لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-14, 10:35 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242727
المشاركات: 1,040
الجنس أنثى
معدل التقييم: انسام جبلية عضو جوهرة التقييمانسام جبلية عضو جوهرة التقييمانسام جبلية عضو جوهرة التقييمانسام جبلية عضو جوهرة التقييمانسام جبلية عضو جوهرة التقييمانسام جبلية عضو جوهرة التقييمانسام جبلية عضو جوهرة التقييمانسام جبلية عضو جوهرة التقييمانسام جبلية عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1178

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
انسام جبلية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)

 

السلام عليكم رواية رائعة تتميز بالاسلوب الجميل في السرد اكثر ما اثار تساؤلي هو حول شخصية سلام ترى ماهو الذنب الذى يؤرقها والى اي مدى وصلت بعلاقتها بمالك هل الى حد الخطيئة ام انها تجاوزت الحدود ولم تصل الى هذا الحد المخزى وبسبب ما فعلته هي خجلة ولاتريد لمالك العودة وما هو السبب الذي جعلهما ينفصلان بعد هذه العلاقة الواضح انها كانت قوية لكلاهما ، كم من كلمة او رأى يرمى بدون تفكير يخلف خراب كبير وهذا ما فعلته سلام باقتراحها منوة ليخطبها ساري التى عيوبها كانت واضحة لها ولعائلتها ،اتمنى ان لاتتأخري علينا في انزال البارتات خصوصا الجاهزة منها

 
 

 

عرض البوم صور انسام جبلية  
قديم 08-01-14, 07:04 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 241120
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أغاني الشتاء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أغاني الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: بين نبضة قلب و أخرى...(N)

 




أخواتي الجميلات..
اعتذر منكم..(و ادري يا كثر اعتذاراتي)
لكن انتهى إشتراك النت..و طبعاً أنا وحده ما تفهم بهالسوالف أبداً
فاضطريت انتظر أخوي يرجع من سفرته..عشان يضبطه
لكن رضاوة لكم..اليوم بتنزل 4 نبضات..

:
:
:

شرقاوية عسل/ وعليكم السلام والرحمه
هلابك يا عسل
مالك أكثر شخصية ستخطيء..و سيبرر لكم تلك الأخطاء
لكم أن تقتنعوا أو لا
و معليش سامحوني على التأخير..و لاتزعلون


أم البنين/ وعليكم السلام والرحمه
الله يذكر الجيران و أيامهم بخير..والعوض فيكم إن شاءالله
اعتز برأيك..وتسعدني متابعتك
و ربي يوفق الجميع بإمتحاناتهم..و لا يضيغ لهم تعب


أمونه / وعليكم السلام والرحمه
ربي يخليك..يسعدني إن الرواية اعجبتك..واتمنى متابعتك الدائمه
لا إن شاء الله مهما قطعت..تأكدي إني ناويه اكمل هالرواية إن شاء الله
لأنها متعلقه فيني و شخصياتها لها كم سنة مو راضيه تفكني..فلازم اختمها عشان ارتاح
و صح عليك..سعود هو أبو مالك..و العنود هي أم سار زوجته..رجعت له بعد طلاقها من زوجها الثاني أبوسلام
و مالك هو ابن سعود من زوجته الأولى..نوره


أبها/ جميـل مرورك..تسلمين
و الرواية تحمل الكثير..سينكشف لكم..نبضة..نبضة


انسام جبلية/ وعليكم السلام والرحمه..رايك اعتز فيه وتسعدني متابعتك
سلام حكايتها حكايه..تابعي معنا فكل نبضة ستكشف لنا شيء من الماضي..سنرى تأثير صداه في مستقبلها

 
 

 

عرض البوم صور أغاني الشتاء  
قديم 08-01-14, 07:09 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 241120
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أغاني الشتاء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أغاني الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)

 







♥▄الـنـبـ«8»ــضــة▄♥

:
:
:


بـعــد يـومـيـــن..~


يتراخى في جلسته على تلك الكنبة الوثيرة...ممدداً ساقاه الطويلتان...ليتابع بملل ما يعرض أمامه على الشاشة التي غطت مساحة واسعة من الجدار...
و يتعالى صوتها في أنحاء المجلس...


رجع إليه سامي...و جلس بالقرب منه وهو يتناول الريموت كنترول من على الطاولة الصغيرة أمامه ليخفض الصوت...
و يلتفت لباسل...يكمل حديثه معه الذي قطعه وصول أحد أصدقائهما منذ ساعة...
لكنه الآن خرج...و عليه أن يرد باسل عما سيفعله...


سامي / أنت اللحين من صدقك بتشوف ضي؟؟
باسل بلا مبالاة / و أنت للحين شاغل بالك بهالموضوع!
سامي / باسل حرام عليك..البنت تصير بنت عمك..يعني المفروض أنت اللي تحرص عليها و تدافع عنها و....
باسل يقاطعه بغرور / تذكر و إلا اذكرك انها هي اللي ركضت وراي مو أنا
سامي / ضي صغيره..و ما تعرف مصلحة نفسها..حتى ما عندها أخت أكبر منها توعيها و تنصحها..أدري إنها هي الغلطانه لكن أنت بعد غلطان اللي طاوعتها و اللحين بعد بتتمادى و تبي تشوفها
باسل / أنا ما غصبتها..و لا ضغطت عليها اقترحت عليها و بس..تقدر ترفض لو ما تبي
سامي / أنت عارف إن هالبنت ما تقولك لا
باسل ببرود / خلاص أنا راضي و هي راضيه..أنت وش دخلك؟


قاطعهم رنين هاتفه المتصاعد...ليرى شاشته و إبتسامة غرور تتعلى شفتيه...و يرد...


باسل / مرحبا.......تمام.......عند سامي....._يرفع حاجبه بنظرة منتصرة لسامي_خلاص اشوفك في العزيمه


زفر سامي بعدم رضا وهو يصد بنظراته...لتلك الشاشة و ما يعرض فيها...
لما كان عليه أن يضيع وقته سدى بحديثه مع باسل...وهو يعلم أنه لا يستمع إلا لصوت نفسه...و رغباته...
بل إن عتابه له...سيزيده رغبة في الموضوع لفرض رأيه فقط...

لا تعجبه تلك العلاقة بينهما...و يخشى من تطوراتها التي بدأت تحدث...
لكن أياً منهما...لا يلقي لرأيه اهتماماً...

نعم لقد تحدث معها شخصياً...لينهاها عن ما تفعل...و كان جوابها الصمت...
لتعاود بعد ذلك الحديث مع باسل...و كأن شيئاً لم يحدث...




♥▓♥▒♥▓♥



جلست مع سمو في غرفتها بعد مغادرة الكل لخطبة ساري...
تريد أن تكثف زياراتها لبيت والدتها...لكي تتعذر بغياب طويل إن امكنها...حين يعود...
و منذ الآن تفكر بعذر مقنع كي لا تحضر تلك الحفلة المقامة له...

تعلم أنه لن يسكن هذا البيت...قد لايأتي إلا نادراً...قد لا تجمعها معه هذه الجدران أبداً...
و لكنها تنتفض رعباً من مجرد تخيل هذا...
لا تريد أن تفكر أنها قد ترآه يقف أمامها يوماً ما...

و أتت سمو...لتواكب أفكارها فتتحدث عنه...حديث بالرغم من بساطته...
لكنه حديث تتمنى لو تصرخ فيها لتقطعه قبل أن يبدأ...
و يبدأ نزف جرح كرامتها...و عفتها معه...


سمو / تدرين مع إني عتبانه مره على مالك..بس والله فرحانه برجعته ومو متخيله اني باشوفه..إن شاءالله نرجع زي ما كنا..البعد غيره الله لا يعيده و مادري لو كان.............

ترى فرحة...وشوق...يشع من عينيها...و حنيناً يرن بكلماتها لأخيها...
و تحس بالخيانه لها و هي تدعو بسرها...أن لا يرجع...و لا تتخيل أن يرجع الحال كما هو عليه سابقاً...بالأخص بالنسبه لها...(ليه لازم يرجع؟! مستكثر علي راحتي..و النسيان!!)

سمو بحنق / سلاااالم وش فيك ما تردين علي؟؟
سلام تتهرب / تدرين إني ما أحب اتذكر ذيك الأيام و نفسي فيها
سمو / هو صح أنتي كنتي مهفوفه حبتين و لسانك طويل بس والله طول عمرك حبوبه و......
سلام بعصبيه / سمووو!!
سمو رافعة يديها / خلاص خلاص سكتنا..أصلاً أنا ما عرفتك إلا من خمس سنين..حتى انصدمت يوم طلعت لي أخت بعد هالعمر! ارتحتي؟؟
سلام تبتسم لتهديء الوضع / ايه خليك كذا
سمو / خلاص خليني اكلمك عن ذكرياتي أنا لحالي


و عادت لتتكلم عنه مجدداً...عن تلك الأيام...حتى لو أغفلت عن ذكر وجودها هي فيها...
لكن بكل ما تتحدث عنه...يجب أن يلتقط خيالها...ذكرى تدينها معه...
إنها تتمشى على الجرح بمهل...و لا تعرف أن فرحها يعكس أحزاناً داخلها...
أن شوقها يثير الجرح بروحها...أن ذكره المتكرر أمامها طعنات تمزق قلباً كان يهنى بسلامه...و هدؤه...لتعاود الذكريات إيلامها...
إبتداءً بتلك الذكرى...آه ليتها لم تعش ما عاشت بعدها...






أطال غيابه في بيت جدته التي كانت تقضي عدتها من وفاة زوجها...
ليعود لبيت والده عندما أحضرها لتزورهم...و هذه المرة تصادف وجودها هي أيضاً في ذات اليوم...

كانت في حديقة المنزل الخلفية...تتأرجح بتلك الأرجوحة...يتطاير شعرها المموج بعبث يشابه أطباعها...
و تلك التنورة الحمـراء القصيرة...تتطاير بالهواء...و هي تأرجح ساقيها الطويلتين بمرح...لتكشف أكثر عن ما تستره...

انتبهت لوجوده...و وقوفه هناك محدقاً بها...
لتقفز بتهور و تلك الأرجوحة تطير في الهواء...و تتقدم منه راكضة...
تقفز بذات التهور عليه...تضمه بشدة...و هي تتعلق برقبته كما تفعل هي و سمو دوماً...

لاهيه عن تلك السنوات التي تتعداها مع مرور الأيام ...
عن تلك الأنوثة التي بدت تخطو خطواتها التمهيدية...
عن شرعٍ يحتم عليها أن تجعله الآن من غير المحارم لها...


كل هذا لم تكن تعرفه...لم تكن تعيه...لم تكن تفكر به...
ففرحة لقائه كانت أكبر لديها من أي شي...كانت لها كل شيء...

لكنه لم يحتضنها كعادته...
لم يرفعها عالياً لتطير صارخة بحبور ليتلقفها من جديد بيديه القويتين...
لم يدور بها...
لم يقبلها...
لم يشد عليها...
و لم تسمع تلك الكلمات التي يرددها عليها..(الحلـوه..حبيبة قلبي..غزالتي)


انتبهت لجسده المتصلب الذي سكن عن أي حركة...
سوى تلك الضربات القوية التي كادت أن تكسر صدره...و التصاقها به جعلها تشعر بها بقوه...

كل ما جاء بتفكيرها البريء أنى ذاك...أنه غاضباً منها...نساها..!!

ارتخت يديها حول عنقه لتنسل عنه بهدؤ...و تقف على بعدٍ قليل منه...
بطول اكتسبته...بجمال ناعم مغري...و عينان واسعتان بريئتان يحملان حباً...و دهشه...و ترقب...

أنفاسه اللاهثة من فوقها كانت تبعثر شعرها...لترفع رأسها له...
و هي تضع يدها على قلبه بقلق...من ذاك الصدر الذي كان يعلو و يهبط بشدة...


سلام / مالك وش فيك؟ تعبان؟ زعلان علي؟


للحظات لم يرد وهو يحدق فيها بقوة...يلهث بأنفاسه و كأنه يختنق...
لكن تلك النظرة المتشتتة بعينيه منذ لحظه امتلأت الآن غضباَ...
وهو يزيح يدها عن صدره بقوة...و قسوة... جعلها ترجع خطوة إلى الوراء بتعثر...


سلام تصرخ / وش فيييييك؟؟؟
ليصرخ بأعلى من صوتها / أنتي كم عمرك اللحين؟؟
سلام تحسب ببرائة / خمس طعش.._تكمل بفخر و حب_ و أنت سبع و عشرين
مالك بغضب / أجل ليه ما تتغطين؟؟
سلام بدهشه / بس أنا اتغطى
مالك بقهر / أجل وش موقفك قدامي؟؟
سلام بصدمة / اتغطــى عننننك؟!! بس أنت مالك! أنت أخووي!!
مالك بغضب / لآآآ مو أخوك..و يله رووووحي من قدااااامي






تلك الذكرى...و ما تلاها...تتمنى لو تنتشلها من ذاكرتها...
و تتمنى أكثر أنه لا يذكرها هو أبداً..
تنهدت تدفع الضيق الذي يقلص ضلوعها ليخنق قلبها...و تمحو بخفاء تلك الدموع التي تندي عينيها...


كانت تعده أخاً...و إن كان عندها أهم...و أغلى من كل أخوتها الباقين...
لكن حين بين لها الكل أنه...ليس أخاها...ليس من محارمها...لا علاقة دم تربطهما...
صدمت...
حزنت...
و ضاقت بها دنياها...
فلا تتخيل كيف مالك بالذات يكون بعيداً عنها...لا يعنيها...و لا تتخيل حياةً لا تحويه...
بحثت عن حل...
عن سبب...
عن أي شيء يقربها له.......فلم تجد...
اصبحت تراقبه بحزن...و شوق...فقط من خلال تلك النوافذ التي نفوها خلفها...
و ليت الحال بقي على ما هو عليه...
ليتها لم تجد المفتاح إليه...
ليتها بقيت على مشاعرها الأخوية...البريئة...الجميلة...و إن كانت محرومة...
و لم تستمع لتلك الزميلات في مدرستها...تلك المراهقات...الطائشات...
اللاتي وضحن لها أن ما تكنه له...هو الحب...العشق...و لا مجال للأخوة بينهما...
و وجدن في قصتها معه...متنفساً لأحلامهن...و تخيلاتهن...لتجن أفكارهن...و تجن هي بتطبيقها...




♥▓♥▒♥▓♥




تشعر بسعادة تطفر من تصرفاتها...و حماس يتسابق مع حروفها...
حتى عجزت عن كبت الفرحة...و المفاجأة لحين مغادرتهم...
منذ سنوات ترسم هذا الحلم مع ابنتها...
شخص ثري يتزوجها...لينتشلهم من هذا الفقر...و الحاجة...لتصرف كما ترى غيرها يصرف الأموال...و تحيا الحياة التي حرمت منها...
لم يكن يهمهم أن يكون بأي سن...بأي حال...بأي خلق...
الشرط الأهــم...و الوحيد...ثرائه...


لكن أن يخطب ابنتها...ساري...
شاب بعمر مقبول...بشكل وسيم...بمركز مهم...ثري...
و ميزه خاصة به...أنه حبيب لم يتحقق لإبنة أختها الكريهة...قريب لهم...
اختار ابنتها من بين جميع الفتيات...و هي قبلت به على الفور...

تكره تلك الأخت بالأخص...منذ ذاك اليوم الذي أتت به لوالدها باكية...
لكي تقلب حياتهم رأساً على عقب...و تتبعها والدتها التي ما إن عادت لزوجها...حتى اصبحت هي و والدتها مهملتان...
فوالدها لم يصدق أن ترجع إليه مزنة...و مع ذاك الورث الذي اخذته من والدها بعد وفاته...تقلصت مساحتها هي و والدتها من قلب أبيها...
حتى اصبحن كالخدم في ذاك البيت الذي تسيطر عليه مزنه...و بناتها...






قريبـاً من ذات المكـان..~


كان يجلس مع عمها...الذي اخذه للرؤية الشرعية...
ليسمع وقع خطوات الكعب العالي في الممر...و مع لا مبالاته بتلك العروس...إلا أن نظراته اتجهت غريزياً للباب...ليراقب ظهورها...
كان يخفض نظراته مدعياً أمام نفسه عدم اللهفة لرؤيتها...فوقعت نظراته...على ذاك الحذاء الرقيق بكعبه العالي جداً...فتلك الخيوط الرفيعة الطويلة تعانق ساقيها الرشيقتين...
و ثنايات تنورتها الحريرية المتموجة بألون نارية قصيرة...بالكاد تغطي ركبتيها...و هي تتراقص بأمواج ناعمة من حركة رجليها...
فتلك الشريطة تحتضن خصرها النحيف الذي يتمايل بإغراء في مشيتها...

لترتفع نظراته متمهلة...متفحصة...لبلوزة تحتضن جسدها بشدة لتبرز مفاتن أنوثتها...
لتكشف عن كتفين عاريتين و نحر أبيض...تتدلى عليه سلاسل رقيقة لامعة...

كانت نظراته تتمهل صعوداً على كل جزء منها....لتستريح أخيراً على وجهها الفاتن...
ملامح رسمت بدقه بذاك المكياج الثقيل...المتقن...
فلغروب الشمس بدرجاته قصة فوق عينيها...يمتد بوهج متناغم فوق خط عريض من الكحل العربي يحيط بتلك النظرة اللعوب...
ليعكس صدى ألوانه على باقي وجهها بظلال باهتة...تشتد لمعتها على شفتيها المكتنزتين..


لم يتبين لها ملامح حقيقية...وسط هذا المكياج الثقيل...الذي تفننت برسمه...
لكنها هكذا كانت...فاتنة...جذابة...تعلقت فيها نظراته و هي تقابلها بتلك النظرة التي تقف على أعتاب خجلٍ أبى أن يوحي به شكلها...
لتقتل ظله الواهي تلك الإبتسامة العابثه التي زحفت إلى شفتيها...


تقدمت لتجلس...بقرب لم يتخيله...حتى نفذت لأقصى أنفاسه رائحة عطرها المركزة...القوية...الجذابة...
أغمض عينيه للحظه و فتحها...لعله يفيق من هذا السحر الذي أصابه مع دخولها...


ساري / وش أخبارك يا منوه؟


كانت مازالت تنظر إليه هائمة...خدرة...
تجعله يحس إنه الرجل الوحيد الذي تريده...و كأنه حلم يتحقق...
ازدادت ابتسامتها جاذبية...و هي ترد عليه بصوت يتكسر دلعاً...و إغراءً...


منوه / تمــام


كان لا يرى أمامه غيرها...تلهمه بنظراتها...و تغري أحاسيسه العطشى...
حتى كاد أن يفز حين وصله صوت عمها الغاضب من خلفه...ليقطع سحر لحظة جذبته بالكامل لها...


أبوحسن / خلاص روحي اللحين يا منوه


رمقته بلا مبالاة...و يظن أنه لمح بنظرتها إستخفاف...
للحظه شك أنها لن تلقي لطلب عمها الطاعة...لكنها وقفت ببطء...و أرخت نظرها له...لتعاود الإبتسامة التجمل بشفتيها...

منوه بدلال و نعومة / عن إذنك ساري
ساري / تفضلي


ذهبت تتهادى على مهل...حتى غادرت آخر طيوفها مع إنخراس رنة كعبها على الأرض...
فلا يجد ما يغري في ذاك الباب الذي يحدق فيه بعد إختفائها...ليستوي في جلسته ملتفتاً لعمها...
وهو يرى الغضب المكبوت يترك علامات على وجهه...ليلتفت إليه بقلق...

أبوحسن بتردد و خجل / آآ الله يهديهم بنات اليوم آ....

كان من الواضح له...أن عمها خجل بخروجها أمامهما بهذا الشكل...
و أكثر من ذلك قلق من ردة فعله هو...على ما رآه من جرائة فاضحة بتلك الفتاة...


ساري يطمئنه / ما أحد غريب يا أبوحسن..أنا بأصير زوجها إن شاء الله


تهلل وجهه بالراحة...و الفرح...ما إن سمع كلامه...
و أكد له ساري رغبته أكثر بإتمام هذا الزواج...و بسرعة...
حتى لو لم تعجبه تلك الجرأة التي ظهرت بها...أو ما بان له من شخصيتها...

لكنها تحقق لديه هدفاً أكبر...

هذا ما يحتاجه...إمرأه بهذا الجمال...بلا عقل...و لا قلب يبحث عن الحب أيضاً...
كل ما سيهمها رضاه و راحته فقط...ترضي كبريائه المجروحة...و تجد لديه مالاً...و مكانة ترغبها...
الأهـــم أن لا تمس مشاعره مطلقاً...




♥▓♥▒♥▓♥




/ مع السلامه يا بدريه..و سلمي على الكل


ما إن دخلت إلى الصالة...حتى رأت والدتها تغلق الهاتف منهية المكالمه مع خالتها...


لم يكن هذا ما أثار إستغرابها...لكن تلك الملامح المتجهمة لجود...و تلك النظرة ذات معنى التي تبادلتها مع والدتها حين اغلقت الهاتف...
جعلتها تحس بشيء ما بينهما...كأنهما لا يرغبان بمشاركتها به...


دانه / مساء الخير
أم فراس / هلا يمه مساء النور..وش أخبار الصداع اللي عندك عسى خف؟


منذ علمت بعودتهم...و النوم يأبى ملامسة أجفانها...


دانه تبتسم مطمئنة / الحمدلله..يوم نمت صرت احسن..وش أخبارها خالتي بدريه؟


ذات النظره تتكرر بينهما...


أم فراس / الحمدلله كلهم بخير..تقول جدتك تقول ما أصدق إنهم بيرجعون لين اشوفهم قدامي
دانه تبتسم بحب..و شوق / يا قلبي يا أمي مزنه والله اشين مابهالبعد إننا انقطعنا عنها..ما نشوفها إلا برمضان إذا جت للعمره.._تلتفت لجود_وش فيك هاديه مالك صوت؟
جود تقف هاربه / تذكرت عندي مسائل ما حليتها..دامك بتجلسين عند أمي بأروح احلها


و خرجت بسرعه...لتلتفت دانه لوالدتها فتراها تحدق فيها...


دانه بقلق /يمه وش فيه؟ خالتي بدريه قالت لك شي؟ أمي مزنه فيها شي؟
أم فراس بتردد / لا ما أحد فيه شي.._و تكمل بحذر_تعلمـ ـ ـني....تعلمني عن خطبة .......ساااري


طعنـــه..!!
لها طعم العلقم أخذت مرارته تنتشر بإحساسها...
لم تسمع الخبر بأذنيها بل احست به يدك ضلوع صدرها ليهشمها...
و يترك ذاك القلب الموجوع أعواماً يواصل أنينه الذي لا يخفت...

رفرفت أهدابها اكثر من مرة...لتجلي تلك الدموع التي تهدد بتجمعها...
تحاول شد شفتيها بإبتسامة بالكاد ظهرت...تحاول النطق...لكن حروفها أبت أن تخرج...

صمتت...فتلك الغصة الموجعة في حلقها تمنعها من أي جواب قد ترد به...
دون أن تسبقه شهقه...أو ترافقه عبرات...


والدتها كانت تراقبها...و هي تهرب بعينيها...و دمعاتها عن وجهها...
لتتسائل بقهر...كيف مازال ذاك الحب يترسب بقلبها للآن..؟؟


أم فراس / بأروح اشوف هالخدامات وين وصلوا بترتيب الأغراض


اعطتها فرصة للتنفيس عن مشاعرها التي تجاهد كبتها...
لا تريد أن تنكسر أمامها...لتأكد لها حزنها على قرار حدتها عليه...

بالكاد خرجت والدتها ليفيض الدمع الساخن...على صفحة خديها البيضاوين...
و هي تمحوه على الفور...آمله أن يتوقف هطوله...
و ينضب أخيراً ذاك الحب من قلبها...كما نضب من قلبه...


هل انتهت قصتها معه للأبد؟؟
أتت غيرها لتستوطن قلباً لطالما نبض لها مشاعره...و احاسيسه؟؟
كم هي مؤلمة خسارتها لقلب أحبها بصدق..!!
مؤلمة أكثر من تلك السنوات التي حاولت إقصائه فيها عن قلبها...و لم تستطع...


بصدق يزخر بالحزن و الجرح / الله يوفقك يا ساري


و إن قتلها ذاك الخبر...لكنها لا تملك إلا خنق أحزانها لتدعو له بصدق...
فهي من رفضته...
هي من تخلت عنه...
هي من أحبطت جميع جهود سخرها ليجمعهما بيت واحد...

خسرت قلبها...و هذا ما يؤلمها...
لكن أن تخسره...أهون من خسارتها لرضى والدتها...
و التي تراهم مذنبين بحقها منذ سنوات...و إن انقضت...لكن حسرتها مازالت تعيش في صدر والدتها...
تعلم أن لا ذنب لمن تحملهم والدتها الذنب...
و لكن قهر والدتها...حرمانها...و أساها...و مشاعرها التي اهملت...من يتحمل وزرها..؟؟

لا تريد أن تحملها أكثر...
لا تريد أن تخذل حتى من أبنتها الكبيرة...

حتى حين وافقت على خطبتهم...
كانت موافقة جبرية تحت ضغط غضب أبيها...و تهديداته...
كانت ترى لمعة الحزن...و القهر...في عيني والدتها و هي تخبرها بموافقتها على هذا الزواج...


لذا رفضت...
لم تقوى أن تجرح قلباً عاش أعواماً مجروحاً...
ستنصر والدتها هذه المرة...و إن كان الثمن...نزف قلبها هي للأبد...




♥▓♥▒♥▓♥




نزلتا إلى الطابق السفلي...بعد أن اخبرتهم الخادمة بوصول والدتهم من تلك الخطبة...

تخيلت أن تجد والدتها برفقة جواهر فقط...لكنها لم تكن كذلك...
فها هما تجلسان مع العمة مزنة...و زوج أمها...و ساري أيضاً...

تباطت خطواتها لا شعورياً...و هي تنزل رأسها بخجل...و تعض على شفتها السفلى...

تقدمتها سمو راقصة ملوحة بيدها...و تهتف منشدة بصوت عالي...


يااامرحبا باللي عرسه اليوم
تزيد الافرااح بوجوده
معرس يا شيخ العرب و القووم
ربي عسى نشوف مولوده


التفتوا جميعاً ضاحكين...لفرحة سمو الظاهرة عليها...
لتتوجه سمو لتسلم على عمة والدها...و تركض لتقبل ساري و تجلس بجانبه...


سمو / مبرووووك
ساري / الله يبارك فيك..بس شوي شوي ما بقيتي شي للعرس!


تقدمت سلام بخجل من العمة مزنة لتسلم عليها...و سمعت منها ما كانت تخشاه...

العمه مزنه تشد على يدها / يعني لازم مناسبه وش كبرها عشان الواحد يشوفك يا سلام؟َ الله أكبر عليك من متى قاطعتني!!
سلام تقبل رأسها معتذرة / لك الحق يا عمتي بس والله....
العمه مزنه تقاطعها بعتب / لا تحلفين و أنتي بتكذبين..أهلك كم مره يجون عندي..و سمو ما تنقطع عني..و أنتي حتى ما طرالك ترفعين التلفون تسلمين يالقاطعه

صمتت و اختزنت الدموع بعيناها...
تعلم تقصيرها بحق هذه المرأة التي احتضنتها لسنوات...و دللتها...كحفيداتها الباقيات بدون أي فرق...
لكن هي...و منزلها..و تلك المزرعة التي تملكها...
كلها تثير بداخلها ذكريات مخجلة...أرادت بقوه أن تموحها من ذاكرتها...و حياتها...

تساقطت دمعاتها على خديها...لتخفض رأسها تمسحها...
و العمة مزنه تشدها لتجلسها بجانبها...و تضم أكتافها بيدها...

العمه مزنه / خلاص خلاص يمه هونا ما حنا متكلمين..دام دمعتك والمه! خبري فيك قويه و تتحملين
سمو / لا عمتي خبرك قديم..سلوومه صارت مرهفه
أبومالك / سلام ما تقصر في أحد..بس الدنيا تلهي الناس غصب..و الدراسه تاخذ وقتها


ابتسمت سلام شاكرة هذا الدفاع عنها...


سلام / لها الحق عمتي..والله إني مقصره
مزنه بتعاطف / المهم اللي شفتك يمه..والله إن غلاتك من غلاة البنات كلهم
سلام / الله يخليك لنا يا عمه.._تلتفت لساري_مبروك
ساري / الله يبارك فيك


جلست بإسترخاء معهم...فرحة لفرحة أخاها كالكل...لو لم تقتنع بإختياره الذي حدته عليه...
لكن تلك الراحة التي طالما عرفتها معهم...لم تكتمل...من الآن سيأتي ما يعكرها...
ذكر مالك بين الحين و الآخر...بدأ...و ستستمع دوماً بوجع له...
تنهدت تدفع عنها الضيق و نظراتها تلتقط إبتسامة سمو المشاكسة...و هي تجلس جانب ساري و تهمس له...متأكدة أنها تسأله عن رأيه في تلك العروس...


هذا سؤال لا تقوى هي على طرحه عليه...فلتنتظر حتى تعرف الإجابة من سمو...


سمو بهمس / شفت العروس؟
ساري بنظرة باردة / اكيد


لكن هذه النظرة...و هذا الجواب المستخف لن يردع سمو أن تكمل....


سمو بحماس / وش رايك فيها؟
ساري ببرود و بعد صمت / ...........حلوه


مع أنه حقيقة لم يستطع أن يتذكر ملامحها بشكل واضح...
تمر بخياله ملامح متعددة شبيهة بها...قد تكون لأي ممثلة...أو فنانة...


سمو / والله! يعني اعجبتك؟
ساري / لو ما اعجبتني كان ما خطبتها
سمو / ودي اشوفها..من زمان عنها..اممم يمكن لي.....ايه صح تصدق آخر مره شفتها بزواج مالك


من ما سمع سابقاً عنها...و ما رآه اليوم...لا يعتقد أن هناك تغيير كبير طرأ عليها...
لكن هناك الكثير سوف يعدله بها حين تكون زوجة له...

الزواج...هل يعقل أنه سيتمم هذا الزواج..!!

و قبل أن تبدأ مجدداً تهذر عن تلك العروس...التي شعر فجأة بعدم الرغبة في الكلام عنها...نهض سريعاً و استأذن منهم ليغادر...
لتمط سمو شفتيها بإستنكار...و تلوح لهم...


سمو / ما ناخذ منه لا حق و لا باطل




♥▓♥▒♥▓♥




كانت تجلس على طاولة المطبخ...تتحدث...مع صبح و هي تطهو العشاء...حين اهتز هاتفها بجانبها...


ضحى / هاذي رهوف_و ترد_هلا رهف
رهف / اهلين..وش أخباركم؟ وش تسوون؟
ضحى / ننتظر عشانا
رهف / يممي لو صبح اللي طابخه بأجي اتعشى..سلام مو حلو طبخها
ضحى / ههههه والله اقولها..خليها تجي بس
رهف / وين رايحه؟ استصحت التعبانه و صارت تمشور
ضحى / قولي ماشاء الله.. عند أمها..خطبة اخوها اليوم
رهف تصرخ / لااااااااا مين؟
ضحى / اخوها الكبير ساري
رهف / الحمدلله يعني مو رجلي باسل
ضحى / لا وبعد للحين حافظه اسمه..من زينه عاد
رهف / ضحى انا من زمان ودي اقولك بس مستحيه..لكن بما إنك فتحتي الموضوع..ترى أنتي بحاجه شديده لنظارات توضح الرؤيه لديك
ضحى / هههه ياختي انا مابي اشوف..كيفي


ضحى تؤشر بيدها لصبح...أن رهف مجنونة...و تضع هاتفها على وضع (سبيكر)


رهف تكمل / لا جد ضحى..سلام يعني ما تشوف إني أنا وأنتي و صبح عنسنا..المفروض وزعتنا على اخوانها..زين كذا طار واحد؟
صبح تضحك / مالك نصيب فيه..الله يكتب لك الخير بأحسن منه
رهف علمت أن صبح تسمعها / اقولك صبح خليك من ضحى..هاذي لو شافت ظل عريس من بعيد بيوقف قلبها قبل يملكون..اقنعي سلام تاخذني للحلو و أنتي اللحين إذا جابها اخوها الثاني خليه يدخل بس يدخل يتعشى..و اراهنك من بكره يخطبك
ضحى تلغي (السبيكر) / الله يفضحك أنت وسواليفك.._تهمس_أمي جات
رهف / أأأأخ عسى ما سمعت

أم صبح تدخل المطبخ / سلام بتتعشى معنا؟
صبح تلتفت لها / ايه يمه..كلمتها من شوي و تقول إنها بتطلع

رهف تكمل / أكيد تميم اللي يجيبها كالعاده..قد شفته تراه دبدوب يعني أكيد يحب الأكل..لا وصيك ضبطي اختك
ضحى / أقول عمتي الخطابه بأسكر اللحين..خليني اقطع السلطه لين تطلع سالفة العرس من راسك و تتعدل سوالفك و ادق عليك




♥▓♥▒♥▓♥







توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ

 
 

 

عرض البوم صور أغاني الشتاء  
قديم 08-01-14, 07:12 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 241120
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أغاني الشتاء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أغاني الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)

 







♥▄الـنـبـ«9»ــضــة▄♥

:
:
:

يــوم الـجـمــعـــة..~


كانت تجلس بين أهلها عصراً...لأول مره تنتهي من إرتداء ملابسها لحفلة ما...
بهذا الوقت المبكر...و بتلك السرعة...
هي حتى لا تتذكر ما تلبسه الآن حتى تخفض بصرها لتراه...

كم مرت من سنوات..؟؟
آخر مرة رأته فيها كانت تودع طفولتها بآخر سنة من مرحلتها الإبتدائية...و هاهي الآن تخطو خطواتها الأولى نحو صباها...
هل سيعرفها؟؟ هل يتذكر ملامحها؟؟ هل مازال يهتم؟؟


انتفضت و هي تسمع هتاف تميم العالي ينبيء بوصوله...و وصول مالك معه..!!
ليقف الكل في الصاله...و هي وقفت متعمدة في آخرها...


رأته يدخل مع ساري...و من ورائهم باسل و تميم...
لكن نظراتها ارتكزت عليه فقط...مالك...أخاها الذي ادركت الآن أنه غاب طويلاً جداً...
تأملته بشوق و هي تزفر أنفاسها بإختناق...
مالك...بطوله الفارع...بملامحة المتيقظة...نظراته الحادة...و بنبرة صوته القوية... الواثقة...
ملامحه كما كانت بإستثناء شيبٍ مبكر بدأ يغزو صدغيه...
أيضاً أصبح أكثر نحولاً مما كان...
حضوره الطاغي...كما عهدته...لكن هناك مانطفأ في وجهه...
تشعر به كما عرفته دوماً...لكن التغير عليه كان واضحاً...


حدقت به أكثر بشوق...بعتب...بحب كبير...لتدرك كم افتقد قلبها وجوده...
تتأمله بأحضان أبيها...و جدته...و عمتها...
يصلها صوته الغائب عن سمعها سنين...ليذيب كل نسيانها...و تناسيها...لجرح غيابه...

وضعت يداً مرتجفة على قلبها...علها تهديء روع نبضاته...
لا تريد لأحدٍ أن ينتبه لتوترها الفاضح...
الكل سعيد لعودته بكل بساطة...و هي أيضاً...
لكن قلبها مع كل سعادته...يحتله الوجل منه...
تحس الآن بتلك السنوات الطوال التي فصلته عنهم بلا سبب...
غاب فجأة...ليتبعه صوته...و تلحق سلام حتى ذكره للمحضور...


كانت بالكاد تسعى لتمالك نفسها...لتنظيم أنفاسها و تلك النبضات التي تتخبط بصدرها...
حين رفع نظره إليها...و كان قريباً منها...

لتشي بما يدور داخلها...تلك الدموع التي خانتها لتنهمر على وجنتيها بلا شعور...
و عيناها تمتلأ بعتب...و حزن...كتمته لسنوات...
ليبتسم لها بإعتذار...و حنو...و شوق...و يتقدم ليحتضنها بقوة...

تشبثت به...و الإبتسامه تحارب دموعها و حزنها لتنتصر...
تلك النظره كما تذكرها...و هذا الحضن كما عهدته...
لقد عاد...عاد أخاها الذي تحب...


هو...كان يحتضنها بحنان...و حب...حتى يهدأ ارتجافها...و تتوقف تلك الشهقات التي تخنقها...
تلك الصغيرة التي علقها به...ليهجرها بلا سبب...ليأخذها بجريرة أختها...
كان يجب أن ينسى أختها...و أي إتصال بسمو...كان يجزم أنه سيقوده لسلام...
لذا ظلمها بكل جحود...و بلا ذنب...


مالك يبعدها برفق ليمسح دمعاتها / لو أدري إني غالي لهالدرجه..كان ماطولت هالكثر


لم تجب...كل ذاك الكلام الذي كانت تهذر به دوماً...و بكل موقف...لم يسفعها الآن بأي رد...
ليعيد احتضانها بعطف...و هي تستمع لتعليقات تميم على دموعها...و إحساسها المرهف الذي يظهر لأول مرة...






بعد ســـاعـه..~


خرج للباحة الخارجية ليجري إتصالاً هاماً...لكنه ما إن أقفل الخط....
تذكر سؤال جدته و الجميع عن زوجته...و تأكدهم من أنها ستحضر...حفل الليلة...و الذي أقيم لهما خاصةً...
اتصل بها...و كله يقين أنها لن ترد...و هذا ما حدث...
ليكتب لها رسالة أخرى...[عذاري أنا وصلت للرياض..أبوي اليوم مسوي لنا عشاء..الكل يسأل عنك و متأكد من حضورك..لو كنتي باقيه على العشره بيننا احضري العزيمه..و بعدها نحل كل شي]


انتظر أن تجيبه بشيء ما...لكنها لم ترسل أي شيء...
و يعلم أن هذا دليل كافي على ترددها...و إن ترددت فبالأخير سيغلبها ضعفها...و تأتي...

تنهد وهو يتأمل المكان من حوله...الباحة الواسعة...الحديقة...و هذا المنزل...
و تلك الذكريات التي لا يريد لها أن تحيى بداخله من جديد...
لكنه رغماً عنه يشعر بدفءٍما...بنبضٍ ما...شعور غادر بالحنين راح يتسرب لداخله رغماً عنه...

غريبه هي عودته لكل هذا من جديد..!!

لقد رجع الآن بالقرب منها...
فمتى اللقاء..؟؟




♥▓♥▒♥▓♥




دخل إلى الغرفة...و رآها تجلس على سجادتها تصلي فرض العصر...
فتقدم ليجلس على السرير بهدؤ...و أفكاره تراجع الحديث الذي دار في الصالة قبل قليل...
حتى انهت فرضها...لتقف و تطوي سجادتها...و تجلس بالقرب منه...


أبوسلام يكرر / ماله داعي يروحون
أم صبح / سمو عزمتهم..و عمتها بنفسها كلمتني و طلبت اوافق يروحون..حتى سلام شفت بعيونها إنها تبيهم يروحون معها..هي أصلا ماتشجعت تروح الا يوم قلت لها بيروحون معها..بس أكيد استحت تطلب مننا
أبوسلام بضيق / و أنتي ليه توافقين و تمنينها بهالشي..ليه يروحون لناس مالهم علاقه فيهم و مو نفس حياتنا و ......
أم صبح تقاطعه / يا جابر الله يهديك..هالناس أهل اختهم..لو عشان خاطر سلام بس

صمت بضيق...لا يعلم لما تصر على زيارة بناتها لهم...
لما تحرص على تلك العلاقه بينهم...لدرجة إصرارها و إقناعها الطويل له...
هل السبب ما يتخيله..؟؟

رأت نظرته المشككة إليها...لتصد عنه و تقف...


أم صبح / بأروح اقولهم إنك وافقت


كان محقاً بتفكيره...تعلم أنه قد يكون وصل إلى السبب...و تعلم أنه سيفهمها...لكنها لا تهتم...
كل ما يهمها...و تتمناه...أن تتحقق آمالها...(الله يلمهم على بعض و لا يفرقهم..و يطمني عليهم)




♥▓♥▒♥▓♥




كانت تقف أمام مرآتها منذ دقائق...تتأمل ملامحها...شعرها...فستانها...
كل شيء فيها...حتى أدق التفاصيل...
أخذت نفساً عميقاً لتستنشق عطرها...و تتخيل تأثيره عليه...
بذلت أقصى جهدها...فهل سيصل هذا الجهد لذوقه الصعب..؟؟

رند تفتح الباب بقوه / ضـــي..يله أمي تقول تأخرررنا
ضي تفز من خيالاتها / بسم الله خوفتيني!!........خلاص اطلعي و قولي لها اللحين جايه


تركتها أختها...للتتجه لسريرها...تلتقط هاتفها...و تتصل به...
متوترة و تريد أن يطمأنها...رغم أنها تعرف أنه لن يتكلف فعل هذا...لكن سماع صوته سيطمئنها...


ضي / مساء الخير
باسل / وينك؟
ضي/ اللحين بنطلع من البيت..اذا وصلت اشوف مكان مناسب..و ادق عليك
باسل/ أجل ليه داقه اللحين؟
ضي بعتب / يعني خلاص ماتبي تكلمني إلا بس عشان الشوفه
باسل بغرور / ايه..خليني اشوف و اقرر تستاهلين أو لا
ضي / ترى ازعل..و لا أشوفك
باسل بكبرياء / ما تقدرين
ضي تتراجع / طبعا لاني قد كلمتي
باسل بإستخفاف / لا والله! زين أنا مشغول اللحين يله سكري
ضي بدلع / طيب قول باي..مو سكري


أقفل الهاتف ولم يرد عليها...لتتنهد مبتسمة...
هل يفعل هذا ليغيظها فقط..؟؟




♥▓♥▒♥▓♥




كان يقود سيارته على مهل...و عيناه تراقبان ذاك القصر الفخم...بسوره العالي...و تلك الأنوار التي سطعت الليلة من كل مكان فيه...


سلام / يبه..ادخل من البوابه المدخل بعيد..و قفنا عند مدخل الحريم


اكمل طريقه لتلك البوابة المفتوحة على مصارعها...ليدخل وهو يتبع إرشادات سلام...دائماً كان يوصلها حتى البوابة الخارجية فقط...
لأنه ينحرج من الدخول و مِن من قد يصادفه...


كان الكل يتأمل فخامة هذا القصر...و شساعة المكان من حوله...تلك الأشجار المصطفة بترتيب...و المشذبه بفن و إتقان...


فجر تشهق بإنبهار / سلااااام!! هذا بيتك؟ كبييييير مره
سلام تبتسم / هذا بيت أمي..أنا بيتي هو بيتك يالخبله
صبح تحتضن أكتاف فجر / وش نقول حبيبتي إذا اعجبنا شي
فجر بإستدراك / صح..ماشاء الله تبارك الله


فجر كانت تراقب كل شيء بحماس...و صبح تتأمل بهدؤ ما حولها و هي تذكر الله على ما تراه...
فقط سلام من تنشغل عن كل ما حولها...بدفع الضيق...و التوتر الذي يزداد كل لحظة فيخنقها...
تجاهده لتبدو كعادتها...أو على الأقل تبدو طبيعية لمن يراها...
مع أنها منذ الصباح...بل منذ الأمس حين أصرت عليها والدتها لحضور هذه الحفلة...و هي لا تشعر بخير...


فقط ضحى من كانت تشاركها هذا الضيق...و الحرج....
توترت أكثر من فخامة ما حولها و بعده عن ما آلفت عيناها على رؤيته...
و تمنت لو أنها تمسكت بعنادها و رفضت المجيء معهن...لكن سلام رفضت بقائها...و والدتها شاركتها هذا الرفض...




♥▓♥▒♥▓♥




كانتا تقفان وحدهما...تغرقان بأحاديثهم الخاصة...و هما ترحبان بمن يدخل من الضيوف...


كادي تشهق / سمسم شوفي مين اللي جاء؟
سمو تتابع نظر كادي لتشهق هي الأخرى / يمممماه! خفت حتى و أنا ببيتي


تقدمت منهما لتسلم عليهما...بإبتسامة قلما يرينها بها في المدرسة...


/ وش اخباركم يا بنات ؟
كادي تصمت...لتجيب سمو / الحمدلله..حياك الله تفضلي..مادري وش اقولك خاله أو أبله
/ لا دامكم كاشخات كذا..و كل وحده كنها عروس..قولوا خاله..يمكن اخطبكم لعيالي
ضحكن بإحراج و هي تغادرهن...لتهمس سمو / الله لا يقوله..كارهه عمري يوم اتزوج ولد مديرتي!
كادي / الله يهديها خالتي جواهر كان قالت لنا إنها عازمتها..تحضرنا..مو كذا فجعتنا
سمو / أنتي احمدي ربك إنها عزمت بس صديقاتها المقربات..و إلا لو عزمت كل اللي تعرف كان اقلبت البيت مجلس توجيه......بس والله المديرات لهم هيبه! وش رايك اصفقها دامها ببيتنا
كادي / هههه وش رايك عاد وش تسوي فينا اذا داومنا كان.....


قطعت كلامها حين شد إنتباهها ذاك الطيف...لترتد نظراتها لها بسرعة...
تحدق فيها بتأمل...و هي تتقدم مع سلام و من معها...و إبتسامة صافية تشرق وجهها بالنور...
و بهذا الأزرق الهادي الذي ترتديه كأنها تقدم لها دعوة خاصة لمحبتها...(هاذي صبح؟ أكيد صبح)
طبعاً فلا غيرها يستحق مسمى الصبح...فهي تشبهه...بدفئه...و نوره...و نقاءه...


وصلوا إليهم...ليصل لمسامعها صوت سمو المرحّب...


سمو / هــلآآآ بسلالم..و أخواتها..نوّر البيت على نور كادي
سلام تقبلها مبتسمة / و الباقين مالهم من الحب جانب؟
سمو / إلا طبعاً..النور الأساسي اليوم كله لمالك


انشغلت سمو و كادي بالسلام على أخواتها...
و هي تجاهد نفسها لتطرد الضيق الذي يعتصر صدرها...كل ما سمعت اسمه...
تحاول قدر الإماكن أن تمنع أي ذكرى...أو ملامح...أو صوت...مما مضى لها معه...
تلك الأيام التي تدينها...و تكسرها...

أفاقت مجبره من ضيقاتها...لتشترك معهن بالحديث...
كانت صبح تنهي سلامها مع كادي...لتظل ممسكة بيدها...و تقول لها بحنان...


صبح / و أخيراً شفناك يا كادي..عرفناك من كثر ما سمعنا عنك و لا عمرنا شفناك
كادي مبتسمة / والله أنا بعد كنت أبي اتعرف عليكم
سمو بتفاخر / الله يخلي لكم اللي جمعتكم
صبح تضحك / الله يخليك لنا

سلام بتوتر / جاي ناس كثير
سمو / ايه..و بعضهم للحين ما جاء..حتى عذاري للحين ما جت مع إن مالك من العصر وهو هنا..و ضي من يوم جت و هي كل دقيقه مختفيه..أو لازقه في المرايا تتأكد من حسنها لا ينقص..مع انه يزيد ما ينقص
صبح / اذكري الله
سمو تضحك / بس عشانك..ما شاءالله
كادي / غريبه عذاري للحين ما جت؟؟
سمو / يمكن استحت تجي بدري..و لأنها بعد عند أهلها هالأيام
كادي / ودي اشوفها..ما اتذكرها..ههههه أبي اعرف وش تطلع اللي متحمله مالك
سمو بغضب مصطنع / نعم نعم..وش فيه مالك؟ تحمد ربها اللي اخذها الشيخ مالك
كادي تتصنع الارتجاف / والله يخوف..تدرين ما أحد ضربني و أنا صغيره غيره
صبح بإستنكار / عاد انتي يا كادي مين يجيه قلب يضربك..احس كنتي مؤدبه و ما تسوين شي غلط
كادي تضحك / ايه سمو و ضي اللي اخطوا و ضربني معهم بالجمله_و لتغايض سمو_الله يعين عذاري عليه


تشاغلت عن حديثهم...و دقات قلبها تتزايد...و هي تتخيل لقائها المنتظر مع تلك الزوجة...
بالتأكيد للآن تتذكر كل ما فعلته لها...بالتأكيد لن تسامحها...و لن تتقبلها...
لكن تأمل أن لا يتضح هذا بنظراتها...و بطريقة كلامها معها...
أن تكتفي بوجوده معها...و نسيانه لها....
يكفيها خجلها من نفسها...و تلك الشجاعة التي بالكاد تتماسك بها لتقف أمامها...بعد ما فعلته...
لا تريد أن تحبطها بكرهها...و يتسائل الجميع عن سبب هذا الكره...
تخشى أكثر أن تصرح بأسباب كرهها لها...(اهدي يا سلام مو معقول بعد كل هالوقت تتكلم)




♥▓♥▒♥▓♥




كان يسلم على فوج من الرجال حين لمحه يدخل من الباب...منذ أكثر من سنه لم يراه...
رغم أنه كان أقرب شخص إليه...لكن ذاك النسب الذي لم يحضى به أبعده عنه قليلاً...
ليزيده ذاك البعد الذي حال بينهم أكثر...
فلم يعد يراه إلا حين يأتي برحلة عمل للرياض...مره أو مرتان خلال تلك السنوات...
أما هو فلم يستطع أبداً زيارته في جده...في بيته...قريباً منها...

زفر نفساً ساخناً...و صدره يضيق...هل عادت فعلاً..؟؟


ابتسم بمودة رغم الضيق الذي سكن صدره / يالله حيه
خالد بمحبة / حياك ربي


احتضنه وهو يسلم عليه...ليتابدلان السؤال عن الحال...و هما يأخذان مكان في ذاك المجلس ليجلسا...


ساري / مالك قال إنكم بترجعون بعد أسبوع تقريباً
خالد / ايه..أهلي للحين في جده..بس أنا من أسبوع تقريباً هنا
ساري / أسبوع! و لافكرت تمر تسلم و......
خالد يقاطعه بإعتذار / والله كنت مشغول..اجهز البيت لأهلي و اكمل اللي ناقص..و تعرف الشغل بعد..مريت على عمي و ما قصر..ما صدق شافني رمى الشغل علي
ساري بعتب مبطن / الشغل كثير عليه كل هالسنين و انتم بعيد...خله يرتاح
خالد بإستدراك / صح..الله يقطع الشيطان فرحتي بشوفتك نستني..مبروك
ساري يبتسم ببرود / الله يبارك فيك..عقبالك


خالد علم بخبر خطوبته...إذن هي تعلم أيضاً...
يتخيل ردة فعلها...أم تلك السنوات كانت قادره على محيه من قلبها...
لينهر نفسه...اهتمت أم لا...لم يعد يعنيه...فقد انتهت القصة الآن...حتى من قلبه...




♥▓♥▒♥▓♥




وقفت تزفر توترها أمام المرايا الممتدة في الإستقبال...لتتمالك أنفاسها المتلاحقة...و نبضاتها السريعة...و لتتأكد من زينتها...
بالغت بأناقتها اليوم...أكثر من عادتها...تريد الإنتصار عليها حتى بالشكل...
زفرت أنفاسها الضائقة بقوة...و هي تتخيل كيف سيكون لقائها بغريمتها...
أي نظرات ستتبادلها معها...أي حوار...أي جنون...؟؟


دخلت إلى الصالة بعد تردد...بخطوات متوترة...
لآتدري لما أجابت هذه الدعوة..! و لما سمحت له بإقناعها بالمجيء..؟


ألم يكن من المفترض أن يأتي هو ليسترضيها أولاً...ألا يهتم بتركها له...بحياتهم التي على المحك...(لا تصغرين عقلك يا عذاري أنتي أكثر وحده تدرين إنه هالأيام مشغول..أهم شي إنه فكر فيني و اهتم لحضوري..و لا يبي أحد من أهله يدري بزعلنا..يعني للحين شاريني حتى بعد ما تركته)


قد يكون هذا سبب لحضورها...
لكن السبب الأقوى...كان رغبتها بمقابلة تلك السلام...و التأكد من بقائها بعيدة عن زوجها في هذه الحفلة...
ابتسمت و هي تتوجه للعمة مزنة...و تسلم عليها...
شيء من الثقة يتسرب لنفسها...و هي ترى حب تلك العجوز لها...مؤكداً مكانها في حياة مالك...
كانت تتحدث معها...و مع خالته أم مشاري...تترقب ظهورها...ردة فعلها على وجودها...
إلى أي مدى سوف تتمادى بوقاحتها هذه المرة...
ماذا غيرت بها تلك السنوات...جعلتها أكثر وقاحة...أم اكسبتها بعض العقل...


و رأتهــا..!


لا ليست هذه...قد ترى بها من تلك ملامح...لكن لا يعقل أن تكون هي...
هذه الفتاة مختلفه كلياً...لباسها الأنيق...المحتشم...بتلك الألوان الهادية...لا يشبه الملابس الصارخة...الفاضحة...التي تلبسها تلك...
حتى شعرها الأسود بدرجاته الناعمة التي تتعدى كتفيها بطول بسيط...لا يشبه ذاك الشعر الطويل المتموج الفوضوي بلونه الغجري...
حتى نظراتها...هدؤها...إبتسامتها الرقيقة...عذوبتها...


كانت ستجزم بأنها إحدى أخواتها...
لكن نظرة الصدمة التي حجرت عينيها و هي تراها...أكدت لها هويتها...
لتتغير بلحظة نظرتها لها...و تمتليء بالقهر...و الكره...و الإستحقار...


انهارت قوة سلام...و تماسك كانت تتظاهر به...أمام تلك النظرة القاسية التي تلقتها...
و شعور بالضيق...و الحرج...جعلها تخفض أهدابها و لا تقوى على رفعها...
ترتجف يداها الباردتين...لتكور قبضتيها و تجمعهما مانعة إرتجافهما أكثر...

تقف كالتائهة في مكانها...لا تقوى على التقدم أكثر...
و فكرة أن تختفي في غرفتها ما تبقى من هذه الحفلة تقوى في ذهنها أكثر...
أملت ذلك...متناسية أخواتها اللاتي حضرن معها...
لكنها تأخرت...حتى احست بيد أمها تشد على ذراعها...


أم ساري بقلق / سلام! بسم الله وش فيك؟ ليه واقفه كذا؟

سلام رفعت نظراتها لها..لترى صبح أيضاً تتقدم منها...و تراقبها بذات القلق...و تقف بقربهم...

سلام تزدرد ريقها /آ.آآ...مـ ـا فيني شششي..
أم ساري بإستنكار / وشلون ما فيك شي؟_تلتفت لصبح_شوفي كيف وجهها رايح الدم منه و تقول ما فيها شي!
صبح / الله يهديها سلومه..طول اليوم ما أكلت شي
أم ساري / ليه ما أكلتي؟؟
سلام / معدتي تعبانه..مو مشتهيه الأكل


رفعت أصابعها لتمحو دمعة تعلقت بأهدابها قبل أن تنسل على خدها...


أم ساري / باكلم تميم يآخذك للمستشفى
سلام برجاء / يمه السالفه ما تسوى..شوي تعب و يروح
أم ساري / أجل روحي كولي لك شي خفيف..مو زين تجوعين نفسك
سلام / إن شاء الله


و بلا شعور...حانت منها إلتفاتة لتقابل ذات النظره الكارهة التي لم تخف...و لم تنطفيء...
لتهرب سريعاً إلى المطبخ...مع صبح...تنفيذاً لكلام والدتها...سعيدة بهذا العذر الذي منحها الوقت لترتاح من ما عليها مواجهته...
ذنوب تلك الماضي...التي أتت الآن لتقتص منها ثمن جنونها بذاك الزمن...


عذاري مازالت تراقبها...بتركيز...و دهشة تتسرب لقلبها...
لم تفتها صدمتها...سكونها...خجلها...و توتر شد إنتباه والدتها لها...
ثم تراجعها عن المكان...بنظرة منكسرة لا تقوى على رفعها بوجهها...(معقول تكون تغيرت؟ أخيراً عقلت..نسته؟...خمس سنين مو وقت قصير..أكيد كبرت و عقلت)


تنهدت براحة...و هي تسترجع شكلها...نظرتها...و إنسحابها...


عذاري / تغيرت سلام..و كأنها وحده ثانيه
مزنه التي لم تنتبه لها / شفتيها! ايه أنا يوم شفتها بخطبة ساري ما عرفتها..بسم الله عليها صارت عقل و زين
أم مشاري / شوفي خواتها..و تدرين إن هذا تأثير مرة أبوها عليها
مزنه تصحح لابنتها بعتب / و أم ساري ما عليها نقص بعد
أم مشاري معترضة / لو على أم ساري كان سلام للحين على حالها..شوفي سمو مو بعيده عن سلام بمراهقتها
مزنه / خلي الناس في حالها..عندك بنات لا يبليك الله فيهم


استمرتا بالجدال...و عذاري تحس بالحرج لأنها هي من فتحت هذا الموضوع...
لذا حين لمحت جواهر من بعيد و تعرفت عليها...تعذرت بالسلام عليها لتغادرهن حتى ينتهي هذا الموضوع...
أيضاً لترتب أفكارها...و تستوعب مظهر سلام الجديد...و كل ذلك التغيير فيها...






في المطبخ جلست سلام ساكنة...أفكارها شاردة للبعيد...
تريد فقط وقت مستقطع لتمالك نفسها...تشحن نفسها بالقوة...علها تقوى على مواجهتها...و فتح صفحة جديدة معها...


سلام ترى صبح الواقفة بجانبها / صبح يا قلبي أنا مافيني شي..روحي لضحى تعرفين هالبنت..لو ما شافتنا معها بتنحرج


تعلم أنها تحتاج وقت لوحدها...تلك الضيقة التي أصبحت تنهكها مؤخراً باتت متأكدة أنها بسبب شيء في منزل والدتها...
لذا أجابت طلبها بدون مناقشة...ثم لاحقاً ستعود إليها...




♥▓♥▒♥▓♥




كان يجلس مستمعاً لتميم...فأي حديث لتميم يمتعه...كيف وهو يقص عليهم ذكريات مراهقته الساذجة...
لكن نظراته التقطت باسل...الذي كان يجلس قريباً منهم غير مبالي بأحاديثهم وهو يعبث بجواله...
فرق شاسع بين تميم...و باسل...و الأغرب أن يجد نفسه صديقاً قريباً من باسل بالذات...
لكنهما رفقاء منذ الطفولة...حين كان باسل يبدل أصدقائه كل مدة...إلا هو دائماً باقي لجانبه...

ابتسم بشرود...وهو يتذكر والدته...التي كانت تحبه كثيراً...الغريب انها تحبه للصفة التي يكرهه الناس عليها...
كانت دوماً تردد أنه ورث هذا الكبرياء من والدها...و أنه يذكرها فيه...

لكن هو يعتقد أن خلف هذا الكبرياء...شخص ضعيف...
فطوال تلك السنوات التي عرفه فيها...لو أن الناس لم تتهافت لمصاحبته لمصلحة...و لو أنه لم يكن معه...لكان الآن وحيداً...
فباسل لا يعرف كيف يتقرب من أحد...و لا يستطيع إظهار مشاعره...أو اهتمامه... لأحد...أيضاً لا يعرف كيف يتصرف بأي أمر قد يواجهه...
فقط يجيد الهروب...و إدعاء اللامبالاة بكل ما يجري حوله...


تميم يلكزه بقدمه / معي؟؟
سامي يفز من أفكاره ليضحك / ايه تقول إنك حبيت لك وحده أنت و أخوياك..هههه أول مره اسمع عن أحد يقط في بنت يحبها
تميم / لو إن هذا السطر اللي قبل الأخير بس نسامحك بتطنيش سطر..و ازيدك من الشعر بيت..اللي يحبونها معي ولد جيرانها و الثاني ولد عمها
سامي يضحك / ولد عمها !!
تميم / ايه
سامي بإستغراب /وهو يدري إنكم تحبونها؟؟
تميم بتأكيد / ايه كنا نجلس مع بعض على رصيف الحاره كل ليله..و كل واحد يتفشخر وش قال لها؟ وش ردت عليه..و نشوف مين اللي اخذ وجه زياده
سامي بتشكيك / أنت صادق؟
تميم يضحك / هههه ايه ترى ولد عمها كان على قد عقله..يعني مو صاحي شوي
سامي / و أنتم مستغلين الوضع..و هي عادي عندها
تميم يضحك / ايه ترى حتى هي كان عقلها خفيف..بس عليها جمال بنت اللذين..للحين اذكره
سامي / بالله كم كان عمرك؟
تميم / كنت بثالث متوسط
سامي يضحك / والله جاي بدري أنت! متوسط وحب وعشق و غراميات..أنا أيام المتوسطه ما كنت أعرف في الحياة إلا لعب الكوره..المهم كمل مين اللي فاز فيها بالأخير؟
تميم يضحك / ولد جيرانهم..كان أحلانا ولد كشخه و يكتب شعر..مادري يسرقه من أبوه..المهم لطشها مننا
سامي يضحك / و طلعت خسرااان
تميم / لا أفا عليك..عاد ذيك الأيام أنا كنت شراني..اتفقت أنا و ولد عمها..يوم شفنا فيصل عطاها رسالة..و يروح ولد عمها و يعلم أبوها عليها من باب إنه ولد عمها و يغار على أهل بيته..و تآخذ لها علقه محترمه من أبوها..حتى فيصل ما قصروا فيه حصل له كف محترم من أبوه..بعدين نقله عند خواله في قريه مادري وين
سامي / هههههه والله نذاله! و تركتم البنت بعدها؟
تميم / ايه أيامها تولعنا بالتفحيط
سامي يضحك / وش فيه خراب بالدنيا ما سويته؟


أكمل تميم سرد ذكرياته...و سامي عيناه تراقب بضيق مغادرة باسل الصامتة..و يعرف إلى أين...




♥▓♥▒♥▓♥




أم ساري و جواهر كانتا تجلسان مع زوجة لصديق قديم لأبومالك قابله صدفة بالأمس فقط...و التي كانت هي أيضاً جارة مقربة لهما...
يتحدثن بتلك الذكريات الغابرة...و أيامهن القديمة...و ضحكتهن لا تنقطع...
حتى فُتح حديث منسي...لم تتخيل واحده منهما أنها قد تسمعه بصوت عالي...و هما اللتان تكتمان حتى أفكارهما فيه...


أم ساري / الله يالدنيا يا أم ناصر..مين يصدق إننا نجتمع مره ثانيه
أم ناصر / والله إنكم كنتم أعز جارات عرفتهم..المفروض بناتنا اللحين صديقات..ايه صح اذكر أنا و أنتي و جواهر ولدنا بنفس السنه و .................


كالإعصار هبت لتغادرهن فجأه...لتضيق نظرات أم ساري بحزن...و صدمه...


أم ناصر بإستغراب/ وش فيها جواهر؟
أم ساري تزفر بضيق و قلق / آآآ... لا بس بنتها مع أبوها..و من سنين ما شافتها و لاتدري عنها
أم ناصر بصدمه / صدق! ليييييه؟
أم ساري تغلق الموضوع/ الله يصبر قلبها..و يعينها على هالحال..لا تفتحين معها هالسالفه تكفين يا أم ناصر..حنا ما صدقنا إنها تنسى...(و ما ظنيت تنسى)

صمتت أم ناصر بحرج...فمن مغادرة جواهر السريعة بدون أن تنطق بكلمة...
و كل هذا الضيق..و الكدر...الذي يعتصر ملامح أم ساري...علمت أنه موضوع حساس...لن يتكلما فيه...






بعد أن غادرتهما...جلست منزوية لوحدها...لم تصعد لغرفتها خوفاً من أن تهاجمها تلك الخيالات المؤلمة...التي تجاهدها كل ليلة...
كانت نظراتها تسافر بعيداً...تجول متمعنة بكل أوجه الفتيات حولها...
خيالاتها ترسـم من ملامحهن...ملامحاً لها...حنينها يوهم لها أشباهاً خيالية... مختلفة...متقاربة...متباعدة...مبهمـة...

تستنزف ذاكرتها هباءً لترد لها بعضاً من ملامح تلك الطفلة الوليدة الملتفة بالبياض...لتلوح أمامها ملامحاً كالسراب...

لكم ارهقهـا إستجداء صوره يتيمة لتلك الليلة التي وئدتها...قبل أن تحتضن تلك الابنة ولو لمجرد ثـواني...


كل ما جمعهما بعد ولادتها...
لمحة خاطفة...اغتصبتها رغماً عنها...متحديةً رفضها...
لترى طيفـاً لملامحها الرقيقة...الصغيرة...يمــر أمامها قبل أن تُبعـد عنها...




♥▓♥▒♥▓♥




في ذاك المجلس الواسع...حيث تكاثرت الوجوه...و تعالت الأصوات...و الجميع ينشغل بحديث ما...
وهو كان كغيره يجلس هناك مستمعاً لحديث أباه...قبل أن يخفت اهتمامه به شيئاً فشيئاً...
تعب من كل هذا...يتظاهر بالإندماج مع من حوله بشكل آلي...
لكن بداخله تسيطر عليه فكرة واحده فقط تكبر كلما يمر الوقت...لتحتل على كل خفقة من خفقاته...وهو يحاول إخمادها منذ وصل لهذا البيت من جديد...


لقد مرت ساعة تلو الساعة...حسبها بكل دقيقة...و ثانية...
اشغل نفسه بهذه السلامات المتعددة...و التحدث لأشخاص عدة...
لكنه اثبت حضوره هنا أكثر من اللازم...و حان الوقت للقائها...
ليثبت لنفسه أنها خسرت كل تأثيرها عليه...
أن تلك السنوات التي غابها جعلته ينسى ذاك الشعور الأحمق الذي يسيطر عليه بوجودها...

منذ زمن نفاها من عالمه و رحل...و اليوم سوف يصدر أمامها شهادة وفاة رسمية لكل ما قد يربطه بها...
ليستعيد زوجته بقلب صافي...يعلم أنها على إستعداد أن تملأه بحبها...

تنفس بخلاص حين تباعثت نغمات هاتفه النقال...
و وجدها حجة عظيمة ليسحب نفسه من بينهم بدون تقديم إعتذارات...أو أن يلحق به أحد منهم...

اعتذر سريعاً قبل أن يتوقف رن هاتفه...و خرج بلمح البرق من المجلس...
ليخرس أنفاس منقذه بدون أن ينظر ممن الاتصال...


كان يمشي بخطوات متمهلة...يعلم أنها هنا...و متأكد أنها سوف تبحث عنه كما تفعل دوماً...و دوماً تجده...

ابتعد عن قسم الرجال أكثر...يمنحها الفرصة التي تنتظرها...
حتى أوصله تهور إنتظارها للحديقة...رغم قربها من المدخل النسائي...

ها هو يسهل الأمر عليها...الآن سوف تأتي...
هذا المكان هو مخبأ لهم...تتدافع منه الذكريات التي يحملها...
هنا يموج ظلها في ارجاء المكان...يتنفس شذاها في الهواء...ليغرق في انتظار ينكره...

يكره نهم نفسه لرؤيتها...لكنه يعلله بسبب واحد...يريد رفضها فقط...ليثبت لنفسه...و لها... لزوجته....أنها لا تعنيه ابداً...
اغمض عيناه غاضباً......ليخنق بحث نظراته عنها...لملاحقة أي طيف لها بزوايا تخيلاته...يشل هرولة أنفاسه التي تلهث لإنتظارها...


حتى سكن كل شيء حوله...و كل ما بداخله...ليرخي سمعه لتلك الخطوات...
إنها خطواتها...التي يحجبها عن سمعه الآن ضربات قلبه...الغاضبة...كما ادعى..!!


التفت بنظرة باردة...تخفي كل ما يستعر داخله من شعور...ليصدم بما رأى...




/ مــــــــــاااالك!!..




ارتبك...و خمدت ثورة أنفاسه التي كانت تضج منذ ثواني في صدره...


♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ

 
 

 

عرض البوم صور أغاني الشتاء  
قديم 08-01-14, 07:13 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 241120
المشاركات: 21
الجنس أنثى
معدل التقييم: أغاني الشتاء عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أغاني الشتاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أغاني الشتاء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)

 








♥▄الـنـبـ«10»ــضــة▄♥

:
:
:

كانت تقف بتوتر...و عيناها تبحث بين الوجوه عن أخواتها اللاتي لا تعلم أين اختفين...
بالرغم أنها تقف مع سمو و كادي...لكنها لم تعرفهما للآن جيداً...و لم تعتاد على الحديث معهما بعفوية...و راحة...بالأخص بوجود تلك الفتاة المغرورة...
قد لا تكون مغروره حقاً...لكن وجود فتاة بهذه الأناقة...و الجمال...و الثقة...لا تعلم لما تهز ثقتها بنفسها...و شخصيتها...


ضي تتقدم لهن / هلا سوسو..و كدو
سمو / والله المفروض ما أرد عليك؟
ضي / وش دعوه؟ ليه زعلانه..علي!
سمو تنظر لكادي بتعجب / و تسأل بعد!
كادي لا تفهم / وش سوت؟؟
سمو / وش هالكشخه؟ ليه تطلعين أحلى مني؟؟
ضي تضربها..و بدلال / خوفتيني!-و تلتف على نفسها بغرور- والله طالعه حلوه؟


كانت تتابع حديثهن...بإبتسامه خجلى...مترددة...من غير أن تشترك فيه...
كم تحسد ضي على هذا الحضور اللافت...و الثقة بالنفس...فأعين الجميع تراقبها بإعجاب...و إنبهار...
كذلك سمو...فهي تتصرف بحيوية...و مرح...و لاتهتم لنظرات من حولها...و هي تضحك بصوت عالي...و تمزح بفضاضة مع الكل...
وحدها كادي قريبة من صمتها...و خجلها...لذا ترتاح أكثر بوجودها...
و لكن هذه الراحة لم تدوم لها...


كادي بإبتسامة و هي ترى شاشة هاتفها بعد أن تعالت نغمته / هذا أبوي..بأروح اشوف مكان هادي اكلمه فيه
تركتهن...لتقف بين سمو و ضي كالتائهة...


سمو / يا عمري عمي الدكتور والله فاقدته
ضي تضحك / و أنتي وش دخلك؟
سمو بخيبة مصطنعة/ اتلزق أبيهم يخطبوني لسامي..بس شكل ما عندهم نيه ههههه


والتفتت لترى والدتها تشير إليها...


سمو بتفاخر / ياااربي أمي ما تصبر عني


و تركتهما راكضة لها...لتحدثها قليلاً فتغيب عن أنظارهما...
و ضحى تتوتر...و هي تقف مع تلك التي لم تكلف على حالها أن تلتفت لها...و تسلم عليها...منذ وقفت عندهن...
لكنها اراحتها من هذا الحرج...

ضي ترفع معصمها لترى ساعتها الفخمة / آآ عن اذنك يـآآ
ضحى / ضحى
ضي بلا اهتمام / ايه معليش ضحى..لازم اكلم اللحين ضروري


بالكاد ابتسمت لها...و قبل أن تتكلم...كانت قد ذهبت بعيداً...
لتقف هي وحيدة...متوترة من نظرات النساء لها...
فتتراجع إلى أي مكان قد لا تراقبها فيه تلك العيون الفضولية...التي تحرجها....




♥▓♥▒♥▓♥




كان يحدق بها بصدمة و كأنه لم يراها منذ سنوات...
كانت بعيدة...بعيدة جداً...عن أفكاره...و إحساسه...و إهتمامه...في هذه اللحظة...
نسيها بالكامل...نسى إتصاله بها...نسى أن يتأكد من حضورها...
و تبعثرت كل الجمل التي صفها بخياله لإقناعها بالعودة...


لحظة من شتات...لملمه سريعاً...وهو يستوعب وجودها أمامه الآن...
و شك هو أقرب لليقين...أن سلام تراقب هذا اللقاء...
بالتأكيد لن يغفل عنها حضور عذاري هنا...و إحتمال وجوده...
ليتحدث تحت تأثير طيفها المزعوم في خياله...حتى توهم من يقينه أنه يسمع صوت أنفاسها الثائرة...


مالك بإبتسامه باهتة / عذاري..-يكمل كاذباً-كنت بأطلب اشوفك..بس جات من الله


منذ رأته و قلبها يدك ضلوعها بكل قوته...تحن إليه و لحياتها معه...و ترعبها العودة إليه...
تخاف فقده...و تخشى حياةً خادعة ستكملها معه...
تعلم أنها ليست نداً له...لم تكن يوماً...و لن تكون...
إما أن تبتعد محتفظة بما تبقى من حياتها...و شخصيتها...و عقلها...و كرامتها...
أو تسير خلف همسات قلبها...لتكمل نحر روحها حباً لا تدري إن كانت ستملكه به يوماً...


مالك يقترب منها / وش اللي سويتيه يا عذاري؟_يكمل لمن يظنها تستمع_أهون عليك؟ يهون عليك كل اللي بيننا


تنهدت مرتجفة...هذا ما يضعفها...
مالك بقسوته...و جبروته...و غضبه...حين يلين غراماً هكذا...
ليجعل قلبها ينصهر بين جوانبها....يجعلها تحلق بعيداً عن أي منطق...أو حقيقة...
كم هو رائع تحوله من ذاك الحال لهذا...و الأروع لو يظل معها دوماً هكذا...
لو تضمن أنها تحتل نصف قلبه فقط...لتعتمد على هذا المكان لترجع بأمان إليه...
لو تتأكد من طوي صفحة ماضيه مع تلك السلام...خاصة بعد التغير الذي صابها...


مالك بهمس / ليه ما تردين؟ بتحرميني حتى اسمع صوتك؟؟
عذاري بتوتر متمسكه بما تبقى من غضبها / أنا جيت عشان خاطرك اللي بقلبي..بس يا مالك للحين اللي بيننا ما انحل
مالك بحنيه و رجاء لم يظهر ابداً بهما / نروح لبيتنا و نحل كل شي
عذاري / أي بيت؟
مالك / أنا بأجلس في بيت أمي مزنه لين اشتري بيت و....


لن تدعه يكمل...لن يرجعها إليه هكذا...بسهولة و بساطة...
بدون حتى أن يتعنى هو لإسترضائها...لتعلم أهميتها في حياته...و ماذا سيفعل ليسترجعها...يجب أن تكمل ما بدأته...


عذاري تقاطعه وهي تتلفت لتذكره بأن المكان غير مناسب / مو اليوم يا مالك..لا هذا المكان و لا الوقت المناسب..و اللي في قلبي ما قدر اطلعه اللحين


تركته بسرعه...قبل أن يلح فتضعف...

وهو يقف مراقباً إياها تبتعد...و تختفي...
يقف ساكناً ينتظر ظهورها العاصف بعد ما سمعته...
هل كانت هنا..؟؟
هل سمعته..؟؟

تأخرت...تمر الدقائق و هي لم تظهر...
لكنه متيقناً من رؤيتها... من بحثها عنه...ليستدرك شيء أثار إستغرابه...(ليه عذاري كانت اهدأ اليوم؟ ليه ما جابت طاريها أبداً و هي أكيد شافتها؟ وش صار بينهم؟؟ معقول ما شافتها للحين؟؟)


أين أنتي؟؟
ماذا تقصدين بتخفيك..أيتها اللئيمة!!
حتى السكون منك..يثير فيّ غيضاً مزعجاً...
هل هي خطة ترسمينها تسعين بها لنصرٍ أكبر؟؟
أيتها الجامحة بجنونك...اسمعيني صهيل عنادك...
اتوق لحربي معك..لأنتصر مرةً أخرى...
نصري الأول عليك...كان له طعماً لاذعاً اقتت عليه لسنوات...
له شعور كمن يلتهب قلبه برودة حارقة...له لسعة نار...
كمن ادمن ذبح روحه...ليعيش على نزف جروحه سعيداً...
أين أنتي؟؟
اشتاق لتعذيبك...
لخنق المشاعر...
و قتل روح لا أعلم أ كانت تنبض بداخلي أو بداخلك..!
ما سر تلك السنوات التي قضيناها بسكون قاتل لا يشبهك...
سكون يستفز كل يوم غضبي المكبوت دهراً من التناسي...
ليثور...
لأصل به إلى هنا...
أتيت إليك...
أتيت لأنفيك مني...
أتيت لقتلك من داخلي للأبد...
اليوم...حتى كرهي سينضب منك....




♥▓♥▒♥▓♥




كان يقف خلف الحاجز الخشبي المفرغ بنقوش مشجرة بقسم بعيد في منزلهم اختارته للقائهم...
ينقر عليه بأصابع ملت الإنتظار...

رفع يده بملل لينظر لساعته...تأخرت عشر دقائق...
قبل قليل فقط اتصلت به...و اختارت هذا المكان..
كان عليها أن تنتظره حينها...لا أن تجعله هو من ينتظر...

مل صبره كعادته...
قرر أن يذهب و يجعلها لاحقاً تدفع ثمن تأخيرها...
لكن اجتذبه إنعكاس صورته في المرآة أمامه...ليطيل النظر لنفسه...

طوله الفارع...أناقته و جاذبيته...وسامته الفاتنة...
يجب أن لا يهدر كل هذا على فتاة لا يعرف لها شكلاً...

لقد جذبته بدلعها...و نعومتها...
تشابهه بغرورها...لكنه غرور لا يعلى عليه...معه تتناسى نفسها من أجله...
تدللــه...تهتم به...و تحرص على رضاه...تعطي الكثير و لا تنتظر منه شيئاً بالمقابل...
لكنه يريد لنفسه الأفضل دوماً...لذا يجب أن يراها...لأنه لا يتذكر أي ملامح لها في طفولتهم...


و بعد أن يراها...سيرد لها هذا الإنتظار...


سمع صوت خطوات تقترب...و كان سوف يظهر من خلف هذا الحاجز...ليعلن عن غضبه لهذا التأخير...
لكن شيئاً داخله جعله يتروى...لينظر للوهلة الأولى كيف هي...و يقيمها سريعاً...
و يختار ردة فعله على شكلها...

فحتى لو كانت جميلة...و رائعة كما تدعي...لن يظهر لها هذا الشي...
يجب أن تعيش دائما في سؤال إن كانت اعجبته أم لا...إن كان رضي بها أم لا...إن كان يرى أنها تستحقه أم لا...


لكن منظر الفتاة التي رآها...كان صدمة له..!!


شعر خفيف منسدل بنعومة أكثر من ما ينبغي...فخصلاته السوداء مستقيمة بحدة...لتصل لمنتصف ظهرها...
ملامحها إعتيادية...قد يراها في كل وجه...فلا شيء يميزها...
عينان صغيرتان...بحاجب خفيف و رموش خفيفة متباعدة...
نظراتها فارغة...لا تحمل أي تأثير...جاذبية...أو إغراء...
أنفها دقيق و صغير...وشفتان صغيرتان...و ذقن صغير أيضاً...
وجهها كلـه كحبة كرز...ملامحها...نظراتها...تعيش بطفولتها للآن...
جمال إن أطلق عليه مسمى جمال...فهو متواضع جداً...
حتى ذوقها في لباسها كان بسيطاً جداً...تافهاً برأيه...


تلاشت صدمته...ليحل مكانها الغضب...
أين ذاك الجمال الذي تباهت به على مسامعه...أين ذاك الذوق الفريد من نوعه..؟؟
أين الجاذبيه...و الغرور...؟؟
هل كانت تبالغ بالأمر لكي تجذبه إليها...
هل ظنت أنها تعلقه بها ليحبها...فيرضى بشكلها أياً كان...


رآها تتمشى شاردة الذهن...و يبدو أنها لم تعلم بوجوده...
فذهب إليها...

تقدم منها ببطء و هي توليه ظهرها...مد يده بهدؤ و أمسك ساعدها...
تصور أن تجفل...و لكن ليس بتلك الدرجة التي انتفضت بها...و شهقتها التي كادت تفزعه هو...
و كأنها لم تتخيل وجوده..!!

و إن كانت قد فزعت للمسته...
فهذا شيء لا يذكر أمام الفزع الذي ابهت ملامحها...و هي تلتفت لتراه ملاصقاً لها...

لحظة فقط...قبل أن تغزي نظرتها صدمه غريبة...فتطرق رأسها هرباً...أو خجلاً...
و تحاول سحب يدها المرتجفة منه بقوة...و غضب...
لكنه تدارك ذلك اسرع منها....فشد قبضته عليها...و هي تبتعد عنه محاولة الخلاص منه...
دون أن ترفع رأسها له...دون أن تنطق بكلمه واحدة...


ثار غضبه...مالذي تفعله هذه الغبية...
ما هذه الصدمة التي تمثلها...و الحياء المبالغ به..!
هل تخيلت أنه سوف ينظر إليها من بعيد....و يكتفي بإطلالتها الساحرة عليه...
و كأنها تستحق..!!


باسل بنفاذ صبر و إستخفاف / هيـه! وش فيك؟ كان ما جيتي احسن..مو شوفه هاذي سديتي نفسي

هذه النبرة التي تجعلها دوماً تتراجع..عن غضبها...أو دلالها...
لتخضع لما يطلبه...و يريده...


لكنها هذه المرة لم تتراجع...و رفعت رأسها له بنظرة...تحمل رفضاً...أو غضباً...أو إستحقاراً...


جعلت يده لا شعورياً ترتخي عنها...لتمر ثانية تختفي فيها عن نظره...
وهو يتابع بعينين غاضبتين...خصلات شعرها التي تطايرت خلفها بعنف...


(انجنت هاذي؟؟؟)


خرج بغضب...و بسرعه من هذا المكان...و ندم على انتظارها منذ البدء...
لا منظرها يستحق...و لا هذا الجنون الذي فعلته يستحق...انتظاره...




♥▓♥▒♥▓♥




دخلت إلى الصالة بعدما شحنت نفسها سريعاً عكس ماتوقعت بقوة و عزيمة أملت أن تعطيها الشجاعة الكافية لتطوي صفحة ذاك الماضي المخزي...
لأنها لو تأخرت...لتفكر...و تتذكر...تعلم أنها لن تقوى أبداً على المواجهة...

لكنها...انتفضت حين رأت...ما كان يرعبها في إنتظارها...


مزنه / سلام يمه تعالي


اقتربت منها مرتجفة...و عيناها بالكاد تبعدها عن الأرض...لتلمح بطرف عينها عذاري تقف بجانب العمة مزنه...
تباطات خطواتها من خجل يثقلها...و حيرة تقلقها...
هل تسلم عليها؟؟
لكن إن رفضت السلام هي...!!
كيف سيكون موقفها أمام العمة مزنه...

أطلقت نفساً مرتجفاً و هي تقف أمامهم...لتغتصب إبتسامة متوترة...
أملت أن تلتقط عذاري معاني الإعتذار التي ترسلها فيها...
و إن كان ما فعلته كثير جداً...على إعتذار بهذه الطريقة...
لكنها لن تقوى على الإعتذار الصريح منها...لا تستطيع أن تنطق أمام أي أحد بذاك الماضي المخزي لها...

مدت يدها بوجل...لتتردد يد عذاري للحظة قبل أن تضعها بيدها...
تنهدت سلام بقليل من الراحة...و شجعت نفسها أكثر لتبادرها بالكلام...

سلام ترفع نظرها لها وبصوت مهزوز / هلا عذاري..وش أخبارك..نورت الرياض؟
عذاري ببرود / الحمدلله..و أنتي وش أخبارك؟
سلام / تمام

كانت عذاري تتأملها بتركيز...
لا تصدق أنها نفس الفتاة الوقحة...التي كادت تهدم زواجها...و لا حقتها هي و زوجها بإزعاج...
توقعت أن تتغير...لكن أن تصبح بهذا الحال..!!
لولا الماضي الغاضب بينهما...تجزم أنها كانت ستعجب بها..و تحبها...
من ماتراه فيها الآن...و ما سمعته عنها...لكن هناك شعور غريب يسيطر عليها حين تراها...ليبني حاجزاً صلباً في تعاملها معها...


عذاري تتفحصها بنظراتها / وش أخبار دراستك؟ تخرجتي؟
سلام تحاول أن تثبت أنظارها في وجهها لتدرك تغيرها / لا هاذي آخر سنه
عذاري بإبتسامه جافة / الله يوفقك
لكن سلام ردت لها الإبتسام بشكر / مشكوره


تحدثت قليلاً مع العمة مزنه...لتتركهما و هي تبتسم بشبه راحة...
رغم جفاء عذاري و برودتها... لكن هناك إحساس أكيد داخلها..أن ما تبادلاه للتو من حوار...كفيلاً لأن يتناسا الماضي...
هي ترغب بذلك...و رأت رغبة عذاري توافقها كذلك...




♥▓♥▒♥▓♥




كان يمشي في الباحة الخارجية بمهل...آملاً أن يتحسن مزاجه...
بعد أن تعكر من ثواني جمعته بها...لكي لا يصب غضبه على أحد أمام ذلك الجمع...

تعالت نغمة هاتفه...اخرجه بملل لكي يخرس رناته...
لكن ما إن رأى اسمها حتى زاد حنقه...(و لها وجه تتصل! صدق عطيتها وجه و هي ما تستاهل)

كان سيرفض الإتصال...لكنه تراجع...
لما يصب غضبه على أشخاص غيرها...و هي الوحيدة التي تستحق التعنيف...و إفراغ ما به من قهر...


باسل بكبرياء / خير..ليه تدقين..اسمعي لو شفت رقمك....
ضي لم تدعه يكمل / باسل وش فيك؟
باسل بقرف / مو طايق اسمع صوتك و...
تقاطعه للمره الثانيه / ليه؟؟
باسل بغضب / لا تستعبطين علي..وش اللي سويتيه من شوي مـ...
تقاطعه شاهقة / أنت رحت للمكان!!
باسل بسخريه / ليه ما عرفتيني؟ كنتي منتظره أحد غيري
ضي بغضب / أنا توي أجي للمكان_تستدرك بقهر_يعني شفتها؟؟


خفّ غضبه قليلاً...ليستوعب ما تقول...و يفهم المعنى من كلامها...


باسل / وش قصدك؟
ضي بوجل / كنت جايه بأشوفك بس شفت....._قطعت كلامها_ آآ شفت وحده في المكان..و رجعت لين تروح..ما كنت متوقعه تجي قبلي


حلت الصدمة مكان الغضب...وهو يتذكر إمساكه الغاصب لتلك الفتاة...صدمتها...ذعرها...إستحقارها...و غضبها...


باسل يصب قهره عليها / و أنتي غبيه؟ تشوفين فيه وحده بالمكان اللي اتفقنا عليه..تاخذين نفسك و تروحين و أنتي تدرين إني يمكن أجي بأي لحظه
ضي تبرر / والله..ما توقعت تجي لين أدق عليك
باسل بغضب / لا والله تعرفين تفكرين


و أقفل الخط بوجهها...لتعاود الإتصال على الفور...
فيصمت جواله بضغطة زر...و يغرق بأفكاره...


يراجع بخياله ملامحها قبل أن ينساها...
يتذكر تلك النظرة الغاضبة...المستحقرة...التي تأكد له أنها تعرفه...




♥▓♥▒♥▓♥




كانت ذاهبة للبحث عن سمو بعد أن ابتعدت عن مكانهن لتحدث والدها...تمشي بشرود عميق في أفكارها...قبل أن يوقفها ذاك الصوت الدافيء...فتفز...
توقفت والتفتت لها...مستغربة...مالذي أتى بها من هنا...


صبح / كادي
كادي / هلا صبح..وش تسوين هنا؟
صبح / كنت مع سلوومه في المطبخ..و طلعت منها ما عرفت وين اروح؟ هههه ضعت البيت كبير ماشاءالله..زين شفتك
كادي تضحك / أنا كنت أدور مكان بعيد عن الإزعاج عشان أكلم أبوي..مسافر و كل يوم لازم ادق اسمع صوته واتطمن عليه..أكل و إلا نسى..نام زين أو لا..._و بفرح_لكن اليوم دق هو...هههه تحسيني مزعجه صح؟
صبح بإبتسامه حنونة / لا بالعكس..الله يخليك لهم..من لهم غيرك مسئول عنهم..تدرين؟ الرجال مايعرفون يسوون شي بدون مره..لازم نرتب لهم كل شي و نذكرهم بكل شي..حتى لو اعترضوا


صمتت كادي مبتسمة...اسعدها ما سمعته...
الكل يريدها أن تتخلى عن هذا الدور...الذي يرونه كبير عليها...
الكل يقنعها أن تنتبه لنفسها هي...و تنشغل بحياتها بعيداً عنهم...
لكن صبح أول شخص يريدها أن تهتم اكثر...

تنهدت بفرح جارح...يا الله كم تشبه والدتها بروعتها...و طيبتها...و هالة الدفء التي تشع منها...

وصلتا معاً إلى الصالة...لتقابلا سمو و ضحى...

سمو / وين رحتي؟ كل هذا تكلمين أبوك!

أجابتها كادي...في حين شدت ضحى يد صبح لتقربها منها...

ضحى تهمس بضيق / وين رحتي أنتي و سلام و تركتوني لحالي؟؟
صبح / سلام تعبت شوي عشانها ما اكلت زين..و رحت معها تأكل لها شي..بعدين وين لحالك هاذي سمو معك
ضحى / سمو أمها مادري وش طلبت منها..و طلعت فوق..و كلكم اختفيتم حتى كادي..وقفت مثل هالغبيه وسط الحريم مادري وين اروح؟
صبح تجاريها و كأن ما حدث مصيبة / خلاص يا قلبي آسفه..ماراح اتحرك إلا و انتي معي




♥▓♥▒♥▓♥




وقف بجانبه حين رآه خارجاً في الباحة يتحدث بهاتفه...وهو يتأفف بضيق...
ليلتفت إليه سامي بإستغراب ما إن اغلق هاتفه...
لكنه لم يسأله عن السبب...و لا عن ما حدث بينهما و جعله بتلك الحالة...
لأنه لم يكن راضياً عن هذا اللقاء...وهو لم يستمع له...


باسل / الغبيه
سامي يغير الحديث / طارق اللي اتصل يقول.......
باسل و كأنه لم يسمعه / ما شفتها..ارتحت اللحين
سامي براحه / صدق؟ هي تراجعت..باسل والله احسن أنت......
باسل يقاطعه / شفت وحده غيرها..رحت مسكتها على بالي هي هالغبيه
سامي بصدمه / وشو؟؟؟
باسل / .........
سامي / وش صار؟ وش سوت البنت؟؟
باسل / وش سوت يعني..جلست تنتفض لين فكيتها_يكمل محدثاً لنفسه_بس نظرتها تقول إنها تعرفني..متأكد إنها عرفتني
سامي بضيق / الله يهديك..أنا من الأول مو مرتاح لهالشوفه


لم يكن يصغي إليه...و لإنتقاداته...وهو يتذكر تلك النظرات الغاضبة...و التي تعرفه...
حتى التقطت أنظاره...ابنة عمه الصغيرة رند...


باسل / اللحين اعرفها
سامي بإستغراب / و كيف بتعرفها؟
باسل بصوت عااالي / رنـــــــددد


أتت إليه مع فتاة أخرى بنفس عمرها...كانت تلعب معها....


باسل / بأوصف لك وحده..و روحي شوفي مين تطلع..وش اسمها و تعالي علميني..تعرفين؟
رند بحماس/ ايـه
فجر تقاطعهم/ لاااا حرام توصفها لك


ضحك سامي...و باسل يلتفت لتلك الصغيرة بإشمئزاز...


باسل ينهرها / و أنتي وش دخلك؟
فجر بإستنكار / اقولك حرام..يغضب عليك ربي!! حرام توصفلك وحده مو محرم لك
باسل بإستخفاف / أنا اللي باوصفها مو هي
فجر بعناد / ايه بس أنت تبي تعرفها من وصفها..يعني نفس الشي..بعدين حرام عليك وشلون شفتها..و كيف بتوصفها و هذا يسمع و....؟؟
باسل بعصبيه / يله روحي بعيــد..وش موقفك عندي..يلـــــــه
فجر تغادرهم ممتعضه / استغفر الله العظيم
باسل بإستحقار / مين هاللي معك؟
رند / هاذي فجر..أخت سلام


راقبها سامي و هي تبتعد لتقف قريباً من أحد الأشجار...تنظر لهم بعدم إستحسان...ليبتسم...(ماشاء الله عليها..طلعت احسن مني و قالت اللي ما قدرت اقوله)


خجل من نفسه و هي تراهما...ليبتعد عن باسل و لا يسمع وصف تلك الفتاة على لسانه...
و أفاق من أفكاره...وهو يستمع لصوت باسل الذي علا فجأه...


باسل / يله روحي شوفيها..و انتظرك هنا تعلميني


انطلقت بحماس...لتركض خلفها فجر و هي تناديها بصوت عالي...


باسل يلتفت له بغضب / هاذي وش تبي اللحين؟؟
سامي يبتسم وهو يتقدم منه / تنكر المنكر

لم يرد وهو يراقب رند تعود إليه...لتقف بعد مسافة قصيرة منها...


رند / باسل خلاص ماراح ادورها
باسل بقهر / ليـه؟؟؟
رند / لا اخاف ربي يغضب علي..فجر تقول.......
باسل بغضب / اذلففففي من قداااامي..أنتي و فجر


ضحك سامي وهو يرى نظرة الإنتصار...و التحدي...تلتمع بعينا تلك الصغيرة...
ليغادره باسل غاضباً حتى منه...




♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ

 
 

 

عرض البوم صور أغاني الشتاء  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية،سعودية،رومانسية،اجتماعية،بين نبضة،قلب و أخرى
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:26 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية