- ربما استطيع مساعدتك . الامل المفقود ...
وبما ان جيسي تعرف ان ادريان غير بارع في الأعمال المنزلية لم تستطع ان تمنع نفسها من السؤال – كيف تستطيع مساعدتي ؟
الابتسامة التي ظهرت على جانب واحد من وجهه فعلت أشياء غريبة في داخلها – سؤال حسن ما عنيته هو ان عمال البناء عندي ليس عندهم ما يعملونه بانتظار العثور على الحجارة المناسبة للسور وبما أني ادفع أجورهم بأي حال فمن المستحسن استغلال وقتهم بإصلاح منزلك . وسوف اعرض عليك ما تدفعه لهم . قالت جيسي بصورة عفوية .
رأت الانزعاج قد بان على وجهه – أرجو ان تعتبري ذلك خدمة مني .
شعرت جيسي بالخوف في قلبها انها لا تريد أية خدمات من ادريان ولا تريد توثيق ارتباطها به فما هو موجود حاليا يكفي ومن الغباء تشجيعه أكثر وعلى الرغم من هذا التفكير السلبي وجدت جيسي نفسها وهي تقول – أشكرك سأكون ممتنة جدا لهذه المساعدة.
تغيرت تعابير وجه ادريان نحو ابتسامة سخرية – في الماضي كنت قد عاندت وأصررت على رأيك في ان تدفعي لي .
- في الماضي كنت مراهقة عنيدة لم تختبر الحياة . اعترفت جيسي بلا تردد ان لمن الصعب عليها ألان ان تتخيل انها كانت في الثامنة عشرة من العمر عندما قابلت ادريان وكأن ذلك كان في عصر أخر.
- لقد كنت على حق انت تغيرت .
- ليس تماما . قالت جيسي وهي تشعر بالرغبة في تحذيره بان لا يأمل كثيرا .
أدرك ادريان مقصدها وتنهد بعمق - انت لا تزالين تعارضين ان يضع الرجال الناضجون أنفسهم ضد الطبيعة اليس كذلك ؟
- انك تشعرني ألان بان موقفي هذا جدير بالاحترام .
ظهر الانزعاج مرة ثانية في عيني ادريان – جدير بالاحترام . يا للعنة ان هذا العالم الذي نعيش فيه لكان بقى صغيرا لولا المكتشفون الأوائل الذين ضحوا بكل شيء في سبيل رحلاتهم .
- هناك فرق .قالت جيسي بعناد – كان لديهم أهداف محددة عندما قاموا برحلاتهم الاستكشافية .
- المستكشفون المحدثون لديهم أيضا أهداف محددة .أصر ادريان على موقفه – هل فكرت كم من المنتجات الجديدة نزلت الأسواق نتيجة لغزو الفضاء ابتداء من المنتجات البلاستيكية مثل تفلون وانتهاء في مجالي الطب والعلوم .
رمت جيسي برأسها الى الوراء علامة على التحدي – لماذا لا تشرح ذلك لأرامل ضحايا سفينة الفضاء شالنجر ؟ وفي المناسبة لقد اعتقدت انك صرفت النظر عن هذه الرحلات .
تثاءب ادريان – ولكن هذا لا يعني أني صرفت النظر عما أؤمن به .
- ولا أنا صرفت النظر عما أؤمن به قالت جيسي ذلك بصوت خافت جدا مما جعلها غير متأكدة من سماع ادريان لها ولكن الصمت الذي لفهما وهي يتبعها الى المطبخ كان الدليل على انه قد سمعها كان حضوره قويا وهو يمشي وراءها دقيقتان فقط بصحبة بعضهما البعض وها هما يتجادلان بمرارة كما فعلا كل مرة في السابق ومن سخرية القدر ان الذي قال ان الأضداد تنجذب الى بعضها لم يأخذ قصتهما في الاعتبار .
جلس ادريان على المقعد الذي كان يشغله جوزيف من قبل وقال وهو يتأمل المطبخ – انه مريح هل هذا من تصميمك ؟
- قامت جيسي كول بالديكور وقدمت شركة غراتون الإكسسوار . رددت جيسي وكأنها تقرا شعرا – وقد ساعدني كثيرا ان الموظفين في الشركة يحصلون على خصومات كبيرة في الأسعار .
- الم تكن الأوضاع سهلة عليك في السنوات الماضية ؟ الامل المفقود ...
شفقة ادريان كانت أخر شيء تريده منه – لقد استطعت البقاء . وهزت برأسها أشارة الى عدم الأهمية .
- لقد استطعت البقاء بشكل حسن هذا المنزل ابنك – يجب ان تكوني فخورة بذلك .
ولكن النبرة التي لفظ بها كلمة ابنك .شعرت معها بكل شيء ما عدا الافتخار لقد أحست بالخجل من إخفاء الحقيقة عنه لادريان كل الحق بان يفتخر بسام مثلها لو تقتنع فقط انه تغير بالفعل وصرف النظر عن الرحلات لرضيت بمشاركة سام معه ولكنه قال ان قناعاته لم تتغير وهي لا تستطيع المجازفة .
قررت جيسي ان تعطي جرعة واقعية للحديث بينهما – أشكرك على توفير الإفطار لنا هذا الصباح أمل ان الآنسة دافيز لم تمانع في ذلك .
رفع ادريان حاجبيه متعجبا – وما علاقتها في ذلك لقد انهينا الإشكال المتعلق في مكان الاجتماع مما جعل إعادة جدولة البرنامج شيئا بسيطا لا يسبب اي أذى .
شيء بسيط اذا لم يؤخذ بالاعتبار الأذى الذي لحق بكبريائها من احتمال ان تكون وجبة الإفطار الفاخرة قد جهزت لشخص أخر وعلى اي حال هذا شيء لا يخصها ...
ولكن لماذا هذا الشعور بأنها قد خدعت يبقى جاثما على صدرها .
كانت القهوة ما تزال حارة ولاحظت جيسي وهي تصب القهوة ان ادريان كان يراقب حركاتها التركيز الشديد في عينيه عليها جعلها تفقد تمالكها وتصب القهوة خارج الفنجان على الطبق قال ادريان ضاحكا – لا تشتمي سأقبل فنجان القهوة كما هو .
جلست جيسي قبالته – لقد سرني ان تفكر بتسلية سام .

- كان أملي ان تمضيا اليوم معي ولكن فهمت ألان لماذا لم تنتظريني وعدت الى منزلك .
لقد اعتقد انها أسرعت بالعودة الى البيت لملاقاة جوزيف – لقد كنت قلقة بشان البيت وقد كانت هذه هي الحقيقة التي نطقت بها .
أزاح ادريان ذراعه عن حافة الكونتوار وأضفت أشعة الشمس الداخلة من النافذة المكسورة لمعانا على شعر ذراعيه المفتولتين – يبدو ان وداعك لصديقك كان نهائيا .
لا داعي لان تكذب عليه – نعم انه نهائي . مكتفية بتفاصيل الحقيقة من دون روحها – لقد مات والد جوزيف فجأة وسيعود الى سيدني ليتسلم أعمال العائلة .
و كأن شيئا ما قد سره فقد لمعت عيناه ببريق غريب – لا يبدو عليك الانزعاج لرحيله .
- أنا غير منزعجة فيما عدا ... وكادت ان تخبره عن مشروعها مع جوزيف المفترض البدء به ان ادريان لا يعرف ان جيسي قد أصبحت بلا عمل .
رفع ادريان حاجبيه بفضول – فيما عدا ماذا ؟
ما جدوى الكذب عليه ؟ سيعرف الحقيقة من مارك وسوزان في أول فرصة يلتقي بهما – أنا وجوزيف تشاركنا للبدء في تأسيس مخزن لتصميم الديكور . قالت جيسي بنبرة خالية من الانفعال .
- وقد وجب عليه الرحيل من المدينة ألان . هل تخيلت أم لا ان هناك شيئا من الشماتة في هذه الكلمة ؟ ماذا ستفعلين ألان ؟ الامل المفقود ...
- لا اعرف لقد انتهى عقدي مع شركة غراتون أمل في الحصول على عمل مماثل مع شركة أخرى .
- لا يوجد كثير من هذه المؤسسات هنا لقد انتهى عصر المؤسسات العائلية الصغيرة وعلى اي حال استطيع توفير المساعدة لك حتى تتدبري أمورك .
قالت بتحد واضح في عينيها – استطيع تدبير أموري بنفسي شكرا .
فهم السبب في اعترضها – لم أكن اقصد بذلك إعطاءك مالا أنا بحاجة لخبرتك يا جيسيكا .
هذا الطلب كان أخر ما يمكن ان تتوقع سماعه منه انها المرة الأولى التي يعترف فيها ادريان بالحاجة الى اي شيء في الماضي كانت هي الزوجة التي لا تبارح المنزل بانتظار عودة زوجها الكثير الأسفار والمتعب في مغامراته لم يطلب منها يوما الذهاب معه في رحلة .
- هذا مفاجأة منك اليس كذلك ؟
- لا ليس بمفاجئ أبدا لقد كنت انوي مفاتحتك بالموضوع عندما رجعت من اجتماعي هذا الصباح ولكنك كنت قد ذهبت احتاج الى مساعدتك في مشروع حديقة غراتون .
- مما رأيت أجد ان لديك جيشا من المساعدين الذين يتحلقون حول الحديقة كالنحل .
- ولكن لا احد منهم يملك مثل خبرتك وموهبتك واهتمامك بانجاز هذا المشروع.
ضاقت عيناها وهي تشعر بشيء من الشك في قلبها – كيف تعرف ان هذا المشروع يهمني ؟
- نبرتك وأنت تتكلمين عن تاريخ هذا المكان لقد قمت بدراسة كل شيء ما عليك الا وضع هذه الدراسة موضع التنفيذ وبعث رونق الحديقة القديم الى الحياة سيكون هذا المشروع تحديا كبيرا وسيكلف غاليا .
شعرت جيسي لا إراديا ان فكرة تنفيذ هذا المشروع بدأت تتشكل في ذهنها وما أنعش أمالها انها تستطيع ان تفعل الكثير في مكان بحجم منتزه غراتون كما وأنها تعرف تاريخ هذا المكان وذوق ادريان .
- توفير المال ليس بمشكلة لقد كنت أعيش على حافة الفقر في الأدغال ولكن استثماراتي هنا قد تضاعفت عدة مرات عندما كنت بعيدا تستطيعين ان تغرفي من المال ما تحتاجين اليه واحتسبي ضمن ذلك إتعابك .
اذا ستعمل عند ادريان وقع عليها هذا الاحتمال مثل دوش من الماء المثلج ان تقوم بالديكور لمنزل او أملاك احد ما يعني بالضرورة ان تعمل مع رب العمل بصورة متلاصقة يوميا هل هي مستعدة لرؤية ادريان بهذه الكثافة ؟
وماذا عن المجازفة في ان يكتشف ادريان الحقيقة عن سام ؟
- هل ستقبلين عرضي ؟ ألح عليها ادريان .
- احتاج الى بعض الوقت للتفكير انه عرض ممتاز ولكن ...
- ولكن أنا لست جو قاطعها بغضب وحتى أصاب جيسي بالدهشة .
- لا علاقة له بدلك كل شيء متعلق بمشاعرها وعواطفها نحو ادريان والتي أثيرت في اللحظة التي رأته ثانية اذا كانت تسعى وراء راحة بالها يجب عليها ان تكتم مشاعرها وتخرج ادريان من دائرة عواطفها . مع ذلك لم تشأ ان تلزم نفسها نهائيا .
- سألقي نظرة على المشروع . وعدت ادريان – وإذا لم استطع القيام به فسأشير عليك بما يجب عمله .
شرب ادريان ما تبقى من قهوته بجرعة واحدة – اذا علينا ان نبدأ في الحال . موافقة ؟
- حسنا نعم ولكن ...
لم تستطع الاستمرار بمراوغتها لان صوتها أغرقه صوت انهيار حجارة عن بعضها البعض وتحطم زجاج وتكسر خشب . وفي الوقت نفسه غطتهما سحابة رمادية من الغبار . أحست بقوة ذراعيه تحميها اهتز صوته في أذنها .
- ما الذي حدث بحق السماء ... الامل المفقود ...



انتهى الفصل الخامس ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

حبيباتي هيا نتابع باقي الرواية مع أحداث؛
الفصل السادس ؛؛؛؛؛؛؛؛

عاينت جيسي الأضرار وهي تشد على يد ادريان ونظراتها تنم عن الخوف والدهشة – لقد انهارت الواجهة الأمامية للمنزل برمتها . همست وكأن الصدمة أفقدتها صوتها .
يبدو ان الأضرار التي أوقعتها العاصفة بمنزلك هي أسوأ مما تبين لك في البداية . وشد يده على يدها – عندما أفكر انك منذ قليل كنت واقفة تحت هذا الجدار ترتعد فرائصي قال ادريان وصوته يرتجف .
انتشر غبار الحطام على شكل غيمة فضية اللون – يظهر ان عمري طويل قالت وهي ترتعد من الخوف – ماذا سأفعل ألان ؟ الامل المفقود ؛؛؛؛؛
- الشيء الاول بالتأكيد انك لا تستطيعين الإقامة هنا وقبل ان تعترض عرض عليها ادريان الاحتمال الوحيد الذي لا يمكن ان تتجاهله – هذا المكان غير امن بالنسبة لسام قبل معاينته من قبل خبير وإصلاح الأضرار .
- انت على حق سأحجز غرفة في فندق لهذه الليلة ثم ابحث غدا عن مكان ملائم لإقامتنا .
- ولماذا كل هذا التعب ؟ عندي في منزل غراتون كثير من الغرف التي لا استعملها .
لعبت الصدمة من هذا العرض برأسها – هل تعني ان انتقل للإقامة معك ؟
نظرة ادريان القاسية اخترقت أعماقها – ليس بالمعنى المجازي . ولكن أنتما على الرحب والسعة يمكنكما استعمال غرف النوم الإضافية وسوف يجنبك ذلك المتاعب انقطاع سام عن المدرسة .
كانت جيسي تريد ان تبرهن لنفسها ان علاقتها بادريان قد انتهت الى غير رجعة وهذا الانتقال للإقامة عند ادريان سيكون امتحانا قاسيا لأرادتها لم تساوم على حصوله ولا يمكنها رفض منطق ادريان – حسنا قالت موافقة ثم تذكرت ان سام ليس معها هذه الليلة .
- ربما يجب ان أبقى في المنزل الليلة وعندما يعود سام غدا سنأتي إليك اقترحت جيسي .
ظهر الغضب في عينيه الشهابيتين واللتين لمعتا مثل خيوط الذهب – هل انت مجنونة البيت غير امن من يدري كم من الأضرار الأخرى سببت العاصفة ومتى سينهار جدار أخر ؟
أذهلها حنقه واستسلمت لأرادته من دون اي جدال أخر وضبت الملابس
والأشياء الخاصة بها وبابنها سام فيما وقف ادريان ينتظرها .
وبسبب تسارع الأحداث حولها وجدت جيسي نفسها غير قادرة على التنفس منذ لحظات فقط كانت فكرة العمل لدي ادريان تنذرها بالخطر وألان هي بالفعل تنتقل للعيش معه في بيته صححت جيسي ذلك في سرها ففي هذه المرحلة من المهم جدا الفصل بين ان تعيش معه وبين ان تقيم في بيته .
- هل هذا كل شيء ؟ سألها ادريان مشيرا الى أمتعتها اكسبها السفر المتكرر في عملها عادة توضيب أمتعتها بسرعة أغلقت الحقيبة بخبطة واحدة – اعتقد ان هذا يكفي . قد استطيع العودة الى هنا اذا احتجت الى شيء أخر .
- اذا هيا لنخرج من هنا بحق السماء .
شعرت جيسي بعدم الارتياح لنفاد صبره – هل اسبب لك إزعاجا ؟
امسك ادريان بمعصمها بقوة – سنتكلم عن ذلك فيما بعد هيا نذهب .
اختنقت وهي تحاول كتم غيظها ولكنها سمحت له بجرها خارج الغرفة بيد ويحمل حقيبة الأمتعة باليد الأخرى وكأنها خفيفة كالريشة .
تركها في الخارج – سأجلب حقيبة سام انتظري هنا . عاد بعد لحظات وبيده حقيبة سام الصغيرة التي حو ملابسه وكتبه وألعابه .
- شكرا لله لقد جلبت معك هندسايت قالت جيسي عندما شاهدت ادريان خارجا ومتأبطا الأرنب الأزرق اللون .

نظر إليها وغمز بعينيه والحيرة بادية على وجهه هندسايت .؟
ضحكت جيسي – اعلم ان الاسم سخيف . لقد حاولت تسميته فلأفي ولكن سام أصر على اختيار هذا الاسم لأنه سمعني أحدى المرات أقول .لولا الهندسايت لما وصلت الأرانب الى استراليا قط .
رفع ادريان اللعبة الأرنب من أذنه الساتاني – اذا هذا هو الحيوان الذي يتسبب في جرف التربة . لقد كنت أتساءل من قبل ؟
رافقهما الصمت وهما يعبران فوق الحطام الذي انتشر على حديقتها ثم استدار الى طريق السيارات الفرعي باتجاه منتزه غراتون .
- سأرسل احد العمال كي يضع ألواحا من الخشب حول منزلك قال لها ادريان عندما أصبحا داخل منزله بعيدا عن الخطر .
- خلال ذلك سأطلب العمة درو على الهاتف واخبرها بما حدث وأضافت وكأنها تجيب على سؤال لم يسال – يوجد عندها جهاز لتلقي وتسجيل المكالمات عندما لا تكون موجودة في البيت...
انتهت جيسي من طلب المكالمة وتسجيل رسالة الى جو على الجهاز وضحكت – ان الحديث المسجل على الجهاز الذي يستقبل المكالمات كان بصوت الممثل سيلفستر ستا لوني . الرسالة تهدد بان يرسل رامبو كي يضرب اي شخص
يتصل ولا يترك رسالة على الآلة .ضربا مبرحا يطفئ النور في عينيه .
ابتسم ادريان – لا عجب اذا في ان يحبها سام يبدو لي انها سيدة رائعة يجب ان أتعرف عليها قريبا .
وعاودها الإنذار بالخطر في رأسها اذا تعرفا على بعض لن ينادي ادريان جو بالعمة درو وهكذا تنتهي كذبتها الغالية تمتمت بشيء غير مفهوم . الامل المفقود ؛؛؛؛؛
سلة الإفطار التي ذهبت معظم محتوياتها كانت لا تزال على طاولة المطبخ وقد اخرج ادريان منها زجاجة الشراب – هل تريدين قليلا منه ؟
- نعم أفضل ذلك . هل اخذ الغرفة التي شغلتها الليلة الماضية ؟
- لقد وضعت حقيبتك في غرفتي لان الغرفة التي أقمت فيها ليلة البارحة صغيرة بالنسبة لإقامة طويلة .
أيقظت عبارته الأخيرة الصراع العاطفي في داخلها ووترت أعصابها وفي الثواني القليلة التي تلت أحست جيسي برغبة مجنونة امتلكت عليها مشاعرها بان توافق . بدلا من ذلك قالت – أفضل الغرفة الصغيرة .
- لقد جاء طلبك هذا متأخرا لقد نقلت حوائجي لتلك الغرفة ولاحظ النظرة المتوحشة التي كانت ترمقه بها – هل ظننت ... هل ظننت أني كنت اعني ان ننام معا في الغرفة نفسها ؟ أكدت جيسي شكوكه باحمرار خذيها الشديد – جيسيكا أنا أدرك تماما ما هو شعورك نحوي ألان وليست لدي النية كي استغل وضعك الحالي لأي شيء .قبض يديه وفتحهما عدة مرات دلالة على الإحباط الذي ناله منها – والعيش في الأدغال لم يفقدني إنسانيتي وتمدني .
خجلت جيسي من ظنونها الخاطئة ولامت ردة فعل جسدها التي تستبق تفكيرها السليم وهمست – اعرف ذلك أنا آسفة .
قبل ادريان اعتذارها بهزة من رأسه وقادها الى غرفة النوم الرئيسية التي كانت قد دخلتها مرة او مرتين من قبل في زيارة لسوزان عندما كانت مريضة.
- انك لم تغير في هذه الغرفة أنا سعيدة لذلك . قالت جيسي لادريان .
- لا توجد عندي النية لذلك الا اذا ارتأيت خلاف ذلك واعني بذلك انك حرة التصرف في ما ترتئين .
تفحصت الغرفة بعيني الخبير – لا ليس هنا ليس بإمكاني تحسينها انها غرفة مثالية الذوق .
هز ادريان رأسه موافقا واسند يده على رأس تمثال القرصان الأسود الموشح بالذهب هذه الغرفة تذكرني بديكور مسرحية تاجر البندقية .
- أوه روميو و جولييت .
- حبي الوحيد انبثق من كرهي الوحيد . رأيت مبكرا ما لا اعرف وما عرفته
جاء متأخرا .سرد ادريان هذه الأبيات من مسرحية شكسبير .
حركت هذه الأبيات من الشعر الرقيق مشاعر جيسي ولكن عندما نظرت الى الأعلى رأت ادريان على وشك الذهاب – سأتركك ألان كي توضبي حوائجك وبعد ذلك نتكلم .
عندما انضمت جيسي الى ادريان في غرفة الطعام وجدته واقفا بين مختلف المواد التي سوف تستعمل في تجديد المنزل ورأت الطاولة الأثرية والكراسي مغطاة بالقماش لمنع الغبار عنها والسجاد العجمي مطويا على بعض وبانت الأرضية الخشبية الممكن تلميعها وإعادة رونقها .
لاحظ ادريان نظرتها الى الأرضية – يبدو ان أفكارنا متشابهة .
كان من المستحيل ان لا تضحك – كيف تعرف ما أفكر ؟
- لم يكن باستطاعتك قط أخفاء مشاعرك عني يا جيسيكا . الامل المفقود ؛؛؛؛؛
أذهلتها المفاجأة وحدقت اليه بعينيها الواسعتين لقد نسيت او تناست مقدرة ادريان على قراءة أفكارها ان قبول دعوته للإقامة المؤقتة في منزله هو غلطة فهو لن يحتاج الى وقت طويل قبل ان يكتشف انه ليس هناك من رجل أخر في حياتها لأنها لم تلتق بعد رجلا استطاع ان يضئ شمعه لادريان وعندما يكتشف ذلك ستكون خطوته التالية معرفة والد سام – سهلة جدا .

اقترب منها قليلا – سأعطيك مثلا . انت تفكرين ألان في ما اذا كنت على صواب بقبولك دعوتي للإقامة هنا واكرر لك لا شيء يدعوك الى القلق .
مرر ادريان يده على وجه جيسي التي تنفست بصعوبة – أهذا ما تدعوه لا شيء ؟
- لم تكوني في ما مضى بهذا النفور مني . ذكرها ادريان بصوت جاف .
- لقد كان وضعنا مختلفا في الماضي . دافعت جيسي عن نفسها .
- وما وجه الاختلاف ألان ؟
ما هذا الذي تفعله ؟ لقد تركها كل هذه السنوات الطويلة تشعر بالوحدة ولا ضمانات لها ان ذلك لن يتكرر ثانية ومن الجنون ان تترك العنان لعواطفها . الم تتعلم درسها بعد ؟
أحس ادريان بتوتر أعصابها ورمقها والحيرة تبدو عليه – انت ما زلت ترغبين بي اليس كذلك يا جيسيكا ؟
- من الصعب علي ان أنكر ذلك أتظن أني استطيع ذلك ؟
وضوح ردها بان على مجمل تعابير وجهها . – اذا لماذا تتمنعين ؟
حركت يديها في الهواء – انت ... هذا ... الذي تقوم به .... كله غلط .
- بالنسبة لي لم اشعر انه غلط . سار ادريان الى خزانة الأواني الصينية ورفع عنها الغطاء ورماه جانبا ثم اخذ من داخلها زجاجة شراب وكاسين بيد مرتعشة .
هزت جيسي رأسها وكتفها بحركة رافضة الشراب الذي قدمه لها وكأنها تقول – اشرب انت اذا شئت وضع ادريان ألكاس الذي قدمه لها على الطاولة وبدا يعب الشراب من كأسه – أنا لا أفهمك تقولين ان علاقتك مع جو قد انتهت ومع ذلك ترفضين أعطائي فرصة . هل السبب هو ما قلته عن سام ؟
- لقد اتهمتني بالخيانة . ذكرته جيسي محذرة .
- كانت علاقتنا قد ساءت وأنا أتحمل جزءا من هذه المسئولية لو لم تعتقدي ان زواجنا قد انتهى لما ارتبطت مع رجل أخر .
امسك بذقنها ورفع رأسها الى الأعلى يبادلها النظر ويقول بصراحة – لن ادعي أني سعيد بما فعلته يا جيسيكا ولا يوجد رجل يسمح لنفسه بذلك ولكن من دون شك كنت يائسة الى درجة ان تبحثي عن السعادة في مكان أخر.
يائسة جدا على الأقل هذا صحيح اومات برأسها وهي تشعر انها بائسة – نعم كنت يائسة جدا .
ربما لم يفت بعد الوقت علينا . وبما أني لن أتسلق الجبال ثانية ولن ازحف فوق الجليد القطبي فربما يجب ان نعطي نفسينا فرصة ثانية ربما ننجح هذه المرة .
الامل الذي انتعش داخل جيسي كان لذيذا لدرجة الألم . ابتلعت رقها بتقلصات لقد قال الشيء الوحيد الذي انتظرت سماعه طويلا الشيء الوحيد الذي يفتح الطريق أمام الفرصة الثانية هل تستطيع ان تثق به ؟
- أنا اعرف ان مثل هذا القرار يحتاج الى وقت قال ادريان وقد أحس بحيرتها .
- اعملي في مشروعي في الوقت الحاضر من دون ارتباطات أخرى ولن اطلب منك شيئا انت غير مستعدة لتقديمه . هل هذا يرضيك ؟
- اجل هذا يرضيني . خنقت العواطف صوت جيسي حتى ما كاد مسموعا ولكن ادريان سمعها واوما برأسه ثم قدم لها كاس الشراب وفي هذه المرة أخذته من يده وبصمت شربت نخب الامل الجديد . الامل المفقود ...
كانت جيسي بعد مضي أسبوع لا تزال تشعر بالذهول كلما استيقظت ووجدت نفسها في منزل غراتون تقيم على الطرف الأخر مما دعته جو جدار ادريان لم ينكث ادريان بوعده لها بان لا يقربها وعملا جنبا الى جنب في تجديد المنزل كلما وجد ادريان متسعا في وقته الموزع بين التأليف والأشراف على المسلسل التلفزيوني . الامل المفقود ؛؛؛؛؛
انتهيا بوقت قصير . تجديد غرفة المكتبة وغرفة الطعام الرئيسية وبدتا بعد إحاطة الجدران بخشب الأرز وكان عمرهما مئة سنة وتناسقت أرضية الغرفتين مع السجاد الذي كان قد جمعه ادريان في رحلاته .
- هذا المكان أصبح رائعا ستحبه سوزان عندما تراه . قالت جيسي له . عندما انتهيا من اللمسات الأخيرة في غرفة الطعام . غطيت الجدران بورق من اللون الفضي المقلم بمخمل من اللون القرمزي المتزاوج مع لون الستائر الرمادي مما جعل تأثيرها مذهلا .
- كانت تريد دائما تجديد المنزل . وافق ادريان على ما قالته جيسي – ولكنها لم تجد متسعا من الوقت بسبب واجباتها الاجتماعية ونشاطاتها الخيرية .
- برغم أسبابها الوجيهة اعتقد ان السبب الحقيقي في عدم تجديدها المنزل هو انها لا تريد ان تفرط بأشيائها التي تراكمت عبر السنين المنزل يبدو ألان جديدا مثل اليوم الذي دخلت سوزان فيه هذا المنزل .