كاتب الموضوع :
أغاني الشتاء
المنتدى :
الروايات المغلقة
الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥
♥▄الـنـبـ«19»ــضــة▄♥
يــوم الجـمـعــة....~
[ .. فـي المــزرعــة .. ]
وقفت ساخرة تتأمل الحوار و المصافحة الباردة...بين والدتها و موضي...
أهذا حقاً مايدعونه صلح..؟
و مايغضبها أكثر أن تترفع موضي هكذا...في حين تقابلها والدتها بمحبة و تقرب..,و كأن والدتها هي المخطئة...و هي التي ترجو منها العفو...
قابلتها جود بفرحة و حماس عجزت أن تحس بهما...لتجاملها....
هـه...هي حتى لاترغب بمجاملتها...لتتكلف المحاولة...
جود تحتضنها لتبتسم وهي تتأملها / تغيرتي سمووو..محلوووه كثير
سمو ببرود و تهكم / لااا معقوله لا تبالغين..ترى كلها خمس سنين اللي ماشفنا بعض فيها..مايمدي اتغير
لترمقها بنظرة متعالية كتلك التي تنظر بها موضي لوالدتها...و تتركها غير آبهه...بتلك الإبتسامة المرحبة بها...
فتصدم جود بهكذا إعلان واضح...اخبرتها به أن هذا الصلح لايشمل صداقتهم المعطوبة...و لن يصلحها...
جلست بعيداً عن جود و أختها و الفتيات غير آبهة بأحاديثهن...تعبث بجوالها لتتجنب أي حديثٍ معهم...
مرت لحظات قضتها بضيق...قبل أن تبتسم بمكر و إنتصار...حينما رأتها تدخل إلى الصالة الكبيرة...بدت اليوم لها ككرت رابح لتلعب به ...وهتفت بترحيب مبالغ لها...
سمو تقف تملأ ملامحها فرحة و حب / يا أهلين بالحلوين..هلا بالعروس..هلا بمرة أخوي الغالي
منوه تبتسم بدلال..لهكذا ترحيب لم تتخيله / هلابك ياقلبي.._و تغمز لها_هـلا بريحة الغالين
سمو تتأملها بإعجاب / لازم هالشياكه ماتفوت أخوي
منوه تجاريها / أجل أنا ليه كاشخه..إن شاء الله عشانكم
سمو / هههه صدق عاد من هنا يستاهل يشوف هالزين..إلا ساري
كان حوارهما عالي اسمع كل من في المجلس...و كأن بينهما إتفاق سري عليه...
فـمنوه التقطت كرهها لهم...لتكمله...فهي تعلم أنها تجاملها...لسبب واحد .. و هي تجاريها لذات السبب ..
إغـاضـة دانه فقط ..
احست سمو بيد تبعدها...و هي تضغط على عضدها بقوة...ليصلها صوت عمتها بنبرة مؤنبة...
جواهر / ما ودك تبعدين شوي..تخلينا نسلم عليها
سمو لا تهتم / من فرحتي بمرة أخوي نسيتكم.._لتكمل ساخرة_من أنتـم؟
و التفتت بكل جرأه لتلقي نظرة توضح لهم مشاعرها نحوهم...حتى لا يتكلفن محاولة الحديث معها طوال الليلة...
♥
♥
بعـد دقـائق...من إجتماعهن...كانت قد انحرجت هي أيضاً من تعليقات سمو المبالغ بها...و تلك التلميحات القاسية التي ترميها كلما تكلمت...
و قبل أن تتهور بالمزيد...حثتها نظرة والدتها على أن تأخذها بعيداً عنهم...
ارسلت لها رسالة على هاتفها...تخبرها بها أن تتبعها...و خرجت من الصالة...
لتقف تنتظرها...في أقرب غرفة رأتها...
و تراها تأتي خلفها على الفور...و إبتسامتها الصغيرة التي بالكاد تخفيها...تخبرها أنها تعرف خطأها...
سمو تهتف من بعيد قبل أن تصل إليها / آآآمري سلووومه
سلام بعتب / سمو تكفين اعقلي..والله عيب اللي تسوينه
سمو تمثل ببراءة / وش سويت؟
سلام / أنتي تعرفين وش أقصد
سمو بصراحة / والله أنا كنت بأجلس أنا و شري..محد قالكم تجيبوني
سلام / سمسم ياقلبي ماتعودت عليك حقودة كذا..خلاص سامحي و .......
سمو تقاطعها بغيض / وهو على كيفي؟ قلبي بريموت اضغط زر اكرههم و اضغط ثاني احبهم..وش جايبهم اللحين؟ و بعد ايش ؟ بعد خمس سنين ؟ أنا حتى اشكالهم ناسيتها احس اني ماعرفهم..كيف تبين احبهم ؟!
سلام بتهور / واللـه غابوا مثل ما غاب مالك..ماشوفك كرهتيه مثلهم
سمو بدفاع / يعني تبين اكره أخوي؟ اكره مالك يا سلام؟!
سلام تتدارك حماقتها / أنا بس اقولك ان الكل يخطي..و حنا مانعرف عن ظروفهم شي..فسامحيهم مثل ماسامحتيه و خلينا نفتح صفحة جديدة
سمو ترفض المقارنة / مالك مع انه قطع فينا بدون سبب..لكنه ما أخطأ بحقنا..ما قهرنا..و لا جرح أحد....سلام أنتي ماشفتي كل اللي أنا شفته..كنتي تعبانه و اغلب وقتك في بيت أبوك..لو كنتي شفتي ساري بالحال اللي أنا شفته فيه كان ماسامحتي..ولو شفتي حرقة قلب أمي عليه..كان ماسامحتي..انتي بس اتذكري ساري قبل و شوفيه اللحين..وحده كرهت أخوي الحياة وخلته كذا ! تبيني اسامحها هي و أمها!! لو يموتون
سلام لا تجد ما تقوله / مو عشانهم..أنا قلت لك عشان عمي وعمتي مزنه بس..ماتبينهم براحتك ماراح اغصبك تكلمينهم..اعتبريهم مو موجودين..بس لاتصغرين نفسك بهالحركات وتحرجين أمي و تسوين شي ماله داعي..يله سمسم عشاني
سمو تتراجع / عشانك بس..المكان اللي هم فيه ماراح اجلس فيه..عشان اظمن نفسي
سلام تبتسم لها / هذا مبدئياً بس..لحد ما نجلس ونتكلم..لا تظنين إني باقتنع اتركك بسهوله
سمو تشاكسها / اشوف عنادي أو عنادك
♥
♥
كان يستند على الجدار...بجانب الشباك المفتوح يستمع لجدالهما...
مر من هنا...حين استوقفه هتاف سمو بإسمها...ليقف...و يقف حتى النبض بقلبه...لهفةً لسماع صوتها...
ليبتسم بشوق...و صوتها الهاديء و تلك النبرة الواثقة التي تزينه...ينساب بكل حنين لمسامعه...
أتستغرب أن سمو لا تكرهه بعد هذا الغياب؟؟ هو نفسه استغرب ذلك!
و كان يخشى أن لا يجد مكانه في قلب تلك الصغيرة...بعد هجره لها...
لكن سؤالـه الأكبر...الأقسى...هل تكرهه هي و لن تسامحه على غيابه..!
أترثان تلك الفتاتان عزة قلب والدتهما..؟
فرغم حبها الشديد لوالده..لكن حين جُرحت كرامتها لم تترد في تركه...و ترك أولادها حتى...
و هاهي سمو تحقد بشدة على من جرح أحباءها...فكيف لو عرفت ما فعل بسلام؟؟
و أي كره تحمله له سلام بقلبها...بعد كل ما فعله؟
إلى أين سوف يصل بها..؟
كل ما يخشاه أن تكرهه بمقدار...ما أحبته...
فـإن كان عجز عن إحتمال حبها بتلك السنوات التي مضت...
اليوم...لا طاقة له بعد هذا الفراق...و الخسائر...أن يجاهد مرةً أخرى في كرهها...
♥▓♥▒♥▓♥
في المجلس الواسع...و من بين تلك الأحاديث المتفرقة...و الضحكات...كان بين لحظة و أخرى يراقبه...
لم يكن على طبيعته...هذا الهدؤ...و السكون...يبدوان غريبان عليه...لا يليقان به...
حتى حين خرج الشباب...ليروا المزرعة و التغييرات التي حدثت بها...
بقي في مكانه لم يبرحه...شارداً عمن حوله...
باسل يقاطع أفكاره / ماراح تطلع؟
سامي / وش فيه تميم؟
باسل ينظر بإتجاهه / وش فيه؟ ما فيه شي!
سامي / من يوم جلس ما سمعنا صوته..مو عوايده
باسل بلا اكتراث / يعني لازم يصير مزعج عشان تحسه طبيعي
و تركه حين رأى أن لا نية لديه أن يذهب معه...منشغلاً بالإتصال الذي استقبله...
لينهض سامي أيضاً...و يقترب ليجلس بجانب تميم...
سامي بإهتمام/ وش فيك تميم؟ عسى ما شر؟
تميم ينتبه له / وش فيني؟
سامي / ما أنت تميم اللي اعرفه
تميم بمزاحه المعتاد / تعرف علي اللحين يمكن اطلع ابرك لك من اللي تعرفه
سامي بمحبة صادقة / لا نبغى خوينا اللي قبل مالنا غناة عنه
تميم يستند على ظهره و ينفخ صدره بغرور / لهالدرجة تحبه..والله شكله ماشاء الله عليه هو حلاة قعدتكم وهو اللي مونسكم الله يخليه لكم
سامي يبتسم بعدما رآه يعود إلى طبيعته / اشوفك صدقت!
تميم يبتسم رغم المرار الذي يملأ داخله / محد قالك تفقدني..هههه اللحين عطني فرصه خلني اعبر عن نفسي و أهميتي بحياتكم
و تشاغل عن همه قليلاً بحديثه مع سامي...لكن كل شيء يبدو له ناقصاً لا يكتمل...مزاحهم...ضحكهم...
أهكذا كانت تعيش هي عمرها بينهم...تدعي فرحةً لا تحسها..؟!
تمنح حباً...عجزت أن تصل به إلى صاحبة الحق فيه...
آه كم هي مؤلمة...تلك السنوات التي ظن بها أنها بنعيم عاشت حياتها بينهم...
في حين كان تقصيرهم يذيب عمرها لسنوات...على غلفة منهم...
♥▓♥▒♥▓♥
اقترب من المسبح...وهو يستمع لأصوات الأطفال الصاخبة...و ضحكاتهم العالية...
كان سيدخل ليلقي نظرة عليهم...قبل أن يتعثر بشيء ما...
فيعود خطوة للوراء بعد أن رأى تلك الأحذية السوداء الأنيقة...ليعرف أن إحدى الفتيات معهم بالداخل...
قبل لحظات اتصل بجود...و لم تخبره أنهم هنا...و سمع أصوات الفتيات حولها...فمن التي تجلس معهم؟!
لم يهتم كثيراً و كان سيرحل...لكنه سمع صوتها قبل أن يبتعد...ليبتسم...و تعود خطاه لا إرادياً ليقف عند الباب المفتوح...
سمـو تصــرخ / مشاااري يالنذل لا ترش الموية عندي..بس ابي اغطس رجليني مابي شعري الجميل يخرب
مشاري يشاكسها / خليها تطلع شوشتك على حقيقتها
سمو لاتهتم / يازيني أنا و شوشتي..حلوه بكل حالاتي
مشاري / دامك حلوه بكل حالاتك..اتركي هالتكشخ و تعالي اسبحي معنا
سمو تروقها الفكرة لأنها اصبحت تشعر بالملل / يله بس خلني آخذ لي كم صورة اوثق فيها أناقتي..و بعدين نخرربها
ليهتف مشاري...و رند...بحماس مشجعين لفكرة إنضمامها لهم...
وقف يستمع بإستمتاع لحديثها معهم...لا يعلم لما تشده إليها هكذا ..؟
حيويتها تجذبه...أحاديثها تضحكه...
فتاة مرحة...و كأن الفرحة أُخذت من ضحكاتها...
يجدها قريبة من الجميع...كادي...جدته...و هؤلاء الصغار...لا يحدها عمر...و لا تكتفي بأحد...
هل الطريق إليها أصبح أسهل بعد هذا الصلح...و القرب بينهم..؟؟
♥
♥
كانت تدور في الفيلا بملل...بعد أن رفضت الذهاب مع سمو للمسبح...خوفاً أن تفسد ملابسها أو مكياجها فهي لا تضمن سمو و مزاحها المبالغ به...
اعتصرت هاتفها بين يديها التي لم يفارقها للحظة...و هي تصل إلى المرآة في المدخل...و تقف تتأمل نفسها بخيبة...على أي مظهر مازالت تحرص؟؟
تأنقت جداً هذه الليلة...امضت ساعات في اختيار ملابسها...و تنسيقها...
و في كل لحظة منذ وصولها و هي تتأكد من زينتها...و مكياجها...
لكن لخيبتها...لم يتصل..!
لم يطلب رؤيتها..!
و لاتعلم هي...هل ترتاح لنسيانه هذا الأمر..؟
أم عليها أن تقلق لأنه لم يعد يهتم...؟
هل تتصل هي..؟؟
هل تطلب لقاءه..؟؟
(كل ما أقول إني قربت منك..تبعد أكثر يا باسل؟ وش الحل معك! )
أملها الأخير أن تجذبه بجمالها...بعد أن يأست أن تجذبه مشاعرها نحوه...
لكن تريده هو من يتلهف لرؤيتها...لا تريد أن تقدم نفسها بسهولة إليه...لكي لا تخسره فقط...
لأنها ما عادت تهتم أن تخسر كل شي...و تربحـه هو...
♥▓♥▒♥▓♥
كان يتمشى على مهل...يطيل المسافة قدر مايستطيع...لا يريد أن يصل...
ماباله اليوم كئيب...لا تسكنه لهفة لقاءها...و للحق...لم تسكنه تلك اللهفة يوماً...
و اليوم لم يعد حتى يشده إليها...منظراً قد اعتاد عليه..!
هل هي السبب..؟؟
هل عودتها ستتمكن منه من جديد..؟
وجودها فقط قريباً منه كان يكفي أن يجعل جميع مشاعره الأخرى تبهت و تخفت رغماً عنه...
أن يجعل فكره يتشتت...و نبضه يثقل...
لكن أن يرسمها الشوق...حلماً صارخاً أمامه..!!
جعل تلك الذكريات تنثال من قلبه دون إرادته...ليعود لقلبه نبضه الدافيء..و ترتوي روحه من ضمأ الغياب...
لحظة فقط كانت فيها تقف أمامه...و برمشة جفن ذاهلة...اختفت بسرعة...وهو مازال ينظر بصدمة للمكان الذي تركته...
لم تتغير..!!
نفسها ملامحها العذبة...المؤثرة...المنقوشة داخل قلبه...
نفسه النسيم الذي يمر روحه برؤيتها...يمنحه الأمل...و الحياة...
و نفس شموخها في عينه
و...نفسه مكانها في عميق الروح لم يتزحزح...لم يتبدل...
و كأن سوط تلك السنوات الخمس...لم يلسع قلبه..!!
لم تمر عليه هموم...و جروح...تركته محفوفاً بالقهر...و الخيبات...
و كأنه لم يبلغ من الوجع أكبره...
كانت نظرة خاطفة بينهما... لم يدم عمرها للحظة...لكنها اهدته فيها الأمل...اخبرته بكل مابقلبها يخصه...و بصدق نوايا لم تفشها له يوماً...
أدرك الآن فقط أن وسط تلك الضلوع الباردة...قلب ينبض فعلاً... بهكذا قوة...و ثقل...بعد أن مرت عليه سنوات لم ينبض...
أدرك انها مالكته...لا يقاسمها فيه أحد...فهي وحدها من تستطيع الوصول إلى قلبه...لتخترق دفاعاته...و جموده...
و أنه رغم النكران...و رغم الفقد...و رغم المرار...مازال على قيد الحب..!!
♥
♥
وقفت قريباً تنظر إليهما بغضب شديد...
إن كانت الصدف ستجمعها معه...فالتجمعهما....
لكن أكثير عليها حتى...أن تكون البلهاء التي لا تدري عما يدور حولها شيء..؟؟
أيجب أن تشهد لحظة خسارتها...و إنهزامها...و قهرها...
أيستخسر الوجع أن لاتحسه؟؟
أتفتقدها الخيبة...و تريد دوماً البقاء حليفتها..!!
مازالت تنظر بغيض حائر إلى شروده بها...هائماً...لا يحس بوقوفها قريباً منه...
عجباً هل يملك حقاً ذاك البارد...مشاعراً من الممكن أن تظهر على وجهه..؟!
مشت إليه يدفعها الغضب...تصف الكلمات بعجز و قهر في عقلها...كل عتب أو شكوى تحملها عليه...و على حظها...
(اكرهك-خاين-انتهينا)
حتى وقفت أمامه...لتموت الكلمات و المشاعر على لسانها قبل أن تنطقها...
حبست داخلها كما اعتادت مشاعرها الحقيقية...لتقضي وقتها معه بدون شعور...
حقيقة ادركتها...اسكتتها..!!
لاتملك معه حقاً بنعم أو لا...كلها مرهونة به..و بحظها السيء...
تريد أن تربحه...و ترجو أن تخسره...
ليختفي غضبها...و يتلاشى من وجهها...و قبل أن يلتفت إليها...لبست قناعها ...لترفع رأسها تنظر بتغنج إليه...
منوه بعذوبة / مساء الخير
ساري ببرود...و كأنه ليس الشخص الذي رأته منذ لحظة / مساء النور
أدارت نفسها أمامه...تستعرض جسدها الممشوق...و تنطق بحوارٍ مدروس...بعيداً عما يعصف بقلبها من قهر...
منوه بدلال / هاه وش رأيك فيني و أنا اسمع الكلام
تأمل تلك التنورة الضيقة...التي أطالتها قليلاً...و بلوزتها التي اتسعت هذه المرة...كانت تشف عما ارتدت تحتها...لتميل جانبها تكشف بها عن كتفها العاري...
ساري يرفع جانب بلوزتها لتعود لوضعها الطبيعي..و يستر ما كشفته / اللحين هذا اللي فهمتيه من كلامي! تغطين من جهه و تفتحين من الثانيه
منوه بغرور / وش ذنبي إني حلوه..و كل شي يلفت علي
ساري يمسك مرفقها ليشدها حيث الكرسي و يجلسا/ طيب..وش أخبارك يالحلوه؟!
منوه تبتسم بعذوبة / تمــام..و أنت؟
ساري يتأمل ملامحها القريبة منه / الحمدلله
التقت نظراتهما...ليطيل التحديق بها...وهي تبادله النظرة...لأول مرة لا تهرب سريعاً بنظرتها منه...
هو....يريد أن يعرف حقيقتها؟ يتمنى لو تتصرف بطبيعتها؟
ألا تملك روحاً حقيقية لتظهرها له..؟؟
أتحبه حقاً كما تدعي؟ أم أن مطامعها فيه..هي من تسيرها؟؟
مشاعرها التي تهديها إياه بسخاء..ماهي نسبة الصدق فيها..؟
من هي؟؟
و كيف للآن مازال يجهل كل شيء عنها؟
هي....لا تدري لما عجزت أن تبعد نظرها عنه...كما كانت تفعل..!!
لما لا تطبق جميع ما أخبرتها والدتها أن تفعله.؟
عن ماذا تبحث في تلك العينين الباردتين..؟؟
هل تبحث عن مكان لها قريباً منه؟ لن تطمع و تطلبه في قلبه!
يكفي أن ينوي إبقاءها بجانبه..و لن تطلب أكثر...
ما هي نواياه بشأنها..بعد أن عادت من كان يهواها..؟؟
تدرك أن فتاة مثلها..لن تنسيه دانه...لن يحبها أبداً كما أحبها...
لكن تتمنى أن يكون مايزال يحقد على دانة...ليتخذها هي سلاحاً لإغضابها...
تريد أن تنتصر عليها فقط به...و لا تكترث كيف ستعيش حياتها معه..!
لا تهتم إن لم يحبها...إن كان سيستخف بها دوماً كما يفعل الآن...
المهم أن تبقى هي...حسرة في قلب دانة تحملها طوال العمر...
أتطلب الكثير..؟؟
فقط حلمها إنتصار واحد...يجبر سنوات القهر...و الإذلال...
ساري بعد تفكير / تدرين إنك اذا شفتك غير عنك اذا كلمتك
منوه تضيع بين تطبيقها لما تريد أمها..و الأفكار التي تجول بخاطرها عنه / كيف غير؟
ساري / ليه و أنا اكلمك تصيرين أجرأ
منوه و تساؤله جعلها تسأل هي أيضاً / و أنت ليه و أنا اشوفك تصير مهتم فيني أكثر منك و أنا اكلمك؟
طال الحديث بينهما لأول مرة..!!
و لا تعـلم لـم؟ إحساسها يخبرها بشؤم أنها...آخر مرة...!
حدس استنتجته من خسائرها الدائمة أنبأها...أنها النهايــة...!
♥
♥
مازال قلبها يخفق بقوة...و إرتباك...و ضيق...تلوم نفسها على شيء لا ذنب لها به...
لا تعلم لما اجتمعا في ذات المكان؟؟ و في ذات اللحظة؟؟
رؤيتها له...جعلتها تحس بأنها مذنبة...بحق نفسها...و بحقه...و بحق منوه أيضاً...
كم تكره وضع...الحبيبة السابقة...الذي يجعلها ترى نفسها مخطئة...و يراها الآخرون بشفقة...و شماته...
لهذا لم تسعد بهذا الصلح...الذي زاد وضعها سؤ...و اجبرها أن تحمل نفسها لوماً أكثر مما كانت تفعل...
زفرت أنفاسها الضائقة بقوة...لتبعد عن تفكيرها هذا الموقف...و هي ترسم على وجهها إبتسامتها الهادئة...لتعود إليهم...قبل أن ينتبه أحد لغيابها الطويل...
كانت سوف تخرج من الغرفة...لكنها رأتها تتقدم إليها بسرعة و غضب لتدفعها من كتفها بقوة...و ترجعها للغرفة التي كانت ستتركها...
منوه بغيض / أنتي وش تبين؟ تتلصقين بأحد مايبيك و اختار غيرك ليه؟؟ وش اللي مخليك تنطين بوجه ساري بدون حياء!!
الصدمة اخرستها عن أي دفاع قد تبرر به موقفها...
كرهت نفسها حين وقفت أمامه هكذا...ضايقتها رؤيته لها...فكيف تكون منوه بالذات رأتها هي أيضاً؟؟
لتغمض عينيها للحظة تحاول التماسك...و هي تحس بالأرض تدور بها...لتعتذر بصدق منها...
دانة بحرج و ضيق / منوه والله آسفه...مادريت إن في أحد..قالوا.......
منوه لاتعطيها الفرصة لتتحدث لأن لا شيء سيزيح ذاك القهر الذي يسكنها/ لاااا تكذبين علي
دانه تحاول أن تفهمها / منوه أنتي معصبه و معك حق بس حاولي تسمعيني والله اللي صار ضايقني اكثر منك....
منوه و غضبها يتزايد..لتفجر غيضاً كبتته أمام ساري فيها / و أنتي من وين تعرفين انه ضايقك أكثر مني؟ ليه عندك قلب و أنا ماعندي!!
عشان كذا رضت أمك؟ عشان بكل مناسبة تتنططين بوجهه؟ ندمتي و تبين تسحبينه لك من جديد؟
كثيرة عليها هذه الإهانات لتتحملها..و لم ترغب أن تستمع لأكثر...
آسفة هي من كل قلبها...على ما حدث...و على رؤيتها لها معه...
لكنها تعلم أن منوة...مهما تحدثت إليها...و اعتذرت...لن تعذرها...
و لا تتخيل لو خرجت الآن...و أخبرت الجميع بما حدث...بأي قلب ستحتمل..؟؟
دانه وهي تخرج لأن وجودها قرب منوه..لن يزيدها إلاا غضباً / ما أقدر أقولك إلا..إنها غلطه و إني آسفه..و ياليت تصدقيني و تعذريني
منوه تلحق بها..و هي تصرخ من وراءها بغضب / سوي نفسك كالعاده الطيبه المسكينه..و أنا عارفه إنك تتمنين تاخذينه و تخربين حياتي معه! الله لا يسامحك
و توقفت بهذه الدعوة عليها...عند الباب...و هي تراها تبتعد عنها...
لتعود إلى الغرفة...و دموعها التي حبستها لوقت طويل...تكتسح بمرار...ملامح وجهها المتكلفة بأناقتها...
لتجلس على الأرض...بعجز...و قهر...و وجع...
ألم يقبض بروحها لا تقوى على التخلص منه...فالتتخلص إذن من ألمها الآخر...
نزعت حذائها لترى الجرح الدامي في قدمها...مازال ينزف..من ذاك الكعب المبالغ به...الذي أصرت والدتها على أن ترتديه...رغم مقاسه الغير مناسب لها...رغم الألم الشديد الذي يسببه لها...
لتتأمل تلك الدماء التي لطخت قدميها...و ترثي حالها الآن...و هي تقارنها بحال دانة...
هل قضت من الساعات؟ كما قضته هي في تصفيف شعرها؟
هل تضع من المكياج ربع ما تضعه هي..لتكون بهذا الجمال؟
هل سمعت خطاباً طويلاً كالذي سمعته..عن كيفية تصرفها..و حديثها..حتى نظرتها كيف يجب أن تكون؟
هل يملي أحدٌ عليها حياتها...و مشاعرها...كما تفعل والدتها بها؟
هل تحس أن الجميع هنا يجاملونها..في حين يرغبون في نفيها بعيداً عنهم؟
كيف تأتي بعد تلك الأخطاء...و خساراتها...و تجرؤ أن تتصرف أمامها...و أمامهم كالمنتصرة..؟؟!!
حتى في موقف كهذا...تخطيء هي فيه...لا تجد لنفسها الحق بلومها...لتهذي بمرار...( على بالك مو جاي على بالي اصررخ و افضحك و اخلي الكل يعرف باللي صار! لكني عارفه إنه أول واحد بيوقف معك..كلهم بيوقفون معك..حتى لو كنتي خطأ و أنا اللي صح )
وقفت بإستسلام...لتمشي و تأخذ منديلان تحشرهما...بين جرحها الملتهب و ذاك الحذاء اللعين...آمله أن لاتنتبه له والدتها...و تأمرها بنزعه...لعله يخفف ذاك الوجع الذي انهك قدميها...
و تقف أمام المرآة...تفكر كيف ستعدل ما فسد من مكياجها...حتى لا تنتبه والدتها لإفسادها له...
و تعود بينهم لتلعب دور الفتاة الحمقاء...الذي تجيده...
♥▓♥▒♥▓♥
|