لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


بين نبضة قلب و أخرى...(N)

نـبــضــات~~~خـلقـت معنـآآآ ♥ مـع أول شهيـق ضــجّ فـي عـروقنـآ...~ ♥ مـع أول دقـة (قـلــب) فـي صـدورنـآ...~ ♥ و..بآآقيـه إلــى أن تـغـتــالـنــآ...~ ♥

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-12-13, 12:00 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 241120
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أغاني الشتاء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أغاني الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي بين نبضة قلب و أخرى...(N)

 






نـبــضــات~~~خـلقـت معنـآآآ



مـع أول شهيـق ضــجّ فـي عـروقنـآ...~



مـع أول دقـة (قـلــب) فـي صـدورنـآ...~



و..بآآقيـه إلــى أن تـغـتــالـنــآ...~


♥ ♥ ♥


نبضآآآت تحتضـن القلـب..قبـل الجسـد

بيــن المحــال..و اللآ محـــال

تسيــر نحــو اللآ معـــروف

لتكســـر البشــــر


♥ ♥ ♥


نـبـضـــآآآآآآآت لــن تـغـيــب..؟؟؟
تتـســابـق للـظـهــور للـمــلأ *
تـــريــــد الـبـــوووح *
تـنــادي **
تـصـــــرخ **
تــريـــد الـكـثـيـــر **


♥ ♥ ♥


هـنــا..) حـكــايـات....!!
تـبـدأ بـكـلمــه؟ ..لتنتـهي بـصـمــت
تـبــدأ بـتجــربـه؟ ..لتنتـهي بإنـفـجــار
تـبـدأ بـلعبــه؟ ..لتنتـهي بـمـأســاه
تـبـدأ بهــزه؟ ..لتنتـهي بـزلــزال
بالتأكيد تـبـدأ بنبـضــه؟؟؟ لتنتـهي بــأخـــرى!!!


♥ ♥ ♥


أغـمـضـــوااا أعـيـنـكــم... { لـتعيـشــوهآآ


أقـفـلـــوااا آذانـكم... { لـتسـآآفـروا بـهآآ


تـرنـحــوااا بـعيـداً عنـكــم... { بـهــآآآآآ





 
 

 

عرض البوم صور أغاني الشتاء  

قديم 20-12-13, 12:01 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 241120
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أغاني الشتاء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أغاني الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)

 




♥▄ نـبــض مـضـــى ▄♥




قبـــل (40) سـنــه..~



في زمانٍ مضى...
ببساطة أيامه...بعمق مشاعره...و ما حمله من عبق الذكرى...
بيوت تلاصقت...و مشاعر تآلفت..
آمال...و أحلام...و طموحات...و أمنيات...
بعضها خذلت...بعضها تحققت...
و الكثير توارى في القلوب آملاً النسيان...





دخل شاب في منتصف العشرينات من عمره...لتلك الباحة الرملية الواسعة...
التي جمعت...بيت والده...و بيت عمته المطلقه مع بناتها الثلاث...و بيت عمه...الأخ الغير شقيق لوالده و عمته... مع ابنيه...


تسلل لسمعه خربشات خلف شجرة السدر الضخمة كاد يلتفت إليها...
لكنه انشغل عنها ما إن وقعت عيناه على شقيقته المدللـه...تلعب وحدها بالرمل...ليتوجه لها على الفور...


سعود / جواهر! وش تسوين بهالشمس؟


ما إن اقترب منها و رأته...حتى نفضت الرمل من بين يديها...و من ثيابها...
لتقفز و تتعلق به بفرح هاتفةً بإسمه...وهو يضمها إليه بكل حنان...و حب...


هذه الطفلة الصغيرة بالأمس بلغت عامها الرابع...
شقيقته...التي أتت لعائلته كهدية مفاجئه...
فلا أحد علم بإحتمالية وجودها...إلا يوم ولادتها...


ظن الجميع أن والدته وصلت سن اليأس...حتى هي كانت تظن ذلك...متجاهلة إحساسها بأن هناك طفل ما ينمو في أحشائها...
لكنها خجلت من مجرد التلميح بتلك الفكرة...
لكن هذه الفكرة سرعان ما أعلنت رفضها لهذا الكتمان لتخرج للدنيا صارخةً بوجودها...


لكنها فقدت والدتها بعمر السنتين...لتحرم من حنانها...
فيعوضها هو عن كل ما فقدته...


دخل حاملاً إياها...
تاركاً خلف غفلته..عينا عاشقه و قلب يهيم فيه بكتمان...


ليقابل في الداخل...أخواه الأصغر منه...مساعد...و الأصغر سالم...و شقيقته ذات الـ11 عاماً...جميلة...


سعود يضع جواهر في حضنها / لا تخلينها تطلع بالحوش هالوقت..وين أبوي؟؟

جواهر / نوره بنت عمتي تعبت و أبوي و عمتي راحوا يودونها المستشفى

سعود / لا حول و لاقوة إلا بالله..الله يعافيها..أجل روحي نادي موضي و بدريه يتغدون معك لا يجلسون لحالهم بالبيت




♥▓♥▒♥▓♥




توالت الأيام رتيبة...و الأحاسيس كامنة في صدورها...
أو قد يكون ظهر ما يوحي بها...لكنه مازال يحاول تجاوز أسوار اللامبالاة...أو هدمها...





بدأت تتضح له مشاعر إبنة عمته موضي إتجاهه...
و يعلم يقيناً لا شك فيه أنه مجبر على تقبلها يوماً ما...لأن والده لن يرضى بإبعاد بنات أخته عنها...و لا عنه...
لكنه لا يجد بداخله لها...سوى ما يشعر به إتجاه شقيقتيه...
الأخوه...الإهتمام...و الحنان فقط...


لا يعرف ذاك الحب الذي يتحدث عنه صديقه المولع بإبنة عمه...
ذاك الفرح الذي يلوح على وجهه مع ذكر إسمها فقط...
تلك الأنفاس اللاهثة التي تضج من صدره...حين تمر من أمامه...


دائماً كان يظن أن صديقه لابد مصاب في شيء ما بعقله...
حتى ترتبط جميع أفراحه و أحزانه بفتاة...


حتى أصابه اليوم ما أصاب صديقه...
و علم أن الإصابه ليست في العقل...إنما في القلب..!!


كان يرفع يده لمقبض الباب حتى يفتحه ليلج إلى بيتهم...
قبل أن يُفتح الباب فجأه و يقابله وجه فتاة عذب...باكي...


كانت وجنتاها غارقه بالدمع...و أسنانها البيضاء الصغيرة تعض على شفتها السفلى بقلق...
اتسعت عيناها النجلاوتان وهي تستوعب وجوده...
و ارتدت خطوتان للوراء حتى كادت تتعثر بعبائتها الطويلة...لتسدل بيدها البيضاء الرقيقه غطاء وجهها على جمالها العذب...
و هتفت بخوف...و خجل...و صوت مهتز الحروف...ارتجف له قلبه...


/ نوووره تعبانه..و ما فيه غير جميله ادخل لهم بسرعه ببيت عمتك


ما إن انهت كلامها حتى تنحت جانباً...تنتظر منه أن يتحرك...
بالكاد استوعب ما سمعه منها...متجاهلاً تأثير وجهها...و صوتها...و الموقف ككل...
ليستحث خطى سريعة...متوترة...إلى بيت عمته...


و لكن ما جعل قلبه يجاري خطواته بالتخبط...
خطواتها التي احس بها ورائه...


دخل إلى الصاله لتهتف جميله بإسمه مرتاحه...


جميله / سعووود الحمدلله إنك جيت..نوره تعبانه لازم نوديها المستشفى


التفت ليرى بدرية...و جواهر تجلسا باكيتان...


سعود بتوتر / و البنات نتركهم لحالهم؟ وين موضي؟

جميله تتذكر الفتاتين الصغيرتين / راحت مع عمتي و ابوي السوق!


أتاه ذات الصوت المرتجف من ورائه...لتتصلب أطرافه...


/ أنا اجلس معهم



و هذا ما حدث...


أسندتا نوره حتى سيارته التي كان ينتظرهما بالقرب منها...ليهب بسرعة يفتح لهما الباب حين رآهما...
لينطلقا بعد ذلك تاركينها خلفهما...
لكنه كان يحمل صورتها بين ناظريه...و صوتها المرتعش يتردد على مسامعه...



بعد ساعة...و حينما كانت نورة في غرفة الفحص...



سعود / مين البنت اللي تركتي البنات عندها؟ ما أذكر في حارتنا بنت صغيره!

جميله / هاذي جارتنا الجديده من شهر انتقلوا..بيت عبد الرزاق..أكيد شفته؟

سعود / ايه بس سمعت إنه ما يجيه عيال!!

جميله / صح..العنود بنت أخو زوجته..يتيمه مالها غير عمتها اللي تكفلت فيها بعد وفاة أهلها

سعود بشرود / يتيمه! الله يعينها

جميله بإعجاب واضح بصوتها / ما شاء الله عليها هالشيء مو مأثر فيها أبداً..شايله بيت عمتها فوق راسها..حتى عمتها و زوجها هي اللي تخدمهم و مو مقصره فيهم أبداً..ما تشكي و لا تنزل نفسها لأحد..نفسها عزيزه لو شفتها و جلست معها تقول عنها بنت عز مو وحده ياله لاقيه بيت و لقمه تسد جوعها


بدت دقات قلبه وهو يستمع لشقيقته...و كأنها تضرب صدره من قوتها...
تلك فتاة لم يعرف مثلها...بشقيقتيه...و بنات عمته اللاتي يعتمدن عليه بكل شي...





و كانت تلك الصديقة الوحيدة التي امتلكتها أخته...
و الجارة الصغيرة الوحيدة التي تسكن الحارة...
و الوحيدة التي احتلت قلبه...
لتتغير الدنيا بعينيه...و تتغير آماله...وأحلامه...و يرتبط كل صغير و كبير بها...
كيف لا...و هو يرى صدى مشاعره تنعكس فيها...بنظرات تسرقها إليه...بنبرة صوتها حين تلقي عليه كلمتان تسأل بهما عن أخته...




♥▓♥▒♥▓♥




لكن أياً من أحلامه...أو أحلامها لم تتحقق..!!
أيضاً أحلام تلك العاشقة له في الخفاء...





كان يجلس مع عمته مزنه...تلك التي يعتبرها أم ثانية له...و هي تعتبره ابناً لها...و تحبه أكثر من أخويه الآخرين...


مزنه بتردد / يمه سعود..أبوك كان يبي يكلمك في الموضوع..بس أنا طلبته أنا اللي اقولك

سعود / خير يا عمتي قولي اللي تبين

مزنه / أنت تعرف إنك أنت و اخوانك مثل عيالي..الله عوضني أنا و بناتي فيكم عن أبوهم و عن العيال اللي ما قدرت اجيبهم

سعود بموده / و حنا عيالك يا عمتي..و مهما سوينا ماراح نلحق جزاك و اللي سويتيه لنا..بعد وفاة أمي الله يرحمها

مزنه بحزن / الله يرحمها...لو كان الحال غير الحال..والله كان خطبت لك أحلى بنت تشوفها عينك كان دورت اللي تستاهلك و تستاهل غلاك عندي..بس مثل ما أنت ولدي..-تطفر عيناها بالدمع-نوره بعد بنتي و أبي لها أحد اضمن انه يراعيها و يحن عليها و يتحمل تعبها


صمت بصدمه...
الكل كان يظن أنه سيتزوج موضي...
لا يدري لما لم تخطر في باله نوره...
أ لأنها مريضة...؟؟
أم لأنها تكبره بخمس سنوات..؟؟


كان يعلم إستحالة زواجه من العنود...و موضي في انتظاره...
نعم كان يبني معها حلم آيل للسقوط في أي لحظة...
لكنه أراد و بشده أن يعيش أياماً على سراب هذا الحلم...


لذا كان في عرض عمته الزواج من نوره...وقعاً أخف من الزواج بموضي...


نوره فتاة طيبة...متفهمة...حنونة...التعب يشغل أغلب أوقاتها...لينهكها...
بعكس أختها العاشقة له...و التي سوف تطلب ما يقابل هذا الحب و الإهتمام الذي تغرقه به...
لن يغيب عن إحساسها...بروده...و ولعه بغيرها...
لن ترضى بالقليل...لكن نوره سترضى...


سعود بثقه / ما عاش اللي يردك يمه..أنا اللحين اخطبها من أبوي..و اروح لأبوها بعد..و اوعدك يمه ما تشوف ضيم..و لا شي يضايقها


كان صادقاً في هذا الوعد...
فنوره تستحق أن يعاملها بطيب و إحترام...سيغرقها حناناً و رعاية...
مالم يستطع إغراقها حباً...





قلبان تلقى صدمة هذا الخبر بمرار...و وجع...و عظيم صدمة...
و الإثنان تجرعا السكوت قهراً...


لتكمل العنود ما تبقى من حياتها...تحاول قدر الإمكان عدم لمحه في أي مكان...حتى في قلبها...
تناست ذكراه...و ماجمعها به من إحساس عذري لم تعبر عنه بكلمات...أو فعل..
حبهما بدأ و انتهى صفحة بيضاء لم يكتبها شيء...


موضي كان قهرها أكبر...و أعظم...لأنها كانت متيقنه أنه ملك لها...
لذا رفضت أخاه مساعد حين تقدم لها...لن تتزوجه لكي تبقى في ذات البيت مع سعود...الذي أصبح الآن زوج شقيقتها...
لن تتحمل أن ترى خسارتها تعلن أمامها كل يوم...
سترحل لتنسى...
تزوجت بآخر...رغم إعتراضات خالها...و والدتها...لكن عنادها كان أقوى...
لترحل...فاتحة المجال لمساعد ليتزوج هو أيضاً بأخرى من خارج العائلة...




♥▓♥▒♥▓♥




لم تمر سوى خمس سنوات...
لتنتقل نوره إلى رحمة الله...تاركة إياه خلفها...شاب أرمل مع ابن لايبلغ من العمر سوى سنتين...


ليواكب هذا الحدث...سلسلة إختلافات كثيرة...أصبحت موضي تأتي على إثرها كل يومان إلى بيت خالها غاضبة من زوجها...
و الذي كان دائماً يأتي لإسترضائها...و يأخذها مجبورة معه إلى بيته...


ليوقن سعود...أنها ستتطلق قريباً...
و ستكون عثرة أصلب هذه المره في طريق قلبه...و أحلامه...


لكن رحمة ربه به كانت كبيرة...ليأتيه الخلاص على يدي عمته...بدون عناء يتكبده...
هي من أبعدته عن أحلامه سابقاً...لتمهد الطريق سهلاً اليوم له...


مزنه / يمه سعود أنت كفيت و وفيت..و أبد ما قصرت..نوره الله يرحمها ماتت و هي راضيه عليك و تدعي لك..و مثل ما طمنت بالي..أنا بأريحك و اطمن بالك..و بكره إن شاء الله اروح اخطبلك العنود..و اسويلكم زواج كل الناس تتكلم فيه


كبيرة هذه الفرحه على قلبه كي يحتويها...
أن تتحقق تلك الأحلام السرابية...بدون تعب...أو ألم...


مزنه تعلق على صدمته / أنا كنت باتنقى احسن بنت من معارفنا بنت أصل و فصل تليق بغلاك عندي..بس جميله قالت لي إنك من زمان خاطرك بالعنود..و الله يعظم شانك مثل ما عظمت شاني..و رديت هوى نفسك عشان ما تردني


ابتسم بحنان لها...وهو ينهض ليقبّل رأسها...و في قلبه إمتنان بثقل الجبال لها...


سعود / الله يخليك لنا يا عمتي..ما قصرتي يمه





و تطلقت موضي...و لكن بوقت متأخر..!!


فسعود كان قد عقد قرانه سريعاً على العنود...
إحساسه كان أكيداً بطلاقها...و معرفته المسبقه بأحلامها...و رغباتها...جعلته يعجل هذا الزواج بحجة أن ابنه يحتاج لرعاية أم...


استبد بها الغضب...و الكره...و الحقد...
تركته على مضض مجبره من أجل أختها فقط...و لم تنسه يوماً...
كان و مازال الرجل الوحيد الذي يسكن قلبها...و سيظل...


تركت زوجها الطيب...العاشق لها...من أجل ذاك الحب القديم...
لتأتي فتاة بائسه تسرقه منها...
هي تأخذ رجلاً ملكها..!!
تربي ابن أختها..!!


لكن هذه المرة لن تسكت...
رفضت...و غضبت...و صرخت متحججه بمستوى الفتاة المتدني...و أنها لا ترغب أن تكون هي الأم البديلة لإبن اختها...
لكن والدتها وقفت في وجهها...لقد حرمته من فرحته مرة...و لن تخذل تلك الفرحة التي حيت في وجهه مرة أخرى...


لكن موضي لم تقتنع...و لم يخف حقدها ذرة على تلك الدخيلة التي تسكن بينهم...


تفرغت لهما لتفتعل مشاكل يومية...حولت حياة البيت بأكمله...و حياة سعود و العنود خاصة إلى جحيم...


خلافات حاده تحدث بينهما يومياً...تزعزع فيها صبر العنود...و إحتمالها...


تنبذها من بينهم بحجة مستواها المتدني...
تعايرها دوماً بعدم إنجابها للأطفال...و بضرورة زواج سعود من امرأه قادرة أن تجلب أخاً و أخت لإبنه الوحيد...الذي حرصت كثيراً على أن تكون الأقرب له...و تبعده عن العنود...




♥▓♥▒♥▓♥




هُدرت خمس سنوات من حياتها و أياً من تلك المشاكل التي اختلقتها لم تنفعها...
فتجرعت الكره هي فقط...لتبقى بخذلانها وحيده...


بعد زواج شقيقتها الصغرى بدريه بإبن عمها الأصغر سالم...و زواج جميلة و رحيلها مع زوجها...
و إنجاب العنود لطفلها الأول...يتبعه الثاني...فالثالث...





لم يتبقى سواها في بيت والدتها وحيده...
تسمع...و تراقب يومياً ما ترفل به العنود من حب و حنان و فرح...
كانت هي أولى به...


تمر الأيام...و العنود حولها أبنائها الثلاث...و حب سعود...و حماية والدتها...و تعلق جواهر الشديد بها...و هي بعيده عن كل من كان قريباً لها...


لذا بدأت تبحث لها عن جبهة دفاع تستند إليها...
و لم تجد سوى خالها...الوالد الحقيقي الذي عرفت...
بالأخص و هي تتذكر أنه لم يقتنع بزواج سعود من تلك المرأه إلا بعد إقناع والدتها الشديد له...و ترى دائماً كيف يعاملها ببرود...و تباعد...


فبدأت بالمكائد...و الخطط...و التحايل على خالها حتى اصدر قراره...


أبوسعود / بنت عمتك مطلقه و كلام الناس كثير..الحريم قاموا يعايرونها بجلستها في البيت معنا و أنت مو محرم لها..ما أحد بيخطبها و هي من سنين تدخل و تطلع قدامك..أنت أولى فيها


سعود بضيق / يبه بس أنا متزوج و......

أبوسعود يقاطعه / تزوج مره ثانيه أحد قال لك تطلق العنود؟ أنت رجل عندك خير و مو قاصر عليك شي تاخذ ثنتين و أربع بعد


لا ليست هذه الحياة التي يريدها...و أكثر يعلم أن العنود لن تقبل بها...
إنها بالكاد تصبر من أجله على ما تحملها موضي يومياً..من غلط...و إهانات...و مشاكل...


سعود و رأسه مخفض / اعذرني يبه..ما أقدر اتزوجها..مابي اظلمها معي و أنا عارف إني ما اعتبرها إلا أخت لي..إن شاء الله يجيها نصيبها الـ....

أبوسعود بغضب عاصف / تردني يا سعود؟؟


آلمه غضب والده عليه...و لكنه أمل أن يهدأ مع الأيام...ليفهمه...و يستسمحه...
لكن الغضب داخله لم يخمد...و هناك من يغذيه بحطب الكره يومياً...
حتى بات والده لا يتحدث إليه...و يذيق العنود كأساً أثقل من الصد...و الغضب...و الحقران...


عاشا أياماً صعبة...أدت إلى خلافات كبيرة بينهما...
مراراً كان ينام خارج البيت...ليرتاح من كل تلك المشاكل التي اثقلت كاهله...


حتى حدث أمرٌ ما...
أمل من كل قلبه أن يعيد الراحة لباله...و يعم عليهما الهدؤ الذي لم يعرفاه يومـاً...
فصديقه خطب ابنة عمته موضي...و هذا حل سيرضي جميع الأطراف...لأنهم لن يجدوا فيه سبباً يرفضونه من أجله...


لكن هناك طرفاً...لم يرضى به أبداً...
و عندما ايقنت إستحالة أن تكون لسعود...قهرها فرض عليها أن تفرق بينهما...
مادامت لن تعيش السعادة...فستحرمها عليهما أيضاً...


موضي باكية أمامهم جميعاً / كذا يا خالي هاذي آخرتها..أنا اللي كنت اعتبرك أبوي أكثر من أبوي الحقيقي..انذل في بيتك كذا..سعود اللي كان طول عمره سندنا و حمايتنا..عشان يرضي زوجته يروح يدلل علي عند أصدقائه..كأني عاله عليكم

سعود يصرخ بغضب و صدمه مما يسمع / مــوووضي!!!

موضي كاذبة / أنا سمعتها هي اللي قالت لك..و أنت وافقتها عشان تريحها مني


نعم...لقد اشعلت ناراً لا تخمد...
ابسطها الصفعة التي تلقتها العنود من أبيه...


لتتوالى النكبات بعدها...


يعظم الخلاف بينه و بين أبيه...حين كذب موضي بما قالته...


و تعتب عليه عمته أيضاً...لترحل إلى بيت زوجها بعد أن ارجعها له بإصرار من موضي التي رحلت منذ تلك الليله إليه...


لتختم مصائبه...بإصرار العنود على الطلاق...بعد إهانات والده المتكرره لها...
لترحل تاركة إياه مع أبنائها الذين رفض رحيلهم معها...آملاً في ردها عن هذا البعد...
لكنه لم يردعها...




♥▓♥▒♥▓♥




لم يتبقى سواه...و والده...و جواهر...و إبنا عمه الغير شقيق يسكنون تلك المنازل الكبيرة...الخاوية...
ليعيش حياته بعدها...بمرار...و سأم...

مازالت ترفض الرجوع إليه حتى بعد أن استرضاها خلسة من وراء أبيه...
و لا يلومها لرفضها...لأن والده يصرح مراراً بعدم رغبته في رجوعها...و يعيبها حتى أمام أبنائها...





عاد إلى البيت الخالي من الحياة...منذ أن خلا من وجودها...


ليلمح جواهر خارجة من منزل عمة العنود...لا يمر يوماً إلا و هي تزورها...فالعلاقه بينهما علاقة أخت بأخت...أو بالأصح أم و ابنه...
و هذا ما يملأه أملاً أن يحن والده بيوم على العنود...ولو من أجل جواهر فقط...


كان يبتسم بأمل وهو يراها عائدة...لكن إبتسامته انمحت وهو يرى أحد ابنا عمه...و صديقه يسيران خلفها يتكلمان بشيء ما لم يسمعه...و هي تحث خطاها السريعة...الخائفة إلى البيت...


هب غاضباً نحوهما...ليتعاركون على مرأى من جميع الجيران...
فيصل الخبر إلى والده...


أبوسعود بغضب / فضحتنا بين الجيران..أنت صاحي رجال وش كبرك تضرب لك عيال أصغر منك! من يوم راحت عنك هالمره و أنت مو صاحي..اسمع يا تتعدل و....

سعود بقهر / يبه كانوا يمشون وراها! هاذي مو أول مره اشوفه يطالعها

أبوسعود / ما كان يعرف إنها هي..و اسمعني عيال عمك لا تتعرض لهم أنا اعرفهم طول عمرهم ما يرفعون عينهم فينا..و جواهر مالها طلعه من البيت بعد اليوم..هذا اللي أخذناه من هالعنود المشاكل و خراب البيوت و تفريق الأهل


هذا ما أصبح يجنيه من والده...حتى تصرفاته الصحيحه...أصبحت مغلوطه بنظره...


و انقطع الأمل الذي كان يرجوه...
فلم تعد جواهر مطلقاً لزيارة العنود...و انقطعت أخبارها عنه...




♥▓♥▒♥▓♥




مرت السنه عليه صعبة...لا يطيق أحداً...
خاصه بعد أن سمع خبر زواج العنود..و أدرك خسارتها للأبد...


لتسؤ الحياة بينه و بين والده بعد إصراره على زواجه من ابنة تاجر يعرفه...فتصبح الحياة معه مستحيله...


فشارك الذين رحلوا الرحيل...و استقل في بيت لوحده مع أبنائه الصغار...
منبوذاً من أبيه...و عمته...و شقيقاه...
ليتشتت وحيداً عن ذاك السور الذي جمعهم دوماً...




♥▓♥▒♥▓♥




و إن كان ابتعد عنهم بسبب مشكلة...فقد عاد إليهم بعد تلك المصيبة التي حدثت...


ذاك القهر..؟؟
تلك المعاناة...و الوجع..؟؟
كادت أن تكلفه حياته..!!


لتمر أيامه بعد ذلك أمر...و أقسى...و أصعب...
ملونة بالندم...و الوجع...و لوم الضميـر..




♥▓♥▒♥▓♥




نبضات نُسجت في أيام تلك القلوب..

عاشت...و عانت...بُنيت...طُمرت...

لكن هل تنتهي؟؟

هل تنجلي؟؟

:
:

أم ستثور من جديد لترثها قلوب أخرى..؟؟

فتستوطن الصدور...!

و تحكم المشاعر...!


♥▓♥▒♥▓♥







ونبـضــت السنــواااات

 
 

 

عرض البوم صور أغاني الشتاء  
قديم 20-12-13, 12:02 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 241120
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أغاني الشتاء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أغاني الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)

 

الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..]









♥▄الـنـبـ«1»ــضــة▄♥

:
:
:
:

اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معصيتك..
و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك..
و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا..
و متعنا اللهم بأسماعنا و أبصارنا و قواتنا ما أحييتنا..
و اجعله الوارث منا..اجعل ثأرنا على من ظلمنا..و انصرنا على من عادانا...
و لا تجعل مصيبتنا فى ديننا..و لا تجعل الدنيا أكبر همنا..و لا مبلغ علمنا..و لا الى النار مصيرنا..
و لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا..

صوت شجي بدعوات طاهرة...راح يتسلل لمسامعها...
ففتحت عيناها تغالب نعاسها...تمد يدها لهاتفها النقال...
لتغلق المنبه...

ابعدت الغطاء عنها بهدؤ...و زحفت بركبتيها على السرير حتى تصل للنافذة...التي توسطت الجدار عند آخر سريرها...

لتفتحها...فيتسلل لها نسيم الفجر المنعش...فتستند على الجدار...تتأمل ما حولها بسكون...

لحظات حتى على صوت الآذان خارجاً...
يملأ روحها...و الكون...إيماناً...و طمأنينة...

رددت بهمس خلف المؤذن...و دعت دعاء ما بعد الآذان...
لتدعي بعد ذلك ربها...خير دينها...و دنياها...

زحفت حتى نزلت عن سريرها...و ذهبت لتشعل الأنوار...و تخرج من غرفتها...لتيقظ أخواتها لصلاة الفجر...
فكما اعتادوا...لن يصحوا على أي منبـه...ما لم يروها هي أتت لتيقظهم...


اتجهت أولاً إلى الغرفة المقابلة لغرفتها...و فتحت الباب بهدؤ...
لتتفاجأ أن الغرفة مضائة...و رأتها تجلس على مكتبها مستغرقة في كتابة شيءٍ ما...


صبـح / السلام عليكم و رحمة الله
سلام ترفع رأسها و تتمطى / و عليكم السلام..صباح الخير
صبح بإبتسامه / صباح الورد..شكلك ما نمتي؟؟
سلام بغيض / ايه النذله منال ما قالت لي عن التقرير المطلوب مننا إلا أمس..و سهرت اخلصه
صبح / الله يعينك..(تتقدم لتقف أمامها) خلصتيه؟ ما تبين مساعده؟؟
سلام مازحه / لا لا وش فهمكم يا قسم رياضات بالكيمياء!
ضحكت صبح / أنتي الخسرانه..يله بأروح اصحي البنات و أصلي
سلام تقف معها / حتى أنا بأروح اصلي و القاك في المطبخ






في غرفتهم المعتمة...إلا من نور بسيط يأتي من إضاءة الممر عبر الباب الذي تركته موارباً...

انهت فرضها...و رفعت يديها للسماء...تناجي خالقها...
و تدعوه بصدق...أن يحفظ بناتها العزيزات...من كل شرٍ لا تعرف عنه...
تخاف على تلك الصغيرات...اللاتي لا يجدن سنداً لهن في هذه الدنيا سوى والدهن...
فلـم يكتب لها الله أن ترزق بإبـن يكن عزوة...و حمى لهن...

نهضت من سجادتها و قامت بطيها...و مشت بهدؤ كي لا تزعج زوجها...
الذي بالكاد غط في نومه...بعد أن رجع من صلاة الفجر...إلى أن يحين وقت دوامه...

ما إن خرجت من غرفتها...حتى داعب أنفها ذلك العطر الصباحي الجذاب...رائحة القهوة التي انتشرت في المنزل...
أخذت نفساً عميقاً تستنشقها وابتسمت بحب...
ها هن فتياتها نهضن كالعاده قبلها...ليحضرن القهوة...و الإفطار...كي لا تسبقهن هي لذلك...
اقفلت الباب بلطف...ذاهبه إليهن...

نزلت على الدرج لترى الصالة الشبه مظلمة و قد تسرب إليها بعض النور من النافذة الواسعة التي اخترقتها زرقة السماء الصافية...
مشت في الصالة نحو المطبخ الذي امتدت أنواره على الممر المؤدي له و أصواتهن تصل إليها شيئاً فشيئاً...

دخلت للمطبخ...و رأتهما مشغولتان بتحضير الفطور...

أم صبـح / صباح الخير يا بنات

التفتتا صبح...و سلام...قاطعات حديثهما...و الإبتسامة تنرسم على شفتيهما...لينطقا معـاً...

/ صبـاح النــور

سلام بإهتمام / وش أخبارك اللحين خالتي؟ عسى احسن؟؟
صبـح تقطب جبينها بقلق / ليه؟ وش فيك يمـه؟؟
أم صبـح / لا يمه ما فيني شي..بس أمس ارتفع الضغط شوي..و ما قصرت سلام قاسته لي..لكن اللحين الحمدلله احسن
صبح بإبتسامة قلقة / الحمدلله
أم صبح / أجل وين ضحى و فجر؟ ما صحوا؟؟
سلام / صحيناهم..بس الظاهر رجعوا ينامون بعد ما صلوا..مع إني أشك إن ضحى صحت من الأساس بأروح اتأكد..(التفتت لصبح) انتبهي للشاهي
صبح / إن شاء الله

خرجت من المطبخ و أم صبح تجلس على الكرسي...و عيناها تتبعان سلام...بسعادة...و رضا...

كلما رأتها بهذا الهدؤ...و الطاعة...يخطر في بالها كيف كانت بمراهقتها...
كم مرت عليها من سنوات كرهتها فيها...و تمنت الخلاص منها...
تمنت أن ترحل لتسكن عند والدتها و تريحها...و تريح البيت...من المشاكل اليومية التي كانت تحدث بسببها...

لكن من كان يصدق...أن تلك النار المستعرة في طبعها سوف تخمد...
و تترك عنادها...و كرهها...و غضبها...
لكي تتحول...لهذه الفتاة الهادئة...المحبة...المطيعة...

حمدت ربها...الذي هداها و ألهمها الصبر عليها...فلم تبعدها عنها...
بل على العكس...احتوتها بين فتياتها...
صبرت عليها...و أحبتها...و اهتمت بها أكثر...
حتى صارت اليوم واحدة منهن...بأطباعها...و بمحبتها...و بسكينتها...

أفاقت من سرحانها...على يد صبح التي وضعتها على كتفها...


صبح بقلق / يمه فيك شي؟ حاسه بشي؟
أم صبح / لا يمه ما فيني إلا العافيه..لا تهتمين
صبح برجاء / خليني أغيب اليوم عندك و........
أم صبح تقاطعها / لا ما يحتاج..بعدين أبوك اليوم ما عنده إلا الحصه الثالثه بيروح لها و يرجع هنا



♥▓♥▒♥▓♥



غرفة أنيقة واسعـة...مترفة بالإكسسوار والزينة...مشرقة بألوان الليمون...كإشراقة...و فرح...من تسكنها...
على سريرها...من بين دماها الحبيبة...تنام فتاة تشبههم...فهي كاللعبة...جميلة...صغيرة...مبتسمة...و شقيـة...


دخلت والدتها الغرفة من جديـد...بعـد محاولتان فاشلتان لإيقاضها...ليـومها الدراسـي الأول...في هـذه السنــة...
اقتربت من سريرها...تتأمل جسدهـا الصغيــر...الذي بالكاد تتبينه تحت غطائها الوثير...
و جلست على طرف سريرها بهـدؤ...و رفعت الغطـاء عن وجهها...


لتقابلها إبتسامتها العذبة...و تفتح عينيها الناعستين بشدة من أثر النوم...و تحتضن يدها لتقبلها...و تشدها لصدرها من جديد...و تراها بنظرة متكدرة...آملة أن تقنعها بها...


أم ساري / دامك صاحية ليه ما تقومين من سريرك؟ ما يصير كذا..بتتأخرين على المدرسه؟؟
سُمـو بتثاقل / يمــآآآ فيني نوم..مو لازم أروح اليوم
أم ساري بحزم / صار لك أسبوع غايبه و ما قلت لك شي..اليوم لازم تداومين..كيف بتتعودين على الدوام و أنتي ما رحتي و لا يوم؟ و المسكينه كادي ملت تنتظرك تداومين عشان تداوم!
سُمـو برجـاء / بـس اليوم و خلآص..ما احس إني تهيأت نفسياً !! خلاص بكره..والله بكره اروح
أم ساري تقف/ لا..بتداومين اليوم..و يله قومي لا تخليني ازعل منك
سُمـو ترفع رأسها مرغمة..لتهذر كعادتها / ياااربي يمه..امس احس اني خلصت الامتحانات و نمت و اليوم جايه تصحيني للسنه الجديده..مااادري وين راحت العطله؟؟ يمه وين راااحت العطله؟؟


لم ترد عليها والدتها و خرجت و هي تقفل الباب ورائها منهية أي نقاش...
لترى سمو تلك اللوحة التي علقتها على الباب...و علقت شبيهتها على باب غرفة كادي...قرأت عبارتها بتهكم...(الأولى على الدفعه مو احسن مننا)
كتبتها لتشجيع نفسها و كادي على الإجتهاد في سنتهم الأخيرة في الثانوية...
لكن وعود تلك الليالي الصيفية...بدى من أول يوم مرهقاً القيام بها...


نزلت من سريرها بكسـل...ترفس بقدميها كل ما يواجهها...حتى دخلت إلى الحمام المرفق بغرفتها...


بـعــد..ســـاعــه...~


انتهت من إرتداء زيها المدرسي...و انهت لمساتها الأنيقه على شكلها...و شعرها...
ختاماً...ألقت نظرة رضـى على صورتها المنعكسة أمامها في المرآة...لترسل قبلة في الهواء لإنعكاس صورتها...
قبـل أن تأخذ حقيبتها...و عبائتها... لتخرج من غرفتها...

في الممر...كانت تمشي على مهــل...
قبـل أن تشهق بفـزع...و هي تطير في الهواء...و تبتعد قديمها عن الأرض...

انقلبت شهقتها لضحكة...و هي تضع يدها على كتفه العريضة لتثبت نفسها بعد أن حملها...و يدها الأخرى على صدرها تتحسس نبضها القوي...
انزلت رأسها له...و خصلاتها القصيرة تتأرجح فوق كتفيها لتطل معها عليه...


سُمـو / تميــم!!
تميم بإبتسامته الودودة / صباح النور يا نور الصباح
سُمـو بيدها الأخرى تقرص خده / كان بيكون آخر صبح يا طمطم..أنا لو بأموت ناقصه عمر ترى السبب أنت
تميم بسخرية / إلا أنا على كثر ما اخوف فيك..اشوف قلبك يقوى و لسانك يطول..ما اشوف عليك أي عوارض خوف أو نقص عمر!
سمو / ماشاء اللـه حولي و حواليا


ضحك بمرح صباحي لا يفارقه...و أكمل طريقه يحملها بيد واحدة...و كأنه يحمل ريشة...

هي كانت خفيفة...صغيرة الجسم...بطول معتدل نسبة لسنها...
أما هو فكان...بطول فارع...قوي الجسم...و ضخم البنية...و لكن ليس بسمنة...
جسده يعطيه مظهراً مهيباً...لكن ملامحه الرقيقة...عينيه الضاحكتين...و نظراته الدافئة...
كانت تجعله قريباً من الناس بسرعة...






في غرفة الطعام الواسعة...الأنيقة...جلست الإثنتان على طاولة الطعام الممتدة...الممتلئة...و معظم كراسيها فارغة...

إحداهما كانت تتناول إفطارها بالفعل...لتذهب لعملها...
أما الأخرى فكانت تشاركها الجلوس فقط...فهي لم تعتد أن تتناول إفطارها إلا معه...


التفتتا معاً بإبتسامة...و هما يسمعان صوته العالي يسبق دخوله...
ليدخل...وهو مازال يحملها بذراعه...


تميم / صبـاح الخير على الغاليات
يردون معاً / صباح النور
تميم بعتب مصطنع / مين اللي منكد على العسل و مخليه يصحى وهو ما شبع من نومه؟؟
أم ساري / نزلها تفطر عشان تصحصح قبل موعد المدرسه
تميم مازال يحملها / خليها تفطر على راحتها..تو الناس
سُمـو بدلع / مادري وش فيها أمي علي هاليوم..شكلها بطلت تحبني!
جواهر / أمك معها حق..انتبهي لدراستك..هالسنه ثالث يعني لازم تشدين حيلك..و لا تنزل نسبتك
سُمـو تضرب بكفيها / آآ اللحين عرفت..أنا شامه ريحة محاضراتك يا عمتي بكلام أمي بس ما حبيت اظلمك..لكن أنا قايله السالفه فيها أبله جواهر
جواهر بإبتسامه / عشان مصلحتك يا قلبي..و يله تعالي افطري


انحنى تميم لينزلها...لكنها لم تتقدم للطاولة...


سُمـو / لا بأروح اللحين عشان أمر كـدّويه..و بنفطر بطريقنا..هي لو ما افطرت معي ماراح تفطر في بيتهم


تركتهم...و تميم توجه إلى الطاولة مقابل عمته...ليبدأ إفطاره...
أما والدته...فأخذت هاتفها المحمول...و أجرت إتصالاً سريعا...للخادمه المسنـّة التي ترافق سمو مع السائق..منذ أولى سنوات دراستها...


أم ساري / ألو نينـا......اسمعيني لا تخلين سمـو تطلب قهوة..خليها تطلب عصير..و لا تتأخرون على المدرسه........زين مع السلامه
ضحك تميم / الله يعين هالنينا..سمو من جهه و أنتي من جهه مادري مين بتطيع فيكم؟؟
جواهر / ما عليك أمك متأكده إنها تطيعها هي
تميم / ايه عاد أمي خطيره..مسويه لسمو رقابه عن كثب كل أخبارها توصلها أول بأول..لها الله سلام ما تدرين عنها! أو لا يكون حتى هي حاطه لها جواسيس مخفيين؟؟


تراه والدته بعتب...لترد عمته عنها...


جواهر بإبتسامة محبّة / ما شاء الله عليها سلام كبرت و صارت مره..مو محتاجه رقابه
تميم يضحك / ايـه..سبحان اللي ركدها


انشغل بتناول طعامه...و لم ينتبه للحزن الذي كسى ملامح عمته رغم الإبتسامة التي ما زالت تعلو شفتيها...
ذاك الحزن الذي أصبح جزءً منها...اعتادت عليه...و اعتادوا أن يروه بها منذ سنين...حتى اعتقدوا أنه لمحه من لمحاتها...


لكنها تجاهلت ذاك الحنين العتيق...لطالما دفنته في أعماق روحها بعيداً عن الشعور...
لكي تنخرط في حياتها التي اختارتها...أو اختيرت لها...لم تعد تذكر...
و لا تريد أن تتذكر...و تفتح باباً للشوق لن يجد زائراً يستقبله...و ندماً يرهقها بحثاً عن من تحمله اللوم...


أم ساري / جواهر ما تأخرتي؟؟


أفاقت شاكره من خيالاتها...و رفعت معصمها لترى ساعتها الأنيقة...


جواهر / ايه و الله صادقه..-تلتفت لتميم-..يله تميم خلصت توصلني؟
تميم مازحاً / لو إني ما شبعت..بس واضح إن هاذي تصريفه قويه من الوالده عشان حبيب القلب بيصحى اللحين..و هي ما تبي غيرها يشوفه
أم ساري تتمتم بحب / الله يخليه لنا


ضحك مع عمته...على هذا التصريح الدائم لوالدته...بمحبة والده...و كان سوف يخرج لكنه تذكر شيئاً...


تميم / صح يمه تذكرت..ساري اتصل أمس و قال إنه بيرجع آخر الأسبوع...يقول دق عليك بس ما رديتي
أم ساري / اتصل بعد ما نمت..شفت مكالمه منه يوم صحيت..ربي يجيبه سالم و يريحه أبوك من هالسفرات كل يومين..و الله تعب عليه حتى ما صرنا نشوفه
تميم / قدها و قدود أبوسعود
جواهر بحب / الله يوفقكم كلكم..و يحفظكم سند لأبوكم



♥▓♥▒♥▓♥



خرجتا من البيت معاً...لتتقدم سلام بإستعجال...و تركب الحافلة...و ترمي لهن بسلام سريع...


سلام / صباح الخير يا بنات


لم تهتم إن كانت سمعت الرد...أم لا...لكنها زحفت بسرعة لموقعها آخر المكان...لتمدد ساقيها...بجانب إحدى رفيقاتهن في (النقل)...لتفز تلك من غفوتها...


سلام / بسم الله عليك..كملي كملي نومتك أنا ناويه أنام معك

فرجعت تلك لنومها مبتسمة...و سلام ترمي برأسها على كتفها لتنام هي الأخرى...


كانت رفيقتهما الأخرى...تراقبهما بسخرية...و هي تغلق هاتفها الذي كانت تتحدث به...لتستقبل...صبح...بإبتسامة...و حب...


صبح / السلام عليكم
مـي / و عليكم السلام و الرحمه
صباح / وش أخبارك؟
مـي / تمام..و أنتي؟
صبح / الحمدلله..و النايمه وش أخبارها؟
مي تضحك / مادري من يوم ركبت معها و هي على هالحال
صبح تضحك معها / يا حبي لها حنين من عرفتها ما قد شفتها شبعانه نوم..(و تتلفت بإستدراك) هدى غايبه؟
مي / ايه
صبح بقلق / غريبه أمس دقت علي ما قالت إنها بتغيب..عساه خير إن شاء الله
مي / ما ظنيت..يوم وصلنا آخر شارعهم بنطلع شفت الإسعاف يدخل للشارع و الظاهر كان رايح لهم..ما أدري طلعنا و لا انتبهت
شهقت صبح / لآ يكون أبوها صار فيه شي؟ أمس كانت متضايقه عشانه تعبان!!
مي / الله يستر
صبح تخرج هاتفها / بأدق عليها..إن شاء الله ترد تطمنا


كانت سلام مغمضة عينيها...لكنها على عكس رفيقتها التي بجانبها...تسمع كل ما يدور حولها...
ابتسمت بحب...و هي تفتح عينيها لترى قلق صبح...و تسمع دعواتها لوالد هدى...ذاك الذي لم تعرفه مطلقاً...و لم تعرف إبنته سوى الأسبوع الفائت...فهي طالبة مستجدة...انتقلت معهم في هذه الحافلة منذ بداية السنة...


لكنها...صبح...دائماً ما تجعل من شئون كل من حولها...هماً لها...
طيبة...مخلصة...وفية...حنونة...تمنح حباً صافياً...و إهتماماً دافئاً للكـل...


اغمضت عينيها من جديد...و هي تتذكر نفسها بالماضي...مقارنةً بصبح...
سنوات مراهقتها الصعبة...القاسية...تتذكر أطباعها الثائرة دوماً...
تشتتها بين بيتين...في كلٍ منهما...حياة تختلف كل الإختلاف عن الأخرى...
و هي كانت مضطرة للتنقل هنا...و هناك...مضطرة لأن تتوافق مع كل البيئتين...

حتى ضاعت في المنتصف...و أضاعت نفسها...


في بيت والدتها...كانت الحياة أمتع...أسعد...كل ما تريده مجاب..كل ما ترغب بفعله لا يعارض...كل ما تكرهه لا تفعله...
تغرق بالهدايا...و العطايا بمناسبة...و بلا مناسبة...
تدلل من الكل...من والدتها و جواهر...زوج أمها...و إخوتها الأولاد...

الحياة بينهم...كانت محمسة لفتاة بعمرها...لا تجد من يرفض حتى لجنونها أي طلب...
لا سيما حينما كانت تقص ما تراه في ذاك البيت على مسامع صديقاتها...و بنات الجيران...و ترى الغيرة واضحة في عيونهن...و الإنبهار جلياً بملامحهن...


بينما الحياة في بيت أبيها...كانت مملة...ساكنـة...بين أخواتها المطيعات...الهادئات دوماً...
كانت مقيده بقوانين كثيرة...
لا تلبسي هذا...لا تفعلي ذاك...هذا عيب...هذا غلط...
حتى كرهت ذاك البيت...و كرهت كل من فيه...و تمنت أن ترحل عند والدتها للأبد...


فهي بعقلها ذاك...كانت ترى أن تصرفات والدتها...تدل على حبها...
أما والدها...فبالتأكيد يكرهها...لكي ينكد عليها بهذا الشكل...
دوماً غاضب منها...دوماً يصرخ عليها...و يوبخها...


ابتسمت بحب...و إمتنان...و هي تتذكر صبر زوجة أبيها...و حنانها عليها...
حتى صبح بالرغم من أنها كانت أصغر سناً...لكنها كانت أكبر قلباً...و عقلاً...و حناناً منها...

لم يتركوها بمحنتها تلك...وقفوا بجانبها...اهتموا بها...حتى اصبحت ما هي عليه اليوم...


تعرف أن والدتها تحبها...لذا كانت تقدم لها كل شيء تريده...كل شيء يعوض غيابها عنها...
تريدها سعيدة...راضية...لا ينقصها شيء...و لا يهم سوى هذا...لا يهم كيف يصبح سلوكها بعد ذاك...
فأمها تحرص على سعادتها...هي و أختها...و إخوتها...و بقية الناس لاتهـم...

بعكس زوجة أبيها...التي علمتها أن تهتم للغير أكثر...كيف ينظر الناس لها...و الإنطباع الذي تتركه لديهم إتجاهها...
أن تفكر بأخلاقها...بتصرفاتها...و بالسمعة التي يتحدث الناس عنها بها...


سلام / آآآي


كان ذلك...(مطب)...لم ينتبه له...السائق أبوصالح...فارتجت السيارة بقوة...قطعت سلام من أفكارها...و صحت على إثره...حنين...


حنين بفزع / وووش صآآآر؟


ضحكن...و بدأن بتعليقاتهن الساخرة دوماً عليها...
لكن صبح...لم تشاركهن الضحك...و هي ترى شاشة جوالها بقلق...و تكتب رسالة لهدى...تتمنى أن تطمأنها على حالها حينما تستطيع...



♥▓♥▒♥▓♥



نزلت درجات السلم بهدؤ يعكس الهدؤ الذي يلف المنزل حولها...لتجلس على آخرها...تنتظر إتصال سمو...كي تخرج لها...
سندت رأسها على درابزين السلم...يشخص بصرها للسكون الذي يهيمن على كل زوايا المنزل...

كم تكره الصباح...و هذه الصالة الواسعة...الفارغة...التي تسبح بنور شمس...لا يصلها دفئها...أو نورها...


دوماً تصحـو وحيدة...مكتئبة...ساكنة...
لا يبدأ عالمها...و لا تتنفس روحها...إلا بعد أن تراها أمامها...
لتنسى معها...و مع حيويتها...قيوداً من الأسى...و الحزن...تكبّل قلبها...
فتتحول لإنسانه مشعة...بالفرح و الحياة...لكنها حياة تعكسها من روح سمـو فقط...

لتستمد منها...نبضاً...و روحاً...و حباً...و أملاً...


ابتسمت...و انجلت غيوم الحزن من عينيها...ما إن سمعت النغمة المخصصة لسمو تتصاعد من جوالها...
فنهضت مسرعة...لترتدي عبائتها و تخرج لها...






خرجت إليها تتسابق خطاها فرحاً و حماساً...حتى صعدت جانبها في السيارة...و اقتربت منها لتطبع قبلة على خدها...


كادي / صباح الخير
سمو / صباح الورد و العسل و العطر و الفراشات و العصافير
كادي تضرب كتفها / مـا بغيتي تخلينا نداوم
سمو / يوم أقولك تعالي نامي عندي عشان تصحيني غصب أنتي اللي ما ترضين
كادي بهدؤ / تعرفين إني ما أحب أنام برا البيت و اتركهم لحالهم
سمو / أجل ادفعي ثمن تأخيرنا عن الدراسه أسبوع كامل! أووف الله يعين


و غرقتا بالكلام...و الضحك...و حماسهما لأول يوم...
حتى توقف السائق أمام إحدى محلات القهوة...و بدأت سمو كالعادة تتجادل مع نينا على طلبها...


و كادي تسرح بخيالها في ذات الطريق الذي تترد عليه منذ سنتان مع سمو...
تتأمل السيارات...و المحلات...و الناس...
بالعكس من سمو سعيدة بإنتهاء هذه العطلة...و رجوعهم للمدرسة...و قضاء ساعات النهار فيها...و إنشغالها معظم الوقت الباقي بالدراسة...أو الواجبات...


احست بيد سمو تمتد لها...لتتناول ما تعطيها مبتسمة...
و بعد أن اكمل السائق طريقه و التهت نينا بالطريق...و بالتحدث مع زوجها السائق...
أخذت سمو منها...كوب القهوة لتمد لها عصيرها...كما اعتادت أن تفعل...
و كادي تبتسم لرجوعها لذكرياتهم من جديد...


سمو / يله بنتي حبيبتي..تغذي كويس..عشان ما يقولون إني ما اهتم فيك
ابتسمت كادي بحزن مفاجيء / الله يخليك لي


تلاشت البسمة التي ارتسمت على شفتي سمو...تعرف هذه النبرة الحزينة لكادي...
مالذي أثار من جديد تلك الأحزان التي لا تخمد..؟!


و بعفويتها المتهورة...اقتربت منها أكثر و ضمتها بشده...


كادي مختنقة / سموووي وش فيك؟؟
سمو تشدها أكثر / يااااختي أحببببك..و غلاك بالصبح يتفاعل مع الشمس و يصير اغلى
كادي تبعدها بالقوة / والله عليك اوقات تعترفين فيها بمشاعرك!! عفستيني!


اخذت ترتب نفسها...مدعية الضيق من تصرفها...
لكنها كانت تحاول مغالبة دموعها...
فسمو...تفهمها أكثر من نفسها...تحس بها قبل أن تحس هي بمشاعرها...
كل فرحة في دنيتها سببها سمو...
كل ضحكة لها...كل حماس...كل حياة...
كانت سمو سببه...



♥▓♥▒♥▓♥



صحى من نومه متأخراً...متمللاً كعادته...
اتكأ على مرفقه بكسل...ليمد يده الأخرى للأباجورة التي بجانب السرير...و يشعلها...
ليتسرب منها نور بسيط...ينير غرفته الباردة...المظلمة...مع أن الوقت تجاوز ما بعد الظهر...

لكنه لا يهتم...فنهاره يبدأ في الساعة التي يستيقظ فيها...أياً كان ذاك الوقت...حتى لو كان بمنتصف الليل...


نهض من سريره...ذاهباً ليستحم...لكنه توقف متأملاً نفسه بالمرآة التي أمامه برضا...و كثير من الغرور...
لا تفوته تلك الوسامة الآسرة بملامحه...ذاك الجمال...و الكمال...الذي وهب إياه...
مع مستوى معيشته المرتفع...و مركزاً عين له في شركة والده...و إن كان لا يعمل من أجله كما يجب عليه...


كـل هذا كان سبباً أن يرى من حوله دوماً...هم دون مستواه...
و أن يعتاد على نظرات الإنبهار...و الإعجاب...من كل فتاة يمـر بها...

دوماً الكل يطلب رضاه...و يسعد لقربه...
وهو يزيد بهذا تكبراً و غروراً...و أن يأمر فيطاع...و يتحقق له كل ما يرغب...حتى قبل أن ينطق به...


بعـد نصف ســـاعـة...~


خرج من غرفته...تسبقه كالعادة رائحة عطـره الفـاخرة.. القوية...ليتركها تعبق بالمكان حتى بعد رحيلـه...
بكامل أناقته التي تزيد...منظره كمالاً...و تأثيراً...و بعداً...


أخرج هاتفه المحمول...متجاهلاً كل الأسماء التي تملأه...و التي حتى لا يتذكر وجوهاً لأصحابها...
متوجهاً مباشرة لإسمه...
لم يكن مقرباً منه إلا اثنان فقط...و هذا بالأخص...ابن عمته...و الغريب أن تفكيره و أطباعه لا تشبه أفكاره بشيء...لكن رغم هذا...كان الأقرب له حتى من صديقه الآخـر...


فمع أطباعه الصعبة...و مزاجه المتقلب...و غروره الذي أبعد الكثيرين عنه...
بقي سامي...قريباً منه...يتحمله...و لا يبتعد عنه مهما رأى منه...


سامي / هـلا والله
باسل بإبتسامة نادرة / أهلين..صباح الخير
سامي بضحكة و يرى ساعة يده / صباح! يله حسب توقيتك نجامل و نقول..صباح النور
باسل متجاهلاً سخريته / ويـن تبي نفطر؟
سامي بدهشة مصطنعة / زين بعد تشاورني بالمكان! لكني أفكر اللحين بالغداء..و افطرت من خمس ساعات


تنهد بملل...لا يترك سامي تلك الملاحظات...و إعتراضاته المبطنة...


باسل ببرود / أنا ما أفطرت..و بتفطر معي..ألقاك في الكوفي القريب من جامعتك يا أستاذ..بـاي


كان في هذه الأثناء ينزل الدرج...ما إن وصل إلى الصالة الواسعة و تعداها...
حتى سمع صوت والدته قادماً من المطبخ تتجادل مع إحدى خادماتها...
تغاضى عن وجودها...و خرج من المدخل للفناء الخارجي...


لم يكن يوماً ذاك الإبن المحب...البار بوالديه...أيضاً لم يكن عاقاً...أو جاحداً لهما...
لكنه لا يتحلى بذاك الإهتمام...و العطف...و المراعاة لرضاهم...و السؤال عنهم...
كثيراً ما كان يدخل للمنزل...و يخرج...و بالأيام لا يصادف أياً منهما...و لا يسأل عنهما...
لأنه لم يهتم يومـاً...إلا لشخص واحد فقط...هو بــاسـل...



♥▓♥▒♥▓♥



خـارج أرض الوطن...بعيداً بأميال عن حرارة صحراوية اعتاد جسده عليها...كما تبعد برودة قلبه زمناً عن تلك المشاعر التي طالما استوطنت دفئه...


كان في جناحه الفندقي الفاخر...وحيداً...هادئاً...
مازال يرتدي بيجامته السوداء...و يقف أمام النافذة الواسعة المفتوحة يستنشق الهواء البارد...
جسده الطويل يميل وهو يستند بكتفه على حافة النافذة المفتوحة...و يرتشف كوباً من القهوة الثقيلة التي فاحت رائحتها القوية في أرجاء المكان...لتزيل عنه آثار نوم استفاق منه لتوه...
كان يراقب بعينين نصف مفتوحتين الشوارع...و السيارات...و يتابع روؤس الماره بسيرها...و لكن فكره أبعد ما يكون عن ما يراه...


أنهى بالأمس إجتماعاً ناجحاً...
و بعد ساعتان سوف يوقع العقد...ليتبقى له إجتماعان خلال هذه الأيام...يبصم عشراً أنه سوف يتمها بنجاح...ليعود إلى الشركة...بإنجاز عظيم يعرف أنه سوف يبهر والده...
و يجعله يستحق مركزه الجديد كمدير تنفيذي للشركة بجدارة...لتكون هذه أيضاً دفعةً أخرى منه للشركة...لتتقدم نحو الأفضل...


إذا توقف الأمر على عقله...و تفكيره...فهو بالتأكيد يحسن التدبير متى أراد...و يضمن بالألف النجاح...
إذن لما حين تعلق الأمر في القلب...وجد الفشل مزمن لمشاعره..؟؟


أغمض عينيه...و تنهيده عميقة لطالما حاول أن يكبتها...تصدر من أعماق قلبه...
وهو يتذكر تلك الزهرة الحمراء...المخملية...
التي زرعها في قلبه...و التي طالما سقاها حباً لا ينضب...تلك التي لم ينزف شعوره إلا لها...
زرعها في داخله سنوات ليحصدها أخيراً...بُعداً...و رفضاً..!!


آآه كم اشتاق...و تاق إلى لحظة يضمها فيها إلى بيته...و قلبه...حتى احترقت عواطفه من زفرات الرفض...و الأسى...و الغضب...
لتستحيل إلى شوك و لهب...يدمي...و يلهب أنفاسه مع كل شهيق...حتى اضرمت النار في قلبه...ليلفظها مع آخر رمق له...
و يزهق أي شذى لذكرى عبقت بروحه عنها...


نعـم...لقد انتهى من الإنسياق وراء ذلك السراب...
لا وجود لها منذ سنوات حتى في أحلامه...
لقد كفكف خيبته...و زفـر حنينه...و عــاش بعدها بلا قلب...


هي اختارت أن تموت في قلبه...و تميتـه معها...
فلن تحيى به من جديد..و لـن يحيى بعدها...


هذا كان مجرد ماضي...
فقد انتهت منذ زمن بعيد لحظات ضعفه...
لكل وقت إحساس...
و هو أنهى ذاك الوقت...و تلك الأحاسيس...



♥▓♥▒♥▓♥



فـي نهــاية اليــوم..~



عـاد إلى المنزل في وقت متأخر...يتوق لسريره...و ينكد عليه خاطراً...أنه يجب عليه النهوض مبكراً بعد هذه السهرة الطويلـة و المفاجأة...التي أصـر عليها...بـاسل...


لكنه ما إن دخل إلى المنزل...حتى جذب مسامعه صوت التلفاز يتعالى من الصاله...التي مازالت أنوارها مشتعلة...
ليبتسم بهدؤ..وهو يتوجه إليها...
كيف نسيها..؟؟
بالتأكيد هي لن تنام حتى تراه قد عاد إلى المنزل...
و تسأل إن كان تناول عشائه أم لا؟؟
و إن كان يريد شيئاً؟؟
و بأي ساعه سيصحو في الغد؟؟
و هل تجهز له الفطور أم كالعادة سيخرج مستعجلاً و لن يكفيه الوقت ليتناوله؟؟


دائماً تردد ذات الأسئله...ليكن جوابه...
لا لا يريد أي شيء...


لا يرغب أن يحملها أي مسئولية مازالت صغيرة عليها...يريدها أن تركز على دراستها و لا تشغل بالها بالبيت...و به...
فهناك الخدم حين يحتاج لأي شي...فلما تتعب نفسها بكل شيء..؟؟


دخل إلى الصاله...وهو يراها تجلس على إحدى الكنبات...ترفع قدميها عن الأرض و تسند على ركبتيها دفتراً أزرقاً صغيراً...استغرقت في الكتابة على صفحاته بشرود...
حتى إنها لم تشعر بوقوفه بجانبها للحظات...

التفتت لا إرادياً...بعد أن احست بظلاله الذي انعكس عليها...لتفز قليلاً و ترفع رأسها لتراه... فتقفل دفترها و تضعه بجانبها...


كادي بعتب / ســـامي! حرام عليك من وين طلعت؟؟
سامي يبتسم لها بعطف / صار لي وقت واقف..و لا حسيتي فيني
كادي / امم تعشيت؟
سامي / ايه..
كادي ترى ساعتها / الوقت متأخر..و أنت بكره عندك محاضره بدري؟ وين كنت؟؟
سامي يرمي بنفسه على الكنبه بجانبها / كنت سهران عند باسل
كادي تكح بغثيان مصطنع / أووه ياربي..مادري كيف تتحمل و لد خالك هذا!
سامي بعتب / ترى ما أرضى عليه
كادي تبتسم له / الله يعينك على ما بلاك

سامي يمد يده ليأخذ الريموت...و يقفل ما تشاهده...أو لم تشاهده...

سامي يقف / يله نامي..الوقت تأخر..-و يكمل بعتب-كم مره اقولك لا تنتظريني يمكن اتأخر و أنتي اللحين وراك دراسه
كادي تقف معه / ما فيني نوم..نمت الظهر..يعني عادي لو سهرت شوي


يكمل في نفسه...وهو يصعد معها الدرج...و يده ترتاح على رأسها الصغير...(ولو ما نمتي يعني ما كنتي بتنتظرين؟ ادري إن لو فيك نوم الدنيا بتعاندينه وتنتظرين)



♥▓♥▒♥▓♥



تلكـ كانت أولى النبضـات..تحـوي بعـض قلوبهـم النـابضة..
فـي نبضـات قـادمة...سنتـعــرف عليهـم أكثــر
و نتـعرف على قلـوب أخــرى...سـوف تشـاركهـم النبــض...~



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღبإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ



 
 

 

عرض البوم صور أغاني الشتاء  
قديم 20-12-13, 12:12 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 241120
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أغاني الشتاء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أغاني الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)

 



♥▄الـنـبـ«2»ــضــة▄♥

:
:
:

يـوم الـجمـعـــة...~


نزلت الدرج بمهل...و كسل... و هي تمد ذراعيها أمامها و تتثائب...فقد نهضت بوقت متأخر...بعد سهرتها المتأخرة مع ضحى...
ما إن وصلت لآخره...حتى قفزت أمامها فجر بإبتسامتها المتحمسة...


فجر / سلام..صباح الخير
سلام تبتسم لتك الملامح المبتسمة / صباح الورد يا حلوه
فجر / ليه متأخره؟ ما أفطرتي معنا..فاتك خلتني صبح أنا اللي اسوي البيض
سلام تقف لتكلمها مداعبة / ربي راحمني ما صحيت
فجر بإستنكار / واللـه حلووو......امم سلام
سلام / يا نعم
فجر / صح اليوم خطبة بنت جيراننا شوق؟؟


جلست سلام على آخر عتبات الدرج...تعلم أن هذا السؤال يتبعه عدة أسئله...حتى ترضي فجر فضولها...


سلام / ايه صح
فجر / صبح بتقول لأمي اروح معكم عندها..قوليلها معها
سلام / و لا يهمك بعد واسطة صبح ما فيه أي واسطه..أكيد خالتي بترضى
فجر / آآ طيب...صح أنتي أكبر من شوق و صبح؟؟
سلام / ايه
فجر / ليه ما انخطبتي قبلها؟
سلام تضحك / نصيبي للحين ما جاء
فجر بعدم اقتناع / بس أنتي دائماً يخطبونك و ما ترضين!
سلام تعقد حاجبيها / و أنتي وش لك بهالسوالف! خليك بعمرك و لا تسوين فيها خطابه


نظرات عدم رضا صوبتها لها قبل أن تغادرها...لتقف سلام تتابع جسدها الصغير يبتعد...و هي تفكر بما قالته...
خطابها كثر...لكن كان هناك دائماً سبب في كل شخص لترفضه...
لكن الأخير لم تجد فيه سبباً يدعو للرفض...و مع ذلك رفضته...

حقاً لم رفضت يوسف؟؟ بالرغم من أنها من السهل أن تحبه و ........


نفضت أفكار لا جدوى منها بعد ما فات وقتها...
و توجهت إلى المطبخ تجذبها رائحة الغداء الشهية الذي بالتأكيد تحضره صبح...


سلام / يآآآه الريحه جوعتني و أنا مو ناقصه
ضحى تفز و تلتفت إليها / بسم الله! الناس تسلم


التفتت لها صبح التي كانت تطل في الفرن...و سلام تتقدم لتصب لها كوباً من الماء...و تجلس على الكرسي...بجانب ضحى...

سلام / صباح و مساء الخير عليكم
صبح / مساء النور
سلام تلتفت لضحى / ما شاء الله..وش صحاك بدري و حنا ما نمنا إلا بعد الفجر؟
ضحى / والله ما أبي أقولك عشان ما تضحكين علي! بس يله خليني اكسب فيك أجر تضحكين عشان تصحصحين احسن من هالعيون النايمه


ابتسمت صبح...و تحمست سلام لسماع ما سوف يضحكها...
فالمواقف التي تقع فيها ضحى بسبب خجلها...و خوفها...و برائتها...دوماً ما تكون مضحكه لها...


سلام / يله ضحكيني عليك..أنا عارفه إنك مفهيه من زمان بس وش آخر إنتاجاتك؟
ضحى تتذكر بغيض / قمت الساعه سبع فاااازه على بالي اليوم دراسه و معصبه لأنكم ما صحيتوني و البس مريولي و آخذ شنطتي و طيراااان على تحت


سلام تضحك...و تكمل لها صبح...


صبح / لو بس شفتي شكلها و هي داخله علينا الصاله و هي مفزوعه..ضحك عليها أبوي لين دمعت عيونه
سلام تضحك / يوم اقولكم هالبنت إذا ما أحد مشاها ما تتحرك و لا تفكر من حالها ما تصدقون
ضحى / وش دراني؟ حلمت بالمراجعه اللي علينا و فزيت ماستوعبت شي
سلام / مساكين يا ثالث حتى بالأحلام تلاحقكم الدراسه
ضحى بتهور / لا والله!! مادري مين اللي من الخوف عادت ثالث مره ثانيه و........


قطعت كلامها بعد ماانتبهت للنظره الحادة التي وجهتها لها صبح...
و سلام تخبو عن ملامحها تلك الضحكة التي كانت تملأها منذ لحظات...ليخيم السكون عليهم فجأه...


سلام تغير الموضوع / ......وش هالغداء؟ مين عازمين؟؟
صبح / أنا قلت لشوق يرتاحون..و غداهم اليوم علي..أكيد مشغوله بالتجهيز للخطبه فقلت اريحهم من الغداء


جذبت صبح أفكار سلام بالحديث عن شوق و خطبتها...و ماذا سيفعلن حين يذهبن لها...
و ضحى ما زالت ساكنه بعد تهور ما قالت...
تعلم أن سلام لا تحب أن تتذكر الماضي أبداً...حتى أنها ألغته من ذكرياتهم جميعاً...
و تذكر كيف عانت تلك السنة التي تركت فيها الدراسة...و كيف كانت تمرض...و تبكي كل ليلة بلا سبب...
كان من المفروض أن تتخرج من الجامعة العام الماضي...لكنها الآن في سنتها الأخيرة...
تسبق صبح بسنة واحده فقط...لإعادتها لتلك السنة...


تذكرتها في الأيام التي سبقت تلك السنة...

كم كانت تكرهها...نعم في طفولتها كرهتها جداً...
فهي لا تحمل أي ذكرى جيده لهما معاً...
فقد كانت سلام عصبية...مغرورة...متسلطة...بعيدة عنهم...تكرههم و تحب إخوتها من أمها فقط...
كانت دائماً تسخر منها...تضربها...تبتليها هي بما تفعل من مشاكل...

لكن بعد معاناتها تلك الأيام...رق قلب ضحى عليها...و اصبحت تشفق على حالها...
حتى حثتها صبح على التقرب منها من جديد بعد أن كانت علاقتهما...و كلامهما منقطعان بالرغم من عيشهما في بيت واحد...

و من تلك الأيام اكتسبت معها علاقة جديدة...
ليس هذا فقط...بل اكتسبت أختاً جديدة...


إذا كانت سلام تكره تذكر الماضي...و كيف كانت فيه...
فهي أيضا تكره ذكرياتها معها تلك الأيام...و لا تحب أن تتذكرها...



♥▓♥▒♥▓♥



في وسط الشوارع المزدحمة...كـان يقود سيارته الفارهة بسرعته الجنونية و كأن الطريق ملكه وحده...
مغلقـاً زجاج نوافذها الداكن...يرفع درجة التكييف حتى اثلجت أصابعه...و صوت الموسيقى يخرج من جهاز التشغيل صـاخباً...ليكمـل إنعزاله عن العالم الخارجي من حـوله...


انعطف بسيارته...للحي الذي يسكن فيه ابن عمته...و اتصل ليخبره أنه اصبح قريباً من منزله الآن لكي يخرج له...

وصل لمنزله...و توقف أمامه...ينتظر خروجـه...

و مرت لحظــات...

تملل سريعاً كعادته...لا يطيق إنتظار أي شخص...و ما إن أخرج هاتفه المحمول لكي يتصل لإستعجاله...رآه يخرج...و تنهد بإرتيـاح...

صعد سامي لجانبه مبتسماً...

سامي / مساء الخير
باسل بتكشيره / هذا و أنا قايل لك إني في الطريق
سامي / الله و أكبر عليك..تراها عشر دقايق اللي تأخرتها..مادري مين اللي خلاني أمس انتظره ساعه و آخرتها ما جاء
باسل ببرود / إيه أنا اتأخر..بس ما انتظر


صرف انتباهه للطريق أمامه...و سامي ضحك و لم يعلق على الموضوع...
لا يعرف متى سوف يتخلى باسل عن هذه الأطباع التي تبعده عن كل من حوله...
و لا تترك بجانبه...إلا من يرافقه لمصلحه...


يتمنى لو يستطيع أن يحدثه بهذا الشأن...و لكنه متأكد أنه لن يتقبل حتى الحديث و إنتقاد أطباعه...
كل ما سوف يجره عليه ذلك...هو خلاف بينهما...
يجعل باسل يخسره حتى هو...وهو لا يريد ذلك...لا يريد أن يتركه لوحده...


سامي / يآخي قصّر للصوت..مو مستغني عن آذاني أنا
باسل يتأفف و يمد يده ليخفض الصوت / إن شاء الله يا حضرة الأستاذ....-لوى فمه بضيق- اللحين ضروري نروح لمزرعة هذا
سامي بعتب / اسمه علي..و الرجل مع إنك عمرك ما عبرته..ما قصّر كل ما شافني سأل عنك و أصر علي اعزمك..والله تفشلت و أنا اطلع له حجج تصدق و ما تصدق
باسل و نظره على الطريق / ما يعجبني مجلسه..و لا الناس اللي فيه..ليه ما قلت له يخلينا اليوم لحالنا مو يضف لنا من هب و دب
سامي يتنهد بملل / عازمنا و تبيني اتشرط عليه مين يجي و مين يروح!
باسل / خلاص أجل ماراح نطول..ساعه و بعدها نطلع
سامي / يصيـر خير
باسل يلتفت له رافعا حاجباً معترضاً / كيف يعني يصير خير! بنطلع بعد ساعه أو ما نروح؟
سامي بملل / خلاص نطلع بعد ساعه..أهم شي تروح


أوقف سيارته في محطة البنزين...ليشير للعامل بإشمئزاز و عجل أن يملأ السياره بالوقود..و يقفل نافذته...


سامي / وش أخبار طارق؟
باسل يعبث بمسجل السيارة / مادري من يومين ما كلمني
سامي / أذكر عنده سفره للشغل..وش صار فيها؟
باسل / ما سألته..وهو ما قال شي
سامي / والمهندس وش أخباره؟ لا تقول بعد حتى أخوك ما تدري عنه؟
باسل يبتسم بإستكبار / لا شفته تميم أمس..مر علي بمكتبي في الشركه..مثل عادته مزعج..و كلامه كثير و كله على الفاضي
سامي بمحبه / والله مشتاق لسوالفه..لازم نطلع لنا طلعه معه هو و ساري
باسل بلا إهتمام / نشـوف


أتى العامل ليأخذ الأجر...و فتح باسل نصف نافذته...و بإهمال مد له النقود...لكنها تساقطت على الأرض...

نظر له العامل بإستنكار...و إعتراض...

باسل بقرف / وش تطالع؟ إن شاءالله تبيني انزل ألمهن لك..خذ فلوسك بس


و أقفل نافذته...و انطلق بسيارته...

سامي بإستنكار / باسل الله يهديك وش اللي سويته؟؟
باسل يتأفف / وش سويت بعد؟
سامي / يعني مو قادر تقول كلمه تعتذر فيها عن اللي صار و....
باسل يقاطعه بغضب / هذا اللي ناقص! لو مزعلك أوقف السياره و انزل طبطب عليه


سـاد الصمت بعد ما أنهى جملته...لم يكمل سامي عتبه...لأنه لن يجد أي صدى لدى باسل...
أما باسل فأحس بالندم...لحدته على سامي...و أراد أن يقول أي شي...ليقطع هذا الصامت...
لا يريد أن يأخذ بخاطره...لا يريده أن يغضب منه...أن يبتعد عنه...
لأنه متأكد إن فعل ذلك...فسوف يخسره لأنه لن يعتذر منه...و لـن يطلب منه الصفح...


باسل بتمويه / نسيت وين مزرعة علي..دلني على الطريق
سامي بإبتسامة فهم قصده / زين ادخل اللفه اللي على اليمين



♥▓♥▒♥▓♥



انهت إرتداء ملابسها لتتأمل نفسها مطولاً...تنوره أنيقة...مع بلوزة رقيقة...بألوان هادية...بسيطة...
لتخرج عليهن...و تنظر إليهن بترقب...


شوق / وش رايكم؟
صبح / ما شاء الله..حلو
شوق تقف أمام المرآة..لتنظر لنفسها مجدداً / أكيـد؟؟
ضحى / لا تخافين بيطير عقله و يملك بكره و يتزوج بعده


ضحكت بحرج...و هي تركز إهتمامها على المرآة من جديد...لتتأمل شكلها...
اليوم خطبتها لصديق أخاها...و سيراها أحمد الرؤية الشرعية...و هي تريد أن تظهر بمظهر أنيق...هاديء...يعطيها الثقة بنفسها...

أقرب الجيران لها...كانوا بنات جابر...الأخوات الأربع كن لها هي و شقيقتها مثل الأخوات الحقيقيات...
و اليوم اجتمعن عندها...لمساعدتها...و مشاركتها الفرحة...


شوق / فجر حبيبتي..روحي قولي لسلام تجي..لازم اتأكد منها عن شكلي
ضحى بغضب مصطنع / ما ملينا عينك أنا و أختي؟؟
شوق بإعتذار / لا..كلكم خير بس سلام تعرف تقنعني و تطمني أكثر..و بعد أبيها تحط لي الميك أب
صبح تقف / اجلسي يا فجر أنا بأروح أساعد خالتي و رهف في المطبخ و ارسل لكم سلام
شوق بإمتنان / مشكوووره يا قلبي


تركتهن صبح مبتسمة...و هي تستمع لإحتجاجات شوق التي كثرت اليوم بشكل ملحوظ...على كل شي...






نزلت للطابق الأول...و عبرت الصاله بوجل...و سرعة...و هي تتوجه إلى المطبخ...
فهي تعلم أن شقيقهن...و والدهن في المنزل...و تخشى مصادفة أحداً منهما...قد يدخلان هنا...لأنه من المتوقع أنها هي و أخواتها يجلسن مع شوق في غرفتها...
لكن رهف لا يعتمد عليها وحدها في المطبخ...و ترتيب الضيافة لذا نزلت سلام لمساعدتها...و هاهي الآن ستأخذ مكانها...

تنفست بإرتياح و هي تدخل راكضة إلى المطبخ...


صبح / السلام عليكم
/ و عليكم السلام و الرحمه
صبح / سلام مطلوبه حالاً عند شوق
سلام بإهتمام / خلصت لبسها؟
صبح / ايه


ذهبت إليها على الفور...لكي يتسنى لها الوقت...لتزيينها...قبل أن يصل و يطلب رؤيتها...

كانت تمر في الصالة...حين انفتح باب المدخل القريب منها بسرعة مفاجئة...
لتتجمد خطوتها...و أنفاسها...و عيناها تتسعان بصدمة...و هي ترى نفسها...وجهاً لوجه معه...

شهقت بذعر و هي ترفع كلتا يديها لتغطي بهما وجهها...و تتجمد أطرافها عن أي حركة...

ثواني قلة...و سمعت الباب يرد بقوة...

وقفت متصلبة...قبل أن تتمالك نفسها فتركض مسرعة إلى الدرج...


لكن ما إن احست أنها ابتعدت عنه...حتى وقفت لاهثة...و قلبها يتخبط داخل صدرها...
رفعت يديها المرتجفتان لتضغط بهما على خديها اللذان كانا يحترقان من الخجل...
احست بالحرج...و الضيق...يكبر في صدرها مما جعل عيناها تدمعان...
تذكرت نظرته المصدومة أيضاً...كانت لحظه قبل أن تغطي وجهها عنه...

عرفته...إنه يوسف شقيقهن...لا يوجد لهن غيره...
حتى لو كان هناك غيره...فهي ستعرفه أيضاً...
كثيراً ما يصادف وقت خروجهن إلى الجامعة وقت خروجه...
كثيراً ما سمعت من رفيقات (النقل) تعليقات على وقوفه...و نظرات متوارية منه إليهم...
كثيراً ما كان يوصلها مع شقيقاته لسوق ما...أو زيارة ما...
لكنها لم تهتم به بشكل خاص...و جدي أبداً...
بالأخص بعد ما رفضته...أو بالأصح رفضته والدتها لأنه بحسب مستوى والدتها فهي ترغب لها بالأفضل...

بسرعه نفضت كل ما حدث...و قطعت تلك الأفكار...و هي تتنفس بعمق...لتهديء نفسها...
حتى عادت لطبيعتها...و حاولت رسم إبتسامة على وجهها...لتدخل بها على الفتيات...


ما باله اليوم...يتردد على ذهنها بقوه..؟؟






هو كان للآن...يقف عند الباب ممسكاً بمقبضه بشدة...يترآى في خياله منظرها الذي ارتسم من ثواني خلت أمامه...

بالرغم من طوله...إلا أن نظرها كان مساوي له...
كانت طويلة...بملامح أنيقة...و نظرة لها تأثير المخدر على الحواس...


تمتم مبتسماً / ســلام؟!!


كان متأكداً أنها هي...ترائت له ملامحاً لها يذكرها بمراهقتها المبكرة...
و ذاك الطول الذي يميزها في الحي بأكمله...الكبار قبل الصغار...يدعونها بـ(الطويلة)


تغيرت منذ آخر مرة رآها بصدفة لم تعلمها...زادت جاذبية...و عذوبة...
تلك الصدفة التي عززت شعوره إتجاهها...وهو يسمع عنها يومياً من أخواته...
هذا ما جعله يخطبها...ليصدم بالرفض...و تنتهي أحلامه بها قبل أن تبدأ...
لكنها بقيت طيفاً جميلاً...عذباً...يعبر كثيراً بداخل أفكاره كلما رآها...

و هاهي من مجرد لمحة...تعود لتزرع بداخله حلم أن يملكها من جديد...(من سنتين قالت إنها ماتبي تتزوج بهالوقت؟ معقول تغير رايها اللحين لو اخطبها؟؟)


لكنه رفض مرة...
و يخشى من الرفض ثانيةً...
للرفض منها طعمٌ مر...لا يطيق تجرعه مرةً أخرى...



♥▓♥▒♥▓♥



كان ينزل الدرجات...متمتماً بألحان عذبه...ينوي الخروج...لكنه دخل إلى الصالة بعد ما سمع أصواتهن قادمه منها...

تميم / مسـاكم غلا يالغوالي
جواهر + أم ساري / مساء الخير
تميم / ليه لحالكم؟ وين البنات؟
أم ساري / سمو راحت عند كادي..و سلام ما جات هالخميس عشان خطبة بنت جيرانهم
تميم / أجل مين اللي له صوت قبل شوي في غرفة ساري؟؟
أم ساري / أنا و الخدامه كنا نرتبها و ندخنها
تميم يصطنع الدهشه/ اللحين يوم عرفتي إن ساري بيرجع بكره قمتي بنفسك ترتبين غرفته..و تدخنينها..و أنا يوم أسافر و ارجع ما عبرتيني..جيت لقيت غرفتي كلها غبار..و سريري نايمه فيه عنكبوته هي وبناتها بعد!
أم ساري/ لا تكذب..يوم درينا إنك بترجع سلام و سمو بنفسهم رتبوا لك غرفتك
تميم/ آهـا شفتي..قلتيها بنفسك سمو و سلام اللي فكروا مو أنتي
أم ساري/ ما عندك سالفه..بعدين ساري سفراته شغل و تعب مو مثلك سياحه و لعب
تميم يتصنع الحزن/ طبعاً بكرك الغالي ساري..و آخر عيالك الدلوع باسل..راحت علي أنا اللي بالوسط
جواهر ضاحكه/ اللحين يوم صار عمرك ثلاثين..توك بتتعقد
تميم/ لا أنا متعقد من زمان..بس كل هالسنين انتظر أمي تحس من حالها..بس يوم شفتها ما حست قلت اعترف لها
أم ساري بجديه/ أنا ما عمري قصرت عليكم كلكم بشيء..ولو قصرت بيوم سدت مكاني جواهر
تميم بحب/ أنا اشهد..مين يحصل له أمين..كل أم احسن من الثانيه....بس ولو عندي إحتجاج ثاني اللحين طرأ علي يوم هيضتوا مشاعري
أم ساري/ وش عندك بعـد؟؟
تميم/ حتى ما زوجتوني..لين تزوجون ساري
ام ساري/ عاد بهاذي كذبت..أنت بس قول و أنا من بكره اخطب لك
تميم متراجعاً/ لااا أنا قلبي هواوي للأبد
أم ساري تتنهد / الله يصلحك
تميم يضحك و عينه على هاتفه / يله هذا تركي يدق..توصون على شي؟
جواهر تضحك / من البر عاد؟؟
تميم يقف / ايه سحليه؟ ضب؟
جواهر / ايه لو تجيب لنا وحده نصحي فيها سمو..عشان تفز على الوقت
تميم / ما طلبتي يا عمتي
أم ساري / مو تصدق عاد!


غادرهما ضاحكاً...وخرج من المنزل...ليغادر مع أحد أصدقائه في سيارته...


تميم يصعد بجانبه / مساء الخير يااا تريّك
تركي ينطلق بالسياره / ياخي ما تعرف تدلع لا تدلعني!
تميم بإستنكار مصطنع / وش أحلى من تريّك يا تريّــك
تركي / ذوق بعير وش أقولك؟؟ الناس تقول ترووك تركان
تميم بقرف / زوجتك أنا! يوم تبي تتدلع هالدلع ليه ما وافقت يزوجونك أهلك؟؟
تركي يمط شفتيه / أبوي يبي اخطب من بنات عمي..و أمي تبي اخطب من بنات خواتها
تميم يبتسم / و أنت أي الفريقين تشجع؟؟
تركي / امحق..لا هذا و لا هذا..يآخي أبي اتزوج أوروبيه..أبي احسن النسل..أنت ما شفت خشتي ما شفت خشش عيال عمي و عيال خوالي..بالله هذا انتاج نكرره
ضحك تميم عالياً / والله ربي اللي رحمهن منك..و من أذيتك.....مين بنمر عليه يروح معنا؟
تركي / الخوالد
تميم / عاد بالله حنا نعرف نصادق أحد! يعني خالدين و مشيناها لكن ثلاثه..الواحد إذا جاء ينادي واحد منهم التفتم كلهم!
تركي / ما قصرت فيه فارزهم لنا..أبو سكسوكه و أبو لحيه و بدون ههههه



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تسمعها و هي تتحدث عن إحساسها لحظة دخلت المجلس ليراها...شعور الخجل...و الارتباك...الذي سيطر عليها و هي تجلس أمامه...و أمام أخاها...

أعادت عليهم دخولها و خروجها الذي لم يدم سوى بضع دقائق...مرات عدة...و في كل مرة تكتشف شعوراً...أو توجساً من كلمة سمعتها...أو نظرة لمحتها...
و هي و ضحى تضحكان...و سلام و صبح يحاولن طمئنتها...

رهف ساخرة / ضحى تكفين اضربيها بشي..شكلها علقت..تبدأ و تنتهي بهالسالفه؟؟
ضحى تتصنع العتب / خليها تعيد للحين ما حفظت و أشك إن الأسئله اللي بتكتبها لنا اللحين صعبه..خلينا نركز

ضحكتا معاً...لتلتفت إليهما شوق بغضب...و ترفع يديها للأعلى...

شوق / أشوفكم يوم خطبتكم إن شاء الله ماسكتكم التأتأه و الفأفأه و بعد تتكعبلون و تطيحون
رهف تكمل حالمه / في حضنه إن شاء الله..(تكمل ضاحكه) بس يكون يوسف مو معنا

ضحكن معاً عليها...و ضحى للآن تبحلق بعينيها خوفاً من الدعوة...لتقفز جانبها...تمسك يدها برجاء...

ضحى / شوووق استغفري..استغفري تكفيــــــن


لم تستغفر...و ضحى تحايلها...حتى نطقتها مجبرة لترتاح من ضجيجها...

كانت تراهم و تنقل نظرها إلى هاتف سلام الذي بيدها...لترسل لها منه تلك الصور التي اعجبتها ...
لكن ما رأته جذب كل اهتمامها عنهن...لتسرح بشاشة الجوال أمامها بإنبهار...
نظراتها حالمة...و قلبها يخفق بقوة لتلك النظرة التي يصوبها لها...
عينان آسرتان بشدة...و فم جميل...و ملامح منحوتة بدقة...و تلك النظرة المتكاسلة...المستخفة...

بأي حق يمتلك رجل مثل هذه الوسامة المفرطة..؟؟

أطلقت تنهيده حالمه...جعلتهن يلتفتن عليها مستغربات...

ضحى / وش عندك؟ شوي و تذوبين؟؟
رهف تلتفت لسلام / سلام جيتكم خطابه..المهر علي..و البيت علي..بس أبي اتزوجه
سلام ضاحكه / مين؟؟
ضحى / وووجع صدق ما تستحين! مين هذا؟؟
رهف تحتضن الجوال لتبعده عنها / لاااا أخاف تطمعين فيه..عاد سلام تقربك أنتي منه ..طبعاً أختها أولى!!
سلام ضاحكه / أكيد باسل
رهف بحماس / هذا باسل؟؟ أخوك؟؟ أنا أقول من وين جايبه الحلى؟
سلام بإعتراض / لا حبيبتي حلاي جايبته من أمي..(تضحك)و إلا باسل على قولة كادي..مثل القطاوه حلو بالصور بس
رهف بإعتراض / ترى صدقتي! هو أحلى منك
ضحى / اععع باسل المغرور..كرهته من سواليف سلام عنه..اشبعي فيه


شوق تمد يدها لتسحب الهاتف منها...


شوق / وين هاللي ازعجتونا فيه؟؟

صمتت لحظة...لتنتقل بين صوره...و ترفع رأسها للبنات بندم مصطنع...

شوق مازحه / أوووف يا شين العجلّـه! ما يمديني اهون

ضحكن البنات...

صبح / الله يخلي لك أحمد..و يجمع ربي قلوبكم على محبته وتلتقون على طاعته ويوثق اللهم رابطتكم على خير ويديم ودكم لبعض نعم المولي ونعم النصير


توشحن الفتيات الصمت بعد ضحكهن...ليسمعن منها هذه الدعوة الصادقة...لتتقدم إليها شوق...و تضمها بحب...


شوق / و يلوموني فيك؟ عسى ربي يخليك لي..يا أم لسان عسل(تكمل بخجل) حببتيني بأحمد و أنا مو مقصره



♥▓♥▒♥▓♥



فوق تلك الكثبان الرملية...هبت نسمات عذبة عليلة تداعب أجسامهم فتملأها حيوية و هناء...بعيداً عن حر المدينة اللاهب...
تعالت ضحكاتهم...و أصواتهم...و صرخاتهم الحماسية...تقطع سكون الصحراء الصامتة الممتدة بظلمتها حولهم...

جلسوا جماعات متفرقة كلاً بما يشغله...فوق تلك البسط التي افترشوها...و بعضهم يتنافس هناك حول الشبكة التي نصبوها لكرة الطائرة...


نهض من مكانه...بعد أن انتهت لعبة (البالوت) بين عشاقها كالعاده...بمشاجرة كلامية حادة...لا يريد أن يكون طرفاً فيها...
تقدم ليرى أين صارت عملية الشواء بعدما احس بمطالبة معدته بما يملأ فراغها...ليرى أحدهم يقطع السلطة على مهل...و ثلاثة منهم اجتمعوا عند الشواء...


تميم / اللحين كثرتكم على الفاضي..يا ناااس جوعاان يله عطوني أي شي..يسكت هالعصافير اللي تحتج ببطني!
تركي/ الله يستر عاد تميم و جاع..وش يشبعك أنت؟
خالد/ إلا على كثر ما تطالب بهالعشاء..ما تلاحظ إنك ما سويت شي
تميم بصدمه مصطنعه/ ماااسويت شي!! أنا اللي اقترحت الطلعه
خالد/ لا كثر الله خيرك..تصدق لو ما قلت كنا ما نعرف إن البر ينطلع فيه
تميم/ يا ناس أنا جوعان..يعني البطاريه طااافيه(اقترب من تركي) يله خلاص يكفي..حرام عليك احس النار اوجعته
تركي/ يعني لا تركته بيرتاح..بيتقطع بأسنانك
تميم / لا تخاف مأثث له المعده بيستقر و يرتاح
تركي / تميم لا توقف على راسي..و إلا بأعطيك شغله تزينها
تميم يبتعد / لا أبداً أبداً..ما اتدخل في طبخ الشيف تركي..مواهبي الضئيله ما تسمح لي


و ابتعد عن الجمع...ليصعد ذاك التل الرملي القريب منهم...تغوص قدميه الحافيتين بالتراب البارد...و عيناه تمتدان على إمتداد الظلام أمامه...ليشدو بصوته العذب عالياً...

احب البر والمزيون.... واحب البدو والاوطان
واحبك قبل لا يدرون.... هلي واهلك ولا الجيران
واحب العذري المخزون.... بمجرى الدم والشريان
واحبك والمحبة عون.... محـب عــاشق ولهــان


/ بميـن هالمره؟


التفت مبتسماً بعد أن وصله صوته...ليجده يصعد التل ليتبعه...
صديقه الأقرب...و رفيق سنوات الدراسة...و الغربة...و كاتم الأسرار...ليقف حتى يصل إليه...


طلال/ ها فيه شي جديد؟
تميم يبتسم و عيناه تطوفان بالظلام الممتد/ لا
طلال بشك/ مو عوايدك!!
تميم/ والله القلب شاغر..لو بغى يحب ماراح ارده..بامسكه بيدي و اعطيه اللي يبيها
طلال/ هههه بس انا مابي وحده تآخذ القلب..أنا أبي لك وحده تآخذك كلك للقفص الذهبي



♥▓♥▒♥▓♥



بعـد منتصـف الليـل..~


سمعت صوت خطواته الخفيفة...الهادئة...وسط سكون الصالة الواسعة...
بالرغم من تأخر الوقت إلا أنها لم تستطيع النوم حتى تراه...
لا يعقل أن تعلم أنه عاد اليوم من سفره رأساً إلى الشركة و تنام قبل أن تراه و تطمأن عليه...


خرجت أمام مدخل الصالة...لتراه يصعد أولى عتبات الدرج أمامها...و لم يلفته نور الصالة المضاء...


أم ساري / حمدالله على السلامه

بالكاد شعرت به يفز و يلتفت بسرعه إليها...ليملأ وجهه المرهق...الفرحة و الحب...

تقدم منها مبتسماً بشوق تحكيه عيناه ولو أنه لا يبينه...
انحنى ليسلم عليها...و يقبل رأسها...لكنها أخذته بين ذراعيها لتضمه للحظات بشدة...


ساري بمودة / وش أخبارك يالغاليه؟
أم ساري بعتب / الغاليه اللي رايح لها كل هالوقت و ما كلفت على نفسك تمر تسلم على أمك!
ساري يبتسم معتذراً / ما فيه أغلى منك يا أم ساري..عسى الله يخليك لي دوم سالمه و بخير
أم ساري / اللحين تجي من المطار على طول للشركه؟ لا تمر تسلم و لا ترتاح؟؟
ساري بجديه تلازمه / والله كان عندي شغل ضروري اسويه اليوم..و إجتماع ما يتأجل
أم ساري / وش أخبارك يمه؟ ليه شكلك تعبان؟؟
ساري / بخير ما فيني شي..بس إرهاق من السفر..أنام و بكره إجازه ارتاح و تلقيني مثل الحصان
أم ساري / الله يعطيك العافيه يمه


أخذ يدها ليدخل معها للصاله...و يجلس قريباً منها...


ساري يلتفت حوله / ما فيه أحد مشتاق لي غيرك الظاهر؟
أم ساري / لا والله جواهر و سمو من ساعه بس ناموا بعد ما أيسوا إنك تجي
ساري / و أنتي يمه الله يهديك وش مسهرك لهالوقت! كان نمتي و.....
أم ساري تقاطعه / ما يجيني نوم و أنا ما شفتك
ساري / لو دقيتي علي كان جيت لك على طول بعد ما طلعت من الشركه..أنا يوم شفت الوقت تأخر قلت أكيد نايمين مريت على الشباب اسلم عليهم قبل انشغل و انساهم
أم ساري / ما عليه المهم إنك بخير..و ريح عمرك الشغل ما يخلص..و أنا بعد سهرتك و أنت تعبان روح يمه نام و ارتاح
ساري يقف / و أنتي بعد نامي باقي وقت على صلاة الفجر..(انحنى يقبل رأسها) تصبحين على خير
أم ساري / و أنت من أهل الخير


تركها ليصعد لأعلى...و هي تتبعه بعينين محبتين و قلب يدعو له بالأفضل...

كان الوحيد الذي تخلت عن ما ترغب...من أجل ما يرغب هو...
ضحت براحتها...و أحلامها به...و كبريائها...من أجل تحقيق ما يريد...
كانت ترغب براحته...و سعادته...مهما كان ما سيكلفها ذلك...
رضت...و تنازلت...و سعت...لكي لا تكسر بخاطره...
لكن أبى الغير إلا أن يكسرها فيه...



♥▓♥▒♥▓♥



فـي الـغــــد..(يوم السبت)..~



كعادتهم نهاية كل أسبوع...يأتون للغداء في بيت خالها الأكبر...ليتغدى والدها معهم و يغادر سريعاً إلى عمله في المستشفى و الذي يشغل أغلب وقته...
و تبقى هي و سامي حتى المساء...

كانت تقف بالقرب من النافذة...التي أسدلت عليها الستارة...لكنها أبعدتها قليلاً...و أخذت تراقبهم و تنقل ما يحدث لسمو...التي جلست تحل تلك المسائل التي سطرتها لها...لكي تتأكد من فهمها لما شرحته لها...


كادي تضحك / تحفه هالتركي صديق تميم..حركاته تضحك
سمو ترفع رأسها / هو أحنا حنحب و ألا إيه؟؟
كادي تجاريها / أيه حبيته روحي اخطبيه لي..مو أنتي ولية أمري
سمو / بس كذا! ما طلبتي
كادي تلتفت لها بإستدراك / سمسم مو تصدقين؟ مو بعيده عليك تروحين تقولين لتميم!
سمو تضحك / لا تخافين..توي ما مليت منك عشان أزوجك.._نظرت لها بخبث_بعدين أفكر اتزوج أنا و أنتي....
كادي تكمل كلامها / بنفس اليوم؟
سمو / لا بنفس الشخص
كادي تضحك / تتخيلين؟


و رجعت تراقب من النافذة...جزء من الباحة الخلفيه للمنزل...و التي كانت مخصصة لكرة السلة...
سعيدة برؤية أخيها و حماسه...تضحك مع كل ضحكة له...لا تراه كثيراً بتلك الضحكة العالية...و الراحة...
فدوماً ملامحه هادئة...حزينة...ساكنة...


كادي / اللي معهم هذا مو طارق صديق اللي ما يتسماش؟
سمو مستغرقة في حلها / ايه..يقولون فيه
كادي / أجل ليه هو مو معهم؟؟
سمو / تبين باسل يطلع يلعب بهالحر؟؟
كادي / الله يعينه على نفسه..و يعينك عليه..و يعين أكثر أخوي حبيبي على مقابلته..امم و يعين طارق بعد
سمو تتصنع الحزم / أقول أنتي هالشباك لف عقلك ساعه عند تركي و ساعه عند طارق..نزلي الستاره يا بنت و استحي
كادي تنزل الستاره / وش اسوي فيك..كل هذا تحلين؟؟ أنا أبي افهم عقلك وين يروح و المعلمه تشرح..؟
سمو بسخرية / ما صرت استوعب إلا من صوتك..و شرحك الغبي
كادي بغرور تمثيلي / وش اسوي احاول اوصل لمستولى ذكائك المنخفض
سمو تدعي الحزن / الله على المذله..كل هذا عشانك تفهمين أكثر مني؟؟ خلاص ببدلك و اروح لسلام تشرح لي..و.....
كادي تقاطعها / أنتي إذا تكلمتي ما تسكتين..يله كملي حل...و أنا ملييييت منك بأروح عند خالتي جواهر لحد ما تخلصين
سمو ترفع حاجبيها بمكر / ما تقدرين..باسل في الصاله اللي فوق يشوف التي في
كادي / أووف يوم أقولك أخوك هذا يغث
سمو / احسن..ليه أنتي تطلعين تسولفين و دافنتني هنا بهالكيمياء..تتوحد فيني المركبات...يله تعالي شوفي هالإبداع اللي أنا سويته



♥▓♥▒♥▓♥



في المســاء..~


اليوم مر عليه طويلاً...بدون عمل يشغله و يلهي تفكيره يجد كل شيء مملاً...و مجهداً...يستنزف من طاقته أكثر مما يستنزفه العمل...
كان يجلس بين أهله...كما كان يفعل منذ سنوات...لكنه نسي كيف يرتاح بتلك الاجتماعات...
لم يعد نفس الشخص...و لا تسكنه تلك الفرحة...و الراحة...


مرت الأيام وهو يجتهد في عمله...لكي يثبت للكل...أنه يستحق مركزه الجديد في الشركة...
و الأهم أن يثبت لنفسه أن ساري القديم قد ولى من غير رجعة...
حتى ادمن جريان الأفكار...و الحسابات في عقله...و أصبح لا يرتاح و لا يهنأ إلا بها...


وقع خطوات قادم من الردهة...جعل الجميع بمن فيهم هو...يلتفت بإستغراب ليرى القادم...
لترتسم البسمة على شفتيه وهو يراها...


سلام / حمدالله على السلامه
ساري يقف / الله يسلمك..أنا قلت ماراح أشوفك هالأسبوع
سلام تبتسم بحب..و احتضنته بلهفه و شوق / ما يطاوعني قلبي..تركت مذاكرتي لكويز بكره و جيت اشوفك


لا يعلم لما يفتقده كل من في البيت وهو لم يعد يستحق هذا...
أن يفتقدوا تميم في سفره أمر طبيعي لأنه أكثرهم بقاء في المنزل أكثرهم قرباً من أخواته...أكثرهم بهجة و مرحاً...و مراعاة للغير...
لكن هو أصبح على الدوام مشغول بعمله...لا يراهم كثيراً...و إن اجتمع بهم كان الصمت و الجديه يخيمان عليه...لتثقل عليهم...
لكن ربما يشفع له ماضيه معهم عن كل هذا...ربما يكون هذا الحب نتيجه لما كان عليه في السابق...


عاد ليجلس وهو يراها تتجه لتميم...الذي وقف و احتضنها...و بتعليقه الدائم على طولها...


تميم / وش تآكلين أنتي؟ اول مره أشوف وحده تطول بأسبوع!
سلام تريه قدمها / لابسه كعب
تميم بإستهزاء / و ليه الكعب..عأساس مقصرّه بالطول
جواهر / قول لا إله إلا اللـه

ضحكت سلام و هي تنحني لتطبع قبلة على خد باسل...تعلم أنه لن يتكلف الوقوف من أجل السلام عليها كعادته دوماً...


سلام / وش أخبارك؟
باسل / تمام..و أنتي؟
سلام / الحمدلله بخير

ذهبت لتجلس بين جواهر و سمو...بعد أن سلمت عليهما أيضاً...

سلام / وين أمي و عمي؟
تميم / الشيبان رايحين يجددون الحب..عازمها على العشاء


ضحكت سلام...و هي تفكر بإعجاب...و غبطة...بحب عمها لوالدتها...
حب لم يخف...أو يختفي مع مرور السنين...
بل على العكس تألق بمرورها...و تزين بالمودة...و الإحترام...
راقبت اخوانها في حديثهم...لا باسل و ترفعه و غروره...
و لا حتى تميم بلامبالاته...و مرحه الدائم...
ورثوا ذاك العشق العميق...و رومانسية والدهم الرائعة...و إهتمامه الدافيء...
فقط ساري...من تجلت فيه تلك الرومانسية...يوماً ما...
لكنها لا ترى الآن أي أثر لها...فجديته و برودته...ألغت كل المشاعر التي كانت تسيّره...


انقطعت أفكارها بخروج ساري السريع عنهم...


ساري / يله عن اذنكم..فيه كم شغله بأشوفها قبل العشاء
جواهر / خذ راحتك يمه

تبعه باسل أيضاً...و لكن بصمت...

جواهر / وش أخبار الخطبه؟
سلام مبتسمه / الحمدلله
جواهر / الله يتمم لها على خير
تميم / عقبالك سلالم
سلام / بعدك إن شاء الله
جواهر / لا إن شاء الله عساك ما تنتظرين اخوانك
تميم / أفــا ليه كذا يا عمتي؟؟
جواهر / كلكم ما فيكم رجى..ساري ما أحد يتجرأ يفتح معه طاري الزواج حتى أمك و أنت لاغي الفكره من راسك
تميم / خلاص عندكم باسل زوجوه
جواهر / و أخوك هذا عاد وين نلقى اللي تعجبه؟
سمو مفكره / يآآآ عاد تخيلوا باسل مين بيتزوج..أكيد اللي بتعجبه وحده مغروره مثله! اخونا ياله نتحمله و مو دائماً بعد..كيف نتحملها هي؟؟
سلام تضحك / تحملتيها أو لا ماراح يآخذ رآينا
سمو / إن شاء الله ما يتزوج أجل..تدرين لو ما جيتي كنت قايله لتميم يجيبني عندك بكره..ودي اشوف البنات
سلام / تعالي أي يوم حتى ضحى تسأل عنك
سمو / ليه ما دقت علي؟ عطيها رقمي
سلام / مالقيتي إلا ضحى! تستحي
سمو / خلاص أنا آخذ رقمها منك و ادق عليها اشوف أخبارها مع ثالث
تميم / أنتي تطمني على حالك اول قبل تتطمنين على الناس..والله أشك إنك بتروحين فيها هالسنه و المسكينه كادي بتروح وراك بعد بتجرين معك ضحايا ثانيه!
سمو / لا لاتخاف على ضحى محصنه نفسها كويس عندها أختين وحده قسم رياضيات و حده كيمياء يعني دروس خاصه على المستريح
تميم / أنا أقول صايره سنعه على غير العاده و بتزورين خوات سلام أثاريك مخططه لبعيد
سمو تجاريه كاذبه / ايه و ابشرك عند كادي جارتين وحده مدرسة فيزياء و الثانيه انقلش..وش رايك فيني؟
تميم يقف / لا ما ينخاف عليك أخت أخوك..حسافة دعوتي لك بصلاة الجمعه..يله أنا اترككم معزوم..سلالم بتباتين هنا؟
سلام / لا قلت لأبوي بس بأسلم على ساري و ارجع
تميم / خلاص بعد العشاء دقي ذكريني فيك عشان ارجعك


بعد أن غادرهم...تكلمت جواهر بعد شرودها من لحظات...


جواهر / إلا يوسف أخو شوق..تزوج؟
سلام متفاجأه / هاه..آآ لا
سمو تضحك / أحلى عمتي من وين تعرفين اسمه؟ أنا ناسيته؟؟
جواهر / هم أقرب جيران لسلام دايم تطريهم


صمتت سلام مرتبكة...و لا تعلم مالسبب...
توترت من مجرد ذكر اسمه...و كأن الكل يعلم بتلك الصدفة التي رأته فيها...(لكن ليه سالت عنه؟ تذكرت يوم يخطبني!)

بالتأكيد لم تنسى...فجواهر...
كانت قد اقتنعت به...و لم تشارك والدتها برفضه...
لكنها تنفست الصعداء و جواهر تخرج عنهم بعدما أتاها إتصال من عملها...و لم تكمل الحديث عنه...


لكن عدوى الحديث عن يوسف...يبدو أنها اصابت الكل...


سمو / آآ يوسف هذا مو هو اللي كان خاطبك؟
سلام بصدمه / و أنتي كيف عرفتي؟
سمو / لك وجه بعد تعترفين إنك ما قلتي لي..على الأقل اعتذري..برري
سلام ببرود / السالفه ما تمت عشان تعرفين
سمو / مو ضروري لين تتم..المفروض تآخذين رأيي
سلام / تكفييين و أنتي من وين تعرفينه عشان آخذ رأيك فيه؟........بس صح أنتي كيف عرفتي؟
سمو / امم مع إحترامي لنفسي بس استرقت السمع مصادفه على أمي و عمتي
سلام تضحك / و من ذيك الأيام و توك تعترفين؟؟
سمو / ايه من سنتين كنت صغيره..عيب اتكلم بهالأشياء لكن اللحين كبرت
سلام بهدؤ / ما فيه شي تتكلمين عنه..الموضوع خلص بوقته
سمو ترفع حاجبيها مشككه / أكيد؟
سلام بإستغراب / ايه...ليه..؟
سمو ترفع اصبعها بوجهها بإتهام / ليه تلون وجهك و ارتبكتي يوم قالت عمتي اسمه
سلام بتوتر مما بان عليها و لاحظته سمو / أنا؟؟!
سمو بتأكيد / ايه_قفزت من مكانها لتجلس بجانبها_ قولي لي وش يطلع هذا يوسف؟ حلو؟ وش رأيك فيه؟ ليه للحين ما تزوج دامه كان ناوي على هالشي؟؟
سلام تضرب يدها الممسكه بها / و أنا وش يعرفني ليه ما تزوج؟ داخله قلبه؟؟
سمو بخبث / والله شكلك داخله و مثبته..ياااعيني الولد عنس بعد ما رفضتيه حرام عليك
سلام تنفض يدها من يد سمو / أقول قومي عني
سمو تسحبها / لاااا خلاص نغير السؤال للي بعده..كيف شكله يوسف؟ و لا تقولين لي ما عمرك شفتيه؟
سلام تتهرب منها..و من الحديث عنه / أنتي فاضيه؟ ما وراك شي..روحي ذاكري احسن
سمو بتهديد / ترى والله اسأل ضحى
سلام بعصبيه / أنتي وش تبين فيه؟ وش طاري عليكم كلكم هاليوم تسألون عنه؟؟
سمو تخفي ضحكة / يأختي نسولف يمكن يعجبني و اخطط عليه..يله قولي كيف شكله؟؟ طويل؟؟
سلام بإستسلام / ايه
سمو / ملامحه كيف؟؟
سلام تتذكر و بعد صمت / ما عليه..فيه وسامه..يعني كيف اقولك؟_تسترسل كلامها و هي لا تشعر_ يمكن لو شفتيه كذا تقولين عادي بس لو كنتي تعرفين إنه يوسف باللي تعرفينه عنه تشوفين فيه شي ثاني..يعني طبعه الحلو و الهادي و طيبته تـ......


قطعت كلامها الذي استرسلت به بدون قصد...لتلتفت لصمت سمو...و ترى نظرتها الحالمة...و رموشها التي ترفرفها برومانسية...


سمو تحثها بلطف ساخر / كملي..كملي يا عيوني..طلعي مكنونات قلبك عبري عن مشاعرك أنا ما وراي شي اسمع للصبح و احبه معك بعد
سلام تضربها / أنتي اللي سألتي؟
سمو بتشكيك / أنا اللي سألت! شكلك ما صدقتي أحد يعطيك مجال
سلام تقف / أنا الغلطانه اللي معبرتك
سمو تشدها لتجلس / لاااا تكفين..خلاص اتوب أنا اللي سألت..بس قولي لي ليه أمي ما وافقت عليه؟؟
سلام تتأفف من إصرارها / تقول تبي لي الأحسن
سمو / و يوسف وش عيوبه؟
سلام / تبي واحد مستواه المادي احسن..يعني حسيتها تبي هي اللي تختار لي واحد من معارفها هي..مو أبوي
سمو بخيبه / آآه..زين أنتي وش رديتي عليهم فيه؟ وش قال أبوك؟؟
سلام / ما يعرف..ما أحد عرف بهالشيء إلا أمي و عمتي جواهر و صبح..هو قال لشوق تآخذ رأيي لو وافقت تقدم رسمي..و أنا قلت لها إني ما أفكر في الزواج ذاك الوقت
سمو / زين ما تعرفين ليه ما تزوج مع إنه كان ناوي؟؟
سلام بتفكير / لا.. عمري ما فكرت بهالشي؟


شردت بأفكارها إليه...و لملامحه التي ارتسمت قريباً منها بالأمس...لنظرته...و نظراته التي يسرقها لها دوماً...و التي كانت تتجاهل تفسيرها لنفسها...لتتزايد دقات قلبها...(معقوله للحين يفكر فيني؟؟)



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥

ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ

 
 

 

عرض البوم صور أغاني الشتاء  
قديم 20-12-13, 12:14 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 241120
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أغاني الشتاء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أغاني الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)

 



♥▄الـنـبـ«3»ــضــة▄♥

:
:
:

اجتمعن في الصالة بعد أن غادرهما والدهما و فجر للنوم...
كانت ضحى و سلام مشغولتان بما تستذكرانه من دروسهما للغد...بينما صبح جلست بالقرب من والدتها يتحدثان بخفوت كي لا تزعجانهما...

تعالت نغمة هاتف ضحى...لتأخذه و تعقد حاجبيها بإستغراب...فتضغط زر إيقاف الصوت...و تعود لكتابها مجدداً...

صبح / مين؟
ضحى بلامبالاة / رقم غريب..ما أعرفه
سلام تتذكر..لترفع رأسها عن مايشغلها / يمكن سمو..أنا عطيتها رقمك و قالت إنها بتدق تشوف أخبارك..عطيني الجوال اشوف الرقم

مدته لها ضحى بإستغراب...لتأخذ سلام هاتفها...و ترجعه لها بعد أن تأكدت من الرقم...

سلام / ايه رقمها..عاد مالقت تدق إلا هالوقت! والله هالبنت ما عندها حسن توقيت
ضحى بإستغراب / ليه تدق؟
سلام / بتشوف أخبارك مع ثالث
صبح مبتسمة / ما تقصر..فيها الخير الله يوفقهم جميع
ضحى بضيق / استحي اكلمها..ما اعرفها! من متى ما شفناها من سنين
أم صبح / عيب عليك..البنت بتسأل عنك و عن أخبارك..و انتي ما رديتي عليها..يله كلميها
ضحى / يمه استحي والله مادري وش أقول لها
أم صبح / وش تستحين منه! بنت بسنك..اللي يهمك يهمها..و بسنه وحده..يعني كأنها وحده من صديقاتك
ضحى / ايه بس............

انقطع كلامها...حين تصاعدت نغمات هاتفها من جديد...برقم سمو...

أم صبح / يله ردي عليها
ضحى تتركهم / زين

تبعتها أم صبح بنظراتها حتى اختفت داخل أحد الغرف...

أم صبح / الله يعين هالبنت على هالحياء اللي فيها!
سلام تضحك / أما ضحى أحياناً تبالغ.. تذكرت يوم تتعب و اروح معها..كل ماسألها الدكتور عن اللي يوجعها سكتت و رديت أنا..لين زهقته و قال هو من فيكم العيان أنتي و إلا هي
صبح / بالعكس حياء ضحى حلو..و إن شاء الله ماراح يضرها بشي..الرسول صلى الله عليه و سلم
/ و عليه الصلاة و السلام
صبح تكمل / (الحياء لا يأتي إلا بخير )






عادت إليهم ضحى بعد دقائق...

سلام / غريبه! سمو خلصت قرقتها بدري!
ضحى / سمعت أحد يناديها..و قالت إنها بتدق بكره تكمل سواليفها

مع أن سمو لمحت أنها ستتحدث مع ضحى...قبل أن يتحدثا عن يوسف...
لكنها تعلم ان فضول سمو عنه...ازداد...و تخشى أن يكون لسانها الفلتان قد زل بشيء عنه...
فتلك الفتاة نادراً ما تفكر قبل أن تتكلم...

سلام / وش قالت لك الخبله؟
ضحى / سلمت..و سولفنا شوي عن الدراسه بعدين سكرت_ترى ساعة الحائط_يووو الساعه صارت وحده..بأروح أنام عسى اشبع نوم و أنا مانمت الظهر...تصبحون على خير
/ تلقين خير

و قبل أن تذهب...توجهت لوالدتها لتقبل رأسها...و تجلس بجانبها...كعادتها إن فعلت ما يغضبها...أو لم تفعل...

ضحى / يمه مسامحتني؟
أم صبح مبتسمة / ايه مسامحتك_تلتفت إلى صبح بعد أن غادرتهن ضحى_سلام و جالسه تذاكر اللي عندها..و أنتي يا صبح وش مسهرك؟ ليه ما تنامين..أنا بأجلس عند سلام لين تخلص
صبح بمودة / لا دامكم سهرانين بأسهر معكم..سلوومه وش رايك بعصير ليمون و نعناع
سلام تبتسم / من يدينك..أكيد ماراح أقول لا..ما يرد الكريم إلا اللئيم



♥▓♥▒♥▓♥



فـي الغـد..(يـوم الأحــد)..~


انعكس الحال بلحظة...من تركيزهن...و سكونهن...و الصمت الذي خيم عليهن طوال الحصة...
إلى صخب...و حركة...و إزعاج...فور خروج المعلمة من الفصل...


وسط فوضى زميلاتها...و أصواتهن العالية...و ضحكاتهن...
كانت تجلس في مقعدها...وحدها...ساكنة...على غير عادتها...
خدها يتوسد كفها المقبوضة...و أفكارها تغادر المكان...لتلك الغالية التي تفتقد جلوسها بجانبها...


سجى / ياااربي على هالفيلم الهندي اللي تسوينه كل ما غابت كادي..يا أختي وش حادك تجين غيبي
سمو تمط شفتها بحزن / أبي القى عذر عشان اروح لها المغرب..اسوي نفسي اشرح لها اللي فات عليها
أميره / لاااا ما أصدق إنك أنتي تدورين سبب عشان تروحين لكادي؟
سمو بشرود / اليوم غير



♥▓♥▒♥▓♥



/ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..الحمدلله الذي جعلنا نسلك طريقاً نلتمس به علماً و تعلماً بالنور براقاً و الصلاة و السلام على رسولنا الحبيب و معلمنا الأول محمد صلى الله عليه و سلم....أما بعد يسعدني أن اجتمع بكم اليوم لأشكر جميع المعلمات على ما بذلوه من جهد في العام الماضي..و ارحب بمن انضممن لروضتنا هذه السنه..آمله لي و لكم بعطاء لا يتوقف و نتاج مثمر جميل..نجتمع اليوم لمناقشة بعض الملاحظات و الإحتياجات.............

تترأس الطاولة التي اجتمعن حولها...
لتناقش خطة العمل لهذه السنة...بكل حماس...و حب...
أيامها الجميلة في هذه الروضة...التي تعطيها من مشاعرها الكثير...تخفف العبء الذي تحمله بصدرها منذ سنوات...
لكن ذاك الحنان الذي يفيض منها...تحس بالوجع لكبته...و المرار لإهداره...


انتـهى الإجتمـاع..~
و خرجن المعلمات من مكتبها...


/ الحمدلله..كنت خايفه من يوم انتقلت هالسنه من المديره..والله تعقدت من المديرات
/ لا..عاد الأستاذه جواهر غير عن الكل..أخت مو مديره
/ والله الرجال انعموا..و إلا وحده مثل جواهر ما تتزوج؟!
/ مين قال لك عمى بالرجال..هي كثير انخطبت و للحين تنخطب بس هي ترفض
/ حرام وحده مثلها تعنس! ليه ما تبي تتزوج؟
/ ترى هي مو عانس..مطلقه
/ والله! ليه؟ أكيد البلاء فيه هو
/ والله مادري من زمان متطلقه.. يقولون تزوجت و هي صغيره و تطلقت بسرعه..يمكن تعقدت



♥▓♥▒♥▓♥



خرجت من غرفتها بهدؤ...ترتدي جلابية بلون الرماد...ملامحها ساكنة...و لكن الروح داخلها تتفتق من الحزن...

تسير بخطوات متمهلة...هادئة...أقدامها تتثاقل الخطى...
كأنها تخشى خرق السكون من حولها...فتزيل رهبة هذا اليوم...

نزلت درجات السلم...لتقف بمنتصفها تجول أنظارها في منزلهم...
صباح كغيره...يعبق برائحة الحزن...و الحرمان...ليكسو الجدران بحنين أصفر شاحب...

دخلت المطبخ لتحضر الدخون...لوالدها و سامي...
اليوم كعادتهم...في أول يوم...من كل شهر...
سوف يذهبون للمقبرة لزيارة قبر والدتها و الدعاء لها...

تنهدت بعمق و هي تسمع أصوات خطواتهم تدوي بسكون البيت الموجع...و ابتلعت غصة آلامها...لتخرج لهم...
تتقدم لهم بصمت...يلفهم جميعاً...ينتشر الحزن بملامحهم...يحاربه النسيان و لكن هيهات...
لترى والدها بثوبه الأبيض الناصع و غترته البيضاء...يطابقهما شحوب الحزن بوجهه...
و يقف بذات الحزن أخيها بجانبه...نسخة مصغرة من أبيها...تحمل ذات الوجع...و الحنين...

اقتربت من أباها...لا يحيل بينهما سوى تلك الخطوط المتموهة الواهنة...تعبق برائحة كانت تعشقها أمها...و تسكن جدران البيت طوال تلك الأيام التي كانت بينهم...


أبوسامي بفخر حزين / الله يعافيك يا بنت جميله


حاولت أن ترد...لكن كلماتها خنقت بتلك العبرات التي سدت حلقها...و اكتفت بإبتسامه هزيلة...لا تقنع أياً منهما...
و لكن من يبحث اليوم عن الفرح...
اليوم اعلنوه ثلاثتهم للحزن...للذكرى...للألم...

التفتت لسامي...لتملأه أيضاً بذكرى تلك الغالية...ليضع يده على كتفها و يشد عليها مواسياً بلا كلمات...لتطمئنه بذات الإبتسامة الباهتة...

خرجت معهم تحمل المدخن...و بقايا دخان هزيل يتصاعد لاهثاً منه كأيامها بعد رحيل تلك الغالية...
وقفت عند باب المدخل الرئيسي...لتتبعهم بعد ذلك بنظرات...كلما خلت من أطيافهم امتلأت مآقيها بوابل من الدمع...
لتهطل أول دمعة احرقت وجنتيها و فتحت مجراً سخياً للدموع بعدها...

عادت إلى المنزل وحيدة...تشهق أوجاعها...و أحزانها...مع كل نفس تجره...
لتصعد إلى غرفتها...تتوضأ...و تخرج من حمامها لتأخذ تلك السجادة الزرقاء التي طالما شهدت سجدات أمها...و دعواتها...
كبرّت لتصلي...و ترفع يديها لخالقها...تدعو لها بالرحمة و المغفرة...و ترجو لهم الصبر و السلوان...


يغرق وجهها الصافي...بنهر من الدموع الساخنة...يفيض من عينيها الحمراوتين...
هذه لحظة صدقها...حيث تفك قيوداً تكبل مشاعرها...فتهب أحزانها...و تنثر حرمانها...


رحلت شمس كانت تتوسط صدر حياتها...من كانت تهبها الدفء...و الأمان...و الحب...
فكسرتها الأيام من بعدها...و بين الضلوع سكن قلب ينازع هذا الوجع...و البرد...و الخوف...

تلك الحياة التي رسمتها لها...في قصص طالما روتها في ليال احتضنتها فيها...باتت لوحات شاحبة ذابلة الألوان...لا روح فيها...
تفتقد وجودها بكل سعاده تمر بها...
تحتاجها في أحزانها...
تتقاذفها أيادي الخوف...و الأسى...
فتخشى الضياع بعدها...

تبحث بمسامعها عن بقايا صوت لها...ترسم بعينيها صورة ملامحها لترسّخها...و تجمع أشلاء الذكريات في خيالها...
لا تريد أن تنساها...أن تنسى لمحة لها...نبرة صوتها...ذكرى بسيطة عابرة...
تسترجع كل شيء دوماً...و أبداً...
ستظل ذكراها معمرة داخل روحها...لن تسلب منها بمرور الزمن...






كانوا يجلسون كعادتهم كل يوم...تلك الجلسه العصرية...التي تصر عليها والدتها...و لا تسمح لأي أحد ان يتغيب عنها...

فوالدها لا يذهب لعمله...إلا بعد هذه الساعة التي يقضيها معهم...سامي أيضاً لا يخرج مع أصحابه إلا بعد إنقضاء تلك الساعة...

كانت تتابع مسلسل على التلفاز...و هي تجلس بينهم...تستمع لأحاديثهم...و تشاركهم الكلام أحياناً...
تجذبها رائحة شاي النعناع الذي تحب ان تشربه والدتها كل عصر...

التفتت إليها...تنتظر سامي يفرغ من حديثه لتخبرها...أنها تحتاج أن تذهب إلى السوق ينقصها أشياء كثيرة لسنتها الثانوية الأولى...
و تريد أن تقص شعرها ايضاً...هل سوف ترضى على تلك القصة القصيرة التي اختارتها...

مجرد ثواني مرت على تلك الخيالات...التي بدت لها و هي ترددها بينها و بين نفسها...و كأنها أشياء روتينية...ستحدث بدون تفكير أو جهد...

لكنها بلحظة باتت سراب...و أحلام عالقة في ذهنها...لتبقى خيالاً خادعاً لا يصدق...و لا يتحقق...

لحظة بين إنتهاء سامي من حديثه...و إنفراج شفتيها للتحدث...

لحظه أغمضت فيها تلك الحبيبة عيناها...و ارخت رأسها على كتف زوجها الجالس بجنبها...ليجفل...


استمر فاهها مفتوح بكلام لم تنطقه...و لن تنطقه...
و هي ترى محيا والدها...يغيم بالقلق...ليرفع يده الأخرى لوجه والدتها...و يسأل ما بها...

هـــل تمازحهم؟؟
هــــل ناااامت؟؟
هـــــل هي مريضه؟؟

أسئله تتدافع بقسوة...لتضج برأسها...و هي ترقب اللحظة التالية...لتنتهي هذه اللحظة...
و يولي الرعب الذي ينتشر بروحها على مهل...


لكن جسد والدتها...تهاوى من أقل لمسة من يد والدها...
لترقد بسكون في حضنه...و شبح إبتسامة ما زال يسكن شفتيها...


رحـلـــت..!

كـــانت لحظة رحلت فيها...
بدون وداع...
بدون كلام...
من أمام أعينهم...للأبد...



♥▓♥▒♥▓♥



لفحة من هواء العصر الساخن...هبت تلامس وجهها...و خصلات شعرها القصير تلتصق برقبتها...جعلتها تضيق ذرعاً من هذا الحر...و منه...
و تندم على خدمة توصيل كأس العصير له...بعد أن طلبه منها وهو يجلس على حافة المسبح...حين رآها تمر بالصاله التي لا يفصلها عن المسبح سوى باب زجاجي كبيـر يطل عليه...
لكن مشادة في الكلام بينهما...و سخرية يتبادلانها من بعضهما كالعادة...جرتها لهذا الوضع...


كان يمسك بها بياقة بلوزتها...بيد واحدة و بيده الأخرى يرتشف ما تبقى من عصير...و هي تتأرجح فوق المسبح...
قدميها بالكاد تتشبث بحافة المسبح لكن شده لها جعلهما مرخيتين بلا قوه تستند عليها...و يداها تطيران بالهواء...فتتشبث بيده الممسكة بها...بخوف...و رجاء...
لحظة فقط يفلت أصابعه عنها...لتجد نفسها وسط الماء...


سمو بحنق / تميييييم حراااام عليييك فكني
تميم يرخي يديه مهدداً / تبيني افكك
سمو صارخة برعب و تشد بيديها على يده / لاااا..مو تفكني..ارفعني..أوووف تميم يا شينك لا صرت رايق..خلاص تكفففى.._و بعجز_آآآآعشان خاطر إبتسام


ضحك في خاطره عليها...لابد أن حيلتها قد انقضت لتتذكر تلك الحبيبة الغابرة...و تراهن بغلاها في قلبه للآن...
لا تعلم أنه تبعها قصتان...و كلاهما لا قى نفس المصير...


تميم بسخرية / البنت تزوجت و جابت عيال و أنتي تبيني أرااعي خاطرها و.......

قااطعته صرخة ساري / تميـــــم!!

التفت إليه بفزع من ظهوره المفاجيء خلف الباب الزجاجي...ليشد سمو بسرعة و تعتدل في وقفتها لاهثة برعب...

ساري يتقدم قليلاً و في عينيه نظرة لا تلين / أنت صاحي؟ طيرت عقل البنت وهو مو ناقص

سمو تلتصق بجانب تميم الصامت...و كأنها هي مذنبة أيضاً...لتهمس...

سمو بخفوت / كأنه يسبني!
تميم يكتم ضحكته ليرفع صوته لساري / امزح معها
ساري بإستنكار / هذا مزح؟ و صراخها واصل لآخر البيت! على بالك تلعب مع واحد من أخوياك؟؟ شوف وجهها راح منه الدم

تميم يلتفت لسمو الملتصقة به... وللآن متشبثة بيده بقوة...ليسأل ببرائة غير مصدقاً...

تميم / والله خفتي؟؟
سمو ببلاهه / مادري؟؟

هز رأسه مستخفاً بحالهما...
ليثبت نظرات حازمة...غاضبة لتميم...وهو يراه يرتدي شورت...و منشفته تتدلى على كتفيه...


ساري ببرود / متى ناوي تروح تفحص الموقع؟
تميم يلتقط ساعته الملقاة على الطاوله / امم بعد ساعه
ساري / اخترت المقاول؟
تميم / لا..اللحين بأجتمع معهم
ساري / يعني ما خلصت الدراسه الأوليه للمشروع؟ و حنا عندنا إجتماع بكره الساعه تسع؟؟
تميم / لا تخاف أنا تقريباً حاط عيني على المقاول اللي بأسلمه المشروع بس كنت بأقولك إن...
ساري بغيض / يعني شايف هالمكان مناسب نتكلم فيه عن الشغل؟
تميم ببرود و إبتسامه / وش دعوه يا أبوسعود؟ ترانا اخوان في بيت واحد مو ضروري اكلمك في مكتبك و بكامل الزي السعودي؟؟

أكمل حديثه عن أرض المشروع...و تكاليف دراسته الأولية...مجبراً ساري على الإستماع...

و هي تقف بالقرب من تميم الذي نسي وجودها...كما لا يهتم له ساري...
الإثنان يتحدثان عن العمل...و هي تراقبهما بصمت...
كلاهما...و أخاها باسل يعملون في شركة والدها...
لكن لا أحد منهما يجد في عمله بكل دقيقة و ثانيه كما يفعل ساري...
لا تدري لما...لم يكن كذلك قبل عدة سنوات..؟؟
أهو في تحدي مع نفسه؟؟ أم غيره؟؟
أو في محاولة للنسيان؟؟



♥▓♥▒♥▓♥


خرجن من آخر محل بعد أن انهين تسوقهن لشوق من أجل ملكتها...لتكرر شوق كلامها مرة أخرى...

شوق / الله يخليكم لي يا بنات..تعبتكم معي والله ما قصرتم
صبح بموده / وش دعوه يا شوق حنا خواتك..الله يتمم لك على خير
شوق / عقبالكم ياااارب..تسمعين يا سلووم نبي نفرح فيك عاد
سلام / وش فيكم علي؟ قبل كم يوم فجر و أنتي اللحين..ترى صرت اشك إني عنست
شوق تضحك / لا بس احسك ضايعه هدر بدون زواج
صبح تضحك معها / الظاهر أحمد فتح نفسك و تبين الكل يتزوج معك
شوق / أخ بس لو له أخو كبير كان زوجـ....

و قطع حديثها رنين هاتفها الذي تصاعد...

شوق تلتقط هاتفها من حقيبتها / هذا يوسف لحظه يا بنات

أخذت تعبث بالأكياس التي بين يديها بتوتر...لا تعلم لما بات يحرجها ذكره أمامها...
بالأمس حين تحدث عنه والدها...كانت تظن أن الجميع يراقبها...و تخشى أن يرتسم توترها...و خجلها على ملامحها...
تنهدت بضيق...(ليه كل هذا مو فاهمه؟ عشانه شافني؟؟ أو من كلام سمو!)

انتبهت لشوق التي وضعت يدها على ذراعها / يله سلووم
سلام تمشي معهم منقاده / يله

لكن ما إن وصلت للمواقف...حتى ثقلت خطواتها فجأه...لتقف و قلبها يتخبط داخلها...

صبح / بسم الله عليك وش فيك؟
سلام بفزع / وين أبوك؟؟
شوق / يوسف كان فاضي قال أنا اجيبهم عنك

كانت ستصرخ بلااا...
و خطر لها أن ترفض الركوب معهم و تتصل بسائق والدتها...رغم كراهية والدها لذهابها معه...
لكنها لم تجد أي سبباً لذلك...و خشيت من تفسيرهن لهذا التصرف...و أكثر خشيت مما سيفكر به هو...

لتقود خطاويها الثقيلة...المرتجفة...المجبرة...معهن إلى سيارته...
تلتصق عيناها في الأرض...تخشى أن تلمحه...و يخجلها أن يكون يراقبها الآن...
هل يعقل أن يكون يراقبها..؟؟

كم تكره طولها...لابد أن يكون شكلها مضحك بين شوق و صبح المتساويات في الطول...و اللتان تقصرانها بكثير...
تأخرت عنهن قليلاً لتمشي خلفهن...آملة أن تتوارى عن نظره قليلاً...

وقفن بجانب السيارة...لتتبعثر دقات قلبها وهو يترجل منها متوجهاً لمؤخرة السيارة ليأخذ الأكياس من شوق...
التي لا تذكر هل اعطتها الكيس الذي كان معها أو رمتها به قبل أن يقترب منهن...

ركبت السيارة على الفور...و هي تشكر نزوله منها...آملة أن تلتقط أنفاسها المتسارعة...و تلم شتات توترها قبل رجوعه...

صبح تركب معها..و تلتفت لها بقلق / سلومه فيك شي
سلام برد سريع لا يفضح ارتجاف صوتها / لا

و لم تتكلم أكثر حين دخلت شوق السيارة...


أما هو فكان يضع الأكياس على مهل...لكي يأخذن راحتهن في الركوب بدون إحراج لوجوده...
و يتسائل عن السبب الذي جعله يؤخر موعده مع صديقه أحمد...من أجل أن يرجعهن فقط...

هل عادت تحتل قائمة إهتماماته من جديد؟؟


توترت أنفاسها أكثر...ما إن رأته يفتح الباب ليستقل مقعده...
اغمضت عيناها بضيق...كان قريباً جداً كما تخيلته...
لامت نفسها لأنها لم تجلس في المقعد الذي تشغله صبح...و الذي كان خلفه...كانت تعتقد أنها لا تقوى على الجلوس خلفه مباشره...
و لكن ذلك كان ارحم من جلوسها هنا...تحس إنه بإلتفاتة صغيره لشوق...يمكنه أن يراها...

و تسأل نفسها بحنق...
هل هو مهتم فعلاً أن يراها؟؟ أم هي تغرق نفسها بخجلٍ...و توتر لا سبب له..؟؟
و ترتد عليها ذات الأسئله مرارا...
هل مازال يفكر بها؟؟
هل كانت خطبته لها تحمل أكثر من مجرد رغبته في الزواج؟؟
هل كانت هناك مشاعر خاصة لها؟؟
و هل ما زالت تسكن قلبه؟؟

خروجه أغلب الأحيان في نفس وقت خروجهن صباحاً..هل كان مصادفة أم عن سابق ترصد؟؟
هل كانت هي السبب فقط في رغبته في الزواج؟؟
هل يعقل أن يفكر فيها حتى بعد رفضها؟؟

منذ سنتين خطبها...
منذ سنتين لم ينسها...
منذ سنتين مازال يفكر بها...

سلام / سنتين!!

عضت على شفتها بغيض بكل قوة...حتى احست بطعم الدم...و قبضتاها تشتدان بعنف...و هي تغمض عينيها بقوة...راغبة أن تكون في أي مكان بالعالم إلا هنا...
لااااا..لا يعقل أنها نطقت بهذه الكلمه جهراً...
لا يعقل أن تأتيها تلك العادة الغريبة في الكلام بما تفكر به فجأة...الآن بالذات...


دوت كلمتها في صمت السيارة...
و لم تعلق شوق التي كانت تكتم ضحكتها عليها...لكي لا تحرجها أكثر...لأنها تعلم بأي حال هي الآن...
أما صبح التي التفتت مستغربة من صدور صوت سلام...عادت بأنظارها مبتسمة ليداها اللتان سكنتا حجرها...لتكمل تسبيحها...


هو فقط...من لايزال معلقاً بتلك الكلمة...و ذاك الصوت...
سنتين!!
تلك الكلمه كانت تتردد داخله...(وش هالسنتين اللي شاغله تفكيرك يا سلام؟)


هل يأمل أن تكون نفسها..ما يعيش فيها أيامه الماضيه بعد ذاك الرفض؟؟
هل يعقل ذلك؟؟
لقد رفضته..أم أن هناك شيئاً تغير..؟؟
نعم فهي كل يوم تتغير أكثر...لما لا يتغير رأيها أيضاً...
تنهد بحيره...(رجعنا يا يوسف؟ رجعنا!)


حانت منه إلتفاتة لشوق...التي مدت له هاتفها ليحدث والدته لأنه نسي هاتفه في المنزل...ليرى يديها المعقودات بشده في حجرها...

عاد بنظره إلى الطريق سريعاً...وهو يحدث والدته...
ليصلها صوته الهادي...الرزين...فتنساب الدموع التي كان يحبسها القهر...



♥▓♥▒♥▓♥


كان يجلس في الصالة وحده...لا يصاحبه سوى صوت التلفاز العالي الذي لا يعيره أي إهتمام...وهو يقلب بين يديه هاتفه النقال يتصفح بعض المواقع التي تهمه...

احس بأحد يدخل إلى الصاله...ليسمع صوت عمته...

جواهر / مساء الخير
باسل بدون ان يرفع رأسه عما يشغله / مساء النور
جواهر تجلس / وش أخبارك؟ لي يومين ما شفتك
باسل بنصف إبتسامه / بخير

أرادت أن تسأله عن أخباره...تطمأن عليه...
اكثر...تسأله عن سامي...
لكنه بدى مستغرقاً بما يقرأه...و لا يريد أي تطفل عليه...
التفت للتلفاز بصوته المزعج...لتأخذ الريموت الملقى على الطاوله...

جواهر / تشوف شيء أو أغير القناة

هز رأسه بلا مبالاة...لتبدأ هي بتقليب القنوات باحثة عما يسترعي إنتباهها...لكنها تركت إهتمامها به...و هي تستقبل أم ساري بإبتسامة...

أم ساري / السلام عليكم
جواهر / و عليكم السلام
أم ساري / هلا يمه..وش أخبارك؟
باسل يلقي عليها نظره سريعة / بخير
جواهر / وينها سمو؟ مريت غرفتها مالقيتها
أم ساري / راحت عند كادي..و أكيد الليله بتنام عندها..تعرفين اليوم كيف بتكون حالة كادي...الله يرحمك يا أم سامي و يسكنك فسيح جناته
جواهر تتمتم بحزن / الله يرحمها
أم ساري / باسل..وش أخبار سامي اليوم؟
باسل يزفر بضيق / ما شفته
أم ساري / كل يوم مع بعض..إلا اليوم اللي المفروض تكون معه فيه....


تأفف باسل بكدر...فهو لا يطيق هذا اليوم...و لا الحالة التي يصبح بها سامي بعد زيارته للمقبرة...
ألا يكفي التغيير الذي صابه بعد وفاة والدته...و يتزايد دوماً بهذه الزيارات...
يكره كيف أصبح جاداً...ساكناً...ضعيفاً...
طيباً...و تقياً زيادة عن الحد من وجهة نظره...
ابتعد عن إهتماماته السابقة التي كان يشاركه بها...اختلفت أفكاره...و أطباعه...
و يخشى أن لا يبقى ما يربطه به مع مرور الأيام...


باسل بقهر / مو ملاحظين إن أبوسامي بالغ بحزنه زياده عن الحد الطبيعي..كل شهر يجر سامي للمقبره و يعيشه الحزن و القهر من جديد..مو مخليه ينسى و يعيش حياته..حتى بنته للحين مو طبيعيه و لا هي قادره تنسى..المفروض بعد هالسنتين تزوج و نساها و خلاهم ينسون..عشان يعيشون حياة عاديه مثل باقي هالناس..أو ناوي يعيشهم بظل الموت كل عمرهم

جواهر كانت تنظر له بصدمة...و عيناها تمتلأ بالدمع...و أم ساري تراقبها بضيق...

أم ساري بإستنكار / باسل! وش هالكلام؟؟ هاذي عمتك اللي تتكلم عنها..حتى ما ترحمت عليها و مستكثر عليها دعوة عيالها لها..عمتك اللي كانت تحبك مثل ولدها
باسل بضيق / و أنا ما خطيت بحقها..الله يرحمها..بس الحي أبقى من الميت..و هي أكيد ماكان يرضيها حال عيالها اللحين.....
أم ساري تقاطعه لكي لا تسمع المزيد / الله يهديك بس..حلفت عليك تسكت و لاتتكلم بهالموضوع قدام سامي..ماراح تحس باللي يحسه لين تجربه


تعالت نغمته...ليجدها فرصه يخرج من عندهما سريعاً...
رأى اسمها على شاشة هاتفه...شد شفتيه ممتعضاً لا يعلم هل يرد عليها أم لا...لكن لشعوره بالملل...و الضيق...قرر أن يجيبها...

و خرج من الصالة...ليتوجه إلى الباب الزجاجي الواسع المطل على المسبح...ليفتحه و يخرج هناك...


باسل يجيبها / نعـم
ضي / مساء الخير
باسل يتنهد بضيق / اهلين
ضي / وش فيك؟
باسل / ملان و لا لي خلق شي
ضي بإستغراب / غريب رديت علي؟ حاس إنك مزعلني و....
باسل بغضب / ضي اقولك زهقان لا تزهقيني زياده..أنتي لو مو عارفه إنك سخيفه و تزعلين بدون سبب كان ما أخذتي يومين و دقيتي من نفسك
ضي بعتب / وش دعوه لو ما دقيت بتدق
باسل مهدداً / ضي!
ضي / اوكي خلاص..بس قولي انت وين؟
باسل يتأفف / في البيت
ضي بحب / وش فيك زهقان؟ ما عاش الزعل يومه ينكد عليك....


كورت الورقه التي كتبت فيها ما كانت تنوي قوله له...منذ الأمس ترتب أفكارها و تشحن قواها...لتعاتبه...
لتجد طريقة تقنعه بها أنه دوماً المخطيء بحقها...و هي دوماً من تعتذر...
لكنها تعرف حالته التي يمر بها الآن من السأم...و تدرك أنه في أبعد حال عن تقبل حرف منها...

لتقلب حالها...و كلامها بثواني...و تلغي نفسها كما تفعل دوماً من أجله...
لتختلق ألف حكاية و حكاية...الغرض منها تسليته...
أن تتغنج...و تتدلل...و تغرقه مدحاً...و حباً...تعرف أنه سيحسن مزاجه...

بهذه الطريقه كسبته...و تعلم تعلقه بها...و إن لم يعترف...و لن يعترف....
لكنه ما كان ليبقى سنة كامله يحادثها...لو لم يرتاح لها...و يجد لديها ما يريده...



♥▓♥▒♥▓♥



وصلتا إلى المنزل...
و ما إن دخلت سلام مسرعة إلى الصالة...و رأت خالتها و أخواتها...
حنى ترددت للحظة...كانت ستنطلق كما كانت تفكر إلى غرفتها...لكنها لم تستطع تجاهلهم...

سلام / السلام عليكم
/ و عليكم السلام و الرحمه

القت كلمتها على عجل و هي ماتزال ترتدي غطائها...و اتجهت على الفور إلى الدرج لتصعده راكضة...تلاحقها نظرات إستغرابهم...

دخلت بعدها صبح بهدؤ...و هي تنزل غطاء وجهها لتقابلهم مبتسمة...

صبح / السلام عليكم ورحمة الله
/ و عليكم السلام والرحمه
لتكمل والدتها بقلق / وش فيها سلام؟
صبح بتوتر / ليه! وش فيها؟
ضحى / طااارت على فوق بسرعه..زين سلمت علينا و شكلها متحسفه بعد!
صبح لا تعرف بما تجيب / آآ......
أم صبح تضحك / يعني وش بيخليها طايره كذا
ضحى تضحك معها / هههه هذا كله من عصير الفراوله اللي مدمنه عليه..بالله كم كاس شربت؟

صبح لم تجبهم سوى بإبتسامة...فقد اعفوها من أن تبحث بخيالها عن كذبه تغطي بها حالة سلام...

صبح / يله أنا بأبدل..و انزل






دخلت خلفها لغرفتها...لتجدها كما ظنت...تجلس على سريرها و الدمع يبلل خديها...

صبح بإبتسامه / سلوومه ترى ما تسوى كل هالدموع
سلام تنفجر / وشو اللي ما يسوى؟ و أنا كأني مجنونه اتكلم مع نفسي.....(لا و مالقيت غير هالكلمه انطقها؟!)
صبح / موقف و يصير يا قلبي..انسيه

مستعدة أن تنسى...و لكن هل تضمن لها أن ينسى هو تلك الكلمة...و الأهم أن لا يصل إلى ذهنه معناها...

سلام بقهر / والله فشلـه!!
صبح / يله عاد سلوومه تعيشين و تآخذين غيرها..لا تضايقين نفسك
سلام تفش غلها بالتهديد / لا تقولين لضحى..أدري بتعلق علي..و أدري لو بتعيد هالشي قدامي ذبحتها
صبح / و لا يهمك ماراح اقول شي
سلام / و دقي اللحين على شوق قوليلها ما تقول لرهف هالخبله تروح تقول لضحى
صبح / من عيوني



♥▓♥▒♥▓♥



صمتت بعد أن جف ريقها من كثرة الكلام الذي لم يجد أي حماس منها...و تناولت كأس العصير لتشرب منه...و هي تتأملها بضيق...و حزن...

لم تعاتبها على المقلب الذي فعلته اليوم بمعلمة الرياضيات..
لم تضحكها كالعادة مشاحناتها مع تميم...
لم تهتم لتلك الواجبات التي صفتها أمامها...

أياً من كلامها الذي هذرت به لساعات لم يلقى آذان صاغية منها...


سمو / كدو وش رايك نراجع الـ.....
كادي تقاطعها و هي تقف / سمو صاحيه بدري و بأنام أجلي كل شي بعدين
سمو / بس ما كملنا الواجب و...
كادي بعصبيه / أووف سمو قلت لك بأنام..يله روحي لبيتك
سمو تقف / زين بس احلفي إنك تنامين صدق
كادي تتجه لسريرها..و بغضب / شوفيني نمت خلاص روحي
سمو / يله نامي و إذا غطيتي في النوم رحت
كادي بعصبيه تدفع بها دموعها / سموو خلاص ترى زهقتيني وش شايفتني عندك بزر ما أعرف أنام لحالي..سكري النور و اطلعي
سمو / خلاص خلاص بأطلع..تصبحين على خير


كادي لا ترد عليها...لأن عبراتها تسد حلقها...كلمة أخرى و تنفجر باكية...و هذا ما لاتريده...فلا ذنب لسمو لتشاركها هذا الحزن دائماً...

تنهدت بإرتياح حين تناهى لسمعها إقفال الباب...و رفعت الغطاء عن وجهها...و هامت عيناها في الظلام حولها..
لحظه قبل أن ينفتح الباب من جديد...لتطل سمو بإبتسامة...


سمو / كنت بأروح..بس بأقولك لا تزعلين لأنك زعلتيني..لأني ما زعلت

تظاهرت أنها سوف تخرج...حتى سمعت صوتها...

كادي بهمس باكي / سـمـ ـ ـووو

ما إن سمعت ندائها الذي كانت متأكدة منه...حتى ركضت إليها لتضمها بين يديها...
تحتضن همها...و تحمل معها أحزان...و حنين يثقل قلبها...
ليلة طويلة...من أنين موجع...و دموع ثقيلة بصمتها...
حتى يكون ختامها...ركعتان يصليانها معاً على ذات السجادة...لتتلو عليها سمو بعد ذلك بعضاً من الآيات العطرة...حتى تغفو...لتغفو هي أيضا بجانبها...



♥▓♥▒♥▓♥



كان يجلس بين والدته...و شقيقتاه...و شوق تنثر تسوقها أمامهم بفرح...و خجل...

و يسمعها تدخل من بين أحاديثهن...كالعاده...
هذا ذوق سلام...
سلام قالت هذا...
سلام فعلت ذاك...
اسمها...أو اسم أياً من أخواتها لا يمكن أن يغفل في هذا البيت ولو ليوم واحد...
و قربه من شقيقتيه...جعله قريباً من أحاديثهن...و منها...

لهذا أحبها...
لهذا لم يستطع نسيانها...
لهذا كانت تكبر يوماً عن يوم في فكره...و قلبه...

شوق تريهم طقم الذهب الأبيض المرصع بقطع من الألماس / و هذا هدية من البنات
رهف بإنبهار / واااو روووعه..فخم فخم
شوق / والله انحرجت منهم ما بغيت آخذه..بس خفت يزعلون لو ما قبلته
أم يوسف / كثر الله خيرهن ما قصرن..لو إن الواحد يستحي ياخذ هديه يعرف إنه مو راد لهم مثلها
رهف بلا مبالاة / تلقينها سلام اللي شاريته..يعني عندها عادي هالشي

شرد بأفكاره...وهو يقلب بين يديه تلك القلادة الثقيلة التي مدتها له شوق من ذاك الطقم ليراها...

كيف يفكر بها؟؟
إنسانة حين تهدي شخصاً كهذه الهدية..مالمفترض أن تهدى هي حين تتم خطبتها؟؟
دائما يراها..ابنة لجابر..المعلم فقط...و يتناسى وجود تلك الوالده الفاحشة الثراء...



♥▓♥▒♥▓♥



غـــد آخـــر..و مـكــان آخــر..~


أوقف سيارته قريباً من البوابة...و نزل منها بإستعجال...
مشى بخطوات سريعة على الدرجات الرخامية...يتنهد بضيق...من حرارة الجو...و هذه الرطوبة الخانقة...سعيد أنه قريباً سوف يتخلص على الأقل من الرطوبة...
خمس سنوات عاشها هنا...في جده...لم تتركه يعتاد عليها...


دخل إلى الصالة الواسعة...و عيناه تبحث عن أثرٍ لها...
و بفكـره خاطر يجول...كيف ستكون بعد الخلاف الحاد الذي دار بينهم بالأمس...
هذا الصباح صحى متأخراً...و ذهب سريعاً لإجتماع في عمله...و هي مازالت تقفل على نفسها في حجرتها التي اعتكفت بها منذ خلافهما...

صعد إلى الغرفه...لابد أنها هناك...و تنهد بإرتياح وهو يرى الباب مفتوح...ليدخل...

لكنها لم تكن هناك...

كان سيخرج سريعاً ليبحث عنها...لكنه بلحظه استدرك ما أصابه بصدمة...
الغرفة لم تكن خاوية منها فقط...بل من كل شيء يخصها..؟؟

دارت عينيه في المكان بغضب..!!
صورتهما التي كانت بجانب السرير اختفت...و منضدة الزينة...خلت من جميع حاجياتها...و عطورها...

تقدم قليلاً وهو مازال ينظر حوله بصدمة تتحول لغضب...فرأ الورقة التي تركتها على السرير...
ليلتقطها ويسرع بفتحها...
و رأى خطها المستعجل على السطور القليلة التي كتبتها له...

[مالك أنا قلت لك لو رجعنا للرياض ماراح ارجع معك..خالي كان في جده و رجعت للرياض معه بأجلس عند أهلي و أبيك تطلقني]

رمى الورقة بغضب شديد...بعدما اعتصرها بقوة بقبضته...و كأنه يخنق شخصاً ما...

لكن ليست زوجته التي هربت بعيداً...هي من تستحق الخنق...
لأنه ولو لم يعترف يوماً...و لن يعترف...لكنها لا ذنب لها...
أو ذنبها الوحيد...أنها لم تصدق إدعائاته...رفضت العيش في الحياة الكاذبة التي نسجها لها...و له...
رفضت مشاعره التي مثلها حتى صدقها...لكن هي لم تصدقها...و ها هي ترمي تلك الكذبة في وجهه...

تلك من تستحق الخنق بين يديه...حتى يرتاح حينما يراها تلفظ أنفاسها الأخيرة...


كان يظن أنه طهـر قلبه من حبها...
سيطر على مشاعره...بعيداً عن إعصاراتها...
انتهى من مواسم الجنون التي مرت عليه معها...

لكنها مازالت هناك...بذاك الجزء منه...الذي يقع في صدره...
اغتصبت ذاك القلب عنوة...و استوطنته...حتى بات يرفض إستقبال سواها...

خرج من الغرفة غاضباً...أنفاسه ثائرة...و ذكرياته الكريهة عنها...تتصارع بداخله...


كم يكره تلك المشاعر التي غرستها بأعماقه...
يكره كيف افقدته عقلانيته...و بددت رزانته...و ألغت أي شيء يهـم...سواها...


خرج من بيته الذي بالكاد دخله...و ارتمى بداخل سيارته...بدون أن يدير محركها...
يجب عليه أولاً...أن يعرف كيف سيدير حياته من اليوم...
كيف سيعيد زوجته...كيف سيتعلم حبها...ولو لم يتعلم لا يهم...
بل الأهم أن تصدق هي أنه يحبها...

كيف سيري تلك الـ....
أن عودته...لا تعني مطلقاً رجوعه تحت سيطرتها...أو حتى تقبله لمشاعرها...
لن يكون لها أدنى حيز بتفكيره...فكيف بقلبه...
إن كانت ذاقت هجرانه مسبقاً...فستتجرع الآن هجران أقسى...
بعد كل ما فعلت...بعد تدميرها لحياته...سوف تدفع ثمن هذا الفشل الذي يعيشه...
سيرفضها...و يعلم كم سيؤلمها هذا...
سيظهر رأيه الحقيقي بها...و لا يهمه هذا المره...كيف ستجن من ذلك...
لا يهمه حتى لو قتلت نفسها من أجلـه...

ستعرف أنها لن...و لم تمتلك منه شيئاً مطلقاً...
لا في الماضي...و لا في حاضرها القادم...
و تلك الملكية التي ادعتها...كانت محض إفتــراء...

رتب أولوياته بشكل آلي...و أهمها الآن...إسترضاء زوجته...
و سارع الإتصال بها...على أمل أن تكون للآن في بيت خالها...و لم تغادر إلى الرياض...
يريد أن يرجع معها...ليبين لتلك...أنها لا تعني له شيئاً...و انه يعيش مع زوجته سعيداً...


تهادت لمسامعه...رنات كثيرة...و لكـن بلا مجيب!!!



♥▓♥▒♥▓♥



وصلت للطابق العلوي لا هثة بعد ركضها على الدرج...و بخطوات متعجلة تجاهلت غرفتها...لتذهب إلى غرفة شقيقتها...
و بدون أن تطرق الباب فتحته بحماس...و أطلت عليها...


كانت تجلس على سريرها...تسند ظهرها على وسائدها الوثيرة...و تمدد ساقيها اللتان تضع عليهما (اللابتوب) و تسستغرق في قراءة شيء ما...


جود / أووف يا لحر!! والله ربي منعم عليك بهالراحه و البراد


رفعت رأسها مجفلة...لأختها التي اكتسحت غرفتها...و إنسجامها...
كانت ما تزال ترتدي زي مدرستها الثانوية...و حقيبتها بيدها قبل أن ترميها على الأرض...و تتقدم لسريرها و تجلس جانبها...


جود بحماس / دريتي؟؟
دانه ببرود يناقض حماسها / عن؟
جود / هو فيه أهم من رجعتنا للرياض؟؟


تتنهد بضيق...غيّم على ملامحها الجميلة...و ذكريات حزينة...و سعيدة...تترادف لها مع كلمة الرياض...


دانه بشرود / يعني تبين نرجع؟
جود / و أنتي عاجبتك عيشتنا هنا..بعيد عن أهلنا..و إنقطاعنا عنهم؟؟
دانه و نظرات للبعيد / يمكن كذا احسن
جود / لا مو أحسن..ما أحد يرتاح بعيد عن أهله
دانه / لنا خمس سنين هنا..صعب تتركين المكان اللي تعودتي عليه..و الناس اللي تعرفتي عليهم
جود / صح بأفقد صديقاتي هنا..و جاراتنا..لكن بعد فرحتي برجوعنا للرياض أكبر..يكفي ادرس هالسنه مع كادي و....


بترت جملتها...و هي تتذكر ما تلمح له دانه منذ وقت...لكن فرحة الرجوع انستها...


دانه تلتفت لها بضيق يتعاظم / أنتي على بالك بترجع حياتك مثل أول..وش خلانا ننتقل هنا غير المشاكل اللي صارت..البعد كان اريح..بترجعين؟؟
تبين نفس المدرسه اللي هم فيها؟؟ كادي بتتقبلك لأنك ما نقطعتي عنها و كنا نشوفها في الاجازات هي و سامي..لكن سمو؟


صمتت و الألم الذي سكن تلك السنوات بمفعول البعد..عاد ليلتهب بقرب الرجوع...


جود بحزن طمس معالم فرحتها / يعني تتوقعين بيرجع نفس الحال؟ منقطعين عنهم؟ العزيمه اللي يحضرونها ما نحضرها حنا..لا نكلمهم و لا يكلمونا؟

تشرد دانه من كل هذا الضيق...بسؤال تتمنى عدم إجابته...مع أنه اتضح الجواب منذ أيام...لكنها تأمل بحدوث شيء يغير هذا المصير...

دانه / خلاص أكيد بنرجع؟
جود ببرود / ايه..أبوي و اخواني تحت يتكلمون عن الأوراق اللي لازم يخلصونها هنا قبل نرجع....و خالد بيرجع قبلنا عشان يجهز كل شي قبل ننتقل



♥▓♥▒♥▓♥



في السيارة حيث ابتدأت رحلة طريقها في إبتعادها عنه...و الذي لا تعرف أين سوف ينتهي بها...

كانت الدموع الساخنة تتدفق من عينيها بصمت...و هي تميل رأسها للنافذة مدعية النوم...

يصل لها صوت خالها يتكلم مع زوجته بخفوت...و لكنها لا تعي ما يقول...

فكل فكـر يسري في عقلها...كان تحت تأثير تلك الذكرى الأليمة...التي تتقاذف صورها أمام عينها بوضوح...و كأنها رأتها بالأمس...
لكن مهما طال بها الزمن...كيف ستنسى تلك الفتاة الوقحة التي شاركتها ليلة...كان من المفترض أن تكون ليلة عمرها الخاصة بها..؟؟
كيف لطخت حلمها الأبيض الجميل بذاك الظهور الصعب...القاسي..؟؟
لتقف بكل جرأه بينها و بينه رافضةً هذا الزواج...و كأنه يحق لها..!!

و الآن تسأل نفسها...هل حقاً كان بينهما...ما يكسبها حق الإعتراض..؟؟

أغمضت عينيها بقوة...و الدمع ينساب منها ساخناً...موجعاً...
و تلك الغرفه المزينه بالورود...ترتسم أمامها...






كانت تنتظره بفرح...بشوق...و خجل...بأحلام نسجتها ليالي طوال لتحققها في هذا اليوم...
تراقصت دقات قلبها طرباً...و هي ترى الباب يفتح ليطل عليها...بهيبته...بكامل أناقته...و حضوره الطاغي...
لتطرق نظراتها خجلاً...ما إن رأته يخطو للداخل خطوة...

كانت اللحظة ساحرة...ملهمة...و الإحساس الذي يملأها لا يوصف...و كأنها تطير لتلامس الغيوم...
لكنها مجرد ثواني فقط مرت...قبل أن تنعم بإحساسها...
ما إن اجتاحهم ذاك الإعصار الأسود...


ذُهلت...و استفاقت من حلمها...على صرخة تلك الفتاة بإسم مالك...زوجها...
تنطقه أمامها قبل أن يتسنى لها هي ان تنطقه أمامه...

شخُص بصرها بذاك المشهد الذي يحاك أمامها...و هي غير قادره على أي حركه...أو كلمه...
لا شيء سوى نـار تضطرم بقلبها...و قهر يخدر أطرافها...

تشبثت تلك الفتاة بيده بلا حياء...و كأنها اعتادت على ذلك عدة مرات...
تمتليء نظراتها بالغضب...و الرجاء...و الوجع...و التهديد...
ذهلت هي من المشاعر التي تتعاقب بوجه تلك مع كل كلمة...
و هي تأمره أن يرجع معها...
تهدده بفضح ما بينهم...
بقتل نفسها...
ترجوه أن لا يتركها...

كانت ثورتها عنيفة...بلغت حـداً...ظنت هي أنها ستحترق بهذه اللحظة...
لم تنوي أن تهدأ لحظة...أن تسمع ما يحاول أن يقوله...
أن تهتم لمن قد يسمعها و تتسبب بفضيحة لها...و لهم...
أن تلتفت للحظة و تحس بتلك العروس التي تطالبه بتركها...
ثوره ظنت أن لا نهاية لها...بل تتفاقم كل لحظة...

حتى هوت يده بعنف على خدها...
لتخرسهـا بلحظـة..! لتهمـد..! و يموت صوتها..!

فيتحول كل الغضب الأسود لوجهه هو...حتى ارتجفت أوصالها هي من حدة الغضب الذي كاد أن يطلق الشرر من عينيه...
و صارت هي نفسها تخشى على تلك الواقفه منه..!!

لكن تلك رفعت عينين كسيرتين لوجهه...بنظراتها أوجاع تحتضر...و ملامحها ذبلت...و انطفأت...
متجاهله كل السحب السوداء التي تظلله...ترتعد شفتيها غير قادره على النطق بما كانت تريد أن تبوح بـه...

كانت هي ترقب ردة فعل تلك...محبوسة الأنفاس...
لكنها سحبت نفسها بهدؤ...كان لوقعه صخباً أكثر من دخولها العـاصف...
لتتحول بلحظة النيران المتأججه بمالك لرماد باهت...
انطفى و كأنه لم يشتعل للتو غضباً كاد يحرق من حوله...

حتى ظنت أن ما حدث للتو...للحظات...هو من جنون خيالها...

خبت أحاسيسهم التي شحنت الجو حولها...ليعود قلبها لخفقانه الطبيعي...و بدأت تستوعب معنى ما حدث...
و كأنهم الآن تركوا لها المساحة خالية لتكتب هي إحساسها...


حرقه تتعاظم بصدرها...و دموع هطلت من عينيها...و هي تتخيل القصه التي جمعتهما...
و إن كان حدة الحب بينهما تماثل حدة الغضب الذي اشعلهما للتو...

هل تنوح؟؟
أم تغضب و تصرخ هي الأخرى؟؟
أم تترك بهدؤ هذه الحياة قبل أن تبدأها؟؟

لكنها أفاقت من وجع تلك اللحظة...
على سحر كلماته...و مواساته...و إعتذاراته...
ليكن كالبلسم يطفيء كل غضبها...و حزنها...و شكها...
كان صادقاً...رقيقاً...مهتماً...فهدأت...و اعادت كل الموقف الذي رأته...و لكن!! بترجمتـه هـو...
و نست كل شيء عن تلك العاشقة الصغيرة...التي توهمت حبه لها...كما قال...






تنهدت بأسى...و هي تعود لواقعها...و تفتح عينيها لتلك الصحراء الممتدة أمام نظرها...يعاكسها الضيق الذي يسكن داخلها...

لا يعقل أن يكون هذا حب من طرف واحد كما ادعى منذ سنوات...لقد أحبها هو أيضاً...
لكن هل مـازال..؟؟

هل أخطأت حين استجابت بغباء و سهوله لكلماته...و تبريراته...و وعوده..؟؟
هل كان يجب أن تعرف أن فياضانات تلك الأحاسيس التي تفجرت أمامها...ما كانت لتنضب أو تجف..؟؟
هل كان يجب أن ترضى بإبن عمها العاشق لها..و تختاره على من عشقته هي؟؟


♥▓♥▒♥▓♥







توقف النبـض مؤقتاً××♥

ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ


 
 

 

عرض البوم صور أغاني الشتاء  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية،سعودية،رومانسية،اجتماعية،بين نبضة،قلب و أخرى
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:18 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية