انت بخير؟

ضمها اليه بسرعة كمن يطمئن على شيء غال عنده : هل اصابكم مكروه , خفت عليكم؟

قالت : باسل اسفة انا من اغلقت الباب عليك

ابعدها عنه و اعطاه نظرات عكس التي كانت قبل قليل و بصوت مخيف قال : ملااااااااك

ثم سكت و ركز نظره على وجهها : من فعل بك هذا؟ هل عاد؟

قالت و العبرات تداعب خدها : لا انت من ظربتني كنت كالمجنون ترقص و تغني ثم تتكلم عن امور لا افهمها ثم ظربتني لانني حاولت منعك من الخروج كنت غريبا لحد غير معقول , لم تكن فيك رائحة خمر لم تكن سكران ماذا كنت؟

ضمها اليه من جديد ثم قال : اسف الضغط يولد الانفجار يا اختي

و انسحب لغرفته مجددا دون ان يضيف كلمة

ذهبت تجهز القهوة و القت نظرة على غرفة امها هي تنام طول الوقت و تستيقظ لتبكي حظها الميت و المحتضر جهزت الصينية و وضعتها في الصالة مع حبات من الكرواسون التي احظرها باسل لتوه و جلسا معا و الصمت سيد الموقف .

قالت بعد وقت : غبت 3 ايام عن الروضة اليوم انا ملزمة بالذهاب ابقى مع امي

قال : لا تقلقي ساهتم بها جهزي نفسك فالوقت سيتأخر عليك

ذهبت لغرفتها تتجهز و لبست تنورة قصيرة و قميص ضيق كلاهما باللون الاسود يعكسان حدادها الداخلي نثرت شعرها الطويل على كتفيها و اخذت محفظتها الصغيرة تعطرت و خرجت

مرت على اخيها كانت تتأمل ان يطلب منها تغيير ثيابها الضيقة فهي لاول مرة ترتدي القصير لكنه كالديوث لم يلقي لها بالا شعرت بالحزن تريد جذب الانتباه لكن لا اخ و اب و لا ام يشعرون بتلميحاتها خرجت و اغلقت الباب لتستند عليه و تنهدت تنهيدة حسرة و الم رفعت بصرها لتجد خليل رفقة ابنة خاله سلمى لااااااااا ليس خليل لا تريد ان ياخذ نظرة سيئة عنها

ابتسمت في وجهه و قالت لها سلمى : صباح الخير ملاك

ردت في خجل : صباح الخير صغيرتي كيف حالك

قالت : بخير الحمد لله خليل سيأخذني لرؤية ابي

ردت بحزن : اذاهبون للمقبرة؟

تغير وجه سلمى و قاطعها خليل بعد ان اعطاه نظرة اشمئزاز: نحن مستعجلون هيا سلمى.

و سحبها معه تاركا خلفه كتلة جامدة كأن هذا الناقص رجعت للبيت بسرعة و غيرت لبسها تحت دهشة باسل ارتدت فستانا طويل بلون اخضر و خرجت تجر اذيال الحسرة معها.
***
فضول كبير استحوذ على اغلبية من كان في القاعة بعد انتهاء حصة الانجليزية خرج الكل ليستجوب المجنونين ايمن و سامر

قال وليد صديقهما : يا خائنين تطردون من دوني؟؟

ردت مها : لو ضحكتونا كلنا كنا استفدنا من الغاء الدرس اليوم ,استأثرتم علينا راحة؟

رد اخر : هيا اخبراني ماذا حدث .

قال ايمن ببراءة مصطنعة : لا ادري سألني هذا المجنون سؤال و اجبته بكل صراحة و هو فضحنا

سامر بضحكة : كنت اتسائل اي درس نركز عليه للامتحان حتى اراجعه و سألت هذا الغبي و قال لي لا تهتم فنحن لا نجيد الا كلمة

Ouuut اووووووووووت

لاننا لا نسمع غيرها و انفجر الكل ضاحكا قال ايمن : حاولت امساك نفسي كي لا اطرد لكن حضرتها فاجئتني بتطبيق الدرس على سامر اوووووووت

ههههههههههههههههههههههههههه

الكل يضحك فسامر و ايمن الثنائي المرح الذي ينزع حالة الخمول و الملل في القسم.
***
جالسة في المقعد الخلفي للسيارة رفقة خليل مركزة بصرها على الطريق و افكارها تتلاعب في رأسها تخبرها تارة بان الواقع غير الذي تتأمله و تارة تمنيها باعطائها ما تريد عادت للواقع على صوت خليل يخبرها بوصولهم لبيت اعمامها , كان في ارقى احياء العاصمة و اجملها قصر فخم عصري بباب حديدي كبير فتحه احد الحراس فور وصول سيارة الاجرة للباب نزل خليل و سلمى و راح خليل يدفع للسائق و طلب منه الانصراف فيما كانت سلمى تتأمل المسبح الكبير المتوسط للحديقة و انواع الازهار موضوعة باتقان في الانحاء و طريق مشجر يؤدي لمدخل القصر استقبلتهم سيدة انيقة تبدو في العشرينات من عمرها و رحبت بهم بلهجة غريبة بعض الشيء : مرحبا بيكم في بيتكم كنا في انتظار حضوركم

ابتسم خليل لترحيبها اما سلمى فكانت تبدو شاردة الذهن ادخلتهم السيدة لمجلس فخم ذو جلسة توحي للجالس فيها انه في العهد العثماني طلبت منهم اخذ راحتهم و قبل مغادرتها سألتها سلمى : اين هو اريد رؤيته الان

قالت السيدة : عمك خالد في اجتماع مهم سيرجع بعد ساعة و ابنه محمد يتناول فطوره سيأتي بعد قليل اما عمك عمر فهو حاليا في فرنسا عنده اعمال هناك و عمك مراد في بيته بالقصبة و عمك..

قاطعتها سلمى : اريد رؤية علي

: علي؟؟؟ لكنه مات

سلمى : لا رأيته كان رفقتهم و اخذوه معهم

استغربت السيدة كلام سلمى و استئذنت منهم صعدت تنادي محمد لاستقبال ضيوفه

في الطابق العلوي في قاعة طعام فاخرة و طاولة كبيرة يتصدرها شاب عشريني بعينين خضراوين و شعر اشقر مرتب بعناية ملامح جذابة و حظور ملفت ناجح عمليا يفرض وجوده اينما حل , يتناول افطاره الصباحي الطاولة مزينة بمختلف الحلوات التقليدية الجزائرية فزوجة ابيه تحاول كسبه بكل الطرق لكنه لا يستلطفها دخلت عليه طالبة منه النزول : محمد , ضيوفك في انتظارك في المجلس

قال بنبرة جدية دون ان يرفع بصره اليها كأنه يتجاهل وجودها : ضيفيهم سالحق بك بعد قليل

قالت قبل ان تنصرف : ابنة عمك غريبة الاطوار

ابتسم بينه و بين نفسه يعلم سبب حضور سلمى اليوم يعلم انها تظنه عمه علي منذ ولادته كان الكل يخبره عن الشبه بينه و بين عمه ورث عنه وسامته فهو يشبه جده ايضا و عمه يشبه اباه لدرجة كبيرة و هذا سر الشبه بينهما يفكر كيف سيستقبل ابنة عمه سلمى يشعر بغرابة الموقف فهو لا يريد ان تنهار مرة اخرى

كيف يقنع طفلة صغيرة بالموقف الغريب؟؟

وقف لاستقبال ضيوفه.

نازل من السلالم يفكر بالموقف الذي هو فيه و يلوم والده لغيابه دخل المجلس و وقع بصره عليها طفلة في العاشرة من عمرها بوجه حزين و ملامح جميلة لولا ان الحزن غرس جذوره عليها كل شيء منكسر فيها .
***
في الروضة , جالسة تلاعب طفلا صغيرا شاردة الذهن تفكر بخليل و نظراته القاتلة لها لا تريد ان يحتقرها , قطعت عليها شرودها جميلة بقبلة على خدها : مرحبا بالملاك ملاك اين طار عقل الحلوة؟

اعتادت ملاك ان تخبر جميلة بكل شيء عنها فهي ترتاح لها : تتذكرين جارنا خليل الذي اخبرتك عنه

جميلة : اهاااااااااااا الحب اذن

ملااك : ليته الحب يا جميلة وضعت نفسي في موقف غبي و هو يحتقرني الان

الامر ليس كما بدا له

جميلة : انا الان مستعجلة فوائل ينتظرني اطلعيني على التفاصيل لاحقا لكن من رئيي ان ترسلي له رسالة و تزيلي الظنون و الشكوك القاك لاحقا

تنهدت , اعجبتها فكرة جميلة لكنها استدركت اخر كلامها قالت ستخرج مع وائل اخخخ منك يا جميلة كل يوم خطيب جديد اخشى عليك يوما تندمين فيه على لعبتك هذه

جميلة كانت تستغل جمالها لتنتقم من كل رجل تراه فبعد ان توافق على كل واحد يتقدم لها تتفنن في تفليسه بكل الانواع و تتركه بعدها تريد الانتقام لاختها التي ماتت بسبب ترك خطيبها لها بعد ان رفضت اعطائه شيكا بملغ ضخم رحل برفقة من هي اغنى منها رجل استغلالي كذاب طماع انتحرت اختها من شدة اليأس و هي التي كانت تحبه بجنون . آآآآآآآآآآآآآه قد يأتي يوم و ينتقمون منك يا جميلة هموم الناس لا تنتهي .

امسكت بورقة و قلم و راحت تكتب بمشاعر صادقة .
***
وصلتها رسالة احضرها لها طفل صغير وقال لها انها من رجل اسمه حمزة و ذهب كانت مترددة في فتحها زوبعة مشاعر تحملها تحطها تارة على قرار فتحها فعمتها اخبرتها ان ابنها حمزة لا يستطيع العيش من دونها و انها تنتظر موافقتها حتى يتقدموا رسميا و ترميها تارة اخرى على قرار رميها خائفة هي من محتواها قد تكون عمتي اجبرته من داعي الشفقة من يأخذ مريضة مثلي؟؟ ربما يريد اخباري بانه يحب اخرى و يجب علي ان ارفض لانه لا يقدر ان يواجه امه و ابي .

تتذكر يوم اغمي عليها في حديقة بيت عمتها و حملها حمزة يجري بها للمستشفى حتى من دون ان يخبر احدا ا وان ينتظر كانت اول مرة تصاب بها بالاغماء بسبب السكري حينها لم تكن تعرف شيئا عن المرض تتذكر يوم اخبرها الطبيب بانها يجب ان تمتنع عن السكريات و الحلويات طفلة تحرم من اغراءات الطفولة .

حمزة رجل ثلاثيني لا تظن انها تناسبه و هي في العشرين من عمرها كانت تتخيل انها ستتزوج واحد بسنها حتى تتفق معه في الافكار لا تريد رجلا يعتبر نفسه والدها هكذا كانت تفكر .

على ايقاع طرق الباب و الجرس في ان واحد امسكت بالرسالة و خبأتها ستحسم امرها لاحقا انه سامر هو من يصنع الفوضى اينما ذهب فتحت له الباب ليرمي حقيبته عليها كالعادة و يصرخ : اسمااااااااااااء جوووووعان

اسماء : استغفر الله كأنك ما رأيت نعمة في حياتك لم اطبخ شيئا

قال بغضب : ماذا؟؟؟ تريد ان اكلك اذن. و يبدأ بتمثيل دور المظلوم المغتصب حقوقه

: تستغلين غياب امي و انا الوحيد و اخوك الصغير تتركينني اموت جوعا

اسماء تقاطعه : كف عن مسرحيتك الغبية : تعال للمطبخ ام تريد ان احملك اليه

سامر يرم نفسه على الارض: تعبت يا ليتك اختي تحملينني و احذري ان اسقط

اعطته نظرة فمزاجها غير مناسب لمزاح سامر الثقيل توجهت للمطبخ تجهز الطاولة.








ملاحظة : البارت السادس جاهز ان وجدت تفاعل راح انزلو اليوم
هناك الكثير من المفاجأت في الرواية
قريبا انتقل الى مرحلة جديدة

 
 

 

عرض البوم صور عذووووبة  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحياة, ارواح, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:52 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية