كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1005- لم تنته فصولاً - فاليري باف - دار النحاس
وألان ا ترككم مع أحداث جديدة في ؛؛؛؛
الفصل الثالث؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
التهمت جو قطعة أخرى من الشوكولا الموضوعة على طبق أمامها وأحست جيسي بالغيرة وهي تراقبها كيف تستطيع جو ان تأكل بهده الشراهة من دون ان يزداد وزنها ولو أوقية ؟ لا يزال قوام جو مثل قوام راقصة الباليه وهي ما كانت عليه في صباها قبل ان تصبح معلمة موسيقى وهي بطولها الــ 165 تستطيع ان تمشي وتتحرك بلباقة وخفة الراقصة حتى الوقت الحاضر ولكن ميزة جو الأساسية هي في رقة قلبها وطيبتها اللتين لا مثيل لهما في كل ادلايد . الامل المفقود؛؛؛
- حاولت ان أخبرك ولكن لم تنصتي إلي قالت جو بفم ملئ بالشوكولا .
- كدت أنام وأنا واقفة على قدمي عندما كنت أكلمك على الهاتف ولم يدر ببالي انك تحاولين أخباري بشان السور .
- لم أكن أحاول أخبارك بشان السور ولكن بشان من يبنيه فعندما أخبرتني بأنك رأيت ادريان أدركت ان الأوان قد فات لأخبارك بعودته ولكن في الوقت نفسه كنت قد أقنعت نفسك بان ما رايته كان سرابا يتخايل لك بسبب تعبك من السفر ولكن بعد ذلك كدت أصاب بالسكتة القلبية عندما رايتكما معا في السيارة .
علا وجه جيسي تكشيرة وقالت – كيف كان لي ان اعرف ان الرجل الذي رايته هو بالحقيقة ادريان ؟ لقد كنت الشخص الوحيد في استراليا الذي لم يعلم بعودته .
- لقد حاولت إيصال الخبر لك عدة مرات . قالت جو تأكيدا على كلام جيسي .- ويظهر انك كنت أما منشغلة عن قراءة الصحف بأعمالك او ان الأخبار التي أرسلتها لم تصل الى كاليفورنيا وظننت انه سيكون هناك متسع من الوقت كي أخبرك حين عودتك قبل ان تلتقي به ... غيرت جو ملامح وجهها وقال ممازحة .- وكنت ساجد متسعا من الوقت لو أطعتني وبقيت نائمة حتى حلول الوقت الذي سآتي به لأعيد سام . وأكملت جو بصوت يشوبه الحزن المصطنع – وكنت قد وعدتني بذلك .
رفعت جيسي يديها الى الأعلى علامة على الاحتجاج وقالت – يا صديقتي لقد حاولت ان أطيعك ولكن من المستحيل النوم مع أصوات العمال وفرقعة البناء حول حديقتي .
أنصتت جو للحظة ولكن صوت ابنتها نيل وهي تلعب مع سام فسالت – هل هم يعملون اليوم .
رئيس العمال قال أنهم لن يعودوا للعمل قبل بضعة أيام ويظهر أنهم توقفوا عن العمل بسبب اعتراضي على بناء السور .
وصلت أسماعهما صوت ارتطام كرة المضرب بالسور . – لقد وجد الأولاد فائدة
من هذا الجدار غير الفائدة التي يتوخاها المالك من بنائه قالت جو تعليقا على استعمال السور من قبل الولدين للعب كرة المضرب .
- أنا سعيدة لان أحدا سيستفيد من بناء السور قالت جيسي ثم نظرت الى صديقتها جو نظرة رجاء وأكملت – ماذا سأفعل يا جو ؟ لا استطيع البقاء من دون حراك وأراقبه يطوقني بالسور لقد بدأت الحديقة تظهر وكأنها سجن مع ان البناء لم يكتمل بعد .
- هل حاولت التفاهم مع زوجك السابق ؟
- شرعا هو ما زال زوجها وليس زوجها السابق ولكن جيسي لم تصحح كلمة جو وأجابتها - لقد فعلت كل شيء ممكن لم يبق عندي غي ان اركع على ركبتي راجية له لقد تغير عما كان عليه في الماضي لقد أصبح قلبه اشد قساوة واختفت رقته وأي مناقشة في الموضوع لن تجدي .
- وبما ان جيسي كانت قد أخبرت جو ما اخبرها ادريان عن غيابه ولماذا ترك الجميع يعتقدون انه ميت مالت جو برأسها لتقترب من جيسي وقالت – ربما انه الشيء الذي لا تريدين سماعه يا عزيزتي ولكن يبدو انك السبب في هذا التغير .
- أنا ؟ وكيف ذلك ؟
- اذا كان يحبك كما تقولين فالانفصال لا بد انه ألمه كثيرا .
نفت جيسي ذلك بحركة من يدها وقالت – أوافق معك انه قد أحبني ولكنني كنت امثل له تحديا كبيرا ولما انتصر سرعان ما انتقل الى تحد أخر .
- على الأقل هذا التحدي الأخر لم يكن امرأة ثانية .قالت جو وهي ترفع فنجان القهوة الى فمها .
- في بعض الأحيان أتمنى لو كان هذا التحدي الأخر امرأة ثانية فمن السهل تهشيم وجه امرأة ولكن كيف تستطيعين قهر الجبل الذي امتلك حواس ادريان ؟
- عندك حق بذلك قالت جو وهي تنظر بشوق عبر النافدة الى الولدين يلعبان – هل فكرت يا جيسي بالبيع والانتقال الى مكان أخر ؟
تنهدت جيسي وقالت – لقد عرض ادريان علي الشراء ومع ان خطوة كهذه تحل كثيرا من الإشكالات غير انها قد تخلق مشكلات جديدة وأنا لا استطيع تحمل سنة أخرى من ألازمات النفسية التي أصابت سام السنة الفائتة .
رفعت جو رأسها عن فنجان القهوة وسالت – هل انت ما تزالين تحبينه ؟
أجابت جيسي بشيء من اليأس – أتمنى لو اعرف بالتأكيد انفصالي عنه كان المخرج الوحيد المتوافر لي لأنهى عذابي وتذكر هذه الأيام قلقي عليه وانتظاري له و تتبع الأخبار عنه يجعلني اتاكد باني لا استطيع معاودة هذه التجربة معه لقد كان الأمر أسهل على عندما كنت أظن انه ميت – وباستطاعتي تحمل الحزن عليه ومع الوقت استطيع ان أنسى ولكن ألان ... ولم تستطع جيسي أكمال الجملة .
ألان الشيء الوحيد المختلف ألان هو انه حي ولا يعني ذلك أعادة أحياء الماضي قاطعت جو بصوت خافت – ترقرقت الدموع في عيني جيسي وقالت – ولكن أحياء الماضي قد يكون الفرصة الثانية والأخيرة لنا .
تمتمت جو غاضبة – آه من الرجال ؟ لماذا ندع أنفسنا نقع في الحب مع من سيسبب لنا الأذى أكثر من غيره ؟
- هل كانت قصتك مع تورن شبيهة بقصتي ؟
- هزت جو رأسها موافقة وقالت – في بعض الأحيان كنت اشعر باني أريد قتله بسبب عمله في مهنة خطرة ولكني تزوجته حسب قول الإنجيل ... حتى يفرقكم الموت .
- لابد ان الإنجيل لم يأخذ الا بالأسباب الطبيعية للموت عندما ذكر هذا القول ؟
قالت جو محدقة في وجه جيسي – لقد تأكدت حين عقدت قراني من عدم وجود ملاحظات مكتوبة على أسفل ورقة الزواج .
- هل تعنين انه كان علي البقاء مع ادريان على الرغم من كل شيء ؟
وضعت جو فنجانها جانبا وتنهدت ثم قالت – الجواب على هذا السؤال هو عندك فقط يا صديقتي .
أحست جيسي بالهلع لما بدا على جو انها أصبحت على استعداد للعودة الى منزلها فقالت – قبل ان تذهبي أريد طلب شيء منك .
- ما هو هذا الشيء ؟ الامل المفقود؛؛؛
ابتلعت جيسي ريقها بصعوبة وقالت – لو صدف والتقيت بادريان لا تخبريه بأنك انت جو التي كنت أعيش معها خلال فترة غيابه .
ظهر تعبير من الحزن على وجه جو وقالت – لقد كنت اعرف ذلك انت تخجلين من صداقتي لك .
كادت جيسي ان تنصدم لهذا الاستنتاج قبل ان تعرف ان جو تمازحها فقالت – تعرفين أني لست من هذا النوع من النساء ولكن عندما ذكرت اسمك أمام ادريان ظنك رجلا وألان يعتقد ان جو هو والد سام الحقيقي .
أطلقت جو صفير استغراب وقالت – ولماذا تدعينه يظن ذلك بحق السماء ؟
- لا استطيع أخباره بالحقيقة انت لا تعرفين ادريان هو من النوع الذي يريد كل شيء او لا شيء وإذا عرف ان سام ابنه فلن يتوقف عن شيء حتى يحصل على حضانته .
تثاءبت جو مستنكرة – هل تنكرين على ادريان حقه في حضانة ابنه ؟
- أضحي بأي شيء لكي يعرف سام ان ادريان هو والده ولكن ادريان لن يرضى أبدا ان يكون والدا في عطلة نهاية الأسبوع فقط .
لاحظت جيسي انعكاس ألمها على وجه جو وهي تقول لها – ألان قد فهمت لكن
كيف يستطع الحصول على حضانة ابنه بعد هذا الوقت الطويل وقد كان لا يدري حتى بوجوده ؟ لقد كنت انت الوالد الوحيد الذي يعرفه سام . والقضاء ليسوا بوحوش قاسية القلب ولن يحكموا له .
- اعرف ذلك ولكن لا استطيع المخاطرة اعرف ان تربية سام بمفردي ستكون نقطة ايجابية لمصلحتي في المحكمة ولكن مشكلة سام النفسية في العام الماضي تكون نقطة سلبية قد تستغل باتهامي باني قد سمحت لعملي بان يطغى على واجباتي كأم.
تذكرت جو الأيام التي أمضتها في رعاية سام فظهر عليها الاضطراب وقالت – انت على حق يمكنه تضخيم هذا الأمر اذا كان لديه احد الأسباب الكافية ليوقع بك الأذى والحرمان انزلقت الكلمات من فم جيسي من دون تفكير – ادريان عنده الأسباب الكافية انه يكرهني ويحقد علي .
- هل يعرف انك ستخسرين وظيفتك قريبا ؟ قالت جو محاولة ان تغير موضوع الحديث.
قد يكون البقاء بلا عمل أسوا . أجابت جيسي وملامحها تنم عن حيرتها – اسمعي يا جو لقد خططت كل شيء بحذر وتأن ودرست كل ما يتعلق بمؤسسات الدخل المحدود في كاليفورنيا حتى انجح في تأسيس شركتي الخاصة ألان لا اعرف اذا كان بإمكاني المضي في هذا المشروع او ان أتنازل وأوقع العقد الجديد مع غراتون .
تمشت جو في الغرفة وقالت – الحالة التي انت فيها مقرفة ومحيرة هل فكرت بالعودة الى ادريان ؟
بدأت جيسي لا شعوريا تلملم فناجين القهوة وسالت – ما الذي يجعلك تظنين انه يريد عودتي ؟
- انت تقولين انه يكرهك ولكن اذا عرف انك لم تكوني على علاقة برجل أخر وان سام هو ابنه لما بقى عنده سبب ليكرهك .
- لا استطيع العودة اليه والسبب هو كما تعلمين السبب نفسه الذي تركته من اجله لن يهنا لي العيش طالما سأتعذب بقلقي عليه وانتظاره ومن الأفضل لسام ان يبقى من دون أب من ان يعرف ان له أبا ومن ثم يخسره قالت جيسي هذه الكلمات وهي ترتجف بتوتر مما جعل فناجين الشاي تهتز بعنف فوق الطبق الذي تحمله .
شعرت جو باللوعة والأسى على ابنتها نيل التي فقدت والدها فذهبت الى النافذة ونظرت على الولدين ثم قالت – أتساءل عما اذا كانت نيل توافقك على هذا الكلام .
أحست جيسي انها تكلمت بلا تفكير وأنها قد واثارث ذكريات أليمة في نفس صديقتها فربتت بيدها على ذراع جو وقالت – أنا آسفة يا جو كان علي ان أفكر قبل ان أتكلم واسبب لك الألم .
تمالكت جو نفسها وأجابت – لا باس لديها كريس ألان وهي قد بدأت تعتبره والدها
حضنت جيسي جو بحرارة وقالت – أنا سعيدة من أجلكم جميعا .
شكرت جو جيسي على عاطفتها نحوها ثم أبعدتها عنها قليلا وقالت بجدية – عندي فكرة لماذا لا تذهبين لزيارة اللورد مارك غراتون ؟ لقد كنتما صديقين حميمين دائما وقد قصد الخير من الجمع بينك وبين ادريان .
- ولكن لم يعد له اي علاقة مع الشركة .
- اعرف ذلك ولكن لديه أصدقاء ناقدون في الشركة وقد يكون باستطاعته مساعدتك في التفاوض على العقد الجديد .. حضنت جيسي جو مرة ثانية وقالت – لماذا لم أفكر بذلك من قبل ؟ انت رائعة والاقتراح جدير بالمحاولة وأريد أيضا رؤية منزلهما الجديد .
سالت جيسي الليدي غراتون بالهاتف وسالت اذا كان بالإمكان زيارتهما ووجدت ان الليدي غراتون متشوقة لرؤيتها وقالت لها – كنا نتساءل عن كيفية تعاملك مع الواقع الجديد .
- أريد ان أتكلم معك بهذا الشأن أجابت جيسي وقبل ان تكمل قاطعتها سوزان قائلة – دعينا لا نتكلم عن ذلك ألان تعالي لشرب الشاي غدا مارك سيسر جدا بزيارتك .
- هل سيكون مسرورا يا ترى ؟ راودها السؤال وهي تضع السماعة مكانها كانت جيسي متأكدة من ان سوزان كانت صاحبة المفاجأة التي صفعتها وهل كان اللورد غراتون موافقا على ذلك ؟
- وقد وجدت جيسي الجواب على تساؤلها فور وصولها الى بيت غراتون الجديد وبعد ان تجولت في أنحاء الدارة الفخمة – المحاطة بالحدائق والمزودة بكل أسباب الترفيه كانت سوزان تحضر الشاي عندما امسك مارك بيدي جيسي بكلتا يديه وقال – اخبريني يا عزيزتي هل غفرت لزوجتي تدخلها في شؤونك الخاصة ؟ الامل المفقود؛؛؛
ولاحظت جيسي ان سوزان عند سماعها ذلك اكتفت بتحضير الشاي على الرغم من ظهور ملامح التوتر على وجهها .
لم يكن هناك من خطا كي اغفره لقد فعلت ما فعلت بنية طيبة وعندما رأت جيسي ان حدة توتر سوزان قد خفت استطردت قائلة – ولكن كان عليها أخباري قبل ان تفعل ذلك .
رفعت سوزان رأسها ونظرت الى جيسي وقالت – لقد أحسست بان القدر أراد ذلك لقد عاد ادريان الى البلاد في الوقت نفسه الذي قررنا فيه بيع المنزل .
- سوزان لن تشفى من هذه الرومانطيقية . أضاف اللورد مارك وهو ينظر الى زوجته بحنو .
- قد مضى وقت طويل قبل الوصول الى النهاية السعيدة فانا لم أكن صادقة معكما تماما لقد انفصلنا أنا و ادريان عن بعض وكنا على خصام شديد .
ظهر الأسى على وجه سوزان الحالم وقالت – يا الهي ماذا فعلنا ؟
رفع اللورد مارك حاجبيه وقال – أتتكلمين بصيغة الجمع ؟
لست أنا من كان في عجلة من أمره في أخلاء البيت لادريان .
هزت زوجته رأسها احتجاجا وقالت – انها غلطتي لقد كان في نيتي ان أرى جيسي و ادريان سعيدين .
جلست جيسي قرب سوزان وأمسكت بيدها ثم أردفت – كنا سعيدين من دون هذه المفاجأة . اذا انت لا تكرهينني لتدخلي في شؤون حياتك ؟
هزت جيسي رأسها نافية وقالت – أحبكما أنتما مثل عائلتي واعرف ان نيتك كانت سليمة .
هز اللورد غراتون فنجان الشاي فوق الطبق أشارة الى انه فارغ فسارعت سوزان الى ملئه ثانية وقال – وألان وقد انتهيتما من الحديث الرومانطيقي أريد ان أسالك ما الذي اسمعه من انك تريدين ترك عملك ؟
- للأسف هذا صحيح وأوضحت جيسي لمارك بنود عقدها الجديد وشروطه وقد سرها ان يبدأ اللورد غراتون الحديث في هذا الموضوع – ولولا حاجة سام الى لما مانعت في العمل ساعات أطول .
تنهد مارك بشدة وقال – انت على حق كالعادة ولكن سيندمون لان الطريق التي شقوها هي خاسرة وسيفتقدون موهبة قديرة مثل موهبة شابتنا جيسي .
- خسارتهم لي ليست جسيمة بهذا القدر . اعترضت جيسي – ولكن سأفتقد عملي ولهذا جئت إليك طلبا للمساعدة .
- كيف استطيع مساعدتك ؟
- كنت أتساءل اذا كنت تستطيع التدخل لمصلحتي مع إدارة الشركة بشان العقد الجديد فإذا استطعت الإبقاء على الشروط نفسها التي هي في العقد القديم فسابقي في العمل .
وضع مارك يده على جبهته واستغرق في التفكير ثم قال – لم يعد لي هذا النفوذ الواسع في الشركة خاصة واني رفضت ان أكون عضوا في مجلس الإدارة ولكن سأحاول ما باستطاعتي . الامل المفقود؛؛؛
لفت جيسي ذراعيها حول رقبة مارك وقالت فرحة – انت ملاك يا عزيزي .
أجابها مارك غامزا من قناة زوجته – ان سوزان لا تناديني بهذا الاسم .
- ان الاسم الذي يناسبه أكثر هو شيطان عجوز . أكدت سوزان كلام زوجها بنبرة دافئة ثم سالت جيسي – ماذا ستفعلين اذا لم يستطع مارك تنسيق شروط العقد ؟
- أمل ان اوسس عندئذ مخزني الخاص . اعترفت جيسي باستحياء ولكن نظراته المؤيدة شجعتها على الاستمرار .
- الزميل الذي يعمل معي في الشركة جوزيف رايذر سيترك العمل أيضا وقد اتفقنا على تأسيس شركة لتصميم الديكور لذوي الدخل المحدود .
سال اللورد مارك بعد التفكير اي مكان ستستأجرين ؟ وهل كونت فكرة عن ذلك ؟
- لا ليس بعد سابدا البحث ألان بعد ان أنهيت مهمتي الأخيرة مع الشركة .
- صديق لي سيفتح مركزا تجاريا خلال الأسابيع القادمة ونوع عملك يناسب هذا المركز وإذا أحببت سأتكلم معه عن مشروعك – في حال عدم حصول تقدم بشان عقدك الجديد .
دب الحماس والترقب في جسم جيسي وأرادت ان تخبر شريكها ان إحدى مشكلاتهما الرئيسية قد حلت وقالت بحرارة – لا اعرف كيف أشكرك يا مارك .
- أريدك ان تأتي في المرة القادمة لزيارتنا ومعك ابنك العبقري .قالت سوزان .
- أعدك بذلك . أجابت جيسي ضاحكة .
عندما وصلت جيسي الى منزلهم لم تر سام يلعب في الحديقة ولم تر سيارة مربيته متوقفة في مكانها المعتاد مما جعلها تشعر بالهلع على الفور . هل حدث اي مكروه لسام ؟ وتخايل لها منظر المربية وهي تسرع بسيارتها ناقلة سام الى المستشفى ربما اتصلت المربية بها عند أل غراتون بعد مغادرتها قبل الوصول الى هنا .
أخذت جيسي تنادي بصوت مرتفع والخوف قد تملكها – دولورس ؟ سام ؟ ثم دخلت المنزل ورمت حقيبتها على ارض الغرفة .
وصرخت بصوت هستيري عندما ارتطمت برجل كان واقفا في الداخل وشعرت بذراعيه تطوقانها لتهدئا من روعها – مهلا مهلا يا جيسيكا انه أنا ادريان .
تلوث جيسيكا بين ذراعيه وقالت – ادريان . ماذا تفعل هنا ؟ هل حدث اي سوء لابني ؟
- هيا اهدئي لا شيء حدث انه هنا معي وبأمان .
ولكن جيسي أرادت ان تتأكد بنفسها فأفلتت منه واتجهت بسرعة الى غرفة الجلوس حيث رأت سام جالسا على الأرض وأمامه مجموعة من الرسوم والأشكال الورقية ومن دون ان ينظر أليها قال سام – مرحبا يا أمي .
- مرحبا . ردت جيسي على تحيته وهي تحدق فيه وتكاد ان تلتهمه بعينيها ان سام على ما يرام لا شيء حدث له لم يصب بأي رضوض او كسور كما خيل لها شعرت فجأة بغثيان ومالت على حافة الباب لتوازن نفسها .
اقترب ادريان منها وقال – هل انت بخير ؟
- سأكون بخير بعد دقيقة عندما وصلت الى البيت ووجدتك ظننت ان ...
- الاسوا قد حصل . قاطعها ادريان . كانت أمي تتصرف هكذا في سنوات مراهقتي عندما كنت أتسلق الصخور اعتقد انها غريزة الأمومة . ابتسم بزهو وقال – ولكن كما ترين انه على ما يرام .
حل الغضب في نفسها مكان الخوف وقالت – هكذا اذا هل تمانع في ان تخبرني ما
الذي يحدث هنا ؟ أين دولورس .؟
- دعيني اجلب لك الشاي وسأخبرك بكامل القصة لقد وضعت الماء على النار منذ دقائق ولابد انها تغلي ألان تحضير الشاي لن ياخد أكثر من دقيقة ألان .
ولكن خلال مرور هذه الدقيقة منتظرة الشاي وصل غضب جيسي الى درجة الغليان وبدأت تفكر كيف سمح ادريان لنفسه بالهزء من مخاوفها ومخاوف أمه ؟ كل واحدة انتظرته بدورها بقلق شديد انه لا يعرف ان إلام تموت ألاف المرات كل مرة يتعرض احد أولادها للخطر كيف يمكنه ان لا يحس بالآخرين لم يخلص لأحد لأنه لم يبق في مكان واحد وقتا كافيا لتنمية هذا الإخلاص .
- انت غاضبة منى ؟ قال ادريان بعد ان لاحظ التعابير على وجهها .
- لقد أصبت الهدف تماما . أرجو ان يكون سبب وجودك هنا وجيها .
- خذيني بحلمك أنا لست في محكمة هنا عليك ان تهبطي من عليائك الذي حدي بالفعل هو أني قد أديت لك خدمة .
- وما هي هذه الخدمة ؟ الامل المفقود؛؛؛
- تلقت مربية ولدك مخابرة هاتفية تفيدها بان ابنها قد وقع له حادث في معسكر الكشافة وثم نقله الى المستشفى ويحتاجون الى توقيعها لإنهاء معاملات المعالجة .
- وضعت جيسي يدها لا شعوريا حول رقبتها وقالت – يا للسماء العزيزة – هل ابنها بخير ؟ و دولورس تعيش مثل جيسي تربي ولدها الوحيد دانييل من دون زوج .
- أنهم يظنون ذلك ولكن وجب عليها الذهاب فورا فحاولت الاتصال بك هاتفيا ولكنك كنت على الطريق قادمة الى هنا رايتها عند البوابة في حالة من الهستيريا وتطوعت لأبقى مع سام مقنعا إياها باني زوجك بالفعل بعد ان أريتها صورتنا معا لان دولورس لم تكن لترضى بترك سام مع غريب على الرغم من الحالة التي كانت فيها .
شعرت جيسي بحراجة موقفها وقالت – أدين لك باعتذار يا ادريان وشكرا لتدخلك لمساعدتي .
أحست جيسي ان غضبها قد ترك أثرا في نفس ادريان بعد اعتذارها ونظر الى سام يلعب على الأرض وقال – لم يكن هناك اي مشقة أنا وسام قد انسجمنا مع بعضنا البعض .
رتبت جيسي شعرها وقالت – نعم اعرف انه يستطيع التنبؤ بأحوال الطقس واعرف انه يستطيع ان يتنبأ بأشياء آخرة كثيرة ثم استغرقت في التأمل انه يستطيع إبقاء روحها أسيرة له وإبقاء جسدها على نار الرغبة اليه ولكن سام لن يتأثر بهاتين الميزتين لدى ادريان لان سام في هذا المجال لا يزال عمره ست سنوات .
والعلاقات الأنثوية – الذكرية لا تعني له شيئا غير الملل – لقد تباحثت معه في
أحوال الطقس . قال ادريان بهدوء قال سام لامه وعيناه تلمعان – هل تدرين يا أمي أننا نعيش في قعر محيط الهواء ؟ انه يدعى الجو .
- يا له من واقع . أجابت جيسي مصطنعة الاندهاش – ولكن لماذا لا نغرق في هذا المحيط .
شمخ سام بأنفه استنكارا لجهل أمه وقال – لان هذا المحيط مكون من الهواء بالطبع والطقس هو الحركة الدائرية للهواء حولنا .
- والذي نسميه ... سال ادريان .
- تروبوسفير . أجاب ادريان ضاحكا مما جعل جيسي تبتسم وتلقي نظرة على رسومات الحركة الهوائية حول القارات الملتفة على الأرض – أرى أنكما لم تضيعا الوقت سدى .
أخذت جيسي نفسا عميقا ومدت يدها لادريان مصافحة – هل تسامحني لتسرعي في استنتاج ما حدث ؟ أني مدينة لك لمساعدتك دولورس وبقائك مع سام .
مد ادريان يدا دافئة لتلقي يد جيسي الممدودة اليه وما ان لمس يدها حتى أحست جيسي وكان شحنة من الكهرباء قد أصابتها وانتصب ظهرها من المفاجأة لقد كان للمسته دائما فعل السحر عنها ربما هذا الشعور ألان مرده الى قلقها وخوفها على سام .
ومضت عينا ادريان بالغضب عندما أحس بردة فعلها العفوية وقال – هل لي ان اعرف لماذا تنفرين في كل مرة المسك بها ؟ الا تعرفين كيف يؤثر بي ذلك ؟
أشارت جيسي الى سام محذرة وكأنها تقول لا تدعه يسمعنا وقالت بصوت خافت – كيف يؤثر بك ؟ انت لا تفكر الا بنفسك وهذا كل ما يهمك أما كيف أنا أحس او اشعر فهذا لا يعني شيئا لك . خذ مثالا على ذلك بناء قلعتك الخاصة بسور يعزل حديقتي وبيتي .
- أعلمك ان بناء الجدار قد توقف أجاب ادريان – لأننا لم نجد المواد اللازمة في السوق .
- في هذه الحالة سأسرع الى حديقتي لأتمتع بالشمس أطول وقت ممكن قبل ان تباشر العمل ثانية .
بدا ادريان وكأنه على وشك الانفجار وقال – تبا لك يا جيسي لقد ظننت انك ستسرين لهذه الإخبار خاصة وان شحنة المواد اللازمة لن تصل قبل عدة أسابيع .
كان يجب ان تشعر بالانتصار عليه مؤقتا ولكنها شعرت بالإحباط وكأنها خسرت بدلا من ان تربح كانت تتمنى ان يوقف ادريان العمل في السور تبعا لرغبتها وليس بسبب نقص المواد ولكن لماذا تشعر بهذه الخيبة ؟
- لو سررت لكنت منافقة قالت جيسي – أنا شاكرة لك وآسفة لأنك تواجه بعض المصاعب .
ابتسم ادريان وقال لها – شكرا في الحقيقة يجب ان أتعود ثانية على هذه المصاعب يعيش الإنسان في الأدغال على حافة الخطر ولكنه يقاتل من اجل البقاء ولكن كيف يمكن هنا محاربة التجار والبيروقراطيين ؟
ابتسمت جيسي وقالت – أهلا بعودتك الى العالم الحقيقي المتمدن .
جلب سام لادريان قطعة من الورق واستند الى ذراعه وقال – هل تشرح لي ثانية ما هو مدار الحصان .
كان على الورقة التي حملها سام رسم للكرة الأرضية مقطعا شرائح بخطوط رفيعة من الجنوب الى الشمال وضع ادريان أبهامه على خط الوسط وقال – كما أخبرتك هذه هي منطقة الزوابع والهواء ذي الضغط العالي . تقع فوق هذا الخط وتحته المناطق الهادئة وتدعى مدار الحصان او مدار الهواء ذي الضغط المنخفض .
رفعت جيسي حاجبها مندهشة وسالت – مدار الحصان ما هذا الاسم ؟ الامل المفقود؛؛؛
- عندما كانت السفن تبحر قديما في هذه المدارات كان البحارة يلقون بجيادهم الى المحيط خوفا من نقص مياه الشرب . أجابها سام على سؤالها بشعور من الأهمية.
ولم تدهش جيسي لسعة معلومات سام فقد تعودت ان تكتشف انه اكتسب شيئا جديدا كل يوم وقالت له – حسنا ولكن ماذا تفهم من ذلك ؟
أجاب سام بتركيز واضح – ان ذلك يشبه ارض المعركة فالكتل الهوائية المتنافرة تلتقي مع بعضها وهذا يؤدي الى تغيرات الطقس والمناخ حولنا .
قال ادريان – أعدك يا سام باني سأخبرك في المرة القادمة كل شيء عن الضغط الجوي .
- أريد ان أصبح مثلك يا دكتور كول خبيرا بالمناخ .
خاطب سام ادريان . ثم استدار الى أمه وقال – لقد اخبرني دكتور كول يا أمي بأنه قد تسلق جبل افرست وقام برحلة الى القطب الجنوبي .
انتقلت عدوى الحماس الى جيسي من ابنها ولم تتمالك نفسها من الضحك وقالت – أنا متأكدة من ان الدكتور كول سيخبرك كل شيء عن رحلاته اذا لم تجعل من نفسك لصقه خردل .
- هل أنا مثل لصقه الخردل يا دكتور كول ؟ سال سام ادريان وكانت كبرياؤه قد جرحت .
مررت جيسي أصابعها في شعر سام وأحست بهبوط في قلبها لقد أعجب سام كثيرا بادريان هل من العدل إبقاؤهما منفصلين ؟ لكنها لا تستطيع المجازفة على اي حال
خاطبت جيسي سام بقولها لقد حان الوقت لإلقاء تحية المساء على الدكتور كول لابد وان لديه ما يعمله الى جانب محادثتك .
نظر سام الى ادريان وقال هل سألتها ؟
- لا ليس بعد ربما يجب عليك ان تسألها انت .
أحست جيسي بأصابع من الثلج تقبض على قلبها . ماذا يجري بين الاثنين ؟ هل اكتشف ادريان الحقيقة ؟ انها لا تستطيع ان تتحمل هذا الترقب .
لقد وافق الدكتور ادريان على ان يدعني أرى الصور التي التقطها خلال رحلاته وأرجو منك يا أمي ان توافقي وارتد سام الى حركاته الطفولية وقال مستطردا – هل استطيع ذلك يا أماه ؟ أرجوك هل استطيع ذلك ؟
كيف تستطيع ان تمنعه عن هذه الدعوة المهذبة التي لا تعني شيئا مهما فأجابت لا أرى ضررا من ذلك .
- حسنا موعدنا الليلة اذا اقترح ادريان .
أحست جيسي بالاختناق وقالت – لقد أخذنا من وقتك كثيرا اليوم .
- ان وقتي ملكي سأكون مسرورا لو سمحت لي بطلب الطعام لك من المطعم يبدو لي انك بحاجة لبعض الراحة .
- أرجوك يا أمي .
وجدت جيسي نفسها قد وقعت تحت حصار الاثنين وحيرتها فكرة قضاء المساء مع ادريان فهو يعرف كيف تشعر تجاهه وتحس بوجوده انفعالاتها العاطفية بدلا من ان تتضاءل مع مرور الزمن قد ازدادت قوة أكثر من اي وقت مضى .
ذكريات حياتهما معا تطفو على السطح أحيانا كثيرة وتحرك العواطف العنيفة في داخلها كانت اعتقدت ان هذه العواطف قد ماتت ودفنت .
وفي الجانب الأخر عليها ان تأخذ احتياجات سام في الاعتبار لقد اخبرها معلمو مدرسته بان سام يحتاج الى التمثل برجل في حياته ورؤيته يتجاوب مع ادريان يؤكد أنهم كانوا على حق فهي لم تر الا نادرا هذا التحفز القوي عنده كما رأته هذا المساء لسام الحق بان يعرف والده ادريان حتى ولو لم يعرف حقيقة العلاقة بينهما .
قالت جيسي – حسنا سنأتي وشعرت جيسي بقوة انها ستندم على ذلك خاصة وان تعابير الانتظار المتشابهة على وجهي سام و ادريان أعطتها شعورا من الانقباض وكان سام اختار الجانب الذي يفضله جانب ادريان... الامل المفقود؛؛؛
انتهى الفصل الثالث ؛؛؛؛؛؛؛؛
|