كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1005- لم تنته فصولاً - فاليري باف - دار النحاس
الفصل التاسع ؛؛؛؛؛؛؛؛
من المفترض ان يكون اليوم اسعد يوم في حياة جيسي ولكنها خلافا لذلك شعرت بالقنوط والإحباط فيما كانت تستعد للاحتفال الذي أصر ادريان على أحيائه كجزء من الحل الذي اقترحه .
انها لن تنسى أبدا الذهول الذي اعتراها عندما اكتشفت مغزى الحل الذي اقترحه ادريان – لا يمكنك ان تعني ان نبدأ ثانية من حيث انتهينا ؟ قالت له بفم فاغر .
نظرته إليها لم تسر أبدا – هذا تماما ما اعنيه سام يحتاج الى والد كما يحتاج الى أم وله الحق في ذلك وهذه هي الطريقة الوحيدة التي ترضي الجميع .
- لا شك ان هناك حلا أخر الحضانة المشتركة ...
- هل هذا يعني انك تقبلين بالحضانة المشتركة.
رفعت يديها في الهواء دلالة على الاستسلام للواقع – كثير من الأزواج يلجا ون الى الحضانة المشتركة اذا لم يجدوا حلا أخر .
- هل انت على الاستعداد لان ترى سام في عطلة الأسبوع فقط ؟
شعرت جيسي بهوة اكبر من الهوة التي شاهدتها في الكهف . تنفتح تحت قدميها مظلمة ومرعبة وتأملت الحياة من دون سام – أنا لم أكن اعني ذلك ان أراه فقط في عطلة الأسبوع لقد ظننت ان الذي سيراه ....
- عطلة الأسبوع غير كافية لك . ولكن يجب ان تكون كافية لي . أهذه هي خطتك ؟
شعرت جيسي انها انحشرت في زاوية – ان الوضع مختلف بالنسبة لك . أصرت على موقفها – انه لا يعرف والدا غيري ولا يمكنك ان تأخذه مني ألان . الامل المفقود ؛؛؛؛؛
رفع ادريان حاجبيه استهزاء – لا يمكنني ؟ محاكم هذه الأيام أصبحت أكثر مرونة بالنسبة لهذه المواضيع ألان له حقوقه أيضا وعلى كل حال حياة سام معك لم تكن دائما مثالية هل كانت يا جيسيكا ؟
- أنا لست غولا يا جيسيكا . قاطعها ادريان عندما لاحظ ان توتر أعصابها قد سرق صوتها – أنا اعرف ان سام يحتاجك وأنت تحبينه ولكنه أيضا يحتاج ألي والعودة لبعضنا ستوفر له عائلة مستقرة تساعده على الاستقرار النفسي والنمو الصحيح .
ولكن ماذا عن احتياجاتها هي ؟ لم يذكرها مرة واحدة على الأقل .انه يريدها لنفسه بل انه يريد عودتها من اجل سام وكلن واضحا جدا في طلبه اذا هي وسيلة وليست غاية . انه شيء مر يصعب عليها ابتلاعه .
حين كانت تراقب ادريان وهو ينقد سام بشجاعة لا متناهية اعترفت جيسي لنفسها بما لم تعترف به طوال مدة غيابه . بان زواجهما لم ينته في الحقيقة ما حصل كان انقطاعا عن الزواج بسبب غيابه ولكن المشاعر القديمة انبعثت بكل قوتها من جديد لحظة وقوع نظرها عليه لقد كانت تخدع نفسها عندما ظنت ان كل شيء بينهما قد انتهى وان كل شيء كان لا يزال في البداية ألان . ادريان يصر عليها ان تصبح زوجته مرة ثانية ليشاركها في تربية سام و جيسي تعرف حقيقة شعورها نحوه ولكن السؤال عن مشاعره كان كثيرا عليها والبديل هو ان تخرج من حياته .
على الرغم من تهديداته كانت جيسي تعلم ان فرصتها كبيرة في الاحتفاظ بحضانة سام ولكن فكرة القتال من اجل حضانة ولدها كانت ترعبها واحتمال العيش من دون ادريان كان يرعبها بالقدر نفسه .
المشكلة هي هل تستطيع العيش بالقليل الذي عرضه عليها وهي تعلم انها تريد أكثر من ذلك منه ؟ وفي غشاوة من الحيرة سمعت نفسها وهي تقول – نعم سنعود لبعضنا .
جواب ادريان عليها كان عمليا – حسنا سنحتفل بالزواج في منتزه غراتون بأسرع وقت ممكن كي يصبح لدى سام عائلة نظامية عند خروجه من المستشفى .
جاءت صرخة جيسي الاحتجاجية غريزية – اي احتفال وأي زواج ؟ أننا غير مطلقين .
- يجب ان تكون عودتنا لبعضنا علنية ورسمية من اجل سام وان نكرر قسم الزواج ثانية يعني ان نجعله حقيقيا ورابطا أمام سام هل تريدين من سام ان يعرف خفايا الأمور ؟
أما هي فلم يأخذها ادريان بالاعتبار في هذا الاحتفال العلني الكاذب – لا اعرف . أجابته علي سؤاله بتهرب .
- اقبلي او ارفضي يا جيسيكا .
شعرت بشرارة من التمرد تطغى عليها – سأقبل هذه المرة ولكنك لن تبتزني بالتهديد بان تأخذه بعيدا عني كل مرة ارفض لك طلبا أما اذا كانت الحال ستكون هكذا فانا أفضل الذهاب الى المحاكم من ألان للفصل بيننا . قالت ذلك وهي تتمنى ان لا يكتشف ادريان ان تمردها هو للتمويه فقط .
بدا على ادريان التفكير العميق – ان في ذلك عدلا وأنا أيضا لن أعاود هذا التهديد أننا متزوجان منذ وقت طويل كي تعرفي أني رجل عادل .
استسلمت جيسي لدقة هذا التعبير لقد حاربت في الماضي بأسنانها وأظافرها ضد مشاريع رحلاته المجنونة ولكنه لم يحاول أبدا ان يخفي عنها او يكذب بشان ما ينوي عمله – أنا اعرف . ردت عليه بهمسة خشنة من العواطف لتجري في عروقها – ستكون هذه المرة مختلفة . قال لها بكل صدق ونظرته أليها مليئة بالشوق .
كم تود ان تصدقه هروب سام وأصابته لم يتركا لها الوقت كي تساله عما أخبرته به دافينا – وفر على نفسك كل هذه الوعود . قالت بصوت متهدج . لقد عرفت عن رحلتك على متن المكوك الفضائي .
بدا عليه الذهول – من أخبرك ؟
- لا يهم من اخبرني المهم هو هل هذا صحيح أم لا ؟
خيم عليهما صمت ثقيل ثم أدار وجهه عنها – نعم انه صحيح .
بحركة عفوية كمن يحمي نفسه من هجوم . لفت جيسي ذراعيها حول جسمها – ماذا حدث لإفساح المجال للآخرين على الجبل ؟
- أنا الشخص الذي تلقى الدعوة للمشاركة في الرحلة واستغرب من كونك لا تزالين تهتمين؟
بالطبع هي تهتم . أكثر مما تريده ان يعرف انها عودة الى بدء الكابوس القديم تنتظر ان تسمع قرعا على الباب ورسالة تخبرها بان ادريان قد مات – لقد وجد سام والده وليس من العدل ان يخسره ثانية . شرحت هذا الموقف لادريان ربما يكون لسام من التأثير عليه ما لم يكن لها بان على محياه الضجر من ضعف حجتها في هذا الجدال تساءلت جيسي في ما اذا كان يشعر بعمق الحب الذي تكنه له لو عرف لما احتاج للجوء الى الابتزاز انها له بكل حواسها أولا
|