كاتب الموضوع :
عذووووبة
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: ارواح تائهة في موج الحياة
البارت السابع
لما تقرع الطبول فرحا و تسمع اصوات البارود تتعانق في السماء صارخة و الزغاريد مدوية فهذا يدل على عرس جزائري التحمت فيه كل العناصر الرائعة لتكوين ثورة فرح زعمائها العريسين و جنودها الحضور ....
10 سنوات و الرصاص لا يزال يعانق الاجساد و السكاكين سلت لذبح الذبائح
قد يظن القاريء ان هذا وصف للاعراس ايضا الاف الذبائح لزردة جزائرية
نعم فكل يوم تعلق كباش جديدة على مشارف الاحياء و البيوت فلتعتبروها صدقة
يهديها جماعة اسلامية ترفع راية الجهاد شعارا لها تخلص الناس من الطاغوت
و اي طاغوت ؟؟؟ هذه الجبهة تربي الاجيال فان رأت في ابناء الجزائر اعوجاجا صححته بقص الرقاب و تعليقها لتكون عبرة لمن يعتبر
نعم ,فالذبائح كانت ابناء الوطن و الزردة كانت معركة بين جزائري و اخر
مذباح يومية قرى تنحر من الوريد الى الوريد كاملة و احتفاء بالموت يتجرع القاتل فيه نخبا من دماء ضحيته...
ثم ماذا ؟ يختبؤون في الجبال و ينادون ان الله اكبر نعم فالله اكبر سيعاقبهم .
كما جرت العادة فان مدن العاصمة كانت تتناوب على العرس الدموي و اليوم
جاء و جاء دور مدينة القبة لتتراقص على انغام السكاكين ايقاعها رصاص و
وليتهما لحوم ابنائها .
و كالعادة يعيد التاريخ نفسه فيحمل الرجال اسلحتهم حتى لو كانت عصا و يواجهون الاستعمار بانواعه , ويحكم يا قتلة. فرنسا بقوتها و عتادها جرعناها كأس الهزيمة , فكيف سيرهبنا بضعة قتلة يختبؤون في جحورهم و لولا ظلمة الليل و سواده ما خرجوا.
حمل خليل شاقورا و والده سكينا كبيرا ادوات خصصت لذبح الشاة في العيد و هنا صارت اسلحة دفاع حتى لا يصبحوا مكان الشاة و تنقلب الموازيين
اما النساء فهرعن لغلي الزيت و الماء حتى يستخدموه في الحالات الاخيرة
فيما راحت الجدة تحاول اخفاء البنتين في الخزانة و توصيتهما الا يخرجا من مكانهما مهما حدث.
سيناريو اعد لتمثيل فلم رعب لكنه ابجديات من واقع مرير و هذا كان اسهل ما عاشه الجزائريون حينها فماذا تقول تلك الام التي ذبح رضيعها و اجبرت على اكل كبده و ذبحت هي الاخرى بعد اغتصابها تحت نظر زوجها كلا فرنسا عذبت لكنها لم تفعل ما فعل هؤلاء .
تسللت سلمى الى الشرفة و الفوضى تعم الاحياء الصراخ كان موسيقى الاحداث كنغمة تتعالى نوتاتها في فلم دراكولا لما يغرس الوحش اسنانه في ضحيته
ااااااااااه اين انت يا ابي؟ بعمر الزهور زهرة تذبل بتلاتها لم تكن تعلم ان امر من الموت الرعب من الموت لم تكن تعلم ان الميت بمرض ما و المذبوح و اخر ما يراه من دنياه قاتله لا يستويان جرتها جدتها فاطمة للخزانة من جديد منبهة اياها مرة اخرى لتعانقها عناق الوداع و تستنق رائحتها للمرة الاخيرة فيما كانت عمتها زهرة تنتحب و تتوسل خليل الا يخرج رفقة ابيه و لاول مرة شعر خليل بحبها له
انحنى يقبل رأسها فالان لا يهم ان سقط في ساحة المعركة مدافعا عن شرف وطنه
فيما دفعها زوجها بعنف قائلا : الرجال للموت لا للبيوت اتركيه فموته رجلا اعز عندي من اختبائه هنا
خرجا تاركين ورائهما الرعب و الخوف
صفية : سلمى سنموت
سلمة بصوت خافت خائف : كلا يا عزيزتي لن يحدث شيء باذن الله جدتي تقول ان الله يرعانا
صفية تجلس ضامة جسدها النحيل اليها و تبكي : اخذ زوجته و رحل و لم يفكر ان يأخذني معه قد يكوني رحيلي عن هذه الدنيا عقابا له
سلمى : تعانقها و تقبل رأسها : سنكون بخير
هي تعلم في قرارة نفسها ان القادم اسوء لكن ما العمل الصبر و الامل ما بقيا لها من هذه الدنيا..
/***
رحل و لم يهتم بتركها في وقت الغروب لوحدها لم يهتم الى كونها امرأة ضعيفة فالوقت الان يخيف الوحوش فكيف حالها و هي وحيدة مرت عدة سيارات مسرعة فالخروج في هذا الوقت خطر حظر التجول على الساعة السابعة و لم يبق الكثير و بيتها بعيد جدا مشت و مشت و الظلام بدأ ينشر خيوطه العتمة حتى ضوء القمر ابى ان يظهر في هذا اليوم المخيف
ماذا فعلت ليعاقبها كل هذا العقاب ؟؟
هل تأخرها دقائق يجعله يرحل؟؟
توقفت سيارة بالقرب منها حاول احدهم الامساك بها لكنها جرت و جرت حتى طار وشاحها و تبعثر شعرها الاسود في السماء لكن الرجل امسك بها بقوة و كتم على انفاسها مانعا اياها من الصراخ
حليمة : خااااااااااااااااااااااااااالد ااااااااااااااااه اااااااااااااااااه
امسكها بقوة يحاول ايقاضها من هديانها : انا محمد لا تخافي حليمة توقفي لا تخافي لا اريد جذب الانتباه الى السيارة بسرعة مدينة القبة تغلق الطرق للخروج منها هناك هجوم ارهابي
هدأت قليلا و هي تسمع كلامه ثم بكت بقوة مبتعدة عنه: كيف تركتني كنت خائفة
محمد : لا وقت للكلام الى السيارة
و توجها للبيت و خالد يقود بتوتر شديد
حليمة :هل منطقة التي يسكن فيها خليل امنة؟
محمد : بتنهيدة طويلة : لا ادري لكن عناصر الامن يدرون بالهجوم اتمنى ان يصِلوا في الوقت المناسب.
حليمة ببكاء شديد : ااااااه اه ليتنا تركنا سلمى عندنا ااااااااه يا ربي
محمد : يااااااااا رب كن معهم
وصلا الى البيت ليصعد محمد مباشرة الى مكتبه
رفع سماعة الهاتف و اتصل بصديقه الذي يعمل ضابطا في الجيش :
السلام عليكم , كيف هي الاحوال
سليم : لا تبشر بخير انهم في كل مكان لكننا نحاوط الاحياء و سنخلي المساكن
القريبة من الطريق احتمالا لأية قنابل
محمد : اخبرني بكل جديد سانتظرك
سليم : ان شاء الله دعواتك محمد
محمد : الله ينصر جيشنا في امان الله
سليم في امان الله
وضع سماعة الهاتف و اخذ يفكر لو انه لم يرجع للبحث عن حليمة , لو ان الارهابيين اختطفوها و المصيبة لو اخبرت والده بموقفه معها ,هو في موقف لا يحسد عليه .
ناداه والده ليقاطع افكاره كلا ليس الان انه غير مستعد لم يجهز عذرا مناسبا
اصرار والده على نزوله اجبره على الاستسلام و مواجهة الموقف مهما كان
نزل ليجد ملامح والده متغيرة و زوجته غير موجودة طبعا شحنت غضبه و ارسلته ليفرغه فيه قد يظربه هذا احتمال مؤكد فخطأه اكبر من مجرد تأنيب
خالد : هل سمعت بالهجوم في القبة؟
محمد : نعم ابي
خالد : ما الجديد ؟
محمد : الجيش يحاوط المكان سيمسكون بهم باذن الله
خالد : ابنة علي من دمنا لن نتركها تعيش بعد اليوم بعيدا عنا
محمد بابتسامة : انت اولى بابنة اخوك يا ابي
خالد : حليمة ليست على ما يرام , كانت معك اليوم؟
محمد بارتباك واضح : ن ن نعم
خالد : هي تخاف كثيرا والدها ذُبح امام البيت الحمد لله انكم وصلتم قبل الهجوم
و الا كانت حالتها اسوء
ابتلع ريقه و كانت الصمت جوابه شعور قاس يجلد روحه و يعذبها انه الندم
اذاها و عاشت رعبا حقيقيا و كان من الممكن حصول الاسوء و لم تشتكي منه
ذاته الثانية حدثته ان زوجة ابيه تحت الصدمة لم تتمكن بعد من استجماع قوتها للهجوم ثانية قرر ان ذاته الثانية على حق و يسنتظر هجومها عليه على الاقل يملك الوقت للدفاع ,هو اخطأ لكنه لا يريد ان يفقد والده بسببها
يمشي متمايلا يحاول قطع الشارع و كل انواع الرصاص تتطاير في السماء يحاول الهرب من الموت لكنه يلاحقه امسكه احدهم و جره معه بين الاشجار على حافة الطريق ليسحبه لشاحنة صغيرة و يكتم انفاسه بسلاحه , فكم من شبه رجل نطق سلاحه مكانه .في الخلف كان رجلان يتهمسان عليه
قال احدهما : فشلنا هذه المرة لم نحسن اختيار المنطقة
قال الاخر : ابو عمار البليدي سقط شهيدا
رد عليه : رحمه الله الحور العين في انتظاره
نظر اليهم و قال بلكنة سكير واع : اي حور عين تتكلمون عنهم في النار خالدين
ظربه الرجل لفمه فسال دمه و قال : ابتلع لسانك ايها السكير القذر
رد الاخر بعدما رفع جسده بيد واحدة و اخرج بطاقة هويته :
سفيان المغوري السكير الفاسق الذي ملأ العاصمة فسقا و اخرج سكينه و نحره
ليلقي برأسه امام رجليه ثم اردف : جزاء الكفار الموت
لطلخت يداه بالدماء قطرات على وجهه و اخرى على ثيابه
قال له صديقه : ماذا سنفعل بالجثة
رد باستهزاء بعدما فتح الباب ليقي بالجثة من دون الرأس
ثم قال هل تعرف عنوانه
رد عليه الاخر : تجده في الهوية
قال : لن نحرم اهله رؤية وجهه قبل دفنه
و ضحكا معا مسرورين بانجازهما
****
جالسة في غرفتها بالمشفى و اخوها باسل بجانبها و كل علامات الحزن على وجهه.
سألته بعد تردد كبير : باسل....هل تعلم من ظربني ؟؟؟؟
رفع رأسه و ركز نظراته عليها ثم قال :لا, للحين لا نعرف
ملاك : و ماذا يستفيد شخص بظربي هكذا و محاولة اختطافي ؟؟
باسل : نحن في زمن صعب انتشرت فيه الفتن و اضرمت فينا النيران فصرنا نأكل بعضنا بعضا .
و آسفاه على وطن سقي دما نقيا لتحريره لينبت منه سفاحون عشقوا الدماء.
قالت : شتان بين دماء الشهداء الطاهرة و دمائهم النجسة .
تنهد ثم اردف : أفكر بالهجرة الى فرنسا هي تستقبل الهاربين من احضان الموت
ردت بانفعال : أتهرب من احضان الموت لتتركنا انا و امي نتخبط فيها ؟
قال : و هذا الذي منعني من الهروب لحد الساعة .
و بدموع عزيزة من رجل لم يعرف للسعادة عنوانا قال :
ما ذنبي انا ؟ حرمت من ابسط الحقوق حتى الدراسة حرمت منها كي ارعى امي.
الحكومة تبحث عني لاداء الخدمة الوطنية و تتهمني بالتواطئ مع الارهاب و الارهاب يهددني برأسي ان التحقت بالخدمة و لكي اجد عملا يجب ان اكون اديت الخدمة ايضا متاهة يستحيل حلها الا اذا قدمت دمي غرامة اسدد بها ديوني و مشاكلي ثم سكت برهة يواصل حواره مع نفسه و كيف اخبرك ان ابي اراد قتلك يا اختي ؟؟ ربي انتقم منه
استغربت ملاك انطلاق دعاء وسط صمته يفضح تفكيره قالت : من تريد ان ينتقم منه الله ؟
قال بصدق : الذي تسبب بجرحك
ابتسمت و قالت : اللهم امين.
***
جالسون على اعصابهم ينتظرون كل ماهو اسوء خطوات تقترب من الباب صرخن و استعد الكل للمواجهة ليفتح خليل الباب و يتنفس الكل الصعداء بعد دخول والده و تنطلق زغاريد الحرائر الجزائريات عبر الاحياء احتفاءا برجوع رجالهن بامان و هتافات للجيش : جيش شعب نفديك يا وطن و قد عرفت الجزائر مرارا و تكرارا بالتعبير على النصر باحلى طريقة شعب يأبى اغلال الظلم و لو كانت من ذهب .
تمكن الجيش من محاصرة الفرقة الارهابية الناشطة في المنطقة مع هروب البعض منهم لكنهم امسكوا برأس الحية اميرهم و تعالت رصاصات الجيش في السماء مهددة كل من يجرأ او تسول له نفسه رفع السلاح في وجه هذا الشعب .
منذ سنة 1990 و الارهاب يشعل نار الرعب و اليوم بعد ثمان سنوات بدأ الجيش باتباع استراتجية جديدة للقضاء على العنف و الارهاب.
عانقت زهرة ابنها بفرح شديد بينما غرق هو في حنان امه هذا الحضن الذي نسي رائحته منذ زمن بعيد رجع اليه الان , آه يا امي كم هو دافئ حظنك
ليلة بيضاء مرت على الجميع يتغنى كل واحد فيها فرحه بالنجاة و قصص البطولات تتبادل بينهم فيما فتحت القصة جروحا قاسية قضية عالقة بين الدولة و الاخرون دفع ثمنها الشعب مفقودون بسبب الاتهامات من طرف الدولة اخرون ساعدوا الارهابيين عنوة فذبحوا لتواطئهم معهم, بنات يدرسن اختطفن و اغتصبن احداث كثيرة لا تنسى.
في صباح اليوم الموالي جاء محمد رفقة والده خالد لزيارة سلمى و اخذها معهم لكن جدتها فاطمة رفضت بشدة .
خالد : يا خالة بنت اخي مكانها عندي
فاطمة : و اين كنت عنها طول العشر سنوات , حفيدتي ليس لك حق عليها و لتنسى ان لك ابنة اخ اعتبر انها ماتت مع والديها
خالد : يا خالة نستطيع ان نوفر لها ظروفا احسن من ظروفك
فاطمة : لكنكم لن تستطيعوا توفير الحنان لها فهو لا يشترى بالمال
لن اكرر كلامي زوجي سيأتي اليوم لاخذنا الى عنابة سلمى ستواصل دراستها هناك.
بعد سنتين ..........
انتقلت سلمى الى عنابة للعيش رفقة جدتها فاطمة بعد حادثة الارهاب التي حصلت سنة 1998
لتواصل حياتها في منطقة اكثر امانا و هي مقبلة على شهادة الابتدائي
سامر في السنة الثانية من الجامعة تخصص محاماة و هو على طبعه و مشاكسته سلمى تظن ان وظيفة محامي غير لائقة به فشتان بين شخصيته في البيت و بين المحامين الحقيقين
اسماء قصة حب لا تنتهي هي و ابن عمتها حمزة و هي تحظر لزواجهما بعد اسبوع من الان
صفية في حالتها و وحدتها خادمة مطيعة لجدتها و زوجة ابيها التي تزورهم كل صيف و قرب وقت زيارتها لهم لها اخ عمره سنة و نصف اسمه سامي اما خليل بعد رسالة ملاك اصبح يشعر انها تشبهه في امور كثيرة و الرسائل بينهما لا تنقطع, و علاقته بمحمد صارت اقوى اما باسل فسافر الى فرنسا بعد تعليق رأس والده امام بيتهم و امه بين الوعي و اللاوعي تعيش حياة صامتة رفقة ملاك التي لم يبق لها سوى خليل في هذه الدنيا ................يتبع بجزء ثاني من البارت السابع
اضغط هنا لتكبير الصورهاضغط هنا لتكبير الصوره بدي 10 ردود و الا ما راح اكمل اضغط هنا لتكبير الصوره
|