كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1005- لم تنته فصولاً - فاليري باف - د ن
– فلا أنا استطيع ترويضك .
ولا حتى فريق من مروضي الخيول البرية . ستفعل دائما ما تريد . هل كان الحصول ...آسفة هنا فيه صفحة منزوعة .... الامل المفقود ...
وشاركت غرفة المستشفى مع جيسي زوجها تورن كان من شرطة النجدة وكان قد قتل وهو يحاول ان يساعد احد سائقي الشاحنات العالق بين السيارة والقاطرة عندما ارتد مفصل القاطرة وقضى عليه .
كم كان مؤسفا ورهيبا كان تعليق جيسي عندما سمعت قصة حياة جو وقبضت بشدة على حافة الفراش من تألمها لما سمعت .
- لقد عشت مع هذا الاحتمال ؛ ان يقتل في احد الأيام خلال أحدى عمليات الاتقاد طويلا ومع ذلك لم يخفف هذا التوقع شيئا من الألم عندما وقع الحادث . اشكر الله ألان لإعطائه ابنتي نيل كي أتذكره بها .
- الله يعوض على المتألمين – فكرت جيسي – ولكن زوج جو قتل وهو يحاول ان ينقد حياة إنسان أخر بخلاف زوجها الذي قضى على حياته بهوسه غير المنطقي بالمغامرات . وتخيلت ادريان ملقى في الأدغال . كيف يمكن ان يبرر المخاطرات التي ركبها وقضت عليه في النهاية ؟
- انتقلت جيسي بعد ذلك لتقيم مع جو في منزلها الريفي المنعزل في ادلايد يتشاركان في النفقات وتربية الولدين ووقفتا بجانب بعضهما البعض في الأوقات العصيبة ولولا تشجيع جو المعنوي لها لما استطاعت الصمود بعد خسارة ادريان . جو ألان تزوجت ثانية من إطفائي كان يعمل مع زوجها الراحل بعض الناس لا يتعلمون أبدا حياة الاطفائي معرضة للخطر أيضا مثل حياة شرطي النجدة .
ولكن جيسي تعلمت لن تثق او تسلم قلبها الى اي رجل مرة أخرى ((أبدا)) ارتفع صوتها وهي نائمة تتقلب من جانب الى أخر فتحت جيسي عينيها وبقيت بلا حراك تنتظر عودة دقات قلبها الى سرعتها العادية أين أنا ؟ وتذكرت انها في بيتها وعلى فراشها الساعة تقترب من العاشرة صباحا ويعني هذا انها نامت لأكثر من تسع عشرة ساعة . الامل المفقود
وتذكرت انها كانت تحلم بادريان وسام وجو وتذكرت انها رأت رجلا يشبه ادريان كتؤام وهو الذي فتح الباب لذكرياتها كي تتدفق كالفيضان كادت عدة مرات ان تقسم انها قد سمعت صوت ادريان خلال نومها . وعندما أفاقت تماما وصل الى أذنيها عبر نافذة غرفة النوم المفتوحة جزئيا صوت رجل مما جعل عضلاتها تتقلص ان صوت هذا الرجل يشبه صوت ادريان هل هي ما تزال نائمة تحلم وتظن نفسها مستيقظة ؟
كفى عن هذا الهوس قالت في نفسها واستدارت لتضع رجليها على حافة السرير انها تحتاج الى حمام ساخن لتستعيد حالتها النفسية العادية وينعشها في الوقت نفسه مشت جيسي بتمهل الى النافذة رفعت الستارة ونظرت الى الخارج .
صرخت جيسي باستنكار – يا الهي . عندما رأت حديقة منزلها الصغير المكون من دورين وكان سابقا بيت حراس أملاك عائلة غراتون الشاسعة وقد كان يفصل هذا البيت القائم على رقعة صغيرة من الأرض عن باقي الأملاك جدار من نبات الاضاليا المتلاصق بعضه على بعض .
هذا ما كان قبل سفرها الأخير أما ألان فقد رأت من نافذتها ان الاضاليا قد اختفت وحل مكانها سور من القرميد الذي أحاط بحديقتها وجعل معالمها الصغيرة واضحة وأدركت انه عندما يكتمل بناء السور سيحجب عنها كليا المنظر الطبيعي ويعزلها عن الأملاك الرئيسية اذا هذا ما كانت تسمعه خلال نومها – أصوات عمال البناء وفرقعة أدواتهم . ولكن ماذا يحدث هنا بحق السماء ؟ الامل المفقود
- لقد كلفت ببناء هذا السور وهذا ما افعله . أجابها احد العمال الذي كان يرتدي قميصا ملونا وبنطال اوفرول ازرق عندما سألتهم غن غايتهم وضعت جيسي عليها بسرعة بنطال جينز وبلوزة رياضية ونزلت الى الحديقة لمواجهة من اعتبرتهم متطفلين على حديقتها .
- لابد و ان هناك خطا ما لا يمكن لعائلة غراتون ان تفعل ذلك معي .
لقد اشترت هذا المنزل من رئيسها السابق في العمل اللورد مارك غراتون الذي كان وزوجته سوزان من اعز أصدقائها وقد باعا لها المنزل بعد ان قررت جو الزواج والتخلص من المنزل الذي كانت تقيم فيه مع جيسي لقد عرفت جيسي عائلة غراتون منذ زمن طويل وكانت تعمل عندهم عندما قابلت ادريان .
كان اللورد مارك رجلا من الطراز القديم يعامل موظفيه كأفراد عائلته ووقف شابينا لجيسي عندما تزوجت ادريان وبعد الزواج عامل اللورد مارك وزوجته سوزان اللذان لم يرزقا بأولاد الزوجين الشابين كأنهما ولدان لهما وقد حزنا كثيرا عندما انفصلا ولم يقفا بجانب احد منهما ضد الأخر بل كانا يمدان يد الصداقة لهما من دون تحيز ألان من الصعب التصديق ان بناء هذا السور يتم بأمر منهما .
لم تصل الى نتيجة من احتجاجها مع العمال لذا قررت ان تذهب الى منزل أل غراتون لتعرف ما الذي يحدث . وبسبب السور الذي سد الطريق الذي عليها ان تأخذه سارت جيسي مسافة طويلة بمحاذاة طريق السيارات الرئيسي
لكي تصل الى منزل أل غراتون .
وجدت المكان يعج بالحركة والسقالات ارتفعت ملتصقة بواجهة البيت ذي الطراز الجور جي القديم وأسلاك الكهرباء الصفراء والسوداء المؤقتة مدلاة من أطراف سطح القرميد وصوت المحركات تطن كصوت ملايين من الحشرات مجتمعة وجيش من العمال تجاهلوها عندما مرت فيما بينهم .
متى قررت سوزان غراتون ان تجدد منزلها ؟كانت تتكلم كثيرا عن ذلك ولكنها لم تجد قط الوقت الكافي للقيام بذلك بسبب انشغالها بالأعمال الخيرية شيء ما قد تغير خلال غياب جيسي . الامل المفقود
وجدت جيسي عندما وصلت الى مدخل المنزل ان الجرس الكهربائي قد اقتلع والباب المزدوج والمصنوع من خشب الأرز مفتوحا على مصراعيه تقدمت خطوة الى الداخل ونادت مستفهمة سوزان ؟ مارك ؟
لم تحظ جيسي بأي جواب ولكن سمعت رجالا يتكلمون في غرفة المكتبة وقفت عند الباب وقالت – عن أذنكم . ثم رأت رجلين منكبين على طاولة السنديان الكبيرة التي اعتادت هي وسوزان الجلوس حولها والتحدث عن الأدب واللوحات الفنية نظر احد الرجلين في اتجاهها وقال – لقد ان الأوان كي يرسلوا أحدا ثم لكز الرجل الأخر بذراعه وأكمل لقد أرسلوا لنا أخيرا شخصا من اجل تركيب البورسلان .
- أنا لست من .... ولكن صوت جيسي ارتجف وتوقفت عن الكلام عندما استدار الرجل الأخر نحوها هذه المرة لا مجال لأي خطا .
- قال الرجل في ذهول – جيسيكا ؟ جيسي ؟
- انت الذي كان في السيارة اليس كذلك ؟ قل لي أني لا احلم .
- لا انت لا تحلمين الا اذا كان كلانا يحلم ولكن ... بحق السماء ماذا تفعلين هنا؟
- أنا أعيش هنا ... لقد اعتبروك ميتا .
رفع حاجبيه قليلا وقال – أريد ان أؤكد لك باني لم أتجثم كل هذه المتاعب في شراء هذه الأملاك وتأهيلها لا ضايقك .
أرخت قبضتها عن الباب – لا داع للمزاح كل هذه السنوات اعتقدتك ميتا اشعر ألان وكأني أرى شبحا .
نظر ادريان الى وجهها الممتقع ويديها المرتجفتين وقال – انت تتكلمين بجدية اليس كذلك ؟ يظهر انك لم تقرئي الصحف التي نشرت خبر عودتي منذ مدة طويلة .
لقد كنت في رحلة عمل الى الخارج في الأسابيع الثلاثة الفائتة . قالت جيسي وهي تغطي وجهها بيديها وتسند نفسها الى الحائط اذا ادريان كان الرجل الذي رأته يهم بركوب سيارة الجاغورا بطريقة ما استطاع البقاء والعودة الى
هنا والقدر قد جمعهما ثانية شعرت في الوقت نفسه بالحاجة الى البكاء والاطمئنان ولكنها كانت غير مستعدة للبكاء او الاسترخاء اقترب ادريان منها سائلا – هل انت بخير ؟ أتريدين بعض الماء ؟
أنزلت يديها عن وجهها ونظرت الى عينيه اللون البني الفاتح لا يزال كما هو ولكن الزمن خط على وجهه بعض التجاعيد وعلى بشرته التي لوحتها الشمس رأت لطخات داكنة تحت عينيه قالت وهي تتنفس بصعوبة – من الصعب علي ان اصدق انك حي ترزق .
- انها قصة طويلة وأنا متأكد انك لا تريدين سماعها ألان . أجابها بشيء من السخرية ولكني أسف لا خافتك فقد كنت أظن ان الجميع بمن فيهم انت قد عرفوا بعودتي .
- من الممكن ان الجميع عرفوا بعودتك ما عداي قالت جيسي وهي تستجمع شجاعتها وتتمالك أعصابها ثم شربت كاس الماء الذي احضره لها وأحست برجفة تعتريها . الذي لا افهمه هو ماذا تفعل انت هنا ؟ وأين مارك وسوزان ؟ ألقى عليها ادريان نظرة تعجب وقال – انت لا تعلمين اذا اليس كذلك ؟ لقد باع ال غراتون هذا المكان لي وانتقلوا الى دارة صغيرة في الطرف الأخر من ادلايد .
- كيف باستطاعتهم القيام بكل هذا العمل في ثلاثة أسابيع ؟ الامل المفقود
- بتعاونهم مع المحامين يستطيعون انجاز العمل في ثلاثة أيام فقط قال ادريان وهو يدخل أصابعه كالمشط في شعره الذهبي اللون – يا الهي لا تقولي لي انك التي تملكين بيت الحراس ؟
أجابته – نعم بهزة من رأسها وأضافت الم تخبرك سوزان ؟ كلا لم تفعل بالطبع لأنها تعلم انك لن تشتري هذه الأملاك عندما تكتشف أني املك بيت الحراس وسأكون جارتك القريبة .
- هذه هي سوزان دائما تريد ان تجمع راسين بالحلال كانت عائلة غراتون أول من اتصلت بهم فور وصولي لم تأت سوزان على ذكرك ورأيت ان تصرفها غريب .
- ألان عرفت السبب .
- نعم من الواضح ان سوزان لم تعرف انها تلعب بالنار لأني لم أر حاجة لأخبرها عن انفصالنا أكثر مما يجب .
- هذا حسن منك ولكن الا يظهرك ذلك أمامهم بمظهر الحمل الوديع ؟
شعرت جيسي بالضيق فلم يكد يمضي على لقائهما أكثر من خمس دقائق حتى بدأت المناكدة بينهما قالت جيسي من دون انفعال – لا احتاج للظهور بمظهر الحمل الوديع وألقت بنظرة اعتذار باتجاه الرجل الأخر الذي كان يراقبهما
بصمت وباستغراب ويداعب أطراف الخرائط الهندسية بيده – أنا آسفة لمقاطعتي لكما في العمل . قالت جيسي للرجل الأخر .
- هل أردت روية سوزان ومارك ؟ باستطاعتي أعطائك عنوانهما الجديد .
تذكرت جيسي السبب من مجيئها فقالت – شكرا لك ولكن أتيت الى هنا لسبب أخر لقد جئت لاحتج على بناء سور حول حديقتي .
- لقد كنت أظن أني ابني السور حول حديقتي . أجاب ادريان بصوت خافت .
- النتيجة واحدة يجب ان تتوقف عن بناء هذا السور .
- لماذا ؟ لأنك تطلبين ذلك . أجابها بسخرية .لان ذلك هو الصواب ولكن يظهر ان قاموسك لا يحوي كلمة الصواب .
- لا شيء تغير . تدخل ادريان في الحديث – الشيء الصواب يعني في قاموس جيسيكا الشيء الذي تريده اليس كذلك ؟
رفعت جيسي يديها أمامها وكأنها تصد عنها مهاجما وقالت – ادريان من فضلك قبل خمس دقائق فقط كنت أظنك ميتا فلا تبدأ بفتح الجروح القديمة .
ظهر التعب فجأة على وجه ادريان وكان هذه المواجهة قد سلبته كل حيوية مثلما فعلت بها وقال – انت على حق انها قلة ذوق مني وان أجيبك بهذا الشكل لماذا لا نتناول الطعام معا ونبحث في هذا الموضوع في هدوء ؟
وعلى الرغم من أصابتها بالهلع لفكرة الانفراد معه ردت جيسي – ان لباسي غير مناسب للخروج .
وقعت نظرته المتفحصة على بنطال الجينز الذي يظهر ساقيها والبلوزة التي تظهر بوضوح انها لا تلبس تحتها حمالة صدر وقال – انت امرأة جميلة ومهما كنت ترتدين فانك تظهرين على ما يرام . وصوته الخشن تحول الى صوت خافت . الامل المفقود
- لقد صبغت أهدابي . لون الشعر على جفنها كان باهتا بالنسبة الى لون عينيها الأزرق المحاط بدائرة رمادية حول البؤبؤ لون الصبغة أضاف شيئا من اللمعان على عينيها وجعلتهما تبدوان وكأنهما أوسع .
- ماذا قلت بشان الغداء ؟ سال ادريان .
- استدارت جيسي نحو الرجل الأخر وسالت اذا كان خروجها مع ادريان سيعطله عن العمل .
- دافيد لديه موعد على الغداء اليس كذلك ؟ قال ادريان وأضاف – باستطاعتنا ان ننهي العمل غدا .
في هذه الحالة سأعود الى البيت وأغير ملابسي وألاقيك أمام المنزل بعد خمس عشرة دقيقة .
نظر دافيد المهندس الى جيسي وقال ضاحكا – أني اشعر بالغيرة لان لوسي
تحتاج على الأقل خمسا وأربعين دقيقة كي تغير ملابسها . الامل المفقود
وهكذا كانت جيسي في السابق أضاف ادريان وعادت جيسي الى بيتها مسرعة وهي تقول بنفسها انه لمن الجنون تناول الغداء مع ادريان حتى ولو كان هذا الغداء حسب تعبير المهندس دافيد للعمل فقط كيف تستطيع ان تركز وتبحث معه في مشكلة السور وهي تعرف ان كل نظرة او حركة منه ستذكرها في الماضي وفي حياتهما معا ؟ انه من الصعب عليها قبول حقيقة انه لا يزال حيا من دون أذكاء النار في علاقتهما السابقة استمرت جيسي وهي ترتدي ملابسها تؤكد لنفسها ان مواجهته هي أفضل طريقة لتبرهن ان كل شيء قد انتهى ويجب عليها ان تبرهن ذلك لكي تستطيع احتمال جيرته لها حملت حقيبتها واتجهت الى الباب ثم جمدت في مكانها لقد فكرت بكل شيء ما عدا تفصيل صغير ان تقيم بجوار ادريان يعني ان ادريان سيقابل سام وإذا عرف ان سام هو ابنه فادريان سيحارب بلا هوادة لأخذه منها لديها خمس عشر دقيقة فقط للتفكير في الخروج من هذا المأزق يجب ان تمنعه من اكتشاف حقيقة سام ...
انتهى الفصل الاول ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
|