كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1005- لم تنته فصولاً - فاليري باف - دار النحاس
- ربما يجب ان تكتفي بالحديث عن مواضيع عامة مثل برنامجك المتلفز اقترحت جيسي – هل من اسم لهذا المسلسل .؟
- نعم اسم مؤقت على حافة الحقيقة ان غاية المنتج من هذا البرنامج هو نقل المشاهدين الى أماكن لم يروها من قبل مثل انهار غينيا الجديدة الباطنية ونتؤات خليج يورك وحتى الى الفضاء الخارجي اذا استطعنا ترتيب ذلك .
كان ادريان بالنسبة لها جبل افرست نفسيا وكي تشفي منه كان عليها تسلقه ان تسمح لادريان بدخول حياتها ثانية يعني انها ستبدأ ثانية بالتسلق من سفح هذا الجبل النفسي ومع ذلك كانت قمة هذا الجبل تناديها – ويا الهي بأي قوة تناديها .
- يبدو لي ان التيار الكهربائي لن يعود الليلة . قال ادريان والتقط شمعه أعطاها الى جيسي ثم التقط شمعة ثانية له – من الأفضل ان نخلد الى النوم .
الغرفة التي قادها أليها هي الغرفة التي كانت سوزان غراتون تحتفظ بها لتستعملها ابنة عرابها عندما تأتي لزيارتها ويبدو ان ادريان قد اشترى مع المنزل معظم مفروشاته فقد ميزت السرير المصنوع من خشب الأرز بأعمدته الطويلة والخزانة الأثرية التي اشترتها سوزان من سوق الأشياء العتيقة وبالنسبة للغرفة نفسها فقد لاحظت جيسي ان قشرة الاسمنت قد أزيلت عن الجدران واقتلع البلاط عن الأرض .
- أسف لان الغرفة غير مريحة كفاية ولكني لم أتوقع زوارا يقضون الليل عندي . اعتذر ادريان .
- لا باس بها ولكني مازلت أفكر انه كان باستطاعتنا العودة الى البيت في خلال خمس عشرة دقيقة .
- وتصابان بالبلل حتى أخمص أقدامكما وهذا بسبب السور الذي بنيته قال ادريان بشعور من الندم – ان اقل ما يمكن ان أقدمه في هذا الحال هو ان أوفر لك مكانا لقضاء الليل .
- تثاءبت جيسي وضحكت مرددة كذبة سام منذ وهلة – أنا لست ناعسة لهذه الدرجة .
- تصبحين على خير . وإذا ما أخافتك العاصفة ناديني فانا نائم في الغرفة المجاورة .
ابتلعت جيسي لعابها بصعوبة لماذا كان عليه ان يذكر كم هو قريب منها ؟ ألان تتخيله وهو نائم على سرير أل غراتون الكبير سيسلب أحلامها لم يكن يحتمل ارتداء البيجاما بل كان ينام عاريا .دائ الامل المفقود ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ما جعلها التفكير بهذه الصورة تلعق شفتيها بتوتر لماذا وافقت على البقاء ؟ لقد كان من الأفضل ان تصاب بالبرد من جراء الابتلال بالمطر من ان تضع نفسها في هذا الأتون من العذاب النفسي والجسدي .
ولكن سام انه معرض كثيرا لإصابات البرد ان يبتل بالمطر مرة أخرى يعني انه سيقع مريضا وتضيع عليه الدراسة ان رضيت أم لم ترض بالبقاء لم يكن عندها بديل أخر .
عندما تركها ادريان في غرفة النوم بمفردها خلعت جيسي عنها رداء الحمام واندست تحت غطاء الفراش وأحست بوخزه وبر الصوف على جسدها – لم تشعر بعدم الارتياح ولكن الوخزة ذكرتها بزياراتها لبيت جدتها في ادلايد عندما كانت طفله .
تداعت أفكارها نحو أيام طفولتها واعتراها شعور بالوحدة لقد مات جداها منذ وقت طويل ودفن والدها بقربهما بعد ان أصيب بالسكتة القلبية ومات وهو في الخمسين من عمره أمها تزوجت ثانية وانتقلت لتقيم في كوينزلاند والاتصال الوحيد في ما بينهما كان تبادل بطاقات عيد الميلاد .
لم تكن جيسي على علاقة وثيقة مع أمها في بعض الأحيان كانت جيسي متأكدة من ان أمها تحسدها على حياة المارة الحديثة التي تعيشها لو تعرف فقط ان جيسي تمنت كثيرا لو انها ترجع في الزمن الى الوراء الى جيل أمها حيث كانت مسؤوليات المرأة تنحصر بين البيت وموقد النار .
تربح مرة وتخسر مرة هذا كان شعار جو عزيزتي جو في احد هذه الأيام سأعرف صديقتي على ادريان كيف ستكون ردة فعله عندما يعرف ان جو كانت راقصة باليه بارعة وتتصرف كالغجرية ؟
بقيت جيسي مستيقظة لوقت طويل تستمع الى صوت العاصفة كانت تشعر بالدفء تحت اللحاف الصوفي ولكن في كل مرة يهدر صوت الرعد كانت تنكمش على نفسها فقط علمها بان ادريان ينام في الغرفة المجاورة كان أعطاها الشجاعة سيأتي من دون شك لو احتاجت الى مساعدته ولكن هل سيكتفي بتقديم العون فقط ؟ من الأفضل ان لا تخضع نفسها لهذه التجربة .
عندما فتحت عينيها ثانية كانت العاصفة قد ولت والشمس أشرقت على سماء زرقاء صافية كان من الصعب التصديق عندما نظرت جيسي خارجا الى الحدائق ان عاصفة شديدة قد ضربت الليلة الفائتة والأثر الوحيد الظاهر كان أغصان العليقة المتكسرة على النوافذ وعقب الشمعة المحترقة .
ولكن سرعان ما تبين لها ان شجرة صفصاف كبيرة مقتلعة من جذورها ولم يبق منها الا جذعا محروقا كانت تشهد على عنف العاصفة كان ادريان على حق عندما أصر عليهما بالبقاء فاحتمال ان يقتلا تحت وابل من الأغصان المقتلعة كان كبيرا .
أفاق سام قبل جيسي وارتدى ملابسه الخاصة بغير ترتيب وجلس يشاهد التلفاز – قبل ان تدخل جيسي المطبخ وتراه – يظهر ان التيار الكهربائي قد عاد ثانية قالت بصوت جاف عندما لاحظت ان سام قد
|