كاتب الموضوع :
أغاني الشتاء
المنتدى :
الروايات المغلقة
الفصل الأول/ لا أمــان في نبـض القلب...(N)
♥▄الـنـبـ«7»ــضــة▄♥
:
:
:
فـي الـغـــد..~
دخلت إلى الصالة...و عدم الرضا جلياً على ملامحها...لتجلس بينهم...و تتنهد بضيق...
جواهر بقلق / خير وش فيه يا أم ساري؟
أم ساري بكدر / دقيت على أم منوه عشان اشوف رأيها في الخطبه..و كأنها ما صدقت وافقت على طول.._تكمل بضيق و إستحقار_كانت تبينا نجي اليوم بعد!!
جواهر تتنهد بيأس / و أنتي كان عندك شك إنها بترفض..يعني ما تعرفين أم منوه أكيد تتمنى هالشي
أم ساري و ضيقها يتعاظم / طبعا وين يحصل لهم واحد مثل ساري يفكر يناسبهم..بس والله مو هاين علي ساري..أنا يوم خطب دانه ما كنت راضيه على ذيك الخطبه..عشان متأكده إن أمها بتنكد عليه و علينا..بس وافقت لأني كنت اتمنى وحده مثل دانه له عشان كذا تنازلت و خطبتها من موضي وقلت باتحملها عشانه و عشان البنت زينه..لكن اللحين! لا حول و لاقوة إلا بالله..لا البنت زينه و لا أمها و لا تصرفاتهم.._بندم_مادري كيف وافقت؟؟ الله يهديك يا ساري عاد هذا إختيار!!
سمو تضحك / غلطة الشاطر بعشره
أم ساري / سمو لا تقهريني مو ناقصتك
سمو بلامبالاة / عادي يا أم ساري خليه ياخذها على شينها..بس عشان يقهر مويضي العله ويشب كبد بنتها
تنهدت كادي بضيق...و هي تسمع تصريحاً يؤكد كره سمو لعائلة عمها...
من المستحيل أن تقنعها بعودة المياه لمجاريها...كما ترغب جود...و هي أيضاً...
أم ساري / عيب عليك هالكلام! لا اسمعك مره ثانيه تقولينه
سمو / يوو ياأم ساري أنا ما أعرف اسكت لاكرهت احد
أم ساري بحده / و أنتي وش دخلك فيها لاتكرهينها و لاتحبينها..و لاتتكلمين عنها أبدا
سمو / زين اتركينا منها الأذيه_تهرب بنظراتها من غضب والدتها..لتكمل بخبث_وش رايك تقولين لساري انهم رفضوا دام ما تبين له منوه..يعني ساري من وين بيعرف رايهم؟؟
تغيرت ملامح والدتها من الغضب...للدهشة...لتلتفت على جواهر بنظرات تستحسن الفكرة...
جواهر قاطعه أفكارها /لا تطاوعين هالخبله على أفكارها..لو عرف ساري وش بيكون رده و حنا لاعبين عليه......الله يكتب له اللي فيه الخير..سواء يتم هالزواج و لا ما يتم
ابتسمت كادي...و هي تراقب مناقشتهم...
و إمتنان يكبر لسمو...و هي تسمعها تردد دوماً بحضورها...أم ساري...
تعلم أنها لا تريد أن تنطق بكلمة_يمـه_فقط مراعاة لمشاعرها...و حرمانها...لذا لا تقوى أن تضايقها بمجرد ذكر جود أمامها...
لكنها تتمنى لو اجتمعن سوية من جديد...لكي لا تضطر أن تنفصل بحياة أخرى لا تجد فيها سمو...
انقطعت أفكارها بتصاعد رنين هاتفها...
كادي تجيب مبتسمة / هلا سامي......ايه خلصنا......._تلتفت إليهم_خالتي سامي يبي يسلم عليك
أم ساري تقف / خليه يدخل هنا..أنا طالعه فوق...يله سمو
سمو مازحة / كل واحد يتكلم عن نفسه..أنا شخصياً باجلس اسولف معهم
أم ساري تشدها أمامها / عن الخبال و يله قدامي
♥
♥
دخل سامي...و بعد أن سلم على خالته...جلس بجانب كادي...
جواهر / وينك ما شفناك؟ بس وصلت كادي ورحت على طول ليه ما تغديت معنا؟
سامي / واحد من العيال نقل للشرقيه..و سوينا له غداء وداعي
جواهر / ايه الله يوفقه..و أنت وش أخبارك يمه؟
سامي / الحمدلله بخير-يلتفت لكادي بإهتمام-خلصتوا مراجعه؟
كادي / ايه
سامي / أكيد و إلا نص الوقت سوالف
جواهر تطمئنه / لا لا تخاف أنا كنت عندهم..ما خليتهم يتركون كتبهم لين خلصوا
ابتسمت بحنان...و حزن...و هي ترى حرص سامي و إهتمامه...يبدو كحرص أم على ابنتها الصغيرة...
تحس بالألم كلما رأت هذا الحزن يستوطن نظراتهما...و كم تكره رفضها...لرفع قلة منه عنهما...
حين خطبها أباهما منذ بضعة أشهر مجبراً تحت ضغط منهما...
أرادت بكل رضا العالم أن تقبل...من أجلهما فقط...
أن تأخذ مكان اختها الغالية...و هي أكثر من يعلم بعشق زوجها الذي نذره لها...
أن تكمل ما تبقى من عمرها الرث...بجوار إنسان تعلم بكل همسة عشق...و كلمة حب...كانت بينه و بين أختها...
أن تتزوجه حتى و هي متأكده أنه لم يتبقى لها من قلبه بعد أختها...أي شيء...
تتغاضى عن كل هذا...من أجل هاذان الإثنان فقط...
لتهديهما حياة عائلية مستقرة...يتوقان لها...و يرسم حرمانهما منها ملامحاً في كل تصرفاتهما...
لكنها لم تقدر..!!
بداخلها ألف وجع...و وجع...يمنعها...
مازالت مشاعرها...جروحها...حرمانها...تهوي بذاك الماضي الأسود...و لا تجد أي قاعٍ يردعها...
لم تستطع...لم يسعفها كل العزم على النسيان...أو التناسي...
أن تخطو خطوة واحدة نحو حياة حقيقية...تمنح بها مشاعر أعمق...و أقرب...
وأدت حنينها الرابض كما تعلمت أن تفعل لسنوات...تخشى أن يثور...فيسأل...فيبحث...
لتستقر داخلها غصة...تزاحم غصات ملأت بها الحشاشة...لتتركها مخفية كما كانت دوماً...بمخابيء روحها...لا يدركها أحد...
جواهر / ما غيرتي رأيك يا كادي..اجلسي هنا لين يرجع أبوك
كادي / واترك سامي لحاله؟ لا.....
سامي يقاطعها / أنا ماجلس في البيت كثير إلا عشانك لو تبين......
كادي تقاطعه أيضاً و هي تقف / لا مابي..بنرجع لبيتنا_لتكمل بغصة لا شعورياً_كيف بيسمى بيت و حنا مانجلس فيه؟
تشاركا سامي و خالته نظرة...جعلتهما يغلقان الموضوع...
تلك الصغيرة حرمت من والدتها...و لا تريد أن تحرم أن يكون لها بيت تستقر فيه...
♥▓♥▒♥▓♥
جلست معهم حتى بعد مغادرة والدها لينام...تناولت معهم العشاء...
بالكاد ابتلعت الأكل...لكنها يجب أن تخرج من تلك الوساوس و الأفكار التي سجنتها...
إن كانت لم تقوى بعد خبر وصوله فقط..!!
فكيف ستقوى وهو يعيش حولها..؟؟
لابد أن تجاهد شتاتها...لتثبت على سكينتها التي أنست العيش فيها تلك السنوات التي غابها...
نزلت فجر درجات السلم...و من يدها يتصاعد رنين هاتف سلام...
فجر تصل عندها / سمعته يدق و جبته لك
سلام تلتقطه منها / مشكووره يا قلبي-و أجابت-هلا سمو
سمو / أهلين يالمتغليه..وش فيك يقولون تعبانه؟
سلام / لا بس ما نمت زين البارح..و تأزمت النفسيه شوي
سمو / اممم أجل ماراح أقولك الخبر اللي عندي..أنتي مو ناقصه
سلام بذعر / سمو تكلمي..وش فيه؟ صاير شي؟؟
سمو / لا عاد لا يطيح قلبك..الخبر المفروض إنه خير
سلام بحنق / سمـــــــووو تكلمـــي
سمو / ساري بيخطب
بهت وجهها...لقد نسيت محادثتها معه...مع ما يشغل عقلها...
لكنها ظنت أن تلك الزوجة التي اقترحتها...لم تعجبه...و هذا الغرض من عرضها له بالذات...
أن لا تعجبه...و لا يقبل بها...و ينسى فكرة هذا الزواج السريع...حتى يستعد له يوماً ما...
بعد تصريحها بإسمها...تتذكر نظرته المصدومة...فصمته...
و سؤاله إن كانت تلك الوحيدة التي تستطيع ترشيحها له...لتجيبه بنعم...
بعدها تحدث قليلاً بعيداً عن هذا الموضوع...و غادرا وهما لم يعودان على ذكرها مرة أخرى...
حتى هي لم تجرؤ على السؤال عن رأيه بها...خشية أن يفكر بها تفكيراً جاداً...
و الآن يتكرر السؤال بإلحاح...هل يعقل أن تكون هي؟
سمو / هوووو وين رحتي؟ انصدمتي و أنا للحين ما قلت لك مين العروس؟
سلام بلهفه / مين؟؟
سمو / بتنصدمين
سلام تتأكد شكوكها / أووف يا سمو قولي مين
سمو / زين زين..وش فيك اليوم..مولعه من حالك..ما خليتينا نسوي إخراج و حركات
سلام بتهديد / سمو!!
سمو / منــوووه
سلام لا تصدق / منوه! و أمي وافقت؟؟
سمو بإستغراب / الغريب إنها وافقت بدون إعتراض..مع إنها أبداً مو راضيه
سلام بضيق / ما قالت وش معنى اختار منوه؟؟
سمو وهي للآن لاتستوعب / لا..ما أحد سأله! و ما أحد راضي..و ما أحد اعترض هههه
تخشى أن والدتها قد تعرف...من اقترح تلك الفتاة أمامه...لن تسامحها على ذلك بالتأكيد...
هي نفسها لا تسامح نفسها على ما قالت...
لكنها لم تفكر واحداً بالمئة أنه قد يوافق...لا حقيقةً هي لم تكن تفكر ذلك الوقت أبداً...
و ها هو ساري يتحمل جنون أفكارها...و هي تتحمل الذنب الذي تحسه إتجاهه...
سمو / تدرين ليه ما أحد سأل؟
سلام بتشتت/ ليه؟؟
سمو / احس الكل عارف إنه تزوجها هي بالذات عشان يقهر دانه و أمها..بس ما يبون يقولون هالشي بوجهه..لأنه واضح إن هذا السبب..و إلا يعني وحده مثل منوه وش يخلي ساري يفكر بها..قلة بنات سنعات يعني
صمتت...و الضيق الذي لم يفارقها بدأ يزداد...
هل يتهمون ساري الآن بهذا التفكير...في حين هو بريء من كل تلك الأفكار الحمقاء...السوداء..؟؟
و هي السبب بكل هذا..!!
سلام بأمل ضئيل / إن شاء الله ما توافق
سمو بسخرية / هه يحصل لها بس..أمها وافقت على طول وكانت تبينا نجي اليوم..بس أمي قالت لها بعد أسبوع..و ساري اعترض يبي قبل عزيمة مالك..هههه أمي كانت تبينا ننشغل بالعزيمه يمكن يتراجع و ينسى لكنه قال بعد يومين بيروح يخطبها و قبل العزيمه
سلام تتلقى الصدمات بإختناق / أي عزيمه؟
سمو / أبوي بيسوي عشاء عشان رجعة مالك..يوم الخميس الجاي..و اعزمي خواتك ترى أنا و عمتي مصرين نشوفهم
هي..! وهو..! بذات المنزل الذي يدينها بالكثير..!!
لقد عاد...عاد سريعاً قبل أن تلم ما تبعثر من خبر قدومه...
انهت الإتصال بسرعة...و صعدت بلا أي كلمة إلى غرفتها...
أم صبح تتبعها بنظرات ضائقة..قلقة / وش فيها؟؟
ضحى / شكل اللي مضايقها موضوع عند أهلها..شكله موضوع أخوها
♥
♥
ارتمت على سريرها بسخط حالما دخلت غرفتها...و أفكارها تضيق بها أكثر....لا تتخيل أن ساري يتزوج منوه...و هي السبب بهذا...
كم تمنت لو أنها رشحت له صبح...تتمنى صبح له أو لتميم...
فمحبتها لصبح جعلتها تتمناها قريبة أكثر منها...و تتمنى لها الأفضل...
و إن كان ساري هو الأفضل...لكن قلبه المجروح...و المتعلق للآن رغم إنكاره بحب مرفوض...
جعلها لا تقوى أن ترشح له صبح...و لا أي فتاة أخرى قد يهمها أمرها...
كيف ترشحها؟؟
و هي تراه لا مبالي بهذا الزواج...و لا إختيار زوجة تناسبه...
كيف و هي لا تعلم كيف سيؤثر عليه قرب دانه من جديد؟؟
لدرجة أن يختار منوه...فقط للإسراع بزواجه...و كأنه يخشى أن يتراجع عن هذه الفكرة عند قدوم دانه...
لتردد مجدداً بلوم لنفسها...هي السبب...هي السبب...و عودة مالك السبب بكل شيء...
زفرت أنفاسها بقهر و هي تشرد بأفكارها فيما حصل خلال يومان فقط...(يا اللـه كيف انقلب كل شي فجأه؟؟)
لا تدري لما وسط ضيقتها...خطر في بالها يوسف...لتتنهد بإبتسامة لم تعيها...
كم هي هادئة...و مريحة تلك المشاعر التي تحسها إتجاهه...
لو كانت وافقت حين خطبها منذ سنتان...لكان حالها الآن أفضل...لكانت أكثر إستقراراً...
قد تكون أماً في هذا الوقت...ضحكت بصدمة و هي ترى أفكارها إلى أين وصلت بها...
تذكرت الصدفة التي جمعتها به...يوم خطبة شوق...
حين أوصلهم من السوق...و المرات التي يصادف خروجها...أو عودتها من الكلية لتلمحه...
لتمتلأ عيناها بالدمع...
هكذا ترى نفسها...فتاة رغم إهتمامه بها...إن صحت أفكارها...
لكنه لا يتجرأ أن يتعدى حدوده معها...
كم هو فرق كبير بين نفسها الآن...و تلك النفس التي كانت تسيّـرها مع مالك..؟؟
كم هي مختلفه نظرة يوسف لها...و نظرة مالك..؟؟
هنا سمو تعرف...صبح و شوق تحس بمعرفتهما لشيء ما...و لا تهتم...
لكن ما كان بينها و بين مالك...تتمنى لو تدفن في الأرض حية...لو عرف به شخص آخر...(يااارب..يارب يكونون لاهين بحياتهم و لا حتى يتذكرون اسمي)
♥▓♥▒♥▓♥
|